بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أخوتي القارئين الكرام أليكم معنى واحدا من معاني الإحسان
وكما تعلمون أن الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
وهذه قصة من قصص التابعين رحمهم الله تعالى:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني ، نا إسحاق بن إبراهيم ، أنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : « كان رجل له أربعة بنون ، فمرض فقال أحدهم : إما أن تمرضوه ، وليس لكم من ميراثه شيء ، وإما أن أمرضه وليس لي من ميراثه شيء ، قالوا : بل مرضه وليس لك من ميراثه شيء ، قال : فمرضه حتى مات ولم يأخذ من ماله شيئا ، قال : وأتي في النوم ، فقيل له : ائت مكان كذا وكذا ، فخذ منه مائة دينار ، فقال في نومه : أفيها بركة ؟ قالوا : لا ، فأصبح فذكر ذلك لامرأته ، فقالت له : فخذها ، فإن من بركتها أن تكتسي منها ، وتعيش منها ، قال : فأبى (1) ، فلما أمسى أتي في النوم ، فقيل له : ائت مكان كذا وكذا ، فخذ منه عشرة دنانير ، فقال : أفيها بركة ؟ قالوا : لا ، فلما أصبح ذكر ذلك لامرأته ، فقالت له : مثل مقالتها الأولى ، فأبى أن يأخذها ، فأتي في النوم في الليلة الثالثة أن ائت مكان كذا وكذا فخذ منه دينارا ، فقال : أفيه بركة ؟ قالوا : نعم ، فذهب فأخذ الدينار ، ثم خرج به إلى السوق ، فإذا هو برجل يحمل حوتين ، فقال : بكم هذا ؟ قال : بدينار ، فأخذهما منه بالدينار ، ثم انطلق بهما ، فلما دخل بيته شق الحوتين فوجد في بطن كل واحد منهما درة لم ير الناس مثلها ، فبعث الملك بدرة يشتريها فلم يوجد إلا عنده ، فباعها بوقر ثلاثين بغلا ذهبا ، فلما رآها الملك ، قال : ما يصلح هذه إلا بأخت ، فاطلبوا مثلها وإن أضعفتم ، قال : فجاءوه ، فقالوا : عندك أختها ؟ نعطيك ضعف ما أعطيناك ، قال : أو تفعلون ؟ قالوا : نعم ، فأعطاهم أختها بضعف ما أخذ الأولى »
المفضلات