.





تحدث كثير من العلماء والمفكرين عن تكون الدول وفترات ازدهارها ثم سقوطها وانهيارها ..
كان من الاوائل الذين تحدثوا عن هذا المفكر والفيلسوف العربي ابن خلدون والفيلسوف اليوناني أرسطو ...
في مقدمة ابن خلدون الشهيرة تحدث عن ظهور وانتشار العصبيات على انها المحرك الرئيسي لديناميكية الامبراطوريات والدول
اما ارسطو فقد جعل دورة تكون الدول والامبراطوريات كدورة الانسان من طفولة وشباب وكهولة وشيخوخة ثم وفاة والذي هو الانهيار التام والاندثار لتبدا دورة اخرى من الاول ...
الا ان ارسطو لم يتعمق في هذا التفسير وانما غاص فيه الذين تلوه ...
في العصر الحديث جاء مفكر كبير هو البروفيسور بول كينيدي الذي اصدر كتابا تحت عنوان (صعود وسقوط القوى العظمى –التغيير الاقتصادي والصراع العسكري للفترة 1500 و2000 )
هذا الكتاب الذي اصبح يتصدر قائمة الكتب الاكثر رواجا في الولايات المتحدة الامريكية ...
ولم يكن بول كينيدي السباق الى هذه النظرية فقد سبقه ايرث شبلنجر في كتابه( صعود وسقوط الامبراطورية الرومانية )
وكذلك العالم ايرث شليزنجر في كتابه (دورات التاريخ الامريكي )
تقول نظرية بول كينيدي ان الامبراطوريات تنشا بسبب القدرة على تحقيق تراكم هائل لمزيد من المكاسب الاقتصادية
وعند درجة محددة من التوسع الامبراطوري تكون تكلفة النفقات العسكرية اكثر مما يتم كسبه ...
فتبدا القدرات الاقتصادية في التآكل والتراجع حتى ينهار الاقتصداد بالكامل ..
في هذا الحين تكون دول وامبراطوريا اخري بدات في التوسع الاقتصادي فتتم الدورة الى ان تصعد مثل سابقتها ....
عندما نطبق هذه النظرية على الاقتصاد الامريكي نجدها تتحقق كما تقول تلك النظرية ...
فامريكا قد راكمت نموا اقتصاديا هائلا خلال القرن التاسع عشر والنصف الاول من القرن العشرين
فالدورة التي دارتها امريكا منذ تاسيسها تراوحت بين اقصى درجات التفاءل بقدرة امريكا على سيادة العالم
وبين اقصى درجات التشاؤم التذي ينبئ بانهيارها وتصدعها ...
بول كينيدي استند في نظريته الى ثلاث ادلة :
أولا :
ان الولايات المتحدة تتدهور اقتصاديا بالمقارنة مع الدول الصناعية الاولى مثل اليابان واوربا
وسبب هذا التدهور علة في الاداء الاقتصادي العام والقدرات العلمية والتكنولوجية والتعليمية ...
ثانيا :
مادام العامل الاقتصادي هو الاساس ومركز قيام الدولة فان تدهوره يجر معه انهيارا بالتبعية لكل مقومات الدولة الاخرى ..
ثالثا : التدهور الذي اصاب الاقتصاد الامريكي كان جراء الانفاق العسكري المتجاوز مما نتج عنه توسيع التزاماتها الامنية في العالم الى درجة لم يعد ممكنا تحمله اقتصاديا ...
وكثير من المحللين اضافوا اسبابا اخرى منها ان الاقتصاد الامريكي بعد ان كان يعتمد على المنتج الصلب ( صلب- حديد –محاصيل - ...) بدا الان اقتصاده يعتمد على المنتج الناعم كما سموه ( معلوميات ... اسواق مال ...)
يبقى السؤال الاهم بعد ان راينا اكثر من نظرية تؤكد على السقوط ... هو ما هي المدة التي تحتاجها هذه تلك
الدورات لتودي بالامبراطوريات ...
كان العلماء يجتمعون غالبا على راي ... ان مدة السقوط تكون طويلة وممتدة ... بين ثلاث واربع قرون على الاقل ...
لكن انهيار الاتحاد السوفياتي السريع رجّ بقوة هذه النظرية فسارعوا يبحثون عن الاسباب فوجدوا انه مع عصر السرعة وتسارع وتوالي الاحداث والتغييرات فان ايقاع تطور الدورات التنكيسية في اقتصاد الامبراطوريات يتبع حتما هذه الوثيرة السريعة جدا ...
حديثا هنا علماء وباحثون زاوجوا بين الاسباب المادية والروحية ... ويرون ان السبب هو التراجع الاخلاقي المذوي والفراغ الروحي القاتل ... ويستدلون انه من المستحيل قيام كيان دولة كيفما كانت بالاقتصار على الماديات وحدها ويقولون ان الحضارات هي اشبه بالافراد تماما ... فهؤلاء سرعان ما يدخلون في دائرة العطب والفساد عندما يبتعدون عن جوهر وجودهم الانساني ..
والان بهذه المعطيات هل يحق لنا كافراد عاديين أن نتساءل السؤال التالي :
هل ستسقط امريكا ؟؟؟





.