المختصر في علوم القرأن الكريم

نظام الدّين إبراهيم أوغلو
محاضر في جامعة هيتيت / تركيا
nizamettin955@hotmail.com

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم وبعد .

الفصل الأول

تعريف علوم القرآن:

إصطلاحاً: وهي المباحث الكلّية التي تتعلّق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله، وترتيبيه، وجمعهِ، وكتابته، وتفسيره، وإعجازه، وناسخه ومنسوخه وغير ذلك .
تعريف أخر: العلم الذي يتناول الأبحاث المتعلقة بالقرآن من حيث معرفة أسباب النّزول وجمع القرآن وترتيبهِ، ومعرفة المكي والمدني والنّاسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه الى غير ذلك مما له صلة بالقرآن .
طريقة وصول القرآن إلينا:
كما نعلم أنّه وصل إلينا عن طريق التّواتر، نقلاً من الكتابات المكتوبة على المواد أوحفظاً على صُدور الحُفاظ، ودوّنه الصّحابه الكرام في زمن عثمان (رض) من جديد وراجعه حُفّاظ وعُلماء الصّحابة الُثقات عاشوا مع الرّسول (ص). والقرآن الكريم يحتوي على 114 سورة منها 88 مكيّة و26 مدنيّة وأطول سورة في القرآن هي سورة البقرة وتحتوي على 286 أية، وأقصر سورة ثلاث أية وهي العصر والكوثر والنّصر ومجموع أيات القرآن 6257 أية.

أيات قرأنية وأحاديث نبوية على فضل القرآن الكريم : كثيرة منها

من الآيات: (آلم ذلك الكتاب لاريب فيه هدىً للمتّقين) .(وإذا قُرئ القرآنُ فأستمعوا له وآنصتوا لعلّكم تُرحمون) .(تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم) .( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) .(قُل لئن إجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثلهِ) .(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا) .(طس، تلك آيات القرآن وكتاب مبين، هدى وبشرى للمؤمنين) .(وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون) .
من الأحاديث: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنةٌ. والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول، الم حرف، ولكن ألف حرف ولام وميم حرف) رواه التّرمذي. (خيركم من تعلم القرآن وعلّمه) رواه عثمان . (من إستمع إلى أيةٍ من كتاب الله كُتبت له حسنة مضاعفة ، ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة) رواه أبي هُريرة. (إقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) رواه مسلم. عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله تعالى أهلين من الناس. قالوا: يا رسول الله من هم ؟ قال: هم أهل القران أهل الله وخاصته). عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقال لصاحب القران إقرأ وإرتقِ ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) صحيح الجامع 8122. حديث جابر رضي الله عنه (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول: أيهم أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد) صحيح البخاري. حديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده) صحيح مسلم. ومعنى (يتلون كتاب الله ويتدارسونه) أي يتعاهدونه خوف النسيان. عن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط) (حسن) صحيح الجامع 2199. حديث أبى هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول : يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة. ثم يقول: يا ربّ زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا ربّ ارض عنه ، فيقال اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة). (حسن) صحيح الجامع 8030 . قال عمر رضي الله عنه: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين) صحيح مسلم. ومعنى (يرفع بهذا الكتاب): أي بقراءته والعمل به (ويضع به): أي بالإعراض عنه وترك العمل بمقتضاه. قال طلحة بن مصرف: سألت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى؟ فقال: لا. فقلت: كيف كتب على الناس الوصية أو أمروا بالوصية ؟ قال : (أوصى بكتاب الله) (صحيح البخاري). حديث ابن عباس رضي الله عنهما: (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل قبرا ليلا . فأسرج له سراج فأخذه من قبل القبلة وقال: (رحمك الله إن كنت لأواها تلاء للقرآن) وكبر عليه أربعاً) قال الترمذي: حديث حسن. حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، ريحها طيب وطعمها طيب. ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة، لا ريح لها وطعمها حلو. ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، ليس لها ريح وطعمها مر) رواه البخاري ومسلم. حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده، وهو عليه شديد فله أجران) البخاري ومسلم. عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في إثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار). البخاري ومسلم الحسد المذكور في الحديث هو الغبطة. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويله) وفي رواية (ياويلى) ( أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار) صحيح مسلم. عن معاوية رضى الله عنه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: (ما يجلسكم ؟) فقالوا: جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا الإسلام، ومن علينا به. فقال: (أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة) رواه مسلم.

فضائل علوم القرآن : فضائله كثيرة منها

يعتبر القرآن الكريم المصدر الأساسي والأول للإسلام وللتعاليم الإسلاميّة ويكون الرّجوع الى أُصولها كالعقائد والعبادات وأحكام الحدود وأحكام الميراث والمعاملات والأحكام الدّستورية وقوانين العقوبات وتنظيم الدّولة السّياسي والإداري والصّحي والعسكري وكذلك المفاهيم والقِيم والموازين والشّعائر والأخلاق والأداب وغير ذلك. لقد وضع لكل هذه المواضيع أُسسها ، وأرسى دعائمها . إذن لايمكن الشّبهة من القرآن لحل كافة مشاكل الفرد والمجتمع والدّولة أبداً. وكذلك يتطرق الى المواضيع العلميّة والطبيعية لتبيّن لنا معجزته العلمية أيضاً. وأنّ أكثر من عُشْرْ الأيات القرأنيّة تتعلّقُ بالعُلوم الطّبيعيّة وعلى وجه التّدقيق (670) أية تبحث في شتى المواضيع العلمية موزّعة كما يلي:
1ـ الرّياضيّات، 61 أية. 2ـ الذّرة، 5 أية. 3ـ النّسبية، 62 أية. 4ـ الفلك والمجرّات، 100 أية. 5ـ المناخيّات (الطّقس)، 20 أية. 6ـ المائيّات، 14 أية. 7ـ الفضاء والنّجوم، 11 أية. 8ـ الحيوان، 12 أية. 9ـ الزّراعة، 21 أية. 10ـ الأحياء، 36 أية. 11ـ الجغرافية العامة، 73 أية. 12ـ السّلالات البشريّة، 10 أية. 13ـ طبقات الأرض، 20 أية. 14ـ الكون وتاريخ الأحداث الكونيّة، 36 أية. 15ـ الفيزياء (منها الجاذبية وحركة الأرض والغلاف الجوي والنّقل البعيد والضّغط الجوي ونحوه) 64 أية. 16ـ الكيمياء، 9 أية. 17ـ الرّياضيّات 57 .
وبفضل الله تعالى تمّ بيان أُسس لكافة مواضيع العلوم، سواء عن طريق القرآن الكريم وبالوحي للأنبياء، أو بإلإيحاء والكرامات والإستدراج والتّفكّر عن طريق عُلماء صالحون أو غيرهم، وترك الله تعالى للناس في كيفية تطريرها وكشفها وإستعمالها بأحسن شكلها ملائمة لعُصورهم. وبيّن أيضاً في أّصول الدّين الأسس الحياتية للإنسان وترك الفروع لأجل الإجتهاد فيها، فمثلاً بيّن كافة مواضيع العقائد والفرائض والحلال والحرام وأُبقي المشتبهات لأجل الإجتهاد فيها. فمثلاً لم يبين أنواع السّرقة وأنواع الرّبا وأضرار الحشائش من السّيجارة والأفيون وكذلك لم يبين كيفية الصّلاة والصّوم والحج أو نصاب الزّكاة وغير ذلك، وعندما لم يُبيّن بالتّفصيل معناهُ خيّرَ لنا الإجتهاد فيها، وهناك مالم يكن في عصر الرّسول فمثلاً ظهر في عصرنا الحاضر ربى البنوك والضّمان الإجتماعي بالمفهوم الحالي والتّدخين والسّرقة على إنترنيت لم يكن موجودة في عهد الرّسول (ص) فبيّن الفقهاء أحكامهم على ذلك بالقياس أو الإجماع. إذن لا يوجد موضوع أو علم لم يذكرهُ القرآن والأنبياء، الله أعلم.
والله تعالى وفّر لنا أيضاً المستلزمات والمعدّات اللاّزمة لأجل الإستفادة في صناعتنا وتكنولوجيتنا. فمثلاً وفّر الله لنا المعادن والهواء والموجات والمجموعة الشّمسيّة والمجرّات وطبقات السّموات والأرض والنّجوم والكواكب والضّغط الجاذبيّة والعقل فصنعنا الصّواريخ وصعدنا إلى السّماء وبأشارة من القرآن الكريم.

فضائل سور القرآن: كثيرة منها

1ـ يقول الإمام عبدالوهاب الشعراني في كتابه لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية : وقد أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نواظب على قراءة ما ورد من الآيات والسور كل يوم وليلة كالفاتحة وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة وخواتيم سورة آل عمران وقراءة سورة يس والواقعة والدخان وتبارك ونحو ذلك . والأحاديث في ذلك مشهورة ومن واظب على ذلك كان في حرز وأمان من الآفات الظاهرة والباطنة وأكثر من يخل بهذا العهد طلبة العلم الذين حدثوا في هذا الزمان فلا تكاد تجد لأحدهم وردا من القرآن ولا من الأذكار وإن كلمهم أحد في ذلك جادلوه وقالوا نحن مشغولون بالعلم وربما جلس أحدهم يلغو ويمزح ويستغيب الناس أضعاف زمن تلك الأوراد ولا يقول لنفسه قط إن الاشتغال بالعلم أفضل أبدا بل ربما نسي بعضهم القرآن في حجة اشتغاله بالعلم وهو ذنب عظيم كل ذلك لعدم من يربيهم وقد كان السلف الصالح إذا رأوا طالب العلم لا يعتني بالعمل لا يعلمونه العلم .
2ـ عن أبي سعيد بن المعلّى رضي الله عنه قال : كنت أصلي فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فلم أُجبه قلت يا رسول الله كنت أصلي قال : " ألم يقل الله استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكُم " ثم قال: " ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ؟ " فأخذ بيدي فلما أردنا الخروج قلت يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قال: " الحمد لله رب العالمين. هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُهُ ". رواه البخاري وأبو داؤد
3ـ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبريل عليه السلام قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال هذا باب في السماء فُتح اليوم ولم يُفتح قطُّ إلا اليوم فنزل منه مَلَك فقال هذا مَلَك نزل إلى الأرض لم ينزل قطُّ إلا اليوم فسلَّم وقال أبشر بنورَين أوتيتَهُما لم يُؤتَها نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منها إلا أُعطيتُه . رواه مسلم روى ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كَفَتَاه " أي يمنعان عنه الأعداء والمصائب: أعداء الإنس والجن ومصائب الآخرة فيبقى في ليلته في حرز أمين قال تعال: (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ) البقرة 137. وربما يقصد " بكَفَتَاه " عظم أجرهما أو عظم الدعاء الوارد فيهما أو بأن يكون في أمان فإن مات مات على الإيمان . وهكذا قُرِنت خواتيم سورة البقرة وهي آيتان أو ثلاث آيات قوله تعالى : لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ .. إلى آخر السورة بسورة الفاتحة التي هي السبع المثاني . ويستحب في آخر قراءة هذه الثلاث آيات قول آمين كما في سورة الفاتحة ، لأن الدعاء فيها دعاء جليل فقيه الدعاء بعدم المؤاخذة بالخطأ والنسيان وتشبه الفاتحة كذلك في احتوائها الدعاء بعدم سلوك صراط المغضوب عليهم والضالين بقوله تعالى : (رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا) .
4ـ عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم " قلت الله ورسوله أعلم قال : " يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ " قال : قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري وقال : والله ليهنك العلم أبا المنذر " . رواه مسلم وأبو داؤد.
انظر إلى أدب الصحابي الجليل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجابته الله ورسوله أعلم مع علمه بالجواب. وهكذا كان أدب الرجال العظام الذين تأدبوا بآدابه صلى الله عليه وسلم وربّاهم بنفسه فنعم الصحب صحبه ونعم الأدب أدبهم .
5ـ عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه . إقرأوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غَمامَتان أو كأنهما غيابتان أو كأنهما فرقان من طير صَواف تحاجّان عن أصحابهما إقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة ". رواه مسلم والترمذي. سورة البقرة وآل عمران تحويان الكثير من الحكم والأمثال والعظات فمن حفظهما وأقام حدودهما وائتمر بأوامرهما وانتهى عن نواهيهما كان حقا على الله أن يشفعهما فيه يوم القيامة لتحاججان عن صاحبهما فهما بركة لمن يتلوهما وحسرة على من يتركهما يوم القيامة حين يجد ما أعد الله تعالى لمن أوتيهما في هذه الدنيا. وفي هذا الحديث إشارة إلى أن الله يوفق لمثل هذه الأعمال من يحب أما من لا يحب فإنه لا يمكنه من حفظهما أو أداء حقهما حتى ولو حاول ذلك ابتغاء غير وجه الله تعالى. غيابتان من غيابة وهي الظلة أو الغمامة والبطلة أهل الباطل .
6ـ قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم : قد شبت يا رسول الله قال : " شيبتني هود وأخواتُها الواقعة والمرسلات وعمَّ يَتَسَاءَلُونَ وإِذَا الشَّمْسُ كُوِرَت ". رواه الترمذي. سورة هود احتوت على آية الأمر بالاستقامة (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) هود 112. وهي حمل ثقيل بالأمر بالاستقامة كما أمر الله تعالى وهو أمر ليس خاصا به بل لمن اتبعه بقوله تعالى : (وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا) الشّورى 15. وأما سور المرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت فكلها وصف لشدائد يوم القيامة: يوما يجعل الولدان شيبا. وتنذر الناس إنذارا شديدا. ففي سورة المرسلات تكرار للويل للمكذبين عدة مرات وفي عمَّ يتساءلون وصف للقيامة بالنبأ العظيم وفي التكوير وصف للحوادث الكونية الرهيبة يوم القيامة وفي الواقعة كذلك فهي الخافضة الرافعة ووصف أحوال أصحاب أهل اليمين وأصحاب الشمال وأحوال السابقين السابقين اولئك المقربين .
7ـ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجُمعتين ". رواه البيهقي والحاكم وصححه.
8ـ عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عُصِمَ من الدجال " . رواه مسلم وأحمد والنسائي وأبو داؤد. وفي رواية من آخر سورة الكهف والأفضل الجمع بينهما بحفظ عشر آيات من أولها وعشر من آخرها والأفضل من ذلك حفظ السورة كلها وترديدها أيام الجمع كما مرَّ في الحديث السابق .
9ـ عن معقل بن يسار رسول الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قلب القرآن يس لا يَقرَؤُها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غُفر له. إقرأوها على موتاكم ". رواه الإمام أحمد والبيهقي وصححه.
10ـ عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة أو يوم جمعة بنى الله له بيتا في الجنة ". رواه الطبراني وصححه.
11ـ عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح . رواه ابن ماجه. في هذا الحديث جواز بل استحباب التلاوة أثناء السفر والمشي والركوب وفي الطريق وقد روي ذلك عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه. كما أن الحديث يدل على ضرورة تعاهد القرآن وتلاوته سفرا وحضرا كما أن تلاوة سورة الفتح يوم الفتح كانت سورة بالمناسبة لذلك يسن تلاوة الآيات أو السور التي لها علاقة بالمناسبة التي يمر بها المرء في حياته .
12ـ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من قرأ سورة الواقعة كلَّ ليلة لم تُصِبهُ الفاقَةُ أبدا ". أخرجه أبو عبيد وأبو يعلى وابن مردويه والبيهقي,
13ـ عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول: " إن فيهن آية خير من ألف آية ". المسبحات هي خمس سور: الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن، ولعل الآية المشار إليها في الحديث (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللهِ)... إلى آخر السورة .
القرآن كله خير وكله فاضل . فهل هناك آية أفضل من آية ؟ كل القرآن كتاب الله لكن موضوع الآية وما تحتوي يختلف عن آيات أخر فليس موضوع قل هو الله أحد وهو خلاصة التوحيد كموضوع (تبت يدا أبي لهب) وهي ذم واحد من الكفار فالموضوعان مختلفان وبذلك فُضِّلت الآية الأولى من حيث موضوعها على الآية الثانية في موضوعها لكن كلا الآيتين سواء من حيث أنهما كلام الله تعالى .
14ـ عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وُكِّلَ به سعين ألف مَلَك حتى يُمسي وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدا ومن قال حين يُمسي كان بتلك المَنزِلة " . رواه الترمذي. الشهيد في الحديث هذا لعله أقل درجة من الشهيد الذي تشير إليه أحاديث أخر بأنه الذي يركب فرسه حتى يستشهد في سبيل الله فذلك شهيد في الجهاد في سبيل الله . أما الغريق فهو شهيد ومن تردى من جبل فهو شهيد ومن مات وهو يطلب العلم فهو شهيد ولعل الشهيد هو بهذه المنزلة فهو بتلاوته هذه استودع الله تعالى ما أقر في هذه الآيات من اعتراف بوحدانية الله وخضوع لسلطانه وعهد بطاعته وهؤلاء جميعا شهداء لكنهم أقل درجة من الشهيد الذي ذُكر أولا .
15ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غُفِرَ له وهي تَبَارَكَ الذِي بِيَدِهِ المُلْكُ ". رواه أبو داؤد والترمذي وقال حديث حسن. روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءَه ( أي خيمته ) على قبر وهو لا يعلم فإذا فيه إنسان يقرأ سورة تبارك الذي بيده الملك حتى ختمها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ضَرَبتُ خِبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا فيه إنسان يقرأ تبارك حتى ختمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي المانعة هي المنجية تُنجيه من عذاب القبر. وعذاب القبر ثابت بالقرآن الكريم بقوله تعالى: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) فهذه السورة تشفع لصاحبها الذي يكثر قراءتها وتمنع عنه عذاب القبر وتنجيه منه .
16- عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الزُمَر وبني إسرائيل . رواه الترمذي.
17ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ والتِّينِ والزَيتُونِ فانتهى إلى آخرها فليقل بَلى وأنا على ذلك من الشاهدين ومن قرأ لا أُقْسِمُ بِيومِ القِيامُةِ فانتهى إلى أخرها أَلَيسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيِ المَوتَى فليقل بلى ومن قرأ والمرسلات فبَلَغَ بِأَيِّ حَدِيثٍ بَعدَهُ يُؤمِنُون فليقل آمنَّا بالله ". رواه أبو داؤد والترمذي. وهكذا على من يقرأ القرآن أن يكون حاضر الفكر فإذا مر بآية رحمة سأل الله أن يرحمه أو آية عذاب دعا الله أن يصرف ذلك عنه وإن مر باستفهام أجاب كما في هذه الآيات وبآية سجدة سجد وبآية دعاء رفع كفيه للدعاء وإن كان الدعاء طلبا لصرف أمر مكروه قلب كفيه ودعا وكل ذلك مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
18ـ عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ إِذا زُلزِلَتِ عَدَلَتْ له بنصف القرآن ومَن قرأ قُلْ يا أَيُها الكَافِرون عَدَلَتْ له بربع القرآن ومن قرأ قُلْ هُو الله أَحد عدلت له بِثُلُث القرآن ". رواه الترمذي. معادلة السور بجزء من القرآن بناء على ما تحتويه من مواضيع فالقرآن ترغيب وترهيب وسورة الزلزلة ترهيب من يوم القيامة فهي نصف الموضوعين وسورة الكافرون براءة من الكفر والكافرين وسورة الإخلاص إثبات للتوحيد وإقرار بصفاته وكل هذه أركان عظيمة من أركان الإسلام وهي خلاصة لجزء عظيم من الدين لذلك فقد عودلت لما ذكر من أجزاء من القرآن .
19ـ عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ بعد صلاة الجمعة قُلْ هُوَ الله أَحد وقُلْ أَعوذُ بِرَبِ الفَلَق وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِ النَّاسِ سبع مرات أَعاذَهُ الله من السوء إلى الجمعة الأخرى". رواه ابن السني، حديث صحيح. صلاة الجمعة تتكرر مرة في الأسبوع فهي صلاة مختصة بفضل عميم وتمام ذلك الفضل بانتهائها ثم الدعاء أو قراءة القرآن بعدها أو ذكر الله تعالى وما هذه السور سوى سور إقرار بوحدانية الله تعالى والدعاء والاستعاذة رجاء أن يستمر فضل هذه السور وبركاتها إلى الجمعة الأخرى . فالمؤمن كالتاجر النهم لا يدع لحظة ولا مناسبة ولا وسيلة للربح إلا استخدمها وطلب الاستزادة من الثواب والبركات والدعاء رجاء أن يقع على لحظة يتجلى الله تعالى على خلقه فيها وينعم عليهم بالإجابة ومثل هذه المناسبات تتكرر كل صلاة وكل ليلة وكل جمعة وكل رمضان وكل حج وهكذا.
20ـ بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلا على سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : " سلوه لأي شيء يصنع ذلك " فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أخبروه أن الله يحبه". رواه مسلم . تشير هذه الآية إلى مدى الفهم العميق الذي كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم للقرآن والشريعة . فإن إكثار الصحابي لتلاوة قل هو الله أحد حتى في كل ركعة لحبه تلك السورة كان أمرا جديدا محدثا لم يسبقه أحد بذلك لا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا غيره من الصحابة فهو بدعة لكن تلك البدعة كانت بدعة حسنة لا بسبب تقرير وموافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم له لأن ذلك حدث فيما بعد ولكن بسبب أن تلك البدعة تتماشى مع روح الدين في تعظيم الله وتقديسه وحبه وحب الآيات من القرآن التي تعظم صفاته . ثم بعد ذلك جاء الحديث الشريف هذا في إقرار ما قام به الصحابي واعتبار فعله سنة يجازى بها بحب الله تعالى له وهذا مكمل لما سبق أن ذكر في الحديث 34.
21ـ عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألم تر آيات أُنزلت هذه الليلة لم يُرَ مثلهن قط : قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس". رواه مسلم. حقا إن كل آية أو مجموعة من آيات في القرآن ليس لها مثيل فهاتان السورتان سورتا استعاذة ليس لهن مثيل في القرآن كله ولم يعرف العرب لهن مثيل في كلامهم وقد اختصتا بالاستعاذة والرقية وبفضل كبير.
22ـ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية: (قُل اللَّهم مالكَ المُلك تُؤتِي المُلكَ مَن تَشاءُ وتنزِعُ المُلكَ ممَّن تَشاءُ وَتُعزُّ مَن تَشاءُ وَتُذلُّ من تَشاءُ بِيَدكَ الخَيرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِير). رواه الطبراني. لله تعالى تسع وتسعون اسماً من حفظها دخل الجنة وحفظ تلك الأسماء هو استظهارها والعمل بما تأمر به والتلبس بما تأمر به من تجليات وقد أخفى الله تعالى بين تلك الأسماء اسمه الأعظم وقد ورد في هذا الحديث وفي أحاديث أخر إشارات إلى مواضع الإسم الأعظم في القرآن الكريم أو بين أسمائه تعالى. وقد اختلف العلماء في الاسم الأعظم كثيرا وهو مما أخفاه الله تعالى كليلة القدر بين الليالي العشر الأواخر من رمضان وساعة الإجابة يوم الجمعة. والاسم الأعظم هو الاسم الذي إذا دعي الله به أجاب. وكل أسماء الله تعالى الحسنى مذكورة هي الأخرى في القرآن أيضا.

ملاحظة: أنظر كذلك إلى فوائد الأسماء الحسنى والآيات في بحوثات علم الفقه الإسلامي.

مواضيع علوم القرآن :

1ـ علم التّفسير. 2ـ علم النّاسخ والمنسوخ. 3ـ علم أسباب النّزول. 4ـ علم المكي والمدني. 5ـ علم القراءات. 6ـ علم إعجاز القرآن. 7ـ علم التّجويد. 8ـ علم أُصول التّفسير. 9ـ علم رسم المصَاحف (الرسم القرآني)، وأشهره الرّسم العثماني. 10ـ علم غريبُ القرآن ( يتطرّق الى الكلام الغريب وتأويلها. مفرد أوعبارة ). 11ـ المُحكم والمتشابه في القرآن.

كتب علوم القرأن :

1ـ البرهان في علوم القرأن ـ للإمام الزركشي. 2ـ الإتقان في علوم القرأن ـ للحافظ السيوطي. 3ـ مناهل العِرفان في علوم القرأن ـ للزرقاني. 4ـ مباحث في علوم القرأن ـ للدكتور صبحي الصّالح. 5ـ مباحث في علوم القرأن ـ للشيخ منّاع القطان .

الفصل الثاني

علم التّفسير :

تعريفه: العلم الذي يعيّن على فهم المراد من كلام الله تعالى بقدر الطاقة البشرية . ولو فهمنا جيّداً لرأينا ثمرة هذا القرآن العظيم وشفائه للنّاس أجمعين، شفائه من كلّ النّواحي وإستجابة لكافة مطاليب البشر بلا نقصٍ ، طبعاً لقومٍ مُسلمون ومؤمنون ولقومٍ يعلمونٍ يفقهون، لا لقومٍ مُشركون ومّنافقون ولا يعلمون ولا يُفكّرون. ولهذا أوجب الله تعالى لنا أن نتعلّم القرآن ونُعلّمه لأطفالنا ولأقربائنا ولغيرنا.

أقسام مذاهب علم التفسير : ينقسم الى قسمين:
1ـ مذهب الرّواية: ويُسمى بالتّفسير المأثور أو المنقول ويدخل فيها ، تفسير القرأن مع القرأن وتفسير الحديث بالقرأن مع ما رُوي عن الصّحابة والتّابعين ومن عيوبهِ دُخول مواضيع الإسرائليات والموضوع والضعيف. وإمام مدرسة التّفسير بالمأثور، هو الإمام ابن جرير الطّبري ومن أشهر روّاد هذه المدرسة الحافظ ابن كثير صاحب التّفسير المشهور والسّيوطي في تفسيره (الدّر المثور).
2ـ مذهب الدّراية: ويسمى بالتفسير الرأي أو المعقول ويكون تفسيره بالنّظر العقلي المُجرّد، وهي أكثر التفاسير كتابةً ومن عيوبهِ غلبة الطّابع الشّخصي أو المذهبي أو طابع عصرهِ وثقافتهِ . ومن أشهر كتب التّفسير بالرّأي، هو تفيسر الرّازي والنّسفي والبيضاوي والخازن وأبي السّعود.

ملاحظة : على تفسير فواتح السّور: كثيرة وأفضلها قول أبي بكر وعلي (رض)، قال أبوبكر (في كلّ كتاب سرٌّ وسرّه في القرآن أوائل السّور)، وذكره علي (رض) أيضاً بإسلوب أخر. وأقوأل أُخرى أنّها من أسماء الله الحُسنى أو أنهّا قسمٌ لأسماء الله تعالى.

أنواع التفسير حسب العلوم:

التفسير اللّغوي أوالنّحوي. التفسير الفِقهي. التفسير الصّوفي. الثفسير الإجتماعي . التفسير العلمي . التفسير المُعتزلي . التفسير الأشعري .

كتب التفسير بالرأي :

1ـ تفسيرالكشاف ـ للزمخشري. 2ـ تفسير البيضاوي ـ للقاضي البيضاوي. 3ـ تفسير القرطبي. 4ـ تفسير أبي سعود . 5ـ مفاتيح الغيب تفسيرـ لفخرالدين الرّازي. 6ـ تفسير الخازن (لُباب التأويل في معاني التّنزيل) لعلاءالدين بن علي بن محمد الخازن.
كتب التفسير بالمأثور :
1ـ تفسير عبدالله بن عباس وقتادة. 2ـ تفسير القرأن الكريم، لإبن كثير. 3ـ جامع البيان عن تأويل اية القرأن المعروف بتفسير الطّبري. 4ـ معالم التنزيل لمحمد الفرّاء البغوي الشّافعي. 5ـ الدّر المنثور في التفسير بالمأثور، للحافظ جلال الدين السيوطي الشّافعي. 6ـ زاد المسير، للإمام الجوزي . ونحو ذلك.
كتب التفاسير الحديثة :
1ـ تفسير إبن عاشور. 2ـ تفسير إبن بايس. 3ـ تفسير في ظلال القرأن، للسيد قطب. 4ـ التفسير الواضح، لمحمود محمد الحجازي. 5ـ الأساس في التفسير، لسعيد حوّى.
6 ـ تفسيرالقرآن الكريم، لوهبة الزّحيلي. 7ـ تفسير المراغي، لأحمد مصطفى المراغي. 8ـ تفسير إبن عطية. 9ـ تفسير الماوردي. 10ـ التفسير الحديث، لمحمد عزّة دروزة . 11ـ درر الأسرار المسمى بالتفسير المهمل، لإبن حمزة الحسيني ( كتبت بالحروف المهملة أي بالحروف الغير المنقطة وعددها 13 حرف). وغيرهم.


الفصل الثّالث

علم الناسخ والمنسوخ:

تعريفه: النّسخ لغةً : بمعنى الإزالة ، التّبديل ، التّحويل ، ومنه قوله تعالى (فينسخُ اللهُ ما يلقي الشّيطان) ، ويأتي بمعنى تبديل، (وإذا بدّلنا أية مكان أيةٍ ) ، ويأتي بمعنى النّقل من موضعٍ إلى موضعٍ مثلاً نقول نسختُ الكتابَ. وفي التعريف الإصطلاحي: رفعُ الحُكم الشّرعي بدليل شرعي . سواء نسخ القرأن للقرآن، أو نسخُ القرآن للسنة ِ . (ما ننسخ من أية أو نُنسها نأتِ بخير منها أو مثلها ) .

آيات قرآنية على النّاسخ والمنسوخ: كثيرة منها
1ـ أية الصّلاة مع السّكر: (لاتقربوا الصّلاة وأنتم سُكارى) . نسخ بأية (إنّ الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشّيطان فأجتنبوه لعلّكم تُفلحون) .
2ـ أية تغير القبلة: (سيقول السّفهاء من النّاس ما ولاّهم عن قِبلتهم الّتي كانوا عليها قُل لله المشرقُ والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مُستقيم) . (قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنوليّنك قبلة ترضاها فوّل وجهك شطر المسجد الحرام) .
3ـ أية أمر بثبات الواحد للعشرة (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين) . ثم نسخ بقوله (الآن خفف الله عنكم وعلِم أنّ فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين) .
4ـ أية في فرض الصلاة قبل فرض الصلوات الخمس فقال سبحانه في محكم كتابه :
(يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) سورة المزمل الآيات 1-4 ، ثم خفف تعالى بقوله سبحانه: (علم أن سيكون مرضى) الى قوله تعالى:(فاقرءوا ما تيسر منه) سورة المزمل الآية 20 ، قال الشافعي : فكان بينا في كتاب الله نسخ قيام الليل ونصفه والنقصان من النصف والزيادة عليه بقوله تعالى : (فاقرءوا ما تيسر منه) ثم نسخه قوله تعالى : (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) سورة الاسراء الآية 79 فتعين على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتهجد بغير الذي فرض عليه مما تيسر منه ، فكان الواجب طلب الاستدلال بالسنة النبوية ، فوجدنا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا واجب من الصلاة الا الخمس.

هل ينسخ القرآن بالسّنة؟

إتفق العلماء على جواز نسخ الخبر المتواتر بمثلهِ ماعدا الشّافعي لايقبل ذلك . وهنا معنى النّسخ تأويل أو تحديد الأيات لا نسخها كما في القرآن للقرآن .
1ـ أية الوصية : (كُتب عليكم إذا حضر أحدكم الموتُ إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين) ، فقد نسخت هذه الآية بالحديث المستفيض وهو قوله (ص) ( ألا لا وصية لوارث ) رواه الدّارمي.
2ـ أية نسخُ الجَلد على الثّيب المحصن في قوله تعالى (الزّانية والزّاني فأجلدوا كُلّ واحد منهما مائة جلدة) . ولا مسقط لذلك إلاّ فعله (ص) حيث أمر بالرّجم فقط، فقد طبّقه بنفسه على ماعز بن مالك الأسلمي، الغُلام اليتيم، وعلى المرأة الغامدية.
3ـ أية نسخ الصّيام يوم عاشوراء، وفرضه في صوم شهر رمضان.
4ـ ( والسّارق والسّارقة فاقطعوا أيديهما ) . وحدده الرّسول (ص) ( يُقطع يد السّارق في ربع دينار فصاعداً ) رواه البخاري والتّرمذي وغيرهم.

كتب علم النّاسخ والمنسوخ: كثيرة منها
1ـ فتح المنّان في نسخ القرأن، لعلي حسن العريض. 2ـ الإيضاح لناسخ القرأن ومنسوخه، لمكي بن أبي طالب المغربي. 3ـ النّاسخ والمنسوخ، لأبو جعفر النحاس. 4ـ النّاسخ والمنسوخ، لهبة الله ابن سلامة. 5ـ النّاسخ والمنسوخ، لإبن حزم الأندلسي. 6ـ النسخ في القرأن الكريم ـ للدكتور مصطفى زيد.

الفصل الرّابع

علم إعجازُ القُرآن :

أنواع علم إعجازُ القُرآن: خمسةٌ منها
1ـ الإعجاز البياني أو اللغوي: وهو ما يتعلّق ببلاغة القرآن، ونظمه وأسلوبه وعبارتهِ وألفاظهِ، والرّسول تحدّى به المشركين من العرب أن يأتوا بحديثٍ مثلهِ أو بعشرِ سورٍ مثلهِ أو بسورةٍ مثلهِ (قُل لئن إجتمعتِ الإنسُ والجِنُّ على أن يأتوا بمثل هذا القُرآن لا يأتون بمثلهِ ولوا كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً) الإسراء،88. ولقد أسهم في ذلك عُلماء كثيرون منهم الباقلاني وعبدالقاهر الجرجاني والطّبري والرّافعي في إعجاز القرأن وسيد قطب في التّصوير الفني في القرآن ومشاهد القيامة في القرآن وعبدالله دراز في النّبأ العظيم وبنت الشّاطئ في تفسير القرآن بما فيه من المجاز والتّشبيه والمثال ونحو ذلك.
2ـ الإعجاز المُوضوعي أو التشريعي: ونعني به، أنّ القرآن قد جُمع من صنوف الهداية والحكمة والموعظة الحسنة، ومن وجوه الإصلاح التّوجيهي والتّربوي والتّشريعي وصيانة لحقوق الإنسان وعبر وعِظات في القصص القرآني، ما يسعدُ البشر أفراداً وأسَراً وجماعات ودولاً، في دينهم ودُنياهم لو أنّهم اهتدوا به وآتّبعوهُ . وألّفَ في ذلك كثيرون منهم رشيد رضا في الوحي المُحمدي ومقالات محمد أبو زهرة عُنوانها شريعة القرآن دليل على أنّه من عند الله وكُتب العقاد الإنسان في القرآن الكريم والمرأة في القرآن ونحوذلك.
3ـ الإعجاز العِلمي: ونعني به ما يتعلق بإشارة القرآن في كثير من آياتهِ الى كافة الحقائق العلميّة والتي كشف عنها العلم الحديث ، مع أنّها كانت مجهولة في عصر النّبوة، وما بعدهُ لقرونٍ عديدة. لقد كتب كثير من علماء المعاصرين في هذا الموضوع منهم د. محمد أحمد الغمراوي و د. محمد جمال الدين الفندي وعبدالرّزاق نوفل والشّيخ طنطاوي جوهري. ومن وجوه الإعجاز العلمي، حيث توصل العلم الحديث اليوم إلى كثير من الحقائق التي أثبتها القرآن الكريم قبلُ، كقوله تعالى: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ، لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) الحجرات 14،1. والعروج يكون في خطوط منحنية غير مستقيمة كما نجد ذلك في العصر الحديث. وقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا) الأنبياء، 30. ونحو ذلك من الآيات التي أكدها العلم الحديث وصدقها، كل ذلك تصديقًا لقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) فصّلت، 53. وقد تحقق هذا الوعد الإلهي بما أثبته العلم وما يثبته كل يوم، ورأى الناس آيات الله فيما بثه في كونه وما أودعه في مخلوقاته. والاية الكريمة التي توصف عذاب الانسان يوم الحساب الاكبر وهية بعد بسم الله الرحمن الرحيم (كلا لئن لمن ينتهِ لنسعفاً بالناصية ناصيةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ ) العلق 15، 16هذة الاية الكريمة بعد التقدم بالعلم الحديث اكتشف العلماء ان الدماغ مقسم الى عدة اقسام وكل قسم مسوؤل عن نوع من التصرف او العمليات الحريكة في الانسان وبعد التركيز في البحث اكتشف العلماء ان الجزء من الدماغ المسوؤل عن الكذب والخطيئة في الانسان موجود في مقدمة الرأس اي ما وصفها القرآن بالناصية فهل بعد هذا الاعجاز في كلام الله اعجاز فاعتبرو يا أولي الالباب.
4ـ إعجاز الخُلود: ومن خصائص القرآن أنّه كتابُ الخُلود ليس كتاب جيلٍ ولا كتاب عصرٍ ولا كتاب أجيالٍ أو أعصار محدودةٍ، بل هو الكتاب الخاتم للرسالة الخاتمة، ولهذا تكفّل اللهُ بحفطه (إنّا نحن نزلنا الذّكر وإنّا لهُ لحافظون) الحجر، 9. (وإنّه لكتابٌ عزيزٌ لا يأتيه الباطلُ من بين يديهِ ولامن خلفهِ) فصّلت،41،42. وبإعجازِ التّجديد وبقائهِ صالحة لكلّ عصر وزمان.
5ـ الإعجاز الشّمول: ومن خصائص القرآن كذلك الشّمول فكما أنّه متاب الزّمن كُلّهِ هو كتاب الدّين كُلّهِ، جمع أصول الهداية الإلهيّة، والتّوجيه الرّباني ، في العقائد والشّعائر والآداب والأخلاق، كما جمع أصول التّشريع الإلهي في العبادات والمعاملات وشؤون الأسرة وعلاقات المجتمع الصّغير والكبير، المحلّي والدّولي، الى جانب تنظيم الشّؤون الإجتماعية فهو كتاب الإنسانيّة كُلّها ، وكتاب الحياة كُلها . ولهذا جعله الله هدىً للناس و للعالمين.(شهر رمضان الّذي أُنزل فيه القرآن هدىً للناس) البقرة،185. (إنْ هو إلاّ ذكرٌ للعالمين) التّكوير،27.
ومن مباحثها ومواضيعها أيضاً: الإعجاز الغَيبي والمُستقبلي والتّاريخ التي لا يُمكن الإطّلاع عليها إلاّ بالوحي، والإعجاز العددي والتي يهدف إلى حلّ مواضيع وأحداث القرأن عن طريق الأرقام، وكذلك معجزته في أمثال القرآن وبيان الّنظم، ومواضيع أخرى.

الفصل الخامس

المُحكم والمُتشابه:

قال تعالى (هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه أياتٍ مُحكماتٍ هنّ أمّ الكتابِ وأُخرَ متشابهاتٌ فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنةِ وإبتغاء تأويلهِ وما يعلمُ تأويله إلاّ الله والرّاسخون في العلمِ يقولون أمنّا به كلٌّ من عند ربّنا وما يذّكّر إلاّ أُلو الألباب) آل عمران 7.
المُحكم : تعريفه جمعُها المُحكمات، التفسير الذي لا يحتاج الى التأويل مثلاً (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان فأجتنبوه)المائدة 90. أو هو الذي يدل على معناهُ بوضوح لا خَفَاء فيهِ، يدخل فيه النّص والظاهر.
المُتشابه (المُشتبهة): جمعها المتشابهات، التفسير الذي يحتاج الى التأويل مثلاً (وأمسحوا برؤوسكم) . أو هو الذي يخلو من الدّلالة الرّاجحة على معناهُ، يدخل فيه المجمل والمؤول والمشكل. أي الذي يصعب تفسيرها من قبل العلماء .

إعراب القرآن الكريم أحد علوم القرآن:
لقد عني العلماء بذلك عناية فائقة لما للاعراب من علاقة بتحديد المعنى. وممن ألف في إعراب القرآن الكريم الإمام الحوفي في كتابه (البرهان في تفسير القرآن). ومكي بن أبي طالب في كتابه (المشكل في إعراب القرآن). والعكبري في كتابه (إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في القرآن) وأبو حيان النحوي في كتابه ( البحر المحيط). وإعراب القرآن ومعرفة أحكام ذلك من جهة إفرادها وتركيبها فن عظيم وعلم واسع، تقصر عنه همم العلماء، وتنقطع دونه أعناق الإبل كما أن له آداباً وضوابط. يقول أبو حيان التوحيدي في البصائر: سألت السيرافي عن قوله تعالى{ قائماً بالقسط }(آل عمران/18) بم انتصب. قال: بالحال. قلت: لمن الحال. قال: لله تعالى قلت: فيقال لله حال. قال: إن الحال في اللفظ لا لمن يلفظ الحال عنه.

الفصل السّادس

علم المكي والمدني:

تعريف المكي: ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة . أو ما وقع خطاباً لأهل مكة . والأصحّ ما نزل قبل هجرة الرّسول (ص) إلى المدينة ، وإن كان نزولهُ بغير مكة.

تعريف المدني: ما نزل بالمدينة أو ما وقع خطاباً لأهل المدينة. والأصحّ ما نزل بعد هذه الهجرة وإن كان نزولهُ بمكة. ونرى أنّ الآيات المكيّة تُخطاب البُلغاء من العرب وأكثرها على شكل شعر بوزن وقافية، ولا يفهما كلّ إنسان. وأمّا آيات المدينة أكثرها على شكل نثر يُخطاب أناس يشكّلون دولة ويحتاجون إلى تشريع قوانين بأسلوب يفهمها كلّ النّاس ، وكلّها بليغ وإعجازي، فنزولها بهذا الشّكل نقول المثليقول (لكلّ مقامٍ مقال) . وقد اختلف العلماء في تعريف المكي والمدني. فمن قائل المكي هو ما نزل بمكة، والمدني ما نزل بالمدينة. ومن قائل: المكي ما نزل قبل الهجرة، والمدني ما نزل بعدها، وآخرون قالوا: المكي ما جاء خطاباً لأهل مكة، والمدني ما وقع خطاباً لأهل المدينة. ومعرفة ذلك إما عن طريق النقل والسماع، أوعن طريق القياس على القواعد. وهناك مسائل كثيرة ملحقة بالمكي والمدني كمسألة ما نزل في غير مكة والمدينة، ومسألة ما أشبه القسم الآخر وهو ليس منه، ومسألة ما نزل من القرآن ليلاً أونهاراً، ومسألة ما نزل من القرآن مشيعاً ومحفوفاً بالملائكة تكريماً له وتشريفاً.

الفصل السّابع

علم أسباب النّزول:

تعريف : معرفة ما نزلت الآية أو الآيات بسببهِ متضمنّة له أو مجيبة عنه أو مبينة لحكمة زمن وقوعهِ وهو ما عبرنا عنه بسبب النّزول.
كتب علم أسباب النّزول:
1ـ أسباب النزول، للواحدي. 2ـ أسباب النزول، لجلال الدين لسيوطي. 3ـ أسباب النّزول وبهامشه النّاسخ والمنسوخ، للنّيسابوري.

الفصل الثّامن
علم القراءات:
تعريفه: فهوعلم مذاهب الأئمة في قراءات نُظم القرآن، والقراءات أبعاض القرآن، لكن تنقسم إلى مشهورة وشاذة. والمشهورة هي الصّحيحة المعتبرة ، أمّا الشّاذة فهي الضّعيفة. والمُراد من المشهورة هي المتواتر نقلها عن النبي (ص) . قال ابن الجزري في النشر: كل قراءة وافقت العربية وصح نقلها عن النبي (ص) فهي صحيحة لا يحل ردها ويجب على النّاس قبولها، سواء كانت من قراءات الأئمة السّبعة أو من قراءات العشر وغيرهم . قال (ص) (قفوا عند عجائبه ، وحرّكوا به القلوب).(إقرأوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا) رواه البخاري .

تفسير نزول القرآن على سبعة أحرف:
قال (ص) (إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فأقراؤوا ما تيسّر منه) رواه البخاري ومسلم. فظهر على تفسير هذا القول (40) رأياً تقريباً، وأشهره أنه أنزل على سبعة لهجات أو لغات أي لغات قبائل العرب السّبعة فنزل بعضه بلغة قريش، وبعضه بلغه هذيل، وبعضه بلغة تميم، وبعضه بلغة أزد وربيعه، وبعضه بلغة هوازن وسعد بن بكر، أو على سبعة أبواب (زاجر، آمر، حلال، حرام، مُحكم، مُتشابه، أمثال). أو على الإختلاف في وجوه الإعراب ونحوه.
أنواع المصاحف: منها
مُصحف عثمان، وعائشة، وحفصة، وأمّ سلمة، وإبن مسعود، والإمام علي، وأبو بكر وغير ذلك.

الفصل التّاسع

علم التّجويد:

تعريفه : علم يُبحثُ فيه عن مخارج الحروف وصفاتها .
أهم القراءات: قراءة: عاصم بن أبي النّجد ٍ[ قراءته مروية عن حفص]، نافع، ثم ّ يأتي قراءة بن كثير، عبدالله بن عمر، أبو جعفر، شيبة، حمزة، الكيسّائي، الزّمخشري، عبدالله بن ابي إسحاق، عاصم بن الجهدري، محمود الخضرمي.
الأيات القرآنية على ذلك : (ورتّل القرآنَ ترتيلاً) .(ورتّلناه ترتيلاً) .
كتب علم القراءات والتّجويد:
1ـ أثر القراءات في الفقه، للدكتور صبري عبد القوي. 2ـ النّشر في القراءات العشر، لإبن الجَزَري . 3ـ معجم القراءات القرآنية، مع مقدمة في القراءات وأشهر القرّاء، للدكتور عبدالعال سالم مكرم، و د. أحمد مختار عُمر.

الفصل العاشر

بعضُ الآيات في بعض مواضيع القرآن:
1ـ آيات فضل الإيمان والعمل الصالح والحب لأجل الله: كثيرة منها
(من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنُحييّنه حياةً طيبةً ولنجزينهم أجرهم بأحسنِ ما كانوا يعملون) . (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصّالحات وآقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة لهم أجرهم عند ربّهم) . (وبشّر الذين آمنوا وعملوا الصّالحات أن لهم جنات) . (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم) . ( فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم ) . (للّذين أحسنوا الحُسنى وزيادةً ولا يرهق وجوههم قترٌ ولا ذلّةٌ أولئك أصحلب الجنّة) . (فلولا كانت قريةٌ أمنت فنفعها إيمانها إلاّ قومُ يُونس لمّا أمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ومتّعناهم إلة حين) . ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) . (هاأنتم أولاء تحبّونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كلّهٍ) .
2ـ آيات قبول التوبة :
(ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحاً) .(إستغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه) . (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ أرْجِعونِ، لعلي أعملُ صالحاً فيما تركت. كلاّ إنها كلمةٌ هو قائلها ومن ورائهم بُرزخٌ الى يومٍ يُبعثون، كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثمّ يُميتكم ثم يحييكم ثم اليه تُرجعون) . البُرزخ : ويُقرأ أيضاً بالفتحة، أي الحاجز الزّمني الذي يفصل بين حياة الدنيا والأخرة. (حتّى إذا حضر أحدكم الموت قال إنّي تُبتُ الأن) (من عمل سوءاً بجهالةٍ ثُمّ تاب من بعدهِ وأصلح فإنّه غفورٌ رحيم) . وللتوبة شروط منها: 1ـ العمل بجهالةٍ. 2ـ القلع عن المعصية. 3ـ النّدم والإستغفار على فعلها. 4ـ صدق النيّة والإخلاص في العزم على عدم العود إليها. 5ـ الشّكر لله عند الخلاص من الذّنب. كما نعلم عند غرغرة الموت أي في فراش الموت لا يُقبل التّوبة.
3ـ آيات فضل الصّبر: كثيرة منها
(إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب) .(أولئك يؤتون أجرهم مرّتين بما صبروا) . (وجزاهم بما صبروا جنّةً وحريراً) .(ربّنا إفرغْ علينا صبراً و توّفنا مسلمين) .(ياأيها الذين آمنوا إصبروا وصابروا ورابطوا) .
4ـ آيات الوحدة والإتحاد والتّعاون:
(إنّما المؤمنون أخوةٌ فأصلِحوا بين أخويكم) .(والمُؤمنون والمُؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ) .(ولا تكونوا كالّذين تفرّقوا وإختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات أولئك لهم عذابٌ عظيمٌ) .(إنّ الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً لستَ منهم في شيء إنما أمرهم الى الله ثم ينبؤهم بما كانوا يفعلون) .(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهبَ ريحكُم وإصبروا إنّ الله مع الصّابرين) .(وإعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا) .(وتعاونوا على البّر والتّقوى ولاتعاونوا على الإثم والعُدوان) .
5ـ آيات النّهي عن البدع ومحدثات الأمور:
(فماذا بعد الحقّ إلاّ الضّلال) . (ما فرّطنا في الكتاب من شيء ) .(فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرّسول) . (وإنّ هذا صراطي مُستقيماً فاتّبعوه ولا تّتبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله) .
6ـ أيات التذكرة والنّصيحة: كثيرة منها
(وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) .(فذكّر إن نفعتِ الذّكرى) .(فذكّر إنّما أنت مذكّر) .(ياأيّها الذين أمنوا أذكروا الله ذكراً كثيراً) .(فذكّر بالقرأن من يخاف وعيد) .(وقال ياقوم لقد أبلغتكم رسالة ربّي ونصحت لكم، ولكن لا تُحبون النّاصحين) .(وأنصحُ لكم) . (وأنا لكم ناصح أمين) .
7ـ آيات تحريم التّعصب والظّلم:
(ومن عمل عملاً صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنّة) . (وسعى سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً) . (والّذين أمنوا بالله ورسله ولم يُفرّقوا بين أحدٍ منهم) . (ولا تكونوا من المشركين، من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً) . (ما للظالمين من حميمٍ ولا شفيعٍ يُطاع) . (وما للظالمين من نصير) (الفتنة أشدّ من القتل) (الفتنة أكبر من القتل) .
8ـ آيات فضل اليتيم والضّعفاء:
(فأمّا اليتيم فلا تقهر وأمّا السّائل فلا تنهر وأمّا بنعمة ربّك فحدّث) .(ويسئلونكَ عن اليتامى قُل إصلاحٌ لهُم خيرٌ) .(وآتى المالَ على حُبّهِ ذوي القُربى واليتامى والمساكينَ) . (وإسئَلوا الله من فضلهِ) .(وإخفض جناحك للمؤمنين) .(إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظُلماً إنّما يأكلون في بطونهم ناراً) . (وإصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداوة والعشّي يُريدون وجههُ) .
9ـ آيات الزّواج والمرأة وحجابها:
(ومِن آياته أن خلق لكم مِن أنفسكم أزواجاً لتسكُنوا اليها وجعل بينكم مودةً ورحمةً) .(وعاشروهنّ بالمعروف فإنْ كَرهتموهُنّ فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) .(وإذا سألتموهٌنَ متاعاً فأسئلوهن من وراء حجاب) .(هّنّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهنّ) .(وإذا بُشّر أحدهُم بالأنثى ظلّ وجههُ مسوداً وهو كظيم ، يتوارى من القوم من سوء ما بُشّر به أيُمسكُه على هون أم يدّسهُ في التّراب، ألا ساء ما يحكُمون) .(وقرن في بيوتكُنّ ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) .
10ـ آيات فضل العلم والعلماء: مجموع اياتها في القرآن (64) ، منها :
(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون) .(إنما يخشى اللهَ من عبادهِ العلماء) .(يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) .(فأسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون) .(ياأبت إني قد جاءني من العلم مالم يأتيك فأتبعني أهدك صراطاً سويّاً) .(ليتفقهوا في الدّين) .(شهد الله إنّه لا اله إلاّ هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط) .(وما أُتيتم من العلم إلاّ قليلاً) .(لكن الرّاسخونَ في العلمِ منهم والمؤمنونَ يؤمنون بما أنزلَ إليكَ) .(وقل ربّي زدني علماً) .
11ـ آيات فضل الإنفاق والإطعام: كثيرة منها
(لن تنالوا البرَّ حتى تُنفقوا مما تُحبّون) .(ومن رزقناهُ منا رزقاً حسناً فهو ينفق منه سرّاً وجهراً) .(وُيطعِمون الطّعام على حُبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) .(وأطعموا البائس الفقير) . وأنظر أيضاً إلى سورة البقرة 197، 273. والقصص 8.
12ـ آيات فضل الشُّكر على نعم الله: كثيرة منها
(أذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين) . (إنّ في ذلك لأياتٍ لكُلِّ صبّارٍ شكور) .(لئن شكرتم لأزيدنّكم) .(و لكنّ أكثر النّاسِ لا يشكرون) .(وإن تعُدّوا نعمة الله لا تُحصوها) .(ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الّذين أنعم الله عليهم) . علماً أنّ نصف القرآن يُعلّم الإنسان على الشّكر والنّصف الأخر على الصّبر.
13ـ آيات تحريم الرّياء والكبر: كثيرة منها
إذا قاموا إلى الصّلاة قاموا كُسالى يُراءون النّاس ولا يذكرون الله إلاّ قليلاً) .(والّذين يُنقون أموالهم رئاء النّاس) .(الّذين هم يراءون ويمنعون الماعون) .(ياأيّها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى كالذي يُنفق ماله رئاء النّاس) .(ولا تفرحوا بما آتاكم واللهُ لا يُحِبُّ كُلُّ مختالٍ فخور) .(ولا تمشِ في الأرضِ مرحاً إنّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلُّ مختالٍ فخور) .(إنّ الله لا يُحبُّ مَنْ كان مختالاً فخوراً) .(ولو كنت فظاُ غليظ القلب لأنفظّوا من حولك) . (وإستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق) .(إلاّ إبليس إستكبر وكان من الكافرين) .(وكنتم عن آياته تستكبرون) .
14ـ آيات فضل بركة النّية الصّالحة:
(إن يعلم الله في قُلوبكم خيراً يؤتكم خيراً ما أخذ منكم ويغفر لكم) .(ولاتكسب كلّ نفس إلاّ عليها) .(ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه) .(إلاّ من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) .(ولوا علم الله فيهم خيراً لأسمعهم) .(إن تُبدوا شيئاً أو تُخفوه فإنّ الله كان بكّ شيء عليماً) . (وما تجزون إلاّ ما كنتم تعملون) .
15ـ آياتُ إستجابةِ الدّعاءِ: الإيمان بقبول الدّعاء من أهم الشّروط ثمّ الإصرار عليهِ وغيرها، والآيات كثيرة منها
(ويستجيبُ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات ويزيدهم مِن فضلهِ، والكافرون لهم عذابٌ شديدٌ، ولوبسط الله الرّزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن يُنزّل بقدر ما يشاء إنّه بعباده خبيرٌ بصير) . (وقال ربّكم أدعوني أستجب لكم) . (فأستجابَ لهُم رَبّهُم أنّي لا أُضيعُ عمل عاملٍ منكم من ذكرٍ أو أُنثى) .(وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاعِ إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يُرشدون) .(أمَّنْ يُجيبُ المظطرّ إذا دعاهُ ويكشف السّوءَ ويجعلكم خُلفاءَ الأرضِ) . وأنظر أيضاً إلى يونس 22، الأنبياء 88، 99، الأعراف 29 ، 55، فُصّلت 49، 51.
16ـ آيات فضل الهجرة والجهاد والشّهادة : كثيرة منها
(والذين هاجروا في الله مِن بعد ما ظلموا لنُبوئنّهم في الدّنيا حسنةً ولأجر الأخرة أكبر لو كانوا يعلمونَ الذين صبروا وعلى ربهم يتوكّلون) .( قالوا ألم تكُنْ أرضُ اللهِ واسعةً فتهاجروا فيها) .(إنّ الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله) .(يأيها النّبي جاهد الكّفار والمنافقين وأغلظ عليهم) .(ولايأب الشّهداء إذا ما دعوا) .(فألئك مع الّذين أنعم الله عليهم من النّبيين والشّهداء والصّالحين) .(إنّ الله يُحب الذين يُقاتلون في سبيله صفّاً كأنهم بُنيانٌ مرصوص) .
17ـ آيات تحريم الحسد :
(لو يرَ دونكم من بعدِ إيمانكم كُفّاراً حسداً من عند أنفسهم) . (ومن شرّ حاسدٍ إذا حسد) . (فسيقولون بل تحسدوننا) . (أم يحسدونَ النّاسَ على ما أتاهمُ اللهُ من فضلهِ) .
18ـ آيات الحكّام والحُكم وحرمة إعانة الظّالم: كثيرة منها
أمّا جزاء الظّالم ففي الدّنيا والأخرة محقّقة ولكن الله قد " يُمهلْ ولا يُهمل ".
(ولاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسّكم النّار) . (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) . (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) .( ومن يتولهم منكم فإنّه منهم ) . (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) . (وإنْ حكمتَ فأحكم بينهم بالقسط) .( الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصّلاة وأتوا الزّكاة وأمروا بالمعروف ونَهوا عن المُنكر) .(ومن يتوّلهم فاؤلئك هُمُ الظّالمون) .(وإذا حكمتُم بين النّاس أنْ تحكُموا بالعدل) .(أولئك حبطت أعمالهم في الدّنيا والأخرة وما لهم من ناصرين) .(لهم في الدّنيا خزيٌ ولهم في الأخرة عذابٌ عظيم) .(إنّ الّذين يُحبّون أن تشيع الفاحشة في الّذين أمنوا لهم عذابٌ أليم ٌ في الدّنيا والأخرة) . وهناك آيات عن عذاب الظّالمين في الدّنيا والأخرة كثيرة أنظر سورة المائدة 5، 33، 41، الرّعد 34، الأحزاب57، الزّمر 26، الحشر 3، والحج، 11.
19ـ آيات فضل القوي والقوّة:
(وأعدّوا لهم ما آستطعتم مِن قوّةٍ ومن رباطِ الخيلِ) .( كانوا أشدّ منكم قوّة و أكثرُ أموالاً وأولاداً ) . (أنّ خَيرَ من أستأجرت القويّ الأمين) .(أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك و إنّي عليه لقويٌّ أمين) .
20ـ آيات رؤية الله تعالى:
(وجوهٌ يومئذٍ ناضرة الى ربها ناظرة) .(كلاّ إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجُوبون) . (قال ربّ أرني أنظر اليك . قال لن تراني ولكن أنظر الى الجبل فإن إستقرّ مكانه فسوف تراني) . (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .
21ـ آيات الإبتلاء وأنواع الفتن:
والفتن هنا بمعنى الإمتحان ، آيات كثيرة منها
(ولكن ليبلوَ بعضكم ببعضٍ) . (الَم، أحسبَ الناس أن يُتركوا أن يقولوا أمنّا وهم لايُفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين) . (ولنبلوّنكم بشئٍ من الخوف والجّوعِ ونقص من الأموال) . (يسومونكم سوء العذابِ ويُذبّحون أبناءَكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاءٌ من ربّكم عظيم) .(تلك أمّة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسئلون عمّا كانوا يعملون) .(أم حسبتم أن تدخلو الجنّة ولّما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضّراء وزُلزلوا حتّى يقول الرّسول والذّين معه متى نصرُ الله ألآ نصرُ الله قريبٌ) .(مابال النّسوة اللاتي قطّعن أيديهنّ إنّ ربي بكيدهنّ عليم) .(وإلاّ تصرف عني كيدهُهنّ أصب إليهنّ، فإستجاب له ربّه فصرف عنه كيدهُنّ) . والجزاء يكون لمن لا يحذر ويسلك طريق العاصين (إنّ أزواجكم وأولادكم عدوّاً لكم فأحذروهُ) .(قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علمٍ) .(وجعلنا بعضكم لبعضٍ فتنةً أتصبرون) . (قال يابنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً) .(فطوّعت لهُ نفسهُ قتل أخيه فقتلهُ فأصبح من الخاسرين) .( (قال إهبطا منها جميعاً بعضكم لبعضٍ عدوٌّ فإمّا يأتيَنّكم مني هدىً فمَن إتّبع هُدايَ فلا يضّلّ ولايشقى ومن أعرضَ عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا ونحشرهُ يومَ القيامةِ أعمى قال ربّ لِمَ حشرتني أعمى وقد كُنتُ بصيراً قال كذلك أتتك أيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى) ، الخطاب لأدم وحوّاء أي مع الزّوجات وإبليس، وقيل معهم الحيّة أيضاً، أي الفتنة أزلية بين هؤلاء. والصّالحون فقط الّذين ينجون من السّوء والذّل والجزاء. وموضوع الإبتلاء ليس بجزاء ولا شرّ بل خيرٌ وحسنةٌ وشرط أساسي لدخول المؤمن إلى الجنّة بدون عذابٍ، وبالإبتلاء يُثبّتُ قوّة إيمان وإرادت الإنسان على قضاء اللهِ وقدرهِ ودرجة توكّلهِ وشُكرهِ لهُ، والرّسول يقول في الأية الكريمة (ولو كُنت أعلم الغيب لأستكثرتُ من الخير وما مسّني السّوء) . ( إنّ الحسنات يّذهبن السّيئات) . فالإبتلاء ليست بسوء وإنّما يمحوا السّوء كما يمحو الحسنات السّوء أي تكون كفارة للذنوب أو غير ذلك وسوف نشرحُ ذلك بالتّفصيل.
22ـ آيات الآجال والرّزق:
(كُلُّ نفسٍ ذائقة الموت و إنّما توّفون أُجوركم يوم القيامة) .(ولن يؤخّر الله نفساً إذا جاء أجلُها) .(أئذا متنا وكُنّا تُراباً وعِظاماً أئنّا لمبعوثون) .(وما يُعمّر ولا يُنقصُ من عُمره إلاّ في كتابٍ) .(هو الّذي خلقكم من طين ثم قضى أجلاً) .(قادرٌ على أن يخلُقَ مثلهم وجعل لهم أجلاً لا ريب فيه) .(يا أيّها الّذين أمنوا لاتكونوا كالّذين كفروا وقالوا لأخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غُزىً لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قُتلوا ليجعل الله ذلك حسرةً في قلوبهم والله يُحي ويُميت والله بما تعملون بصير) .(فلم تقتلوهم ولكنّ الله قتلهم، وما رميتَ إذ رميتَ ولكنّ الله رمى) .(الّذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قُتلوا قُل فادرءوا عن أنفسكم الموت إنْ كنتم صادقين) .(وفي السّماء رِزقُكم وما تُوعدون) .(وما من دابةٍ في الأرض إلاّ على الله رزقها) .(وإذا رأوا تجارةً أو لهواً إنفظّوا إليها وتركوك قائماً قُل ما عند الله خيرٌ من اللّهو ومن التجارة والله خير الرّازقين) .(فالذين آمنوا وعملوا الصّالحاتِ لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريم) .(ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاقٍ نحن نرزقهم وإيّاكم) .(ومن يتّق الَله يجعل له مخرجاً ويرزُقْه من حيث لا يحْتسب) .(وأنكحوا الأيامى منكم والصّالحين من عبادكم وإيمائكم إن يكونوا فقراء يُغنيهمُ الله من فضله والله واسعٌ عليم) .(ليجزيَ الذين آمنوا وعملوا الصّالحاتِ أولئكَ لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريم) . وهناك أرزاق يأتي بعد السّعي، (يوم يتذكّر الإنسان ما سعى) .(وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى وإنّ سَعيهُ سوف يُرى) .(يأيها الإنسان إنّك كادحٌ إلى ربّك كدحاً فمُلاقيهِ) .
23ـ آيات علامات السّاعة:
(إنّ الله عنده علم السّاعة وينزلُ الغيث ويعلمُ ما في الأرحام وما تدري نفسٌ ماذا تكسب غداً وما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت إنّ الله عليمٌ خبير) .(إليه يردّ علمُ السّاعة وما تخرج من ثمراتٍ من أكمامها وما تحمل من أنثى ولاتضع إلاّ بعلمه) .(وعنده علم السّاعة وإليه تُرجعون) .(يسئلك النّاس عن السّاعة قل إنّما علمها عند الله) .
24ـ آيات المنافقين والخائنين والماكرين : كثيرة منها
(إنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النار) . ياأيّها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبيّنوا) .(وسواءٌ عليهم ءأنذرتهم أم لم تُذرهم لايؤمنون) .(والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعضٍ) .(وجعلنا على قلوبهم أكنّة) .(ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليُضلّ عن سبيل الله بغير علمٍ ويتّخذها هزواً أولئك لهم عذابٌ مُهين) .(وإذا قيل لهم لا تُفسدوا في الأرضِ قالوا إنّما نحنُ مُصلحون) .(وفي أذانهم وقراً) .(ومن الناس من يعبد الله على حرفٍ فإنْ أصابه خيرٌ إطمأنّ وإنْ أصابته فتنةٌ إنقلب على وجهه خسر الدّنيا والأخرة ذلك الخسران المبين) .(إنّ الله لا يُحب الخائنين) .(ياأيها الذين أمنوا لا تخونوا الله ورسولَهُ) .(ومكروا ومكر الله والله خيرُ الماكرين) .(وقد مكر الذين من قبلهم فللهِ المكرُ جميعاً) .(إنّ هذا لمكرٌ مكرتموه في المدينة) .(ويمكرون ويمكرُ الله والله خير الماكرين) .
25ـ آيات تحريم الخمر:
(ومن ثمراتِ النّخل والأعناب تتّخذون منه سَكرَاً ورزقاً حسناً) .( يَسئلونك عن الخمر والميسر قل فيها إثمٌ كبيرٌ ومنافعُ للناسِ) .(لا تقربوا الصّلاة و أنتم سُكارى حتى تعلموا ما تقولون) .(إنّما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رّجسُ من عمل الشّيطان فأجتنبوه لعلكم تشكُرون) .(وأنهارٌ من خمر لذةً للشاربين) .(قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً) .(ياصاحبي السّجن أما أحدكما فيسقى ربه خمراً) .(إنّما يريد الشّيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصُدّكم عن ذكر الله) ، ويتبيّن أن أدوار تحريم الخمر جاءت في أربع مراحل ، كما في تحريم الرّبا.
26ـ آيات المبايعة للإمام العادل:
(إنّ الّذين يُبايعونك إنّما يُبايعونَ الله) .(لقد رضي الله عن المؤمنين إذْ يُبايعونك تحت الشّجرة) .(إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يُشركن بالله شيئاً ولا يُسرقن) .(فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به) .(فبايعهنّ وإستغفر لهنّ الله إن الله غفور رحيم) .(وأشهدوا إذا تبايعتم ولايضارّ كاتب ولا شهيد) .
27ـ آيات الطّهارة والنّظافة: كثيرة منها
(وإن كُنتم جُنُباً فاطّهروا) .(فيهِ رجالُ يحبُّون أن يتطهّروا والله يُحبُّ المتطهّرين) .(وثيابك فطهّر والرُّجز فأهجُر) .
28ـ آيات أنّ الإنسان مسؤول عن نفسه: كثيرة منها
(ياأيها الذين أمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً) .(عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل ّإذا إهتديتم) .(قل هو من عند أنفسكم إنّ الله على كلّ شيء قدير) .(ولا تكسب كلّ نفسٍ إلاّ عليها) .(ومن يكسب إثماً فإنّما يكسب على نفسه) .( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أوّل مرّةٍ وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء..) . وأنظر أيضاً إلى سورة الإسراء 13، 14والكهف 35 وطه 109 والممتحنة 3 وسبأ 42 والشّعراء 89 والصّافات 84 والرّوم 44 وإبراهيم 22. الطّور 21. والأعراف 39. ونحوه.
29ـ آيات الدّين أو القرض:
(أئذا متنا وكنّا تُراباً و عظاماً أئنّا لمدينون) .(إذا تداينتم بدينٍ إلى أجلٍ مسمّى فأكتبوه) .(وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا الله قرضاً حسناً) .(فلولا إنْ كنتم غير مدينين ترجونها إنْ كُنتم صادقين) .(من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفهُ له) .(وأحسن كما أحسن الله إليك) .
30ـ آيات إطاعة أُولي الأمر:
لقد فُسّرتْ أولي الأمر بالعُلماء وكذلك بالأُمراء والوالدين.
(ولو ردّوهُ إلى الرّسول و إلى أولي الأمر منهم لعَلِمهُ الذين يستنبطونه منهم) .(يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرّسولَ وأُولي الأمرِ منكم) .(تلك الدّار ألآخرةُ نجعلها للذين لا يُريدون عُلواً في الأرض ولا فساداً) .
31ـ آيات الإحترام والرّحمة:
(من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا النّاس جميعاً .(وافعلوا الخير لعلّكم تُفلحون) .(محمد رسول الله والذين معه أشدّاء على الكفّار رُحماء بينهم) .(وتواصوا بالصّبر وتواصوا بالمرحمة) .(فلا تقُل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً) .
32ـ آيات التّفكر والتّعقل والتّفقه: كثيرة منها
(لهم قلوب لايفقهون بها) .(قد فصّلنا الأيات لقومٍ يفقهون) .(أولم يتفّكروا في أنفسهم) .(وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكّرون) .(أ تأمرون النّاس بالبرّ وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) .(كذلك يُبين لكم الآيات لعلكم تعقلون) .
33ـ آيات فضل الرّسول (ص): كثيرة منها
(لقد كان لكم في رسولِ الله أسوةً حسنةً لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيراً) .(وإنك لعلى خلقٍ عظيم) .(من يُطع الرّسول فقد أطاع الله) .(وآطيعوا الله والرّسول لعلّكم تُرحمون) .
34ـ آيات سبب خلق الله تعالى الإنسان:
(وما خلقت الجنّ و الإنس إلاّ ليعبدون) .(ربّنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النّار) .(الذي خلق الموت والحياة ليَبلوَكُم أيُّكم أحسن عملاً) .(إن هذه أُمتكم أمةٌ واحدةٌ و أنا ربُّكم فأعبدوني) .
35ـ آيات إستخلاف المؤمنين:
للحاكم الصّالح (وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصّلحات ليستخلفنّهم في الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم وليُمكننّ لهم دينهم الذي إرتضى لهم وليبدلنّ بعدُ مِن خوفهم أمناً يعبدونني ولا يشركون بي شيئاً) .(إني جاعلٌ في الأرض خليفة) .( ياداود إنا جعلناك في خليفةً في الأرض فأحكم بين النّاس بالحق ولا تتبع الهوى فيُضلك عن سبيل الله ) . وللحاكم الفاسد (قال لا ينالُ عهدي الظّالمون) .(فخلف من بعدهم خلفٌ أضاعوا الصّلاة وإتّبعوا الشّهوات) .(فخلف من بعدهم خلفٌ ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا) .
36ـ آيات تحريم اليأس من الحياة: إنّه لاييأس من روح الله إلاّ القومَ الكافرون) . (ولاتيأسوا من روح الله) .(لا تقنطوا من رحمة الله) . (أولئك يئسوا من رحمتي) .(فلّما إستيئسوا منه خلصوا نجيّاً) .
37ـ آيات الأنسان أفضل المخلوقات: آيات كثيرة منها
(ولقد كرّمنا بني آدمَ وحملناهم في البرّ والبحرِ ورزقناهم من الطّيباتِ وفضّلناهم على كثيرٍ من خلقنا تفضيلاً) .(ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) .(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) .(الذي أحسن كلّ شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين) .(وصوّركم فأحسن صوركم) .(وإذ قال ربك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة) . (ياأيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم الذي خلقك فسوّاك فعدلك) .(ولقد خلقناكم ثم صوّرناكم ثم قلنا للملائكة إسجدوا لأدم) .
38ـ آيات أكثر النّاس في النّار:
(وإنّ كثيراً من النّاس بلقائي ربهم لكافرون) .( يوم نقول لجهنّم هل إمتلأتِ وتقول هل من مزيد) .(كان أكثرهم مشركين) .(ثُلة من الأوّلين وقليل من الأخرين) .(لمن تبعك لأملأنّ جهنّم منكم أجمعين) . (إنّ الإنسان لفي خُسرٍ إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات) .(وتمّت كلمة ربّك لأملأن جهنّم من الجنّة والنّاس أجمعين) .(ولكن حقّ القول مني لأملأنّ جهنّم من الجنّة والنّاس أجمعين) .(لأملأنّ جهنّم منك وممن تبعك منهم أجمعين) .(ولولا فضل الله عليكم ورحمته لإتبعتم الشّيطان إلاّ قليلاً) .(أو كُلّما عاهدوا عهداً نبذه فريقٌ منهم بل أكثرهم لايؤمنون) .(ولكن أكثرهم للحق كارهون) . (لأغوينهم أجمهين إلاّ عبادك منهم المخلصين) .(والحقّ أقول لأملئن جهنّم منك وممن تبعك منهم أجمعين) .( لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلاً) . وأكثر الأيات بهذا الشّكل وأكثرهم كافرون وفاسقون ومنافقون وضالّون مسرفون وغافلون وكاذبون وظالمون ولايعقلون ولا يشكرون ولا يؤمنون ونحوهم، وهذا يدلُّ على أنّ المؤمنين والمتّقين والصّالحين يُشكلون الأقلية في أكثر عموماً.
39 ـ آيات القلب أوالفؤاد الذي في الرّوح:
لقد ذُكر مع السّمع البصر عموماً لأهميته لأنه يصل بواسطتهما إلى القلب الذي لهُ علاقة بالرّوح وعندما يصل الإنسان إلى الكمال يُفتح غشاء بصرهِ وينظُر بنور عينيه.(وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة) .(فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصّدور) .(لهم قلوب لايفقهون بها ولهم أعين لا يُبصرون بها) .(ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة) .(أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروحٍ منه) .(يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون) .(وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمّدت قلوبكم) ./( إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولاً) .(وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة لعلّكم تشكرون) .(وهو الذي أنشأ لكم السّمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون) .( قُل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة) (فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء) .(وكُلاً نقصّ عليك من أنباء الرّسل ما نثبت به فؤادك)
40ـ آيات تحريم الظّن:
(وذا النّون إذْ ذهب مُغاضباً فظنّ أنْ لن نقدر عليه فنادى في الظّلماتِ أن لاإله إلاّ أنتَ إنّي كُنتُ من الظّالمين) .(وما أنت إلاّ بشرٌ مثلنا وإنْ نظنّك لمن الكاذبين) .(وظننتم ظنّ السّوء وكُنتم قوماً بورا) .(وظنّوا أنهم إلينا لا يرجعون) .( ياأيّها الذين آمنوا إجتنبوا كثيراً من الظّنِ إنّ بعض الظّن إثمٌ) .(إنّ الظّن لا يُغني من الحقّ شيئاً) .

وأخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيّد المرسلين.