2- 2 - فقراء رياضة الأمس , أغنياء رياضة اليوم ولكن :
لا ينكر تاريخ الرياضة المغربية . وجود أسماء من هذه العينة . بزغ نجمها على الساحة الدولية وكسبت الكثير . قليلهم يستثمر مكتسباته في الرياضة . ليفيد غيره
مما استفاد . وبعضهم أولى ظهره لقطاع الرياضة جملة وتفصيلا . وكثير من مشاهير لاعبي كرة القدم المغربية يستثمرون رصيدهم في المقاهي . وبعضهم ليست له الخبرة والتجربة المطلوبة للانخراط في الاستثمار في المجال الرياضي . وأعتقد أنه لا تغيب
عن بعضهم نماذج عالمية يمكن أن يستفيدوا منها ويتجاوزوا سلبياتها . لخلق استثمار رياضي وطني نافع للجميع ومن نماذج هؤلاء المستثمرين نذكر مثلا :
1 – ديفيد موراي : الذي يستثمر مبلغ 650 مليون جنيه أي أزيد من 1300 مليون دولار , وهو ينحدر من أب فقير كان يبيع الفحم . وأصبح الآن رئيس مجلس إدارة نادي رينجرز الأسكتلندي الذي لم يحصل على لقب موسم 2005 – 2006 . ولكنه سعيد بنمو استثماراته التي حققت معه ربح 50 مليون جنيه سنة 2006 فقط .
2 – ديفيد جولد : ويستثمر 525 مليون جنيه . وحب كرة القدم يجري في ذمه وأوشك في صباه أن يلتحق بنادي ويستهام محاولا الهرب من الفقر الذي كان يلف حياته في حي " ايست أيند " في لندن . وهذه البداية أثرت في مسيرته التي جعلت المال والرياضة شيئين متلازمين . وقد أنفق سنة 2005 مبلغ 478,400 مليون جنيه لإنقاذ نادي برمنجهام أعرق الأند ية في اتحاد أنجلترا
3 – محمد الفايد : 448 مليون جنيه . يستثمر في الرياضة البحرية والتجارة البحرية والسياحة واليخوت والطائرات الخاصة وكرة القدم . ويزيد عمره عن 73 عاما . ويملك نادي فولهام الذي لا يشكل نقطة في بحر أملاكه . بل وكثيرا ما يضطر لبيع أجزاء من ممتلكاته لسد عجز هذا النادي . وقد أغلق من أجله مجلة " بنش " عام 2003 ليحصل على عائد ينفقه على النادي
4 – ويفخر جون ماجيسكي وعمره 65 عاما بصعود ناديه ريدينج لبطولة الدرجة الأولى الأنجليزية . بعد أن أنفق عليه من ماله الخاص 40 مليون جنيه حيث بنى له ملعبا جديدا , وكان يستثمر رصيد 350 مليون جنيه بفضل مهاراته في عالم الصفقات وإدارته لمجلة إعلانات ومحطة إذاعة ريدينج , ويملك مصنعا في الصين ومطابع . كما يملك 70 ÷ من أسهم شركة ساكسفيد للعقارات التي حققت أرباحا بقيمة 2,2 مليون جنيه موسم 2004 – 2005 واندفع لتأسيس أكاديمية في جنوب مدينة ريدنج برأسمال 2 مليون جنيه يخصصها لمساعدة الأطفال في تطوير مهاراتهم الرياضية .. 5 – كان ديف ويلان لاعبا في نادي بلاكبيرن . لكن حياته الرياضية كلاعب كرة انتهت عندما أصيب بكسر في ساقه في المباراة النهائية لكأس الاتحاد 1960 ضد وولفر هامبتون . وتوجه لإدارة سلسلة محلات تجارية واشترى جي جي بي " سنة 1979 ونجح في جعلها أكبر سلسلة لبيع السلع الرياضية . وأصبح اليوم مشاركا بنسبة 10 ملايين جنيه في رأسمال نادي ويجان أتلتيك … عن موقع خليج برانت بتصرف في الصياغة
ولم تفد الرياضة أصحاب المال والأعمال فقط وهم كثر ولا ينحصر عددهم فيما ذكر.وإنما كان لها تأثير إيجابي على حياة أدباء ومثقفين عانوا من حالة الفقر الرياضي أمثال :
- ألبير كامو " القديس بطرس " 1930 الذي كان يحرس مرمى فريق كرة قدم جزائري , وقد اعتاد اللعب كحارس مرمى منذ طفولته لأنه المكان الذي يكون فيه استهلاك الحذاء أقل ولأنه ابن أسرة فقيرة لا يملك ترف الركض في أنحاء الملعب , وكل ليلة تفحص جدته
نعل حذائه . وتضربه إذا وجدته متآكلا
– يفتو شينكو المولود سنة 1933 م كان يحب فريق بلاده " سيما " في سيبيريا . وكان
مدمن كرة القدم في مراهقته , يلعبها في الساحات العمومية والخلاء . ويعود إلى البيت بسروال ممزق وركبتين داميتين , وكان دائما يحس أن هناك شيئا مشتركا بين كرة القدم والشعر . وعلى رأي أحمد حجار 3 - 6 - 2006
" كرة القدم تدخل الأدب من شباك المرمى " جريدة الحياة اللندنية
6 – بيليه أسطورة رياضية لم تتكرر
ولد فقيرا معدما في قرية – القلوب الثلاثة – تريس كوراسون – من ولاية جيراس بالبرازيل , ورغم أن والده كان محترفا في نادي باورو , وهو من الدرجة الثانية فإن ذلك لم ينقده من شبح الفقر , حيث عمل بيليه ماسح الأحذية في صغره كي يوفر ما يقتات به إلى أن بلغ سن 11 فتمكن من تأسيس فريق بين أصدقائه سماه بتاريخ التأسيس 7 سبتمبر . وأول بداية حقيقية في الملاعب الكبرى كانت سنة 1956 م مع سانتوس , وفي مسيرته الكروية توج هدافا للبطولة المحلية 42 مرة بين 54 و 73 وبلغ رصيده من الأهداف 1088 هدفا كما كون رصيدا ماليا برع في استثمار اسمه فيه حيث أصبح رجل أعمال ناجحا بتوظيف أمواله في شركات تجارية متنوعة الأنشطة ضاعفت من ثروته أضعافا , وانتدب سفيرا لمنظمة اليونيسيف ليسخر جهده لخدمة الأطفال الفقراء والمعوزين , لأنه عاش معاناتهم في صغره 7 – جورج ويا . أسطورة كرة القدم الإفريقية : أجبره الفقر والجوع على العمل في ناد رياضي منظفا لملابس اللاعبين يغسلها ويجففها , وحدث أن جمع ملابس الرياضيين لغسلها في طست " جفنة غسيل " وما أن غادروا المكان حتى أخذ كرة وشرع يداعبها وصادف أن عاد المدرب فتسمر مشدوها - دون أن يزعج ويا – ليتأمل مهاراته وتحكمه في الكرة . فألحقه بالنادي ليتسلق سلم التباري على مستوى ليبيريا وأفريقيا والعالم . فأخلص لكرة القدم التي تبادل الفقراء حبا بحب واستثمر أمواله في خدمتها ليرد لها شيئا من جميلها عليه
8 – ديغو مارادونا : الأرجنتين
من مواليد 3 أكتوبر 1960 م في بيت فقير معدم بضاحية فقيرة تابعة لبيونيس إيريس بالأرجنتين , وتربى في أسرة لا تملك سوى قوت يومها
تعلق منذ الصغر بكرة القدم متجاهلا ما دونها , فلعب مع أقرانه في الحي , وانخرط عن سن 10 في نادي أرجنتينوس جونيورز ففجر طاقاته وأصبح أصغر محترف في الأرجنتين , وصرح وعمره 13 سنة قائلا : سأفوز بكأس العالم . لكن مدربه الكبير سيزار مينوتي حرمه من المشاركة في مونديال 1978 م وعند مشاركته في مونديال 1982 م انتزع لقب اللاعب رقم 1 في المونديال بإسبانيا . وما أن انتقل إلى نابولي الإيطالي حتى أصبح أغلى لاعب في العالم ثمنا قبل أن يسقط في براثين المخدرات والمنشطات وتنهكه حياة النزوات والشهوات . فقبض عليه أسير الكوكايين , وبدل أن يخلد اسمه كأفضل لاعب عرفته ملاعب كرة القدم نجح نجاحا باهرا في تدمير ذاته وإضاعة كل ما حققه بفنه وإتقانه . فعسى أن يكون سلوكه ونتائجه عبرة لغيره من اللاعبين في مختلف الرياضات
..................................
9 – ليونيل ميسي : من الأرجنتين
ينحدر من منطقة روزاريو التي تقطنها شرائح متوسطة وفقيرة . وكان يلعب حافيا في مساحة مغطاة بالأحجار وقطع الزجاج المكسرة مداعبا كرة مصنوعة من قماش وجوارب ومطاط أو جلد متفوقا على رفاقه في اللعب . وبإيعاز من جدته وإلحاحها شارك في مباراة كرة القدم لسد حاجة نادي جراندولي لإكمال فريقه . وعمره 13 سنة . فسار على قدميه مسافة طويلة ومباشرة دخل إلى اللعب فأبهر مشاهديه لأنه كان يحسن تخطي قطع الزجاج والحجارة والحفر في الملعب فيساعده ذلك على تخطي لاعبي الفريق الخصم . ومن تم فاز بكل البطولات الخاصة بفئته العمرية . بل فاز مع منتخب بلاده بكأس العالم للشبان في هولندا . وتألق أكثر حين انضم إلى نادي برشلونة ليكون مع زميله البرازيلي – رونالدينو – تنائيا مرهبا . وقد انتقل في وقت وجيز من قاع الفقر إلى قمة الإبداع يشق طريقه إلى قمة المال دون أن ينسى أطفال المنطقة السكنية التي ينحدر منها كما يلبي دعوة الفريق الوطني للأرجنتين , ورفض عرض التجنيس بالجنسية الإسبانية حتى ينضم إلى فريقها الوطني لاحقا . ويجمع الملاحظون على أنه سيخلف شهرة اللاعب ماردونا . بل إن بعضهم يقول إنه يجمع مميزات كل من بيليه وكرويف ومارادونا . ومهما بلغت شهرته فما يهم . أنه ينحدر من وسط فقير ودليل على أن بالفقراء أمثاله تنهض كرة القدم العالمية اليوم
10 – راؤول غونزاليس بلانكو – إسبانيا
مسقط رأس راؤول . مدينة مدريد 27 يونيو 1977 م لازمه ضعف بصر عينه اليمنى إلى اليوم ولم يلتحق بمدرسة لكرة القدم . بل كانت مدرسته الأولى . حي شعبي في سان كريستوبال في الضاحية الجنوبية لمدريد , حيث كان يسكن مع عائلته , وقد كان أبوه عامل كهرباء بسيط في أحد المصانع لا يتقاضى إلا راتبا متواضعا ينفق منه على أربعة إخوة بينهم راؤول قبل أن تدر على هذا اللاعب كرة القدم ليشتري فيلا فخمة في مدريد
منذ كان عمره 10 سنوات أخذ يتردد على الملاعب الشعبية دون أن يلفت نظر أي مسئول , إلى أن بلغ سن 13 حيث كاد مدرب أتلتيكو مدريد أن يستقطبه للنادي , إلا أن مسئولا في الريال كان أسبق لاستمالته فاختار الريال . ومنذ أول موسم له مع النادي استطاع أن يسجل 59 هدفا خلال 26 مقابلة فاختير على عجل ليعزز صفوف منتخب إسبانيا للأمل سنة 1994 م
وأصبح اليوم يتقاضى أزيد من 250 ألف أورو شهريا , بل أصبح نجم ريال مدريد والمنتخب الأول ووضع له تمثال في حياته في متحف الشموع دون أن يصيبه الغرور , ويقول إنه كما أنقد عائلته منذ أصبح والده عاطلا عن العمل سيعمل على إنقاذ الأطفال الفقراء الموهوبين إن الفقير الرياضي يرفع شعاره العالمي : أنا ألعب . إذن أنا موجود .
وإذا لم يسم الاستثمار إلى مجال تواجد الفقير الرياضي . فماذا يعني أنه موجود سوى الوجود البيولوجي ككائن , وإذا ضربنا أمثلة من فقراء رياضة الأمس. أغنياء رياضة اليوم , فذلك لأن إعلاء شأن الرياضة ينطلق من عدم التنكر لقاعدتها الشعبية . وضرورة الإنفاق والاستثمار في فضاءاتها دون تمييز . لأن التمييز في حق الريا ضة . انتها ك لحق من حقوق المواطنة
فلعل قرارا سياسيا / اقتصاديا / اجتماعيا فاعلا , يحتم إشراك الفقراء الرياضيين . واعتبار دعمهم حقا . يعني ضمنيا إعادتهم إلى دائرة الفعل ويدمجهم في إنتاج وعي رياضي بضرورة المساهمة الجماعية في تحقيق الاندماج الناجع
وليست هناك دولة تحترم شعبها في العالم . لا تقدم الدعم لجهات اعتبارية أو فردية . وفي القطاع الرياضي ورياضة الفقراء أولا . لأن هذا الدعم في النهاية يخدم الأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية . فالبقرة في أوربا تحظى بدعم سنوي 912,5 دولارا مع أن وضعها في اليابان أحسن إذ يخصص لدعمها السنوي 2737,5 دولارا فهل البقرة عندهم أحسن من الفقيرالرياضي عندنا ؟
إن ميزانية المغرب لسنة 2007 خصصت نسبة 55 ÷ للجانب الاجتماعي . هذا معطى مهم جدا . ويسجل لأول مرة في بلادنا . لكن ما نصيب الرياضة . وما نصيب فقراء الرياضة من هذه الميزانية أو الميزانيات الموالية ؟ والرياضة أصبحت عالميا من الموارد المالية وأصبحت أداة للنهوض بالتنمية والتنمية البشرية لأن بيئتنا غنية بشباب رياضي يعتبر خزانا وذخيرة للمستقبل بل الفقراء منهم مناجم للكنوز الرياضية
محخمد التهامي بنيس