المعركة الكبرى ضد الشحوم(2)

[د. موفق مجيد المولى]

الصحة قبل كل شيء فهي أولا والبقية تأتي........
من المهم البحث عن طريقة حسية بسيطة لشحن الطاقة وتشذيب بعض الكيلوات غير المرغوب فيها وتحسين الصحة والظهور بشكل جيد فالمعلومات التي قي هذا التقرير لم تأتي من الجانب ألنضري للكتب فقط بل جاءت من خبرات عملية وحياتية من محترفين في الصحة والأطباء وعالم صناعة الأغذية ومن الفسيولوجي والسيكولوجي ومن المتخصصين في التدريب الرياض وغاية التقرير إعطاء معلومات عما يحتاجه الفرد لتحسين الصحة وتقليل الوزن والتي ستمنحه الفرصة لعدم التبذير بالوقت والمال ولعدم تكرار الأخطاء السابقة.
هناك تركيز كبير على الحمية والتمارين الرياضية والتي لا تعمل في كثير من الأحيان لكن ليس من المهم النضر فقط لطريقة جديدة في التخسيس أو في إعادة تنفيذ التمارين القديمة فصناعة الصحة واللياقة البدنية المعاصرة تركز على تحسين تحمل الجهاز القلبي التنفسي وعلى التدريب الهوائي والتمارين الرياضية وعلى زيادة القوة عن طريق الأثقال وتناول الأطعمة التي تحتوي على اقل عدد ممكن من السعرات الحرارية ولكن المهم في حقيقة الأمر هو الحاجة ليس فقط لطريقة( تغيير) نظام التغذية ولا في (تغيير) نظام التمارين الرياضية ولكن في(تغيير) تركيزنا من الحمية والتحول لتغذية سليمة ومن أشكال التمارين إلى إشكال النشاطات)فنحن نحتاج إلى التركيز على صحتنا والباقي يأتي بعد ذلك لأن الصحة فوق كل شيء فهدف هذا التقرير المهم هو الانتقال بالتركيز على أن الصحة هي الأساس لكل شيء قادم فبدون صحة جيدة ستفشل كل الأشياء الأخرى فهناك جنون يجتاح العالم بقضية الحمية دون معرفة الفرق بين الصحة واللياقة البدنية أو بين الصحة والتدريب البدني أو بين الصحة والحمية الغذائية فالكثير يجهل معنى (الصحة) وكيف تعمل التمارين الرياضية والحمية الغذائية معا للتأثير في الصحة.
ماهي الصحة؟ هي الحالة البدنية والذهنية والاجتماعية المتكاملة وليس غياب الأمراض والعجز فحسب وهو التعريف الذي لم يتغير منذ العام (1948) إلى الآن(منظمة لصحة العالمية) ولكن دعونا ننضر للصحة من جانب آخر وبدلا من أن نسأل ما هي الصحة لنسأل ما هي المواصفات التي يمتلكها الناس الأصحاء؟فالشص لصحي يمتلك :
•طاقة وحيوية كافية لتكملة واجباته اليومية.
•طاقة وحيوية كاملة للتمتع بالحياة والنشاطات السعيدة.
•القابلية على مواجهة التحديات اليومية والأحداث الطارئة دون التعرض للضغوط والإرهاق.
•التحرر من الإمراض والعجز.
عند هذه النقطة يكون هدفنا الذي نسعى اليه واضحا ولقد وضع المختصون سبعة نقاط مهمة عند العمل على برنامج فقدان الوزن الصحي وهي:
1-تحديد الهدف فكل الناجحين في الحياة في مختلف الحقول سواء التجارة أو الأعمال أو العائلة او الصحة هم ممن يضعون الأهداف في أعمالهم فلابد من خطة معلومة لما يجب انجازه فإذا لم يكن باستطاعة الشخص الجلوس نصف ساعة وكتابة ما يريد انجازه فان الباقي سيكون ضياع للوقت والجهد فالمهم رسم صورة لنفسك لما تريد أن تبدو عليه وقبل البدء بأي برنامج لفقدان الوزن أسأل نفسك لماذا تريد تحسين صحتك؟ ثم اجب على السؤال بورقة اجعلها قريبة منك على الدوام ومن دون إجابة أو سبب لتحسين الصحة وفقدان بعض الوزن فانك ستخسر المعركة وبعد الانتهاء من الإجابة ضع بالاعتبار بعض الأسئلة الأخرى المهمة ومنها
•ماهي النشاطات الترويحية والألعاب التي تود المشاركة بها؟
•كيف يبدو مستوى الطاقة التي تملكها؟
•كيف تريد لنفسك أن تبدو؟
•كم من الوزن تريده لنفسي؟
•كم من الوزن تريد فقده؟
•ماهو حجم الملابس التي تود ارتدائها؟
2-هل تتبع برنامج طويل الأمد؟ فالتركيز على برنامج قصير الأمد سيحرجك بالنتائج وسيقلل التشجيع عندك فعند العمل على برنامج لمدة ستة إلى اثني عشر شهر كهدف فان خسارة يوم تدريبي لسوء الجو لا يكون مشكلة كبيرة ولكن عند محاولة فقد (2) كيلو يوم غدا فإن فقد ذلك اليوم التدريبي سيكون مشكلة كبيرة بل سيكون نهاية العالم مع التذكير بعدم وجود معادلة سحرية للتحسن في الصحة وتقليل وزن الجسم فالنتائج الأحسن تأتي من استراتيجيات طويلة تتضمن التغيير في عادات تناول الغذاء.
3-هل طريقتك متشددة وعند السؤال عن أصعب الأشياء لكل الجنس البشري انه وبدون شك ( التغيير) فهو غير مريح نفسيا ولنكن واقعيين فليس مطلوب من أي شخص ان يكون عالم نفس ليتوقع عدم إمكانية تحول شخص يتناول ثلاث وجبات دسمة يوميا فجأة لأكل الجزر والرز الأسمر ولكن النصيحة أن يكون التغيير تدريجي وليس مرة واحدة ولتكن البداية مع التغيير البسيط وعندما تشعر بالراحة نتقدم خطوة أخرى وهكذا وخلال فترة طويلة تكون أحداث التغيير كبير ولكن من دون إزعاج لروتينك اليومي المعتاد .
4-هل تشعر بالضياع فمن دون هدف ومن دون خطة لبرنامج فقد الوزن الزائد فيكون من الصعوبة معرفة قيامك بالشيء الصحيح وهذا يقودك لفعل كل شيء وأي شيء من دون ان تحصل على النتائج التي تسعى لأجلها فتصبح مسالة مستويات الطاقة والوزن مثل المرجوحة طالعة للأعلى ونازلة للأسفل لذا نرجع لتأكيد على وضع الأهداف ووضع الخطة للوصول للأهداف وهذا يبعدك عن حمية التجويع ويقربك من حمية التدرج والتعديل في عاداتك الغذائية وإدخال كمية معتدلة من التمارين الرياضية على أسلوب حياتك..
5-الطعام لا تكفي الحمية لوحدها لمعادلة تقليل الوزن فكلاهما من وجهة نضر المختصين خطرة على الإنسان فلا تنظر لتقليل الوزن من منظار الحمية فقط ولكن حاول التركيز على (التغيير المتدرج) لعاداتك الغذائية لفترة طويلة الأمد فعلى الرغم من ان كل الأغذية مصنوعة من الكاربوهدرات والبروتين والدهون فان تقليل المستهلك الدهني يكون الاهتمام الأول لأي برنامج لتقليل الوزن على أن نعرف أي نوع من الدهون نقلل فهناك خطأ كبير هذه الأيام بقيام البعض بمقاطعة كل أنواع الدهون ورغم ذلك يكسبون الوزن الزائد ولا يفقدونه فحين تقاطع كل الدهون من غذائك فان الجسم يذهب في طريق (النجاة) حيث يخزن بشكل سريع اكبر كمية من الدهن ممكنة فالقليل من الدهون المستهلكة يعني الكثير من الدهون المخزونة والمهم هنا معرفة أي الدهون جيدة وأي الدهون سيئة فنعطي أجسامنا الجيد منها ونحرمها من السيئ منها وهنا نفكر في التحول من الأطعمة الدهنية و المقلية للأسماك والبيض والفاكهة والخضروات وكمية (معتدلة) من الخبز والسيريل والمكونة والرز وعدم المبالغة في تناولها وعلى الخصوص وكن متأكد من استهلاك كمية جيدة من البروتين(الدجاج والسمك والجوز واللحم قليل الدهن) وقلل استهلاك السكر والملح والقهوة والشاي والكحول ومن المهم زيادة استهلاك الماء والأغذية التي تكون غنية بالماء ومنها الفاكهة والخضروات وهنا نصيحة أخرى بعدم الاستمرار على الأكل حتى الشبع والتي ترتبط بالقابلية على الانضباط وهي نقطة ذات تأثير دراماتيكي على مستويات الطاقة ونجاح خسارة الوزن الزائد وقد حذر المختصون من اقتصار الحمية على نوع معين من الطعام لفترة طويلة جدا لان الجسم يتعود على تلك النوعية فيميل للكسل عند هضم الطعام ولمواجهة ذلك يجب التنويع لتعطي جسمك شيء مختلف ليهضمه.
6-تعتبر التمارين الرياضية مهمة ولكن علينا الانتباه بان اختيار المارين الصحيحة هو المهم فالتمارين الرياضية التي تستلزم المجاميع العضلية الكبرى تكون مفيدة لفقدان الوزن علما ان الشخص النشط بدنيا يحرق سعرات حرارية أكثر من الشخص الغير نشط بدنيا حتى أثناء النوم فالتمارين الصحيحة لا تحرق سعرات حرارية أكثر فقط ولكن تقوي الجهاز العضلي للجسم وهذا يعني الابتعاد من مخاطر الحمية التي تقود لتقليل الأنسجة العضلية وليس الشحوم الجسدية.
7-الاسترخاء والاستمتاع بالوقت وعدم إهمال ألأشياء الأكثر أهمية كالعائلة والعمل والدراسة ومحاولة إيجاد توازن بين برنامج فقدان الوزن هواياتك صحيح أننا نخطط لفترة طويلة ولكن يجب التركيز على حياة اليوم.

[سعاد زكي]

موضوع جدير بالقراءة المتمعنة فعلا
شكرا جزيلا دكتور موفق