الجزر العربية في الخليج... نموذج
خالد الزرقاني

إيران تحتل نحو 107 جزر عربية في الخليج العربي ولولا احتلال الأحواز لما استطاعت ذلك

أكلتُ يوم أكل الثور الأبيض، مثل شهير هو الأبلغ لو ضرب للعرب في يومنا هذا عن التمادي الفارسي (الإيراني ) بعد أن احتلت الأحواز عسكريا وصفيت حكومتها الشرعية عام 1925 واُغتيل حاكمها الشرعي في سجون الاحتلال الإيراني عام 1936.

لا نطرح هذا الموضوع اليوم لدغدغة مشاعر المواطن العربي ضد "الكيان الإيراني" التي فاحت روائح غدره ونواياه القومية العنصرية في الوطن العربي اليوم أكثر من أي وقت مضى، ولا نريد طرح تساؤلات بشكل عاطفي، بل نحاول جلب انتباه المواطن العربي لتراكمات مصيبة احتلال الأحواز على الأمن القومي العربي ونتساءل بشكل منطقي بأنه لو لم تحتل الأحواز عام 1925 هل كانت بما تسمى "إيران" اليوم ستتجرأ أن تتعامل مع العراق ودول الخليج العربي كما تفعل اليوم?

نرفق للقارئ الكريم بعض الحقائق العلمية المنطقية التالية ليحكم بنفسه وقد لا يكون الموضوع هذا قد اُغ¯ني بالبحث الشامل ليعرف المواطن العربي مدى تأثير مصيبة احتلال الأحواز على جسد الأمة العربية والمنطقة العربية الشرقية عبر اختراق الحدود الشرقية للأمة والتمدد إلى كل بلاد الشام من لبنان وفلسطين إلى مصر العروبة وصولاً للسودان وتونس والجزائر وصولاً للمغرب!

الاعتداءات والتمادي الإيراني ومحاولات ركوب البحر و إنشاء أسطول في المياه الدافئة للخليج العربي كانت دائما تخيب وتفشل فشلاً ذريعاً لأن ببساطة موطن الفرس وبلادهم خلف سلسلة جبال زاغروس (الحدود الطبيعية بين بلاد العرب والفرس) ولم يتعرفوا على البحر عموماً سوى لبضعة سنين محدودة في القرون الماضية وذلك عبر غزو شمال الخليج العربي عسكرياً في عهد حاكمهم كريم خان زند حينها الذي شكل أسطولاً دمره العرب خلال فترة بسيطة والجدير بالذكر بأن أسطوله الذي أنشأه كان بقيادة عربية أيضا مِمن تنازل عن سيادته للأجنبي.

في عام 1887 احتلت فارس إمارة لنجة العربية ثم جزيرة صيري التي كانت تحت سيادة وحكم القواسم الذين هجروا قسراً إلى الشارقة ورأس الخيمة في الجانب الآخر من الخليج العربي بعد احتلال الفرس لجزيرتهم , ومن نهاية القرن التاسع عشر بدأت محاولات الفرس (الإيرانيين) التمدد جنوباً باتجاه الخليج العربي والأحواز والعراق. وفي ابريل عام 1925 احتلت الأحواز وفي اغسطس من العام نفسه أرسلت إيران باخرة صغيرة لأخذ كيس من أكسيد الحديد الأحمر من جزيرة أبو موسى لفحصه ليبدأ مسلسل المطامع الإيرانية الحقيقية في الساحل الشرقي لجزيرة العرب على أقل تقدير. وبدأت إيران في العام نفسه مشروع بناء أسطولها البحري الحديث بدعم بريطاني سخي! وقد بدأت إيران حالها حال العصابات والقراصنة بمهاجمة السفن العربية في الخليج العربي منذ ذلك الحين بشكل كبير لتقويض السيادة العربية الأزلية للخليج العربي.

في عام 1925 تجرأت إيران على إجراء إحصاء لسكان جزيرة أبو موسى و توزيع هويات إيرانية عليهم! الأمر الذي عالجته إمارة الشارقة سريعا ووقفت في وجه هذه المطامع الإيرانية وكان منها تقديم احتجاج قوي لحكومة طهران ولندن على هذا التصرف العدائي !

وبعدها بثلاثة أعوام أي في عام 1928 اُحتلت جزيرة هنجام العربية التابعة لسلطنة عمان وطردت سكانها العرب من قبيلة بني ياس العربية، وعينت موظفين إيرانيين فيها بعد إقامة مراكز للجمارك والبريد لفرض سيادة زائفة! وقد أبعد شيخها احمد بن عبيد بن جمعة ونذكر بمأساة احتلال الأحواز هنا واغتيال حاكمها الشيخ خزعل بن جابر الكعبي! والجدير بالذكر انه لم يكن في الجزر العربية في الخليج العربي على أقل تقدير علاوة على سواحل الخليج العربي الشمالية والجنوبية آنذاك أي فارسي "إيراني" (على الإطلاق) وذلك بشهادة الوثائق البريطانية إلا من بعض المسافرين بين الحين وآخر.

والأمر ذاته ينطبق على الجزر كافة التي تحتلها إيران اليوم وهي 41 جزيرة أو أكثر من أصل 107 جزر عربية في الخليج العربي التي لولا احتلال الأحواز لما تجرأت إيران على التمادي والسيطرة عليها عسكرياً. في عام 1956 احتلت إيران جزيرتين عربيتين مأهولتين بالسكان في الخليج العربي أشهرها جزيرة (عربي) القريبة من الساحل السعودي يسكنها العرب وتبعد عن سواحل عرب الحولة (الساحل الشمالي للخليج العربي) التي تسيطر عليه إيران نحو 167 كيلومترا !

سياسي أحوازي