آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تخيلوا معي رياضة بدون فقراء

  1. #1
    صحفي / أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد التهامي بنيس
    تاريخ التسجيل
    21/12/2008
    العمر
    78
    المشاركات
    128
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي تخيلوا معي رياضة بدون فقراء

    2- 4 - تخيلوا معي رياضة بدون فقرا ء
    على الرغم من أنه موضوع عام , لا بأس أن نجعل مدخله بسؤال موصوف بالمحلية حول فريق المغرب الفاسي لكرة القدم الذي سبق أن لعب مباراته ضد الجيش الملكي يوم 4- 2 – 2007 بدون جمهور . ماذا لو لاحقه قرار حرمانه من جمهوره لمدة أطول ؟ لن تكون له موارد مالية طبعا ولا يتمتع بالدعم المعنوي الذي يوفره جمهوره . ويفتقد للاعب رقم 12 كما يقال . علما أن السواد الأعظم من الجمهور هم فقراء . يتفرجون على لاعبين فقراء . فقراء في كل شيء إلا الأخلاق فهي كنزهم وصبرهم وأملهم في الخروج من دائرة الفقر والإملاق , فالرياضة طبيبهم الأول , بها يمتلكون قدرة أمصال التلقيح الطبيعي ضد الأمراض , ولأنهم فقراء أصحاء بالرياضة فهم ينجزون الخدمات الهامة للقطاعت الرياضية التي لا تزدهر إلا بمجهودهم ورغبتهم في الحماية والتعطش لتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمالية عن طريق الممارسة الرياضية
    بعد هذا المثال لفريق يصنف ضمن الكبار فقد كان لي حظ الولع بتتبع مقابلات فرق الأزقة في عدد من الأحياء الشعبية في كثير من المدن المغربية , فوجدت أنها متشابهة إلى حد كبير في هذه النماذج التي أذكر منها :
    - ملعب فضاءات " الخينوريس " والملاليين" بتطوان وما أنجباه وغيرهما من أبطال تطوان مثل بطل المغرب قي الجمباز . الطيب البقالي وأبطال طلبة تطوان لكرة اليد وكرة السلة وشبيبة تطوان للكرة الطائرة الذين ازدهرت الرياضة التطوانية لفضل عطاءاتهم في الستينات
    - ملعب حي السلام في الخميسات وها قد بدأت تمراته تنتج حلاوتها لدى فريق الاتحاد الزموري المتميز في بطولة القسم الأول لكرة القدم خلال موسم 2007 – 2008 كما أنتجت في ألعاب القوى والعدو الريفي
    - ملعب حي مصران في مراكش
    - ملعب حي برج مولاي عمر وملعب لالة عودة بمكناس
    - أما ملعب ساحة السوق في تاونات فكان نموذجا لتحدي قلة الملاعب والتجهيزات , فإذا سقطت منه الكرة خارج حدوده لا يمكن الوقوف عليها إلا بفضل أحد المارة في الشارع العام , وإلا فلن تتوقف إلا قرب ساحل بوطاهر على بعد 10 كيلومترات . مما جعل كرة القدم ومعظم الألعاب التي تعتمد على الكرة لا تنتشر في هذه القرية / المدينة , وكل المباريات لا تجرى إلا في ملعب تيسة
    - ملاعب الأجساد العارية والأقدام الحافية في كثير من الشواطئ المغربية – عين الدياب بالبيضاء – المهدية بالقنيطرة – تمارة بالرباط – يعقوب المنصور بالرباط أيضا – سيدي علي بن حمدوش في الجديدة , وفي كل الشواطئ العامة التي تبقى متنفس الممارسين الفقراء
    - كما وقفت على ملعب وفريق فاعل في قرية " تامراغت " بنواحي أكادير
    خلاصتي هي شهادة أنهم يكونون قاعدة الألعاب الرياضية وهم صناع الفرجة
    والمتعة وهوس الجماهير الحريصون على عدم إفساد جمال اللعبة الرياضية حتى لا تفقد سر ديمومتها الروحية لدى عشاقها
    أنا لا أدعو إلى إفقار الرياضيين أو جمهور الرياضيين . ولكن أقول : الحمد لله الذي رزقنا بالفقراء حتى نجد في كل لحظة ما يطهر أغنياءنا ويطفئ غضب الله عليهم وأخص بالذكر تلك الطينة من الأغنياء التي تدخل ميدان الرياضة بشيكات تجعل لاعبي النادي المقتحم مشروع ثراء . أنهم لم يجدوا رياضيين فقراء . ماذا سيكون مصير مشروعهم الاستثماري ؟ أو ليس من الأفضل لهم ولكل المؤسسات المعنية بالشأن الرياضي ألا يحكموا الخناق على الفقراء الرياضيين والحمد لله الذي رزقنا برياضيين فقراء حتى يساهموا في تنمية بلادنا ويحققوا البطولات ويصنعوا الألقاب ويرفعوا رايتنا في المحافل الدولية
    ولكن أدعو ألا تبقى الرياضة في الأحياء الفقيرة . بعيدة كل البعد عن الرياضة الإجبارية النظامية على اعتبار أنها اختيارية وترويحية . لأنها رغم هذا الاختيار فهي تصنع الموهبة وتحتاج إلى فرص التنافسية . وهذا مع الأسف هو ما تتغيب عنه حتى المؤسسات التجارية والاقتصادية والاستثمارية . أي هو ما يتغيب عنه جل الأغنياء . إن في الأحياء الفقيرة مواهب تضيع . بينما في دول أخرى احترافية " ينفق الأغنياء لصنع موهبة تجلب لهم ميدالية ذهبية ما يكلفهم صرف 900 ألف دولار حسب إحصاء 94 . ويكلفهم 2 مليون دولار حسب إحصائيات 98 " حسب عصام بدوي – قناة الجزيرة
    فكم أستغرب أن شعوبا أخرى تنفق الكثير من أجل إكساب شعبها ثقافة رياضية ونحن نهمل مواهبنا المؤهلة – ربما بالفطرة – ولا نكتشف ثقافتها الرياضية ولا ننميها مع أنها حقيقة وواقع ملموس , كما هو واقع ملموس تفاوت التفوق بين حي وآخر بل بين مكونات نفس الحي من الرياضيين الفقراء , فهل بإمكاننا اكتشاف وصقل الموهبة وتنمية الثقافة الرياضية بينهم . ونحن لا نتوفر على إحصائيات تقيس مدى ارتفاع أو تراجع الممارسة الرياضية بين الفقراء . بعد أن أحصينا تراجع مستوى الفقر بنسبة 2,3 ÷ حسب إحصاء 2004
    إن كل فئة رياضية في مجتمعنا النامي , تحمل رؤى تؤمن بها وتسعى إلى أن تطبق على أرض الواقع , ورؤى فقراء الرياضة, محددة فيما هو ملموس في . مرجعياتها المستوحاة من أنها تنتمي إلى المغرب البلد الإسلامي العربي الأمازيغي – المتشبعة مكوناته بالأهمية الرياضية ذات الثوابت الراسخة في أعرافها وتقاليدها , وفي قانون بلادها وفي اندماجها ضمن التعددية الاجتماعية وتنوعاتها في نفس البلد
    - فمن حيث المرجعية الدينية, تتشبث هذه الفئة بتعاليم القرآن الكريم الذي جمع كل مكارم الأخلاق , وترى أن الدين يرفض الظلم, ويمكن أن تكون مراجعة الظالم بالتي هي أحسن
    - ومن حيث اعتبارات المواطنة, ترى أن الرياضة حق للجميع, تعايشا وممارسة بغض النظر عن التصنيف الطبقي
    - و أن تحصين شباب المغرب . وشبابه الرياضي وحمايته من المخاطر والمنزلقات , له ثوابت مجسدة في الحقوق الرياضية وحق الممارسة من بينها كحق حياته بكرامة بعد الانقطاع عنها . وحق التنظيم والمشاركة العادلة في أنشطة أي تنظيم رياضي
    - وعز الحياة بالنسبة إلى هذا الشباب ,هو اكتمال المواطنة والتشبث بالانتماء لبلدهم المغرب , الذي هو الأصل وهم فرع من فروعه, لا يرغبون في أن يفرض عليهم الانسلاخ عنه, ويقينهم أن " الأصل لا يتمنى فرعا أفضل من فرعه " فطبقات البلدة, وهي مجموعة الفروع فيه, تتحقق لها الحياة الكريمة, بالتلاقي والتكامل , وليس بالتنا فر والتطاحن , وهذا في نظرنا يدخل ضمن مكارم الأخلا ق – والرياضة أخلاق– رغم أنها صناعة بشرية , ابتكرها الإنسان لتمنحه مزايا تنافسية
    وليس من التنافس أن يزكى فرع أو يستحوذ على مقدرات الآخر , فطبقة الفقراء الرياضيين, تعتبرأن طبقة الأغنياء الرياضيين اقتحمت الرياضات الموصوفة برياضة الفقراء , بينما العكس المنطقي لم يحدث , وما حققته ريا ضة الفقراء من مزايا, يسود الإحساس أنها تسلب منها . ولازال اتجاه اقتسام هذه المزايا يتزايد ويحكم قبضته , ليس هاهنا فحسب , بل هو في هيمنة ريا ضيي الدول الغنية على رياضيي ورياضة الدول ا لفقيرة والذي يندرج في إطار الهيمنة على اقتصادها وخيراتها الطبيعية والبشرية . وليس من التنافس, أن يصبح الرياضي الفقير غريبا في بلدنا , البطل المسن من هذه الفئة , مهمل منسي , الرياضي المنقطع يجر وراءه خيبة الأمل وحسرة انجرافه مع عشق رياضة لم تضمن له مستقبلا , وشبابها يعاني من نقص البنى التحتية , ومضا يق في القليل المتوفر منها , ومحروم من تلك التي هي مخصصة لأغنياء الرياضة . فحتى لو كان المبرر هو ازدياد الرغبة في الفوز, فإن الفوز الحقيقي ذو الآثار الايجابية الآنية والمستقبلية , ليس هو ا لفوز في مباراة طارئة , بقدر ما هو الفوز في توسيع القاعدة الممارسة, وقاعد ة المستمتعين برياضة ما . صغارا أو كبارا , ذكورا أو إناثا . خاصة ونحن المغاربة- بأغنيائنا وفقرائنا لسنا فقراء أخلاق , و لا فقراء الاعتراف بالجميل , فما تحققه رياضتنا من تقدم ننوه به. أيا كان من بلغه . وهذا ما يحثنا على لفت الانتباه إلى الفئة المنسية من فقراء الرياضة والفئة التي تعاني من ويلات الانقطاع
    قد يساهم مفهوم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية , وما تقترحه من شراكة فاعلة للقطاع الخاص إيجابيا . إذا اقتنع هذا القطاع أن الاستثمار في الحقل الرياضي يضيف قيمة اقتصادية للشركة وقيمة لقدراتها على البذل والتطوير, ويزيل عن القطاع الخاص تهمة التخلف عن التنمية الرياضية , فبذلك يسهم في خلق مناخ جديد لدعم المحتاجين رياضيا والمنسيين في ميدانهم الرياضي وخارجه بعد الانقطاع . وتصبح مساهمتهم إنمائية. تضمن استدامة العطاء لتوسيع شبكة الممارسين بتعاون مع الدولة والمجتمع . حتى إذا ظهرت الحاجة إلى الأبناك المحلية لتلعب دورا محوريا في هذه التنمية , كانت هذه الحاجة واجبا اجتماعيا رياضيا في ظل ما تنعم به من مقدرات وأرباح مصدرها وسببها المواطن المغربي , واتجاها واضحا على أن هناك جهدا كبيرا ملموسا لتطوير الأفكار وتحويلها إلى واقع مربح ماديا وتشاركيا واقتصاديا ورياضيا يمكن أن يقود إلى إحداث صندوق لتنمية الرياضة في الأحياء الفقيرة
    محمد التهامي بنيس


  2. #2
    مـشـرف سابق (رحمه الله) الصورة الرمزية عز الدين بن محمد الغزاوي
    تاريخ التسجيل
    13/10/2008
    العمر
    72
    المشاركات
    1,039
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: تخيلوا معي رياضة بدون فقرا ء

    * السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    * أخي محمد بنيس ، لا زلت تغدق علينا بكتاباتك القيمة عن " الرياضة ... وعالم الفقراء "، فشكرا جزيلا.
    * إن موضوع اليوم يفتح نقاشا مفيدا ، يضع النقط على الحروف في إشكالية ، تخيلوا معي " رياضة بدون فقراء !" ،كما أن المحاورالتي أدرجتها أعطت صورة متكاملة للموضوع ، لكن هل من متتبع أو قارئ ؟.
    * شكرا أخي بنيس ، و سأظل متتبعا لمواضيعك القيمة / عز الدين الغزاوي .


  3. #3
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية د. موفق مجيد المولى
    تاريخ التسجيل
    25/04/2009
    المشاركات
    597
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: تخيلوا معي رياضة بدون فقرا ء

    الاستاذ محمد المحترم
    هذه الصفحة الجميلة أثارت عندي سؤال مهم اعتمادا على ما قرأت!!!
    هل تصنع الموهبة؟ أم انها تولد مع الأنسان؟
    أنا أعلم الأجابة ولكني اضع السؤال لأحرك وادغدغ العقل الرياضي العربي لمتابعة تقاريرك المهمة والرد او التعليق لأن الرد او التعليق يكسبنا فكرتين(إعطني درهما أعطيك درهما .. كسبنا درهمين)
    لك مني تحية

    العقول المفتوحة... تقرأ ...تحلل ...ترفض او تقبل... العقول المغلقة...تقرأ ترفض....لا تقرأ ترفض............

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •