كتابان جديدان لحسن مطلك

بيروت/ عن الدار العربية للعلوم في لبنان، صدر كتابان جديدان للكاتب العراقي الراحل حسن مطلك(1961 ـ 1990) صاحب الروايتين المعروفتين (دابادا) و(قوة الضحك في أورا)، يحمل أحدهما عنواناً رئيسياً هو (الأعمال القصصية) ويضم هذا المجلد مجمل القصص القصيرة التي كتبها حسن مطلك حيث تشهد هذه النصوص على تميزه في القصة كما تميز في الرواية بحيث حاز على جائزتين وترجمت بعض قصصه إلى لغات أخرى. بعض هذه القصص كان قد سبق نشرها في الصحافة الثقافية أثناء حياة الكاتب وأغلبها لم يسبق نشره، فقام على جمعها وإعدادها شقيقه الدكتور محسن مطلك الرملي وقسمها إلى مجموعتين (الحب هو الركض على حائط) وهي القصص الخاصة بموضوعة الحرب، ومجموعة (أبجد حَسن هوّز) التي تناولت مواضيع شتى من بينها قضايا المرأة والحب والكتابة والتقاليد الاجتماعية والفن والفلسفة والوجود، مصاغة كلها بأسلوب ولغة حسن مطلك الرفيعين ورؤيته العميقة والخاصة والمرهفة تجاه كل ما يتطرق إليه.
أما الكتاب الثاني فيحمل عنواناً رئيسياً هو (كتاب الحب) وعنواناً فرعياً (ظِلالهن على الأرض) ومن حيث تصنيفه الأدبي يمكن عده من المذكرات فيما كان مؤلفه قد عده (كتابه حُرة) كونه اعترافات ويوميات تتعلق بالحب، فمن بين التجارب العاطفية التي تخللت الحياة القصيرة لحسن مطلك، ثمة تجربتا حب رئيسيتان أثرتا في مجرى حياته وإبداعه ومواقفه وهزتاه بقوة وصدق، وهنا بعض شهادته عن ذلك حيث يقول:"أعترف أنني أتحوّل إلى مجنون عندما أُحب، لأنني لا أعرف حالة الوسط والتردد.. ولأن المسألة خارجة عن طوع يديّ، ولأنها خارجة عن قدرة عقلي في التحكم بها.. لقد جُننتُ بكِ يا مركز القلب.. وهذه شهادتي". وعنون هذه الشهادة أو المذكرات بـ(كتاب الحب) وقسمه إلى: (ظِل الباشق على الأرض) و(ظِل القمر على الأرض) حيث تبرز في هذا الكتاب قدرة حسن مطلك اللغوية وأسلوبه المتميز في التعبير عن العاطفة مثلما في عيش وفهم الحب ذاته، كما نجد بين السطور آراء له في المرأة عموماً وموقفه المناصر لها. إضافة إلى أراء بالكتابة ذاتها حيث يقول "أنا والكتابة شيء واحد".
نعيش مع هذا الكتاب أنواع من حالات ومفردات ولحظات الحب؛ شوق، لهفة، انتظار، مواعيد، لقاءات، قوة، ضعف، ابتعاد، صبر، تضحية، نصيحة، تفاهم، تحليل، تأمل.. إلخ من مزيج مشاعر إنسانية يعبر عنها الكاتب بشكل بالغ الدقة والجمال، وهذا من بين الدوافع التي حدت بنا إلى اقتحام خصوصياته ونشرها، إضافة إلى كون: أن حسن مطلك قد صاغ شخصياته الأدبية عن طريق استيحائها من شخصيات حقيقية عاش وتفاعل معها وكان يوظف العديد من مقاطع يومياته في نصوصه، كما في روايتيه (دابادا) و(قوة الضحك في أورا) وشخصيات العديد من قصصه القصيرة، وقد أشار هو إلى ذلك في أكثر من موضع، الأمر الذي سينفع الباحثين والدارسين والمتتبعين لأدبه وسيرته ويعينهم على استيضاح المزيد عن شخصياته وأبعادها ومن ثم طبيعة أسلوبه في التوظيف الأدبي للمعطيات الشخصية الواقعية.