ليلة القبض على الشاعر الكبير ياسر طويش في بيت المبدع إبراهيم أبويه

[مالكة عسال]

ليلة القبض على الشاعر الكبير ياسر طويش في بيت المبدع إبراهيم أبويه
مدخل
علمت من مصدر موثوق به ،أن سليل الشام السيد ياسر طويش سيُلقَى عليه القبض ،من طرف عصابة واتاوية بمدينة برشيد ،وسيُحال على فضاء إبداعي بكل أجوائه وطقوسه المتميزة ،فكِدت أطير فرحا ،وتمنيت لو الوقت يقضم نفسه ،ويزحف إليّ باليوم الموعود ...على الساعة الثالثة بعد الزوال من يوم 27/04/2009 تأبطت بعضا من كتبي ،وتوجهت أتبع خطى الريح المقبلة من مدينة برشيد ،لتحملني على أجنحتها إلى المكان المقصود ،كانت الخطى مسرعة ،وطيور الشوق تتجاذبني ،فلم أدر حتى وجدت سحنتي مكومة في أحد مقاعد سيارة الأجرة ،المتوجهة إلى مدينة برشيد ،وفي الطريق هاتفني المبدع محمد فري ..وبعد اللقاء به ...ربطت الاتصال مع أعضاء صالون واتا ،حيث توجهنا جميعا إلى مقهى الشناني ...
مقهى الشناني
حجزنا ركنا من فضائها الباهر ،لنخلو إلى أنفسنا ،العادة الخبيثة الملتصقة بالأديب ،عشقا لخلوته ،والاغروراق في عمق الذات، والانفصال عن العالم الخارجي.. أخذ الأدباء يتقاطرون على المكان ،ونحن نتحرّق شوقا إلى رفيقنا الجديد ،الذي خطفناه من واتا ،ومن أهل الشام معتزين جدا بخطفه ،ولولا "صابرين" ابنته الغالية ،لكنا حجزناه في قفصنا الذهبي حتى إشعار آخر ..هذا الرجل الذي طبعناه بعادات مغربية ستوشح ذكرياته حين عودته إلى داره ...بعد قليل هلّ موكب ياسر طويش ،مع أفراد عصابته الخاطفة يبسط مظلة من الحب ،مرفوقة بابتسامة وقبلات على جباهنا ...كان الكل ينتشي الفرح ،على قبة الحديث عن بلد المغرب ،ومدينة مراكش الحمراء ،وكرم كل من الشاعر الكبير إسماعيل زويريق ،وعبد الرحمان الخرشي ،وأسرة مدير المهرجان السيد زكرياء الشراط ،هذه الخصال الوارفة التي هي من طبائع وأصالة ومبادئ أهل المغرب ،ومن شيم العرب كافة ...
صالون إبراهيم أبويه
جمعت القافلة أوزارها من المقهى، لتحطها في رحاب إبراهيم أبويه وحرمه السيدة ثورية أبويه ،وبرفقة الإخوة الأعزاء :محمد أكراد الورايني ،وعبد الغني صراض ،ومصطفى طالبي ،وكمال دليل الصقلي ،وفريد لمكدر ،وآخرين ...أمسكنا الطريق ومعنا كل الأدوات لتهشيم جماجم القصة والقصيدة ،هاتان المتمردتان منذ قرون ،اللتان لم ينل منهما نائل ..كانت الجلسة حميمية ، تلبس حلة مختلفة من البراعم الصغار ،الذين أبوا إلا أن يشاركوا بإبداعاتهم الجميلة ،الشيء الذي زاد الليلة رونقا ،كيف لا ، وهذه الأغصان مقتطفة من تلك الجذوع ؟؟؟...تتوسط الحضور مائدة فاخرة ،بأنواع الحلويات والمملحات ،و"الهرمشات"الشيء الذي فتح شهية المبدعين، ليدفقوا معروضاتهم الذهنية ،تتنابر فيها القصيدة بجذبتها المهلوسة ،ممسكة بتلابيب القصة ،لتراقصها على أنغام العود في هزيع الليل، والتي كانت تؤثث عقودها جواهر المبدع السيد ياسر طويش الارتجالية ،كردود عاشقة على النصوص .. كما دقت دفات الوجدان بأثرها الشديد ،فرجة الطريفة والنكتة بكل ملاحتها المثيرة ،من طرف المسير الماهر المبدع فريد لمكدر، الذي واصل أنشطة الفقرة حتى آخر رمق ،حيث كانت القصص والقصائد تتقافز من أفواه أصحابها كالشعل،تُتحف الحضور بجماليتها وفنيتها ..لقد كنا نقتنص من هذه الليلة البهية أمتع اللحظات وأجملها ،حيث عشنا مع المبدع إبراهيم أبويه ، " المثل الشعبي القائل :"خادم القوم سيدهم"الذي لايستطيع أي تعبير،مهما كان صنفه ،أو عظم شأنه ، أن يصف حفاوة هذا الرجل بضيوفه ،وماقدمه من عشاء فاخر لهم ...فقد كان وزوجته يخدمانهم برموش أعينهما ،ولأن اللحظات فاقت حدها في اللذة ،كانت تمر بسرعة مخلفة برقا يومض في جدار الروح ،سيظل يؤثث خلود هذ الليلة المقمرة مدى العمر ...
الوداع
استمر سمرنا حتى الساعة الرابعة صباحا ،تبادلت فيها المشاعر أعمق الحب ،
وتلاقحت التجارب ،و كان الكل ،ينتشي جمال الروح ،ويرتوي من حقول الفرح ،أخيرا ودعنا بعضنا ،عاقدين العزم على اللقاء مرة أخرى ...
الأسماء المشاركة مع نصوصها :
**- الطفل موعاد أبويه: كلمة ترحيب بالحضور
**- الطفلة شيماء صراض :افتتاح السهرة بترتيل آيات من الذكر الحكيم .
**- الطفلة مريم أبويه :قصيدة بعنوان" الشجرة "
**- الشاب محمد الفيرس والمجموعة تنشيط على نغمات العود
**- نصيح إيمان قصة بعنوان "واجتمعنا بعد الفداء "
**- بوشعيب الهلالي :قصيدة بعنوان "عريس الصالون العربي "ياسر طويش "
**- اسماعيل البويحياوي قصة بعنوان:"تحرير" وقصص أخرى
**- عزالدين الغزاوي قصيدة بعنوان "جلسة شاي "
**- محمد فري قصيدة بعنوان "ترحيب " بياسر طويش
**- مصطفى ملح "قصيدة بعنوان "عميق جرح الحجر "
**- عبد الرحيم هري قصيدة "إلى امرأة كانت يوما "
**- مالكة عسال قصيدة بعنوان "أنثى نشاز "
**- جبران الكرناوي :مجموعة قصصية استهلها ب"دثريني "
**- عبد اللطيف السردي قصة بعنوان "السفر في الموت "
**- مصطفى طالبي قصائد زجلية استهلها ب: "عنتر بلا عبلة "
**- محمد أكراد الورايني مجموعة قصصية استهلها ب: "دهان"
**- عبد الغني صراض "أبراج"
**- كمال دليل الصقلي "انتظار معلق"
**- أيوب مليجي قصيدة بعنوان "وحدي أتشكل "
**- وأخيرا اختتم السمر الليلي بكلمة من طرف المبدع إبراهيم أبويه
شكر فيها الحاضرين مرحبا بالمبدع ياسر طويش
مالكة عسال
بتاريخ 29/04/2009