تلعب سودوكو؟.. حاول!
لا بد أن يجد الانسان شيئا يشغله عن القراءة والكتابة، لا بد أن يلعب أو يتفرج على الذين يلعبون، ولم أطق صبرا على كل الألعاب التي مارستها أو التي يمارسها الآخرون. ووجدت لعبة الشطرنج، واشتريت كتبا، وحاولت أن أقلد الأساتذة الكبار في تحريك البيادق على رقعة الشطرنج، وتعلمت اللعب في وسط الرقعة، أو بالحصان الواحد أو الاثنين معا.

ومن الغريب أن كل أطفال الأسرة كانوا يغلبونني، ولم يقرأوا ما قرأت، واندهشت لذلك، وضقت بالشطرنج، فأنا أحاول أن أمشي على القاعدة، أما الأطفال فهم مغامرون، والمغامرون يكسبون، وعدلت نهائيا عن الشطرنج.

وأخيرا وجدت لعبة (سودوكو)، والاسم يبدو أنه ياباني، وهو بالفعل كذلك، ومعناه الأرقام المنفردة، وكمعظم الصناعات اليابانية مأخوذة من دول أخرى، وهذه اللعبة أيضا كان قد اهتدى إليها أحد عباقرة الرياضيات السويسريين، إنه ليونارد أوبلر وقد عاش في القرن الثامن عشر، وله ولع بالأرقام فقد ألف أكثر من ثمانمائة بحث، وعنده ثلاثة عشر ابنا، وكان يعاني من متاعب في عينيه حتى فقدهما، وهو الذي ابتدع ما سمي في ذلك الوقت بالمربعات اللاتينية، فما هي هذه اللعبة؟.

أما اللعبة فهي فترينة من الأرقام المتقاطعة، وهي ليست في حاجة إلى براعة من أي نوع، لا الضرب ولا الطرح ولا القسمة، فقط أن تعرف من 1 إلى 9، وأمامك مربعات (81 مربعا) في تسعة أعمدة، والمطلوب أن تملأ هذه المربعات بالأرقام من 1 إلى 9، طولا وعرضا، ويبدو أن هذا سهل، والحقيقة أنها صعبة جدا، توجع الدماغ، تدوخ، فالمطلوب هو أن تكون الأرقام بالطول من 1 إلى 9 وكذلك بالعرض، فهات ورقة وقلما، وسوف تجد أنهم قد وضعوا لك بعض الأرقام يمين المربعات وعليك أن تكمل الباقي من دون أن تكرر رقما بالطول أو بالعرض، وبس!

هناك كتب وهناك أبطال وأساتذة ومجلات وحيل عجيبة الشكل، فإذا كان عندك ساعة أو ساعتان فلا تتردد، لذيذة؟ نعم، مسلية؟ نعم، مرهقة؟ هذا مؤكد!
أنيس منصور
الشرق الأوسط 17/9/2005



----------------------------------------------------------

مشكلة البديل أو مابين القراءة والكتابة وهو الوقت الذى يريح فيه الكاتب والأديب قلمه قليلا , ورأسه بعض الوقت هى مشكلة من الصعوبة مواجهتها .
بغض النظر عن المشاكل الحياتية التى تفرض نفسها عليه هناك فترة إختيارية يختار فيها الأديب الراحة فماذا يفعل ؟؟
قل لى ماذا تلعب كى ألعب مثلك ؟؟
حسنا لنفترض جدلا أنك إخترت اللعب !!
ما اللعبة التى تناسبك ؟؟
يقول مفكرنا الأستاذ " أنيس منصور " أنه فكر فى لعبة الشطرنج !!

ومن الغريب أن كل أطفال الأسرة كانوا يغلبونني، ولم يقرأوا ما قرأت، واندهشت لذلك، وضقت بالشطرنج، فأنا أحاول أن أمشي على القاعدة، أما الأطفال فهم مغامرون، والمغامرون يكسبون، وعدلت نهائيا عن الشطرنج
ولكن حينما يفكر كاتب فى لعبة لا يمارسها بل يحضر الكتب والأبحاث التى تتحدث عنها و عن قوانينها , ولم يفكر لحظة أنه بذلك خرج من القراءة إلى القراءة !!
قرأ , ودرس اللعبة وعند التطبيق خسر من كل من لاعبهم !!
لأنه لم يدرك أنها لعبة أساساها الممارسة وليس البحث والقراءة .
حسنا أرى أن المشكلة التى تواجهنا ككتاب تكمن فى أننا بتنا محصورين ومحاصرين بالورقة والقلم والبحث والنظارة التى تقرأ ما لا يقرأه الآخرين .
إذن ماهو البديل ؟؟
رأى كاتبنا أن البديل فى لعبة أصبحت هى الشغل الشاغل للكل الآن وهى " السوكودو " .
ما هى السوكودو ؟؟
يقول كاتبنا :

أما اللعبة فهي فترينة من الأرقام المتقاطعة، وهي ليست في حاجة إلى براعة من أي نوع، لا الضرب ولا الطرح ولا القسمة، فقط أن تعرف من 1 إلى 9، وأمامك مربعات (81 مربعا) في تسعة أعمدة، والمطلوب أن تملأ هذه المربعات بالأرقام من 1 إلى 9، طولا وعرضا، ويبدو أن هذا سهل، والحقيقة أنها صعبة جدا، توجع الدماغ، تدوخ، فالمطلوب هو أن تكون الأرقام بالطول من 1 إلى 9 وكذلك بالعرض، فهات ورقة وقلما، وسوف تجد أنهم قد وضعوا لك بعض الأرقام يمين المربعات وعليك أن تكمل الباقي من دون أن تكرر رقما بالطول أو بالعرض، وبس!
يرى الكثيرون أن تلك اللعبة هى لعبة القرن الحالى لأنها ليست مجرد مربعات , ولكنها تفكير فى أرقام نستخدمها جميعا , ولكن هل يمكنك أن تتحدى الأرقام !!
ولم يلحظ أحد أنه حينما ترك الشطرنج لعبة تحدى التفكير والعقل الأولى ذهب إلى لعبة تتحدى العقل أيضا لكن ليس بقطع شطرنجية , ولكن بأرقام أصابت العديد بالجنون !!
يحيي هاشم
1/1/2007