تأملاتُُُُ ُ .. عند حائط البراق
هاهو البارودُ .. لا يفنى الحجاره
هاهى الأوطانُ .. فى عصر النزوح المُرّ
تنصاع لتهديد السفار
إسألوا أيك وئامى
إسألوا ..
من جنى يوماً ثماره ؟
أم طقوس القتل .. والتهويد ..
من شرط الإماره
أخبرونى أى غور ٍ للمساء ارتاب
من فيض أجاره ؟
غضبٌ قد يجعل الأرض ..
جمراً
غضبٌ قد يجعل الزيتون
يزهو فى انحساره
فارقبوا
هل جفَّ قيظى
هل غديرٌ ( يعرْبيٌ ) فى ضفاف العتق
ينأى للروابى
ينزوى يخشى مساره
كيف زند الحقد يدحو طيب مرْجى ،
أمنياتى ..
أم شتات النخل .. لا يرتاب عاره ؟
لا تظنوا النهر يخبو
ينزوى نبع اخضراره
هل نحيبُ المجد يأبى مرَّة ً أن يقتفى ثأرا لثكلى ؛
كى نذوب اليوم فى وحل الحضاره
فورتى للسلخ .. تبكى .. ثم تبكى .. ثم تبكى
( كالهنود الحمر ) أبكى
من هنا . أعرابنا ينسى مداره
إنما ينسى الدروس الُمستعاره
إنها الأوطان تتلو
وِرْدها المطوىّ فى جوف البرارى
لا تبالى أىَّ صاروخ ٍ أتى – فى كيده –
أو أىَّ غاره
ها هو البارودُ لا يُفنى الحجاره
سنمد الآن جسراً
فوق أشلاء المرارة
كيف يُمسى صحونا يطوى جراحى
ثم عند الليل يأتى
حاملاُ لحْدَ انكساره
ويح طوربيد الصباحات .. فكم أشقى غزاة ً
وتخوماً تصطلى فينا انهياره
فبحار الذل .. أدرى
بشطوطى
باشتياقي للفنارة َْ
قاربى ليس ينجو إلا بمجداف ٍ أبىٍّ
فخيام اللاجئين اليوم تهمى
مثل برق ٍ فى محاره ؟
ريثما كان ضياءٌ
عند محراب صلاتى
يمتطى سهواً شراره
ريثما الأقمار عادت
تارة ً تأبى هروبى
والدُّجى ترضاه تاره
فاعلموا أن الثرى قد لفَّ عمداً همهماتى
للرياح المستثاره
واعلموا
أن اشتياقي للسنا
ملّ انتحاره
فانطفائي مستحيلٌ
من شروخ البيت
يغلى كل شرخ ٍ تغفو فى جداره
هل فلول الجبن تغفو فى قلاعى
والكرى يتلو انتصاره ؟
من بقايا الخوف عادوا
كبَّلوا خيل الفتوحات ..
وصبحاً .. صكّ غدر ٍ قد أثاره
كيف يوماً
أجهضوا دفء البراح المصطلى
فى كل حاره
ربما قد أعلنوا
أن الشموخ المُفتدى يأتى وقاره
ربما قد عاودوا قهر العصافير
اليمامات / الحقول/ النخيل
السوسنات / الطمىّ .. جهراً
برصاصات النفاق المُعارة
ربما قد صادروا زهر صمودى
قرروا منع ازدهاره
ربما قد سرهم طعن النهار الُمبتلى
فأشاعوا فى الذرا صك احتضاره
ها هو البارودُ .. لا يُفنى الحجاره
فاعلموا
أن اغتصاب الأرض .., عارٌ
من حُماةٍ للبكاره
شعر/ عبدالناصر الجوهري
عضو اتحاد كُتاب مصر
المفضلات