دراسة ماضينا الرياضي . بصيرتنا للمستقبل

لاشيء في امتدادنا الرياضي , يمس الأمس , مثل اليوم, فقد كانت خطوات أبطالنا القدامى عملاقة , محت علامات تخلفنا الرياضي , بعد مكسيكو 1970 م
إن هذا التاريخ القريب , يجعلنا نقف , وفي قلوبنا ألف تحية وسلام لأبطالنا الذين توحد حولهم المغاربة , من أجل جعل الدهشة والمعجزة, خطوات بناء وتحديث, يحق لنا اليوم أن نتحدث عن حصادها , لأن العالم كله يقرأ حياتنا الرياضية من خلال إنجاز هؤلاء في محطات توهج , أضاءت واجهة شعورنا الشعبي والرسمي , ولم تبق استثنائية بل أفرزت تفاعلات رياضيين , فنمت قدراتهم وأضافت ألقابا وألقابا , تظلل نواحي حياتنا الرياضية , وتكتب رسالة عظيمة , تؤكد خصوصية هؤلاء الأبطال في هذا الوطن , الذي عليه أن يستمر في إنهاض الرياضة , والعناية بالرياضيين والرياضيين الفقراء منهم , الذين لبسوا قميص الوطن , واستشعروا الروح الرياضية تسري في جسدهم , وتقوي حما ستهم وجديتهم في الأداء نعم . لقد كان من الإنصاف , الاعتراف لهم بما أسدوه لرياضة وطنهم , وسمعة بلدهم , ولكن لا أريده اعترافا يقف عند التنويه – وان كان حقهم المشروع – وإنما أريده اعتراف مراجعة ماضيهم , لمعرفة الحاضر الرياضي , وكيفية استثماره حتى نجعل من الحاضر انطلاقة للمستقبل المفتوح , خاصة وأنه بين الماضي والحاضر حدثت إنجازات رياضية مشهودة جبارة , على يد طاقات نسائية ورجالية " كل عناصر الفريق الوطني المشارك في مكسيكو 70 – وكل الذين فازوا بالكرة الذهبية , أحمد فرس , محمد التيمومي , بادو الزاكي - والذين فازوا بكأس أفريقيا للأمم سنة 1976 بأ ثيوبيا , والذين فازوا بكأس الاتحاد الأفريقي مرتين , والكأس الأفرو – أسيوية مرتين , وكأس السوبرالإفريقية – ومن مختلف الرياضات : لحسن عقا صمصم - سعيد عويطة– نوال المتوكل – نزهة بيدوان . حسنى بن حسي - خالد السكاح - بوطيب - بولامي - زهرة واعزيز - هشام الكروج-العيناوي - العلمي-أرازي– الكورش - النجاري - عشيق - بيتشو - الظلمي – عسيلة- هزاز - الزهراوي . التازي . السميري -الحداوي - البياز - النيبت - بصير - حجي - الشماخ - والقائمة طويل---------ة " ويستحق كل اسم فيها,إفراد كتاب عن سيرة صاحبه الذاتية ومسيرته الرياضية, والاستفادة من دروس تجاربهم الخاصة, و من خلال الوعي بها, بغية اجتياز المسافة بين الطموح والواقع , وبين الدافعية والمعوقات,و بغية تحليلها تحليلا نقديا – بالايجابيات والسلبيات– لتعميق معرفة سيرورتها الرياضية, وارتباطها بالمصلحة الوطنية, والتطورات الجهوية والدولية, ليس على أساس الاستنساخ منها وتكرار ما كان بها من أخطاء , بل بهدف التبصر على أرض الواقع وتحسين الواقع بتطلعات مستقبلية , تحتضن الرياضي , وترعاه , وتوفر له سبل السعي لتلبية حاجاته ورغباته , فيرى نفسه , في المصلة العامة, وفي سياقها يحمل القميص الوطني ويدا فع- -
إن تدارك نقائص ماضينا الرياضي , دواء, به تستعيد رياضتنا صحتها, فتوصلنا إلى وضع إمكانيات تحقيق الهدف الشخصي للرياضي . فيكون منه البطل - وإمكانيات تحقيق الهدف العام . فتكون التنمية الرياضية , والتي هي جزء من التنمية الشاملة
إن تدارك نقائص الماضي بهذا المنظور , يضمن الترابط الهدفي , بالترابط الاجتماعي , لأن الرياضة أولا وأخيرا فعل فردي / اجتماعي
ونظرا لتنوع الإنجازات البطولية – رغم قلتها قياسا بما تحقق لغيرنا - وبسبب فقرنا لدراسات تحليلية مواكبة لكل انجاز– إلا ما ندر وبشكل غير منهجي – فقد وجد تني أعود لدراسة الوضعية الاجتماعية لفريقنا الوطني لكرة القدم 1986 م واستمزاج آراء أبطال من قدماء منتخبنا المغربي , فلعلها في وقتها , كانت الدراسة الفريدة , واستوجبت استحضار معطيا تها , ومعطيات نتائج أبطال لنا في رياضات أخرى , لتلمس ما إذا كنا وقفنا عند نشوتها طويلا , أو تحفزنا لإنهاض رياضتنا , حتى لا تفقد بريقها الذي صنعته فئات تنتمي في معظمها لطبقة , تحتاج للعناية والرعاية , مع صياغة تساؤلا ت عما إذا كنا قد وضعنا القاطرة على السكة بصواب, أو أخطأنا المسلك ؟ وكم كلفنا ذلك من الجهد والوقت ؟ وهل نطمئن على مستقبلنا الرياضي بما تم إنجازه
محمد التهامي بنيس