يا قوم، إن الترجمة الآلية واقع لا يقدر أحد على إنكاره. التطوير والتثوير والتحديث لمنهج الترجمة الآلية وتقنياتها أمر يجري الآن على قدم وساق ونحن مشغولون بمناقشة جودة مخرجات "الموديلات" الأولى من آليات هذا العلم. المفاجآت ستترى قريباً فترقبوا أيها المترجمون. يخيل إلى أن المؤسسات والشركات التي تضطلع بهذه المهمة الآن قد قطعت شوطاً بعيداً في مسألة تطوير هذه التقنية .
وصلني مؤخراً بريد من الأستاذ نبيل فريج صاحب شركة Global Vision عن الجهاز "واطسون" الذي طورته شركة IBM للترجمة الآلية. والجهاز يحمل إسم مخترعه. هذا الجهاز تفوق مؤخراً على إثنين من أشهر المتنافسين في برنامج أمريكي مشهور إسمه Jeopardy وهو برنامج مسابقات في التفكير.
واطسون هو معالج بيانات أو إن شئت "عقل" إلكتروني يعالج الخوارزميات على أساس اللغة الطبيعية بحيث يتيح للحاسوب تحويل اللغة البشرية إلى بيانات. وهذه تقنية معروفة وتعمل بها كل برامج الترجمة الآلية المعروفة لدينا. الجديد هنا أن شركة IBM توصلت إلى تمكين الحاسوب من فهم النصوص الطبيعية (الإنجليزية في الوقت الراهن). وهنا يطرأ السؤال: وماذا عن اللغات الأخرى؟
الشيء المثير هو أن IBM وبفضل "واطسون" باتت تملك التقنية التي تتيح التأكد من أن جملتين من لغتين مختلفتين تحملان نفس المعنى (وهل الترجمة غير ذلك؟).
هذا ما يحضرني الآن بشأن واطسون وكنت قد كتبت عن تجربة الترجمة الآلية التي أجرتها IBM بتمويل من وزراة الدفاع الأمريكية و تزامنت مع دخول القوات الأمريكية العراق. وسأعود بشيء من التفصيل عن واطسون والترجمة الآلية عموماً إن شاء الله وكان لنا في العمر بقية.
من الممتع أن نرى التقنية تتولى أمر الترجمة وإن كانت البدايات متعثرة وبها ما بها من عيوب ونواقص. لكن إذا عرفنا أن عملية البحث والتجربة والتقويم والتطوير مستمرة، فلا يوجد ما يمنع من تطويع اللغة و إخضاعها لخوارزميات الحاسوب. سيكون للمستقبل كلمة في هذا الشأن.
أعتقد أن المترجم البشري أمامه الآن منافس شرس. و"الميدان يا حميدان".
كل الود.