لطالما حيرتنى كثيرا مسالة القراءات السبع للقران الكريم , حتى انتبهت اخيرا لامر فى غاية الغرابة والدهشه, وتعجبت كثيرا ؛ كيف لم ينتبه اليها من السابقين الافاضل احد , هذا إن كنت أنا على حق ؛ ولهذا اهيب بكل من له باع فى الامر الا يستنكف توضيح ما غمض علينا منه .
عمدتنا فى الامر الجديث الشهير "انزل القران على سبعة احرف .. " و ما لفت انتباهى هو ان المدلول الذى يفهم من سبعة احرف ؛ هو انها مكتوبة وليست منطوقه , فعلماء اللغه لن يختلفوا معنا فى ان الحرف هو اللغة المكتوبه , وان اللسان هو اللغه المنطوقه , وما كان محيرا فى الامر ان ما جاء به جهابذة علوم القران كان لهجات مختلفه تنبثق من لغة واحده هى العربية التى تتفرق قبائل ناطقيها فى الجزيره العربيه وتتباعد اسفارهم وتختلف طريقتهم فى نطق بعض الكلمات فقط ولا تختلف طبعا فى مدلولاتها كثيرا , ولما اتى عمر بن الخطاب باحد هؤلاء الى الرسول واقراه كلام الله فاقره على قراءته , كان هذا كما يفهم من سياق القصه ان الرجل كان حديث عهد بالاسلام , ولان الاقرار لا يعنى بالضرورة الامر او الفرض الواجب , فان اقرار الرسول للرجل على قراءته كان مؤقتا حتى يتعلم الرجل القراءة الصحيحه التى كان جبريل عليه السلام حريصا على تعليمها للرسول الكريم : ويفهم هذا من حديث اخر شهير ايضا يؤكد ان قارىء القران وهو يتعتع فيه له اجران , ومن يقرا القران وهو يجيده له اجر واحد , حيث لا يفهم ان ضعيف القراءه ليس مطالبا بتحسين قراءته بل وفهمه للقران ما كان فى صدره نفس . . . وارجو ان تكونوا متابعين …
ومد سياق التفسير الشهير لحديث القراءات على استقامته كان يعنى ان ناطقى الفارسيه باختلاف نطقهم الفاظ العربيه كان يجب ان تكون لهم قراءة ثامنه وكذا ناطقى الرومانيه والهنديه والصينية والانجليزيه … وهكذا سوف تكون قراءات بعدد الالسن التى اسلمت ,بل ان لهم ان يطالبوا بهذا ؛ فكيف يكون لمختلفى اللهجات من العرب قراءات ولا يكون لاصحاب اللغات الاخرى وربما يكون فى هذا الامر نوعا من العنصريه ياباها الله ويذمها وهى عنصريه تقوم على تفسير خاطىء للحديث الشريف .
و لى فهم اتوقع ان يثير نوعا من الجلبه ؛ ولكننى ساجازف بتقديمه الى حضراتكم وهو معروض للنقاش الجاد لعلمى ان العدد الهائل من المدونين واصحاب المواقع الثقافيه والدينيه والعلميه لن يعدم ان يكون من بينهم الكثير من اصحاب المنطق والعلم وسعة الصدر والافق , …
نحن نلاحظ ان جميع الانبياء من لدن ادم عليه السلام وحتى الرسول الكريم , كانت لهم رساله واحدة , ودين واحد , ودعوة واحدة متكررة هى ان اعبدوا الله ولا تشركوا به احدا , ان اعبدوا الله ما لكم من اله غيره.. كانت نفس الكلمات يقولها كل نبى لقومه دون استثناء , ولانه كانت البيئات مختلفة لدى كل نبى فمنهم من كان فى الجزيرة العربيه ومنهم من كان فى الشام وفلسطين بالاحرى , ومنهم من كان فى مصر الفراعنه بل ولن نبالغ ان قلنا ان تعاليم كونفوثيوس وزرادشت وبوذا ربما ترجع لنفس المنبع الصافى الموحى من السماء ؛ فلماذا لايكون المقصود من الاحرف التى قصدها النبى ص حروفا اخرى او لغات اخرى هى هى تلك الرسالات التى ذكرناها ؛ قرانا واحدا اختلفت اسماءه واختلفت حروفه , لكن نطقه او منطقه كان دائما واحدا , فمرة كان قرانا ومرة فرقانا واخرى زبورا وتوراتا وانجيلا ولا نعرف ما سمى هذا الكتاب عند الاخرين .
التعاليم واحدة . . المنطق واحد والمصدر واحد , لكن الحرف المكتوب هو ما كان مختلفا فكان بالتبعية الاسم مختلفا, ولكنه الكتاب معرفا بالالف واللام ما انزل على محمد وعيسى وموسى وكل من سبقهم وكلما جاء احدهم كان عليه ان يبشر بمن بعده ويطالب بالايمان به واتباعه وبذل النفس فى نصرته , وهو بالطبع يناصر الكلمه التى يحملها النبى .
لما سبق ؛ فان فهمى المتواضع للحديث ؛ وارجو ان يصحح لى اهل العلم حال الخطأ ان الاحرف المقصوده هى سبع لغات وليست سبع لهجات عربيه , خاصة وان الكتاب انزله الله هذه المرة للعالم اجمع وليس لقبائل العرب اجمع . . هل من الممكن ان يكون هذا صحيح ؟ .
اللهم ان وفقت فمنك لا اله الا انت , وان اخطأت فمن ضعفى وتقصيرى .
المفضلات