ألفية غرناطة
جسر تواصل مع العرب والمسلمين
الجمعة 28/4/1430 هـ - الموافق24/4/2009 م

حسين مجدوبي-غرناطة



تتجه مدينة غرناطة لجعل الاحتفال بمرور ألف عام على تأسيسها مناسبة لإحياء العلاقات وجسرا للتواصل مع العالم العربي والإسلامي.

وقد اتخذت حكومة الحكم الذاتي بالأندلس قرارا بهذا الاتجاه, وذلك قبل أربع سنوات من حلول ذكرى ألفية المدينة.

ويوصف التحرك على هذا الصعيد بأنه منعطف حقيقي في تاريخ غرناطة وإسبانيا بل وربما الغرب, لكونها تجعل من الحضارة الإسلامية انطلاقتها التاريخية.

رغم أنها مدينة قديمة تعود جذورها إلى ما قبل الميلاد وتوافدت عليها حضارات متعددة تركت بصمات متفاوتة التأثير في تاريخها.

ديفد أغيلار -عميد جامعة غرناطة الشهيرة والذي تم اختياره المشرف العام على الاحتفالات- تحدث للجزيرة نت عن السر في اختيار الحضارة الإسلامية والعربية كمنطلق تاريخي للمدينة.

وقال أغيلار إن "غرناطة مدينة قديمة، لكن حسب تصور عدد من المؤرخين اكتسبت شخصيتها التاريخية الحقيقية سنة 1013 مع مملكة بني زيري، وشهدت مرحلة ثانية من الازدهار مع بني الأحمر ابتداء من سنة 1238 حيث ذاع صيت المدينة كملتقى الحضارات والثقافات والديانات".

ويعتبر أغيلار أن ذكرى الألفية ستكون تكريما لمختلف الحضارات التي مرت من هذه المدينة، الرومانية والأيبيرية وعصر النهضة وغرناطة الرومانسية في القرن التاسع عشر وبداية العشرين وغرناطة الحالية والمستقبل.

ويشير أغيلار إلى أن التركيز الأبرز سيكون على الحقبة العربية الأمازيغية الإسلامية لأنها برأيه ذات أهمية كبرى.

ورغم توافد حضارات متعددة حول المدينة فإنه لا توجد مظاهر حضارية وثقافية تسمو فوق قصر الحمراء الذي أعطى المدينة مكانتها التاريخية وشهرتها الحالية.

وحول نوعية الأنشطة التي ستشهدها ذكرى الألفية، يقول ديفد أغيلار إن الاحتفالات ستكون ابتداء من السنة المقبلة عبر لقاءات ثقافية بين الحين والآخر، لكن الأنشطة الكبرى ستكون سنة 2013 وستشمل مختلف المجالات، حيث يرجى جعل غرناطة "ملتقى للحوار الحضاري بمعناه الشامل".

وعن طبيعة الأنشطة, يشير أغيلار إلى أنها ستكون قسمين، استثمارات ضخمة في مجال البنيات التحتية مثل دار الأوبرا وتعزيز دور جامعتها في الانفتاح أكثر على البحر الأبيض المتوسط، ثم أنشطة ثقافية تتمثل في ملتقيات ثقافية وفنية، حيث تعقد لقاءات للأدباء والصحفيين والفنانين التشكيليين والسياسيين والعلماء بمختلف التخصصات.

ويسعى المنظمون في 2013 لاستقبال الدول التي ساهمت ببناء حضارة غرناطة، ويقول أغيلار في هذا الصدد إنه سيتم تخصيص أسبوعين لكل بلد عربي، حيث يمكن لبعض الدول مثل سوريا والمغرب والجزائر ومصر أو دول الخليج العربي أن تقدم ما يجمعها بالتاريخ الأندلسي وما ترغب فيه من آفاق التعاون المستقبلي بمختلف المجالات, من خلال معارض في فضاءات متعددة من المدينة.

هوية المدينة
ورغم أن قلة قليلة من اليمين المحافظ ترفض الألفية فإن الرأي الغالب لدى الغرناطيين أنها ستكون مناسبة للتفكير في هوية المدينة ومدى تأثير العالم العربي والإسلامي والأمازيغي في تشكيل هذه الهوية عبر التاريخ. وقد بدأت عدة مؤسسات ثقافية في التخطيط لأنشطة موازية مثل تشجيع روايات عن الأندلس والإعداد لمعارض تشكيلية ضمن أنشطة أخرى.

وهكذا، فغرناطة الواقعة في الغرب تختار كمرجع لبداية تشكل هويتها السياسية والتاريخية والثقافية المستقلة الحضارة الإسلامية.

هذا قد لا يبدو كثيرا على مدينة جعلت الحضارة الإسلامية منها في العصور الوسطى كما يقول لسان الدين بن الخطيب في كتابه "الإحاطة في أخبار غرناطة" إنها "قاعدة الدنيا، وقرارة العليا، وحضارة السلطان وقبة العدل والإحسان. لا يعادلها في داخلها ولا خارجها بلد من البلدان".

المصدر: الجزيرة

________________________________________

تعليقات القراء
تعليقات القراء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الجزيرة وإنما تعبر عن رأي أصحابها
بوالطاكسي
تسجيع السياحة
أن ألاسبان لا يهمهم في هذا الشأن لا أحياء الذكرى الألفية ولا هم يحزنون وكل ما هنالك انهم يسجعون سياحتهم , كما يوضفون كل الآثار القديمة العربية منها اوغيها في هذا المجال بخلاف ما نشاهده لدينا يعمد مسؤوا بلداننا بتخريب كل ما هو له علاقة بماضينا



هيفاء مستغانمي
تعليق
غرناطة هي أيضا مصدر إلهام ووحي للشعراء. منهم بعض أصدقاء المجدوبي: محمد الشيخي، عبد الكريم الطبال، محمد الميموني. ألشعراء يرون في غرناطة مدينة التعايش والتلاقح لا موضوع استيهامات وأحلام بالفردوس المفقود الذي علينا أن نسترجعه بأسنة الرماح. غرناطة قصيدة



benaissa
almouriski
الأرض لله يورثها من يشاء ولقد تعهد بان يورثها المتقين فان انتم اتقيتم الله واقمتم العدل في انفسكم ومجتمعاتكم واخلصتم التقوى لله حينئد يورثكم ما شاء الفرق بيننا وبين الصحابة والتابعين انهم اتقوا من اجل رضا الله وليس من اجل ارض يفتحونها او دنيا يصيبونها ولم تكن لهم الخيرة اذا قضى الله ورسوله امرا



هاشم بنزلماط
تساؤل
يحز في النفس أن يذهب البعض إلى استحضار الماضي رغبة في التمدح بالذات وتمجيدها، من هؤلاء أولئك الذين يحلمون باسترجاع الأندلس ويدعون ضمن دعوة ضمنية إلى الجهاد الأكبر ضد الكفار. أحسب ان الاحتفال بغرناطة مدينة متعددة الأعراق وأيضا مثل هذه المقالات بعيدة عن هذه الروح الشوفينية،إنها دعوة إلى تمثل إمكانية التعايش بين الأاجماس والأعراق.



هيثم رفعت
تعليق
لماذا الاحتفال بالماضي في الحاضر؟ أحسب أن الهدف هو الحاضر وأسئلته. كتب يوما السكرتير السابق لليونيسكو عن امتداح الهجنة والخلاسية، من هنا يأتي احتفاء غرناطة بماضيها سعيا إلى تمثل العناصر المختلفة التي تشكل هويتها، ومنها العنصر العربي والإسلامي والأمازيغي. لماذا نصر نحن على امتداح الصفاء، فحضارتنا أيضا هي وليدة اللقاء بين عناصر مختلفة، والعنصر العربي والإسلامي ليس سوى أحدها. الهجنة نقيض العنصرية. غرناطة مدينة خلاسية.



يوبا الأمازيغي
الجزائر
بسم الله الرحمن الرحيم كم هو محزن ذكرك يا زمان الوصل بالأندلس والله ليتمن الله لهذا الدين وليفتحن لأنصاره المتأخرين كما فتح الأباء المستقدمين سنة الله في الأرض ولن تجد لسنة الله تبديلا



فريد
لنستعيد أولا كرامتنا
ألو للسعودي، كافا حلما، الأندلس بلاد اسبانية وغربية، والموريسكيين الذين كانوا فيها هم اسبان مسلمين ن، وبدل أن نستعيد الأندلس، فلنستيعد كرامتنا ونصبح دول ديمقراطية ولنواجه حكمانا الدمويين الذين قهرونا أمام الشعوب وأمام التاريخ.



ستعود الاندلس لحكم المسلمين قريبا
السعودية
الاندلس بالنسبة ليه محتل مثل العراق وفلسطين 48 وافغانستان والشيشان وكشمير يجب على المسلمين استعادتها



رشيد العمراني
نحيي المبادرة
مبادرة رائعة من طرف الغرناطيين، أتمنى أن يأخذ المنظمون بعين الاعتبار رؤية وتصور العرب والمسلمين في هذه الذكرى الألفية الأولى لمدينة قصرالحمراء، فهذا ضروري حتى يكون هناك جسر التفاهم والتواصل بين الطرفين. وكما يقول النص غرناطة بدون قصر الحمراء وبدون بني زيري وبني الأحمر من الصعب أن تجد مكانتها في التاريخ. ونتمنى أن تكون المشاركة العربية الاسلامية في مستوى الحدث.



Al Amîn Abû ILYES MECHAÏ
Castellon, Sharq Al -Andalus
قاعدة الدنيا، وقرارة العليا، وحضارة السلطان وقبة العدل والإحسان. لا يعادلها في داخلها ولا خارجها بلد من البلدان.



1 2


رشيد عتيق
إن حقيقة الحضارة الإسلامية هي حضارة قائمة ولبنة من لبنات الحضارة الغربية ،وكانت إحدى حلقات عقدها، يجب ان يرقى المسلمون والعرب المقيمون في الغرب وفي إسبانيا إلى النهوض بسلوكم اليومي و وببلورة فكرهم والسعي في إعادة الثقة في هذه الذات التي كانت يوما ما شريكا حضاريا بارزا. يجب ان يعملوا على بناء حضارتهم اليوم كما عمل أجدادهم. انذاك نستطيع ان تحدث عن ماضينا بفخر. ونرجو ان تتحول هذه المعالم التاريخية إلى جسور للتواصل الحقيقي بين مختلف الثقافات ورمزا للتواصل اكثر منها للتنابز.



قصر الحمراء أعطى غرناطة مكانتها التاريخية وشهرتها الحالية (الجزيرة نت)
ديفد أغيلار: ذكرى الألفية ستكون تكريما لمختلف الحضارات (الجزيرة نت)




http://www.aljazeera.net/NR/exeres/A...7B7DE5D216.htm