وَصْفُ الخَريف ِ و الشِّتاء


1- وَصْفُ الخَريف


تَنـامُ الشَّمْسُ ساعاتٍ وساعاتٍ .. وَتَحْلُمْ

يُغَطّـيها سَحابٌ قَاتِـمٌ .. كَاللَّيْلِ مُظْـلِمْ

وَيَنْزِلُ دافِـقاً مَطَرٌ .. كَثَـغْرٍ قَدْ تَبَسَّـمْ

خَريفٌ حافِـلٌ بِاللّوْنِ .. مِثْلَ أَرَقِّ مَرْسَمْ

ضَبابُ اللَّيْلِ ريشَتُهُ .. وَضَوْءُ البَرْقِ يَرْسُمْ

وَصَوْتُ الـرَّعْدِ مَجْنُونٌ كَناقُوسٍ مُعَظّـمْ

يُزَغْـرِدُ في أَعـالِيهِ بِإِيـقاعٍ مُـنَظَّـمْ

تَنامُ الشَّمْسُ في حَقْلٍ رَمادِيٍّ .. وَمُعْتِـمْ

كَطِفْلٍ مُتْعَبٍ .. بِالتِّبْرِ وَالياقُوتِ يَحْـلُمْ

كَنَجْمٍ مُغْمَضِ العَيْنَيْنِ .. بِالأَحلامِ مُغـرَمْ



2 - وَصْفُ الشِّـتاء


سَأَنْسُـجُ غَيْمَـةً عِنْدَ المَسـاءِ تَسـيلُ غَزيـرَةً ... بِالِّدِّ مـاءِ

أَنا مَلِكُ الفُصُولِ يَحُفُّني الغَيـْ مُ بِالأَمْـطارِ وَالبـَْرِقِ المُـضاءِ

أنا ثَـلْجٌ تُصـافِحُـهُ الجِبالُ وَمـاءٌ راقِـصٌ فـَوْقَ الهَـواءِ

أَنا ريحٌ وَرَعْـدٌ يَعْزِفُ الـ ـلَّحْنَ في صَخَبٍ أَنا فَصْلُ الشِّتاءِ

سَأَسْقي تُـرْبَةً عَطْشى تَكَـادُ شَـتائِلُها تَمُوتُ بِدُونِ مــاءِ

وَأُحْيـي بَذْرَةً تَحْتَ التُّرابِ وَأَحْمي الياسَمينَ مِنَ الفَـنَـاءِ

وَأَمْحُو كُلَّ أَحْزانِ الـزُّهُـورِ وَأَمْسَحُ دائِماً صـُوَرَ الشّـَقَاءِ

أَنَا مَلِكُ الفُصُولِ ، أَنا أَمِيـرٌ على الدُّنْيا ، أَنا فَصْلُ الشِّـتَاءِ
شعر مصطفى ملح