هذه زفرة حنين وآهة شوق أبعثها لبلدتي الغالية مدينة إب في الجمهورية اليمنية:بلدة هادئةٌ وادعة تظلها الأشجارُالفارعة ثمارها يانعة جبالها مانعة أجوائها رائعة وديانها شاسعة رؤيتها ماتعة وهي بحبها لقلبي لاسعة لسعتها محرقة غاية الإحراقِ مؤججة للأشواق فتراني دائمُ الإطراق أتخيلُ فيها كلَ حي وزقاق ولولا الحياءُ لجرى الدمعُ رقراق أشتاق لتلك الربى بل إني لها من العشاق ومن غلاوتها أشتاقُ حتى لمن هو لي عاق يكفيه أنه يعاينُ جمالها الخلاق وحق لمن رأها ألا يُشاق وهذه ضريبةِ الحبِ يارفاق فهي وإن جبنا الآفاق ملاذنا بعد اللهِ من كلِ إملاق وشفاؤنا بل هي الترياق وراحتنا من المشاق وفخرنا في كل سباق وإن كانت كثيرةُ الإخفاق قليلةُ الإغداق كثيرة الشقاق بعيدةٌ عن الإنطلاق ورغم هذا فشوقها يعصرُ الأكبادَ وينغص الرقادَ وينحت في الأجسادَ كنحتِ الحبلِ للعمادِ تضيق البلادُ ويأبى القلبُ إلا هاتيكَ البلاد بلادٌ حفرت في الفؤادِونقشت بالعبرات لا بالمداد أحجارٌ أشجارٌ طرقٌ أوتادٌ أمطارٌ زراعة بسماتٌ ضحكاتُ الأولادِ ريفٌ بردٌ نسيمٌ إجتماعٌ على الزادِ أهلٌ علاقاتٌ محبةٌ وودادٌ آهٍ على هذهِ الغربةِ جهادٌ في جهادٍ بين الشوقِ للبلادِ والخوفُ مما خُط في المدادِ وبين الحنينِ للماضي والأمل الوقادِ لكن ما علينا إلا الرضا والانقياد للقضاءِ والقدر المقسوم للعبادِ والكريم يداوي علته ويخفي عبرته ويسترُ زلته لتحمد سيرته ويخففُ ألم غربته بأملِ جميلٍ لعودته ولقائه أحبته فهذا يقلل من حرقته لأنه وإن سافر من بلدته إلا أن قلبَه رهينُ أحبته وحبيسٌ لحين عودته فيغامر لأجل هذا ويصابرُ ويركبُ المخاطرَ غيرَ آبهٍ بها أو ناظر بل مثابرٌ وأي مثابر حتى يفكَ قلبه من المآسر ويسعدَ القلبَ والعينَ والخاطرَ حينها تتوقف دمعُ المحاجر ويُروى ظمأ الهواجر اللهم يا قوي ياقادر حسن أوضاع البلاد كي لا نسافر وارزقنا السعادة في الدنيا وفي اليوم الآخر .
المهاجر : صادق حمود الرعوي
المفضلات