السودان في ظلال الديجافو Déjà Vu*
المتابع للأحداث المتسارعة على الساحة السودانية يسقط لا محالة في هذه الحالة النفسية العجيبة، فالوقائع تستدعي مقارنة مذهلة بما حدث في العراق:
أ- حالة حرب مع دولة جارة (الحرب مع الكويت).
- حالة من الحرب الداخلية، ومناوشات عديدة مع دول الجوار.
ب- حصار اقتصادي شامل.
- حصار اقتصادي شبه شامل، وحديث عن نوايا غربية لتصعيده حجما وكيفا.
ج- فرق أممية للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل.
- قوات أممية تراقب الموقف في منطقة بعينها من البلاد.
د- قرار أمريكي –دون استناد دولي- بإنشاء منطقتين لحظر الطيران، والرئيس لا يستطيع مغادرة البلاد بسببه.
- طلب من المحكمة الجنائية الدولية بمثول الرئيس للمحاكمة، والرئيس لا يستطيع مغادرة البلاد بسببه. اقتراح من زعيم أكبر الفصائل العسكرية بإنشاء منطقة لحظر الطيران.
هـ- إنشاء برنامج "النفط مقابل الغذاء".
- اقتراح من زعيم أكبر الفصائل العسكرية بإنشاء برنامج "البترول مقابل الغذاء". لا تخفى هنا دلالة استخدام الكلمة المرادفة "البترول" بدلا من "النفط" لكي لا يخطر بالأذهان أول مرة طُبّقت فيها هذه المعادلة التي أدت إلى مآسي اقتصادية واجتماعية.
و- تغلغل أمريكي من المناطق الكردية.
- اقتراح من زعيم أكبر الفصائل العسكرية بالسماح لمنظمات الإغاثة التي طُردت من دارفور بالدخول عبر تشاد أو إفريقيا الوسطى، ضربا عرض الحائط بالسيادة الوطنية وبقرارات الحكومة المركزية.
ألا يبدو جليا كالشمس أن السيناريو يُعاد تنفيذه بصورة غير مبتكرة على الإطلاق، بل حتى التفاصيل الدقيقة كانت متماثلة في الغالب، وقد افتقد القائمون عليه حتى روح الإبداع والقدرة على الإتيان بجديد!
أيها المتلاعبون بشرف الوطن،
إن كنتم تدرون فتلك مصيبةٌ، وإن كنتم لا تدرون فالمصيبة أعظمُ!
*ديجافو كلمة فرنسية تعني "تم رؤيته سابقا"، حيث نشعر أن ما نقوله أو نفعله أو نشهده قد حدث في الماضي، بذات الوجوه حولنا، وبذات ترتيب الأحداث، وبذات التفاصيل كلها حتى أننا نستطيع "تذكُّر" ما سيُقال أو سيحدث بعد لحظات، وهي الاسم العلمي لهذه الظاهرة النفسية التي لم يجد لها العلماء حتى الآن تفسيرا مقنعا.
المفضلات