هو حرثان بن الحارث بن محرث بن ثعلبة بن سيار بن ربيعة بن هبيرة بن ثعلبة بن ظرب بن عمرو بن عباد بن يشكر بن عدوان بن عمرو بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار،
أحد بني عدوان وهم بطن من جديلة. شاعر فارس من قدماء الشعراء في الجاهلية وله غارات كثيرة على العرب ووقائع مشهورة ..
ولما احتضر ذو الإصبع دعا ابنه أسيدا فقال له يا بني إن أباك قد فني وهو حي وعاش حتى سئم العيش وإني موصيك بما إن حفظته بلغت في قومك ما بلغته فاحفظ عني
((ألن جانبك لقومك يحبوك وتواضع لهم يرفعوك وابسط لهم وجهك يطيعوك ولا تستأثر عليهم بشيء يسودوك وأكرم صغارهم كما تكرم كبارهم يكرمك كبارهم ويكبر على مودتك صغارهم واسمح بمالك واحم حريمك وأعزز جارك وأعن من استعان بك وأكرم ضيفك وأسرع النهضة في الصريخ فإن أجلا لا يعدوك وصن وجهك عن مسئلة أحد شيئا فبذلك يتم سوددك ))
ثم أنشأ يقول
أأسيد إن مالاً ملكت فسر به سيراً جميلا
آخ الكرام إن استطعت إلى إخائهمُ سبيلا
واشرب بكأسهم وإن شربوا به السمَ الثميلا
أهن اللئام ولا تكن لإخائهم جملاً ذلولا
إن الكرام إذا تؤاخيهم وجدت لهم فضولا
ودع الذي يعد العشيرة أن يسيل ولن يسيلا
أبني إن المال لا يبكي إذا فقد البخيلا
أأسيد إن أزمعت من بلدٍ إلى بلدٍ رحيلا
فاحفظ وإن شحط المزار أخا أخيك أو الزميلا
واركب بنفسك إن هممت بها الحزونة والسهولا
وصل الكرام وكن لمن ترجو مودته وصولا
ودع التواني في الأمور وكن لها سلسا ذلولا
وابسط يمينك بالندى وامدد لها باعاً طويلا
وابسط يديك بما ملكت وشيد الحسب الأثيلا
واعزم إذا حاولت أمراً يفرج الهم الدخيلا
وابذل لضيفك ذات رحلك مكرما حتى يزولا
واحلل على الأيفاع للعافين واجتنب المسيلا
وإذا القروم تخاطرت يوما وأرعدت الخصيلا
فاهصر كهصر الليث خضب من فريسته التليلا
وأنزل إلى الهيجا إذا أبطالها كرهوا النزولا
وإذا دعيت إلى المهم فكن لفادحه حمولا
المفضلات