[align=center]يسم الله الرحمن الرحيم

العنوان : هو واقع مايكتب للطفل

الموضوع :
مما لا شك فيه أن الثروة البشرية هي الركيزة الأولى للتقدم والنماء .
وإن نظرة تحليلية فاحصة لواقع مايكتب لأطفالنا تؤكد أن ذلك لا يحمل الطموحات التربوية والثقافية والتعليمية التى يسعى اليها الأدباء المخلصون ، ولا يحقق الطموحات للأطفال أنفسهم .
وما من شك في أن الاهتمام بثقافة الطفل وتعليمه وتربيته ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار المشكلات التي تواجه إنسانهذا العصر وألاَّ يغفل التحديات التي تواجه أطفال اليوم ورجال الغد ؛ وذلك لأن لثقافة الطفل وإعداده أثراً واضحاً في تشكيل شخصيته ووجدانه وعقله ، ومن خلالهما يمكن إعداده إعداداً متوازناً متكاملاً ،
فمن المعلوم أن الطفل يولد على الفطرة ، متدين بطبعه ، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
كل مولود يُلد على الفطرة ، وإنما أباه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه .
وقد أشار شاعرنا العربي أبو العلاء المعري حيث قال :
وينشأ ناشئ الفتيانِ منا
على ماكان عوّده أبوه
وما من شك في أن الطفل كما يتأثر بأفراد أسرته يتأثر بالمتغيرات الإجتماعية المحيطة به ، وكذلك بإحتكاكه بالثقافات الأجنبية ويتأثر بما توجهه إليه وسائل الاعلام المختلفة ،
كما يتأثر بأقرانه وأصدقائه ، لذا فإن التربية الروحية للطفل من أهم متطلبات نجاحه في حياته .
ولقد قال الإمام الغزالي : في مجال حثّهِ على الاهتمام بعقيدة الطفل وتلقينها له منذ الصغر لينشأ عليها :
( ........ اعلم أن ماذكرناه في ترجمة العقيدة ينبغي أن يقدم إلى الصبي أول نشوئه ، ليحفظه حفظاً ، ثم لا يزال ينكشف له معناه في كبره شيئاً فشيئاً ) .
فابدأوه بالحفظ ثم الفهم ثم الاعتقاد والايقان والتصديق به ، وذلك مما يحصل في الصبى بغير برهان . فمن فضل الله سبحانه وتعالى على قلب الإنسان أن شرحه في أول نشوئه للإيمان من غير حجة ولا برهان .
ثم يوضح الإمام الغزالي طريقة ترسيخ العقيدة فيقول :
( ........... وليس الطريق في تقويته وإثباته أن يُعَلَّم صنعة الجدل والكلام ، بل يُشغل بتلاوة القرآن وتفسيره ، وقراءة الحديث ومعانيه ، ويُشغل بوظائف العبادات ، فلا يزال إعتقاده يزداد رسوخاً بما يقرع سمعه من أدلة القرآن وحججه ، وبما يَردُ عليه من شواهد الأحاديث وفوائدها ، وبما يستطع عليه من أنوار العبادات ووظائفها ...... )
*******************
خالص التحية والتقدير
محبكم
حسن عبدالحميد الدراوي [/align]