التقرير الذي تقدم به المؤلف بمناسبة توقيع كتاب( الأدب المغربي المعاصر ) بالمعرض الدولي للكتاب بتاريخ 16 فبراير 2009

تسعفني أناملي في تدبيج عشرات الأبحاث والمقالات ولكنها تصبح عصية على الكتابة حين يرتبط الأمر بكتابة تقرير عن بانت أفكارك – كما يقولون – لأنك لا تملك رؤية جلية عما ينبغي أن يقال في مثل هذه المناسبة أو هذا المقام .
وتساورك تساؤلات كثيرة من قبيل هل يمكن الحديث عن حيثيات نشر الكتاب ، كيف كان فكرة فصياغة ، فورقا فمؤلفا ؟
هل من اللازم إعطاء فكرة عامة عن مضامين الكتاب ومنهجيته وتقنيات كتابته؟ وتحديد أهم خلاصاته ؟ هل يمكن الحديث عن مزالق البحث وصعوباته ؟ وهل يمكن الحديث عن جدوى نشر هذا الكتاب وإبراز أهميته وإضافاته ؟
أعتقد أن الإجابة عن هذه التساؤلات التي ترهق مؤلف أي كتاب هي من قبيل الجلوس على كرسي الاعتراف لا الجلوس على كرسي الاحتفاء إذا سمينا هذه المناسبة احتفاء .
وأعتقد ثانيا أن الإجابة عن كل التساؤلات بشكل دقيق ومفصل هي سيف ذو حدين ، حدها الأول أن الإجابات الشافية الكافية تحمل ما تحمل من دلالات الترغيب والدعاية والترويج لقراءة الكتاب واقتنائه ، وهو أمر لا نسعى إليه ولا نفكر فيه حتى .
وحدها الثاني هو أن الخشية من الإجابة عن كل الأسئلة تغني القارئ عن الكتاب ، وهو ما لا نتمناه .
غاية الكتاب النبيلة – وببساطة شديدة - هي لملمة ذاكرة المغرب الأدبية ، فالدارس للأدب المغربي الحديث والمعاصر يلحظ بوضوح قلة الأبحاث والدراسات التي تحاول التعريف به وإشاعته بين الباحثين والدارسين. وأكاد أجزم أنه تنعدم دراسة عامة لهذا الأدب تحاول التعريف بالأدب المغربي المعاصر في مختلف أجناسه الأدبية ولغاته المتعددة . غير أنه لا يمنع من الإشارة إلى أن مثل هذه الأعمال على مستوى كل جنس كائنة إذ اهتم بعض المهووسين بالبحث البيبليوغرافي بالتعريف بهذا الأدب في أجناسه المتعددة ولغاته المختلفة .
يهدف هذا الكتاب إلى تيسير عملية البحث بالنسبة للمهتمين بالأدب المغربي المعاصر، وكذا التعرف إلى أدباء المغرب وأعمالهم الإبداعية ، وهو من هذه الناحية يعتبر عتبة أولى لقراءة هذا الإبداع ، كما يعتبر وسيطا ضروريا بين الكاتب والناقد .

* * *
يحتل الكتاب المرتبة الثانية عشرة ضمن سلسلة المؤلفات البيبليوغرافية التي نشرتها لحد الآن .
وهو –بشكل أو آخر – تجميع لمؤلفات سابقة مع إضافات جديدة من أهمها :

أولا : تحيين المؤلفات السابقة بما جد من جديد في الأجناس الأدبية الكبرى .
هو تحيين لبيبليوغرافيا القصة المغربية بعد عقد من الزمن .
هو تحيين لكتاب (سيرورة القصيدة) بعد تسع سنوات تضاعف فيها عدد المجموعات الشعرية من سنة 2000 إلى الآن .
هو تحيين لكتاب (بيبليوغرافيا الرواية المغربية) بعد سبع سنوات أصبح فيها عدد الروايات المغربية يتجاوز الستمائة رواية بعدما سجل الكتاب السابق الذكر أربعمائة رواية .

الإضافة الثانية هي أن مؤلفاتي السابقة كانت مسيجة بضابط لغوي واحد هو الفصيح ، وحطمت هذا السياج بتبني سياسة منهجية جديدة تعتمد على التعدد اللغوي وتنفتح على اللغات المحلية –أقصد الأدب المغربي المكتوب باللهجة المحلية (الدارجة) والأمازيغية – كما تنفتح على اللغات العالمية وفي مقدمتها الأدب المغربي المكتوب الفرنسية والإسبانية والإنجليزية .

أما الإضافة الثالثة والأخيرة فتتمثل في ان الكتاب يضم لأول مرة الأجناس الأدبية الأربعة الكبرى ، في وقت كانت المؤلفات السابقة تفرد بجنس أدبي واحد ، كما تدل عليها عناوينها .
وتبعا لهذه الإضافات – وأوثر تسميتها بالتمايزات – فإن الكتاب أخذ منحى منهجيا واضحا هو تقسيمه إلى أربعة أقسام كبرى وفقا للأجناس الأدبية الكبرى المعروفة .
وداخل كل جنس تشعبت الأقسام إلى مباحث وفق اللغات .

وقد اتبعنا في هذه البيبليوغرافيا منهجا يعتمد على ترتيب الأجناس الأدبية أكثر حضورا وهي كما يلي: الشعر – الرواية – القصة فالمسرح. وقد رتبنا مادة كل جنس ترتيبا تاريخيا، مصحوبة بعنوان العمل ومؤلفه وتاريخ نشره ومكانه وعدد صفحاته. أما الأعمال التي صدرت في عام واحد فقد خضعت للترتيب المعجمي حسب قواعد الفهرسة المعمول بها.
* * *
وقد اعتمدنا في عملية الجمع هذه على مقاييس منها:
- الإبداع المطبوع والمجموع في دفتي كتاب، وله تاريخ نشر ومكان طبع.
- إبعاد أدب الأطفال؛ وهو كثير؛ لأن له أدبا خاصا هو أدب الأطفال.
- إبعاد الإبداع المترجم لأنه مرصود في لغته الأصلية أصلا.
- إبعاد الإبداع الذي لا ينتمي للفترة المحددة للبحث وهي الممتدة من بداية القرن العشرين إلى نهاية عام 2007.
* * *

الأدب المغربي الحديث في أرقام :

الجنس الجنس الأدبي حسب اللغات العدد المجموع حسب كل جنس


الشعر الفصيح 1130 1631
بالفرنسية 287
الزجل 133
بالأمازيغية 64
بالإنجليزية 09
بالإسبانية 08


الرواية الفصيحة 593 1116
بالفرنسية 501
بالإسبانية 12
بالأمازيغية 05
بالإنجليزية 05


القصة القصيرة الفصيحة 529 632
بالفرنسية 73
بالإسبانية 15
بالأمازيغية 09
بالإنجليزية 06


المسرح الفصيح 187 244
بالفرنسية 33
المسرح الشعري 20
بالإنجليزية 02
بالأمازيغية 01
بالإسبانية 01
المجموع العام 3623

يوزع هذا العدد حسب اللغات كما يلي :
حصيلة الأدب المغربي بالعربية
الجنس الأدبي عدد الأعمال الأدبية
الشعر 1130
الرواية 593
القصة القصيرة 529
المسرح 207
المجموع 2459

حصيلة الأدب المغربي بالفرنسية
الجنس الأدبي عدد الأعمال الأدبية
الرواية 501
الشعر 287
القصة القصيرة 73
المسرح 33
المجموع 894

حصيلة الأدب المغربي باللغة المحلية (زجل)
الجنس الأدبي عدد الأعمال الأدبية
القصة القصيرة 00
الرواية 00
الشعر 133
المسرح 00
المجموع 133

ما بعد التاريخ المحدد للبحث ظهرت بعض الأعمال الأدبية عدا الزجل بلغة محلية ، ومنها الرواية، ويمثل هذا التوجه عزيز الركراكي في رواياته الأخيرة مولات (النوبة )و(الفشوش العريان ) .
حصيلة الأدب المغربي بالأمازيغية

الجنس الأدبي عدد الأعمال الأدبية
الشعر 64
القصة القصيرة 09
الرواية 05
المسرح 01
المجموع 79

حصيلة الأدب المغربي بالإسبانية

الجنس الأدبي عدد الأعمال الأدبية
القصة القصيرة 15
الرواية 12
الشعر 08
المسرح 01
المجموع 36

حصيلة الأدب المغربي بالإنجليزية

الجنس الأدبي عدد الأعمال الأدبية
الشعر 09
القصة القصيرة 06
الرواية 05
المسرح 02
المجموع 22

صعوبات البحث :
- سوء توزيع الكتاب المغربي داخل المغرب : كثير من الكتب توزع محليا ، المكتبة الوطنية – الأكشاك -
- قضية التجنيس : إذ تخلو كثير من المؤلفات من ميثاقها النصي ، ويصعب أمر إدراجها ضمن هذا الجنس أو ذاك ، وقد سيج الكتاب نفسه بتقسيم رباعي يمثل الأجناس الأدبية الكبرى (شعر-رواية –قصة قصيرة-مسرح)
- خلو كثير من المؤلفات من تاريخ النشر أو مكانه وهو أمر يصعب أمر إدراج الكتاب ضمن سيرورته التاريخية خصوصا وقد سيجنا أنفسنا بترتيب المؤلفات ترتيبا كرونولوجيا .
- جمع جنسين أو أكثر ضمن كتاب واحد ، ولنا أمثلة كثيرة يجمع فيها أصحابها بين الشعر والقصة أو القصة والرواية .
- جمع لغتين ضمن كتاب واحد ، ولنا نماذج كثيرة تجمع الشعر الفصيح والمحلي، أو بين الفصيح ولغة أجنبية أخرى .بحيث يعجز الباحث عن تحديد لغة الإبداع الأصلية .
- صدور مؤلف بلغتين مختلفتين ، يصعب تحديد الأصلي منها أو المترجم ، خصوصا المترجمة من لدن أصحابها ، ويصبح الأمر شائكا حين يصدرهما في فترة واحدة .

وأسجل هنا بكامل التواضع بعض الهفوات مثل :
- غياب الإشارة إلى الأدب المغربي المكتوب بلغات أخرى مثل الإيطالية والهولاندية والألمانية
- غياب الوصف عن بعض الأعمال مثل دار الطبع أو مكانه .أو عدد صفحاته .
لذلك نعتبر النتائج التي وصلنا إليها نسبية وهذه هي طبيعة العمل البيبليوغرافي، نظرا لغياب أعمال أخرى أو نظرا لصعوبة تصنيفها ، وغيابها يؤثر حتما في النتائج التي توصلنا إليها، لذلك ندعو الباحثين والمهتمين إلى المبادرة لسد الفراغ الممكن حتى تصبح هذه النتائج قارة وثابتة.

إننا نسعى من خلال هذه البيبليوغرافيا إلى تقريب القارئ العربي عامة والمغربي خاصة من الإبداع المغربي المعاصر ، كما نسعى إلى التعريف بالمبدعين المغاربة لأخذ صورة واضحة عن واقع هذا الإبداع من ناحية الكم . وإذا وصلنا إلى تحقيق مسعانا فتلك انطلاقة لدراسة هذا التراكم الهام .
* * *
وتقضي الأمانة العلمية أخيرا الإشارة إلى إسهام طلبة وحدة التكوين في بيبليوغرافيا الأدب المغربي الحديث المنتمية لكلية الآداب بوجدة في هذا الإنجاز ، وخاصة في قسمه اللاتيني ، وقد ذكر ذلك في موضعه ، ولولاهم ما وصل المؤلف مبتغاه ، فلهم كل الشكر والتقدير .

الشكر موفور كذلك للحسنيين نجمي والوزاني ، فلهما الفضل كل الفضل في نشر هذا الكتاب .
أما الأخ حسن نجمي فأنا مدين له بأمرين ، الأول أنه قدم لكتابي (سيرورة القصيدة) دون علم مني ، فكانت مفاجأة سارة بالنسبة لي ، وهو أمر لن أنساه أبدا ، والأمر الثاني أنه كانت له اليد الطولى في نشر هذا الكتاب . فله كل الشكر والامتنان .
أما أخي وصديقي حسن الوزاني – شريكي في الهم البيبليوغرافي- فهو الذي تابع المشروع منذ أن كان فكرة حتى استوى على ما هو عليه ، لذلك فأفضاله علي لا تحصى ، وكلمات الشكر والثناء في حقه لا يمكن أن توصف .
الشكر موفور ثالثا لصديقي وابن بلدتي السي أحمد شراك ، وعلى كاهلي دينان حتى الآن أنتظر الفرصة المناسبة لأردهما ردا ردا جميلا ، ولا بأس أن أذكره بالدين الأول المضاف إلى دين اليوم وكان بتاريخ 28 يوليوز 2005 يوم نظم اتحاد كتاب المغرب فرع وجدة قراءة لكتابي (بيبيلوغرافيا الأدب المغاربي الحديث والمعاصر) فكانت قراءته مما أعتز به إلى الآن .
أما الحضور الكرام فلنا يسعني إلا أن أقول لهم شكرا على سعة صدوركم ، وحضوركم دعم وسند وزاد لنا نواصل به مسير البحث والكتابة .