آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الزلق/من الآدبيات السياسية/عبد الله عيسى السلامة

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية نبيل الجلبي
    تاريخ التسجيل
    28/01/2009
    المشاركات
    5,272
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي الزلق/من الآدبيات السياسية/عبد الله عيسى السلامة

    الزلَق /من الأدبيّات السياسية

    عبد الله عيسى السلامة

    قال الشاعر:
    ومَنْ لا يُـقَـدّمْ رِجْـلَه مُطْـمئِنّةً فَـيُثْـبِتَها في مستوَى الأرضِ يَزلَـقِ

    والزلَقُ أنواع.. منها الماديّ ، الذي يعرفه الأطفال ، الذين تَجاوزوا السنة الثانية من العمر! وما نحسَب الشاعر أراده ، لأنا عرفناه حكيماً في شعره ، لاعابثاً.. إنه زهير بن أبي سلمى..!
    ويبقى النوع الآخر المعنوي.. وهذا عسير خطير..شتّى مَذاهبُه ، دقيقة مَساربُه..!
    وأكثرُ مَساربِه دِقّةً ـ وربّما وعورةً ـ ، ماكان ذا صِلةٍ بالساسة والسياسة ، وبالعناصر الأساسية البشرية ، للعملية السياسية ، وهي الحكومات ، والشعوب ، والمعارضات ..!

    1- مَزالق الحكومات .. اثنان :

    أ * مَزلق باتّجاه الداخل ، نحو الشعوب : وهو الاغترار بالقوة ( قوة الجيش .. قوة أجهزة الأمن .. قوة السلطة ) ..! وهو المزلق الأخطر، الذي يؤدّي بالتدريج ، بوعي وبلا وعي ، إلى الطغيان .. الطغيان النسبي أولاً ، ثم الطغيان المطلق في النهاية ، حين يصل الحاكم ، الى المرحلة التي يحسب نفسه فيها صار إلهاً ، لامعَقّبَ لحكمِه ، ولا رادّ لكلماته..! وفي هذه المرحلة ، يَرى كل شيء في بلاده مباحاً له:
    ( سلب الأموال .. انتهاك حريات البشر وحقوقهم وكراماتهم ..) ! وبالجملة ، يرى نفسَه في بلاده ، ربّ مَزرعة يملك كل شيء فيها: الأرضَ ، ومَن عليها، وماعليها ! والرمز المجَسّد لهذا الصنف من الطغيان ، هو فرعون ، ومَن على شاكلته من فراعين البشر ، الكبار والصغار، قديماً وحديثاً..!

    ب * مزلق باتّجاه الخارج ، نحو القوى العظمى: وهو الانبهار بقوة إحدى الدول العظمى، والإحساس بعظمتها الهائلة ، والشعور بالدونية والضآلة تجاه هذه القوة وهذه العظمة، ثم الخنوع لها ، والاستسلام لأمرها ، حتى تصير هي المتحكّمة ـ مِن خلالِه ـ بشَعبه وبلاده ..! ولو أمَرتْه أن يُغرق أرض وطنه بدم شعبه ، لَما جَرؤعلى الرفض، بل حتى على مجرّد التفكير بالرفض..! وهذه الحالة من الذلّ ، والخضوع للأجنبي، موجودة في بعض دول العالم الثالث اليوم ، وأبرزُ مَن يمثّـلها ، الحكومات التي تألّهتْ على شعوبها..!

    2- مزالق الشعوب.. أهمها اثنان :


    أ * مَزلق الانخداع بقوة الحكام: وهذا يؤدّي إلى الخضوع المطلق لهم ، والاستسلام لتسلّطهم ، حتى يصبح الشعب قطيعاً مِن الخراف الضالّة ، في مواجهة حكّامه..! لايجرؤ على قول كلمة (لا) ، مهما صَبّ عليه هؤلاء الحكّام ، من فنون الظلم والقهر والأذى .. حتى لو قَتلوا أبناءه في الشوارع ، أوعذّبوهم في السجون ، أو شرّدوهم في المنافي..! ومهما نَهبوا من أمواله ، حتى لو انتزَعوا اللقمة من أفواه أطفاله..!

    ب * مَزلق الصراع الداخلي: وهو أن تَـنشغل قوى الشعب ، وتجمّعاته البشرية ، من قبائل وأحزاب وطوائف ، بالصراع فيما بينها ، غافلةً أو متغافلة ، عن سبب شقائها الحقيقي ، وهو ظلْم حكّامها ..! وغالباً مايكون لهؤلاء الحكّام ، دور أساسي في تحريك الصراعات بين قوى الشعب ، لتظلّ هذه مشغولة بنفسها، عمّا تمارسه عليها هذه الحكومات ، من قهر وتسلّط وجور..!

    3- مزالق المعارضات .. وأهمها اثنان:

    أ * مَزلق الاستعانة بالقوى الخارجية ضدّ ، الاستبداد الداخلي: ومَن يفعل ذلك ، سعياً إلى التخلّص من قهر حكّامه وجورهم ، يحقّق في نفسه قولَ الشاعر:
    والمستَجيرُ بعَمْرٍو عِندَ كُربَتِه كالمُستَجيرِ مِن الرمْـضاءِ بالنارِ!

    ب * مَزلق الصراع فيما بينها: إذْ تبدأ كل قوة من قوى المعارضة ، بالتشنيع على القوى الأخرى ، وانتقاد سلوكاتها وتصرفاتها ، بحجّة أن هذه السلوكات والتصرفات أضعَفت المعارضة ، أو أنها تَـمّتْ من وراء ظهور القوى المعارِضة الأخرى..! ويظلّ سَيلُ اللوم والتعنيف والتشكيك قائماً ، بين قوى المعارضة ، يبدّل اتجاهاته من حين إلى آخر ، والحكومة تنظر إلى معارضيها هؤلاء ، وتَفرك يديها فرَحاً وغبطة..! وتعتزّ بذكائها ، وذكاء عملائها ، الذين دسّتهم في صفوف المعارضة ، ليعبثوا بها ، ويمزقوا شملها ، ويزايدوا عليها ـ في الوقت ذاته ـ بأنها لاتعرف كيف تعارض الحكم القائم ، بالشكل الصحيح ..! وإلاّ لتمكّنتْ من إسقاطه ..! لذا فهي مجموعة من العجَزة الخائبين ، وعلى كل فرد فيها ، أن يذهب إلى بيته ، ويهتمّ بشؤون أسرته..!

    عن موقع رابطة أدباء الشام


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية محمد اسلام بدر الدين
    تاريخ التسجيل
    01/12/2008
    العمر
    43
    المشاركات
    511
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: الزلق/من الآدبيات السياسية/عبد الله عيسى السلامة

    والله كلامه رائع، الاختلاف فيه التنازع والفشل ولابد لأتباع الحق أن يتحدوا.. ولا قائمة لهم بدون الاتحاد
    وخلاصة القول "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"

    فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً [مريم:59]
    تتوق النفس لنصر جديد هيهات يـــــــــــــــــــــا نفس قد خَــــلَــفَ السادة عبيد!

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •