مشهد تحدي ثقافة الفقر: طموح رياضي
انتهت رحلة التجول عبر المقاهي والشوارع قصد جمع التبرعات لفائدة الفريق الرياضي لشبا ب الحي , وتحلقوا حول منسق العملية , وهو يحصي أمام الملأ . قيمة المقدار المتجمع , لكن علا ما ت ا لحسرة أ خذ ت تعلو ا لوجوه , وما أن انتهى العد حتى خيم ا لوجوم , وازداد ت الحيرة , فلم يتجمع ما يكفي ليكونوا فريقا رياضيا -
صاح ا لأ شهب : يا شبا ب . لا تحزنوا فما تجمع ا ليوم فيه خير وبركة . هو مقدار هزيل ولكنه يحفز على تجديد الكرة, وتجديد الخطاب, لقد اعتقد البعض أننا نحتال, ولهذا نحتاج لجهد جديد حتى نقنع من ينظر إلينا نظرة شك , وسيقتنع تحت إلحاحنا وبسطنا كشف حسابنا وحجم متطلباتنا البسيطة , فمن كان منكم يخجل من هذه المهمة ويراها نقيصة , نقبل عذره . وعليه أن يختار مهمة أخرى مما ننوي إنجازه , تعلمون : أن أمامنا مهمة تنظيف الساحة من الأعشاب الطفيلية , والأزبال والأوحال . حتى نجعلها بيئة صالحة لممارسة هوايتنا الرياضية , وأمامنا مهمة الاتصال والإقناع وانتزاع الموافقة على استغلا ل هذا الفضاء الضائع , زيادة على مهمة جمع الرصيد الذي يمكن جماعتنا وفريقنا من تشكيل خلايا تواصلية مراعية للانسجام المطلوب , وفي استجابة لافتة, لم يتخلف أحد عن مجموعته , ووضعوا تصورهم عن إمكانية النهوض بالساحة. وأعدوا ملفا دقيقا . في شكل أوراق عمل
- ورقة تعريف بجمعيتهم تضم لائحة بكل أعضائها وقانونها وأهدافها وبرنامجها الرياضي
- ورقة حول الأولويات ومستلزمات بلوغها
- ورقة حول شباب الحي واهتماماتهم ومتطلبات حما يتهم من الانزلاقات
- ورقة حول الفئات المستهدفة والجدوى من النشاط المزمع
- إعداد رسائل وملتمسات لإدراج الحي ضمن الأحياء المستفيدة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية , قصد إ خراجه من حالة الفقر والتهميش والهشاشة الاجتماعية
إنها أيضا لوحة تبرز رغبة الشباب في ملء الفراغ , حتى لا يحدث لهم أي انحراف وهي شاهد ة على أنها رغبة جماعية في العمل والإنتاج والتشبع بروح المبادرة وغرس مفهوم المسئولية , وشهادة على تفاعلهم مع البيئة التي يعيشون فيها وسعيهم إلى تجد يدها . وهي شهادة على إبراز أهمية تكوين الفرقة أو الجمعية أو المجلس , واقتراح الحلول والمشاركة في صنع القرار المناسب لتنمية الروح الرياضية ونهضة الرياضة محليا شهادة على السلوك الواعي لإ تبات أن الرياضة نشاط تربوي ونشا ط نفعي ونشا ط تنموي وشها د ة على أن الشباب المغربي الواعي . ليس هو ذاك المتلقي للخدمة أو المنتظر لها , بل هو صانعها والمدافع عنها
شهادة تثبت أن الرياضة – سواء على مستوى القاعدة المستفيدة , أو لدى أصحاب القرار– ينبغي أن تتأسس وتنهض شراكة بين القطاع العام والخاص والمواطن العادي
وفي الأخير هي شهادة . على تحدي الفقر وثقافة الفقر, واعتبار أن بإمكان الرياضة أن تخرج من دائرة سلطة الفقر وأحزانه وأوجاعه
محمد التهامي بنيس