الحرب والسلام في الشرق الاوسط
نشرة ( كلنا شركاء ) 1/3/2009
اسرائيل دولة استوردت شعبها من مجتمعات مختلفة في قومياتها وثقافاتها وحضاراتها وكلها تستند الى وحدة الدين لاقامة دولة دينية تعتبر ان الله ااختار لليهود الارض الممتدة من النيل الى الفرات وطنا لهم .
هذا المزيج من السكان من الطبيعي ان تنشأ الخلافات بين مكوناته لاختلاف مصادر المعرفة والثقافة وبدا هذا واضحا بين اليهود الشرقين والغربين وبين الروس والافارقة والاميركين وتصارعوا على السلطة .
لكي يتم ضبط هذا المزيج ومنعه من الانفجار احتاجت اسرائيل الى أمرين هما اولا نفوذ رجال الدين والثاني الحرب مع العرب .
لذلك كان هناك تعزيز لدور الاحزاب الدينية لضبط وابقاء الجميع على خط الثقة بالمشروع الصهيوني وبوجود اسرائيل باعتبار ان وجودها تعبير عن ارادة الهية ...
كما ان اسرائيل تحتاج الى استمرار الحرب ضد العرب للتوسع ولضبط الداخل كي لا تنفجر خلافات النسيج المتنوع فيه..
السلام الذي يطرحه المجتمع الدولي يصطدم بالثابت الصهيوني الذي يحتاج لكي يحقق اهدافه في التوسع والهجرة الى الحرب .. والسلام على اسا س الكيان الصغير الحالي ضد الحلم التوراتي وقوى عديدة في اسرائيل تعتبره خطرا .
من اجل ذلك الاستعصاء ادار الصهاينة في معاهدهم دراسة عن تحدي السلام ثم انتهوا الى ما يسمى (طبيعة السلام ) الذي من شروطه ان اليهود لكي يقبلوا السلام ولا يشكل خطرا على وجودهم ولا يفجر الخلافات الداخلية النائمه بسبب الحرب يجب ان يحققوا في الجوار العربي شروطه وهي ان اسرائيل لكي تعيش في أمان يجب ان يحيطها عالم عربي متخلف ومنقسم دينيا وطائفيا ودولا متعددة تفتقد القدرة على على الوحدة او الاتحاد او حتى التعاون وهذا الوضع الضعيف للعرب هو الذي يعطي اسرائيل ضمانات السلام لا المعاهدات ولا تواقيع الحكام العرب .
من اجل ذلك اصبحت الخلافات العربية وتسعيرها استراتيجية واضحة .
مع الزمن صار للسلام في الشرق الاوسط انصار في العالم الى درجة انه حتى الحليف الاميركي يدعو الى سلام يستند الى اقامة دولة للفلسطينين.
فماذا وكيف تحركت اسرائيل بمواجهة تحدي السلام الذي صارت له انياب دولية ؟؟؟
اليمين الاسرائيلي الذي يمثله الان نتنياهو يرفض السلام ويرفض اتفاقيات اوسلو وسلطة الحكم الذاتي والدولة الفلسطينية ويعرض على العرب ادارة بلدية للسكان العرب في مناطق الكثافة وتحت سادة شعب اسرائيل ورفض أي انسحاب او وقف الاستيطان ..
ومن ثم الاستمرارفي الحرب ضد العرب حتى تحقيق كامل الحلم التوراتي .
هذا الفريق الديني واليميني يعتقد ان قبول اسرائيل بالمشروع الدولي لاقامة دولتين يعني ان الحلم الصهيوني كان سرابا وسوف تتوقف الهجرة ...
اما على الجانب العربي .. هناك اعتقاد بان فلسطين ارض مقدسة ولا يجوز للصهاينة ان يحتلوها وهذا ثابت ديني وله انصار في الشارعين العربي والاسلامي .
لذلك فان الذين يفضلون استمرار الحرب مع اسرائيل يستثمرون هذه المشاعر وأكثر من ذلك يوظفونها لصالح صراعاتهم دولا واحزابا وافرادا الى درجة اصبحت شعارات تحرير فلسطين مبررا لكل الانقلابات العسكرية التي اجهزت على الحريات والديمقراطية ثم انهزمت في الحروب مع اسرائيل ومع ذلك اعلنت انها انتصرت لان الحرب لم تحقق اهدافها في اسقاط الانظمة مع انها اخذت الارض ...؟؟
استمرار الحرب مع اسرائيل صار ضروريا للا نظمة التي تذرعت بالخطر الاسرائيلي لتنشر الاحكام العرفية في كل البلاد العربية ولتلغي الديمقراطية والحريات ..
ومن ناحية اخرى فان العرب في فترات اللا حرب ولا سلم يتقاتلون على المصالح ويبحثون عن اسباب دينية وطائفية لكي يختلفوا فاذا قامت الحرب فعلا فانهم تحت ضغط الشارع العربي يوقفون خلافاتهم اكراما للمعركة فاذا توقف القتال يستعيدون كل
الخلافات ويستمرون في جلد الحريات ومن يخالفهم هو ضد المعركة التي لا تحتمل صوتا يناقش او يحلل او يحرم..؟؟
ولذلك صارت الحرب توحد العرب او تؤجل خلافاتهم والسلام يسعرها لذلك لا يريدون فعلا هذا السلام لانهم اذا فقدوا (علاقة ) فلسطين فعلى أي علاقة سيعلقون ...؟؟
السلام يخيف اسرائيل أكثر من الحرب اماالعرب فالسلام يخيفهم والحرب تبرر كل شرور حكامهم وهي ضرورية لا للتحرير بل لاستمرار الحكام ...
الحرب في اسرائيل ضرورية لمنع سقوط الحلم الصهيوني والحرب لدى العرب ضرورية لبقاء الانظمة وتبرير الاستبداد .. اما استراتيجية التحرير الفعلي بالحرب او السلم فستبقى لدى الطرفين ضرورة مؤقته للا ستهلاك الداخلي ودفع الاستحقاقات ...فهل
يتفق الحكام العرب على مفهوم موحد للحرب والسلام وهل يكفون عن المتاجرة بدماء الفلسطينين وبحقوق وحريات الناس فاذا ارادوا الحرب فليذهبوا اليها ولا يتوقفوا ابدا وليستعملوا كل امكانياتهم العسكرية والاقتصادية والنفط اولا او فليذهبوا الى السلام لان حالة اللا سلم ولا الحرب ارهقت الشارع العربي وسلبت الديمقراطية والحريات ولم نحصل الا على المزيد من العدوان والتوسع فهل يفعلون هذا هو السؤال .