طلبة وأساتذة ومثقفون وأسرى محررون تغص بهم سجون عباس في الضفة الغربية (تقرير)
--------------------------------------------------------------------------------
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام
بشكل دوري ويومي مستمر تواصل أجهزة عباس - دايتون الموالية للاحتلال في الضفة الغربية حملات الاختطاف، وتستمر في جولات التعذيب الشديد ضد الطبقة المثقفة في الضفة الغربية المحتلة في غالبية المحافظات؛ حيث تغص السجون الظالمة التابعة لرئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس بمئات طلبة الجامعات والمثقفين والأطباء وقادة الرأي.
ومن خلال هذا التقرير نسلط الضوء على هذه الجريمة المستمرة بحق هذه الطبقة المثقفة، في حين تقف مؤسسات حقوق الإنسان موقف المتفرج إزاء هذه الجرائم، وتكتفي بإصدار تعليق هنا أو بيان هناك.
طلبة جامعة النجاح ومحاضروها مستهدفون
جامعة النجاح الوطنية تعتبر من أعرق الجامعات الفلسطينية؛ حيث خرَّجت مئات الآلاف من الطلبة المتفوقين، والذين كان لهم الدور البارز -ولا يزالون- في المجتمع الفلسطيني.
يسلم طلبتها ولا أساتذتها ولا محاضروها من بطش أجهزة عباس - دايتون الموالية للاحتلال؛ حيث تعرَّضوا للاختطاف والاستجواب والتعذيب في السجون الظالمة، دون أن يراعي هؤلاء المحققون "الجهلة" الذين لم يتجاوزوا الثانوية حرمة الاعتداء على أمثال هؤلاء العلماء والمتعلمين والمثقفين.
ومن ضمن الاعتداءات على الشخصيات الاعتبارية التي اختطفتها أجهزة عباس - دايتون الدكتور حسن السفاريني المحاضر في كلية القانون في جامعة النجاح الوطنية؛ وذلك بعدما اقتحمت أجهزة عباس - دايتون منزله في حي المعاجين غرب مدينة نابلس، كما اختطفت التاجر الكبير في المدينة وإحدى الشخصيات الاعتبارية فيها المهندس أحمد الشنار (أبو حسن).
وفي محافظة بيت لحم اختطفت تلك الأجهزة خالد سعادة عضو بلدية بيت لحم، إلى جانب عدد من أفراد عائلته، وفي محافظة الخليل المحتلة اختطفت أجهزة عباس - دايتون الأستاذ فواز عمرو من بلدة دورا، كما اختطفت الأستاذ معتز فطافطة رئيس الجمعية الخيرية التي تم السطو على الجمعة واستبدال أفراد من "فتح" بإدارتها، كما اختطفت الأجهزة الطالب الجامعي أنس الحصري من مخيم طولكرم للمرة الثانية.
واستمرارًا في السياسة القذرة اختطفت الأجهزة نفسها الدكتور نزار العورتاني المحاضر في قسم الكيمياء في جامعة النجاح الوطنية بعد اقتحام منزله في حي المعاجين غرب المدينة بطريقة همجية، فيما اختطفت الطالب في الجامعة ذاتها عبد الله أحمد دويكات من قرية بلاطة البلد، بينما اختطفت أجهزة عباس في محافظة رام الله إبراهيم حبية الطالب في جامعة القدس.
طلبة بيرزيت.. اختطاف ممنهج
جامعة بيرزيت لم تسلم هي الأخرى من اعتداءات أجهزة عباس – دايتون؛ حيث اختفى عدد كبير من طلبتها من الجامعة في الامتحانات النهائية بسبب اختطافهم من قبل تلك الأجهزة سيئة الصيت والسمعة، ولا تزال الأجهزة الأمنية تستهدف طلبة الكتلة الإسلامية على وجه الخصوص في الجامعة أسوة بباقي الجامعات في الضفة الغربية.
وقد ظهر ذلك بعد التقدم الكبير الذي حققته الكتلة الإسلامية الطلابية في انتخابات مجلس طلبة الجامعة؛ مما أثار غضب الأجهزة الأمنية التي شرعت في سياسة الاختطافات الممنهجة بحق طلبة الجامعة، والذين يتعرضون للملاحقة من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني.
وكانت بداية الاختطافات من قِبل أجهزة عباس - دايتون بحق الطالب أيمن أبو عرام رئيس مجلس الطلبة السابق وممثل الكتلة الإسلامية في اللجنة التحضيرية للانتخابات، وهو مختطف في سجن بيتونيا في رام الله منذ تاريخ 28-4-2009م، كما اختطفت تلك الأجهزة في ذات اليوم الطالب نجيب مفارجة مناظر الكتلة الإسلامية والمعتقل سابقًا لدى سلطات الاحتلال، ولا يزال مختطفًا في سجن أريحا ويعاني من شدة التعذيب.
كما تعرَّض عدد آخر من طلبة الجامعة للاختطاف من قبل أجهزة عباس - دايتون، كما حدث مع الطالب عبد الله عويس رئيس مجلس الطلبة السابق والمعتقل سابقًا لدى قوات الاحتلال؛ حيث تعرَّض للاختطاف بتاريخ 27-1-2009م في سجن جنيد بنابلس، كما اختطف الطالب رامي البرغوثي المناظر السابق للكتلة الإسلامية بتاريخ 9-2-2009م في سجن الاستخبارات، والطالب عبد الرحمن شلش بتاريخ 23-3-2009م في سجن بيتونيا، كما تم اختطاف أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة بيرزيت؛ حيث اختطفت أجهزة عباس ماهر نور الأستاذ في دائرة الرياضيات في الجامعة المذكورة، كما اختطفت حمدان السيد المعيد في نفس الدائرة وطالب الماجستير الذي يقبع في سجن مخابرات عباس.
ولا يزال عدد من الطلبة مختطفين في سجون عباس؛ منهم الطالب سعيد قصراوي منسق الكتلة الإسلامية السابق، والذي اختطف بتاريخ 4-5-2009م في سجن بيتونيا، والطالب مراد الصانوري ممثل الكتلة الإسلامية السابق في اللجنة التحضيرية للانتخابات بتاريخ 5-5-2009م في سجن المخابرات، والطالب في الماجستير بشار عابد بتاريخ 5-5-2009م في سجن المخابرات، والطالب في الماجستير مراد أبو البهاء بتاريخ 5-5-2009م في سجن بيتونيا، والطالب معاذ صادق سكرتير لجنة التخصصات في مجلس الطلبة وممثل الكتلة الإسلامية في المجلس، والذي اختطف بتاريخ 1-6-2009م في سجن بيتونيا، والطالب محمد حسن يوسف سكرتير لجنة العلاقات العامة في مجلس الطلبة ونجل القيادي في حركة "حماس" النائب والأسير لدى الاحتلال حسن يوسف بتاريخ 1-6-2009م في سجن بيتونيا، والطالب جلال أبو خالد الذي تم اختطافه بعد اقتحام سكنه في بيرزيت بتاريخ 2-6-2009م في سجن بيتونيا، والطالبان علاء زبيدية وحنضلة شقباوي اللذان اختطفا بتاريخ 4-6-2009م، كما اختطفت في محافظة سلفيت الطالب في الجامعة ساري عبد الرازق من بلدة زيتا جماعين.
اختطاف قادة الرأي والاعتداء عليهم
وواصلت الأجهزة نفسها اختطاف قادة الرأي في المجتمع الفلسطيني؛ حيث اختطفت القيادي البارز في حركة "حماس" والأسير المحرر في سجون سلطات الاحتلال والمختطف السابق في سجون أجهزة عباس الشيخ رياض ولويل أثناء عودته من أداء العمرة من الديار الحجازية، وقامت بإحالته إلى مركز تحقيق بيتونيا، كما اختطفت أجهزة عباس في محافظة نابلس مدير المدرسة الإسلامية الأساسية الأستاذ نور الدين الشريدة، وهو أحد مبعدي مرج الزهور، فيما اقتحمت منزل صلاح مصلح رجل الأعمال المعروف وأحد المبعدين إلى مرج الزهور، وقامت بتفتيش المنزل بطريقة بربرية، ولم تتمكن من اعتقاله؛ نظرًا لسفره لأداء العمرة.
كما احتجزت فازع صوافطة الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الغربية، إلى جانب الاعتداء على العديد من القادة ومنازلهم، كما حدث مع القائد النائب حامد البيتاوي الذي تعرَّض لإطلاق نار من قِبل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، والاعتداء على منزل القائد الدكتور محمد غزال عضو القيادة السياسية لحركة "حماس"، كما اختطفت الأجهزة الشيخ تيسير عمران القيادي في حركة "حماس"، وكذلك اختطاف الدكتور عبد الستار قاسم الأستاذ الجامعي والاعتداء عليه بسبب انتقاده لمارسات أجهزة عباس القمعية؛ حيث طالبها أكثر من مرة بتغيير سياستها "الوقحة" في الضفة الغربية المحتلة ووقف كافة أشكال الاعتداء والاختطاف بحق طلبة الجامعة والعلماء والمثقفين وقادة الرأي.
الدكتور حسام عدوان رئيس جمعية أساتذة الجامعات استنكر من جهته حملة المداهمات والاختطافات الممنهجة التي تمارسها أجهزة عباس - دايتون الموالية للاحتلال في الضفة الغربية بحق طلبة الجامعة وأساتذتها وهيئاتها التدريسية.
وقال د. عدوان في تصريح صحفي خاص أدلى به إلى "المركز الفلسطيني للإعلام" الأحد (14-6): "إن سياسة اختطاف أساتذة الجامعات واعتقالهم في السجون والاعتداء عليهم بالضرب أو السباب والشتائم هي سياسة مرفوضة من قبل الشعب الفلسطيني، وإن دل ذلك فإنما يدل على حالة التخلف والجهل والحقد والقمع الذي يمارسه هؤلاء".
وأضاف عدوان: "نحن في القرن الـ21، ولا يمكن أن يتم اختطاف أساتذة الجامعات؛ لأن قدرهم كبير، ويجب أن نحترمهم ونضعهم فوق الرؤوس وفي المقل، لا أن يتم الزج بهم في سجون الأجهزة الأمنية، ونحن نقول إن الأستاذ الجامعي لا يمتلك إلا القلم والكلمة، وإذا كان ذلك يشكل خطرًا على هؤلاء فهذا يدلل على ضعف حجتهم أمام قوة المنطق".
وتابع عدوان: "الذين يقومون باختطاف أساتذة الجامعة وطلبتها لا يوجد عندهم قيم بالمطلق"، وأضاف: "إن هذا يبشر بخير، وهو أن نهايتهم اقتربت؛ لأننا تعلمنا وعرفنا من خلال التاريخ أن أمثال هؤلاء تكون نهايتهم سريعة جدًّا، وبالتالي فإن مجتمعنا الفلسطيني لا يقبل هذه السياسة السلبية السيئة بتاتًا".
واختتم عدوان حديثه: "نحن نعتقد أن شعبنا الفلسطيني سينتفض ضد هؤلاء؛ لأنه يرفض سياستهم غير الأخلاقية؛ حيث إنهم لا يظهرون احترامًا ولا تقديرًا للطبقة المثقفة ولا يراعون حرمة للمواطن الفلسطيني".
ولا تزال أجهزة عباس - دايتون في الضفة الغربية تختطف المئات من طلبة الجامعات وأساتذتها وهيئاتها التدريسية، ويتعرض جزء كبير منهم إلى جولات قاسية من التعذيب الشديد، فيما نقل جزء منهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج من جرَّائه.
الأسرى المحررون تحت مطرقة الاختطافات
الجريمة التي تنفذها أجهزة عباس - دايتون لم تقف عند هذا الحد، بل تجاوزت ذلك لكي تختطف عددًا كبيرًا أيضًا من الأسرى المحررين الذين تم اختطافهم بطريقة مشابهة ولكن على يد سلطات الاحتلال الصهيوني، فلم تتورع أجهزة عباس - دايتون من اختطاف هذه الفئة من المواطنين الذين يجب احترامهم وتقديرهم؛ نظرًا لتضحياتهم الكبيرة وصمودهم أمام همجية الاحتلال في سجونه الظالمة، ولكن أجهزة عباس - دايتون واصلت بالوكالة اختطاف هؤلاء الأسرى المحررين، فاختطفت كلاًّ من الأسير المحرر خالد العديلي بعدما اقتحمت منزله في البلدة القديمة بنابلس، واختطفت الأسير المحرر عبد الله شقيرات من مخيم العين غرب نابلس، كما اختطفت في محافظة الخليل الأسير المحرر نور بركات الأطرش أثناء سيره في أحد شوارع المدينة، وكانت أجهزة عباس - دايتون قد اختطفت من محافظة سلفيت الأسير المحرر أيوب مرعي.
"مركز للأسرى" يستنكر
وبخصوص اختطاف الأسرى المحررين أدان المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى بشدة الاعتداءات والممارسات القمعية التي تنفذها أجهزة عباس - دايتون بحق الأسرى المحررين الذين أفرج عنهم من سجون الاحتلال.
وأكد إسماعيل الثوابتة مدير "المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى" في تصريح صحفي خاص أدلى به إلى "المركز الفلسطيني للإعلام" الأحد (14-6) أن الجرائم التي يتم تنفيذها من قبل أجهزة عباس الأمنية إنما تمثل طعنة في خاصرة الحركة الأسيرة، معتبرًا إياها ضربة قوية للصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال.
وتساءل الثوابتة قائلاً: "من يجرؤ على اختطاف أسير محرر؟! من يفعل ذلك إنما يدل بشكل واضح على أنه يكمل سياسة الاحتلال في استهداف المقاومين والمناضلين الفلسطينيين الذين تلقوا جولات من الضرب والتعذيب في سجون الاحتلال".
وأوضح الثوابتة أنه "من المفترض أن نضع الأسرى المحررين الأبطال وجهادهم فوق رؤوسنا، وأن نقدر صمودهم وتضحياتهم في سجون الاحتلال"، وأضاف: "لا يعقل بأية حال من الأحوال أن يتم اختطافهم وتعذيبهم مرة ثانية، ولكن في سجون فلسطينية"، مطالبًا بضرورة وضع حد لمثل هذه الممارسات الخارجة عن قيم الشعب الفلسطيني وأخلاقه والخارجة كذلك عن كل معاني الانتماء والوطنية.
إلى متى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وتستمر المأساة التي تجسدها -إلى جانب سلطات الاحتلال- أجهزة عباس - دايتون في الضفة الغربية؛ فهي لا تلقي بالاً لأجواء الحوار، ولا تهتم لحرمة الاعتداءات على العلماء والمثقفين وقادة الرأي، ولا تقيم وزنًا للاعتداء على المنازل وحرمتها، وتبقى هذه الممارسات شاهدًا على حجم الجريمة البشعة التي تنفذها الأجهزة الأمنية بالوكالة عن الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية.
.
المفضلات