Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
السّيف الذّهبيّ ..

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: السّيف الذّهبيّ ..

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية مصطفى ملح
    تاريخ التسجيل
    19/01/2008
    المشاركات
    744
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي السّيف الذّهبيّ ..

    السَّيْفُ الذَّهَبِيُّ





    زَعَمُوا أنَّ هذِهِ الحِكايَةِ من الهِنْدِ القَديمَةِ . كانَتْ مَدينَةُ الحُكَماءِ مُحاطَةً بِأَسْوارٍ عالِيَةٍ تَدْفَعُ المُهاجِمينَ الذينَ

    يُغيرُونَ بَيْنَ الوَقْتِ وَالآخَرِ . مُعْظَمُ سُكَّانِ المَدينَةِ مُسالِمُونَ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ الخَيْرَ مُنْتَصِرٌ لامَحَالَةَ على الشَّرِّ .

    في السَّاحَةِ الرَّئيسِيَّةِ تِمْثالٌ لِحِصانٍ صُنِعَ مِنَ الفِضَّةِ البَيْضاءِ النَّاصِعَةِ ، يَتَدَفَّقُ مِنْ فَمِهِ المَاءُ بِانْتِظَامٍ لِيَنْسَكِبَ

    في بِرْكَةٍ صَغيرَةٍ ، وَعِنْدَما يَتَجَمَّعُ الماءُ يَنْزِلُ عَبْرَ قَنَواتٍ فَيَمْتَزِجَ بِماءِ النَّهْرِ الذي كانَ يُسَمَّى نَهْرَ الصِّينِ

    العَظيم ..

    وَكانَ النَّاسُ يَجْتَمِعُونَ في الأَعْيادِ وَالعُطَلِ وَالمَواسِمِ الدِّينِيَّةِ في هذِهِ السَّاحَةِ يَتَسامَرُونَ وَيَتَفَرَّجونَ على

    التِّمْثالِ الذي ظَلَّ واقِفاً هُناكَ لَمْ تُؤَثِّرْ فيهِ الأمْطارُ المَجْنُونَةُ ، وَلا الحَرارَةُ المُفْرِطَةُ . كانَ حِصاناً أَبَدِيّاً غَيْرَ

    مُبالٍ بِسُلْطانِ الزَّمَنِ .

    كُلُّ شَيءٍ يَسيرُ بِوَثيرَةٍ بَطيئَةٍ . الحُبُّ يَجْمَعُ بَيْنَ النَّاسِ ، وَالطَّبيعَةُ بَهيجَةٌ وَالنَّهْر ُيَجْري ماؤُهُ الصَّافي لِيَتَّصِلَ

    في النِّهايَةِ بِالبَحْرِ الكَبيرِ..

    داخِلَ المَدينَةِ قُبَّةٌ مَصْنُوعَةٌ مِنَ المَرْمَرِ وَالياقُوتِ ، يَخْتَرِقُها سَيْفٌ ذَهَبِيٌّ لامِعٌ

    مُنْغَرِزٌ في وَسَطِها . قالَ المَلِكُ لِمُسْتَشارِيهِ :

    - هَذا السَّيْفُ رَمْزُ قُوَّتِنا وَشَارَةُ خُلُودِنا .

    قاطَعَهُ أَحَدُهُمْ بِأَدَبٍ مُتَسائِلاً :

    - وَلَكِنْ ما حَاجَتُنا إلى هذَا السَّيْفِ يا مَوْلايَ ؟ أَلَسْنا نَعيشُ في أَمانٍ .. وَهَذِهِ الأَسْوارُ تَفينا مِنَ الأَشْرارِ

    وَالقَراصِنَةِ ..

    أَجابَهُ المَلِكُ كَأَنَّهُ يَلْمَسُ المُسْتَقْبَلَ بِيَدَيْهِ :

    - صَحيح .. وَلَكِنْ مَنْ يَعْرِفُ ماذَا يَحْدُثُ غَداً ..



    كانَ الطِّفْلُ ( خَانْ شَاهْ ) أَكْثَرَ أَطْفالِ المَدينَةِ نُفُوراً مِنَ اللَّعِبِ وَاللَّهْوِ ، حَتَّى كَأَنَّهُ وُلِدَ لِلْقِيامِ بِمُهِمَّةِ تَغْييرِ

    العَالَمِ . وَكانَ أَبَواهُ قَلِقَيْنِ عَلَيْهِ أَشَدَّ القَلَقِ ، فَهُما يَسْعَيانِ إلى أَنْ يَنْمُوَ وَيَتَعَلَّمَ حِرْفَةً فَيَصيرَ مِثْلَ عَمِّهِ صائِغاً ،

    أَوْ مِثْلَ خَالِهِ يُصْلِحُ السُّيُوفَ وَيَبيعُها .. مَعَ الوَقْتِ تَعَلَّمَ كُلَّ الفًنُونِ وَأَخَذَ قِسْطاً وافِراً مِنْ كُلِّ الحِرَفِ ، لَكِنَّهُ

    وَجدَ نَفْسَهُ لا يُفارِقُ خَالَهُ الطَّيِّبَ ، فَبَدَأَ يُعِينُهُ على صُنْعِ السُّيُوفِ وَتَلْميعِها وَصَقْلِها إلى أَنْ نَمَتْ مَوْهِبَتُهُ وَكَبُرَ

    فيهِ الشَّوْقُ إلى احْتِضانِها رَغْمَ ثِقْلِها ..

    بَعْدَ مُرُورِ خَمْسِ سَنَواتٍ ، سافَرَ ( خَانْ شَاهْ ) إلى مَدينَةِ الثَّلْجِ حَيْثُ تَزْدَهِرُ التِّجارَةُ ازْدِهاراً كَبيراً ، وَلَمْ يَكُنْ

    يَعْلَمُ أَنَّهُ بَعْدََ رَحيلِهِ سَيَنْزِلُ الغَضَبُ الأَسْوَدُ بِمَدينَتِهِ : ذَلِكَ أَنَّهُ في صَباحِ ذَلِكَ اليَوْمِ ، انْتَبَهَ النَّاسُ ، وَكانُوا

    مُجْتَمِعينَ في السَّاحَةِ العًمُومِيَّةِ بِمُناسَبَةِ عيدِ الزَّواجِ ، فَصَدَمَهُمْ تَوَقُّفُ الحِصانِ عَنْ إِخْراجِ المَاءِ مِنْ فَمِهِ ؛

    المَاءِ الذي اعْتَبَرهُ الكُهَّانُ وَالحُكَماءُ يَوْمَها دَلالَةً على السَّعْدِ .

    فَخافَ النَّاسُ وَشَرَعُوا في البُكاءِ . قالَ كَبيرُهُمْ :

    - إِنَّهُ نَذيرُ شًؤْمٍ .. المَدينَةُ تَتَعَرًّضُ للشَّيْطانِ ..

    اجْتَمَعَ أَعْيانُ القَوْمِ وَحَكَماؤُهُمْ وَقالُوا :

    - هَذا أَمْرٌ كانَ وَشيكَ الوُقُوعِ . لَقَدْ قَرَأْنا في صُحُفِنا وَسِجِّلاتنا أَنَّ التِّمْثالَ سَيَتَوَقَّفُ عَنْ فَرْزِ المَاءِ ، وَأَنَّ

    الأَشْرارَ سَيَهْجُمُونَ عَلَيْنا وَيَعيثُونَ في البِلادِ فَساداً ..

    قاطَعَهُمْ أَحَدُ المُتَحَمِّسينَ :

    - وَهَلْ سَنَظَلٌّ كَالنِّساءِ نَنْتَحِبُ وَلا نُبْدي أَيَّةَ حَرَكَةٍ ؟

    وَضَّحَ الحَكيمُ الأَوَّلُ :

    - الأَمْرُ لا يَحْتاجُ جِدالاً كَبيراً . هُناكَ قُوَّتانِ عَظيمَتانِ مُتَصَارِعَتانِ ؛ الخَيْرُ وَالشَّرُّ . وَتَعْلَمُونَ أَنَّ الشَّرَّ كَالجَحيمِ

    الأَحْمَرِ المَجْنُونِ : يَحْصُدُ الأَنْفُسَ وَيَقْتُلُ الأَطْفالَ وَيُوقِظُ الرِّيحَ وَالمَطَرَ .

    قالَ الحَكيمُ الثَّاني :

    - هَذا عَيْنُ العَقْلِ ، لَكِنْ ما العَمَلُ ؟

    تَدَخَّلَ شَيْخُ الحُكَماءِ كَأَنَّهُ يَحْسِمُ الخِلافَ :

    - السَّيْفُ الذَّهَبِيُّ ..

    صَاحَ الجَميعُ بِنَفْسِ الصَّوْتِ كَأَنّ الكَلِمَةَ الغَامِضَةَ سَحَرَتْهُمْ :

    - السَّيْفُ الذَّهَبِيُّ ؟؟

    قالَ في ثِقَةِ الشُّيُوخِ وَرَباطَةِ جَأْشِ الزُّعَماءِ :

    - إنَّ السَّيْفَ الذَّهَبِيَّ المَسْحُورَ مَغْرُوسٌ في قَلْبِ القَلَعَةِ مُنْذُ مَلايينِ السِّنينِ . وَإذا اسْتَطاعَ أَنْ يَسْتَلَّهُ أَحَدٌ مِنَّا

    فَسَوفَ يَتَغَيَّرُ كُلُّ شَيء : يَعُودُ التِّمْثالُ إلى إِفِرازِ المَاءِ المُقَدَّسِ ، وَتَعُودُ البُحَيْرَةُ إلى زُرْقَتِها ، وَالنَّهْرُ إلى

    جَرَيانِهِ ، وَيَنْهَزِمُ الأَشْرارُ جَميعاً ..

    قالَ حَكيمٌ مُسْتَفْهِماً :

    - وَمَنْ بِإمْكانِه أَنْ يَمَسَّ السَّيْفَ الذَّهَبِيَّ ؟؟ إِنَّنا كُلَّما حاوَلْنا لَمْسَهُ كادَ أَنْ يُحْرِقَنا ..

    في الغَدِ اقْتَحَمَ الغُزاةُ المَدينَةَ وَحَطَّمُوا الحِصانَ على مَرْأَى مِنَ الجَميعِ ، وَقَتَلُوا الأَطْفالَ وَالنِّساءَ ، وَجَمَعُوا

    الذَّهَبَ والفِضَّةَ والمَعادِنَ النَّفيسَةَ وَالحَريرَ مِنَ البُيُوتِ وَالمَعَابِدِ وَالخَزائِنِ السِّريَّةِ ، ووضَعُوها في أَكْياسٍ

    عَظيمَةٍ ، ثُمَّ خَرَجُوا وَهُمْ في غايَةِ النَّشْوَةِ يَرَدِّدُونَ أَناشيدَ الانْتِصارِ ..

    عادَ الغُزاةُ في اليَوْمِ الثَّاني وَفَرَضُوا قانُونَهُمْ الأَعْمى الظَّالِمَ على السُّكَّانِ الأَصْلِيّينَ الذينَ أَصْبَحُوا عَبيداً .

    وَاسْتَمَرَّ الوَضْعُ هَذا خَمْسَ سَنَواتِ إلى أَنْ حَدَثَ ما يَلي :

    أَصْبَحَ ( خَانْ شَاهْ ) في عِزِّ الشَّبابِ ، وَقَرَّرَ سُكَّانُ مَدينَةِ الثَّلْجِ أَنْ يُزَوِّجُوهُ بِأَجْمَلِ بَناتِهِمْ ، خاصَّةً وَأَنَّه كانَ

    كَريمَ الأَصْلِ شُجاعاً مُحِبّاً لِلْحَقِّ مُساعِداً لِلْمَظْلُومينَ ..لَكِنَّهُ رَجاهُمْ تَأْجيلَ حَفْلَةِ الزَّفافِ حَتّى يَزُورَ مَدينَتَهُ

    لاصْطِحابِ أَبَوَيْهِ اللَّذَيْنِ ، كما يَقُولُ ، سَيَسْعَدانِ بِما حَقَّقَهُ مِنْ شُهْرَةٍ وَمَجْدٍ ..

    قالَ لَهُ حاكِمُ مَدينَةِ الثَّلْجِ :

    - قَبْلَ ذَلِكَ سَنُرْسِلُكَ سَفيراً للتَّفاوُضِ مَعَ الحُكّامِ الجُدُدِ لِمَدينَةِ العَبيدِ ..

    - سَمْعاً وَطاعَةً ..

    حُمِّلَتِ القافِلَةُ بِالجَواهِرِ والهَدايا الثَّمينَةِ ، يَقُودُها ( خَانْ شَاهْ ) . وَكانَ يَتَمَنَّى لَوْ أَنَّ حُكَّامَ مَدينَةِ العَبيدِ يَقْبِلُونَ

    مِنْهُ هَداياهُ قُرْباناً مُقابِلَ أَلاّ يَتَعَرَّضُوا لِسُكَّانِ مَدينَةِ الثَّلْجِ ..

    وَصَلَتِ القافِلَةُ إلى المَكانِ المَعْلُومِ ، فَشَهِقَ صاحِبُنا بِاسْتِغْرابٍ :

    - هَذِهِ مَدينَتي ؛ مَدينَةُ الحُكَماءِ والتِّمْثالِ وَالقُبّةِ العاليَةِ والسَّيْفِ الذَّهَبِيّ ِ؟ ماذا حَدثَ لَها ؟ أَيْنَ الأَسْوارُ العَالِيَةُ

    ؟ أَيْنَ البابُ ذُو المَزاليجِ الغَليظَةِ وَالأَقْفالِ الصَّفْراءِ ؟؟

    وَكُلَّما تَقَدَّمَتِ القافِلَةُ ، كُلَّما صَدَمَهُ الواقِعُ الجَديدُ : إِنَّ سُكّانَ مَدينَتِهِ أَسْرى ، وَالحَدائِقُ صارَتْ سُجُوناً ،

    والبُحَيْرَةُ جَفَّتْ عّنْ آخِرِها ..

    تَقَدّمَ نَحْوَهُ صَفٌّ مِنَ الجُنُودِ المُدَجّجينَ بِالسُّيُوفِ العَريضَةِ ، وَأَوْقَفُوا القافِلَةَ بِقَسْوَةٍ ، ثُمَّ أَنْزَلُوهُ وَرَبَطُوهُ بِحَبْلٍ

    مَثينٍ وَقُيِّدَ الجَميعُ إلى السِّجْنِ ..

    في السِجْنِ رأى أَبَوَيْهِ وَأَهْلَهُ وَأَصْدِقاءَهُ وَأُخْبِرَ بِما حَدَثَ ، فَلَمْ يَجِدْ غَيْرَ الدَّمْعِ المِدْرارِ يَسْكُبُهُ قُرْباناً لِلّذينَ

    ماتُوا ظُلْماً وَبُهْتاناً ..

    في الرَّدْهَةِ الأُخْرى أَبْصَرَ شَيْخَ الحُكَماءِ فَالْتَمَعَتْ عَيْنُهُ وَاقْتَرَبَ مِنْهُ قائِلاً :

    - يا خَانْ شَاهْ .. أَيْنَ اخْتَفَيْتَ كُلَّ هَذِهِ المُدَّةِ ؟ لَقَدْ بَحَثْنا عَنْكَ بَحْثاً مُتَواصِلاً لَيْلَ نَهارَ ..

    قالَ الشَّابُّ وَهُوَ يُقَبِّلُ يَدَ الحَكيمِ :

    - عُذْراً .. لَمْ أَكُنْ على عِلْمٍ بِما حَدَثَ ..

    قالَ شَيْخُ الحُكَماءِ مُلْتَفِتاً يُمْنَةً وَيُسْرَةً خَشْيَةَ أَنْ يَراهُ أَحَدٌ :

    - لَقَدْ قَرَأْنا في كُتُبِنا أَنَّ مُواطِناً صالِحاً مِنْ مَدينَتِنا ؛ مَدينَةِ الحُكَماءِ ، هُوَ الذي سَيَنْزَعُ السَّيْفَ الذَّهَبِيَّ ، فَيُنْقِذَ

    المَدينَةَ مِنَ الأًَشْرارِ .. وَكُلُّ الأَوْصافِ تَنْطَبِقُ عَلَيْكَ ..

    صاحَ الشَّابُّ غَيْرَ مُصَدِّقٍ :

    - أَنا ؟؟

    - أَجَلْ .. بَعْدَ غَدٍ سَنُقادُ جَميعاً ، وَالسُّجَناءَ الَّذينَ في الزَّنازينِ الأُخرى ، إلى ساحَةِ الإِعْدامِ . إِنَّهُمُ الآنَ

    مُنْشَغِلُونَ بِإِعْدادِ المَشانِقِ . وَفي الطَّريقِ حاوِلْ أَنْ تَقْفِزَ بِكُلِّ قِواكَ .. إِنَّها اللَّحْظَةُ الحاسِمَةُ ؛ إِمَّا النَّجاةُ وَإِمَّا

    الهَلاكُ المُبينُ . اِقْفِزْ فَوْقَ القَلْعَةِ ، سَيَفْصِلُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ السَّيْفِ مِتْرٌ وَنِصْفُ مِتْرٍ.. تَحَدَّ أَغْلالَكَ وَقُيُودَكَ وَضُعْفَكَ

    ، وَانْزَعِ السَّيْفَ نَزْعاً ..

    تَجَمَّعَ النَّاسُ لِيَرَوْا مَشْهَدَ الإِعْدامِ . ضُرِبَتِ الطُّبُولُ وَنُفِخَ في الأَبْواقِ احْتِفالاً بِهَذا المَوتِ الجَماعِيِّ المُرْتَقَبِ ..

    .. وَهاهُوَ ( خَانْ شَاهْ ) يُرَكِّزُ بِعَيْنَيْهِ وَباقي حَواسِّهِ . خَمْسَةُ أَمْتارٍ تَفْصِلُهُ عَنِ القَلْعَةِ ، ثُمَّ يَحْدُثُ الفَرَحُ العَظيمُ .

    هاهُوَ يَسْتَجْمِعُ قُوَّتَهُ كُلَّها ، الظَّاهِرةَ وَالباطِنَةَ ، مُسْتَمِدّاً العَوْنَ مِنْ أَرْواحِ الأَطْفالِ والنِّساءِ الذينَ ماتُوا .

    وَهاهُوَ الآنَ يَبْلُغُ اللَّحْظَةَ الحاسِمَةَ ، يَدْفَعُ الحُرَّاسَ بِقُوَّةٍ مُباغِثَةٍ وَيَقْفِزُ إلى الأَعْلى نَازِعاً السَّيْفَ الذَّهَبِيَّ الذي

    أَحْدَثَ صَريراً جَبَّاراً كَهَزيمِ الرَّعْدِ .

    في تِلْكَ اللَّحْظَةِ سَقَطَ ( خَانْ شَاهْ ) وَالسَّيْفُ الذَّهَبِيُّ في يَدِه يَلْمَعُ لَمعاناً قاتِلاً . وَقَفَ شَامِخاً وَبَدَأَ يَتقَدَّمُ نَحْوَ

    الأَشْرارِ فَاحْتَرَقُوا الواحِدَ تِلْوَ الآخَرِ ، وَظَلَّ هَكَذا ساعاتٍ يُطارِدُهُمْ بِسَيْفِهِ الذي يُرْسِلُ أَشِعَّةً قاتِلَةً تُبيدُهُمْ جَميعاً

    ، أَمَّا السَّلاسِلُ والقُيُودُ فقَدْ فُكّتْ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِها فَتَحَرَّرَتْ أَرْجُلُ وَأَيْدي السُّجَناءِ المُتْعَبينَ . وَاجْتَمَعَ الحُكَماءُ

    وَالشُّيوخُ يَتَعانَقُونَ ، يُهَنِّىءُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِهذا الفَوْزِ السَّاحِقِ الذي اسْتَعادَتْ بِسَبَبِهِ مَدينَةُ الحُكَماءِ عِزَّتَها

    وَسُلْطانَها ..

    وَفي الطَّريقِ رَأَوْا تْمْثالَ الحِصانِ وَقَدِ انَتَصَبَ كَما كانَ وَالماءُ يَتَدفَّقُ مِنْ ثَغْرِهِ ، وَالبُحَيْرَة تَمْتَلِىءُ مِنْ جَديدٍ

    وَالنَّهْرُ يَتَّصِلُ بِالبَحْرِ بِمائِهِ العَذْبِ ..

    بَعْدَ أُسْبُوعٍ أُقيمَ حَفْلُ زَواجٍ عَظيمٍ للشَّابِّ الشُّجاعِ ( خَانْ شَاهْ ) وَفَرِحَ الجَميعُ فَرَحاً لا مَزيدَ عَلَيْهِ ، وَمُنْذُ ذَلِكَ

    الوَقْت ؤ والمَدينَةُ آهِلَةٌ بِسُكَّانِها ، سَعيدَةٌ بِحَظِّها ، نَشْوى بِحِصَانِها المَرْمَرِيِّ ، فَخُورَةٌ بِسَيْفِها الذَّهَبِيّ ..



    مصطفى ملح - المغرب


  2. #2
    شاعرة الصورة الرمزية ينابيع السبيعي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    274
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: السّيف الذّهبيّ ..

    أخي الشاعر مصطفى ملح
    قصة جميلة بصورها
    حلقت بنا بخيالها الخصب
    حتى أنني كنت هناك معهمنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    جميلة كجمال حضورك الألق
    فائق تقديري
    أختك
    ينابيع السبيعي

    يشرفي جداًزيارتكم لموقعي الشخصي
    http://www.khafaya-alams.com/nb3h/index.php?

    ديواني في أبيات كم للشعراء
    http://www.abyat.com/welcome_page.php
    ينابيع السبيعي

  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية مصطفى ملح
    تاريخ التسجيل
    19/01/2008
    المشاركات
    744
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: السّيف الذّهبيّ ..

    الأخت ينابيع السبيعي

    مسرور بك وأنت تحملين في يمناك راية من

    رايات الشعر.. وفي يسراك تقشرين فاكهة المحبة


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •