[msg]مرحبا بك أخي القارىء... أرجو أن يروقك ما كتبت...........!![/msg]المدينة هذا الصباح ليست المدينةَ.. إنّها تستيقظ على غير عادتها. لقد أطبقت البارحة جفنيها على زوبعة من الأخبار والأحاديث والإشاعــات..
ـ تُرى ما الخطب؟ وأي خبر هذا الذي يغيّرملامح وجهها؟!
الحيُّ على غير مألوف عادته...المتاجر والدكاكين...فتحت أبوابها الموصدة بإحكام . لقد صمدت اخيرًا أمام محاولات السطو الكثيرة والمطّردة التي طالت حتى محلّ الإسكافي قدّور..رغم تواضعه ورثاثة مافيه...
(الشرطة تكتشف وكرًا للدعارة في الحي؟!) عبارة استبقت الزمن واتّخذها سكان الحي ديباجة لتحيتهم الصباحية..يفضي بها أحدهم إلى جـــاره!!
السكون المشبوه والهدوء الحذر يتملكان المكان والزمان... نظرات المارّة من سكان الحي وغيرهم تحمل أكثر من تصريح!! والحركة فيه محدودة ومتواضعة,إن في الخفاء زلزالاً يوشك أن يضرب هذا الحي العتيق..
ـ هل صحيح أن ......يفتح بيته مأوى للعاهرات والزناة؟!
سؤال بادر المسعود بإلقائه على البقال ذي البطن المتورّمة. إنّه أفضل وأوثق مصدريمكن أن يُستقى منه الخبر.. بخبثٍ ممزوج ٍ بحذرٍ رآه المسعودُ غيرَ مبرّرٍ أجاب البقال:
ـ ياسيدي والله ماني عارف!؟ راهم يقولوا!!
إن المسعود يدرك في مكين نفسه أن الأمر مؤكّدٌ,فقد كان بالأمس من الحضور ساعة وصول
( البقعة) , وهي تقتاد صنّاع الحدث!!
كان مظهرهم يثير شهية العيون, لأنه أباح ما كان محضورًا.. رجلان ممتلآن كانا يجهدان نفسيهما ليتواريا عن هذه العيون المتلصّصة, و وثلاث نساء محمرات الوجوه دامعات الأعين....
ـ نظراته الموبوءة تبعث في نفسه لذّة ما بعدها لذّة..العادة والعرف لديه تحرّك فيه دوافعه وشهواته الغريزية!!
ــ الله يحفظ ويستر!! لم يجد غير هذه العبارة يختم بها حواره مع البقّـــال.
الحدث أرّقه سمعة الحيّ وتعليقات المعارف من جهة وحرمانه من ملهاه ومرتعه الذي كان يجمعه بالغانيات من خلليلاته وعشيقاته...
ـ أمسك المسعود علبة الحليب بيمناه وأعاد ما تبقى من المائتي دينار إلى جيبه ومضـــى متعجّــلاً.....
لم يصل الزاوية الغربية من مفترق الطرق ,إلاّ وهو يتجمّد وكأن تيار الحياة انقطع عن جسمه... لقد جمد في مكانه؟؟
إن (البقعة) تربض أمام بيته!! بقي واقفًا للحظات غاب فيها عن المكان والزمان. تملّكه الذعر واعترته حيرة لم يجد لهما مبرّرًا. انطلق مسرعًا... ليستوقفه أحد رجال الشرطة:
ـ أنت المسعود.....؟
ـ نعم أنا هو!!
ـ تفضّل معنا إلى مركز الشرطة . أنت مطلوب !؟
تجاهل الشرطي أو تظاهر بتجاهله ونظر يمنة ويسرة, الزقاق خالٍ من المارّة..إنّ هذا يغريه على أن يسرع في حركة هستيرية بالقفز إلى داخل السيارة. ألقى بجسمه على المقعد الخلفي.. انطلقت السيارة خجولة من تواجدها بالمكان, كان الشرط يرمقه بنظرات لم يشأ أن يفهمها أو يعيرها أدنى اهتمام....
فجأة يعود إليه فكره :
ـ لم يريدونني ؟ ـ ما هوالجرم الذي ارتكبته؟ ـ هل شكاني جاري المقابل لأنني شتمته ساعة نعتني بالموسّخ لأنني ألقيت قمامتي أمام بابه؟!
ترادفت الفرضيات في ذهنه تباعًا: هــل......؟ هـــل.....؟
فجأة ارتعدت فرائسه وغارت عيناه:
ـ لعلّ أحدهم بلغ الشرطة عن علاقتي بالوكر؟ ياإلاهي!؟
تصل السيارة المركز . يدخل إلى إحدى الغرف, لحظات ويدخل ضابط التحقيق:
ـ مسعود.......؟
ـ نعم سيدي.
إن وقارالضابط وحدّة نظراته لايتركان له مجالا ليفكّر, يتضاعف اضطرابه, يفرك أصابعه. ويمسح جبينه المتعرّق.. تتضاعف رغبته في التبول.. إن الموقف صعب للغاية, لايمكن أن يحمّل البرد السبب في ما هوعليه.!! يرفع الضابط عينيه عن تقرير أمامه, ويضع نظارتيه جانبًا. فيرتفع مؤشر الاضطراب والقلق لديه.
ـ سيّد مسعود. أنت متهم بتقديم صكٍّ بلا رصيد لفائدة السيد:........جمــال!!
ـ الحمد للـــــــــــــــــــــــــــــه!! الحمد للـــــــــــــــــــــــــــــه!!
لقد عادت إليه أنفاسه الغائبة.وخمد البركان الثائر في نفسه
اندهش الضابط لما قاله المتهم, ولم يجد تفسيرًا لما قاله.
واستمرّ التحقيق........
ضيف الجيلاني
12/04/2007