هل يُريد أوباما سلاماً مع إيران ؟ أم هي نفس اللعبة ؟

[أبو عبد الرحمن الطحاوي]

الواحد القهار ناصرالمجاهدين ومُذل الكفرة الأمريكان واليهود والرافضة القتلة و الكذبة والفجرة الأشرار والصلاة والسلام على سيد الأخيار محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الكرام الأطهار الأبرار .




وبعد :

ليس عندي أدنى شك في أن الصراع الأمريكي الإيراني هو صراع على صفحات الجرائد والمجلات ومحطات التلفاز ليس إلا ومجرد تصريح هنا من مسؤول إيراني وتصريح آخر من مسؤول أمريكي ثم تنتهي الحرب لكي تبدأ من جديد كما انتهت !

وكلنا يعرف كذبة الأمريكان الكبيرة في احتلال العراق والتي كان ظاهرها مرة القضاء على الحكم العراقي الذي يقوم بتصنيع أسلحة بيولوجية وجرثومية وكمياوية ونووية وكل أنواع الأسلحة التي تنتهي بـ ية !

ثم بعدما انكشف كذبهم قالوا حاربنا النظام العراقي لأنه كان على علاقة بالـ ( بعبع ) تنظيم القاعدة ! رغم الإختلاف الكلي والجزئي في إستراتيجية الطرفين واختلاف الفكر والعقيدة !.

ثم انكشف الكذب فلم يجدوا كذبة أخرى غير أن حكم صدام كان دكتاتورياً فلزم على أهل الديمقراطية من الأمريكان والغرب الكافر أن يُحرر الشعب العراقي من هذا الحكم الظالم !!!

وكأن حكامنا جميعاً تنعم شعوبهم في رغد من الحياة الكريمة والحرية والعدالة !

وتناسوا عن عمد أن هناك أكثر من 25 صدام يحكمون البلاد العربية والإسلامية ولكن بأسماء مستعارة !

والأهداف الحقيقية التي حارب الأمريكان العراق من أجله معروفة للجميع بل ومعلنة وان كانت في السر ! من أهم تلك الأهداف :

أولاً : القضاء على النظام العسكري العراقي الذي بدأ يتنامى ويتطور مما سبب في قلق إسرائيلي الإبن الغير شرعي للغرب وأمريكا في المنطقة .
وخاصة بعدما هدد صدام حسين بضرب إسرائيل

ثانياً : الإستيلاء على ثروات المنطقة وخاصة منابع البترول المرتبط بالدولار الأمريكي سلباً وإيجاباً بل قل إيجاباً وإيجاباً .

وهذا ما أرعب الأمريكان إذا قام الرئيس العراقي صدام حسين بفك إرتباط الدولار بالبترول العراقي فسوف تكون كارثة للإقتصاد الأمريكي الضعيف أصلاً والمتهاوي بسبب سياسته المتعجرفة في بلاد العالم وخاصة بلاد المسلمين والتكلفة العالية للحروب التي يشنها علينا .

بل والكارثة الأعظم هي إذا سيطر العراق على بترول المنطقة أو حاول إقناع الحكومات العربية الأخرى في الخليج خاصة بفك هذا الإرتباط مما سيجعل سعر الدولار الأمريكي الحقيقي لن يتعدى 5 سنتات فقط

وهو نهاية الإقتصاد الأمريكي لا محالة .

ثالثاً : بناء أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العراق وكذلك بناء أكبر بناء إستخباراتي في العراق وهو ما يُسمى بالسفارة الأمريكية ! والتي تبلغ مساحتها أكبر من 100 فدان أي أكبر من 80 ملعب كرة قدم !! فلماذا كل هذه المساحة ؟

وقد بلغت تكاليف الإنشاء أكثر من مليار دولار ! ويعمل في السفارة أكبر من 5500 موظف !! وتتكون السفارة من 6 وحدات كبيرة بها 21 مبنى ضخم تحتوي هذه المباني على حوالي 650 شقة غير السكن الضخم للسفير الأمريكي !!!

فلماذا كل هذا ؟ وفي العراق ؟

فهل هذه سفارة أم مبنى للإستخبارات الأمريكية في كل المجالات ؟ والتي يعمل بها حوالي 6000 موظف !!! .








وهنا نرجع لأصل الموضوع : إذا كانت أمريكا تُعادي إيران فلماذا جعلتها تُسيطر على الجزء الأكبر من العراق والخاص بالنفوذ البترولي !!! في الجنوب ؟ وهي كانت تخشى من صدام لنفس هذا النفوذ ؟؟؟!! بل وحاربته واحتلت العراق لسببه ؟؟!

ثم إن إيران هددت أيضاً إسرائيل بالحرب والدمار فلماذا لم تُحاربها أمريكا والغرب وتشن عليها الحرب ؟؟

هناك من سيقول أن إيران ليست كالعراق وأقول هذا غير صحيح فإيران لا تمتلك سلاح جوي قوي ويمكن لأمريكا تدمير إيران وحربها إن أرادت عن طريق الجو والبحر وليس عن طريق البر كما فعلت في العراق وأفغانستان .

بل إن أمريكا كان يمكن لها أن تستخدم الطائفية ( كما فعلت في العراق مع الأكراد في الشمال والشيعة في الجنوب ) لإحتلال إيران فنحن نعرف أن عدد السنة في إيران يزيد عن 20 مليون سني .

بل إن منطقة الأهواز جاهزة لكي يتم الإحتلال عن طريقها فلماذا لم تفعل أمريكا ؟؟؟

ونفس الأجواء التي كانت موجودة في العراق تتواجد في إيران بل وأفضل .

فهل تأمن أمريكا سنة إيران لكي تعتمد عليها في احتلال إيران ؟ كما اعتمدت على شيعة العراق وأكراد العراق الإنفصاليين في احتلال العراق ؟؟

الأمر واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ولا يحتاج إلى نبوغ وذكاء لكي يعرف المرء اللعبة التي تلعبها أمريكا مع إيران في المنطقة .

فنفس الأسباب التي حاربت أمريكا العراق من أجلها واحتلتها هي نفس الأسباب التي تُهدد أمريكا إيران ثم تتصالح معها ولا تفعل اي شيء! على الرغم من أن إيران أصبحت الآن جاهزة لتصنيع مفاعل نووي يمكنه من التصنيع العسكري لهذا السلاح الممنوع علينا !

وإذا قال قائل لعل أوباما في خطابه أمس وتودده إلى إيران بسبب الأزمة المالية الحالية والتي أضعفت أمريكا !

ولكن الجواب هو لماذا إذن تُحارب أمريكا أفغانستان السنية وتُجيش لها الجيوش وتُرسل إليها كل هذا العدد من الجنود لكي تُحارب تنظيم !!!!!!! وليس دولة !؟؟؟

فهل خطر تنظيم طالبان والقاعدة أخطر من خطر إيران ؟؟؟

أجيبونا بنعم أو لا
فإن كان نعم فهل تمتلك طالبان سلاح نووي ومفاعل نووية وتحتل مناطق النفوذ على البترول ؟؟؟

ثم لماذا تتحالف أمريكا مع إيران في القضاء على هذا العدو ؟؟؟ أو ليست إيران عدو لأمريكا ؟؟وإيران تُهدد إسرائيل كل يوم وعلى لسان زعيمها أحمدي نجاد ؟؟


ما هذه اللخبطة يا أبو عبد الرحمن عدو يتحالف مع عدو لكي يحارب عدو مع أن العدو الثاني أقل خطراً من العدو الأول فتضع أمريكا العدو يدها مع عدوها الإيراني لكي تُحارب العدو الأفغاني الذي ليس له نفس خطر العدو الإيراني !!!!

هل أشرح من جديد

ثم إن أجبتم بلا فلماذا تُحارب أمريكا العدو الأضعف والذي لا يُشكل خطراً عليها وتترك العدو المتوحش الذي يُهدد مصالحها ؟ إن كان ذلك صحيحاً ؟


إن إيران هي الحليف الأفضل دائماً للغرب منذ سقوط الخلافة الإسلامية بل وقبل ذلك بكثير وقد كانت إيران الشاة أكبر حليف لأمريكا والغرب ثم أتى الخميني من فرنسا ( أوربا الغرب ) لكي يُعادي ويُحارب الغرب !!! أو ليست هذه لعبة ساذجة لا تنطلي إلا على أصحاب العقول المريضة والعقيمة؟؟؟

إن كان الخميني وهو معروف بأنه سوف يأتي إلى إيران لإنشاء دولته الإسلامية المزعومة فلماذا تركه الأمريكان والغرب يذهب من بلادهم كي يقوم بذلك ؟؟؟

هل هم بلهاء لهذه الدرجة أم نحن ؟؟؟

إن إيران لم ولن تُحارب الغرب والأمريكان أبداً ففي كل العصور السابقة واللاحقة لم تطلق إيران طلقة واحدة تجاه الغرب بل كانت إيران دائماً هي الحليف القوي للقضاء واحتلال بلاد المسلمين .

فمنذ سقوط بغداد أول مرة على يد التتار بمعاونة ابن العلقمي لعنه الله ودخول الصليبيين إلى فلسطين والشام بمعاونة حاكم عكا الشيعي وكذلك تحالف الفاطميين الشيعة مع كل أعداء المسلمين ضد المسلمين في مصر وتونس والمغرب والشام والآن تحالف إيران مع أمريكا لإحتلال العراق وأفغانستان فهل تبقى إيران بعد ذلك عدواً لأمريكا والغرب ؟؟؟


وأترك الإجابة لكم

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

الطحاوي