بقلم: د/ محمد فهد الثويني.

نبارك للناجحين نجاحهم وللمقبولين قبولهم، والعائدين عودتهم ونقول لهذا الشاب الذي قبل في البعثة إلى أوروبا أو أمريكا أو غيرها يقول لك أبوك:



الكويت أحسن... وأنا كذلك أقول: الكويت أحسن... ولكن من الواضح أنه أصبحت هناك موضة جديدة، اسمها (شهادة من برّة) .. عند بعض الآباء والأبناء ونحن في مجلة ولدي لا نؤيد الاغتراب إلا للضرورة، مثل عدم توفر التخصص النادر الذي يريد دراسته أحد الأبناء، أو انعدام فرص التعليم في الكويت مع ضمان سلوك ابننا المبتعث وقدرته على التأقلم لا التخلي عن الدين والعرف وحسن الخلق.



العبارات الثلاث

ولنا هنا وقفة مع ثلاث عبارات يقولها الآباء ولها جوانب سلبية عديدة.

1- يقول الأب ناصحاً... ( دير بالك لا تسكن مع العرب حتى تتعلم اللغة!) طبعاً هذا يعطي الولد انطباعاً خاطئاً، بل نقول لا تسكن مع عائلة ولا تسكن في السكن الجامعي المقيت وابحث عن الصحبة الصالحة.

2- ويقول: ( يا ولدي البس أحسن اللبس واصرف مثل ما تبى!)، وهذا خطأ آخر، بل الصحيح أن يقول له: ( يابني احرص على الاعتدال في الملبس والسكن ولا تشتري السيارة الفارهة حتى لا تكون عرضة للسرقة أو الاعتداء أو حتى القتل)، وقد حدث ذلك مع البعض في السنوات الماضية في أمريكا ولندن.

3- ( اختر أحسن الجامعات وأقواها) والبعض يقول: (بل أرداها وأسهلها.. وكلها شهادة جامعية)، ونحن نقول: (خير الأمور الوسط فالقوية جداً قد تتعثر فيها والضعيفة لا تفيدك بشيء، فتعود محبطاً أو ضعيفاً).



خمسة أمور مهمة

من عاد من البعثة ولم يحقق هذه الأمور الخمسة فقد فشل في بعثته وهي:

1- أن يعود بدينة وزيادة.. فالغربة فرصة للخلوة مع الله عز وجل، والتفكير في خلقه تعالى وفي حالة الإنسان وتقصيره وزيادة النوافل بعد المحافظة على الواجبات والتفكير في حال غير المسلمين.

2- أن يعود بشهادة علمية وعلم، وذلك من خلال اختيار الجامعة المناسبة والتخصص المتميز وحضور المحاضرات وكتابة الواجبات وأداء المتطلبات بدون مساعدة المكاتب، فيكون قوياً في تخصصه ومجال اهتمامه.

3- أن يعود بالخبرة العملية في مجال اهتمامه وتخصصه، فيحرص على زيارة أماكن ممارسة التخصص، سواء أكانت المصانع أو الشركات أو المدارس أو المشاريع أم... حتى إن كلفه ذلك العمل لساعات على حسابه، ولكي يعود بخبرة عملية تجعله متميزاً وقادراً على العمل والإنتاج بمجرد عودته إلى الكويت بإذن الله تعالى.

4- أن يعود وهو يتقن اللغة العملية والقراءة والكتابة والمحادثة وليس لغة السوق..

5- وأخيراً: أن يعود بصحبة صالحة، وأن يكون جلوسه في بلاد الغربة عاكساً لصورة الإسلام الحقيقية الصادقة