بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت جريدة تشرين السورية الحكومية اليوم ....مقالا للكاتبة المتميزة آداب عبد الهادي حمل عنوان
الجمعية الدولية للغويين والمترجمين العرب تكرم المطرب السوري القدير معن الدندشي
تناول المقال الحديث عن جهود الجمعية لتكريم العلماء والأعلام والمفكرين والمبدعين والمميزين.
كتقليد اعتادته الجمعية الدولية للغويين والمترجمين العرب .
ثم تناول المقال بعد ذلك السيرة الذاتية لفنان سوريا الكبير معن الدندشي والذي يعد علما من أعلام الفن
والتراث السوري والطرب الأصيل
وإليكم رابط المقال للإطلاع والمطالعة
http://www.tishreen.info/_cult.asp?F...00903250246191
تحية إجلال وتقدير للسيدعامر العظم ....والأديبة والكاتبة المميزة آداب عبد الهادي
الجمعية الدولية للغويين والمترجمين العرب تكرم المطرب السوري القدير معن الدندشي دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الاربعاء 25 آذار 2009
آداب عبد الهادي
تكريم العلماء والأعلام والمفكرين والمبدعين والمميزين تقليد اعتادته الجمعية الدولية للغويين والمترجمين العرب.
وضمن احتفاليتها لهذا العام كانت قد كرمت «277» علماً وكاتباً ومبدعاً ومنحت «12» شهادة دكتوراه فخرية لعلماء من العالم العربي والمهجر ومن ضمن مكرميها لهذا العام الفنان العربي السوري معن الدندشي... معن الدندشي مطرب سوري كبير من مواليد مدينة تلكلخ «1927»، وهو الابن الثالث في الترتيب لأب يكتب الشعر الفصيح والعامي، ولأم تملك صوتاً رائعاً وتتقن العزف على آلة العود، وإخوة يتمتعون بأصوات جميلة بالإضافة الى أن أخته قامت بتأليف 30% من أبيات اللالا من الأغنية الشعبية المعروفة في سورية. ويعود الفضل لوالدته في إتقانه العزف على آلة العود وهو في سن الخامسة عشرة.
هذا البيت الفني شكل دعامة الحس الفني عند معن الدندشي.
نشأ على أغاني عمالقة الفن أمثال محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، صالح عبد الحي، اسمهان، أم كلثوم، والسيدة نور دكاش.
فأصبح مطرب بلدته، محبوباً من الجميع لما يتمتع به من سرعة بديهة وخفة ظل بالإضافة لصوته الجميل.. إلا أنه لم يكن يفكر بعد باحتراف الغناء خوفاً من ردة فعل عائلته.. لكن ابن عمه «عبد الكريم الدندشي» والذي كان يعمل بوزارة الخارجية حينذاك رتب له موعداً مع اللجنة الموسيقية في الإذاعة السورية واستدعاه لدمشق، وغادر معن بلدته وهو في العشرين من عمره ليبدأ مسيرته الفنية المميزة.
تقدم معن لامتحان اللجنة الموسيقية في الإذاعة وكانت مؤلفة من الأستاذة «يحيى الشهابي، أحمد عسة، يوسف يتروني» وغنى أمام اللجنة أغنية الفنان الكبير محمد عبد الوهاب «مضناك جفاه مرقده» بنجاح كبير، وعيّن مطرباً في الإذاعة السورية سنة «1950».
ثم التحق بفرقة إنشاد الإذاعة «الكورس». وبعدها التحق بالفرقة الموسيقية في الإذاعة كضارب إيقاع والتي كانت برئاسة كل من الأستاذين «زكي محمد ـ وسليم سروة» ثم خضع معن الدندشي لدروس الموسيقا في الإذاعة السورية فتعلم كتابة وقراءة النوتة الموسيقية.
أولى أغنياته الفردية كانت من كلمات المرحوم «فخري البارودي» قدمت له كهدية لما كان بينهما من صداقة شخصية وعائلية.. وكانت أغنية «عالغوطة يلا نروح» من ألحانه أيضاً ولاقت شهرة واسعة:
عالغوطة يلا نروح يالا عالغوطة
عروس الشام الحلوة بدها زلغوطة
وثم غنى أغنيته التي لاقت نجاحاً كبيراً «عنين الناعورة» وكانت من ألحانه أيضاً:
سمعت عنين الناعورة
عنينا شغلي بالي
وهي عنينا عالميّة
وأنا عنيني عالغالي
أوف يابا
في سنة 1953 شارك الرحابنة في أول حفلة غنائية للسيدة فيروز مع فرقتهم الموسيقية، وعندما طلبت السيدة فيروز من الإذاعة السورية تلقينها بعض الأغاني الشعبية السورية لتقدمها للجمهور السوري في الحفل اختارت الإذاعة معن الدندشي لهذه المهمة.. فلقنها أغنية «بردة بردانة» و«واللالا» والتي كانت معظم أبياتها من تأليف شقيقة الفنان معن الدندشي.
ويعد معن الدندشي الرائد الأول في نشر الدبكة السورية.. عندما طلب منه المرحوم «فخري البارودي» تعليمها في مدارس دمشق.
في عام 1956 عمل كإداري في جريدة القبس السورية لصاحبها «الأستاذ نجيب الريس».
وفي عام 1957 ساهم بتأسيس فرقة أمية السورية بالتعاون مع الأستاذ «عدنان منيني» والأستاذ «عمر العقاد» والتي قدمت أول نشاط لها في «مهرجان الشباب الآسيوي الافريقي بالقاهرة» وبقي يعمل مع الفرقة من عام 1957 الى عام 1962.
في سنة 1959 قام الفنان معن الدندشي بتأسيس فرقة تراثية للدبكة من شباب بلدته تلكلخ وأطلق عليها اسم «أقمار تلكلخ».. وقد نالت هذه الفرقة الميدالية الذهبية في «المؤتمر الأفرو آسيوي للشباب» الذي أقيم في العام نفسه.
التحق بنقابة الفنانين عام 1959 ورقمه العضوي كان الرقم 11.
قدم معن الدندشي أكثر من 80 أغنية للإذاعة السورية. تميزت بأنها مستمدة من واقعه ومجتمعه والأحداث التي مرت على وطنه ومن تجاربه الشخصية.
فكل حادثة تعترضه سلبية كانت أو ايجابية أثرت فيه كان يطلب من أصدقائه كتّاب الأغنية أن يجسدوها بكلمات أغنية يقوم بتلحينها وغنائها أو ربما كتب هو كلماتها أيضا.
ففي بداية الخمسينيات بدأت المهور بالارتفاع فكتب أغنيته الشهيرة «ارحم يابوها الفقير» وقام بتلحينها أيضاً:
ارحم يابوها هالفقير
لاتقس وتغلي المهر
تطلب ألوف هذا كثير
ارحم يلي ما يقتدر
لا تقس وتغلي المهر
وفي عام 1962 تزوج ابنة عمه، وعندما رزق بأول مولود وكانت بنتاً «بسمة» شعر بأنها الدنيا ومافيها فاستنكر عادة الشعور بالنقيصة التي كانت غالبة على المجتمع عندما يرزق أحدهم بالبنت فطلب من الأستاذ «مصطفى الحاج» كتابة أغنية تتناول هذا الموضوع وكانت أغنيته التي قام بتلحينها أيضاً «نامي بأمان الله يابنتي» التي أداها بإحساس رائع:
نامي بأمان الله يابنتي
بسمة حياتي والأمل إنت
ياعيون بابا ليش سهرانة
ياقلب أمك ليش مانمت
تمنيت عمري يطول كرمالك
تإسعدك والقلب يصفالك
شوفك صبية ترشدي أجيال
تربي ع حب الوطن أطفالك.
وكذلك الأمر عندما رزق بابنه فراس غنى له:
هزيت يابني ومرجحت بسريرك وصليتلك
وطلبت كرمالك عمر كل العمر ضحيتلك
واليوم شفتك يابعد عيني قمر ناديتلك
ياشبه وردة مزينة بعطر الفرح غنيتلك.
ولعل أغنيته التي دعت الشباب لعدم هجرة وطنهم من أجمل أغانيه الهادفة والتي كانت من تأليف الأستاذ «محمد زرزوري» وألحانه وغنائه:
يابني واسمع مني ولا تغيب
لا تفتكرمثل الوطن يوجد حبيب
بلادك غنية ارجع عيش بعزها
مهما كبرت براتها اسمك غريب.
وقد مثل معن الدندشي بلاده في كل الوطن العربي وقام بالغناء بلهجة الدولة التي يزورها كما فعل في الجزائر وتونس والمغرب العربي.
لقب بين زملائه الفنانين «بأبي النكتة» وقد قام بابتداع طريقة الفصل بين أغنياته التي يؤديها على المسرح بإلقاء بعض النكت أو بتقليد بعض المطربين..
غنى لكل المناسبات الوطنية والأحداث المهمة التي مرت بحياته فغنى للوحدة ،ولحرب حزيران، وللحركة التصحيحية، وللثامن من آذار، ولحرب تشرين، ولعل أشهر أغانيه الوطنية أغنية «جبلنا» و«ياطير سلملي عسورية».
أشهر أغانيه «عنين الناعورة ـ ياراكب الدلول ـ يافرحة القلب بهواك ـ ريم الفلا ـ أفراح العيد ـ أهلا وسهلا ـ لا تغلي المهر ـ أسمر اللون ـ ببلادي جنة دنيانا ـ ماتريدو ـ غريب الدار ـ لوحي بمنديلك ـ بابوري ـ ياراشب الزرقا ـ هديلي ـ الطرطوسية ـ زينة ياتدمر ـ شرطي الحارة ـ فطومة ـ نخ الجمل ـ غرة شقرة ـ وغيرها الكثير» وقد كان بعض منهامن كلماته أيضاً.
مثّل معن الدندشي بلده في 84 دولة بالعالم.. كما درب الجاليات العربية بالمهجر وأسس لهم فرقاً للدبكة كما فعل في تشيلي والأرجنتين.
ربطته صداقات متينة مع الكثير من الفنانين السوريين والعرب أمثال «عبد الحليم حافظ، وديع الصافي، محمد عبد الوهاب، فايزة أحمد، نجاح سلام، سعاد محمد، صباح فخري، نجيب السراج، ميادة حناوي، سميرة توفيق، فهد بلان، عايدة شاهين، دلال شمالي، فايدة كامل، مصطفى نصري، هالة شوكت، دريد لحام، تيسير السعدي، أنور البابا «أم كامل»، رفيق سبيعي، نجاح حفيظ وغيرهم.
بعد أن أحيل للتقاعد التقى بسيادة الرئيس حافظ الأسد بعد أداء صلاة الجمعة بمسجد الكوثر والذي كان معن الدندشي مؤذناً به.. فعينه سيادة الرئيس في الإذاعة مجدداً كخبير موسيقي.. وبقي بمنصبه هذا الى عام 2002.
هذه هي مسيرة الفنان معن الدندشي.. هذه المسيرة الغنية التي دفعت بالجمعية الدولية للغويين والمترجمين العرب ممثلة برئيسها الأستاذ عامر العظم بتكريمه لعطاءاته الكبيرة ومساهمته الفعالة في إحياء التراث الغنائي الشعبي السوري.. الفنان الشعبي والمطرب الكبير.. الذي عاد لبلدته تلكلخ ليعيش فيها بهدوء يتصارع مع مرض أقعده الكرسي النقال يعتب على الجهات المختصة بالأغنية التراثية والشعبية السورية لعدم وجود حقوق محفوظة للأغنية كما حصل مع العديد من أغنياته التي أعاد بعض المطربين الشباب غناءها دون العودة إليه أو حتى مجرد ذكر اسمه ودون أن يتعرض أي واحدمنهم للمساءلة أو حتى لفت النظر.
وفي هذه المناسبة.. مناسبة تكريمه نقول له ألف مبارك فناننا القدير معن الدندشي أنت في الذاكرة وستبقى.
المفضلات