بسم الله الرحمن الرحيم
(وخلقنا من الماء كل شيء حي)
صدق الله العظيم
الماء هو المركب الأهم على الأرض حيث تعتمد عليه كل إشكال الحياة وهو واحد من السوائل التي يحتاجها المخلوق البشري للاستمرار في الحياة فيمكن لشخص اعتيادي أن ينقطع عن الغذاء لمدة شهرين وان ينقطع عن شرب الماء لمدة أقل من أسبوعلا أكثر.... إن ثقافتنا عن الماء قليلة جدا والسؤال المهم هو كم من كمية من الماء يحتاج الإنسان لاستهلاكها؟
لنراجع النقاط المهمة التالية:
•يساعد الماء على المحافظة على وزن الجسم عن طريق زيادة العمليات الآيضية والعادات الغذائية الاعتيادية.
•يقود الماء لزيادة مستويات الطاقة فاغلب مسببات التعب اليومي يكمن في قلة الإرواء.
•إن شرب كمية مناسبة من الماء يقلل من خطر الإصابة بأنواع معينة مرض السرطان ومنها سرطان القولون وسرطان الثدي وسرطان المثانة.
•لكثير من الذين يعانون من الأوجاع فان شرب الماء يقلل بشكل واضح من آلام المفاصل و/ آو من اللام الظهر
•يقود شرب الماء لصحة عامة كبيرة عن طريق تنظيف الفضلات والبكتريا المسببة للإمراض.
•يساعد الماء على الوقاية وتجنب الصداع
•يعمل الماء بشكل طبيعي على ترطيب الجلد وظمآن تشكيل الخلايا تحت طبقات الجلد ليعطي مظهرا صحيا ومتوهجا.
•يساعد الماء في عملية الهضم ويمنع الإمساك
•يعتبر الماء أداة أولية لنقل المواد المغذية في الجسم وهو عامل حاسم في الدورة الدموية
•يفقد الإنسان كل يوم الماء من خلال التنفس والتبول والتعرق وحركات الأمعاء ولكي تتم العمليات الوظيفية في الجسم بشكل اعتيادي فعلى الإنسان إنعاش تجهيز الماء عن طريق استهلاك سوائل وطعام تحتوي على الماء.
•إن معدل التبول للشخص البالغ هو(1.5) لترات في اليوم الواحد أي ما يعادل(6.3) كوب ماء بالإضافة لفقدان ما مقدره(1) لتر من الماء يوميا خلال التنفس والتعرق وحركات الأمعاء وبما أن الطعام يحتوي في الغالب على (20%) من المجموع الكلي لسوائل المستهلكة ولهذا فان استهلاك (2) لتر من الماء او السوائل الأخرى في اليوم الواحد (أكثر بقليل من ثمانية أكواب) إضافة للطعام الاعتيادي فان الشخص يكون قادرا على تعويض السوائل المفقودة.
•ان واحدة من الطرق الشائعة في قياس كمية الماء الضرورية للاستهلاك تدعى قاعدة(8×8) أي شرب (8) أكواب(8) انسه من الماء يوميا أي ما يعادل(1.9) لتر حيث تؤكد هذه القاعدة كذلك على(( شرب ثمانية أكواب من السوائل يوميا حيث تحسب كل السوائل باتجاه المجموع الكلي اليومي)) وبالرغم من عدم وجود شواهد علمية لذلك إلا أن الكثير من الإفراد يستخدمون هذه القاعدة كدليل لكمية الماء وغيره من السوائل التي يشربونها.
•هناك طرق مختلفة لحساب احتياجات الشخص من الماء وكتوصية عامة يمكن تتبع قاعدة التعويض التي تعتمد على نوع الجنس فالذكر يستهلك (3) لتر يوميا أي ما يعادل(13) أكواب من السوائل بينما تستهلك الإناث(2.2) لتر أي ما مجموعه(9) أكواب من السوائل يوميا.
• في أي حدث على الشخص شرب سوائل كافية تجعله بالكاد يشعر بالعطش وتنتج(1.5) لتر أي ما يعادل (6.3) أكواب أو أكثر من البول عديم اللون آو المصفر خفيفا.
•إن كمية الماء التي يحتاجها الشخص تختلف طبقا لعدة حقائق وعلى الشخص ان يعدل من الكمية الكلية المأخوذة طبقا لنشاطه وطبيعة المناخ الذي يعيش فيه وكذلك حالة الحمل او حالة الرضاعة بالنسبة للنساء ففي حالات التمرين او المشاركة في الفعاليات التي تجعل الشخص يعرق فهناك حاجة لشرب(400-600) ملليلتر أي ما يعادل(1.5-2.5) كوب إضافي من الماء بالنسبة للتمارين الخفيفة أما بالنسبة للتمارين والفعاليات الشديدة والتي تنتهي بأكثر من ساعة واحدة فتزداد كمية تناول السوائل
•ترتبط الكمية الإضافية التي يحتاجها الشخص على كمية التعرق التي يواجهها الشخص خلال التمارين وكم هي مدة التمارين وماهو نوع التمارين فخلال التمارين الطويلة ذات الشدة العالية فمن الأفضل استخدام المشروبات الرياضية أي تحتوي على والذي يساعد على الصوديوم المفقود أثناء التعرق فيقلل من فرص تطوير ظاهرة فقد الصوديوم ( hyponatremia ) والتي تعتبر علامة لتهديد الحياة بالإضافة فان الإنسان بحاجة مستمرة لتعويض السوائل بعد الانتهاء من تنفيذ التمارينالرياضية.
•تساعد الأجواء الحارة والرطبة على التعرق مما يتطلب اخذ سوائل إضافية كما تسبب التدفئة الداخلية فقدان في رطوبة الجلد خلال أوقات الشتاء كما إن الارتفاعات التي تفوق(8.200) قدم وما يعادل (2.500) متر تؤدي إلى إطلاق زيادة في عملية التبول وزيادة التنفس السريع والذي سيستهلك محزونات السوائل الجسمية بشكل أكثر.
•تعمل بعض الأمراض كارتفاع الحرارة والإسهال والتقيؤ على زيادة فقدان السوائل وفي هذه الحالات ينصح الشخص على شرب ماء أكثر وربما في بعض الأحيان يحتاج إلى استخدام المحاليل عن طريق الفم وهناك حاجة لسوائل أكثر في حالة التهابات المثانة وحصى المسالك البولية أما بالنسبة لبعض أمراض المثانة والكبد فيكون هناك عارض إضعاف إبراز الماء فان المتطلب يكون بتحديد المستهلك من السوائل
•تنصح المرأة الحامل بشرب(2/3) غالون من السوائل يوميا أما بالنسبة للمرأة المرضعة فان استهلاكها من السوائل يكون(3/4) غالون لليوم الواحد.
•ومع كل تلك النقاط المهمة إلا أن هناك معرفة قليلة عن الماء الذي يستخدمه الشخص كل يوم ففينا من يشرب من ماء المصلحة(حنفيات الماء) متمتعين برخص ثمنه وتوفره للجميع تقريبا وفينا من يشرب الماء الصحي المعبأ والذي يضع تكلفة أكثر لا يقدر عليها الجميع إلا أن الكثير منا يجهل التهديدات الجدية التي من الممكن أن تتعرض لها صحتنا من جراء استخدامه في الشرب.
•في العقود الأخيرة تم تحول كبير بين الناس من شرب الماء عبر الأنابيب الوطنية (ماء البلدية) إلى شرب الماء المعبأ (قناني الماء) نتيجة لمخاوف صحية عامة وهذا مما حدا بشركات تعبئة الماء لتوسيع صناعاتها مبشرة الناس بماء أكثر صحة ونقاوة لأجل مواجهة المتطلبات الكبيرة على الماء المعبأ ولكن وفي اغلب الحالات فان الماء المعبأ لا يكون أصفى من ماء الحنفية ولا يكون في جميع الحالات أكثر صحة.
•هنالك تحذير جدي من آن شركات تعبئة المياه والتي تستخدم قياسات غير معتبرة مقارنة بدوائر الماء الوطنية ربما تعمل على تجهيز مياه معبئة ولكن بنوعية اقل من تلك النوعية التي توفرها الدوائر الوطنية للماء وعلى الجانب الآخر فان المياه المعبأ(ماء القناني) وطبقا لحقائق عديدة لا تكون أكثر صحة أو أكثر صفاء مقارنة بماء الأنابيب البلدية كذلك فان ماء القناني تكون أكثر غلاء من ماء الحنفية عند مقارنة كل غالون من كل نوع.
•عند الاختيار بين مياه البلدية والمياه المعبأة فان خيار الأغلبية يقع على مياه البلدية لاعتبارات اقتصادية وفي اغلب الحالات يكون التفضيل الصحي بجانب مياه البلدية مع التذكير بان مياه البلدية لا تخلو من مشاكل ومن أهمها نوعية وسلامة الأنابيب التي تنقل الماء في شبكات طويلة وعريضة ومتشعبة ومن هنا جاءت توصية المختصين من ضرورة استخدام المرشحات المنزلية جيدة النوعية( فلاتر) والتي تعتبر واحدة يتفق عليها جميع المختصون بصحة المياه كطريقة صحية من اجل ماء بلدي أكثر صحة وفي حال استخدام المرشحات(الفلاتر) ذات النوعية الجيد فان التكلفة لن تكون كبيرة فيما لو لم تستخدم تلك المرشحات (الفلاتر) كما ان عالم (الفلاتر) اقل تلويثا للبيئة مقارنة بعالم قناني المياه وهناك نقطة مثيرة للاهتمام بان صناعة القناني تعمل على استخدام للطاقة أكبر مقارنة باستخدام (الفلاتر) في المنازل او مجمعات العمل الكبيرة وعند هذه النقطة تكون التوصية باستخدام ماء البلدية مع مرشحات التصفية المنزلية ذات النوعية الجيدةلحل مهم لمن يبحث في الناحية الصحية والاقتصادية.
•هناك مشكلة حاسمة بالنسبة لامتنا العربية والإسلامية تتعلق بالماء ومشاكله على مستقبل هذه الأمة فمصادر المياه تتجه نحو التقلص مما يوجب على المختصين في هذه الأمة الدعوة لكل العقول العربية المختصة سواء من يعمل منهم في الخارج او الدخل لصرف جهود بحثية رصينة في هذا الحقل الحيوي وكم كنت أتمنى ان اسمع ان هناك اجتماعات للجان الجامعة العربية المختصة بهذا الشأن بشكل دوري لان الأيام تمر والمياه تتناقص وربما في يوم ما من الأيام لن يجد المواطن العربي لا ماء البلدية ولا ماء القناني ومن هنا أوجه نداء لمن هم على كرسي المسؤولية بإعلان العام 2010 عام المياه العربية لا لمجرد الاجتماع الذي نسمع به كل سنة ولكن للخروج بحلول مهمة لهذه المشكلة لنركز لمدة عام كامل لمشكلة المياه فقط لأنها ستكون ام المشاكل ومشكلة الرعب الحقيقي ؟ وهنا اتمنى ان اكون مخطئا أو مبالغا في تصوراتي واحتاج لأي أخ مختص ليؤكد خطأ تصوراتي
•هنا أوجه دعوة للمختصين والمسولين عن هذا السلاح الإستراتيجي المهم بشن حملة كبيرة دعائية وثقافية ومؤتماراتية مستمرة لتجسير الهوة الساحقة بين فهم المواطن لأهمية الماء لحياتنا وما يمكن للمواطن من إن يعمل لظمآن أمن مياهنا ومياه أطفالنا والمحافظة على هذه الثروة وعدم إعدامها!!!