آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الكتابة التقنية (2)

  1. #1
    مدير برنامج الإختبار والإعتماد الصورة الرمزية أحمد الفهد
    تاريخ التسجيل
    28/09/2008
    المشاركات
    360
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي الكتابة التقنية (2)

    الكتابة التقنية (2)
    (Technical Writing)


    كانت الحلقة الأولى عبارة عن تعريف بالكتابة التقنية والكاتب التقني والمهارات المطلوبة، وعددنا فيها بعضاً من أكثر الوثائق شيوعاً في عالم التوثيق للصناعات، وذلك كمدخل لا غنى عنه لإرساء قاعدة أساسية وتكوين تصور للكتابة التقنية خاصة وأن الكثير مما يتعلق بهذه المهنة لا يزال يقع ضمن نطاق المجهول بالنسبة لكثير من قطاعات الأعمال في بلادنا.

    ولا بد قبل أن نمضي من اعتماد تعريف رسمي للكتابة التقنية.

    1- تعريف
    هناك تعاريف عديدة للكتابة التقنية وبعض هذه التعاريف، وخاصة الأمريكية منها، يضع مصطلح الكتابة التقنية تحت مفهوم أوسع قليلاً يدعى "التواصل/الاتصال التقني" أو (Technical Communication). وربما لا يكون الدارس بصدد الاطلاع على كل تلك التعاريف طالما أنها تصب في خانة واحدة في النهاية وإن كان بينها بعض الفروقات.

    تعرِّف جمعية الاتصال التقني الأمريكية، وهي من أوائل جمعيات الكتابة التقنية، الكتابة التقنية على أنها "عملية جمع المعلومات من الخبراء وتقديمها لجمهور من القراء في هيئة واضحة وسهلة الفهم."

    2- إدارة مشروع الكتابة التقنية
    كأي مشروع، تمر الكتابة التقنية بعدة مراحل رئيسية، هي:
    الأولى: الدراسة والتخطيط.
    الثانية: كتابة المادة.
    الثالثة: ضبط الجودة - الفحص والمراجعة والتدقيق.

    وقد تنقسم كل مرحلة إلى مراحل فرعية وتنتهي كل مرحلة منها بنتيجة مادية أو "تسليمة" (Deliverable)، فالمرحلة الأولى ينتج عنها التصميم العام للوثيقة المراد كتابتها، وعن الثانية مسودة مادة الوثيقة (Draft) وعن الثالثة الوثيقة النهاية (Final Deliverable).

    2-1 المرحلة الأولى: الدراسة والتخطيط
    وفيها تتم علميات دراسة الموضوع والبحث فيه وجمع المعلومات والإلمام الشامل بالتفاصيل للخروج بالتصميم الأولي للوثيقة المراد كتابتها. إذا كان الكاتب التقني ملماً تماماً بموضوع الصناعة أو المُنتَج المعني فإنه يبدأ فوراً بجمع المعلومات وتصنيفها وطرح الأسئلة وقراءة الوثائق الفنية الموجودة مثل وثيقة التصميم الرئيسية أو المواصفات. أما إذا لم يكن الكاتب ملماً بالموضوع فإنه يتوجب عليه دراسته وتعلمه من الصفر. في هذه الحالة يجب على الكاتب أن يمر بمرحلة فرعية من مرحلة الدراسة والتخطيط وهي التعرف والإلمام (Familiarization) بالتكنولوجيا أو الموضوع، وقد تُلحقه الشركة بدورات تدريبية.
    ويجب أن تأخذ هذه المرحلة مداها كاملاً قبل الانتقال إلى المرحلة التالية، وقد تمتد من أسبوع إلى أشهر عديدة كما هي الحال في تكنولوجيا المعلومات وتطوير البرمجيات الكبيرة.
    وقد نتناول هذه المرحلة بالتفصيل في موضوع منفصل تجنباً للتشعب والإطالة هنا.

    المهم أن هذه المرحلة تنتهي على الأقل بوثيقة أو تسليمة واحدة، هي التصميم العام للوثيقة المراد كتابتها (دليل المستخدم، دليل المبرمجين، خطة الفحص الرئيسية ... إلخ). وكذلك قد ينتج عنها الخطوط الرئيسية لخطة عمل الكتابة التقنية (انظر 3-1 خطة عمل الكتابة التقنية أدناه)
    إلى جانب التصميم العام سيتوفر للكاتب التقني من المرحلة الأولى كم جيد من الملاحظات والوثائق المفيدة وتوصيات مدير المشروع و/أو مدير المُنتج ومتطلبات الزبون، إن وجدت، وإجراءات عمل القطاع المستفيد من النظام/ المُنتج المعني.

    2-2 مرحلة كتابة المادة
    يبدأ الكاتب أو الكتاب التقنيون، إن كان هناك فريق، بكتابة المادة حسب الخطة الموضوعة (انظر 3-1 خطة عمل الكتابة التقنية أدناه). ويجب أن يرافق عملية الكتابة هنا تشغيلٌ أو استعراض للنظام –إذا كان ذلك منطبقاً- كما هي الحال في وصف عمل الأجهزة أو الأنظمة الآلية وبرمجيات الكمبيوتر.
    لا بد وأن يكون هناك مواعيد وتواريخ ومراحل مفصلية (Milestones) حسب الجدول الزمني لخطة الكتابة (أو لخطة المشروع ككل كما في مشاريع تطوير البرمجيات تكون الوثائق التقنية من ضمن تسليماتها). ويجب تحديد مسؤولية تنسيق الإبلاغ عن عمليات التعديل أو التغيير على المنُتج كي يتم تحديث المادة الجاري كتابتها.
    قد تنقسم مرحلة الكتابة إلى مراحل فرعية تنتهي كل منها بكتابة فصل أو جزء من أجزاء الوثيقة الرئيسية. وكما ذكرنا تنتهي المرحلة عند اكتمال مسودة الوثيقة (Draft). وسوف نناقش فنيات ومعايير الكتابة في الفصول اللاحقة.

    2-3 مرحلة ضبط الجودة: الفحص والمراجعة والتدقيق
    بالتعاون مع المصممين أو مسؤولي ضبط وضمان الجودة تجري مراجعة الوثيقة المكتوبة من حيث:
    (1) مطابقة الوثيقة لوثيقة التصميم العام المتفق عليها من حيث المحتوى والمواصفات.
    (2) سلامة اللغة وسهولة فهم العمليات الموصوفة.
    (3) شمول كافة النواحي والعناصر اللازمة للمستخدم المستهدف.
    (4) دقة المحتويات وتمثيلها لأحدث وضعية للُمنتج.
    وغير ذلك من الجوانب الخاصة بكل مجال عمل أو قطاع، فقد تكون مراعاة النواحي القانونية والأمنية وما إلى ذلك جزء لا يتجزأ من عملية التدقيق وضبط الجودة.
    وتنتهي المرحلة بتسليم الوثيقة النهائية حسب الاتفاق.

    3- عمليات الكتابة التقنية
    إذن، اتفقنا على أن الكتابة التقنية هي فن الوصول إلى المعلومة ومن ثم توصيلها للآخرين. وهي بذلك عملية تتكون بصورة عامة من شقين أساسيين، هما:
    (1) جمع واكتشاف المعلومات المتعلقة بمنتج جديد وفهما فهماً كاملاً، و
    (2) تقديم تلك المعلومات للمستخدم أو المستفيد أو صاحب المصلحة فيها أياً كان باللغة والتنسيق المناسبين.

    أما خطة العمل الخاصة بالكتابة فينبغي أن تشتمل على معظم أو كل البنود التالية بغض النظر عن تعقيد وحجم مشروع الكتابة: ابتداءً من إيجاز أسبوعي عن سير الأعمال ولغاية دليل تشغيل وصيانة لنظام إلكتروني أو آلي كبير.

    ملاحظة بالنسبة لمصادر المعلومات: تجدر الملاحظة هنا أنه بالإضافة إلى مجموعة الملاحظات والأوراق التي تراكمت لدي عبر خبرة تسع سنوات من العمل في هذا المجال، فإنني من هذه النقطة فصاعداً قد أستعين بعدة مصادر باللغة الإنجليزية لتدعيم الأفكار الواردة في مادة هذه السلسلة، سأقوم بذكرها في نهاية البحث لمن يحب الاستزادة. أما في حالة النقل المباشر فسوف أذكر المصدر في نفس الصفحة أو الموضع الذي تم النقل فيه.

    3-1 خطة عمل الكتابة التقنية
    إن نجاح عملية الكتابة العادية أمر فيه صعوبة ويستغرق جهداً ووقتاً حسب كفاءة الكاتب، ونحن نلاحظ هذه الصعوبة في النقاشات التي تدور على منتديات واتا المختلفة وما يعتري عملية الكتابة من مشكلات ومثالب. ويزداد حجم هذه الصعوبة في عملية الكتابة التقنية نظراً لـ:
    • التعقيد الذي قد تتسم به التكنولوجيا أو الأنظمة أو الأجهزة أو الموضوعات التي نكتب عنها.
    • حساسية المسألة من حيث الدقة وتأثيرها على سلامة استخدام أو تشغيل التقنية المعنية.

    وتتألف خطة عمل الكتابة التقنية من الخطوات التالية:

    (1) تعريف الهدف من الوثيقة المراد كتابتها.
    (2) تحديد الفئة المستهدفة بالوثيقة وجمع المعلومات عنها بما في ذلك مستواها الفني واللغوي والثقافي.
    (3) تحديد مستوى التفصيل اللازم للمستخدم.
    (4) تنظيم محتويات الوثيقة وكيفية تتسلسل موادها – الفصول والأقسام (تنظيم المحتوى وعناصر التنسيق)
    (5) الشروع في كتابة المادة.
    (6) مراجعة وتدقيق المادة- ضبط الجودة.
    (7) سجل المراجعات وضبط الإصدارات.


    وسوف نتعرض في الأقسام التالية لكل بند من هذه البنود بالشرح والتوضيح.

    3-1 ما الهدف من الوثيقة؟
    تحديد الهدف، أو الأهداف، من تأليف وثيقة تقنية ما هو الخطوة الأولى في خطة الكتابة، وكلما كان الهدف واضحاً ومحدداً كلما كانت الخطوات التالية أكثر نجاحاً؛ فالعملية كلها أصلاً تدور حول الغاية من عملية كتابة الوثيقة، أي الفائدة العملية التي تترتب على وجود الوثيقة.
    لنفترض أننا نكتب دليلاً لمستخدمي منتديات الجمعية الدولية للمترجين واللغويين العرب (واتا)، فما الهدف من هذه الوثيقة؟
    الهدف هو: "شرح عمليات استخدام منتديات واتا".
    يوصي خبراء إدارة المشاريع أن يكون الهدف محدداً وقابلاً للقياس. وبالتالي فإن الصياغة أعلاه للهدف شديدة العمومية وبالتالي سيصعب تقييم الوثيقة من حيث تحقيقها للهدف المنشود. يمكننا إذن صياغة الهدف على النحو التالي:
    "توفير المعلومات اللازمة كي يتمكن مستخدم المنتديات من قراءة المواضيع والتعليق عليها ونشر مشاركات جديدة واستخدام كافة الوظائف والمزايا التي يوفرها المنتدى بصورة فعالة"

    3-2 من سيستخدم الوثيقة؟
    لا يمكن للكتابة التقنية أن تنجح بالمستوى اللائق ما لم تكن:
    - موجهة إلى جمهور بعينه (وهم في مثالنا السابق أعضاء واتا (الجدد تحديداً))،
    - تأخذ بعين الاعتبار مستوى ذلك الجمهور الثقافي والدراسي والفني،
    - تستخدم اللغة والأسلوب الملائمين لذلك المستوى.

    فعندما تكتب ملخصاً فنياً موجهاً لهيئة مهندسي التصميم في شركة برمجيات فلا بد أنك ستستخدم لغة فنية عالية ونسب وأرقام ومواصفات فنية، وعندما تكتب تقريراً بالحالة للمدير العام فإنك ستستخدم لغة غير تقنية وستورد نتائج وإحصائيات وأرقام بالكلف وتأثيرها على الأمور وقد تدعم معلوماتك برسومات بيانية وتقييمات وتوصيات تتعلق بالمرحلة القادمة.

    بم يفيدني معرفة كل تلك المعلومات عن جمهور قراء/مستخدمي الوثيقة؟
    كنا في إحدى الحالات بصدد كتابة أدلة مستخدمين لحزمة برامج إلكترونية مباعة لشركات في دول خليجية. وكان السؤال هل نكتبها بالعربية أم بالإنجليزية؟ ولما تبين أن الغالبية العظمى من المستخدمين (الموظفين والفنيين) هم من جنسيات آسيوية غير عربية تقرر أن تكون لغة مجموعة الكتيبات باللغة الإنجليزية.
    إذن، مسألة معرفة جمهورك وثقافته وخلفيته العلمية وجنسيته وتقديرك للنواحي الفنية والسيكولوجية التي يجب أن تأحذها بعين الاعتبار عند اختيارك للغة وأسلوب الكتابة هي مسألة غاية في الأهمية. فأنت بلا شك لا تريد أن توضع الوثائق التي تكتبها على الرف مهملة، ولا أن يتوقف الزبائن شراء منتجات شركتك بسبب رداءة الوثائق ذات الصلة.
    كما ويفيد معرفة المستخدمين للوثيقة في:
    - لغة الوثيقة وأسلوب الكتابة وتقديم المعلومات.
    - انتقاء المصطلحات والمفردات المناسبة، فأنت لا تخاطب المستخدم العادي في "دليل المستخدم" بنفس المصطلحات التي تخاطب بها المبرمج في "دليل المبرمجين".
    - المحتوى بما في ذلك مستوى التفاصيل الواجب توفيرها كما سنوضح في القسم التالي.

    في بعض الأحيان، لا يكون جمهور المستهدفين من الوثيقة متجانساً أو أن الوثيقة تخاطب عدة فئات بينها فروقات كبيرة، فما العمل؟
    في الواقع، هناك حلول عدة تفرضها طبيعة وخصوصية كل حالة، منها أن تقسم الوثيقة إلى فصول يخاطب كل فصل منها فئة معينة؛ كأن يكون الفصل الأول عبارة عن ملخص وظيفي للإداريين عن الموضوع، ويكون الثاني متعلقاً بتعليمات استخدام أو تشغيل النظام، والثالث لصيانته وفكه وتركيبه مع مخططات هندسية للفنيين والمهندسين وهكذا دواليك.

    3-3 مستوى التفاصيل
    عندما يصبح بين يدي الكاتب التقني الإجابة الكاملة عن السؤالين السابقين يصبح ممكناً تحديد مستوى التفاصيل اللازم إدراجها في الوثيقة؛ أي ما الذي يجب أن أُطلع المستهدفين بالوثيقة عليه وما الذي سأحجبه عنهم؟ وهذه قضية كبيرة وحاسمة في كتابة وثيقة مؤثرة وفعالة، ولكنها مسألة خادعة أيضاً. وقد يقع الكاتب التقني قليل الخبرة في بدايات حياته المهنية في خطأ تغطية كافة المعلومات التي يعرفها عن الموضوع ظناً منه أن في الاسترسال فائدة.
    مثال:
    تخيل جزءاً من برنامج يقوم بعملية حسابية لإدخالات متعددة. اقرأ الفقرة التالية:
    "كي يقوم البرنامج بعملية حسابية صحيحة لإجمالي القيود المدخلة يجب أن يتم "تصفير" القيم في جدول الأقساط (مثلاً) من الجدول الرئيسي في قاعدة البيانات وإعادة ضبط عمود العداد بإضافة +1 للقيم السابقة مع حفظ تفاصيل الإدخال السابق منفصلة في جدول "القيود". كي يتم ذلك يجب أن يتم حفظ بيانات القيد عند الانتهاء من إدخاله. والسبب في ذلك أن روتين التدقيق على .... لا ينطلق إلا إذا تمت عملية الحفظ. لذا يجب إجبار المستخدم على الحفظ بإحدى الطرق التالية: ..."

    المعلومة أعلاه تحمل تفاصيل مصدرها مصمم البرمجيات ويجب أن يعرفها محلل النظم مثلاً وأن يقرأها المبرمج وينفذها عند كتابته للكود. كل ذلك يتم خلف شاشة أو واجهة التفاعل التي يراها المستخدم ولا حاجة به كي يعرف عنها شيئاً لأنها قد تربكه وتشوشه. فلا معنى إذاً لإطلاعه عليها، وكل ما يجب أن نقوله للمستخدم في هذه الحالة هو:
    "عند الانتهاء من إدخال معلومات كل قيد، اضغط مفتاح Save".

    وعند مفتاح "الحفظ" نتوقف ونترككم في حفظ الله لفترة لن تطول بإذن الله.
    في الحلقة الثالثة سنبدأ بمشيئة الله بالخطوة الرابعة: "3-4 تنظيم محتويات الوثيقة وكيفية تتسلسل موادها".

    مع التحية وأمنيات التوفيق من الله،،
    أحمد الفهد

    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد الفهد ; 01/03/2009 الساعة 08:06 PM سبب آخر: أخطاء طباعية

  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    30/06/2007
    المشاركات
    13
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: الكتابة التقنية (2)

    الأستاذ أحمد الفهد،
    جزاكم الله عنا خيراً على هذا المجهود الرائع والتوضيح الذي لا يأتي إلا ممن خبر دروب هذه المهنة وله فيها باع طويل.
    لدي بعض التعليقات والإضافات أرجو أن يتسع صدركم لها ولكم مطلق الحق والحرية في أن تقبلوا أو لا تقبلوا بها:

    1. رجاء أن نحتفظ بالمسميات "الكتابة التقنية" و"الكاتب التقني" وأن نتحاور بها وأن نستخدمها ونعلمها للأعضاء والمشاركين في هذا المنتدى وزواره وأن نبقى بعيداً ولو مؤقتاً عن "الاتصال أو التواصل التقني" لأسباب فنية تعلمها جيداً، منها:

    - هذا المجال حديث في بلادنا ونجد صعوبة في تعريف الناس بالكتابة التقنية ومفهومها والكاتب التقني ودوره، فما بالك بـ"التواصل التقني"!
    - اشتقاق المسمى الوظيفي "كاتب تقني" أفضل وأوقع وأكثر ملائمة من ألا نجد اشتقاقاً مماثلاً أو مفهوماً من مصطلح "تواصل أو اتصال تقني".
    - بعض الشركات المتخصصة في إنتاج البرمجيات لا تعرف أن هناك وظيفة تدعى "الكاتب التقني" وأن له دوراً محدداً في الشركة، وتسند دوره لمصمم البرنامج أو لمحلل النظم أو لكبير المبرمجين أو من يقوم مقامهم؛ فإذا أدخلنا مصطلح "الاتصال أو التواصل التقني" ومتطلباته لاعتقدوا خطئاً أن هناك وظيفتين بدلاً من واحدة وأن هذا مختلف عن ذاك ولتاهت قضيتنا.

    2. يمكننا تعديل تعريف الكتابة التقنية الوارد في الحلقة وهو "عملية جمع المعلومات من الخبراء وتقديمها لجمهور من القراء في هيئة واضحة وسهلة الفهم" على أنها "عملية جمع المعلومات من المصادر الموثوقة ...."، فمن خلال الخبرة العملية نقول بأن المقصود ليس جمعها من "الخبراء" بقدر جمعها من "المصادر الموثوقة" ومنها الخبراء أو من نسميهم الخبراء بالصناعة (Subject Matter Experts (SME's) حيث يمكنك جمعها من الوثائق الفنية مثل وثيقة "متطلبات العميل (أو المؤسسة) التفصيلية " (Detailed Business Specifications) ووثيقة "المواصفات التفصيلية لوظائف النظام" (Detailed Functional Specifications) ووثيقة "المواصفات التفصيلية لتصميم النظام" (Detailed Design Specifications) حيث يمكنك الاقتصار على هذه الوثائق ووضع خطة الكتابة بناءً عليها. وفي جميع الأحوال على الكاتب التقني الناجح أن يكون قدر المستطاع جزءاً من هذه الوثائق من حيث حضور اجتماعاتها وتفاصيلها ومحتوياتها وطرق ضبطها وإخراجها وإجراء التعديلات عليها مما يضمن له إخراج وثيقته النهائية بصورة مميزة من ناحية كمال المعلومة ودقتها.

    3. أجد حرجاً في استخدام لفظ "تسليمة" مرادفاً لكلمة Deliverable وأعتقد أن الصواب ما تفضلت به على أنها "منتج نهائي" أو ما أستخدمه في ترجمتي وهي "بنود التسليم النهائي" أو "مخرجات المشروع".

    4. تفضلتم بتقديم شرح واف وبامتياز لعملية الكتابة التقنية في جميع مراحلها؛ ولكن ألست معي ومن خبرتك العملية بأن الوضع يكون صعباً ويمثل تحدياً في نموذج "فريق العمل الذي يتألف من عدد من الكتاب التقنيين". إن الواقع العملي يفرض فرضاً أن تتوافر عدة شروط في فريق العمل كي تتحقق الغاية من عملية الكتابة بمراحلها المختلفة ويأتي على رأسها توافر نفس المستوى والقدر من الفهم والقدرة على التعبير اللغوي واتباع المعايير القياسية الموضوعة حتى لا تكون هناك فروق واضحة وأكثر من طريقة واحدة للكتابة والتعبير عن وظائف النظام في نفس المؤلف. ولعلني أكون أكثر وضوحاً حين أقول بأنك أحياناً ما تجد فصولاً مكتوبة بـ"نغمة" لغوية ما ثم تجد "نغمة" أخرى في بعض الفصول الأخرى ومن هنا أعرف أن أكثر من شخص (multiple voices) قد ساهم في الكتابة (نفس الشيء ينطبق على النصوص المترجمة). ومن وجهة نظري المتواضعة أردف بأن المدير الناجح لفريق العمل في الكتابة التقنية هو من قدر على توفير أكبر قدر من التناغم والاتساق بين لغة ومهارات أفراد فريقه حتى إنك لا تستطيع أن تحدد من كتب الفصل الأول ممن كتب الفصل الأخير. وأعتقد أن التدريب المستمر على أسلوب موحد للكتابة يجمع أفراد الفريق هو السبيل الوحيد للوصول إلى هذه المرحلة من الاتساق بين مخرجاتهم.

    5. في النقطة رقم 2-3 "مرحلة ضبط الجودة"، أضيف لما تفضلتم به أن أفضل من يقوم بمراجعة من كتب هو "من قدم المعلومة الأصلية" أو "المصدر" الذي اعتمد عليه الكاتب التقني. وفي أغلب الأحوال - إن لم يكن في جميعها - يكون "محلل النظم" أو "مدير المنتج" أو "كبير المبرمجين" هو أقدر الأشخاص على المراجعة حتى وإن ادعى أن الوقت لديه "محدود".

    6. بالنسبة للنقطة رقم 3-1 "خطة عمل الكتابة التقنية"، أضيف لما تفضلتم به أنه يجب "تحديد نوع الوثيقة المطلوبة والهدف منها أولاً" وليس الهدف منها فقط، من حيث إما أن تكون مطلوبة للطباعة في نسختها النهائية "دليل المستخدم" وبالتالي تقسم بطريقة تناسب هذا النوع (أبواب، فصول، أجزاء فرعية، فهرس، إلخ.)، أو تكون مطلوبة للعرض المباشر على شاشات أجهزة الكمبيوتر "ملف التعليمات/المساعدة الفورية" وبالتنسيق المتفق عليه مع الزبون مثل PDF أو HTMLHELP أو WEBHELP وذلك حسب منصة الاستخدام سواء كانت سطح المكتب Desktop Application أو باستخدام متصفح الإنترنت Web-based Application. وأردت أن أضيف هذه النقطة لأن تفاصيل أو مراحل العمل تختلف من نوع لآخر بحيث أنك تجد أن إنتاج "دليل المستخدم" قد يتطلب في النهاية طباعته في تنسيق PDF، بينما إنتاج "ملف التعليمات" قد يتطلب ربطه بالبرنامج مباشرة وبتنسيق الويب مما يتطلب دخول تخصص مغاير ومختلف عن مهارات الكتابة وهو "متخصص إنتاج ملف التعليمات" (Online Help Author) في عملية الإنتاج مما يستدعي إضافة هذه المرحلة وهذا المتخصص (وقد يكون من أحد أدوار الكاتب التقني بالمؤسسة).

    7. نقطة عامة أردت إضافتها وتوضيحها أن الكاتب التقني ليس بحاجة للانشغال "الهستيري" بمدى الاستفادة التي تعود على المستخدمين النهائيين مما كتب لأن كل مؤسسة أو زبون له طريقته في استخدام المعلومة، كما لا يمكن للكاتب التقني أن يفرض على الزبون فرضاً أن يقرأ ما كتب له؛ فالأمر في النهاية تجاري صرف وما دام قد أدى دوره وسلم المنتج في موعده فما عليه سوى إرسال استبيان أو استطلاع لرأي الزبون – عن طريق المؤسسة التي يعمل بها - ليقيس مدى رضاه عما استلمه. والزبون بدوره هو من يسدد ثمن الساعات التي قضاها الكاتب التقني في إنتاج الوثائق فعليه التأكد من تمام المعلومة ودقتها وطلب تعديلها إن لزم الأمر. أما الكاتب التقني فحسبه أنه يخرج من كل مشروع "محترم" بطلب يقدمه لمديره بأن يحصل على "يومين" راحة يريح فيهما بصره من كثرة "البحلقة" في الشاشة وأصابع يديه من "الخناق" المتواصل مع لوحة المفاتيح.

    وأختم بسؤال عن إمكانية إرسال استفسارات وطلب المساعدة بالرأي فيما يخص بعض أعمال الكتابة التقنية التي أتعرض لها بشكل يومي وهل يمكنكم الإجابة عليها وتقديم المشورة بشأنها، أم أن الأمر يقتصر على موضوع الكتابة التقنية من منظوره العام فقط.
    وفقكم الله وسدد على الهدى خطاكم.
    أخوكم حسن كمال

    التعديل الأخير تم بواسطة حسن كمال ; 28/03/2009 الساعة 03:28 PM سبب آخر: تعديل بعض التنسيقات

  3. #3
    مدير برنامج الإختبار والإعتماد الصورة الرمزية أحمد الفهد
    تاريخ التسجيل
    28/09/2008
    المشاركات
    360
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: الكتابة التقنية (2)

    بسم الله الرحمن الرحيم،

    الأخ الكريم حسن كمال،


    شكراً لمداخلتك المهمة والمفيدة. وأعتذر لك عن التأخر في الرد، فالمشاغل كثيرة، ومما شجعني على تأجيل الرد هو أني أتفق معك في غالبية ما ذكرت.

    على أية حال، أطمئنك أني سأستمر في استخدام عبارة "كاتب تقني" في مواضيعي ونقاشاتي، لكن نحن نحاول في هذه السلسلة أن نكرس مفهوم المهنة ونطاق أعمالها وأهميتها. وذلك يتطلب منا أن نطل -كثيراً وقليلاً- على ما يوجد في الجانب الآخر من العالم وخاصة أن هذه المهنة جاءت أصلاً من هناك.

    بالنسبة للنقطة (2) في مشاركتك، أي موضوع التعريف، فهذا التعريف هو تعريف جمعية الاتصال التقني الأمريكية ولا أستطيع التبديل فيه. عبارة "المصادر الموثوقة" في اقتراحك كبديل عن "الخبراء" صحيحة ولكنها عامة في محاولة منك لشمول كل المصادر وأتفق معك بالمطلق، ولكن إذا كان تعريف الرابطة يفترض أن المعلومات عند تصنيع منتج جديد لا تكون موجودة إلا لدى الخبراء الذين قاموا بتصميم المنتج –وهذا صحيح ودقيق- يكون التعريف دقيقاً كما هو.

    نقطة (3) تسليمة: أتفهم حرجك فالعبارة تبدو فيها روح "عامية" ولكنها لغوياً ليست كذلك برأيي. هذه ترجمة كانت لها دواعيها عندي ذات يوم – إذا كنت تترجم، لا بد أنك تمر بمسألة العثور على مصطلح من كلمة واحدة فقط في حالات محددة.

    نقطة (4) فريق العمل. هذه أهم النقاط وأكثرها تعقيداً. واقترح عليك أن تكتب موضوعاً وتنشره هنا للمناقشة فقد تختلف الآراء حول ذلك. لقد كنت فعلاً على رأس فريق عمل من الكتاب التقنيين. قد يكون التوحيد بين الأساليب أمراًَ شبه متعذر إذا أدرت أن تلتزم بجدول مواعيد المشروع. عندما تكون مدير مشروع أو قائد فريق من فرقه وتوضع أمام خيارين التأخر لتوحيد روح أدلة المستخدمين أم الالتزام بموعد التسليم، فأيهما ستختار. نظرياً، أنا مع التوحيد، وعندي حلول أخرى له. هذا أمر يستحق موضوعاً مستقلاً. أتمنى أن تكتب فيه.

    5- أوفقك الرأي تماماً، باستثناء محلل النظم فقد تكون أنت ككاتب تقني مرجعاً له في بعض الأمور.

    في النقطة (6) وحول تحديد الهدف، نحن متفقان؛ انظر عبارتي "تحديد الهدف، أو الأهداف، من تأليف وثيقة تقنية ما هو الخطوة الأولى في خطة الكتابة". بقية ما جاء في كلامك سليم تماماً.

    أما في النقطة (7) فهي نقطة خلافنا الأهم، باستثناء موضوع الاستبيان، أي ما يقال عنه (Feedback). لا بد للكاتب أن يعرف من هو جمهوره المستهدف. الكاتب التقني "لا يفرض على الزبون فرضاً" كما تقول أن يقرأ "ما يكتب له". العملية بحد ذاتها –مع ثبات الجانب التجاري فيها وأهميته- تنطوي على أن عنصر الفائدة قد لا يتحقق إلا إذا قرأ الزبون الدليل الذي يكتبه الكاتب التقني، بل إن قراءة الدليل واستخدامه في غالبية الأحيان تكون شرطاً من شروط الشركة الصانعة من أجل استخدام المنتج استخداماً صحيحاً وعلى نحو آمن.

    أما بالنسبة للاستفسارات وطلبات المشورة، فأنت مدعو وكافة الزملاء والقراء إلى ذلك وإلى مناقشة شؤون المهنة. والجميع بدورهم مدعوون للإجابة وتقديم العون والنصح، وأنت على رأسهم. بل أحب أن أؤكد أن هذا المنتدى ليس لنشر سلسلة الكتابة التقنية فقط.

    أشكرك أخي الكريم مرة أخرى وأتمنى لك كل التوفيق

    احمد الفهد


  4. #4
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    30/06/2007
    المشاركات
    13
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: الكتابة التقنية (2)

    أستاذنا العزيز أحمد الفهد
    أعبر لكم عن إعجابي الشديد بردودكم وسعة صدركم؛ وكما ترى فالمناقشة تفتح أبواباً أرحب للمعرفة وصقل الخبرات العملية. وبخصوص ردي على بعض النقاط التي أوردتها والموضوع الذي تقترح علي أن أكتب فيه فأرجو أن تعطيني وقتاً لأن لدي بعض التعليقات التي قد تفيدنا وتثري مناقشتنا القيمة.

    وبالنسبة للاستفسارات الحالية فهي تتعلق بكيفية إنتاج ملف تعليمات بالتنسيق (WebHelp) باللغة العربية. أعني بأن المطلوب ليس تعريب ملف تعليمات إنجليزي بل كتابة موضوعاته وإخراجه بشكله النهائي ليعمل على الويب وهو باللغة العربية وبه أنواع متعددة من وسائل الـ DHTML مثل روابط الموضوعات وعلامات التبويب، إلخ. إن التطبيق محل الاستفسار (Web-based Application) باللغة العربية ويعمل على الويب؛ وبالتالي مطلوب له ملف تعليمات يعمل على الويب أيضاً ويكون مرتبطاً به على طريقة (context-sensitive Help). يتوافر لدي الآن برنامج RoboHelp HTML 6 المعروف اختصاراً بـ(RH6) فهل لديكم تصور لكيفية القيام بهذه العملية.
    لدي خبرة عملية في إنتاج ملفات التعليمات باللغة الإنجليزية للبرامج المكتبية وتطبيقات الويب وليس باللغة العربية من بدايتها إلى نهايتها.
    ملحوظة: أعمل على نظام Windows XP وMS Word 2003 وIE6
    في انتظار ردكم القيم والمفيد كما هي عادتكم.
    أخوكم
    حسن كمال


  5. #5
    مدير برنامج الإختبار والإعتماد الصورة الرمزية أحمد الفهد
    تاريخ التسجيل
    28/09/2008
    المشاركات
    360
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: الكتابة التقنية (2)

    بسم الله الرحمن الرحيم،
    الأخ العزيز حسن كمال،
    تحية خالصة وبعد،


    يؤسفني أني لا أعرف الجواب عن تساؤلك. وأدعو الزملاء والزميلات ممن لهم معرفة أو خبرة فنية أن يفيدونا بإجاباتهم. وربما يكون لدى الأستاذة راوية سامي مثلاً معلومات أكثر مني في هذا المجال. في هذه الأثناء اقترح عليك البحث في الإنترنت عما تريد فربما تجد ضالتك.
    أما عن مشاركاتك وتعليقاتك المرتقبة فإني أتطلع إلى قراءتها عندما تتمكن من نشرها هنا.
    مع أصدق التمنيات،
    أحمد الفهد


  6. #6
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    30/06/2007
    المشاركات
    13
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: الكتابة التقنية (2)

    الأخ الكريم أحمد الفهد
    بانتظار رد الأستاذة الفاضلة راوية سامي أو أي زميل آخر أو زميلة أخرى على هذا الاستفسار.
    شكراً لكم على أي حال.
    أخوكم
    حسن كمال
    كاتب تقني ومترجم


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •