الحمد لله الواحد القهار ناصر المجاهدين ومُذل الكفرة الأمريكان واليهود القتلة و الكذبة والفجرة الأشرار والصلاة والسلام على سيد الأخيار محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الكرام الأطهار الأبرار .
وبعد :
تتوالى المصائب على أمتنا الإسلامية كما تتساقط حبات العقد المقطوع ، فهي تأتي تترى متتالية لا يكاد المرء يُفيق من مصيبة إلا وضربته أخرى .
وإن مما يُقطع نياط القلب ويُمزقه هو أن ترى طفلاً أو إمرأة مسلمة تستغيث فلا تستطيع أن تُنجدها وتغيثها فحينها تكون غُصة في القلب قبل الحلق تعيش معك في ليلك ونهارك ولا حول ولا قوة إلا بالله .
إن هذه الحكومات الفاقدة لكل شرعية والتي لا تحترم حتى قوانينها التي ساغتها قد وصلت إلى مرحلة خطيرة فقدت فيها كل شيء من دين ورحمة وأخلاق .
فإن هذه الحكومات التي تتشدق كل يوم بالحريات وديمقراطيتهم المزعومة لا ترى منها اي حرية لأي شخص خالفها حتى في أبسط الأمور .
فإن الحكومات تزعم بأن حرية المعتقد حق لكل مواطن وأن الدين والإعتقاد أمر شخصي ، وواضح أن مثل هذه القوانين تُطبق حينهما يُريد زبانية الحكم تطبيقها وتُمنع حين يأتي وقت المنع !! .
فأي قانون هذا الذي لا يُحترم ولا يُجبر أحد على إحترامه ؟؟
لقد أصبحنا في بلد يحكمه في الظاهر العلمانيون ولكن في الباطن من يحكم هم رجال الكنيسة !
تلك هي الحقيقة للأسف الشديد ، فإن الحكومة المصرية تخضع خضوعاً كاملاً لسلطة وإملاءات الكنيسة المصرية المتمثلة في شخص البابا شنودة الذي تدعمه أمريكا ومن خلفها أوربا النصرانية والتي تلبس لباس العلمانية أيضاً ظاهراً .
فمنذ حوالي خمس سنوات كانت هناك فتاة نصرانية قبطية تُدعى وفاء قسطنطين وهي من مدينة شبين الكوم التابعة لمحافظة المنوفية بدلتا مصر وكانت متزوجة من قس في كنيسة يدعى مجدى يوسف عوض ورُزقت منه بولد وبنت .
وشاء الله أنها في عام 2004 كانت تُشاهد برنامج للدكتور زغلول النجار عن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة فانفتح قلبها لهذا الدين الحق فبدأت تسأل زملائها في العمل عن الإسلام حتى إقتنعت به تماماً فأسلمت ولكن سراً حتى لا ينكشف أمرها فتُحاسب حساباً عسيراً في بلد يدعي حرية الإعتقاد !!! ولكني أقول بل حرية الكفر هو ما تسمح به الدولة وليس الإعتقاد .
وعندما علمت أنه لا يحل لها أن تعيش مع كافر في بيت واحد فقررت أن تهرب بدينها فما عند الله خيرُ وأبقى ، ولكن هروب مثل وفاء كان بمثابة كارثة كبرى وفضيحة لنصارى مصر لأنها زوجة قسيس ، فأقامت الكنيسة المصرية الدنيا على الحكومة المصرية ورضخت الحكومة المصرية وألقت القبض على وفاء وسلمتها إلى الكنيسة بحجة أن الكنيسة سوف تُناقشها في أسباب إسلامها ومن ثم سوف تُطلق سراحها !!!.
إلا أن المؤمنة بالله المستمسكة بدينها الجديد رفضت كل الضغوط فما كان من الكنيسة إلا أن حبستها في أسوأ دير في مصر سيء السمعة وهو دير وادي النطرون في وسط صحراء مصر بين القاهرة والإسكندرية .
وبدأت المظاهرات تخرج من الكنائس المصرية وتُطالب بمحاسبة من يخطف بناتها !!!! ويُجبرهن على الإسلام !!.
فركعت الحكومة المصرية للكنيسة ونسيت تماماً وفاء التي سلمتها للكنيسة وتراجعت عن الدفاع عنها كمواطنة مصرية لها حرية الإعتقاد .
وعندما استنجدت وفاء بشيخ الأزهر ظناً منها أنه سوف يُساعدها فما كان من شيخ الأزهر أن أسلمها للكنيسة أيضاً بحجة أن الكنيسة ترى أن وفاء عندها لبس عن دينها لابد أن يُزال !!!
وظلت وفاء متمسكة بدينها وقد حفظت من القرآن 17 جزءاً في وقت يسير وكانت ترسل رسائل وتقول فيها بأنها لن تتراجع عن دينها وأنها سوف تحاور حتى البابا في دينها ومعتقدها .
ومنذ 14/12/2004 يوم أن سلمها شيخ الأزهر ومعها ماري زكي وهي نصرانية أخرى أسلمت بعد وفاء بقليل وكانت أيضاً زوجة قسيس ومنذ ذلك اليوم لم يسمع أحد في مصر عن وفاء أي خبر حتى قيل أنها ماتت تحت التعذيب ولا حول ولا قوة إلا بالله .
إن دمها الغالي هو في رقبة الحكومة المصرية ورقة شيخ الأزهر الذي خان الأمانة وخان دينه وخان المسلمين .
واليوم قصة جديدة وهي قصة عبير التي أسلمت لله وتم تسليمها مرة أخرى إلى أهلها بعد أن هربت بدينها وتم تسليمها إلى الكنيسة والله أعلم متى سنسمع خبر موتها حتى يُضاف إلى أخبار الأمس ككل خير يمر علينا ونحن نسمع !!!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وأنا أقسم بالله أن دماء المسلمات في أديرة مصر أو في سجون العراق أو أفغانستان لن يذهب سُدىً وإن غداً لناظره لقريب .
ولا تظنوا أننا سوف ننام على الضيم والظلم ....كلا ورب الكعبة ....إلا الدين و الأعراض فإن الدين و العرض شرف ودونه الدم .
أبو عبد الرحمن الطحاوي
*******
9/09/2008
هذا بيان نشرته جبهة علماء الأزهر نعرضه كما هو بدون تعليق
بعد ما ثبت من تنازل الدولة عن بعض اختصاصاتها للكنيسة في قضية الشهيدة وفاء قسطنطين والسيدة ماري عبد الله زكي وغيرهما حيث أعطت جزءا من سلطاتها و استبدادها للإدارة الكنسية القبطية الأرثوذكسية بغير مُسوِّغٍ تشريعي؛ أو سندٍ دستوريٍ؛ أو اعترافٍ من فكر سياسي يُمَكِّنُ من ذلك، فقامت الدولة – وهي المستأمنة على حياة الناس وأرواحهم- بتسليم السيدة الشهيدة وفاء بعد إسلامها لرجال الكنيسة، ولم تأذن لأحدٍ من خارج رجال الكنيسة أن يلتقي بها ،بل ومكنتهم بعد ان جاهروا و كشفوا عن سوء طويتهم وقبيح نياتهم من الاعتداء عليها والحضور معها أمام النيابة ولم تكن متهمة، وأعطت المجرمين الحق في ممارسة سلطات الدولة عليها من حبس، وتوجيه اتهام؛ ومزاولة سلطة التحقيق معها ،بل والتعذيب لها بمباركة منها حتى جاءنا خبر استشهادها على أيدي الأوغاد المجرمين بغير مستند من شرعة سوى شرعة هوى البطريرك الأكبر هيلاسلاسى الكنيسة المصرية وهواه، تلك الشرعة التي بها مُكِّنَ بها من ممارسة سلطات التحقيق والتحفظ وإصدار قرارات الإفراج بشأن المعتدين من رعايا كنيسته على رجال الأمن المصريين، ثم ممارسة جريمة التعذيب على وفق ما كانت تصنع كنيسة الفاتيكان في روما ومجرمي الكنيسة المصرية من قبل مما عرف بمحاكم التفتيش ، حيث حكمت تلك المحاكم في وقت قصير على 340 ألفا بالقتل حرقا وصلبا، وبلغت بها البشاعة أن أمروا بإحراق فتاة حسناء بعد ما كشط لحمها وحرق عظمها لأنها كانت تشتغل بعلوم الرياضة والحكمة[ النظرات 1/194]، وفي مصر عام 415م لما أغضبت الحسناء ” هيباتيا” مؤلفة بعض الأبحاث العلمية زعيم المسيحية المصرية الأسقف كير لوس المتجبر أمر بقتلها بعد تعذيبها، فقبض عليها رجال الكنيسة وقتلوها بالقرميد ومزقوا جثتها وأحرقوها [ تاريخ الحضارات العام 2/ 629]، و هيباتيا هذه هي ابنة الرياضي ثيون.
إن وفاء قسطنطين مسلمة بحكم الواقع، وشهادة الحقائق والوثائق،فقد اختارت الإسلام دينا عن رضا وقناعة ،وآوت إليه عن رغبة واختيار حتى كان من أمرها ما كان، وأسلمتها الدولة والحكومة المصرية التي هي في ظاهر أمرها حكومة مسلمة أسلمتها إلى الكنيسة غير المؤتمنة على الأخلاق؛ والدماء؛ والأعراض ؛وفق ما ثبت في حقها على مدار الأزمنة والدهور، يقول الأستاذ” رولان موسنيه” :” من يدقق في السجلات الرسمية والصكوك والوثائق والأضابير الكنسية تعتره الدهشة لكثرة ما تقع منه العين على الدعاوى والقضايا المقامة على رجال الدين لأخلاقهم الفاسدة وتصرفاتهم السيئة،فالسكر؛والعربدة؛ يأتي في مقدمة هذه الموبقات… وكم من الأحكام صدرت على كهنة أو رجال من الإكليروس لاستخدامهم فتيات أو شابات مشكوك بفضائلهن” [تاريخ الحضارات العام 4/71].
ومع معرفة الأزهر الرسمي بتلك الحقائق وغيرها فقد خرص على جريمة تسليم السلطات المصرية لامرأة مسلمة إلى مجزرة ومحرقة الكنيسة المصرية وصمت صمت القبور، فضيع بذلك الأمانة، وخان الرسالة، بعد أن خذل قضية التعليم الديني في مصر؛ وسكت على إباحة بعض موظفيه فوائد وربا البنوك، وأهدر حق العفيفات المسلمات بفرنسا في لزومهن شريعة الحجاب.
هذه واحدة.
والثانية : أن الحكومة المصرية وشأنها أنها حكومة مسلمة لأمة مسلمة دينا وثقافة ،وحضارة قد خذلت الدين الذي عليه يتأسس أمر قيامها وبقائها، وذلك باستجابتها لرغبة الإدارة الكنسية المصرية في منازعتها حقها؛ وموافقتها لها على مشاركتها سلطاتها التي من المفترض أنها عليها مؤتمنة من الأمة لصالح المسلمين و إخوانهم من أهل الكتاب ، فقبلت من الكنيسة عرضها المهين الذي صوره الفقيه والقاضي والمؤرخ المصري العلامة المستشار طارق البشري بقوله” لقد قالت الكنيسة للدولة أعطني قطعة من استبدادك فأعطتها الدولة قطعة من استبدادها” وصار من حقها المزعوم أن تسلم لها الدولة من تطلبه الكنيسة من النصارى المشكوك في ولائهم لإدارة الكنيسة المتمثلة في هيمنة البطريرك وحده الذي يتحلَّق حوله من يتعاملون بمشيئتهم من خلال إرادته التي لا ترد؛ وبغير تبعة على أي منهم مما يضاعف من فوات الرشد الدنيوي في التصرف . الأسبوع 10/1/2005م.
وبذلك يكون من المتحقق أن الدولة المصرية هزمت الدين بخذلانه ،
والأعراف والأخلاق المهنية و الوظيفية بالانقلاب عليها، والأمة بالتآمر عليها في أعز ما تملك، واستوجبت بذلك النهوض لها بكل سبيل ممكن دفعا للشر الأعظم الآتي على الأمة ، والذي من شأنه أن لا يبقي ولا يذر ، فليس بعد خيانة حق الدين والتلعب بحرمته من قيمة تطلب،أو قدر يحترم،أو منزلة تراعى.
ثالثا :إن الذين أسلموا الشهيدة وفاء وأخواتها لهذا المصير المنكي قد ثبت بحقهم حكم المرتدين على وفق ما ذهب إليه الجمهور .
رابعا:
وحيث إن حق الدين والجماعة لايسقط بحال، وقد رجع هذا الحق بهذه الخيانة في صيانة معالمه إلى عموم الجماعة التي خاطبها القرآن الكريم بقوله تعالى( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) ، فإننا نطلب منها باسم الله الذي افترض على العلماء القيام على حق دينه بالنصيحة فيه لله؛ ولرسوله؛ ولأئمة المسلمين وعامتهم نطلب ما يلي من الممكنات لدينه ولعباده مسلمين وغير مسلمين:
1- إحياء حق الشهيدة وفاء قسطنطين شكلا وموضوعا، وذلك برفع اسمها ووصفها على ما يرزقون من البنات .
2- كذلك رفع ذكرها وإعلان اسمها على كل وسيلة ممكنة من وسائل الدعوة إلى الله والبيان ،بدءا من المواقع الالكترونية، ودور العبادة والتعليم، ثم بالطرقات، والقاعات، والميادين؛ والمحاضرات ؛والخطب والدروس.
3- استنهاض همم أصحاب البيان ومؤسسات الإعلام للمطالبة بحق الشهيدة وفاء وأخواتها ومن أضير بسببها من صحفيين وإعلاميين ورجال أمن و شرطة.
على أنه مما لا يخفى أننا مع واجب الاستنهاض لتلك الجرائم لم يتغير ولن يتغير عندنا شيء من ثوابتنا مع المنصفين والمسالمين من إخواننا أهل الكتاب الذين أبيحت لنا مؤاكلاتهم والإصهار إليهم والانتفاع ومشاركتهم تجاربهم، بل ومواعظهم، فقد صلى سلمان الفارسي وأبو الدرداء يوما ببيت نصرانية- على ما ذكر ابن القيم-،فقال لها أبو الدرداء “هل في بيتك مكان طاهر فنصلي فيه؟”، فقالت ” طهرا قلوبكما ثم صليا أين أحببتما” فقال سلمان لأبي الدرداء رضي الله عنهما” خذها من غير فقيه”، ولما قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجابية استعار ثوبا من نصراني حتى خاطوا له قميصه وغسلوه، إغاثة اللهفان 1/153.
( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).
صدر عن جبهة علماء الأزهر الشريف عصر الاثنين 8من رمضان
1429هـ الموافق 8من سبتمبر 2008م
(نقلا عن جبهة علماء الأزهر)
أبو عبد الرحمن الطحاوي
المفضلات