آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 121

الموضوع: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

  1. #21
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    النّزوحُ مــن أوردةِ الخوف

    لو نفرضُ أنَّكَ شخصُ ُ آخرَ ..
    أطيبَ منكْ
    كيف ستنظرُ فى المرآةِ صباحاً
    كى تسترجعَ وجهاً لبشوشٍ
    يبحثُ عنكْ
    حين تدقُّ طبولَ الغضبِ النَّائمِ ..
    قلِّبْ وجهكَ ثانيةً
    من أنتَ ؟! ومن كنتْ ؟!
    أىُّ قناعٍ لن يُجدى .. ؟!
    حتما ستحاولُ هدمَ تقاسيمِ الماضى
    كى تبنى كهفاً ما
    بمكانِ ما
    قبل نزوحكَ للموتْ
    فعقاربُ ساعتكَ الظَّمأى
    تسرقها أوتارُ الخوفِ ..
    لتبدو مقتنعاً
    أنَّكِ آخرُ شخصٍ غنَّيتْ
    قلْبكَ لن يمرقَ منه
    شبحُ ُ غيركْ
    أمَّا أنتْ ستقتلعُ جناحيكَ ..
    لتسقطَ ..
    فى أقربِ ظلٍّ مذبوحٍ بالأسفلتْ
    وستسألُ كلُّ المارِّةِ ..
    ما جدوى أن تغرقَ فى نومكَ كلَّ مساءٍ
    كى تهربَ منكَ .. إليكْ
    ثمةَ كابوسُ ُ
    يعترضُ مسيرتكَ الولْهى
    ثمَّةَ سيَّافُ ُ يتدلَّى
    يحملُ فوق حبوركَ سيفَ الوقتْ
    لن تكتبَ فوق جداركَ
    حين يهرولُ آخرُ أملٍ ممتزجُ ُُ بالصَّرخةِ ..
    أنَّكَ لا تهربُ من وقعِ الموتْ
    وستكتبُ نعيكَ فى الجورنالِ ..
    وتوصى كلَّ ذويكَ بقراءةِ فاتحةً لغيابكْ
    أو كلُّ خميسٍ تخرجُ من شبحكَ..
    تقرأُ أنسامَ البيتْ
    لستَ غبيَّاً
    لستَ نبيَّاً
    فتظاهرَ أنَّكَ شخصُ ُ آخرَ
    حتماً ستعودُ لتقفزَ من نفسكَ ..
    وستنقشُ فى ذاكرتكَ ..
    أنَّكَ شخصُ آخر ..
    أطيبُ منكْ !!

    شعر/ عبدالناصر الجوهري


  2. #22
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    تصريــح ُ ُبالإنتظـار

    أشخاص ُُ ُ عاديون .. على أوجاعِ شوارعنا الغربيَّةِ ..
    مرُّوا ممتشقين ضجيجاً كان لهمْ
    ألقوا علىَّ سجائرهمْ
    مازلتُ هناكَ..
    أهرولُ فى جلْدي
    أصنعُ أشباحاً من خوفي
    ولأنِّي ( كنعانىُّ ُ )
    نوَّاتُ صقيعٍ لا أعرفه
    تدهسني
    ليست سنواتُ عجافٍ
    أو سجنُ (عزيزٍ)
    أحرسُ مبنى ( البيتزا )
    وأفتِّشُ عمالاً
    ليس بحوذتهم إلا أياماً مُتعبةً
    حين تعاودني أغنيتي
    فى موسمها الشتويِّ ..
    أهاجرُ .. فى سردابٍ ما
    أحملُ .. عمرى الضَّائعَ ،
    شعرى ، حدوةَ أحلامى ،
    ضحكاتٍ كانت فى مقلةِ أولادى
    أعبرُ أرصفةً ما
    أشخاصُ ُ مرَّوا
    فى شارعنا الغربىِّ بسياراتٍ فارهةٍ
    أشخاصُ ُ ممتشقين ضجيجاً كان لهم ْ
    ألقوا ما ألقوا
    أشخاص ُ ُمرُّوا سهواً
    فى غفلةِ مملكتى
    مازلتُ هناكَ على حافةِ ليلٍ يجثو,
    أحرسُ مبنى ( البيتزا )!!

    شعر/ عبدالناصر الجوهري


  3. #23
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    ثمـــة طريــق للضيـاء

    أفتحُ النَّافذةْ
    لا تفارقنى دهشتى
    حين تمرُّ بقايا القرونْ
    هكذا اعتدتُ أن أراقبَ العرباتِ التي جرجرتها
    المواجعُ ؛
    خشية دمعى الحرونْ
    أفتحُ النَّافذةْ
    ولأنَّنى ارتميتُ على جُنْحِ ليلى المُفخَّخِ ..
    قرب العصورِ المطيرةِ وحدى
    تراودنى صرخاتُ الشُّجونْ
    ولأنَّ الضَّجيجَ يقبِّلنى
    و النَّهاراتُ نامت على نحرِ ذاك الصَّباحِ
    المبَّعأ بالأقحوانِ ..
    لأفتحَ ثقباً جديداً بنفسِ الجدارِ ..
    لكيما تحطَّ الفصولْ
    لا تفارقنى دهشتى
    حين مرَّت تواريخُ تيهى
    تأنِّبُ وقعَ السَّنابكِ ..
    لو مَرَّ نزفُ الخيولْ
    فتفرُّ الهواجسُ مثقلةً بالأسى
    حينما تتراكمُ بين الدُّروبِ الطُّلولْ
    أفتحُ النَّافذةْ
    حين يضحكُ من رمسه ( المتنبِّى ) ،
    ( المعرِّى )
    وموُّالنا لا يزالُ رهينَ العمى
    لا يزالُ يشاطرنا ( المحبسين ) ،
    ارتشاف اللُّحونْ
    ريثما قتلوا اليوم ( حلاَّجَ ) تلك الممالكِ
    يا صرخةَ الحزنِ كفِّى ..
    فمن أجل تاجِ الممالكِ نبكى الثَّرى
    ريثما الوافدون الجدُّدْ
    يمرحون على نفسِ عزفِ الطُّبولْ
    أفتحُ النَّافذةْ
    حين عادت تغنِّى امرأةُ ُ
    غنوتى
    نفسَ طيَّاتِ عشقِ الجنونْ
    أفتحُ النَّافذةْ
    من يؤرُخِّ وجَدى / ووجد الرُّؤى
    حين تصرخُ كلُّ السَّنابلِ..
    وسط الحقولْ
    أسألُ الآن عمري
    لماذا المواقيتُ تمضى رويداً
    ويزحفُ شيبُ ُ كسولْ
    أسألُ الآن عتقى
    لماذا مواسمنا
    لا تزحزحُ صخرَ القيامةِ شبراً
    إذا فاء نهرُ ُ خجولْ
    كيف يسكننا الكهفُ ،
    رخُّ الفلواتِ ثانيةً
    كيف لا نحتسى ذلَّنا
    طيرنا ملَّ وأدَ الفراشاتِ فوق الغصونْ
    كيف أعظمنا فى المساءاتِ تسرقه الآن ..
    نفسُ الوحوشِ ..
    ونفسُ كلابِ الشَّوارعِ ..
    تنبحُ فى ممرَّات المنونْ
    نفسُ ذاك .. الرَّصيفِ يوافقنا دائماً
    نفسُ زهرِ البيادرِ يأبى الذبولْ
    ربَّما
    روضنا يعشقُ الإنتحارَ بسفحِ الرُّبا
    ربَّما
    نفسُ أيكِ الخمائلِ لا يرتضى سلَّماً للنزولْ
    أفتحُ النَّافذةْ
    ألمحُ الآن نفسَ الخيولْ !!

    شعر/ عبدالناصر الجوهري


  4. #24
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    العصافير ُتعشــقُ أوكارهــا

    وقفتُ على البابِ يوماً
    أعافرُ حظِّى
    وكنتُ كما تعلمون أبيَّا يردُّ العطايا
    ويزدادُ حاجبكم فى ازدرائى
    وأجترُّ شعرى
    وشعري تنامُ على ساعديه رؤايا
    فكلُّ الصَّباحاتِ حطَّتْ عليه
    دموعاً ،
    وزهراً يغطى دماءَ خُطايا
    أقيموا على الشِّعرِ حدَّاً
    فليستْ تخافُ لحونى المنايا
    فهل تستقيلُ العصافيرُ من حلمها ذات يومٍ ؟!
    وكيف تموتُ من العشقِ يوماً
    قلوبُ الصَّبايا ؟!

    شعر/ عبدالناصر الجوهري


  5. #25
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    رنيـــنُ الشعــر

    أعْلمُ أنَّ الزهرَ .. يموتْ
    أعْلمُ أنَّ الغصنَ اليافعَ ..فى هَدَرَاتِ خريفٍ
    حتماً سيموتْ
    أعْلمُ أنَّ دموعَ الشَّجرِ النَّائمِ فى أحلامى
    ما هى إلا دموعُ ُ
    من شجرِ التُّوتْ
    أعْلمُ أنَّ الضِّلعَ النَّاقصَ فى جسدى
    يأكله الحوتْ
    أعْلمُ أنَّ عصوراً جادتْ
    وعروشُ ُ ما زالت ترقدُ فى التَّابوتْ
    لكنَّ رنينُ ( الشِّعرِ الحرِّ )
    يدوِّى
    لن يرغمه سيفُ سكوتْ !!

    شعر/ عبدالناصر الجوهري


  6. #26
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    الليّــلُ كمــا عودنى

    (1)
    اللَّيلُ كما عودنى
    همجىُّ ُ جدَّاً
    يأخذُ رشفةَ وجدى
    ثم يسافرُ .. للأسحارْ
    اللَّيلُ .. كما عودني
    يمْرقُ من شوقى
    يتسلَّلُ /
    يتسلَّلُ ..
    حتى تفجؤنا الأقمارْ
    من غنَّى
    أغنيةَ العشقِ .. المنْثورةَ ؟!
    مَنْ غنَّى
    والذِّكرى تصرخُ بين الأوتارْ ؟!
    (2)

    اللَّيلُ كما عودنى
    يخفى طيفَ صبابتنا
    يفضحُ سرِّى
    للأطيارْ
    اللَّيلُ .. كما عودنى
    يمسحُ حزنى
    ويسربلنى
    بالدِّفءِ النَّازحِ من سحبِ الأمطارْ
    أرقبه..
    يرقبنى
    من منَّا يحملُ صكَّ الأعذارْ ؟!


    (3)

    اللَّيلُ كما عودنى
    يمرحُ .. بين قصيدى
    يسرقُ حلمى
    المدفونَ ..
    بحذو الأنهارْ
    اللَّيلُ .. كما عودنى
    طفلُ ُ
    يغضبُ حين أعاتبه
    لو قطف صباحاً
    من وسط الأزهارْ
    هو يعرفنى
    أعرفه
    لكنَّ .. عذوبته
    تشعلُ فىَّ الإيثارْ


    (4)

    اللَّيلُ كما عودنى
    زيرُ نساءٍ
    يتأبَّطُ شرَّاً
    حين مجىءُ النَّيزكِ ثملاً
    فى حلقاتِ السُّمَّارْ
    اللَّيلُ كما عودنى
    يشربُ من بئرِ اليُتْيمِ
    يجالسُ ..
    بنتَ الحلمِ .. المفقودِ ..
    ويرقصن
    على همساتِ الأشجارْ
    حين تمورُ بساتينى
    يفرشُ أجنحةَ الذِّكرى
    ويلوِّحُ بالإعصارْ


    (5)

    اللَّيلُ كما عودنى
    وطنُ ُ
    لو ماتت فىَّ حكاياتي
    لو ماتت كلُّ الأوطانْ
    اللَّيلُ كما عودني
    آخرُ قافلةٍ
    مرَّت
    قبل شروقِ الماضي
    مسلوباً
    من نبضِ الخفقانْ
    عاشت أوردةُ الحنظلِ ..
    عاشت لى
    اليوم تذكِّرني
    أنَّ اللَّيلَ .. ربيبُ النِّسيانْ


    (6)
    اللَّيلُ كما عودني
    مسحورُ ُ
    الطَّلُّ ..
    عصا ( موسى ) ..
    الحبُ .. سفينةُ ( نوحٍ )
    النَّجمةُ .. عُكَّازُ (سليمانْ)
    اللَّيلُ .. كما عودنى
    البدوىُّ الأوحدُ – يا زمنى –
    فى تلك الأزمانْ
    لا أدرى
    كيف مساءاتى
    تغضبُ دوماً
    عند هروبِ الأحزانْ
    (7)
    اللَّيلُ كما عودنى
    منفىُّ ُ
    من أولِ عَقْدٍ .. فى ميلادى
    حتى آخر .. عَقْدٍ
    فى الأكوانْ
    اللَّيلُ كما عودنى ..
    آخرُ قلبٍ لى
    لم تمسسهْ
    هدراتُ هُيامٍ
    أو وخذُ الوجدانْ
    اللَّيلُ كما عودنى
    آخرُ قديسٍ
    أعشقه
    يعشقنى
    آخرُ قديسٍ عمَّد خوفى وسط جزوعِ الإيمانْ
    (8)
    اللَّيلُ كما عودنى
    أولُ صدِّيقٍ
    بايعنى
    لحظةَ نشرِ نبوءاتى
    عند تخومِ العصيانْ
    اللَّيلُ كما عودنى
    عاش .. صديقى
    مات .. صديقى
    فى آخرِ نَفَسٍ
    كان يردُّ :
    من ينسجُ ثوبَ الأكفانْ ؟!
    آهٍ .. يا آخرَ كابوسٍ لى
    من منَّا يترنَّحُ
    هل ليلى
    أم حلمى ..
    النازحُ من جوفِ
    الجُثمانْ ؟!


    شعر/ عبدالناصر الجوهري


  7. #27
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    وطنُ ُ لا يريدُ .. اللّجوء

    خاصمتنى الرِّياحُ ..
    فلم أستطعْ منحَ ذاكرتى
    وطناً لا يريدُ اللُّجوءْ
    يالها من تعاليمِ مملكةٍ
    خاصمتنى أنا
    وأنا أنزفُ الآن فى الطرقاتِ وحدى
    ووجهى بوجهِ الهدوءْ
    ولماذا تبثُّون كلَّ النواطير حولى
    وحول أغاديرِ عتقى
    وطيرُ التَّيمُّمِ بين الفيافى
    يريدُ الوضوءْ
    هذه الأرضُ ليست لنهرٍ سوانا
    وليست تحبُّ سوانا
    ولا تستطيعُ التَّباهى ..
    بتلك النَّتوءْ
    هى لى رايتى
    حارتى ،
    فرحتى ،
    زهرتى ،
    هرَّتى فى غيابى تموءْ
    خاصمتنى الرِّياحُ ..
    ولم تستطعْ
    منحنا هبةً
    غليانُ الحوائطِ يا براقى
    يراودُ دمعاً لنا
    فالذى فى السُّجونِ .. معاهدتى
    حالها حال عيشى تسوءْ
    ولماذا تريدون زندَ الخنوعِ ..
    لماذا ؟!
    فخيلُ قبيلتنا
    منذ عصرِ الفتوحاتِ حذَّرنى
    من فخاخِ اللُّجوءْ .

    شعر/ عبدالناصر الجوهري


  8. #28
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    الذى مات لم يمتْ

    الَّذى مات لا لم يمتْ
    كلُّ ما مات أنفاسُ صبحٍ
    تعثر بين المواقيتِ
    - سهواً –
    ولم يرقب الإبتهالْ
    الَّذى مات لا لم يمتْ
    كلُّ زفرةِ أغنيةٍ
    لحظة الصحوِ ،
    لم تحصِّن الطيرَ
    فرَّت كما عودتنا قُبيل هطولِ المُحالْ
    الَّذى مات لا لم يمتْ
    ربَّما لا يزيعُ الجروحَ على العابرين
    ولا يرتدى حُلَّةَ الإنكسارِ
    - علانيةً –
    فى رواقِ النِّضالْ
    ربَّما يا سُكاتى
    يلملمُ فينا التُّخومَ ،
    يثيرُ الجواشنَ ..
    لحظة بدءِ القتالْ
    إيهِ يا موكبَ الفجرِ .. يا رحلتنا للسَّماءِ ،
    وللإنتهاءِ ،
    فعند صراخِ المجرَّةِ
    تهوى القوافلُ شدَّ الرِّحالْ
    الَّذى مات لا لم يمتْ
    وأسألوا الصُّبحَ
    كان يغنِّى أناشيدَ فتحٍ
    قُبيل انحسارِ الهلالْ

    شعر/ عبدالناصر الجوهري


  9. #29
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    ولماذا يسرقنى العشق ؟!

    حين خطف طائرها الأسطورىُّ ..
    بقايا أشواقى
    كانت كلُّ سحائبِ حزنى
    ترقبه بين الأشجارْ
    لم أدرِ .. لماذا حلَّق فى ( جزرِ الكاريبى )
    خبأها
    ثم توشَّح دفءَ الأمطارْ
    يا لسذاجته !!
    ألقى آخرَ قطعةِ ثلجٍ
    للشمسِ
    ثم تدلَّى خلف الأنهارْ
    صرختْ أحلامى
    فخرجتُ أفتِّشُ
    فى هدراتِ الموجِ ..
    أفتِّشُ ..
    فى هولِ الإعصارْ
    وهناك بآخرِ سفحٍ
    عاتبتنى
    فلماذا أوهمنى .. القيظُ ..
    بصكٍّ تملأهُ الأخطارْ
    قالت لى الرِّيحُ .. اثأرْ
    من أىِّ ممالكِ وجدٍ
    تشمخُ وسط الأسوارْ
    وأغتاظ الزَّهرُ .. وأعلنَ أنَّ الأشواكَ
    عميلةُ هذا الأبرارْ
    وأشارتْ لى بعضُ نُجيماتِ اللَّيلِ الولهانةُ
    عن هدأةِ سرٍّ
    للأقمارْ
    فتردَّدتُ كثيراً
    قلتُ لنفسى والنبرةُ حيرى
    تحملُ وجعَ الأوتارْ
    ما بال اللَّهفةُ تشعلنى
    لا تفتحُ لى جندولاً آخر
    أو قوساً
    يُرغمُ ذاك المغوارْ
    قالت لى قاتلتى :
    يا أبْلهْ
    هذا الجدُّ .. هزارْ
    فالحبُّ سيبقى منفيَّاً
    تدميه الأشواكُ ،
    وأغنيات الأطيارْ
    قالت لى قاتلتى :
    فأنا سيَّدةُ المنفى،
    سيَّدةُ العشقِ ..
    وسرَّ التَّيَّارْ

    شعر/ عبدالناصر الجوهري


  10. #30
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    طوبى للطير الواقف .. فوق المذبح

    طوبى للطيرِ الواقفِ فوق المذبحْ
    طوبى
    فلكلُّ ضفافِ النَّهرِ .. ظلالُ ُ
    آتيةً من أقصى/ أقصى الغربةِ ..
    تترنَّحْ
    ظنَّ الطَّيرُ
    بأنَّ النَّهرَ .. يبيعُ الأكفانْ ..
    لم يُذبحْ
    والجدبُ هنالك .. يشعلُ جذوته
    فى كلِّ جنانِ الصَّحوِ .. ولا يصفح ْ
    لكنَّ ما زال العتقُ ..
    مديناً للطميِّ
    ومازالت أزهارُ الرَّوضةِ
    تخشى أن تسبحْ
    ما ذنبُ الجندلِ ..
    ضلَّتْ فى البيدِ قوافلنا
    فلينحْ من ينبحْ!!
    (2)
    طوبى لفراشاتِ الشَّمسِ وللأرضِ العاقر ..
    ولكلِّ روافدِ هذا الحلمِ المِزْواجْ
    طوبى للنخلِ المتسوِّلِ ..
    ولكلِّ صراخٍ يصعدُ للمعراجْ
    فالشَّمسُ تنجبُ بنْتاً
    والقمرُ سينجبُ ولداً
    من يا أبتى يحمى متنَ رباطِ الأزواجْ
    (3)
    طوبى يا حلفائى
    رأسُ الحربِ .. مخافةُ حربى ..
    من يُفدى الذِّئبَ ببعضِ نِعَاجْ ؟
    من يعترفُ بكلِّ خطاياه ؟!
    سيدخلُ من بابِ الغفران جزافاً
    لن يحملَ تاجَ الشَّوكِ..
    ولن يدهسَ فوق زجاجْ
    طوبى يا (حلاَّجون) المشرقِ والمغربِ..
    نبحثُ عن (حلاَّجْ)
    طوبى لملامحِ شاردةٍ
    تمنحُ صكَّ العودةِ للمنفى
    تنجبُ خارطةً
    لا تعرفُ ( يثربَ ) من ( قرطاجْ )
    من سيباركنى ؟!
    أنا لا أطلبُ للنُّورِ .. غيوماً
    أنا لا أطلبُ للأبوبِ.. رتاجا .. من خلف رتاجْ
    أنا لا أزعمُ شيئاً
    عينُ ُ تهمى فى أروقةِ الخوفِ ..
    وعينُ ُ تحتاجُ الدَّمعَ ..ولا تحتاجْ!!
    (4)
    من كان ينادى بالقحطِ ..
    فهذا القحطُ ترامى خلف الوادى
    يتربَّصُ بالوادى
    يوماً ما كان تخرجُ مملكةُ ُ
    ملأى بالفلاحين
    ستخرجُ من ثُقْبِ الأمجادِ
    يوماً ما يولدُ حلمُ ُ
    معصوبَ العينين .. نحيلاً
    يطوى سرَّ بلادى
    (5)
    طوبى للدِّفءِ النَّازحِ ..
    من أعلى النَّهرِ ..
    إلى الوديانْ
    طوبى للخرسِ..
    الفارشِ فى وطنى
    طوبى للطفلِ المُمْسك .. حجراً
    فى وجهِ الغيلانْ
    طوبى لكفيفٍ يحرسُ أغناماً
    تخطفه الحسرةُ إن لم تخطفْه الذُّؤبانْ
    من ينقذُ عتقاً لمروجٍ .. فرَّت للأغوارِ ..
    ومن يحملُ زاداً للأحزانْ
    هذا ظلُّ الحبِّ المائلُ ..
    مقتولُ ُ
    فوق رُكامِ الأغصانْ
    نُشْهدكمْ أنَّ النَّارَ ستحرقُ من يشعلها
    وستخرج من هدأتها كالطوفانْ
    (6)
    أيَّتها الأنهارُ..
    لماذا ترتدُّ الأنهارْ
    قد يكفى الطيرُ .. حُطاماً يتناثرُ ..
    من قلبِ الذِّكرى قد يكفيهِ هروبِ الأوكارْ
    قد يغتالُ النَّخلُ ،الهدءُ، الأيكُ ، العشبُ..
    فأما العطرُ ، فلا يغتالُ بحضنِ الأزهارْ
    هذا جرمُ ُ
    قد يُحْقنَ قلبُ الجندلِ كراهيةً ،

    بغضاً
    لكنْ من يحقنه سُمَّاً ..
    حتماً مهوساً
    ليعكرَ صفوَ الماءِ السَّاجى
    والغابةَ والأشجارْ
    من يدرينا
    ألا يأتى الطيرُ
    ليشربَ منه
    ظنَّاً أنَّ النَّهرَ- كعادته- يغنِّى
    فى رحبِ الأقمارْ!!

    شعر/ عبدالناصر الجوهري


  11. #31
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    الشّعرُ.. مُظاهرتى

    لن أخرجَ حين تمرُّ .. مظاهرةُ ُ
    واعتبرونى
    مرتدَّاً
    عن صرخاتٍ كانت عربيَّةْ
    واعتبرونى
    مرتدَّاً
    عن صرخاتٍ كانت قوميَّةْ
    مازلتُ هنالك ..
    فى منفاىَ الشِّعرىِّ ..
    فلستُ مُحترفاً لشعاراتِ التَّحريرِ الهزليِّةْ
    فاتهمونى الآن بما شئتمْ
    بالكذبِ .. الأسودِ ،
    بخيانةِ نفطى ،
    عَلَمى ،
    وبوأدِ المُثلِ الديمقراطيَّةْ
    فاتهمونى الآن بما شئتمْ
    بهتافاتٍ ضد الخوفِ ،
    القهرِ،
    الفقرِ النَّائمِ فى أسواقِ التبعيَّةْ
    ماذا تنتظرون لحلمٍ مبتورِ الساقين ..
    ولا يقدرُ أن يقفَ ..
    على أرجله الخلفيَّةْ ؟!
    ماذا تنتظرون ؟!
    أنا من أُمٍّ مؤمنةٍ
    تعشقُ نورَ الفجرِ ،
    وقنديلَ الصَّحوةِ ..
    لا تخشى طلقاتِ الهمجيَّة ْ
    ماذا تنتظرون ؟!
    أنا من أُمٍّ مؤمنةٍ
    ينبعُ جدولها
    من فوق أعالى الوطنيَّةْ
    هل لشعوبِ الأرضِ .. شعوبُ ُ
    مثل حروفِ قصيدى
    فى عشقِ بلادٍ قزحيَّةْ
    لن أخرُجَ حين تمرُّ .. مظاهرةُ ُ
    راياتى ما زالت نائمةً
    فى نفسِ ميادينى السلميَّة ْ
    لن أخرُجَ حين تمرُّ .. مظاهرةُ ُ
    ضاعت أرغفتى الممزوجةِ بدماءِ الحِنْطةِ
    ضاعت فوق الأسلفتِ..
    مِراراً
    تحت الأحذيةِ القمعيَّةْ
    ها ..غيظُ رصاصاتى
    يشتاقُ رؤوسَ الغدرِ الإستعماريَّةْ
    الخرس هو الخرس يدوى فى حلقى
    ما زال يحاصرُ فيَّ عروقِ الثوريَّةْ
    ولهذا سأظلُّ أخافُ الهرَّاواتِ ، العسكرِ..
    وكلابهمو البوليسيَّةْ
    ولهذا لن أخرُجَ حين تمرُّ .. مظاهرةُ ُ
    قد يُسْلخَ جلدى
    أوتُفْقأَ عينى
    أو أفْقدُ رجلى الخشبيَّةْ
    لن أخرُجَ حين تمرُّ ..مظاهرةُ ُ
    أخشى ما أخشى
    أعمدةَ شوارعنا ، اللَّمةَ ، قافيتى الرمزيَّةْ
    من يسمعنى؟!
    هذى ليست بصماتى ،
    صرخاتى
    ما جدوى استجوابى
    أعشقُ زنزاناتِ الحريَّةْ
    من يسمعنى؟!
    ما جدوى استجوابى
    أعرفُ سجَّانى
    فى اللَّيلِ سيطلقُ من مدفعه
    آخَر تنكيلٍ
    لإدانةٍ صمتى
    ثم يداوى كلَّ جراحاتى
    بسجائره المطفيَّةْ
    لن أخرُجَ حين تمرُّ مظاهرة ُ ُ
    لو صرختْ حتى كلُّ عروبةِ أوطانىِ،
    لو صرختْ حتى كلُّ شرايينى العرقيَّةْ
    فمظاهرتى
    فى دُرْجِ الجنرالاتِ ..
    وأرضى ما زالتْ منفيَّةْ !!

    شعر/ عبدالناصر الجوهري


  12. #32
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    ملحُك .. لا يُطفى الرُّضابْ

    وعاد الليلُ .. يفجؤنى
    يوشوشنى
    ويخبرنى بأن اليمَّ .. غًدَّارُ
    فكم رَّقت تباشيرٌ
    أساريرٌ
    وأنداءٌ
    وأسرابٌ مهاجرة ٌ
    وأوتارُ
    وكيف الموجُ قد أوْدى
    بلهفتها
    بغنوتها
    بمهجتها
    فكم ظلَّت تخاف الشط َّ أطيارُ
    ويصرخ فى المدى قلبٌ
    ينادى الصخر أحيانا فأصداءٌ تفارقه
    وأحيانا
    تردُّ عليه أحجارُ
    هنا تلتاع أفئدة ٌ بموسمها
    برجفتها
    بدفقتها
    هنا تختالُ أقمارُ
    وقالت بعضُ أوردة :
    سَيُنبشِتُ للجوى ريشٌ وأفراخٌ وأوكارُ
    ستغرس فوق أضلاعي
    أهازيج مموسقة ٌ
    وأدعية ٌ
    وألحان ٌ
    وأشعارُ
    ترفُّ الآن أمنية ٌ
    ترفُّ الآن من يدرى
    لعلًّ الحلمَ معقودٌ
    وجسر الصبور ينهارُ
    ومن يدرى تذوبُ بُمقلة العشًّاق
    مملكة ٌ
    ومن يدرى يحنُّ لهدأة الأمشاج
    إبحارٌ
    هنا الوجدانُ .. والكافورُ .. والأعشابُ
    والصفصافُ قد نثروا لواعجهم
    فكم رنًّت تتوق السُهد
    أسرارُ
    وكم عَّنتْ لنا شمسٌ
    ورابية ٌ
    وأنسجة ٌ
    وكم غنَّت لنا دارُ
    أتنتظرون كى تغفو
    مرافؤنا
    هنا الأشواقُ والأمواجُ ..
    والأحلام والنخلاتُ .. والشطآنُ
    تصرحنا
    وتشعلها هنا نارُ
    فكيف الليلُ خاتلنى بأوهام ٍ
    تطاردنى
    ونبعُ العشق هَّدارُ
    متى يا جرحنا الموجوع تنزفنى
    هنا تدمى شرايينٌ
    وأحداقٌ وأسحارُ
    لتندلع الرؤى رهفأ
    لتخرج من ُربا العينين ..
    أمطارُ
    وأنسامٌ ستحرسنا
    وأنَّاتٌ
    وغدرانٌ
    وأشجارُ
    هى الأطيافُ فى نومى وفى صحوى
    تعانقنى
    وديجورُ النوى غرَّته أسوارُ
    ورنَّة ُوجدنا الظمأى
    تقاسمنا فضاءاتٍ
    وترقبنا برغم البين أغوارُ
    لماذا تخافُ أودية ٌ صدى شوقى
    لماذا تخاف أنهارُ؟!
    لماذا على الذرَّّا شهبٌ
    وأذنابٌ
    سيفرحُ بالجوى قلبٌ

    سيفرحُ بالندى موجٌ ونواتٌ
    وتيَّارُ
    فمن يدرى فراشاتٌ لنا عادت
    تحّلقُ فوق رابيتي
    وترشفها أمام الأيك ...
    أزهارُ
    فمن يدرى وراء السفح أصدافٌ
    وخلف الخفق .. إعصارُ
    فهذا الصبُّ عزافٌ
    إذا أفنتْ هنا الأمواجُ بحَّاراً
    فبالأعماق .. بحَّارُ
    فلن تغنى شحارير الُمنى يوماً
    فللخفقان .. أقدارُ !!
    متى لا تغرسى عينيكِ فىَّ
    القلب لن يحيا
    وناى العشق فوَّارُ

    شعر/ عبدالناصر الجوهري


  13. #33
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    خافي من شغاف المتعبين

    وزفي عشقك المنثور
    في حضن السنابل
    أَوجهك نابض يكسو الجنادل
    وأنت مدينة
    تبدو كما الشوق المخاتل؟
    وقلبك طفلنا ذاك المدلل
    قد غفا بين الجوى يرنو العنادل
    أفي الأكوان أنتِ المنتهى؟
    لا الرب أنت ولا الهوى دين العذارى
    خبت شمس توارت للصبا
    أين الجيوش وأين أشواق السرايا؟
    فعودي يا منايا
    ولكن مزقي كل الرسائل،
    حطمي سمت المرايا
    فعودي للمنى
    لا كنت يوماً في سفينك راحلاً سهوا
    ولا أخشى فراقك في مواقيت المواجع
    ولا وسط المعارك قد سبينا
    غير المواجيد التي تدمي الأضالع
    ولا أنت الشموس على الربا
    تشجي الجدائل
    أليس لديك أودية؟
    سترمح فوق أعشابي الأيائل
    أليس لديك أفئدة
    لتذوب في أفياء الخمائل؟
    فعودي للمنى صهدا
    فلا أنت الثريا
    قد تحن إلى الهيام
    ولا عيونك (عبلة)
    تغري الفوارس
    ولا صار التشبب
    يستبيحك للرؤى بين المجالس
    فعودي للمنى خدرا
    فيأبى العشق إن يبتاع ذكرى العاشقين
    ويأبى السهد
    أن ينسل في الجرح الدفين
    فخافي من شغاف المتعبين
    فهاتفك الحبيس كما غرامك
    ربما أخفى وراءك
    كل شئ للحنين
    فعودي للمنى
    حلماً
    سواقينا نمت ثم ارتمت
    تحت الظلال
    وتحت أقدام السنين
    فعودي للمنى توقاً
    حقولك لا تنام سوى
    على عزف الغدائر
    حين تهمي للعرين
    فعودي للمنى
    لا تغلقي كل النوافذ
    هاتفي يهوى الرنين
    فعودي للمنى
    إني أحبك
    فارحمي قلباً طواه البين
    في الماضي الحزين

    شعر/ عبد الناصر أحمد الجوهري


  14. #34
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    وطنٌ يسكن فينا

    يا سكين الغربة..
    أرسم بين ضلوعي
    وطناً يسكن فينا
    وطناً
    يمنحنا ذاكرةً,
    أفياءً
    أحلاماً
    وحنينا
    وأطو دموع الشوق..
    ومهج الصحراء..
    وغور أمانينا
    طال الهجر
    فحين يرفرف..
    فوق سفاراتي علم بلادي
    منفطراً وحزينا
    أجتر قلاعاً..
    وصهيلاً
    وشغافاً
    وشرايينا
    يا سكين الغربة
    إني أغرسك بجمر فحولتنا,,
    وفصاحتنا
    وقصائدنا
    ومراعينا
    كف عن الزحف إلى أعضائي
    لنلملم نزف مآقينا
    نصلك يمرق من حاضرنا
    يرتع في ماضينا
    يا سكين الغربة..
    لو قطّع محتل أوردتي
    لا تصبح عوناً للغازي
    وعرينا
    أستحلفك...
    بألا تذبح عير مُعلقتي
    إني في قبو ( سقيفتنا )
    مازلتُ سجينا!

    شعر/ عبد الناصر الجوهري
    عضو اتحاد كُتاب مصر


  15. #35
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    أعدنا لنبكي مزارك؟.. هدية عبدالناصر الجوهري للراحل أحمد الخضري


    قصيدة شعر بقلم: عبدالناصر الجوهري-عضو اتحاد كُتاب مصر، مهداه إلى الشاعر الراحل/ أحمد الخضري-طيب الله ثراه؛ يقول الجوهري:

    الذين وَشَوا بكَ عند أتون الهجيرِ...
    ولم يستريحوا وضلّوا خطاكْ
    حاصرونا ببطن المعاني؛
    حتى تشعبّنا بقلب المدينةِ صرنا فرادى
    ودغلُ المحّبة بارك هَلْكى استجاروا حماكْ
    أخذونا بذنبٍ القوافي
    وما عرفوا نبرة من أساكْ
    انتسبنا إليك بآخر قافلةٍ للرواحِ..
    وعدنا لنبكي مزاركْ..
    والموتُ كيف على غرة
    قد أتاكْ؟
    واحتسبنا على الله يوماً
    لحونا تُدثّرُ أكمامُها دمعةً
    ذرفتها الشموسُ..
    ففاضت بها مقلتاكْ
    وارتحلنا لشطَّ النوارسِ.. يوماً
    فضعنا هناكْ
    وعلى الروضِ كنّا افتقدنا خطاكْ
    ما لهاَ وردةٌ تتفتحُ..
    ليس لها غير جرحٍ سواكْ
    قلّب الحزنُ كل الدفاتر.. حتى اهتدى
    للأراجيز كم هدهدت
    بالخلاصِ يداكْ
    ولأنك أحببت في المُنتهى
    مرتين،
    أَنَخْتَ شغافكَ كيما نراكْ
    إن قناديلكَ ليلا تنير الأزقةَ..
    كم يعتريها هوىً من هواكْ
    للحبيبة.. ما قد أرحت الفؤادَ..
    فهل أُلهما خافقاكْ؟
    ثم كيف التقينا وضم فراقك أشرعةً
    والبحورُ علاها صداكْ؟
    شِعْركَ اليوم قد نزيّن أعطافَه
    ربما بالسطور هنا قد مَضَتْ
    راحتاكْ
    إننا في الأساطير حين وجدنا لظلِكَ.. وكراً
    يُذوّبُ فيه شجاكْ
    فنثرنا بحضن التفاعيل دمعا؛
    فأزهر منه رؤاكْ
    لا طقوسَ الوداع أَظَلّت عيون الثُّرَّيا
    ولا خضّبت في مداها مداكْ
    مد يا صاحبي للصباحِ قرنفلةً أسقطتها
    يداكْ
    سنصافح حلما معا
    في زمان البلادةِ..
    كنا تركناه في السفحِ،،
    يرنو فكيف أتاكْ؟
    حين هاتفتني في المساءِ..
    ورنَّ هنالك للوصل..
    شوقٌ
    أرحنا جسوراً
    وأرضاً
    وعزفاً يعاود من مُنتهاكْ
    ونشيّد حامية للبراءةِ..
    كي يستريحَ..مُناكْ
    شيّعتكَ العصافيرُ في سرْبها
    سندبادُكَ بين الحواديتِ هلاّ نعاكْ؟
    ربّما من خباءِ القصيدةِ..
    يولد نهرٌ ليسقى الجداولَ؛
    لو أن أطيارنا لم تجاوزْ ثراكْ
    هل تسامحُ عِيْرَ الرفاقِ؟
    فنحن أضعنا حروفا
    بكلَّ العشيّاتِ..
    لم ننتبه بأنَّ المماتَ اعتراكْ!!


  16. #36
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    ما الذي لا تراه عيونُ المساءات ؟!


    (1)
    حينما وقف الليلُ فى شرفتى
    ناظراً
    صوب تلك الحقولْ
    كنت لا أستثير المروج ..
    التى أرهقتنى بعشق الطلولْ
    إنه الليلَ يهوى الجسورْ
    قال لى سرَّة :
    كيف خبَّاتُ الأرضُ – عمداً –
    صبا كرويتها
    والصباحاتُ راحلة ٌبقوافلها
    ترتدى حَّلة ً للحبورْ
    يا له من فتىً !!
    أنهكته البيادرُ دوماً
    ولا يرتضى أن يقاتل ..
    حرصاً على مملكات الزهورْ
    حين أبكى المدى
    عانقته النجومُ .. علانية
    وانبرت خلف وقع المدامع ..
    غاضبة ً
    تشتكى هسهسات النزوحْ
    ما الذى لا تراه عيونُ المساءات ..
    فى روضها ..
    وتراه السفوحْ ؟!
    (2)
    لحظة ً علَّ سوسنكمْ
    غرًّه صكُّ دعوتنا
    حين فرُّت مواسمُ بدء ارتحال الطيورْ
    يا تُرى
    ما الذى يزعجُ السوسناتُ المهيضةُ ..
    فى خدرها ،

    ما الذى يزعجُ موج البحورْ ؟!
    جندلٌ
    لا يريدُ المكوث بمرقده
    فلماذا تثور الشحاريرُ فوق الذرَّا
    وأنا لا أثورْ ؟!
    (3)
    لو تجىء الشواطئُ نادمة ً
    ربما لا تسلّمُنا للقراصنة النازحينْ
    إننا لن ندخل الآن قلب البحار ..
    نفتَّش عن دمعة الياسمينْ
    مزّقَّوا كل أوردتى – لو تشكون فىَّ –
    وريدا / وريدا
    فأنا الليلُ ..... تغفو تباشير فجرى
    وضلت طيور الحنينْ !!
    فنساء بلادى

    يواصلن إرسال كل ضفائرهن لى
    وملَّلن البكاء ..
    مللن جنوح السفينْ
    فأنا الليل .. سيَّد ذاك الدُّجى
    انظروا
    فى جروحى تروا
    كم حَبَسْتُ الأنينْ !!
    فالتواريخ قد علمَّتنا انتظار ..
    رحال السنينْ !!

    شعر/ عبدالناصر الجوهري
    عضو اتحاد كُتاب مصر


  17. #37
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    فوق أسنة الرماح

    يا ( عنترة العبسىّْ )
    ( عبلة ُ) .. مازالت تترنَّح بالأصفِاد ..
    وخيلُ الصحو الملكومُ ..
    يروم العُشْب العربىّْ
    ينزفُ ...
    ينزفُ ...
    يشتاق نسيم الليل البدوىّْ
    كيف مكوسُ الخزىَّ .. تقاضينا
    بتراتيل الصبح القدسىّْ ؟!
    هذى ( عْبسٌ )
    فى البيداء مقيَّدة ً
    يلفحها قيظ ُ الشمس ..
    وأنَّات خيام ٍ
    قد ضاقت بحصار ٍ رومىّْ
    إنْ كان أبوك تنكر يوماً
    هل ترض بوأد النخل ..
    السامق ..
    والزهر العبقىّْ ؟!
    هل ترضى
    أن تسُبى عماتكَ
    أو يبقى فى الأسر .. صبىّ ؟!
    يا عنترة العبسىّْ
    إنْ كانت عالقة ً فى الأذهان ..
    جذور الحمية ،
    أوجاعكَ
    ( فزبيية ُ) لن ترضى
    أن يركع ( شدَّادُ ) لجيشً أفر نجىّْ
    فتذكَّرْ
    ضحكاتٌ كانت تطلقها ( عبلة ُ) فى السامر
    أو أشعارٌ كانت ترويها عنكَ ..
    بمرج العشق المنسيّْ
    وتذكَّرْ أن النسب .. يدّوىَّ
    فى أوصال عروقكَ ..
    وتذكرّ أشواق فؤادٍ
    للدفء الأبوىّْ
    ما كانت لتموت قبائل ( يْعربَ )
    إلا واقفة ً
    فى وجه لصوص البادية ..
    وقطَّاع الطرق ..
    ومصاصى النفط القحطانىّ ْ
    يا ( عنترة العبسىّ ْ)
    درعكَ ..
    سيفكَ ..
    رمحكَ ..
    وقصيدكَ ..
    يشتاقون الحربَ ويشتاقون العتق القمرىّ ْ
    استحلفك بآبار الماء المسلوبة ..
    بحُداء الإبلَ ِ ..
    بأقراطٍ لحبيبة قلبٍ مطوىّ ْ
    أن تنقذ ( عْبساً )من فخ خنوع ٍ
    من عار ٍأبدىّْ
    لن يولد فجرٌ
    يطمسُ غورَ الغفلةِ ..
    بنكاح ذوات الرايات الحمراء وعشق الخوف القزحىّ
    يا ( عنترة )
    فأبناء العم ..
    ينامون على وقع صراخ فى النسوة ..
    فى الحىّ
    ( ذبيانُ ) تخَّلتْ عنَّا
    لا تذكر إلا نهر الدم ..
    وسنين الغىّ
    دعْ كلَّ خليلاتك ..
    وقنان ثمالتك ..
    ومزادات الغدر الربوىّ
    إن مات صمودٌ فى قوم ٍ ؛
    ظلَّ الذلُّ يورث ..
    حتى آخر نسل ٍ
    سيقيم مراثى المجد المنسىّ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍

    شعر/ عبدالناصر الجوهري


  18. #38
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    لكم البلادُ .. ولى قصائدي

    هل هو الشعرُ ..
    صاغ لنا برزخاً
    أحرفاً
    موطناً ؟ !
    وبنى من رقاع التواريخ ...
    أعمدة ً للصباح المؤرَّق ..
    ثم انثنى
    وبنى من أجُاج البيان .. خيالاً ؛
    لتأتى العصافير .. تلتفّ ُ من حولنا
    هل هو الشعر ..
    قد يستثير بنا مشتلاً
    جندلاً ، كاهنا
    أم عطايا الدواوين ..
    قد تشترى محسناً ؟!
    أيها الشعراءُ – بنو لغتى –
    اسمحوا لى
    بأن أنقضَ اليوم .. بيعتكمْ
    وأحَّرض طير الدّنُا
    اعلموا
    أننى آخر الشعراء تحاصره الأغاني ،
    تعبَّئ وجدانه بالقريض .. و
    وأتَّخذ المنتهى مسكنا
    ايها الشعراءُ .. بهذا الزمان ..
    تعرَّى ( جريرٌ ) .. وخان ( زهيرٌ )
    ومازال قيسُ الرقيَّات بين المواخير ..
    لا يستحى – ماجنا
    لا تذيعوا سُدىً خندقي
    خندقى
    لا يزال هناك بأعماق خوفى
    أرعنا
    خطتى
    سأواجه أسطول ( غطريفنا )
    خلف قافيتى
    وما يستحيل غدا ممكنا
    فأنا سأظلُّ أنا الممكنا
    لا هزائم .. بعد الهروب ..
    توارى الخنا
    هل هو الشعرُ ..
    صاغ لنا ألسنا
    أم أراه يؤجّل فينا
    براكين ذاك السنا
    أنتما يا بقايا لحونى وقافيتى
    لا تحزنا
    سيظل الثرى مؤمناً !!
    سأجعل من أحرفى لغـما !!
    وسأزرعه فى تلال عروبتنا
    فنبض التفاعيل ..
    لا يستخفُّ .. بنا
    سيظلُّ الثرى مؤمناً !!
    سيظل بعتق الرُّبا
    موقنا !!

    شعر/ عبدالناصر الجوهري


  19. #39
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    لا العيدُ .. عيدُ .. ولا البلادُ هي البلادُ ‍‍‍


    لا العيدُ . عيد ولا البلادُ هى البلادْ
    ُصرِعَتْ ( سعادْ )
    بجوار أسوار القلاع ..
    وتكسَّرتْ من فوقها
    حتى السنابك ،
    والبيارق ..
    وارتعاشات الجيادْ
    وتقول شمطاءٌ عجوزٌ :
    أنها دََفَنَتْ جدائلها
    بجوف الحقل ليلاً
    حين أسكتها الزناد
    والحلمُ ضجَّ من المخاوف ..
    نازحاً
    من موسم العتق المُهاجر ..
    خشية الجدب المدُججَّ
    والجرادْ
    سُِِلبتْ تخوم المجد .. ياربَّ العبادْ
    والصبحُ عاد مضَّرحاً بدمائه
    ينداح دوماً
    فى مواسمنا العشيقة للحصادْ
    وتقول نخلاتُ الصمودُ ..
    ( بنو أمَّية َ) خارجون لأخذ بيعة ..
    ملكهمْ
    قد حرَّضوا كل القبائل ..
    رغم أيام الحدادْ
    صُِرعَتْ ( سُعادْ )
    صُِرعَتْ بحسرتها
    ولن تبتاع بعد اليوم صحواً
    مستكينا فى اتقادْ
    ( فالُعرْبُ ) ما حزنتْ لمحنتها
    وما أنَّتْ على جسر الصراخ عيونهم
    وبرغم أن الطير ما خلع السوادْ
    حتى الفصولُ .. ورجفها
    قد زمَّلتها وانمحتْ
    ولقلبها المفتول تبكى أمشاج الفؤادْ
    وتحالفتْ
    كلُّ البلاد .. على البلادْ
    والآن باعوا وشمة َالحزن الدفينة َ
    والأساورَ ..
    والقلادة َ..
    فى المزادْ
    وضعوا بأعلى قبرها
    إصيص أزهار يؤرَّقه السَُهادْ
    يا أمَّة ً
    قتلتْ وشائجَ شمسها
    والشمسُ نائمة ً بأطراف المهادْ
    ضُِرعَتْ ( سُعادْ )
    لا تدفنوا معها الصباحات
    التى وأدتْ سُدىًً
    قبل ارتداد الدلو ..
    من جُبّ التنافر والعنادْ
    الله يرحمها ويرحمنا
    علام وشى بها السفهاءُ ..
    هذا حلمها رهن الرقادْ ؟!

    شعر/ عبدالناصر الجوهري


  20. #40
    مشرف منتـدى العلـوم التطبيـقيـة الصورة الرمزية محمود سلامه الهايشه
    تاريخ التسجيل
    09/09/2007
    العمر
    45
    المشاركات
    2,018
    معدل تقييم المستوى
    19

    Thumbs up رد: زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري

    ماذا جنت العصافيرُ من عشقها للضفاف ؟!


    لستُ بأول سفيه
    قد مات لا يملكُ شبراً واحدً
    يدفن فيه
    أمَّا فتاتى التى تهوى الفراق دائما
    لا تشتهى الشعر ولا تعيه
    واللهِ ..
    إنى لأميَّز الحمامَ الزاجلَ المأجورَ
    فى أسرابه
    بما على أرجله الضعاف
    من غىَّ وتيه
    فربما هى الحقولُ انتحلتْ وداعتى
    ولقنتنى سرَّ صحراء الخنوعْ
    فصافراتٌ للقطار
    تقتفى وقع نحيب سنبلاتى
    والدموعْ
    فدققّوا موجدُ اللّبلاب فى تخومها
    قد عسكروها بالذُّرا
    حتى أتتْ غرباننا
    قبيل موسم الخريف بالخضوعْ
    فدَقّقوا
    فى وجه أشبا الخنا
    فدّققوا
    فى نفس أنّات الفروعْ
    أتسخر النخلات من أطيارنا
    ونكهة الأحزان فى أبهائها
    لا تبصق الأعباء ..
    صوب أوجه الحمقى
    وتندسُّ بأيكٍ ليس يهفو لفضاءات الحنينْ
    أعادت المروج بين الثرى
    لا تفتدى ميراثنا
    إلا بشق تمرةٍ
    فالنخُل أهدى ظلَّه للنازحينْ
    لستُ بأول سفيه
    سيشترى فرائض الخوف الكسيح
    فى أنفاله
    لستُ بأول سفيه
    سيشترى بعيرنا والذلُّ فيه .
    هنا سيكبح جماح الليل ..
    إنها هى الأحلامَ سمراواتُ..
    ترغب التلاقح مع الجينات
    فى أنبوب اختبار ٍتصطليه
    فربَّما ترصد طيَّات الجراح ..
    بسمة ٌريَّانة ٌ
    تعبّدُ الأزقة التى اعتراها هاجسٌ
    لا تشتهيه
    علَّ المساءَ المستجيرَ من أغلاله
    ترصده النوارسُ المكسورة ُالجناح ..
    ربما لدى البحار تشتكيه
    فالكاسحاتُ تعشق المعبر ..
    يا حائطنا المفصول عن أوطاننا
    يجىء موسمُ المرار شاخصاً
    فى سترة
    تشبه لون حزننا يرتجى سكناً
    يجئ موسمُ الفرار واجماً
    مفترشاً بين الضلوع
    وطناً
    فربما يا عمرُ جاوزنا سنين الخوف
    ظلاً ينزفُ ..
    والأقلام ما أتعسها محشوّّة ً
    من الحروب غضباً ناقماً
    فربما داست هنا حوافرُ الإصباح ..
    يا ترى الخيول قتلتْ
    بدون قصدٍ برعماً نائما
    هل قتلتْ رؤىً
    دُمىً شقراء فى عُرض القرى
    فما الذى نراه من نوافذ البلاد ..
    حالماً ؟!
    فلوُل القطط ...
    الفئران ..
    فوق صرخة المخيّماتْ
    والخرسُ الأسيرُ مات ْ
    والعازفون قايضوا أوتارهم
    ملَّوا سكاتنا
    وملَّوا ريثما مواراة الشتاتْ
    لستُ بأول سفيه
    أقرَّ فى عزََّ الردى ًًّ
    هذا دمى بخنجر الخيانة المغروس فيه
    هذا دمى تثاءب العتقُ المهيضُ فى دمى
    يبرق صبحٌ من دمى فوق الجيادْ
    والله ما بايعت غنيمة ً
    وشتْ بصهوة البلادْ
    ولا تعوَّدت بصهوة البلادْ
    ولا تعوَّدت خيانة العبادْ
    أيتها الخمائل ُ المسفوكُ نهر دمها
    لستُ بأول سفيه
    يسبُّ آلهتكم ْ
    وينحرُ الأشعارَ فى الأشهر الحرمْ
    يباغت الأوثان .. بالسيل العرمْ
    لستُ بأول سفيه
    تربَّصتْ به بنو ( قحطان )
    فى أوج الظلام ..
    ليكيدوا حوله كيداً
    لستُ بأول سفيه
    تخبىء الأشجارُ فى أضلعه زنداً
    لستُ بأول النُّعاة ..
    طاف بالأوجاع على بلدانكمْ
    ( فالحجرُ الأسودُ )
    قد تسرقه ( القرامطة ْ )
    وربما سينشرون الذعر بين الدوح ..
    حتى يغتصبُ الهذيانُ السفسطة ْ
    لذا أعود زاحفاً لوطنى
    مضَرحاً فى لغتى
    أحملُ رنَّة التفاعيل ..
    وأبجديتى القديمة ْ
    هى الدورب الماضوَّية تنام بالدُّجى
    هى التفاصيل الأليمة ْ
    فربما تشى بى العسكر ُ
    وربما تشى بى النيازك ُ
    ولا تخرجنى من لُجتها
    إلا بتشتيت حمائم الفلاه
    لستُ بأول سفيه
    أسأل نفسى حائراً
    لماذا المداراتُ تمورُ ..
    عندما يأتى غديرى أشعثاً
    دون أراجيزى الُمقفَّاة ؟!
    لم يظل الفجرُ يبكى من يراه ؟!
    لست بأول سفيه
    عبأ الألحان فيه
    لتبرق اللعنة ُمن بين مزاميرى
    فلا تكذّبوا رقاع تفعيلات عزافٍ
    طلَّق الأضغاث ..
    طلقة ً– أمام الإنكسار –بائنة ْ
    فثلة ًٌمن الندى لا ترتضى جذوة محرقتها
    وسط الضفاف الخائنةْ
    فالعسكرُ الخناسُ ضل ثكناته
    والجنرالاتُ تجّرف الحقول النائمة ْ
    وتجعل الكلاب – فى أجراننا –
    تأكل لحماً للصمود
    للشموخ..
    للممالك
    تساوم الطيور القادمة ْ !!

    شعر/ عبدالناصر الجوهري
    عضو اتحاد كُتاب مصر


+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 ... الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •