المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.محمد فتحي الحريري
نسرين حمدان
الاديبة البارة والمجاهدة الفاضلة
الحصان الرزان
دمت بخير
اختيارك الحديث عن شموع نعتز بها من المجاهدين دليل اصالة ونخوة يعربية اصيلة يابنت الرجال
رحم الله الرنتيسي فقد التقيته والتقيت زوجه في سورية قبل سنتين بلغيها وانجالها السلام
الشيخ احمد يس امير المجاهدين وعمدتهم حججت واياه قبل 10 سنوات ونزار ريان كانت بيني وبينه مراسلة
اما الاستاذ العف فلاول مرة اتشرف بسماع اسمه وسرني ما كتبت عنه
ملحوظة : اظن رسالته عن التشكيل الجمالي عند علي بن الجهم ( الماجستير ) وليس الجهني ، ظنا ، لست متاكدا !!
نسرين البتول
اكرر التحايا العطرة والثناء الجميل والله الموفق ..
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل
محمد فتحي الحريري
على ردك الطيب وكلماتك العطرة وتشجيعك لي
ساهم الكاتب والشاعر الدكتور عبد الخالق العفّ في الدفاع عن قضية أمّته ودعم صمود شعبه بالكلمة
والمقالة والقصيدة ورعاية المواهب الإبداعية الشابة، ورفد الحياة الثقافية الفلسطينية بالعديد
من المؤلفات والأبحاث القيّمة.
ومن مقالاته القيمة جزاك الله وإياه كل الخير هذا المقال / /
دور المؤسسات الثقافية
بقلم الدكتور:عبد الخالق محمد العف
بقلم الدكتور:عبد الخالق محمد العف
مقدمة:
مع كل إطلالة فجر لمؤسسة ثقافية جديدة تتفتح أزاهير الحضارة ومع إشراقة شمسها يغمر الكون نور المعارف .
ويزداد يقين المخلصين أن جذور حضارتنا الممتدة عبر التاريخ قد أنبتت شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها تبارك وتعالى وتثمر أغصانها جنى طيبا يغذى أرواح ذوى المسغبة الروحية ويروى العطاشى إلى رحيق مجدنا التليد والظمأى إلى زلال عزنا العتيد .
فالمؤسسات الثقافية ينابيع العطاء المتدفقة وأعلام الوفاء المرفرفة في آفاق الكون ,إن الأجيال تتطلع إلى منقذ من ضلال الغزو الثقافي الفكري وتتشوف إلى حادٍ لأرواح جيل الصحوة المباركة .
لقد حرص أعداء الأمة على التآمر ضد مقدراتنا الحضارية ومحاولة تذويب هويتنا وتضييع عقيدتنا , لكن خاب فألهم ورد الله كيدهم إلى نحورهم فنكس الله تبارك وتعالى راية العولمة ورفع راية عالمية الاسلام فامتدت أنوار الحركة الإسلامية لتشمل العالم بأسره رحمة وعدلاً وعزة ً, ورفضاً لكل أشكال الهيمنة والتبعية والهزائم النفسية المتتالية والتي منيت بها أمتنا في التاريخ المعاصر .
ومن هنا نطالب بمزيد من العطاء والتفاني من المؤسسات الثقافية العاملة على الأرض في خدمة ثقافة الأمة وحضارتها المجيدة .
مستقبل الثقافة الفلسطينية:
أي تفكير في مشروع وطني ثقافي حضاري شامل ، لابد أن يستلهم التراث ويتسم بالمرونة والمعاصرة، وهذا منهج حيوي متوزان متحرك في زمن لايعرف السكون ، ولابد لنا من طرح فكرتنا الحضارية من منطلقات واعية مدروسة بعيداً عن الانفعالات والتشنجات وردود الأفعال ، مع إفساح هامش من الحرية والمرونة والانفتاح الواعي وسماع الرأي الأخر .
الثقافة والتراث:
ولابد من التفرقة بين عنصرين رئيسين متعلقين بالتراث :
أحدهما : عنصر سماوي وقفي مقدس غير قابل للتبديل أوالتغيير أوالتحريف وهو في نفس الوقت صالح لكل زمان ومكان ، لأنه من لدن حكيم عليم .
ثانيها : عنصر بشري مهما بلغت عظمته فمن الممكن أن يعتريه النقص وليس من المنطق أن يتصف بقداسة هيأ لها الارتباط الشديد بين المنهج والتطبيق في ظل الصعود الحضاري الإسلامي ، لكن بعض الممارسات الخاطئة عبر التاريخ قد شوهت بعض معالمه ، فلابد إذن من تصفية مفردات العنصر الثاني، فنبقى على عناصره القادرة على تلبية الاحتياجات الموضوعة للحياة المعاصرة والتقدم الإنساني ونسقط منه ما لم يعد مناسباً لهذه الاحتياجات .
إذن المقصود من العودة إلى التراث الحوار مع التاريخ والدخول في سياقه والتماهي مع دلالاته وإرهاصاته والإفادة من عناصره القابلة للاستمرار .
ما هي الثقافة؟
الثقافة كلٌّ مركبٌ يشمل في إطاره العقائد والمعارف والأخلاق والفنون والفولكلور الشعبي والعادات والتقاليد التي يكتسبها الإنسان ويمارسها بحسبانه عضواً في المجتمع ، والثقافة هي السمات الروحية والمادية والفكرية الخاصة التي تميز مجتمعاً بعينه .
أما عن الثقافة الفلسطينية فقد نبتت في أعماق التاريخ ، وفي مناخ حضاري عريق متصل بوجود الشعوب السامية في منطقة شرق وجنوب شرق المتوسط وخاصة الكنعانيون ، ثم جاءت الحضارة الإسلامية العربية لتضع الأمور في نصابها الصحيح ، ولتشرق على الكون شمس الحضارة والمعرفة والعالمية التي تميزت بأعلى درجات الخصوصية والكمال والشمول والتوازن
لقد أثبت المسلمون في ظل الحضارة العربية قدرة مذهلة على التحكم بآلية الانفتاح والنقل الثقافي والحوار الحضاري في فلسطين مادياً ومعرفياً ، قوة أوجدت حاجة حقيقة إلى التفاعل والاندماج ، وليس حاجةً موهومة يفرضها واقع العجز والانهزام كما هو الحال اليوم ،فيعوّض مدّعو الثقافة الإخفاق في الإنتاج العقلي والمادي باستعارة منتج الآخر المهيمن ونظل في سياق سياسة العولمة متصلين بثقافة استهلاكية سالبة ، وليس بثقافة منتجه موجبه منتصرة .
من هو المثقف؟
ليس المثقف هو الذي يمتلك كماً من المعارف والمعلومات والشهادات العلمية بل هو الذي يحمل بوعي هموم مجتمعة وأمته ، ويعيش في قلب الجماهير ويناضل من أجل حريتها ويرتقي بوعيها ، ويحرضها على الثورة والتغيير ورفض كل أشكال الهيمنة والاستبداد .
ولعل أخطر أنواع المثقفين هو المثقف المتسلط النفعي الذي يسخر قلمه لتكريس ثقافة الاحتواء والتغييب ، وأخطر منه المثقف المهزوم الذي ينفذ سياسة الآخر ويكون بوقاً له ولثقافته .
العلاقة بين المثقف والسياسي:
ليس من المفيد أن يلبس المثقف جلد السياسي ، لأن من شأن ذلك خلق ضيق في مساحة الوعي وهامش الحرية ، فالثقافة تخاطب جدلية الزمان والمكان تاريخياً وحضارياً وإنسانياً أما السياسة فإنها تتعامل مع الممكنات العملية الآنية .
السياسي عادة يستند إلى قاعدةً من ليس معي فهو ضدي وينبغي مواجهته أما المثقف فإنه يستند إلى قاعدة الحرية والتعددية واحترام الرأي الآخر ، وإن كان لابد من تلاحم السياسي والثقافي في صراعنا مع المحتل ، فينبغي أن يكون ذلك على أساس واقع الاحتلال ومقاومته بشتى الوسائل ، والحذر كل الحذر من إغواء الوقوع في شرك المرحلية أو القفز فوقها أو الموت في إحداها.
أنواع الثقافة:
هناك نوعان من الثقافة : ثقافة رسمية سياسية تحدد معطياتها الأنظمة وهي تجسّد فلسفة ومصالح تلك الأنظمة وهي ذات طابع نفعي وظيفي استغلالي أما الثانية فهي ثقافة الشعوب ويشكل معطياتها وإطارها نبض الجماهير التي تتوق إلى التغيير والتطور.
ولابد من التأكيد هنا على وجوب تحرير النتاج الثقافي المعرفي من هيمنة مراكز السلطة ، والعمل على استقلالية الفكر والإبداع ، فالثقافة الناجحة هي الثقافة القائمة على قاعدة متوازنة من الحرية والمسئولية الوطنية والأخلاقية التي يتحدد في إطارها دور السلطة ودور المثقف إن افتقار الثقافة إلي الحرية هو أبرز ظواهر التخلف الثقافي في مجتمعاتنا العربية ولذلك يجب أن نتجاوز هذه الإشكالية ونوفر القدر الأكبر من الحرية الثقافية في المجتمع الفلسطيني .
أزمة في الإبداع الثقافي:
لاشك أن هناك أزمة في المنتَج الإبداعي الثقافي ، وقد نشأت هذه الأزمة نتيجة عدم نضج الرؤية الذاتية ، وعدم اكتمال الثقة بأصالة حضارتنا العربية وعراقتها ، ومع ذلك فإن الشعور الجماهيري العام الذي يوجه حركته وعيُ المثقفين بطبيعة المرحلة قد ينتج جبهة ثقافية قوية تنتج بدورها إبداعاً ثورياً تغييراً يتصدي لثقافة المحتل .
وكما أن الاحتلال كان له أثر سلبي على خنق الثقافة وكبح جماحها ، فقد كان له أثر إيجابي غير مباشر تبدّى في انفجار الانتفاضة المجيدة التي كانت ولازالت فعالية نضالية ومظهراً من مظاهر الوعي الثقافي والسياسي العميق.
معوقات وطموحات:
من أهم المعوقات في صياغة منهج ثقافي متكامل ومتوازن انعدامُ التخطيط وغياب الإستراتيجية وعدم وجود تنسيق وتشاور بين الأطر الثقافية الرسمية والهيئات الثقافية العامة والنقابية والمؤسسات التعليمية العليا ، بل إن كلاً من هذه الأطراف يسعى إلى إثبات وجوده على حساب طمس الآخر وإعاقته ، وهذه الظاهرة سلبية نفعيةُ يغلّب فيها هوى المصالح الذاتية على مصلحة مجموع الشعب الفلسطيني الذي ينتظر من كوادره الثقافية تشكيل مرجعية ثقافية عليا حرة غير مسَّيسةٍ بلون واحد ، و يُنصح هنا بتشكيل مجلس أعلى للثقافة والفنون يضم عدداً من المثقفين والأكاديميين والمبدعين ممن يتمتعون بالنزاهة والموضوعية والالتزام بقضايا الوطن وهموم الأمة بغض النظر عن الرؤى السياسية أو الانتماءات الحزبية
ويكون لهذا المجلس إستراتيجية واضحة شاملة ، ويتولى وضع خطط ومشاريع وأولويات وبرامج إصلاح المؤسسات الثقافية القائمة وتفعيل أنشطتها الإيجابية وتغطية النقص في الكوادر والخبرات والمعدات وسائر الإمكانيات المادية والتقنية اللازمة للنهوض بالثقافة الفلسطينية .
دمتم بكل الخير
المفضلات