الأحد الأسود هل هو عنوان لفيلم هوليوودي؟

[مراد حركات]

الأحد الأسود هل هو عنوان لفيلم هوليوودي؟

بقلم الأستاذ وحيد طهراوي

إنه عنوان يبدو كأنّه كُتِبَ على ملصق حائطيّ لفيلم ملحمي من إنتاج مؤسسة هوليوود، ولكن في اعتقادي أن هذا العنوان هو أعظم شأناً وأعلى قدراً من أن يكون عنواناً لفيلم هوليوودي أُنْتِجَ لمجرّد الإثارة البصرية أو العصبية، والتي تستهدف الربح السريع وابتزاز جيوب هواة السينما.
هذا الأمر يتعلّق بعمل ملحمي أنجزه الكاتب المسرحي الدكتور محمد علي شيشة عن فكرة مقتبسة من فيلم للمخرج )طيطاش( الذي سبَق له أن قدَّمَ إنتاجه للجمهور من خلال الشاشة الصغيرة، علماً وأن هذا الموضوع قد ألهم مجموعةً من الفنّانين تحت إشراف الفنّان التشكيلي وحيد طهراوي في منتصف الثمانينات، إذ أنجزوا جدارية عملاقة )13م x 2م(، والتي وُضِعَت في موقع قريب من تمثال الكاردينال لافيجري، وقد أُسْنِدَت على سياج حديقة ديفور سابقاً – 20 أوت – حالياً.
وها هو التاريخ يستدير ويدخل منعرجاً جديداً، يتمثل في إنجاز أوبيرات ملحمية تجسِّد المجازر التي اقترفها الاستدمار الفرنسي في حق شعبنا في 29 جويلية 1956م، والذي لا يزال بعض الشيوخ ومن مسّهم هذا الظلم والقمع غير المبرَّر، يتذكّرون تلك الأهوال التي تشيب لها الولدان.
إنّ هذا العمل الإبداعيّ الذي استغرق وقتاً لا بأس به حول البحث والتحقق والمراجعة ليخرجَ في مخطوطةٍ طُبِعَت منها عدّة نسخ، ومرّت عبر لجان القراءة بوزارة المجاهدين والمركز الوطني للبحث في تاريخ ثورة الفاتح من نوفمبر، والذي باركَتْه عدّة مؤسسات منها: الديوان الوطني للثقافة والإعلام.
وقد بذل الدكتور محمد علي شيشة جهوداً كبيرةً في عض وتعريف المعنيين بالأمر بما تمّ إنجازه، ولا يزال يواصل بجهدٍ حثيثٍ وإرادةٍ فولاذيّةٍ رغم كل أنواع العراقيل والمثبّطات التي تقف في طريقه وهو يقود صراعاً مريراً مع الظروف غير الملائمة، ومع المحيط غير المتفاعل الذي يعاني من ركود وجمود مقرفيْن، وبخاصّةٍ أنّ أغلبَ القاعاتِ التي تستقبل النشاط المسرحي غير مؤهلة لحدّ الآن، ولا تستطيع استقبال العروض المسرحية البسيطة، فما بالُنا إن كنّا مع عمل ملحمي بحجم "الأحد الأسود"، وفعلاً فقد كانت الجهود مكثَّفةً للغاية لرفع التحدّي، وتجاوز الأمر الواقع وتحطيم كل جدران الصمت والتعتيم واللامبالاة، وهذا بتعاون نخبة من الشباب الفنانين والممثلين من كل الأعمار والمستويات، بما في ذلك ممثّلات بسكريات رفَعْنَ التحدّيَ لإثبات حضورهنّ في العمل الفني، كما أنّ استيديوهات التسجيل الموسيقي التي يمتلكها بعض الشباب البسكري استطاعت أن تبرزَ بصماتِها الفنيّةَ والتقنيّةَ، فيما يتعلّق بالموسيقى التصويرية المتنوعة السائرة في ملاحقة المشاهد البانورامية المجسّدة للمجازر والمأساة التي عاشها شعبُنا تحت نير الاستدمار، وقد ذكّرتنا هذه الجهود المبدعة بالفنان الكبير الراحل "أحمد مالك" رحمه الله.
كما تمّ استعمال جملة من الألحان المتعددة تناسباً مع كل موقف ضمن الملحمة، وإلى جانب هذه الألحان رُصِّعَت الملحمة بلوحات ومشاهدّ تمّ رسمُها بتقنيات وإبداع كوليغرافي، ويتوافق مع الصيرورة الباطنية للميكانيزمات والأفعال التاريخية المجسّمة بواسطة مجموعة من المملين حسب أدوارهم ومواقعهم ضمن عملية السرد والتواصل في إطار الفعل التاريخي الموثّق من جهة، ووِفْق ما تقتضيه الضرورات الفنية والإخراج المسرحي من جهةٍ أخرى.
زيادةً على التوشيحات الذكيّة المتعلّقة بكسر الرتابة والأفعال العادية في مظاهرها اليومية، وهذا بإدخال الرتوشات واللمسات الجمالية التي تشكِّل بذاتها كساءً يُضفي ألواناً جميلةً جدّاً من الهرمونيا اللونية والإيقاع الحركي والموسيقي الذي غالباً ما يشكّل الخلفية لمصاحبة المشاهد لمنع المُشاهد من دخول حالة الملل.
كما أدخلَ رمزية العلم الوطني الذي كان ولا يزال يمثّل الرمز والأيقونة الرئيسة في ملحمة الثورة، وإلى جانب ما يمثِّله هذا الرمز من قيمة فوقية ذات دلالة، فإنّ الملحمةَ قد طُعِّمت بلقطاتٍ ومشاهدَ ذكيّةٍ ذات دلالة خاصة من أجل إيجاد نوع من التوازن بين الرعب الاستدماري – العنف والمجازر – وتحدّيات الشعب ونخبته الثائرة بالمواقف العلمية التي أعطت ديناميكية ورمزية قادرة على إقناع الجمهور بحضور التاريخ الوطني بكلّ جلاله وجماله، وحتّى يتمَّ تكثيف هذا الشعور بالبعد الروحي والشعوري، فقد قُدِّمَت داخل هذه المسرحية ملحمة أخرى شعرية، وذلك بإدماج شعر مفدي زكرياء – رحمه الله – كمقاطعَ تحضر من حينٍ لآخرَ، كفواصلَ مؤطَّرةٍ للأحداث الكبرى ضمْن شعلة "اللهب المقدّس" التي استضاءت بها الملحمة.
والأكثر إثارةً للجمهور داخل هذا المشهد القاتم هو مظهر العرس والعرسان الذي يرمز إلى روح البقاء والمقاومة والأمل، رغم هذا فإن المشهدَ الأخيرَ من العرض كان مجزرةً رهيبةً ضدّ الأبرياء في ساحة سوق شعبي، أعقَبَتْه عمليات فدائية جريئة ضدّ الاستدمار.
إنّ هذا العملَ الذي سيخرج إلى النور عمّا قريب، لن يكتبَ له النجاح إذا وجد الدعمَ الكافيَ من المسؤولين والمعنيين، رغم الدعم الذي قُدِّمَ من قِبَل المجلس الشعبيّ البلديّ لمدينة بسكرة والسيد والي الولاية وبعض الخواص.

[مراد حركات]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هذه نبذة وجيزة عن حياة الفنان التشكيلي والإعلامي الأستاذ وحيد طهراوي:

ميلود "وحيد" طهراوي من مواليد بسكرة في 05/12/1951م
العنوان: 09 عمارة أ-6 حي 150 مسكن – بوقرة البليدة

الدراسة:
• الابتدائية: شهادة التعليم الابتدائية المدرسة المحمدية بسكرة.
• الإعدادية: ممرات بن بولعيد باتنة شهادة تقني.
• الثانوي: ثانوية حكيم سعدان – الجامعة الليلية.
• المدرسة الوطنية للفنون الجميلة الجزائر 1975 / 1976.
• سنة أولى دراسات عليا فنون تطبيقية.
• إخراج صحفي 1986 جريدة الشعب.
• S.A.P تقني آلة راقنة – اختزل عربية.
الحياة العملية:
• عون مكتب اتحادية ومحافظة حزب جبهة التحرير الوطني بسكرة )1973 / 1986(.
• موظف بالسلك الديني، منتدب للنظارة، مكلف بالثقافة الإسلامية 1989 – 1998.
• عون صيانة ورقابة ديوان الترقية والتسيير العقاري مكلف بالمساحات الخضراء 1999 – 2001.
• مساعد مخبري (EAGB) 2001 / 2003، عون أمن (SAGIM 2006).
• مسير أشغال تقني 2008.
الممارسة الفنية والثقافية:
• مصمم ملصقات حائطية وغلافات كتب.
• رسام جداريات تاريخية عبر عدة ولايات من الوطن.
• نحت بارز لجدارية ثورة الزعاطشة 1849 30م 2 بسكرة 1996.
• مساهم في أعمال فنية بعدة متاحف ولائية وطنية.
• مساهم بحوارات إذاعية وتلفزيونية وندوات وطنية.
• منسق الفرع الولائي لاتحاد الفنون 1982 / 1992.
• كاتب مقالات بالصحف الوطنية، وأبحاث في التاريخ والفنون.
• مدافع عن حقوق الإنسان والمصالحة الوطنية مناهض للحروب.
• ديكورات سينمائية ومسرحية: فيلم رفيق، للمخرج شمس الدين بوطبة، الأحد الأسود حسان بو عبد الله.
• ديكوراتور ملحمة الأحد الأسود للدكتور شيشة جانفي 2009.
• مسرحية "أنا فنان" للكاتب عمر البرناوي رحمه الله، أوبيرات الأحد الأسود محمد علي شيشة.
• عضو نادي الطيران الخفيف 1970.
• عضو فرقة المسرح التربوي 1970 / 1978 (Troupe, T.T.B).
• عضو بالكشافة الإسلامية الجزائرية 1976 إلى 1981.
• عضو اتحاد الكتاب الجزائريين 1982.
• عضو فرقة الشروق، عازف موسيقي 1977 / 1983.
• عضو هيئة الإعلام لمحافظة الحزب 1984.
• عضو مؤسس لجمعية الأطفال المتخلفين عقليا 1985.
• كاتب عام لجمعية الطيب العقبي للمركز الثقافي الإسلامي 1985/1990.
• عضو نادي السينماتيك بسكرة 1976 / 1987.
• عضو جمعية الحفلات والنشاطات الثقافية لمدينة بسكرة 1978 / 1994.
• عضو جمعية التخطيط العائلي – مديرية الصحة بسكرة 1989 / 1997
• عضو الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية 2001.
• عضو الجمعية الوطنية الجاحظية 2002.
• عضو هيئة البصيرة لاتحاد المكفوفين.
• عضو هيئة مجلة الاتحاد البلدي للشبيبة الجزائرية بسكرة.
المؤتمرات:
• المشاركة في المؤتمر الثاني للفنانين التشكيليين العرب ديسمبر 1975.
• المشاركة في المؤتمر الثاني للفنون التشكيلية 20 أوت 1976.
• المشاركة في المؤتمر التأسيسي لاتحاد الفنون الثقافية 1982.
• المشاركة في المؤتمر التأسيسي لاتحاد الكتاب الجزائريين 1982.
• المشاركة في المؤتمر الخامس لحزب جبهة التحرير الوطني 1983.
• المشاركة في المؤتمر الثالث لاتحاد الكتاب العرب ديسمبر 2003.
الملتقيات:
• الملتقى الوطني الثاني للفنون أم البواقي 1982.
• ملتقى بسكرة عبر التاريخ 1985.
• ملتقى أعلام المنطقة باتنة 1992.
• ملتقى الحركة الوطنية بسكرة 1992.
• ملتقى الفتوحات الإسلامية سيدي عقبة 1993.
المهرجانات الوطنية والدولية:
• مهرجان لانغوي – فرنسا 1981.
• المهرجان الدولي الأول للفنون التشكيلية 1981.
• الأسبوع الثقافي الأول حول الأمير عبد القادر معسكر ديسمبر 1981.
• المهرجان الأول لإحياء ذكرى 30 ليوم المجاهد سكيكدة 1985.
• المهرجان الدولي الثالث للفنون التشكيلية 1985.
• ملتقى القصة القصيرة عين ولمان سطيف 1990.
• ملتقى الفنون الإسلامية – جامعة الأمير عبد القادر – قسنطينة 1990.
الشهادات والجوائز:
- عضو لجنة التحكيم للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية 30 ماي 1983.
• الجائزة الثانية للفنون التشكيلية بسكرة 1985.
• الجائزة الأولى في مسابقة القصة القصيرة بسكرة 1986.
• شهادة الجائزة الثالثة للفنون – لجنة الحفلات – 10 أفريل 1986.
• شهادة تقديرية للرابطة الجزائرية للفكر والثقافة 21 فيفري 1995.
• شهادة تقديرية اتحاد الشبيبة الجزائرية – دعم ومساهمة 1998.
المعارض:
• المعرض الاقتصادي والثقافي بسكرة 1973.
• معرض بنقابة المبادرة السياحية بسكرة 1974.
• معرض بقاعة محمد راسم نوفمبر 1975.
• معرض بمناسبة 20 أوت 1976.
• معرض بمناسبة 20 أوت الذكرى الثلاثين 1985.

[مراد حركات]

لنرحّب معاً بهذا العلَم..

لديه خبرة لا بأس بها في مجال التصوير والإنتاج التلفزيوني والإذاعي والتقني..
حيوي لدرجة كبيرة..
وفوق كل هذا وذاك رجل مواقف وإنسانية..