السلام عليكم ورحمة الله :
بكلّ هدوء وعقلانية أحببت الإشارة إلى بعض الجزئيات التي أظنّها تستحق الإنتباه ..
1- اليهودي أو اليهودية من العرب بإمكانهم أن يشتركوا في واتا دون أن يعرف ذلك أحد لصعوبة التدقّق في كل المعلومات التي يقدّمها العضو أثناء التسجيل ، وبالتالي لا يستطيع أحد الجزم أنّ كلّ المشتركين في واتا والمتداخلين والمشاركين فيها هم مسلمون ، وربّما كان فيهم يهود أصلا .
2- عندما يدور الحديث عن الحوار مع اليهود يتبادر إلى الأذهان عدّة محاور ممكنة للحوار ، إذ يمكن أن يكون الحوار المقصود في الأدب أو الشعر أو العلوم أو الرياضيات أو الحواسيب إلى آخرتلك المجالات التي لا يكون للدين فيها شأن يذكر ، ولايخفى على أحد أنّ الكثير ممّن يحملون الشهادات العليا من الدول الغربية كانوا طلبة لأساتذة من اليهود ، لكنّ ذلك لم يكن حائلا بينهم وبين إكمال مسيرتهم العلمية.
3- على فرض أنّ هناك يهوديا يرغب في الحوار (دينيا ) من خلال واتا (مع أنني أشكّ في مجرّد تلك الإحتمالية) فلا أظنّ ذلك الحوار سيطول كثيرا ، لأننا أصلا غير مستعدّين للحوار المنطقي والعقلاني مع أتباع المذاهب الأخرى فمابالكم بالحوار مع اليهودي ! ويؤكّد اعتقادي بعدم وجود من سيرغب من اليهود في مثل ذلك الحوار دراسات وأبحاث عديدة تقوم بها كبريات المؤسسات الدينية في العالم التي تتحدّث عن إنغلاق أتباع الديانة اليهودية في العالم على معتقداتهم ، حيث أنّ غالبيّة الداخلين في الإسلام هم من أتباع الديانة المسيحية ( في البلاد الغربية وأمريكا تحديدا )
4- الصهاينة والصهيونية متغلغلة أصلا في كلّ القطاعات وخاصة الفكرية منها ، ولعل الشبكة العنكبوتية وما يدور فيها من مساجلات وحروب ومناوشات بين أبناء الأمّتين العربية والإسلامية أوضح الأدلّة على ذلك التغلغل والنفوذ الصهيوني ،
5- في العرب والمسلمين من هم أكثر صهيونية من الصهاينة أنفسهم ، ولمن يشكّ في ذلك أحيله إلى مسارات سابقة تحدّثت عن قائمة الكتّاب العرب الذين أشادت بهم وزارة الخارجية ( الصهيونية وزعماؤها)
6- في اليهود من هم أشجع وأشرف (موقفا ) من الكثير من المسؤولين والحكّام العرب ، وقد كان في المواقف التي اتخذوها من إسرائيل أثناء الإعتداء على غزّة ما يخجل أدعياء الشرف والعروبة ، وأذكّركم برجل الدين اليهودي الذي مزّق جواز سفره استنكارا لما قامت به حكومته ( إسرائيل ) بينما تجد العشرات من الأقلام ووسائل الإعلام تمجّد وتشيد بقياداتها المتخاذلة! وشخصيا لن أنسى ما قامت به ناشطات يهوديات في أستراليا ، تجمّعن أمام المجلس المحلّي وهنّ يحملن صورالأطفال والنساء الضحايا في غزّة مندّدات بإسرائيل وسياساتها التعسفية .
7- يجب على الجميع أن يتذكّر أنّ كلّ الديانات الأخرى ( المسيحية واليهودية وكلّ الديانات ) محترمة كديانات عند المسلمين ، وأنّ ديننا يحضّنا على أن نكون دعاة بأفعالنا وأخلاقنا إلى الإسلام ( لا إكراه في الدين ) وأنّ حسن تعاملنا مع أتباع الديانات الأخرى وسيلة من وسائل الدعوة إلى سماحة الإسلام ، لكنّ ذلك لا يعني بأيّ من الأشكال السماح لمن يحمل الفكر الصهيوني الدخول إلى واتا ، والفكر الصهيوني ذو أوجه متعدّدة وأهداف خبيثة تستدعي الكثير من الإنتباه .
المفضلات