القدس الثقافي” استضافت رامي مهداوي، مدير مكتب القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، ومسئول الإعلام والاتصال في المكتب، في حوار تناول الاستعدادات الجارية لتنظيم هذه الاحتفالية الكبيرة، وأيضا التحديات التي تواجه المنظمين. وكان من ابرز ما جاء في الحوار إعلان مهداوي عن أن محمود عباس “أبو مازن” سيصدر قريبا مرسوما رئاسيا يقضي بتوسعة عدد أعضاء اللجنة التحضيرية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، لتشمل شخصيات ثقافية من فلسطينيي الشتات والفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وهو الأمر الذي أثار احتجاجا في البداية.
نص الحوار:
* هل لك بداية أن تضعنا في حيثيات اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009، خاصة أنها لم تكن مدرجة على جدول عواصم الثقافة وكان من المقرر أن تكون بغداد هي عاصمة الثقافة للعام 2009؟.
- القدس فعلا لم تكن مدرجة ضمن برنامج اجتماع وزراء الثقافة العرب الذي عقد في العاصمة العمانية مسقط في العام 2006، وتم إدراجها بعد اعتذار العراق الشقيق عن أن تكون بغداد هي عاصمة الثقافة للعام 2009.
* إلى أي مرحلة وصلت الاستعداد الجارية لتنظيم هذه الاحتفالية؟.
- وصلنا الآن إلى مرحلة بناء الرؤية والإستراتيجية والأهداف، وتتمحور رؤيتنا حول الاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية على المستويين العربي والدولي، والتأكيد على أن القدس جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وتكريس بعدها السياسي كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، وتكريس مكانتها في الوجدان الإسلامي والمسيحي، وأيضا تجذير هويتها الثقافية العربية، ودعم الوجود الفلسطيني في المدينة وصموده والتصدي لإجراءات الاحتلال، وتعزيز الشعور بالانتماء الوطني والعربي تجاه هوية ثقافية موحدة.
* ما هي الأهداف الإستراتيجية المتوخى تحقيقها من هذه التظاهرة الثقافية، وهل بدأتم العمل جديا عليها؟.
- هناك مثلا، إنشاء وترميم بنى تحتية مؤهلة للاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009، وخلق حراك ثقافي داخل وخارج القدس لتعزيز الهوية الثقافية العربية للمدينة، وكذلك تعزيز صمود المقدسيين من خلال تنمية ودعم مناحي الحياة (ثقافيا، تربويا، اجتماعيا، إعلاميا، اقتصاديا ...)، إلى جانب توسيع دائرة التضامن الدولي لدعم الوجه العربي للقدس.
* على المستوى العملي ما الذي تم انجازه حتى الآن؟.
- تم تصميم شعار للاحتفالية سيتم الإعلان عنه قريبا خلال مؤتمر صحفي يعقد في القدس، كما سيتم خلال الأيام القليلة القادمة إطلاق الموقع الالكتروني الخاص بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009، وأيضا بدأنا التحضير والإعداد للمشاريع المركزية، وهي مشاريع تتعلق في الأساس بالبنية التحتية وقد تسلمنا من المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار “بكدار” أيضا بدأنا التخطيط لمشاريع ثقافية متنوعة تغطي قطاعات ثقافية مختلفة مثل، المسرح، الشعر، الأدب، المدارس الثقافية ...، وسنعلن قريبا عن المباشرة بتسلم المشاريع من المؤسسات المختلفة وعلى مبدأ الشراكة وليس على مبدأ التمويل فنحن لسنا مؤسسة تقدم التمويل للمشاريع.
*هل هناك تواصل بينكم وبين المؤسسات الثقافية في مجال التنسيق للاحتفاء بهذه المناسبة؟.
- طبعا، فقد بدأنا بتكثيف لقاءاتنا مع المؤسسات الثقافية الشبابية خاصة تلك المتواجدة في القدس من اجل التحاور بشأن السبل الأمثل لإنجاح هذه الاحتفالية، كما بدأ تنظيم لقاءات مع المؤسسات المقدسية بمختلف تخصصاتها ومثال ذلك لقاء تجار سوق القطانين للغرض نفسه، وسننتقل لاحقا لتنظيم لقاءات مع كافة المؤسسات العاملة في مدن الضفة سواء الثقافية منها أو غيرها.
* سمعنا عن تشكيل لجان عمل، ما هي هذه اللجان؟.
- تم تشكيل عدة لجان تتخصص كل منها بجانب معين وتتولى مهم محددة وهذه اللجان هي: لجنة التخطيط والإستراتيجية، لجنة الحدث، لجنة البنية التحتية والمقدسات، لجنة العمل في الوطن، لجنة العمل في الخارج، ولجنة القطاعات.
* كيف ستساهم الدول العربية والإسلامية بإحياء فعاليات ونشاطات هذه الاحتفالية طالما أن للقدس خصوصية من حيث أهميتها وأيضا من حيث أنها تحت الاحتلال، وما هو مستوى التنسيق العربي بهذا الشأن؟.
- سيعقد وزراء الثقافة العرب خلال شهر آذار المقبل اجتماعا لهم في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، لمناقشة إستراتيجية العمل للاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009، وتقديم الدعم المادي والمعنوي للقدس لأنها درة العواصم الثقافية ولأنها متميزة عن العواصم الثقافية العربية ولمكانتها وحساسية وضعها. وبسبب عدم مقدرة وزراء الثقافة العرب على القدوم إلى القدس سنخرج إلى الوطن العربي والعالم ككل بمعارض وفعاليات وسنطلب من مختلف الدول تقديم الدعم والتسهيلات لهذه المعارض والفعاليات التي تخص القدس عاصمة الثقافة العربية. كما سنطالب كل دولة عربية بتبني مشروعا خاصا بمدينة القدس على أن يسجل المشروع باسم عاصمة هذه الدولة. وسنطالب بتنفيذ نشاطات ثقافية حول القدس في العواصم الغربية والتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
*هل انتم متفائلون بالحصول على الدعم الذي يتناسب وحجم القدس ومكانتها؟.
- نأمل بأن تلقى المشاريع التي سنتقدم بها الدعم اللازم، مثلما نأمل بتطبيق القرارات السابقة التي اتخذها وزراء الثقافة العرب وجامعة الدول العربية بخصوص دعم القدس.
* واجه تشكيل اللجنة التحضيرية للقدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009، احتجاجا من قبل العديد من الشخصيات والفعاليات الثقافية، بداعي استثناء فلسطينيي الشتات والفلسطينيين داخل الخط الأخضر من اللجنة، كيف تعلقون على هذه المسألة؟.
- عقدت اللجنة الوطنية للاحتفاء بالقدس عاصمة الثقافة العربية 2009، اجتماعا قبل يومين في مقر المكتب التنفيذي بالبيرة وتم خلال اللقاء إقرار توسيع اللجنة التحضيرية لتضم إلى عضويتها شخصيات ثقافية من فلسطينيي الشتات والفلسطينيين داخل الخط الأخضر. وجاري إعداد مرسوم رئاسي بذلك.
*هل ستتمكنون من التغلب على عامل ضيق الوقت المتاح للتحضير لمثل هذه الاحتفالية الكبيرة؟
- يبدي مكتب الرئيس ممثلا بمدير ديوان الرئاسة د.رفيق الحسيني، ومستشار الرئيس لشؤون القدس، اهتماما كبيرا بالحدث وبالتحضير له مما يساند عمل المكتب التنفيذي واللجنة التحضيرية ويسهل عملها ويمكنها من التغلب على عامل الوقت.من ناحية أخرى يقوم المدير التنفيذي باسم المصري وطاقم المكتب بالعمل ليل نهار، ولا ننسى جهود جميع المؤسسات المقدسية في التعاون معنا مما يساهم في تخفيف العبء وتوزيع الجهود والمهام وبالتالي الوصول إلى النجاح المأمول، مع الأخذ بعين الاعتبار أن العواصم الثقافية السابقة تبدأ بالتحضير لمثل هذه المناسبة قبل سنوات أما الوقت المتاح لنا مقارنة معها بحدود 300 يوم.
*ما هي الجدوى من الاحتفاء بالقدس عاصمة ثقافية، وهي المدينة التي تواجه ما تواجه من تحديات جسام؟.
- هي تكريس القدس كأهم العواصم وزهرة المدائن والعواصم العربية وتثبيت مكانتها الروحية لدى مختلف الديانات، وضمن حساسية المدينة لتكريسها كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
*هل كان هناك أصوات طالبت بتأجيل أو إلغاء هذه الاحتفالية؟.
-هذا صحيح، في المقابل كان هناك أصوات نادت بقبول هذا التحدي، خاصة أن اختيار القدس في هذه المرحلة الحساسة من تاريخها مسألة مهمة جدا خاصة لجهة تقوية المواطن المقدسي وتعزيز صموده وتكريس هويته، وهي أيضا رد على المقترح الإسرائيلي الذي قدم لليونسكو بإدراج القدس كمعلم تاريخي يهودي، وهي أيضا تعزيز لموقف المفاوض الفلسطيني في مفاوضات الحل النهائي.
*ماذا بشأن الالتزامات المالية، هل تتوفر موازنات لدعم هذا المشروع؟. - الموازنة محدودة، وسنسعى لتوفير التمويل اللازم، من الدول العربية والبنك الإسلامي للتنمية وصندوقي الأقصى والقدس التابعين للبنك، ووكالة بيت المقدس، وأيضا من خلال الشركات والمؤسسات المحلية والدولية التي تعنى بالثقافة مثل اليونسكو وأيضا المؤسسات الدولية المانحة. وفي هذا المجال بدأت اللجنة التحضيرية بمخاطبة هذه الجهات لحثها على تقديم الدعم، وتتركز آمالنا على اجتماع وزراء الثقافة العرب القادم في جدة.