المختصر في علوم الحديث ( السّنة النبويّة )

نظام الدّين إبراهيم أوغلو
محاضر في جامعة هيتيت / تركيا
nizamettin955@hotmail.com

الفصل الأول

تعريف علم الحديث:
علم يبحث عن أقوال النبي (ص) وأفعاله وتقريراته وأوصافه وسيرته، فهي سجل حافل لحياته وجهاده عليه الصلاة والسلام في سبيل دعوته فهي كذلك شارحةُ القرأن الكريم والمبينة له والُمفصلة لِما أجمل .

الآيات القرأنية على أقوال الرّسول (ص): كثيرة منها
(وآطيعوا الله ورسُولهُ ولا تنازعوا فتفشلوا) .(من يطيع الله فقط أطاع الله) .(وما أنزلنا عليك الكتاب إلاّ لتبين لهم) .( فإن تنازعتم في شيءٍ فرُدّه الى الله والرّسول) .(وما آتاكم الرّسولُ فخذوهُ وما نهاكم عنهُ فانتهوا) .

الإيمان بالأحاديث أمر لازم:
علينا أن نأخذ الأحاديث المتواترة والمتّفقة عليها والصّحيحة والمشهورة والحسنة لأنه لامُحال لنا من فهم القرآن الكريم. وهذه الأحاديث مُفسّرة وموضّحة له، وهي لاتُناقض القرآن ولا تُخالفه في الأحكام أبداً، لأنّ الأحاديث التي تُخالف القرآن مردودٌ ولا يؤُخذ بنظر الإعتبار، وقد يكون الرّوات الثّقات قد نسوا النّص، أو نسوا المعنى العام ولكنّ المنطق لا يَقبل على ردّ الجميع، علماً أنّ عُلماء الحديث، وفّقهم الله، لقد أثبتوا صحّة هذه الأحاديث وإستخرجوا الأحاديث الضّعيفة والموضوعة منها. وسبب هذا الخلاف أنّ الرّسول (ص) لقد نهاهم عن حفظ الأحاديث لعدم إختلاطه بالقرآن. وكذلك أنّ أكثر الأحاديث لقد وصلت إلينا عن طريق الأحاد، إلاّ أن بعض الأحاديث القليلة لقد وصلت إلينا متواتراً أو صحيحاً أومرفوعاً منها نقلاً (روايةً) أوعملاً (معنىً)، ومن الأحاديث التي وصلت إلينا متواتراً وعملاً هي: أحاديث عن الصّلاة والوضوء والصّوم وأركانه والحج ومناسكه ونحوهم. قال (ص) في حديث صحيح يقول (ص) (تركتُ فيكم آمرين لن تضلّوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وسُنة نبيّه) أخرجه الحاكم في المستدرك، والقرآن يأمرنا أيضاً على أنّ قول الرّسول (ص) من عنده (ما ضلّ صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحيٌ يوحى) . فلنأخذ مثلاً أية ( حُرّمت عليكم الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير الله) كيف يُمكن توضيحه ؟ لقد وضّحه رسول الله (أحلّ لنا ميّتان ودمان: السّمك والجراد، والكبد والطّحال) رواه أحمد وإبن ماجة وغيرهم. فيجب علينا التّصديق بما أمره لنا لأنّ ما حرّم الرّسول حرّمه الله، ونحوه في الصّلاة والصّوم وغيرها. وإبطال الأحاديث كارثة كبيرة على القرآن والإجتهاد .

تدوين الأحاديث:
التّدوين في عصر الصّحابة
أرسل سبحانه وتعالى محمداً (ص) نبيًّا ورسولا للعالمين وأوحى إليه بالقرآن الكريم الذى هو كلام الله تعالى وفسَّره رسول الله (ص) أقواله وأفعاله وتقريره لِمَا كان يحدث حوله فى عصره وتكوَّن من كل ذلك ما عُرِفَ بالسنة المشرفة فالسنة هى مجموعة أقوال النبى (ص) وأفعاله وتقريراته ويعتقد المسلمون أن النبىَّ (ص) باعتباره نبيًّا معصومٌ من الخطأ وأن كل ما صدر منه من أقوال أو أفعال أو تقريرات حق يجب اتباعُه ومن أجل ذلك اهتمَّ الصحابة بنقل القرآن الكريم اهتماما بالغا باعتباره المصدر الأول للتشريع كما اهتموا بنقل سنة النبى (ص) واهتمت الأمة بعدهم بذلك النقل حتى أنشأوا علوما خاصة بتوثيق النص القرآنى كتابة وقراءة كعلم القراءات ورسم المصحف والتجويد وأنشأوا علوما أخرى لتوثيق النص النبوى كعلم الجرح والتعديل وعلم الرجال وأنشأوا ثالثة لفهم القرآن والسنة كعلوم التفسير والفقه وأصوله وأنشأوا علوماً خادمة كالنحو والصرف والعَروض.
في عصر التّابعين:
للتابعين دور بارز فى تدوين السنة لا يقل أهمية عن دور الصحابة فقد تلقى التابعون الرواية على أيدى الصحابة الأجلاء وحملوا عنهم الكثير من حديث رسول الله (ص) وفهموا عنهم متى تُكره كتابة الحديث ومتى تُباح فقد تأسوا بالصحابة فمن الطبيعى أن تتفق آراء التابعين وآراء الصحابة حول تدوين وكتابة الحديث ولذلك فقد ظهرت بعض تلك الأحاديث المدونة والصحف الجامعة للحديث الشريف التى اعتنى بكتابتها أكابر التابعين، ومن أشهر ما كتب فى القرن الأول الصحيفة الصحيحة لهمام بن مُنَبِّه الصنعانى 131 التى رواها عن أبى هريرة وقد وصلتنا هذه الصحيفة كاملة كما رواها ودونها وقد طبعت عدة طبعات منها طبعة بتحقيق الدكتور رفعت فوزى طبعة مكتبة الخانجى 1406 ويزيد من توثيق هذه الصحيفة أن الإمام أحمد قد نقلها بتمامها فى مسنده كما نقل الإمام البخارى عددا كثيرا من أحاديثها فى صحيحه وتضم صحيفة همام مائة وثمانية وثلاثين حديثا ولهذه الصحيفة أهمية تاريخية لأنها حجة قاطعة على أن الحديث النبوى قد دون فى عصر مبكر وتصحح القول بأن الحديث لم يدون إلا فى أوائل القرن الهجرى الثانى وذلك أن هماما لقى أبا هريرة قبل وفاته وقد توفى أبو هريرة 59 فمعنى ذلك أن الوثيقة دونت فى منتصف القرن الهجرى الأول، وهذا سعيد بن جبير الأسدى 95 كان يكتب عن ابن عباس حتى تمتلئ صحفه وكان للحسن بن أبى الحسن البصرى 110 كُتُبٌ يتعاهدها فقد قال إن لنا كُتُبًا كنا نتعاهدها وممن كتب فى هذه الفترة التابعى الجليل عامر بن شراحيل الشعبى 103 فقد روى عنه أنه قال هذا باب من الطلاق جسيم إذا اعتدت المرأة وورثت ثم ساق فيه أحاديث ويبرز من جيل التابعين عدد آخر من العلماء الذين اهتموا بالحديث واحتفظوا بأجزاء وصحف كانوا يروونها منهم محمد بن مسلم بن تدرس الأسدى 126 والذى كتب بعض أحاديث الصحابى الجليل جابر بن عبد الله الأنصارى وقد وصلت إلينا من آثاره أحاديث أبى الزبير عن غير جابر جمعها أبو الشيخ عبد الله بن جعفر بن حيان الأصبهانى 369 وقد طبع بتحقيق بدر بن عبد الله البدر طبعة مكتبة الرشد بالرياض 1417 وأيوب بن أبى تميمة السختيانى 131 وقد وصل إلينا بعض حديثه جمعه إسماعيل بن إسحاق القاضى البصرى 282 وهو مخطوط فى المكتبة الظاهرية مجموع 4/2 ويقع فى خمس عشرة ورقة وغير هؤلاء كثير.
في القرن الثالث الهجري:
وفى القرن الثالث الهجرى استمر نشاط العلماء فى التدوين وبدأوا ينهجون فى مصنفاتهم مناهج جديدة وطرقا مختلفة ومن أشهر طرق التصنيف فى هذا العصر المسانيد: وهى عبارة عن جمع أحاديث كل صحابى على حدة وإن اختلفت الموضوعات التى تتناولها تلك الأحاديث سواء كان الحديث صحيحا أو حسنا أو ضعيفا مرتبين ذلك على حروف الهجاء فى أسماء الصحابة وهو أسهل أنواع الترتيب تناولا أو على القبائل أو على السابقة فى الإسلام وقد يقتصر فى بعضها على أحاديث صحابى واحد كمسند أبى بكر أو أحاديث جماعة منهم كمسند الأربعة أو العشرة المبشرين بالجنة إلى غير ذلك ومن أشهر تلك المسانيد: 1ـ مسند أبى داود سليمان بن داود الطيالسى 204 وهو أول مسند صُنِّف وقد جمعه عنه بعض حفاظ خراسان وهو مطبوع فى مجلدة كبيرة طبعة دار المعرفة وقد رتبه الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البنا الشهير بالساعاتى على الكتب والأبواب الفقهية وسماه منحة المعبود فى ترتيب مسند الطيالسى أبى داود جزءان فى مجلدة طبع على نفقة المؤلف وتصحيحه 1372 الناشر المكتبة الإسلامية بيروت،2ـ مسند أبى بكر أحمد بن عمرو البزار 299 وله مسندان المسند الصغير والمسند الكبير المعلل وهو المسمى البحر الزخار يبين فيه الصحيح من غيره ويتكلم فى تفرد بعض رواة الحديث ومتابعة غيره عليه وقد طبع منه عدة مجلدات بتحقيق الدكتور محفوظ الرحمن زين الله طبعة مؤسسة علوم القرآن ببيروت مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة 1409 وقد اعتنى بالمسند الكبير الإمام نور الدين على بن أبى بكر الهيثمى 807 فصنف فى زوائده كتابا سماه كشف الأستار عن زوائد البزار وهو مطبوع فى أربع مجلدات طبعة مؤسسة الرسالة بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمى 1404، 3ـ مسند أبى عبد الرحمن بَقِى بن مَخْلَد الأندلسى 276 وقد روى فيه عن 1300 صحابى ورتبه على أبواب الفقه ويُعد من أوسع المسانيد فهو أكبر من مصنف ابن أبى شيبة ومصنف عبد الرزاق ولم يطبع إلا مقدمته ولم يُعثر على مخطوطاته.
القرن الرّابع الهجري:
يُعَد القرن الرابع الهجرى بداية عصر ترتيب الحديث وتهذيب مصنفاته واستمر العلماء يساهمون بإنتاجهم العلمى فى خدمة السنة النبوية ويبرزون قدراتهم فى التصنيف واتجهوا فى مجال التأليف إلى اتجاهين، الاتجاه الأول هو التصنيف على نفس طريقة السابقين من علماء القرن الثالث فمنهم من صنف فى الصحيح ومنهم من جمع السنن ومنهم من اهتم بالمسانيد، الاتجاه الثانى هو القيام بتأليف مصنفات جديدة تعددت مناهجها وأغراضها فمنها ما يهدف إلى جمع الحديث وترتيبه أو شرحه ومنها ما يهدف إلى خدمة علوم الحديث كعلم الرجال وعلم مصطلح الحديث وغيرها غير أن أصحابها لم ينهجوا منهجا واحدا فى تصنيفها ولذا تنوعت مؤلفاتهم وكانت لهم فى ذلك مذاهب شتى.
مصنفات الاتجاه الأول: الصحاح.
1ـ صحيح ابن خزيمة لأبى عبد الله محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابورى 311 ويعرف عند المحدثين بإمام الأئمة والجزء الموجود من الكتاب مطبوع فى أربع مجلدات بتحقيق الدكتور محمد مصطفى الأعظمى طبعة المكتب الإسلامى وأما باقى الكتاب فهو مفقود.
2ـ صحيح ابن حبان وهو أبو حاتم محمد بن أحمد بن حبان البستى 354 واسم كتابه التقاسيم والأنواع وقد طبعت منه قطعة فى ثلاث مجلدات وترتيبه مخترع عجيب فلم يرتبه على الأبواب ولا على المسانيد وسبب ذلك التصنيف العجيب أنه كان عارفا بالكلام والنحو وغير ذلك والتخريج من كتابه عسير جدًّا وقد رتبه أحد العلماء على الأبواب الفقهية ترتيبًا حسنًا وهو الأمير علاء الدين أبو الحسن على بن بَلْبَان الفارسى 739 وسمى كتابه الإحسان فى تقريب صحيح ابن حبان وهو مطبوع فى ست عشرة مجلدة بتحقيق شعيب الأرنؤوط طبعة مؤسسة الرسالة.
القرن الخامس الهجري:
وبعد بلوغ النتاج العلمى ذروته فى القرن الرابع وجد علماء القرن الخامس أمامهم تراثا كبيرا ومصنفات بالغة الدقة استدعت همتهم وجعلتهم يتابعون مسيرة سابقيهم فى التأليف فاحتذوا حذوهم فى طريقة التصنيف فنجد منهم من اعتنى بالصحيحين إما بالجمع بينهما أو بذكر أطرافهما أو الاستدراك عليهما أو الاستخراج عليهما وغير ذلك ومن أبرز طرق التصنيف فى ذلك القرن :
1ـ الجمع: فذهب إلى الجمع بين الصحيحين الإمام أبو عبد الله محمد بن أبى نصر المعروف بالحميدى الأندلسى 488 وهو من كبار تلامذة الإمام ابن حزم الظاهرى .
2ـ الأطراف: وذهب آخرون إلى الاعتناء بأطراف الصحيحين وكتب الأطراف هى التى تقتصر على ذكر طرف الحديث الدال على بقيته مع الجمع لأسانيده وترتيبها على المسانيد ومنها :
أـ أطراف الصحيحين لأبى مسعود إبراهيم بن مسعود الدمشقى 401 .
ب ـ أطراف الصحيحين لأبى محمد خلف بن محمد الواسطى 401 وهو أحسن ترتيبا ورسما وأقل خطأ ووهما ويقع فى أربع مجلدات وقد اعتمد عليهما الحافظ المزى اعتمادا كثيرا فى كتابه تحفة الأشراف.
ج ـ ولأبى على الحسين بن محمد الغسانى المعروف بالجيانى الأندلسى 498 كتاب ما ائتلف خطه واختلف لفظه من أسماء رجال الصحيحين ويسمى أيضا بكتاب تقييد المهمل وتمييز المشكل ضبط فيه كل لفظ يقع فيه اللبس من أسماء رجال الصحيحين طبع منه قطعة فى مجلدة خاصة باختلاف الروايات والألفاظ فى البخارى ومسلم وأخرى خاصة بشيوخ البخارى الذين أهمل أنسابهم فى مجلدة أيضا طبعة دار الكتب العلمية 1418.

أقسام علم الحديث (علم مصطلح الحديث):
1ـ علم الدّراية. 2ـ علم الرّواية. 3ـ أنواع سند الحديث. 4ـ علم الجرح والتّعديل. 5ـ علم ناسخ ومنسوخ الحديث. 6ـ علم نقد روّاة الحديث. 7ـ علم فقه السّنة. 8 ـ سيرة الرّواة. 9ـ الأحاديث القدسيّة. 10ـ الأحاديث الصّحيحة والموضوعة.


الفصل الثّاني
علم الرّواية وعلم الدّراية في الحديث:
أولاً: علم الرّواية: وهو معرفة ألفاظ الحديث ، ونظيرهُ معرفة نظم القرآن، وموضوع هذا العلم ذات النبي صلى اللهُ عليه وسلّم، إذ يبحث فيه عن أقوالهِ وأحوالهِ . تعريف آخر: العلم الذي يقوم على نقل ما أضيف إلى النبي (ص) من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلُقية نقلاً دقيقاً محرّراً .

أنواع درجة الحديث من الصّحة في علم الرّواية:
والسبب في ظهورها هو الدّس عليها والطعن في صحتها، ممثلاً في وضع الأحاديث والكذب على رسول الله (ص) في العصور الأولى، ثم في الطعن في صحة الأسانيد والمتون في العصور المتأخرة من قبل المستشرقين. ولتميز الصحيح من الضّعيف، فقد كفانا عُلماء الحديث في فضح حججهم الواهية في كتبهم. إذا قرأناها وصلنا الى كل جواب صحيح ضدّ كل إفتراء على الأحاديث .
1ـ الحديث الصّحيح :
وهو الحديث الخالي من الخطأ والذي لا توجد عِلّة في إسناده وهو مارواه العدل الضابط الثقة عن مثله من غير شذوذ ولا عِلّة الى منتهاه .
2ـ الحديث الحسن :
وهو الحديث الخالي من الخطأ والذي لاتوجد علّة في إسناده وهو مارواه العدل الضابط الثقة عن مثله من غير شذوذ ولا علة إلى منتهاهُ. ويُمكن تقسيم الحديثان أعلاه إلى أنواع حسب درجة الصّحة : كما يلي:
أنواع الحديث الصّحيح والحسن:
1ـ المرفوع (المرفوع من الخطاء). 2ـ الموقوف. 3ـ المقطوع. 4ـ المسند. 5ـ المتصل. 6ـ المعلّق. 7ـ الفرد والحديث الغريب. 8ـ المشهور (العزيزـ المستفيض). 9ـ العالي (النازل). 10ـ المُدرّج. 11ـ المُسلسَل. 12ـ المحرّف والمضّعف . مثل حديث (العجلة من الشّيطان) رواه التّرمذي مرفوعاً، حسن غريب.
3ـ الحديث الضّعيف:
وهو الذي يقع فيه شكٌّ ، كأن يكون ذلك في متنه، أو كأن يكون واحدٌ أو اكثر من سلسلة إسناده ممن لا يوثق بروايتهم أو ممن أُتُّهِمَ بشئ من البدع . ويقال بأن في داخل الأحاديث التي أُتهم بالبدع أحاديث صحيحة.
أنواع الحديث الضّعيف:
1ـ المُرسل. 2ـ المنقطع. 3ـ المُعضل. 4ـ المُدلس. 5ـ المتّروك. 6ـ المُنكر. 7ـ المُعلّق . 8ـ المُضطرب. 9ـ المقلوب. 10ـ الشّاذ .
بعض الأحاديث الموضوعة:
وهي الأحاديث المنسوبة الى الرّسول (ص)، وهي ليست بأحاديث أصلاً منها:
) خيرُ البّر عاجله ـ إختلاف أمتي رحمة ـ إنّ الدّنيا حرامٌ على أهل الأخرة ، وإنّ الأخرة حرامٌ على أهل الدّنيا ـ النّظافة من الإيمان ـ كان النّبي يأمرني فأتزر ، فيعاشرني وأنا حائض ـ أمطرت السّماء برداً في رمضان فقال أبو طلحة: ناولني من هذا البرد، ثم سُئل الرّسول فقبلها ـ أطلب العلم ولو بالصّين ـ من أتى عليه أربعون سنة فلم يغلب خيره وشرّه فليتجهّز إلى النّار ـ وحديث أحبوا العرب لثلاثٍ.. ) ونحو ذلك.

ثانياً: علم الدّراية: ويّسمى أيضاً بـ (أصول الحديث أو سند الحديث)، وهو ينقسم الى معرفة معانيهِ، ونظيرهِ في علم التّفسير، وموضوع هذا العلم : حديث النّبي عليه السّلام من حيث الدّلالة . والى معرفة أحواله من القوّة والضّعف، بحسب اختلاف أحوال نقلته، والأخير هو العلم المسمّى بأصول الحديث . وموضوعه أيضاً نفس الحديث لكن من حيث الثّبوت. أو أنه يُعرف بحقيقة الرّواية وشروطها وأنواعها وأحكامها وبحال الرّواة وشروطهم وأصناف المرويّات وما تتعلّق بها .

الفصل الثّالث
أقسام سند الحديث في علم الدّرايّة :
1ـ الحديث المتواتر:
وهو ما رواه جمعٌ من الناس يمتنع إتفاقهم وتواطؤهم على الكذب عن جمع كثير مثلهم وهكذا طبقة بعد أخرى حتى يصل الإسناد الى النبي (ص)، ولا خلاف فيه بين العّلماء . بأختصار جمعٌ من الناس لا يكذبون .
والمتواتر ينقسم الى قسمين:
أ ـ متواتر لفظاً ومعنىً : وهذا قليل جداً . ب ـ المتواتر بالمعنى : كعدد الصلوات الخمس وعدد الركعات في الصلاة وغيرها .
2ـ الحديث المشهور: وهو مارواه ثلاثة فأكثر من العدول وهذا كثير جداً في السنة باللفظ والمعنى .
3ـ الحديث العزيز: وهو مارواه إثنان.
4ـ الحديث الأحاد : وهو مارواه واحدٌ ، وهو مصدر الخلاف بين العلماء . وقسم من العّلماء يّقسّم سند الحديث إلى المتواتر والآحاد فقط (ويدخل فيه المشهور والعزيز).

تصنيف الأحاديث في الموضوع الواحد وفي ضوء هذه العناصر:
1ـ الحث على طلب كلّ علمٍ نافعٍ، والتّرغيب في التّعليم والتّعلم. وفي ذلك أحاديث كثيرة ومعروفة.
2ـ محاربة الأميّة بكل وسيلة مستطاعة حتى إنّه (ص) كان يفدي الأسير من قريش في غزوة بدر إذا علّم عشرة من أبناء المسلمين الكتابة .
3ـ الحث على تعلّم اللّغات، كما أمر بذلك زيد بن ثابت كاتب الوحي. ولأجل إطلاق سراح أسرى الأعداء عليهم بتعلّم عشرٍ من المسلمين ، وقولهِ (ص) (من تعلّم لسان قومه أمن من شرّهم) .
4ـ إستخدام أسلوب الإحصاء، كماروى البخاري عنه أنّه طلب إحصاء بعدد المسلمين بعد الهجرة فأحصوا ألفاً وخمسمائة.
5ـ إقتباس أي علمٍ يفيد الإسلام وأهلهُ و لو كان من عند غير المسلمين، كما في حديث (ص) (الحكمةُ ضالة المؤمن، أنّى وجدها فهو أحقُّ بها) رواه الترمذي و إبن ماجة .
6ـ الخضوع لمنطق المُلاحظة والتّجربة في أمور الدّنيا ، كما ظهر ذلك في موقفهِ من تأبير (تطعيم) النّخل ، حيث أشار على أصحابه برأي، فأخذوا به ظانين أنّه من أمر الدّين والوحي، فنبّههم على أنّه كان ظنّاً منه، ولم يكن وحياً من الله ، قائلاً لهم (أنتم أعلم بأمر دُنياكم) رواه مسلم.
7ـ النّزول عند رأي الخُبراء، وأهل المَعرفة، كنزولهِ على رأي الحباب ابن المنذر في معركة بدر الكبرى، وعلى رأي سلمان الفارسي في حفر الخندق .
8ـ الحملة على الدّجَل والخُرافة، والتّحذير من الدّجالين والمخرفين مثل الكهان والعرّافين والمنجمين والسّحرة وأمثالهم رعاية سنّة الله الخلق، وإحتراماً لشبكة الأسباب والمسبّبات، وفي ذلك أحاديث جمة .

تعريف السند:
سلسلة الرواة الذين ينقلون ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم. كما يعرف بتعريف أسهل: حكاية طريق المتن.
والسند يتكون من :
1ـ رجال أو أدق نقول من أشخاص ليدخل فيه النساء الراويات أيضا.
2ـ صيغ الأداء مثل :أخبرنا..حدثنا..أنبأنا..عن.....وغيرها.

تعريف المتن:
هو الكلام الذي ينتهي إليه الإسناد. أو يقال:هو ألفاظ الحديث التي تقوم بها معانيه وهو الكلام المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
نأخذ مثال لنوضح به ما هو السند وما هو المتن:
قال الإمام البخاري حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار).. فالسند هنا يبدأ من قال الإمام البخاري، والمتن ما في داخل القوسين.

الفصل الرابع

أصول الحديث: وهي من علوم الدّراية وينقسم إلى قسمين:
1ـ علم الجرح والتّعديل: تعريفه : لغةً : مصدر جرح يجرح إذْ أحدث في بدن المجروح قطعاً أو ثلماً يسمح بسيلان الدّم منه. إصطلاحاً : هو ظهور وصف في الرّاوي يقدح في عدالتهِ ، أو حفظهِ وضبطهِ، مما يترتب عليه سقوط روايتهِ أو ضعفها أو ردّها. وموضوع علم الجرح والتّعديل البحث في أحوال الرّواة وعدولهم، من حيث قبول رواياتهم أو ردّها، وهو من أهم علوم الحديث وأعظمها شأناً فيه يُعرف المقبول من المردود، والصّحيح من السّقيم . ويُسمى أيضاً نقد لروّاة الحديث من حيث الثقة.
2ـ علم نقد رواة الحديث: أنظر كتب الحديث .
كتب علم الجرح والتعديل:
1ـ الجرح والتعديل ـ لإبن أبي حاتم الرّازي. 2ـ الجرح والتعديل ـ لجمال الدين القاسمي. 3ـ الجرح والتعديل ـ للجورجاني . 4ـ الرّفع والتكميل في الجرح والتعديل ـ للإمام ابي الحسنات محمد عبدالحي اللكنوي الهندي . 5ـ الجرح والتعديل ـ للعقيلي.

الفصل الخامس
علم النّاسخ والمنسوخ في الحديث:
تعريفه : إصطلاحاً: هو بيان إنتهاء حكم شرعي بطريق شرعي متراخٍ عنه. أو هو رفع حُكم شرعي بدليل شرعي متراخٍ عنه، سواء نسخ القرآن للسنة أو نسخ الحديث للحديث .
أمثلة على النّسخ: قول (ص) (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الأخرة) رواه مسلم والنّسائي والتّرمذي. وفي قوله (كنت نهيتكم عن الأوعية فانبذوا وإجتنبوا كلّ مسكرٍ) رواه أبن ماجة . وحديث جابر (كان أخر الأمر من رسول الله (ص) ترك الوضوء مما مسّت النّار) رواه أبو داود والنّسائي. وقد حدَّد أهل العلم طرقًا يُعرف بها الناسخ والمنسوخ، منها: النقل الصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو الصحابي. ومن أمثلة ما نُقل عن الصحابي، قول أنس رضي الله عنه في قصة أصحاب بئر معونة: ونزل فيهم قرآن قرأناه ثم نُسخ بَعْدُ ( بلِّغوا عنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضيَ عنا ورضينا عنه) رواه البخاري. ومن أنواع النسخ أيضاً، نَسْخُ السنة بالسنة، ومنه نسخ جواز نكاح المتعة، الذي كان جائزًا أولاً، ثم نُسخ فيما بعد؛ فعن إياس بن سلمة عن أبيه، قال: (رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أوطاس في المتعة ثم نهى عنها ) رواه مسلم وقد بوَّب البخاري لهذا بقوله: باب نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة آخراً.

وهناك علوم أخرى للحديث أيضاً:
علم بفقه الحديث:
البحث عن وجوه التورية والتأويل في كلام الرسول وأئمّة المسلمين، لقول الصادق عليه السلام: «لا يكون الرجل منكم فقيهاً حتّى يعرف معاريض كلامنا.
علم بتاريخ الحديث:
بيان ما مرّ على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أدوار، من قبل البعثة إلى تدوينه في العهد المرواني، مع الاِشارة إلى جذور منع التدوين، والاَفكار السائدة عند العرب في الجاهليّة وصدر الاِسلام. وبرواة الحديث: البحث عن رواة الحديث ورجالـه جرحاً وتعديلاً، وهو ما يسمّى اليوم بـ: «علم رجال الحديث».
كتب علم الناسخ والمنسوخ:
1ـ الأعتبار في الناسخ والمنسوخ من الأثارـ للأمام الحافظ ابي بكر الهمداني. 2ـ النّاسخ والمنسوخ ـ للشيخ الحافظ أبي حفص عمر بن أحمد المعروف بإبن شاهين. 3 ـ الموضوعات في الأثار والأخبارـ لهاشم معروف الحسني . 4ـ الرّسالة ـ للأمام الشّافعي.
كتب علوم الحديث:
1ـ توجه النظر للجزائري. 2ـ علوم الحديث لإبن الصلاح. 3ـ قواعد التحديث للقاسمي. 4ـ إلمّا للقاضي إلياس. 5ـ معرفة علوم الحديث الحاكم النّيسابوري. 6ـ الكفاية للخطيب البغدادي.
كتب صِحاح الحديث:
1ـ صحيح البخاري. 2ـ صحيح المسلم. 3ـ صحيح الترمذي 4ـ صحيح النسّائي. 5ـ صحيح أبي داود. 6ـ صحيح إبن ماجة. 7ـ مسند الدّارمي. 8ـ موطأ مالك. 9ـ مسند أحمد.
هناك مختصرات لهذه الكتب:
1ـ التجريد الصريح للزبيدي ( مختصر للبخاي ). 2ـ مختصر صحيح مسلم للمنذري .
وهناك شروح لهذه الكتب:
1ـ عُمدة القاري للعيني (شرح للبخاري). 2_ إرشاد السّاري للقسطلاني (شرح للبخاري).
3ـ شرح النووي ( شرح للمسلم ). 4ـ فتح الباري لإبن حجر ( شرح للبخاري ).
5 ـ شرح الأبي والسنوني (شرح للمسلم ) .
وكتب عمِلتْ على جمعْ الأحاديث القدسية والصّحيحة:
1ـ الأزهار المُتناثرة في الأخبار المُتواترة ـ للأمام السيّوطي . 2ـ سلسلة الأحاديث الصّحيحة ـ لمحمد ناصرالدّين الألباني (5) مجلّد . 3ـ جامع الأصول لإبن الأثير (جمع أحاديث أصول الخمسة). 4ـ مجمع الزّوائد للهيثمي (زوائد الإمام أحمد والبزّاز وأبي يعلي). 5ـ الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير للحافظ السيوطي. 6ـ كشف الخفاء ـ للعجلوني . 5ـ رامز الأحاديث ـ للكوتشخانوي.
وهناك كتب تجمع نوع معين من الأحاديث:
1ـ كتاب الأذكار للإمام النووي. 2ـ الكلم الطيب لإبن تيمية. 3ـ شعب الإيمان للبيهقي.
4ـ رياض الصّالحين للنووي . 5ـ الترغيب والترهيب للحافظ المنذري . 6ـ عُمدة الأحكام للحافظ المقدسي. 7ـ بلوغ المرام من أدلة الأحكام للحافظ إبن حجر.
وهناك ايضاً كتب لأحاديث المستشهدة في المصادر المهمة:
1ـ أحاديث كتاب الكشاف للحافظ إبن الحجر. 2ـ أحاديث إحياء علوم الدّين للحافظ العراقي. 3ـ أحاديث الأختيار للعلامة قاسم . 4ـ احاديث الهداية للحافظ الزيلعي. 5ـ أحاديث شرح الرّافعي الكبير لإبن حجر.
كتب الرّد على الحملة الإستشراقيّة التّبشيريّة على السُّنة و كشف زيفها:
1ـ السّنة ومكانتها في التّشريع الإسلامي ـ د. مصطفى السّباعي. 2ـ السّنة قبل التّدوين ـ د. عجاج الخطيب. 3ـ الحديث و المحدّثون ـ د. محمد أبو زهو. 4ـ دفاع عن السّنة ـ د . محمد أبو شهبة . 5ـ دفاعاً عن أبي هريرة ـ د . عجاج الخطيب . 6ـ الأنوار الكاشفة ( في الرّد على كتاب أبي رية) ـ عبدالرحمن بن يحيى .
كتب الأحاديث الموضوعة والضّعيفة:
1ـ الموضوعات للإبن الجوزي. 2ـ اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي.
3ـ الموضُوعات الكبرى للشيخ علي القاري. 4ـ المنار المنيف في الصّحيح والضّعيف للإبن القيّم. 5ـ سلسلة الأحاديث الضّعيفة والموضوعة لمحمد ناصرالدين الألباني. 6ـ تحذير الخواص من أكاذيب القصاص للسيوطي .

الفصل السادس
بعض الأحاديث في بعض مواضيع الحديث:
1ـ أحاديث الأيمان والعمل الصّالح والحب لأجل الله:
(ليس الإيمان بالتمني ولابالتّحلي ولكن ما وقرَ في القلب وصدّقه العمل) رواه إبن النّجار والدّيلمي في الفردوس لقد روي بسند صحيح عن الحسن البصري أنظر فيض القدير ج5 ص 356. (مَن أحبّ لله، وأبغضَ لله وأعطى لله ومنع لله، فقد أستكمل الأيمان) رواه أبوداود وغيرهم بلفظ أخر. (لايؤمن أحدكم حتّى يُحبّ لأخيه ما يُحبّ لنفسه) رواه البخاري ومسلم . (من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيهِ) حديث حسن رواه التّرمذي. (‏ ‏إذا أحب الرّجل أخاه فليخبره أنه يحبه) رواه التّرمذي. (خصلتان ليس فوقهما شئ من الشّر، الشّرك بالله والضّر لعباد الله، وخصلتان ليس فوقهما شئ من البرّ، الإيمان بالله والنّفع لعباد الله). (ما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه) حديث صحيح. (من شهد أن لا إله إلاّ الله وأستقبل قبلتنا وصلّى صلاتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم) رواه في حديث أبي ذر: قال لي النبي (ص) قال لي الجبريل (من مات من أُمتك لايشرك بالله شيئاً دخل الجنة قلت: وإن زنا وإن سرق قال وإن زنا وإن سرق) رواه الصّحيحين عن أبي ذر. (أُمرت أن أقاتل النّاس حتى يقولوا لا إله إلاّ الله) متّفق عليه. وقد أضاف البخاري والمسلم بجانب لا إله إلاّ الله جملة وأنّ محمّداً عبده ورسوله. (إنّ الله حرّم على النّار من قال لا إله إلاّ الله يبتغي وجه الله. (ثلاث من كنّ فيه وجد فيهنّ طعم الأيمان : من كان الله ورسولهُ أحبّ إليه مما سواهما ومن أحبّ عبداً لا يحبه إلاّ لله ومن يكره أن يعود في الكُفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النّار) رواه الشّيخان والترمذي والنّسائي. (سُئل الرسول (ص) كيف نجدد إيماننا يا رسول الله ؟ قال (ص) أكثروا من ذكر، لا إله إلاّ الله) رواه البخاري. وحديث جبريل يسئل الرسول (ص) وقال: يامحمد أخبرني عن الأسلام . فقال رسول الله (ص) : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله وتُقيم الصّلاة وتؤتي الزّكاة. وتصوم رمضان. وتحجّ البيت إن إستطعت إليه سبيلاً. قال صدقتَ. قال : فأخبرني عن الإيمان قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورُسله واليوم الأخر وتؤمن بالقدر خيره وشرّه . قال صدقت. قال فأخبرني عن الإحسان قال : أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تراه فإنّه يراك) رواه مسلم. (إذا مات الإنسان إنقطع عملهُ إلاّ من ثلاثٍ صدقةٌ جاريةٌ أو علمٌ ينتفعُ به أو ولدٌ صالحٌ يدعوا لهُ) رواه مسلم. (إتّقِ الله حيثما كُنت وإتّبع السّيئةَ الحسنةَ تمحها، وخالقِ النّاسَ بخُلقٍ حسنٍ) حديث حسن رواه التّرمذي (كثرة الضّحك تُميت القلب) رواه العسكري والقضاعي عن أبي هُريرة (الضّحك من غير عجب من قلّة الأدب) رواه الدّيلمي عن أنس .(إنّ أحبكم إليّ وإقربكم مني في الأخرة أحاسنكم أخلاقاً، وإنّ أبغضكم إليّ مني في الأخرة أسوأكم أخلاقاً الثرثارون المتفيقهون المتشدقون) رواه الترمذي وغيرهم. معاني كلمات الحديث:
ـ الثرثارون: هم كثيروا الكلام تكلفاً.
ـ المتفيقهون: هم الذين يتوسعون في الكلام إظهاراً للفصاحة واستعلاءً على غيرهم.
ـ المتشدقون: هم المتكلمون بملئ أشداقهم تفاصماً وتعظيماً لكلامهم .
2ـ أحاديث قبول التّوبة:
التّوبة واجبةٌ عند كلّ ذنب ولها ثلاثة شروط: أن يقلع عن المعصية، وأن يندم على فعلها، وأن يعزم أن لا يعود إليها أبداً. (والله إنّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرّةً) رواه البخاري. (كُلّ إبن أدم خطاء وخيرُ الخطائين التّوّابون) رواه التّرمذي وإبن ماجة .(إنّ الله يقبل توبة العبد مالم يُغرغر) رواه التّرمذي وأحمد وإبن ماجة. (لله أشدّ فرحاً بتوبة عبده المؤمن من رجُلٍ في أرضٍ دويّةٍ مُهلكةٍ، معه راحلته عليها طعامهُ، وشرابه، فنام، فإستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش ثمّ قال: أرجع إلى مكاني الذي كُنت فيه، فأنام حتى أموتَ، فوضع رأسه على ساعده ليموت فإستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشدّ فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده) رواه البخاري ومسلم وأحمد. (التّائب من الذّنب كمن لاذنب له) رواه مسلم.
3ـ أحاديث فضل الصّبر:
الصّبر في الأحاديث على ثلاثة أوجه: 1ـ الصّبر على أداء فرائض الله تعالى، فله (300) درجة.
2ـ الصّبر على محارم الله تعالى، فله (600) درجة. 3ـ الصّبر على المُصيبة عند الصّدمة الأولى ، فله (900) درجة. (ليس الشّديد بالصّرعة، إنّما الشّديد الذي يملك نفسه عند الغصب) متفق عليه. أنّ رجلاً قال للنبي (ص): أوصني قال: (لاتغضب. فردّد مراراً قال لاتغضب) رواه البخاري.(إنّما الصّبر عند الصّدمة الأولى) متفق عليه. ومن الأحاديث الصّحيحة (من صبر ظفر).(الصّبر نصف الأيمان). (الصّبر مفتاح الفرج) .(الصوم نصف الصّبر). (إنتظار الفرج بالصبر عبادة).( من إجلال الله ومعرفة حقّه. أن لا تشكو وجعك، ولا تذكر مُصيبتك). وقال إبن عبّاس(رض):
4ـ أحاديث الوحدة والإتحاد والتّعاون:
(يدُ الله على الجماعة من شذّ شذّ الى النار) رواه الترمذي والطّبراني. (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) رواه الحاكم والطبراني. (لا ترجعوا بعدي كُفاراً يضرب بعضكم رقاب بعضٍ) رواه مسلم .(لاتختلفوا فإنّ مَن كان قبلكم إختلفوا فهلكوا) رواه البخاري. (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) رواه مسلم .(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً) متفق عليه .(الجماعة رحمةٌ والفرقة عذابٌ) رواه أحمد والقضاعي. وقال قي حجّة الوداع (أنّ كلّ مسلمٍ أخٌ للمسلمِ، وأنّ المسلمين إخوةٌ) رواه البخاري ومسلم .(إنّما يأكل الذّئبُ من الغنم القاصي) قيل أنّه حديث ضعيف.
5ـ أحاديث النّهي عن البدع ومحدثات الأمور:
(من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو ردٌّ) متفق عليه. (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ) رواه مسلم .(من أُفتي بغير علمٍ كان إثمهُ على من أفتاه) حديث حسن رواه أبو داود، وفي الجامع الصغير أنّه حديث صحيح. وعلّمنا كيف نأخذ الفتوى قال (ص) (تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : كتاب الله وسنّة نبيّهِ) حديث صحيح. (أما بعد: فإنّ خيرَ الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هديُ محمدٍ (ص)، وشرّ الأمور مُحدثاتها ، وكلّ بدعةٍ ضلالةٌ) رواه مسلم. هنا يجب علينا القول ، أنّ الإسلام نهى البدع ولكنّه جوّز الإجتهاد والتّجديد في الدّين، على أن يكون ضمن إطار القرآن والسّنة.
6ـ أحاديث التّذكرة والنّصيحة:
(الدّين النّصيحة ، قُلنا لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم. عن جرير بن عبدالله قال: (بايعت رسول الله (ص) عل إقامة الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، والنّصح لكلّ مسلم) متفق عليه.(لايؤمن أحدكم حتى يُحبّ لأخيه ما يُحبّ لنفسه) متفق عليه.(الذّاكرون الله كثيراً والذّاكرات) رواه مسلم. (المؤمن مرآة أخيه) حديث حسن.
7ـ أحاديث تحريم التعصب والظّلم:
(لاترجعوا بعدي كُفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعضٍ) رواه مسلم. (ليس منا من دعا الى عصبية) متّفق عليه. (إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النّار) رواه الشيخان والترمذي والنسّائي. (لا فضل لعربي على أعجميّ ولا لعجمي على عربي إلاّ بالتقوى) رواه الشّيخان. (حرمت الظّلم على نفسي وجعلته بينكم محرّماً فلا تظالموا) رواه مسلم. (إنّ الله ليُملي للظّالم ، فإذا أخذه لم يُفلته) متفق عليه. (مثل الذي يُعين عشيرته على غير الحقّ، مثل البعير رديَ في بئر، فهو يمُدّ بذنبهِ ) رواه أبو داود وأحمد .( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً . فقالوا : يارسول الله ، هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً ؟ قال : تأخذ فوق يديه. وقيل تمنعه من الظّلم) رواه البخاري والتّرمذي وأحمد .
وهناك أقوال الرّسول (ص) في العَصبية القبلية:
(إتركوها فإنّها نتنة). (النّاس سواسية كأسنان المشط). الظّاهر أنّ العصبية الجاهلية التي قضى الرّسول عليها قد أحياها المسلمون بعد وفاة الرّسول (ص) ونراه بارزاً في الفتنة الكبرى بعد إستشهاد عُثمان (رض)، وجاءت إلى يومنا هذا وإشتدّت فيتبيّن أنّ الله يمتحن الإنسان بالجهاد الأكبر وهو الجهاد بالنّفس، وأكثرهم لايستطعون النّجاح أو النّجاة من إبتلاء النّفس.
8ـ أحاديث فضل اليتيم والضّعفاء:
(أنا وكافل اليتيم في الجنّة هكذا) رواه البخاري.(خيرُ البيوت عند الله بيت فيه يتيم مكرم) .(ألا أخبركم بأهل الجنّة ؟ كُلّ ضعيفٍ، لو أقسم على الله لأبَرّهُ، ألا أخبركم بأهل النّار؟ كُلّ عُتلٍّ جوّاظٍ مُستكبر) متفق عليه. (قُمت على باب الجنّة، فإذا عامةُ من دخلها المساكينُ، وأصحاب الجَدّ محبوسون، غير أنّ أصحاب النّار قد أُمِرَ بهم إلى النّار. وقُمت على باب النّار فإذا عامّة من دخلها النّساءُ) متّفق عليه.(ابغوني الضّعفاء، فإنّما تُنصرون، وتُرزقون بضّعفائكم) رواه داود. (رُبّ أشعثَ أغبرَ لو أقسم على الله لأبرّهُ) وهناك إضافة، ذي طِمْرَينِ. الأشعث: المتّسخ جلده ورأسه. الأغبر: علّق عليه الغُبار أثاء السّير أو السّفر. ذي طمرين: ثوبين الذين بلي. لأبرّه : لأستجاب له الله. رواه مسلم والحاكم والتّرمذي وغيرهم. وقال (ص) (لو اجتمع الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بما كتبه الله لكن ولو اجتمع الإنس والجن على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بما كتبه الله عليك، رفعة الأقلام وجفت الصحف).
9 ـ أحاديث الزواج والمرأة والحجاب:
(إذا تزوّج فقد إستكمل نصف الدّين فليتق الله في النّصف الباقي) رواه البيهقي عن أنس. (عليكم بالأبكار فأنهنّ أكثر حباً وأقلّ صخباً) رواه البخاري.(إنّ خيركم خيركم لأهله) رواه إبن ماجة والحاكم. (يظل أحدكم يضرب زوجته ضرب العبيد ثم يدعوها الى فراشه فيقبلها ويعانقها ولايستحي) رواه التّرمذي والنّسائي والبزّاز. (والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو زوجته الى فراشه فتأبى عليه إلاّ كان الذي في السّماء سخطاً عليها حتى يرضى عنها)، وأضاف قائلاً (لعنّ الله المسوفات).(أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً وخياركم خياركم لأهله) رواه مسلم. (أطلعتُ الجنة فرأيتُ أكثر أهلها الفقراء والمساكين وأطلعتُ في النار فرأيتُ أكثر أهلها النساء قالوا لِمَ ذلك يارسول الله قال بكفرهن قيل أيكفرن بالله يارسول الله قال يكفرن العشير يعني الزّوج ويكفرن الإحسان لو أحسنتْ إلى إحداهنّ الدّهر كلّه ثم رأت منك ما تكره قالت ما رأيتُ منك خيراً قط) رواه الشّيخان وأحمد والتّرمذي عن إبن عبّاس. (ما تركتُ بعدي في النّاس ، فتنة أضرُّ على الرّجال من النّساء ) رواه مسلم. (ما رأيتُ من ناقصات عقلٍ ودينٍ أذهبَ للبّ الرّجل الحازمِ من إحداكُن) البخاري ومسلم وسنن ابن ماجة.(أكمل المؤمنون إيماناً أحسنهم خُلقاً وألطفهم بأهله) رواه الترمذي والنسائي والحاكم. (إنّ من الغيرة، غيرةٌ يُبغضها الله عزّ وجل، وهي غيرةُ الرّجل على أهله من غير ريبة) أي من غير تُهمة وشك، رواه أبو داود والنسّائي. (إنّ لجسمك عليك حقاً وإنّ لزوجك عليك حقاً) رواه البخاري ومسلم.(إستوصوا بالنّساء خيراً ، فإنهنّ خُلقن من ضلعٍ وإنّ أعوج ما في الضّلع أعلاهُ فإن ذهبتَ تُقيمهُ كسرتهُ ، وإنْ تركتهُ لم يزل أعوج فاستوصوا بالنّساء خيراً) متفق عليه رواه الشّيخان.(إذا صلّت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها أُدخلي الجنة من أي الأبواب شئتِ) رواه أحمد عن عبدالرحمن بن عوف والبزّاز والطبراني. (النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني) رواه البخاري.( يا معشر الشّباب من استطاع منكم الباءة فليتزوّج، فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطيع فعليه بالصّوم فإنّه له وجاءٌ). (تُنكحُ المرأة لأربع إمّا لمالها أو لجمالها أو لحيبها أو لدينها فأظفر بذات الدّين تربّت يداك). (من تزوّج إمرأةً لجمالها لم يزدهُ الله إلاّ قبحاً ومن تزوّج إمرآةً لم يزده الله إلاّ فقراً ومن تزوّج إمرآةً لحسبها لم يزده الله إلاّ دناءةً ومن تزوّج إمرآةً لدينها فبارك الله له فيها ولما فيه).( فأنظر إليها فإنّه أحرى أن يؤدم بينكُما ). (خَيرُ النّساء مَن إذا نظرت اليها أسّرتك وإذا غِبتَ عنها حفظتْ لك نفسها وما لك) .(حُبّبَ إليّ من دُنياكم النّساءُ والطيّبُ). (أربعٌ من سُنن المُرسلين: النّكاح والسّواك والتّعطر والطّيب والحناء) الجامع الصّغير عن التّرمذي (ليتّخذَ أحدكم قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجةً مؤمنةً تُعينهُ على أمر الأخرةِ) رواه إبن ماجة .(تزوّجوا فإنّي مُكاثرٌ بكم الأُممَ يوم القيامة ولا تكونوا كرهبانيةِ النصارى) رواه البيهقي .(إذا جاءكم مَن ترضونَ خُلُقهُ ودينهُ فزوّجوهُ إن لا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ كبيرٌ). (إيّاكم وخضراءَ الدّمن ، فقيل له وما ذاك يا رسول الله ، فقال المرأة الحسناء في منبت السّوء). (صنفان من أهل النار لم أرهما : قومٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ رؤوسهنّ كأسنحة البُخت المائلة، لا يدخلنّ الجنّة ولا يجدنّ ريحها وإنّ ريحها لتوجد مِن مسيرة كذا كذا) إذا تزوّج أحدٌ قيل لهُ (بارك الله لك، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خيرٍ) الترمذي. وإذا تزوّج أحدٌ فليقل (اللهمّ إنّي أسألك خيرها وخيرُ ما جبلتها عليه وأعوذُ بك من شرّها وشرُّ ما جبلتها عليه) رواه أبو داود. وإذا أتى أهلهُ قال بسم الله (اللهمّ جنبنا الشّيطان وجنّب الشّيطان ما رزقتنا) متفق عليه. وقال النبي(ص) لعبد الرّحمن بن عوف لمّا تزوّجَ، أولم ولو بشاةٍ) متفق عليه .(مَن دُعيَ الى عُرسٍ أو نحوهُ فليُجب) رواه مسلم. وعن إبن عبّاس قال: خطّ رسول الله (ص) في الأرض أربع خطواط فقال: أتدرون ما هذا ؟ قالوا الله ورسولهُ أعلم ، فقال رسوالله (ص) (أفضل نساء الجنّة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مُزاحم إمرأة فرعون) رواه النسائي.(كان نساء النّبي يتكلّمن الضّيوف من وراء الحجاب). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرأة عورة " صحيح، يعني أنه يجب سترها. (ثلاث ليس فيهن لعب: من تكلم بشيء منهن لاعباً فقد وجب عليه: الطّلاق والعتاق والنكاح) حديث صحيح.( تخيّروا لنطفتكم فإن العرق دساس) يُقال أنه حديث ضعيف.
10ـ أحاديث فضل العِلم والعُلماء:
(طلب العلم فريضة على كلّ مسلمٍ) رواه إبن ماجة وإبن عبدالبر.(صنفان من النّاس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس: العلماء والأمراء) رواه أبونعيم في الحلية. (أفة الدّين ثلاثة: فقيهٌ فاجرٌ وإمامٌ جائرٌ ومجتهدٌ جاهلٌ) في الجامع الكبير رواه الدّيلمي عن إبن عبّاس. (سيكون أمراء فسقة فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولستُ منه ولن يردعلى الحوض) رواه احمد والنسائي والترمذي والبزاز. (لاتزال الأمة على شريعةٍ ما لم يظهر فيها ثلاث: مالم يقبض منهم العلم، ويكثر فيهم الخبث، وتظهر فيهم السّقارة. قالوا وما السّقارة يا رسول الله؟ قال بشرٌ يكونون في آخر الزّمان تحيّتهم بينهم إذا تلاقوا التّلاعُنُ) حديث عن سهل بن معاذ عن أبيهِ. (العُلماء ورثة ألأنبياء) رواه الأربعة وأخرون.( سألت ربي فيما إختلف فيه أصحابي من بعدي فأوحى الله إليّ: يامحمد إنّ أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء: بعضها أضوأ من بعض فمن أخذ بشئ مما هم عليه من إختلافهم فهو عندي على هدى) رواه سعيد بن السيب عن عمر بن الخطاب (رض). (يقوم المجد الحقُّ على ثلاثِ دعائمَ: العلمُ والعملُ والخلقُ النّبيلُ). (منهومان لايشبعان طالب علمٍ وطالب دُنيا) رواه الطّبراني والبيهقي وغيرهم (أنا مدينة العلم وعليّ بابها) رواه الحاكم في المستدرك والطّبراني في الكبير وقيل أنه حديث ضعيف. (اللّهم فقهه في الدّين وعلّمه التأويل) قاله (ص) لإبن عبّاس، رواه أحمد والبخاري والتّرمذي والطّبراني. (أشدّ النّاس عذاباً عالم لم ينفعه علمه) رواه إبن ماجة والطّبراني وإبن عُدي . (نعم الأمراء على أبواب العلماء وبئس العلماء على أبواب الأمراء). وقال (ص) (من أوتي علماً فحبسه عن الناس ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة). وقال أيضاً (إن العالم يستغفر له من في السماوات والأرض حتى النملة).
11ـ أحاديث فضل الإنفاق والإطعام:
(من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليُصلْ رحِمهُ ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت) البخاري ومسلم. سُئل الرّسولُ (ص) عن أحَبُّ الأشياء إلى الله قال إطعام الطّعامِ والسّلام على مَن عَرَفتَ أو لم تعرِف). سأل رجلٌ النّبي أيُّ الإسلام خيرٌ قال (تطعم الطّعام وتقرئ السّلام على مَن عرفت ومن لم تعرف).(ما نقص مالٌ من صدقة) الشّعراوي في الفتاوي.(كلّ معروفٍ صدقة) رواه البخاري .
12ـ أحاديث فضل الشّكر على نعم الله:
(أجوع يوماً فأذكرك، وأشبعُ يوماً فأشكرك). (من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر النّاس لما يشكر الله عزّوجل) رواه أحمد والقضاعي. (مَن لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي ولم يشكُر نعمائي فليطلب ربّاً سوائي) رواه الطّبراني وعلي القارئ في كتاب الجامع الصّغير .
13ـ أحاديث تحريم الرّياء والكبر:
(لقد سمّى الرسول (ص) الرّياءَ، بالشرك الأصغر)، والرّياء بمعنى الغرور وعدم التواضع والعجب بالنفس. رواه الطّبراني. (لا يدخل الجنّة من كان في قلبه حبة من كبر) رواه مسلم. (المهلكات ثلاثٌ: إعجابٌ المرء بنفسه وشُحٌ مُطاع وهوىً مُتبع رواه العسكري والحاكم وغيرهم .(من تعلّم العلم ليُباهي به العُلماء أو يُماري به السّفهاء فهو في النّار) رواه الطّبراني عن أبي هُريرة. (أبغض الرّجال إلى الله الألدُّ الخصم). الألدّ : شديد الخصومة. الخصم: يصرّ على الخصم ويرفض الصّلح. متفق عليه. (لايحلّ لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاثٍ يلتقيان هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسّلام) متّفق عليه.
14ـ أحاديث فضل بركة النّيّة الصّادقة:
(إذا حاك في نفسك شئ فدعه) حديث صحيح في جامع الصغير. (إن الله لاينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم) رواه مسلم وإبن ماجة. (إنّما الأعمال بالنّيات وإنّما لكلّ إمرءٍ ما نوى ، فمن كان هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدُنيا يُصيبها أو إمرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) رواه البخاري ومسلم. (لاهجرة بعد الفتح ، ولكن جهادٌ ونيّةٌ) متّفق عليه .
15ـ أحاديث إستجابة الدّعاء:
(إذا سألت فأسأل الله، وإذا إستعنت فإستعن بالله) رواه مسلم وأحمد. (أعظم الدّعاء، دعاء غائب لغائب) رواه مسلم وغيرهم.(من تقرّب إليَّ شبراً تقرّبتُ إليه ذراعاً، ومن أتاني يمشي أتيتهُ هرولةً) رواه البخاري. (الدّعاء لا يُردّ بين الأذان والإقامة) رواه التّرمذي وأبو داود وأحمد والنّسائي. (أتقِ دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجابٌ) متفق عليه. (نعم سلاح المؤمن الصّبر والدّعاء) رواه الدّيلمي عن إبن عبّاس. (الدّعاء لايُرد بين الأذان والإقامة) رواه أحمد وأبو داود والتّرمذي والنّسائي.(أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة).(إنّ الله يُحب المسلمين في الدّعاء) رواه الطّبراني وأبو الشّيخ والقضاعي عن عائشة.(أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد فأكثروا الدّعاء) رواه مسلم وأبو داود والنّسائي.(أفضل دُعاء دُعاء يوم عرفة) رواه مالك والتّرمذي عن طلحة .(إغتنموا دُعاء ضُعفاء أمّتي) رواه أحمد والدّيلمي عن علي بن أبي طالب .(لايُعني حَذَرٌ من قَدرٍ، والدّعاء ينفع مما نزل، وممّا لم ينز، وإنّ البلاء لينزل فيتلّقاه الدّعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة) رواه الحاكم والبّزاز والقضاعي. (إتّق دعوة المظلوم فإنّه لايوجد بينه وبين الله حجاب). (سلوا الله من فضله فإنّ الله يُحبّ أن يُسأل ) حديث حسن .(من لم يسأل الله يغضب عليه) حديث حسن .(إذا أحبّ الله قوماً إبتلاهم) حديث صحيح . (إنّ الله يُحبّ المسلمين في الدّعاء) حديث ضعيف .
16ـ أحاديث فضل الهجرة والجهاد والشّهادة:
(لاتتمنّوا لقاء العدوّ وإسألوا الله العافية وإذا لقيتموهم فأصبروا وإعلموا أنّ الجنّة تحت ظلال السّيوف) متفق عليه. (عينان لاتمسّهما النّار: عينٌ بكت من خشية الله، وعينٌ باتتْ تحرسُ في سبيل الله) رواه التّرمذي. (سيدُ الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ورجلٌ قام الى إمام ظالمٍ فأمره ونهاه فقتلهُ) الحاكم بسند صحيح. (ألا إنّ سلعة الله غالية ألا إنّ سلعة الله الجنّة) رواه الترمذي. (ما ترك قوم الجهاد إلاّ ذُلّوا) رواه أحمد. (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) رواه أبو داود وأحمد وإبن ماجة. (من قاتل لتكون كلمة الله هي العُليا فهو في سبيل الله) متفق عليه. (للشهيد عند الله ستّ خصال: يُغفر له في أوّل دُفعة، ويرى مقعده من الجنّة ويُجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر، ويُضعُ على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خيرٌ من الدّنيا وما فيها ويُزوّج إثنتين وسبعين زوجةً من الحور العين ويشفع في سبعين من أقربائه) رواه التّرمذي وإبن ماجة. (لاتزال طائفةٌ من أمّتي ظاهرين على الحقّ حتى تقوم السّاعة) رواه إبن ماجة والحاكم .
ملاحظة : نرى من الآيات الكريمة أنّ الدّين الإسلامي لايوصي بالحرب ولا يُشجع على الحرب، وإذا أُضطُرّ المسلمون على الحرب عليهم بتحضير العدد والعّدّة والقيادة الحكيمة والثّبات في الدّفاع وعدم الزّحف يوم الحرب. وكذلك لايُحب الظّلم ولا التّعدي على حدود الله والإنسان وغصب الأرض ونحو ذلك، والجهاد يكون على عدة أشكال حسب قول يوسف القرضاوي في كتابه الفتاوى ج1 ص 286: (الجهاد بالقلم واللّسان، والجهاد بالسّيف والسّنان، والجهاد الفكري والتّربوي والإجتماعي، والجهاد الإقتصادي والسّياسي والعسكري).
17ـ أحاديث تحريم الحسد:
عن جابر يُذكر أن النبي (ص) قال (العين حقٌ إنّ العين لتُدخِلُ الرّجل القبرَ والجمل القِدرَ) رواه مسلم وأبو نعيم. وعن أبي سعيد أن النبي (ص) قال (كان يتعوّذُ من الجان، ومن عين الإنسان) في صحيح البخاري ومسلم والحاكم والطّبري. قال (ص) (العين حقٌّ) في الصّحيحين عن إبن عبّاس وأبو نعيم عن جابر.(أمرني النبي (ص) أن نسترقي من العين) في الصّحيحين عن عائشة (رض) .(لا تحاسدوا ولا تناجشوا) رواه مسلم والنّسائي وأبن ماجة وأحمد عن أبي هُريرة. (كُلّ ذي نعمة محسود) رواه إبن ماجة وإبن أبي الدّنيا وإبن عساكر. (إيّاكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النّار الحطب) رواه أبو داود عن أبي هُريرة.
ملاحظة ـ 1: لقد جوّز الإسلام بالغبطة بدل الحسد: أي التّمني بالعمل مثله وفي ثلاثة مواضيع في صرف المال والعلم في الخير أكثر من غيره أو مثله، (إنّ إثنين لا يشبعان طالب علمٍ وطالبُ مالٍ).(لا حسد إلاّ في إثنتين رجلٌ آتاه الله مالاً فسلّطه على هَلَكَته (إنفاقه) في الحقّ ورجلٌ آتاه الله حِكمةً فهو يقضي بها ويُعلّمها ) متّفقٌ عليه. والثّالث زيادة التّقوى والإيمان وهي الغاية الأولى، أيات كثيرة منها (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) ، وقال: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض) . (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) .
ملاحظة ـ 2: الإسترقاق من الحسد: ويكون بقراءة المعوذتين أو بقراءة (وإن يكاد الذين كفروا ليُزلقونك بأبصارهم لمّا سمعوا الذّكر)، أو بقراءة سورة البقرة، أو أية الكُرسي، أو فاتحة الكتاب ويمكن أن يُنفخ على الماء ويُشرّب المريض، ويُقال أنّ في العين أو في الجسد شُاع يخرج ويؤثّر على الإنسان المقابل كما نرى ذلك في الحيوانات مثل النّظر في عين الحيّة يُعمي ناظرها ونحوه .
18ـ أحاديث الحكّام والحُكم وحرمة إعانة الظّالم:
(من أعان ظالماً سلطه الله عليه) رواه إبن عساكر في تاريخيه وعن إبن مسعود في اللألي. (السّاكت عن الحق شيطان أخرس) من مختصر منهاج السنة الذهبي.(سيكون أمراء فسقة جورة فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظُلمهم فليس منّي ولستُ منهُ ولن يرد على الحوضِ) رواهُ أحمد والنّسائي والتّرمذي والبزّاز. (أيّما راعٍ غشّ رعيتهُ فهو في النّار) رواه الطّبراني. (من إسترعاهُ الله رعيتهُ ثُم لم يَحُطها بالنّصيحةِ إلاّ حرّم اللهُ عليهِ الجنّةَ) رواه البخاري. (من رأى منكم مُنكراً فليُغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه أحمد ومسلم والأربعة. (الظّالم عدل الله في الأرض ينتقم به ثمّ ينتقم منه) رواه الدّيلمي والطّبراني. (كما تكونوا يولّى عليكم أو يؤمر عليكم) رواه الحاكم والبيهقي.
19ـ أحاديث فضل القوي والقوّة:
(المؤمن القوي خيرٌ وأحب الى الله من المؤمن الضعيف) رواه الإمام أحمد ومسلم وإبن ماجة عن أبي هُريرة .(علّموا أولادكم السّباحة :والرّماية وركوب الخيل) رواه عمر.
20ـ أحاديث رؤية الله تعالى:
(إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا القمر) رواه البخاري ومسلم.
21ـ أحاديث الإبتلاء وأنواع الفتن:
الإبتلاء يُصيبُ المؤمنين وليست سوءاً كما يتبيّن في الظّاهر قال (ص) (حُفّتِ الجنّةِ بالمكارهِ، وحفّتِ النّارُ بالشّهوات) حُفّت: حجبت، متفق عليه. (إنّ الله يُجرّبُ عبدهُ بالبلاء كما يُجرّبُ أحدَكم ذهبَهُ بالنّار فمنهم مَن يخرج كالذهب الأبريزي لايتغيّر ومنهم دون ذلك ومنهم مَن يخرج أسوداً محترفاً). (إذا أحبّ الله قوماً إبتلاهم) رواه الطّبراني وإبن ماجة والضياء في المختارة. (إنّ لكُلّ أمة فتنة وإنّ فتنة أمّتي المال) رواه التّرمذي والحاكم وغيرهم. (إنّ الله عزّ وجل إذا غضب على أُمةٍ ثُمّ لم يُنزل بها العذاب غلتْ أسعارها وقصُرت أعمارها ولم تربح تُجّارها وحبس عنها أمطارها ولم يغزُور أنهارها سلّط عليها أشرارها) رواه الديلمي عن علي (رض) (الدّنيا دار البلاء) رواه الدّيلمي عن معاوية. (الدّنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر) رواه مالك ومسلم والتّرمذي. (أشدّ النّاس بلاءً الأنبياء ثمّ الأمثل فالأمثل) رواه التّرمذي وإبن ماجة وإبن حيّان. (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسهِ وولدهِ ومالهِ حتى يلقي الله وما عليه خطيئة) رواه التّرمذي عن أبي هُريرة./ أمّا الجزاء فيُصيبُ الكافرين والعاصين فمن صفاتهم (الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها) قال النّجم الرّافعي عن أنس ونعيم بن حماد عن إبن عُمر. (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة الى قصعتها قالوا: أ من قلةٍ نحن يومئذٍ يارسول الله؟ قال : بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السّيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا : وما الوهن يارسول الله ؟ قال حُبّ الدّنيا وكراهية الموت) رواه أبو داود. (إذا ظهر الزّنا والرّبا في قرية أذن الله بهلاكها) رواه الطّبراني والحاكم، وأحاديث كثيرة على ذلك.
22ـ أحاديث الآجال والأرزاق:
(كُن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعُد نفسك من أصحاب القبور) رواه البخاري والتّرمذي وإبن ماجة وغيرهم. (ومن جعل الهموم هماً واحداً: همُّ الميعاد، كفاه الله همّ دنياهُ ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يُبال الله في أي أوديته هلك) حديث صحيح. (أيَها النّاس، إن لكم نهاية فإنتهوا إلى نهايتكم، وإن لكم معالم فإنتهوا إلى معالمكم، وإنّ المؤمن بين مخافتين: أجلٌ قد مضى لا يدري ما الله صانعٌ فيه، وأجلٍ قد بقي لا يدري ما الله قاضٍ فيه، فليتزوّد العبد من نفسهِ لنفسه، ومن دُنياهُ لأخرته، ومن الحياة قبل الموت، فإن الدّنيا خُلقت لكم، وأنتم خُلقتم للأخرة، فوا الّذي نفس محمّدٍ بيده، ما بعد الموت من مستعتبٍ، ولا بعد الدّنيا دارٌ، إلاّ الجنّة أو النّار) خطبة رواه جعفر بن محمد عن جابر بن عبد الله .(الناس نيام إذا ماتوا إنتبهوا فإذا إنتبهوا ندموا لا ينفع الندم). (كفى بالموت واعظاً). (إنّما الأعمال بالخواتيم) رواه البخاري. (ياإبن أدم خلقتُ السّموات والأرضَ ولم أعيا بخلقهنّ، أفيُغنينني رغيفٌ أسوقه إليك كُلّ حين، ياإبن أدم لي عليكَ فريضةٌ ولكَ عليَّ رزقٌ إن لم ترض بما قسمتُ لك فوعزّتي وجلالي لأسلطَنّ عليكَ الدّنيا) حديث قدسي.( العبادة سبعون باباً أفضلها طلب الرّزق الحلال) رواه الدّيلمي عن الحسن بن علي. (يا إبن أدم تكفَّلتُ لك برزقك فأهتمامك لماذا؟ وإذا كان الخلق لي فالبخل لماذا ؟ وإذا كان إبليسُ عدوّك فالعُقلةُ لماذا وإذا كان كلّ شئ بقضائي وقدري فالجزعُ لماذا ياآبن أدم إن رضيتَ بما قسّمتُ لك فوعزّتي وجلالي لأسلطنّ عليك الدّنيا تركضُ فيها ركضَ الوحوش ولا ينالك منها إلاّ قسّمتهُ لك) حديث قدسي.
23ـ أحاديث علامات السّاعة:
منها قلّة العزّة والإحترام والشّفقة والأدب والحياء والسّخاء والوعد والحقّ والصّداقة وتطبيق الشّريعة والتّقوى عند الإنسان ، وكثرة المساجد مع قلّة من المصلّين في الجماعة وكثرة الأبنية العالية ولباس الملابس الشّفافة وحكم النّساء والأولاد وتشبه النّساء بالرّجال والرّجال بالنّساء وخصام الرّجال مع رجال والنّساء مع النّساء وكثرة السّحاق واللّواط وقلة البركة وصلة الرّحم وزيارة الأقارب، وإعطاء الأمانة لغير أهلهِ، وزوال أحكام البيع والشّراء المشروعة وكذلك تعظيم الفساق وتحقير العُظماء والكبار، وكثرة أولاد البغاء والفسق والفجور وإراقة الدّماء وكذلك خروج الدّجال، ونزول عيسى بن مريم (ع) "إختلف العُلماء في ظهوره" من سماء أرض الشّام وقتل الدّجال ثمّ العمل بشريعة محمد (ص)، وظهور المهدي المنتظر وتطبيقه العدالة أربعين سنة ثمّ الإلتقاء مع عيسى (ع) "إختلف العُلماء في ظهوره أيضاً" وخسوف القمر ثلاث ليال متوالية، ويكون القحط للقارات السّبعة ثلاث سنوات متوالية، وغطاء الدّخان الكبير لكافة الأطراف، وخروج دابة الأرض من موضعها، وظهور اليأجوج والمأجوج من وراء السّد ثمّ التّحكم على القارات السّبعة، وهدم الكعبة المشرّفة، وطلوع الشّمس من المغرب، ورفع العلم وظهور الجهل ونحوه، كلّها مثبّتة بأيات وأحاديث منها: أنظر سورة النّساء 157، 158. الأنبياء 96، 97. الكهف 94. النّمل 82 . (إنّ من أشراط السّاعة أن يُرفع العلم و يظهر الجهل ..) رواه البخاري ومسلم. (لا تقوم السّاعة حتى يُقبض العلم) رواه البخاري وأحمد وابن ماجة .(سيخرج قومٌ في آخر الزّمان حُدثاء الأسنان سُفهاء الأحلام يقولون من قول خير البريّة يقرؤون القرآن لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يَمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّمية فأينما لقيتموهم فأقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة) رواه الشيخان وابو داود والنسائي. (سأل أعرابي لرسول الله (ص): متى السّاعة ؟ قال (إذا ضُيّعَتِ الأمانةُ فانتظرِ السّاعةَ أي إذا وُسد الأمرُ إلى غيرِ أهلهِ فانتظرِ السّاعة) رواه البخاري. (لاتقوم السّاعة حتى يكثر المال ويفيض، حتى يخرج الرّجل زكاة ماله، فلا يجد أحداً يقبلها منه، وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً) رواه مسلم . (لا تقوم السّاعة حتى تُقاتلوا اليهود، فيختبئ اليهودي وراء الحجر، فيقول الحجر: يا عبدالله أو يا مسلم ، هذا يهودي ورائي فاقتله) رواه البخاري . و(حديث الجبريل يسأل الرّسول (ص) قال: أخبرني عن السّاعة . قال ما المسؤول عنها بأعلم من السّائل . قال: أخبرني عن أمّاراتها . قال: أن تلد الأمةُ ربّتها، وأن ترى الحُفاة العُراة العالة رِعاء الشّاء يتطاولون في البُنيان ثمّ إنطلق فلبثتُ مليّاً) رواه مسلم.
ملاحظة: أنظر أيضاً: كتاب كبر اليقينيّات الكونيّة لمحمد سعيد البوطي. ومعرفتنامة لحقي إبراهيم أرضرومي ص 49.
24ـ أحاديث المُنافقين والخائنين:
(إنّي لاأ تخوّف على أُمتي مؤمناً ولامشركاً فأما المؤمن فيحجزه إيمانه وأما المشرك فيقمه كفره ولكن أتخوّف عليهم منافقاً عالم اللسان يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون) رواه الطبراني والبزاز. (إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان) حديث رواه الدارقطن، (يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتنزلق أفتاب بطنه فيدور كما يدور الرّحى فيجمع عليه أهل النّار فيقولون يا فلان مالك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول بل كنت أمر بالمعروف ولا أتيه و أنهى عن المنكر وأتيه) رواه البخاري ومسلم.(أربعٌ مَن كُنّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلةٌ منهنّ كانت فيه خصلةٌ من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمنَ خانَ، وإذا حدّثَ كذبَ، وإذا عاهدَ غدر، وإذا خاصمَ فجرَ) رواه البخاري وغيرهم (أية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا أؤتمن خان وإذا عاهد غدر) رواه الشيّخان متفق عليه عن أبي هريرة (القلوب أربعة: قلبٌ أجرد فيه مثل السّراج يزهر وقلبٌ أغلف مربوط عليه غلافه وقلبٌ منكوسٌ وقلبٌ مصفحٌ فأما القلب الأجرد فقلبُ المؤمن وأما القلبُ المنكوس فقلبُ المنافق عرف ثمّ أنكر وأما القلب المصفح فقلبٌ فيه إيمانٌ ونفاقٌ فمثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدّها الماء الطيّبُ ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدّها القيحُ والدّم فأي المادّتين غلبت على الأخرى غلبت عليه). لا يزال المنافقين على مر العصور هم العدو الأول الذي ينخر في جسد الأمة الإسلامية فمنذ بداية الرسالة وظهور دولة الإسلام الأولى برز دورهم كطابور خامس للأعداء يطعن في الخفاء ويكيد للأمة المكائد ولكن (لا يحيق المكر السئ إلا بأهل) وقد كان مصير كل خائن لله ورسوله وللمؤمنين القتل والدّرك الأسفل من النّار .
25ـ أحاديث تحريم الخمر:
(لا تسلّموا على من يشرب الخمر ولا تعودوهم إذا مرضوا ولا تصلوا عليهم إذا ماتوا) هنا المقصود للشخص الذي يشرب الخمر علناً، رواه البخاري وسعيد بن منصور. (كلّ مسكرّ خمر، وكلّ مُسكرٍ حرام) رواه أبو داود ومسلم عن إبن عُمر. (من لقي الله وهو مدمن خمر لقيه كعابد وثنٍ) رواه البخاري في تاريخه وإبن حبّان عُمر محمد بن عبد الله عن أبيه. (من شرب الخمر في الدّنيا لم يشربها في الأخرة).(الخمر أمّ الخبائث) رواهما إبن ماجة عن أبي هُريرة. (ثلاثةٌ لا يدخلون الجنّة مدمنُ الخمر، ومصدّقٌ بالسّحرِ، وقاطع الطّريق) روا أحمد وابن حيّان في صحيحه وإبن ماجة. (نهى رسول الله عن كلّ مسكرٍ ومفترٍ) رواه أبو داود.(نزل تحريم الخمر يوم نزل من خمسةٍ : من العنب، والتّمر، والحنطة، والشّعير، والذّرة، والخمر ما خامر العقل) رواه أبو داود .
26ـ أحاديث المبايعة للإمام العادل:
قال (ص) لحُذيفة عندما سألهُ فيمَ تأمرني إنْ أدركني ذاك (أي قضية الخلطة والعزلة ) قال (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قال فإن لم يكن للمسلمين جماعة ولا إمام قال إعتزل تلك الفرق كلّها (أي فرق الضّلال) ولو أن تعضّ على أصلِ شجرةٍ حتى يدركك الموتُ وأنتَ على ذلك) رواه البخاري. (ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليعطيه إن إستطاع فإن جاء أخرٌ ينازعه فاضربوا عنق الأخر) رواه مسلم.(إذا بويع لخليفتين فأقتلوا الآخر منهما) رواه مسلم. وقتله واجب إن كان لايندفع إلاّ بالقتل. (ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولايزكّيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بالطريق يمنع منه إبن السبيل، ورجل بايع إماماً لايبايعه إلاّ لدنياه إن أعطاه ما يريد وفيَ له وإلاّ لم يُف له) رواه البخاري. (سبعةٌ يُظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه : إمام عادلٌ ، وشابٌ نشأ في عبادةِ الله تعالى ..) متّفق عليه.
27ـ أحاديث الطّهارة والنّظافة:
(إن الله تعالى جميل يحب الجمال). (إنّ الله طيّب لايقبل إلاّ الطّيب) رواهما أحمد ومسلم والتّرمذي. (النّظافة شعبة من الإيمان) .(تنظّفوا فإنّ الإسلام نظيفٌ). (إن الله طيب يحب الطيب. نظيف يحب النظافة كريم يحب الكرم. فنظفوا أفنيتكم ودوركم). (الطّهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسُبحان الله وبحمده تملأن مابين السّماء والأرض، والصّلاة نورٌ والصّدقة بُرهان والصّبر ضياءٌ، والقرآن حُجّةٌ لك أو عليك، كُلّ النّاس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها) رواه أحمد ومسلم والتّرمذي عن أبي مالك الأشعري .
28ـ إنّ الإنسان مسؤولٌ عن نفسه:
نرى أنّ أكثر الأيات والأحاديث موجهّة إلى الأفراد من النّاس بدلاً من القوم نفسه فهذا إثبات على ذلك، ومن الأحاديث (لسانك حصانك إن صُنته صانك وإن هنته هانك).(المُسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده) رواه الشّيخان. (إعمل لدُنياك كأنّك تعيش أبداً وإعمل لأخرتك كأنّك تموت غداً) حديث حسن. وقال في حجّة الوداع (وإنّكم ستلقون ربّكم فيسألكم عن أعمالكم) رواه بخاري ومسلم.
29ـ أحاديث الدّينْ أو القرض:
(البرّ لا يُبلى والذّنب لا يُنسى والدّيان لا يموت إعمل ما شئت كما تدين تدان) رواه الدّيلمي وأبو نعيم. (برُّ أباءكم تبرُّكم أبناءكم) رواه الحاكم والطبراني. (ما أكرم شابّ شيخاً إلاّ قيّضَ الله له مَن يُرمه عند سنّه) حديث صحيح .
30ـ أحاديث إطاعة أولي الأمر:
(أيما راعٍ غشّ رعيتهُ فهو في النّار) الطبراني. (لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق) أحمد والحاكم.(من إسترعاه الله رعيته ثمّ لم يحطها بالنّصيحة إلاّ حرّم الله عليه الجنّة) رواه البخاري. (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يُطع الأمير فقد أطاع الله، ومن يعصي الأمير فقد عصاني) متفق عليه. (من كره من أميره شيئاً فليصبر، فإنّه ما خرج من السّلطان شبراً) والسّلطان هنا العادل منهم، متفق عليه .
31ـ أحاديث الإحترام والرّحمة:
(ليس منا من لم يوّقر كبيرنا ويرحم صغيرنا، ومن لم يعرف لعالمنا حقّه) رواه التّرمذي عن إبن عُمر وإبن علي. (من نظر إلى أخيه نظر ودّ غفر الله له) رواه الحكيم عن إبن عمر. (الرّاحمون يرحمهم الرّحمن تبارك وتعالى) رواه أحمد عن إبن عمر وغيرهم.(إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السّماء) وكذلك (من لايرحم لايُرحم) متّفق عليه عن أسامة بن زيد. (من عزّ مُصاباً فله مثل أجره) رواه التّرمذي وإبن ماجة وغيرهم. (من آذى مُسلماً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله) رواه الطّبراني عن أنس (رض).(لاتنزع الرّحمة إلاّ من شقي) رواه أحمد والتّرمذي وأبو داود عن أبي هُريرة. (عليك بالرّفق وإيّاك والعُنف والتّفحش) رواه البُخاري عن عائشة. (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحُمّى) متفق عليه. (مَن يُحرم الرّفق يُحرمِ الخير كلّه) رواه مسلم وأبو داود وإبن ماجة . (إنّ الله رفيقٌ يُحبّ الرّفق ويُعطي على الرّفق مالا يُعطي على العُنف ومال يُعطي على سِواه) رواه مسلم. (أُمرتُ أن أُخاطب ألناس على قدر عقولهم) رواه البخاري. (أنزلوا النّاس منازلهم) رواه مسلم وأبو داود .
32ـ أحاديث التّفكر والتّعقل والتّفقه:
(تفكّر ساعةً خيرٌ من عبادةِ ستين سنةً) رواه الجامع الصّغير عن إبن عبّاس وإبن الدّرداء.(إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فقّهه في الدّين وزهده في الدّنيا وبصره عيوبه) رواه البيهقي عن أنس والبزاز. (من يُريد الله خيراً يُفقّهه في الدّين) رواه الشّيخان وأحمد (تفكّروا في خلق الله ولاتفكّروا في الله) رواه أبو يعلي عن إبن عبّاس والطّبراني والبيهقي. (روحوا القلوب ساعة وساعة) رواه الدّيلمي وأبونعيم والقصّاعي. قال (ص) لحنظلة عندما ضاحكت الصّبيان ولاعبت المرأة (يا حنظلةُ .. ساعةٌ .. وساعةٌ ، ولو كانت تكونُ قلوبكم كما تكون عند الذّكر لصافحتكم الملائكةُ حتّى تُسلّم عليكم في الطُّرقِ) السّاعة الأولى: الإنشغال مع الله والتّفكر به، والسّاعة الثانية: الإنشغال بالزّوجة والولد وبالطّبيعة وبالمعيشة ونحوه، رواه مسلم والتّرمذي. (الجدال في القرآن كُفرُ) الحاكم عن أبي هُريرة.
33 ـ أحاديث تحريم سبّ المسلم:
(لاتسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده أنّ أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مدّ أحدهم ولانَصيفَهُ رواه الشيخان وأبو داود والترمذي وغيرهم.< نَصيفهُ بمعنى العشر >. (سباب المسلم فسوقٌ وقتله كفرٌ) الشيخان والترمذي والسائي وابن ماجة. (لعن الله من سبّ أصحابي) الطبراني عن إبن عمر. السّب عموماً غير جائز، وخاصة سبّ الصّالحين أو الجماعات .
34ـ أحاديث الصّديق الصّالح وصديق السّوء:
(مثلُ الجليس الصّالح كمثل صاحب المسكِ إن لم يصبك منه شئٌ أصابكَ من ريحهِ ومثل جليس السّوء كمثل صاحب الكير إن لم يُصبك من سوادهِ أصابك من دخانه) متفق عليه والعسكري وإبن نعيم والدّيلمي. (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها إئتلف وما تناكر منها إختلف). (المسلم أخو المسلم لايظلمه ولا يشتمه) متفق عليه عن إبن عُمر وإبن يعلي. (المؤمن الذي يخالط النّاس ويصبر على أذاهم خيرٌ من الذي لا يخالط النّاس و لايصبر على أذاهم) رواه أحمد وغيرهم.(المؤمن يألف ويؤلف ولاخير فيمن لا يألف ولا يؤلف) رواه أحمد. (يحشر المرْءُ مع مَنْ أحبّ) حديث صحيح.
35ـ أحاديث متى يسقط الواجبات عند الإنسان:
(رُفع عن أُمتي الخطأ والنسيان وما أُستكرهوا عليه) رواه الطبري بسند الصّحيح .
(رُفع القلم عن ثلاثةٍ : عن الصّبي حتى يحتلم، والنائم حتى يستيقظ ، والمجنون حتى يفيق).
36ـ أحاديث تحريم الرّشوة:
(لعّن الله الرّاشي والمرتشي والرّائش) رواه أحمد والطّبراني والبزّار وأحمد بن منيع عن إبن عُمر. (الرّاشي والمرتشي كلاهما في النار). وبعض المفسّرين يقولون أن أية، إنّما الخمر والميسر ... يدلّ على حرمة الرّشوة أيضاً /المائدة 90.
37ـ أحاديث إستخلاف المؤمنين:
(إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة مَنْ يجدد لها دينها) أبو داود والحاكم والبيهقي.(بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء). (أتى جماعة قالوا يارسول الله إستخلف علينا، قال لا، إنْ يعلم الله فيكم خيراً يولّ عليكم خيراً).
38ـ أحاديث حفظ اللسان:
(أكثر خطايا إبن أدم في لسانه) حديث صحيح في جامع الصغير. سئل عُقبة بن عامر من رسول الله ما النّجاة؟ فقال (أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابكِ على خطيئتك) التّرمذي. (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) متفق عليه.
39ـ أحاديث تحريم الغيبة:
(من كان يؤمن بالله واليوم الأخر، فليقل خيراً أو ليصمت) متفق عليه. قال (ص) (أ تدرون ما الغيبة ؟ قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ذكرك أخاك بما يكره . قيل: أ فرأيت إن كان في أخي ما أٌقول ؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد غتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته) رواه مسلم. (كلّ المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله) رواه مسلم.
40ـ أحاديث فضل الحياء:
مرّ على رجلٍ من الأنصار وهو يعظ أخاه فقال (ص) (دعه فإنّ الحياء من الإيمان) متفق عليه. (الحياء لا يأتي إلاّ بخيرٍ) متفق عليه. (الحياء بضع وسبعون شُعبة، فأفضلها قول لا إله إلاّ الله، وأدناه إماطة الأذى عن الطّريق، والحياء شعبة من الإيمان) متفق عليه. (إنّ ممّا أدرك النّاسُ من كلام النّبوة الأولى، إذا لم تستحِ فإصنع ما شئتَ) رواه البخاري.

وأخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيّد المرسلين.

والله الموفق