بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم .....
ذكرنا في مداخلة سابقة ان النظام الايراني والمرجعيات الدينية فيه افتت بعد جواز التطبير واللطم
منذ عدة سنوات ....ولم تجابه الفتوى باية معارضة على الاطلاق ولم تحدث اعمال شغب ولا ثورات بسبب الالغاء
ولم نسمع عن ايراني واحد احتج على الفتوى التي نفذتها الحكومة الايرانية ..وهنا يطرح تساؤل حيوي ومفصلي ...
ان كانت هذه الشعائر غير مسموح بها في البلد الذي تبناها اصلا ان لم نقل انه من المؤسسين لها فلماذا تبقى سائدة وتتوسع وتتجذر في العراق ويتم تبنيها ضمنا وعلنا من المرجعية وتشكيلاتها السياسية بدر والمجلس والدعوة والفضيلة حزب الله والعمل الاسلامي والصدرية؟
الجواب واضح وضوح الشمس وفيه شقين على ما تفرزه وقائع الميدان :
اولا : ان هذه الشعائر تستخدم كغطاء سياسي لتوجهات لاصلة لها بالدين وحيث انتفت الحاجة التعبوية لها في ايران
تم تنحيتها للخلاص من وطأتها الاجتماعية والاقتصادية وصورتها البشعة التي طبعت المشهد الايراني .وهنا تكمن نقطة الفصل بين الدين والمذهب الحقيقي وبين الاستخدام السياسي الوقح لهما لتحقيق اغراض محددة لجهة القومية الفارسية وبرنامجها التمددي .
ثانيا : لاستخدامها كعنوان عجيب لما يسمى بمظلومية الشيعة في ظل الدولة الوطنية العراقية منذ تاسيسها والى حد تم فيه رفع هذه المظلومية على يد امريكا وايران والصهيونية عام 2003 بالغزو المجرم والاحتلالات الغاشمه .
لنوضح ....
ظلت الحسينية ومنتاجاتها فيما يسمى بالشعائر الحسينية اجمالا بين مد وجزر في مدن العراق الوسطى والجنوبية عموما من تاسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1920. وكانت بعض الحكومات تقوم بحضر التطبير والزنجيل واللطمية والقرايات التي تسئ بطريقة فضه لذكرى سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام . وكانت قوة التنفيذ وتطبيق قرارات المنع تعتمد على قدرات الحكومة . ...وذلك لان التشكيلات السياسية للحوزة التي منعت هذه التطبيقات في ايران كانت تحرك خلاياها المشار اليها اعلاه لخلق الاضطرابات الواسعة باستخدام اسلوب استدرار العواطف لسواد الناس وتحت قيادة تشكيلات الحوزه لزعزعة الامن تحت غطاء ...مظلومية الشيعة ...اي منعهم من اقامة هذه الشعائر الحسينية .!..
وان ما رايناه من مد اعلامي هائل لتطبيق هذه الشعائر التي حضرتها الدولة تدريجيا وبخط زمني متصاعد في اواخر السبعينيات وخاصة التطبير واللطمية ومواكبها بعد الاحتلال, وبقيادة محمد باقر الحكيم وعبد العزيز الحكيم والجعفري وغيرهم مصداقا لما ذهبنا اليه من اقرار لهذه الحقائق الميدانية .
ان تشغيل فكرة المظلومية سياسيا قد اخذ ابعادة التثقيقية والتنفيذية بشكل واضح قبل الحرب الايرانية على العراق حيث استخدمت الحسينيات لانطلاق جماعات الشغب والنهب والسلب وخاصة في عاشورا 2003 الذي سبق الغزو باسابيع وشهدت العديد من محافظات العراق احداثا مصعدة ترتب للغزو والاحتلال باستخدام الحسينية ومخرجاتها كما حصل في النجف وكربلاء وبابل والقادسية . لقد كان سلاح التعبئة والتحشيد والتنفيذ باستخدام الحسينية وشعائرها بعد انتهاء الحرب
بانتصار العراق هو وسيلة ايران غير المباشرة والمباشرة لاستمرار العدوان وصولا الى تحقيق شعار تصدير الثورة الخمينية .
ما نقوله ليس تنظير ولا كلام كتب ولا جرائد ...انه واقع حصل ويحصل ....
اذن الامتداد الحديث للمظلومية القديمة ظل هو عنوان الحسينية ومخرجاتها لتحقيق اهداف سياسية بعينها . ومن كان يشك او يشكك بذلك فان مرحلة ما بعد الاحتلال قد اعطت الادلة المطلقه .....
ومن بين جوانب الاستخدام السياسي هذا هو استخدام رموز الحوزة وحركة تشكيلاتها في اسناد العملية السياسية التي اقامها الاحتلال . فالانتخابات حصلت تحت هذه الفرية وحشد لها سواد الناس في مختلف انحاء العراق وخاصة من بغداد نزولا الى الجنوب . والتحشيد للدستور وانتخابات المجالس المحلية تم بذات الطريقة ....الحسينية هي المنطلق وهي المال ....وحتى دولة القانون المالكية لم تنجح ولم تنطلق الا من براثن الحسينية ومخرجاتها ....
والقتل الطائفي انطلق من الحسينية ومخرجاتها
والثأر الاهوج لتفجير قباب سامراء الذي اشارت اخر التقارير الدولية الى ضلوع الكيان الصهيوني فيه عبر القاعدة الامريكية - الايرانية ربما انطلق من لابسي السواد الذي تلبسه الحسينية .
لي عودة باذن الله ....لنطرق جوانب اخرى ونسال هل ستوقف حوزة النجف هذه الممارسات ومتى ؟
المفضلات