Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
رأس العين عبر التاريخ

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما رأيك بموقع رأس العين http://raselein.reefnet.gov.sy/raselein

المصوتون
2. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع
  • ممتاز

    1 50.00%
  • جيد

    1 50.00%
  • ضعيف

    0 0%
+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 58

الموضوع: رأس العين عبر التاريخ

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رأس العين عبر التاريخ

    رأس العين عبر التاريخ
    و قد سميت رأس العين لوقوعها على ينابيع الخابور التي تشكل نهر الخابور الذي يأتي بأهميته بعد نهر الفرات ويشكل أهم رافد لنهر الفراتومدينة رأس العين قديمة قدم التاريخ وكانت تعرف بأسم / كابارا / في العهد الأرامي /وغوزانا/ في العهد الأشوري و/ رازينا/ أو / رسين/ و / تيودسليوس/ في العهد الروماني ثم سميت / رش عينو/ وبعد ذلك سميت / قطف الزهور / و/ وعين ورد / وأخيراً راس العين المدينة الحالية .
    رأس العين عبر التاريخ
    سبب التسمية | تاريخ رأس العين | التنقيب والأبحاث

    سبب التسمية
    توأم التاريخ وإحدى أهم المراكز الحضارية في بلاد مابين النهرين عبر العصور تبوأت مكانة مرموقة عبر التاريخ يكاد كل موطئ قدم يحكي قصة من تاريخ المنطقة. وقد أخذت رأس العين حيزاً كبيراً من اهتمام البلدانيين والجغرافيين العرب أمثال: ابن الحوقل – وياقوت الحموي وآخرون .. وقد أشاد الجميع بجمالها وأهميتها.

    وقد سميت رأس العين لوقوعها على ينابيع الخابور التي تشكل نهر الخابور الذي يأتي بأهميته بعد نهر الفرات ويشكل أهم رافد لنهر الفرات.

    ومدينة رأس العين قديمة قدم التاريخ وكانت تعرف بأسم / كابارا / في العهد الأرامي /وغوزانا/ في العهد الأشوري و/ رازينا/ أو / رسين/ و / تيودسليوس/ في العهد الروماني ثم سميت / رش عينو/ وبعد ذلك سميت / قطف الزهور / و/ وعين ورد / وأخيراً راس العين المدينة الحالية .
    كانت رأس العين في العصر العباسي مركزاً تجارياً هاماً ومحطة هامة للقوافل ومصيفاً للخليفة العباسي / المتوكل / وغيره من الخلفاء العباسيين . كما أتخذ منها السلطان صلاح الدين الأيوبي مركزاً للأستراحة مدة عام كامل أثناء فتحة للجزيرة العليا وشمال العراق وحلب.
    وأنجبت رأس العين الكثير من العلماء مثل / عبد الرزاق بن خلف الجزري الرأس عيني نسبة إلى راس العين عالم الجزيرة والفرات . والفقيه منصور الضرير الرأس عيني وسرجيوس الرأس عيني شيخ أطباء رأس العين وصاحب العديد من المترجمات والمؤلفات

    عودة إلى الأعلى

    تاريخ رأس العين
    ( رأس العين – تل حلف – تل الفخيرية ) مواقع تختزن تاريخ المنطقة وذاكرة العصور لدهور تزيد على خمسة ألاف سنة.

    لا يخفى ما كان للمياه من شأن كبير في جذب الأقوام وتوفير مقومات الاستقرار والتوطين ولذلك كانت منطقة الخابور وينابيعها بشكل خاص توفر عقدة مواصلات هامة بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب وقد هيأها ذلك لأن تكون موطن عمران منذ فجر التاريخ.

    أقدم مظهر حضاري يصادفنا ما باحت به المكتشفات الأثرية في تل حلف، فقد دلت على وجود شعب عامل نشيط عرفه التاريخ باسم (الشعب السوباري) الذي أسس دولة واسعة الأطراف، وكانت عاصمة الدولة التي شكلها الشعب السوباري هي ( تل حلف )، ويعود ذلك إلى أواسط الألف الرابع ق.م . أي حوالي 3500 ق.م

    يقول الباحث الأثري الألماني (البارون فون أوبنهايم) من خلال تحليله للمكتشفات الأثرية أنه كان هناك تبادل تجاري نشيط بين الشمال والجنوب، أي بين سوبارتو وسومر. وقد اكتشف أوبنهايم مرفأً نهرياً كانت المراكب تنحدر فيه نحو الجنوب إلى الخابور ثم الفرات وتتابع أخيراً إلى جنوب العراق.

    إن الآثار المكتشفة في تل حلف لدليل واضح على حضارة سوبارتو ذات الخصائص المستقلة. واستمرت حضارة تل حلف زاهرة لقرون طويلة حتى بدأت تذوب شيئاً فشيئاً تحت زحف شعوب هند وأوربية لتختفي وتفقد أهميتها حتى تعاود النهوض من جديد في أواسط الألف الثاني قبل الميلاد حيث شكلت دولة في الجزيرة امتد نفوذها وسلطانها إلى الأقطار المجاورة تلك هي (دولة الحوريين – الميتانيين) ، واتخذوا من (رأس العين) قاعدة للدولة عند ينابيع الخابور والراجح أنها (موقع تل الفخيرية) الحالية وكانت تل حلف إذ ذاك خراباً.

    تضاعفت قوة هذا الكيان السياسي شيئاً فشيئاً حتى بسط نفوذه على كامل منطقة الشرق الأوسط وبعد جولات عسكرية بينها وبين مصر تم الاتفاق على المصالح وتم نقل ثلاث أميرات ميتانيات إلى بلاط مصر كزوجات لملوك مصر. ويذهب أوبنهايم بأن الملكة نفرتيتي زوجة توت عنخ أمون ذات الشهرة الذائعة هي أميرة ميتانية. وبعد أن بلغت هذه الدولة شأواً عظيماً بدأت بالانحدار شيئاً فشيئاً ليطمع بها الأقوام المجاورة. لتنقرض بشكل نهائي.

    وتوالت الأيام لحين تمكن شيخ أرامي يدعى (كابارا) أن يبني دولة جديدة على أنقاض الميتانيين واختار موقع (تل حلف) لدولته وكانت فيما مضى عاصمة للسوباريين وكانت تل حلف إذ ذاك كوم من الأنقاض .

    إلا أن هذه المملكة الآرامية لم تعمر طويلاً فقد قضت عليها (الدولة الآشورية) التي وصلت إلى أوج عظمتها وأطلق على تل حلف عند ذاك اسم (غوزانا) ومنذ ذلك الوقت ذابت الجزيرة السورية ومن ضمنها (رأس العين – تل حلف – فخيرية ) كبلاد ذات شخصية مستقلة لتصبح جزءاً من الممالك في الدولة الآشورية.

    ثم دخلت (حوزة الفرس) ولم تترك هذه الحقبة الفارسية أثراً يذكر لتل حلف. وظلت هكذا حتى جاء (الرومان) واحتلوها وأصبحت (رأس العين) تحتل مكاناً مرموقاً على الحدود البيزنطية الفارسية. واهتم بها الإمبراطور ( تيودو سيوليوس) لتكون في مصاف المدن الحصينة ووضع فيها حامية، فحملت رأس العين اسمه. وعلا شأن رأس العين حتى أضحت كأنها مملكة لها شخصية اعتبارية داخل الإمبراطورية الرومانية. وأصبحت مركزاً لتلاقي المدرستين اليعقوبية والنسطورية، وكان لكل مدرسة أديرتها ومعابدها وقد برز من علمائها ومفكريها الطبيب والفيلسوف ( سرجيوس الرأسعيني ) وهو أول من ترجم الكتب الفلسفية والطبية من اليونانية إلى اللغة السريانية في القرن السادس الميلادي، وسميت رأس العين حينها (رش عينو ).

    ثم جاء الفتح الإسلامي بقيادة (عياض بن غنم ) عام 17 هـ واستطاع فتح بلدان الجزيرة بكاملها ويصالح أهلها إلا رأس العين استعصت على الفتح. وهناك بعض المصادر الإسلامية تذهب إلى أن (خالد بن الوليد) وقع فيها أسيراً إلى أن تم فتحها بعد عام على يد (عمير بن سعد) سنة 640 م إلا أنها ظلت محافظة على أهميتها وفاعليتها كمركز تجاري كبير ومحطة للقوافل بين أرجاء الإمبراطورية الإسلامية . وتذكر بعض المصادر أن الخليفة المتوكل وغيره من الخلفاء اتخذوا منها مصيفاً وأن عملة عباسية ضربت في رأس العين يوماً. واتخذت المدينة بعد ذلك عدة أسماء وصفية مثل : قطف الزهور – عين وردة – رأس العين.

    إلا أن الأطماع في رأس العين لم تبتعد كثيراً، فقد غزاها (الروم) عام 943 م ونهبوها واستاقوا منها عدداً كبيراً من الأسرى. وفي عام 1129 استولى عليها (الصليبيون) بقيادة (جوسلاق) ولم يمكثوا فيها طويلاً. إلا أن الكارثة الكبرى التي حلت بالجزيرة ومن ضمنها رأس العين عندما تعرضت عام 1224 لأولى غزوات (المغول) وخاصة سنة 1394 عندما حاصر (تيمورلنك) مدينة ماردين المنيعة التي استعصت عليه فصب غضبه على السهل وأعمل السيف في رقاب العباد وأطلق في ربوعها الخراب . وهكذا بعد غزوات المغول ومجيء (العثمانيين) خيم ظلام دامس على المنطقة لم تفق منه إلا بعد إشراق شمس الحرية في القرن العشرين.

    عودة إلى الأعلى

    التنقيب والأبحاث
    (رأس العين - تل حلف - تل الفخيرية) ، هذه المواقع الثلاثة حالياً هي مواقع متصلة ببعضها ضمن دائرة لا يتجاوز قطرها 2 كم، وهذه المواقع الأثرية لم يتم التنقيب فيها، وأول من غامر بهذه المهمة العالم الألماني (البارون ماكس فون أوبنهايم)، الذي قام بتنقيب أثري منظم في أرض الجزيرة السورية حيث تناهى إلى سمعه اكتشاف بعض التماثيل بطريق الصدفة وتوجه أوبنهايم إلى الموقع ( تل حلف ) وبعد تنقيب بدائي بسيط استمر ثلاثة أيام تبين للبارون أن المنطقة غنية بالآثار القديمة فترك مشروعه إلى وقت آخر، حيث عاد إلى رأس العين سنة 1911 م يحمل إجازة قانونية بالتنقيب وفي ظروف قاسية جداً واصل عمله بعناد وإصرار فكان يصل عدد العمال المستخدمين في الحفريات أحياناً 550 عاملاً وكان يؤمن لوازمهم وحاجيات العمل على ظهور الجمال من حلب وأحياناً من ماردين وأورفا (رها).

    ومن الذكريات التي تركها أوبنهايم في كتابه: أن قافلة الإعاشة كانت تقطع المسافة بين حلب ورأس العين في 20 يوماً لأنها كانت تسلك طرقاً ملتوية حذراً من الغزوات. وجاءت حملة التنقيب الأولى بنتائج كبيرة وكان من أهم الاكتشافات أن أزيح الغطاء عن هيكل قصر يرجع إلى الألف الثاني قبل الميلاد، وكذلك عثر في تل حلف على جدران هياكل منقوشة وتماثيل كبيرة وتحف فنية تدل على ما وصل إليه الذوق الفني والمهارة اليدوية.

    أنهى البارون أوبنهايم حملته الأولى في صيف 1913 م على أن يعود شتاء 1914- 1915، إلا أن نشوب الحرب العالمية الأولى حال بينه وبين رغبته في إتمام عمله التنقيبي، ولبث منتظراً حتى يحين ظرف مناسب لتحقيق حلمه، وكان له ذلك عام عام 1927 م . وكان البارون قد نقل معه جميع العاجيات التي أظهرها التنقيب إلى ألمانيا خلال الحملة الأولى باستثناء التماثيل الكبيرة والقطع الضخمة فقد أخفاها في بيوت تل حلف وكانت من الكثرة والضخامة والتنوع ما تطلب نقلها من رأس العين إلى حلب ثلاثة عشر شاحنة من شاحنات القطار، وكان الاتفاق أن يتم اقتسامها بين متحف حلب والباحث أوبنهايم.

    وخلال هذا الوقت كان أوبنهايم يعد العدة للقيام بحملة التنقيب الثانية والتي بدأت بالفعل في ربيع عام 1929 م وانتهت بنهاية هذه السنة، وأصابت نجاحاً عظيماً فقد باحت أعماق تل حلف بكنوز أثرية عظيمة القيمة أهمها مجموعات خزفية من خزف الملوك ترجع إلى الألفين الرابع والخامس ق.م، وأواني صغيرة تعود إلى ما قبل التاريخ وتحمل نقوشاً زاهية، ووجدت هناك أدوات مصنوعة من الحجارة ولوحات وأختام . وعثر في قبر شمال القصر على تحف نفيسة مصنوعة من العاج والذهب ومعادن أخرى. وقد اقتسمت نتائج الحملة الثانية كذلك بين متحف حلب وأوبنهايم .

    ووفاءاً من الباحث لهذا الموقع الأثري الكبير أسس هذا الباحث متحفاً خاصاً في برلين جمع فيه الآثار المكتشفة في تل حلف والتي كانت من نصيبه مضافاً إليه قوالب من الجص تمثل تلك التي كانت من نصيب متحف حلب. كما وضع البارون أوبنهايم كتاباً كبيراً وقيماً بالألمانية عرض فيه مراحل اكتشاف تل حلف والتقنيات التي أجراها هناك والنتائج العلمية التي أسفرت عنها.

    توقفت محاولات البحث والتنقيب لمدة أحد عشر عاماً حتى كان عام 1941 م. قدمت بعثة علمية من (جمعية شيكاغوا) إلى (رأس العين) للتنقيب، وقد اجتذبها اسم ( واشوكاني ) عاصمة الميتانيين وما كان لهذه المدينة من شهرة عالمية وقتها في العالم القديم.

    وباشرت تنقيباتها في (تل فخيرية) الذي يقع جنوبي رأس العين 200 م ، ويشرف على الينابيع التي تصب في الخابور. وبالاتفاق مع مصلحة الآثار إذ ذاك، وقد تم العثور في الطبقة العليا من التل على معسكر روماني. وتابعت عملها فبلغت أعماقاً تعود إلى ألفي سنة قبل الميلاد والتقطت هناك تماثيل صغيرة من حجر وعاج، وبعض اللوحات المكتوبة. ثم أوقفت البعثة عملها دون الوصول إلى نتائج ذات شأن.

    وقدمت بعثة جديدة إلى رأس العين برئاسة الدكتور (أنطون مورتفات) للتنقيب في (تل الفخيرية) بحثاً عن مدينة ( واشوكاني ) التي يفترض أنها نائمة تحت تل الفخيرية. وقامت بالتنقيب بين آب وتشرين الأول عام 1955 م. وقد لاقت البعثة بعض الصعوبات في عملها لأسباب منها أن جانباً من التل تشغله مقبرة والجانب الشرقي منه تحول إلى حقول زراعية.

    اكتشفت البعثة بعض الآثار التي تعود إلى العهود الآشورية ، وضخامة الركام دليلاً على أن الحكم الآشوري كان أطول العهود. وكذلك ظهرت جدران عليها تزيينات ساسانية. وأخرى تعود إلى الحقبة اليونانية والرومانية. والشيء المهم أن هذه الحفريات ظلت عاجزة عن الإجابة على السؤال المطروح: هل تل الفخيرية مقر لعاصمة الميتانيين أم لا ؟ وذلك لأن الوصول إلى الطبقة الميتانية يتطلب من الوسائل والجهود ما لم يكن بمقدور البعثة القيام به بسبب ضخامة الطبقات الأثرية الآشورية والرومانية والعربية .

    وإذا كان التنقيب قد شمل تل حلف كاملة وتل الفخيرية جزئياً، فإن موقع رأس العين الحالي مازال لم يلمس من جهة تنقيب الأثريين وسيظل بانتظار البحث والتنقيب في الظروف المناسبة.

    تل حلف (غوزانا): في جنوبي مدينة رأس العين، وأظهر التنقيب في هذا التل طبقات حضارية متعاقبة ومنحوتات بازلتية جميلة كانت تزين جدران مباني المعبد والقصر. واشتهر فخاره باسم «فخار تل حلف».

    تل حلف غوزانا
    موقع أثري هام في منطقة رأس العين اكتشفه البارون فون أوبنهايم عام 1910 أثناء تمديد سكة قطار الشرق السريع ويقع على ضفة نهر الخابور الغربية، على بعد 2كم إلى الجنوب الغربي من مدينة رأس العين. وهو موقع أثري هام، عثر فيه صدفة على بعض التماثيل، ويدل التنقيب فيه على أن أهم سوياته الأثرية تمتد من أواخر الألف السادس ومنتصف الألف الخامس، وقدجدت فيها مساكن مستديرة وفخار جميل دقيق ملون مصقول أو مزين بأشكال هندسية ونباتية وحيوانية وإنسانية يعرف بفخار تل حلف، وفي السوية نفسها أدوات صوانية جميلة.
    وفي السوية الآرامية التي تعود إلى مطلع الألف الأول ظهرت في التل بقايا مدينة غوزانا،جوزان عاصمة مملكة بخياني. ومن آثار تلك السوية مساكن عادية وقصر وهيكل للملك الآرامي كبارا بن قاديانو الذي زينت واجهته بتماثيل ضخمة وبنقوش بارزة مثلت بمشاهد الحرب والصيد والطيور وصراع الوحوش والكائنات الخيالية ومشاهد ضحايا، ووجد فيه أيضاً مدفن ملكي وعدد كبير من الأواني والتحف. آثاره محفوظة في متحف حلب وفي متحف برلين. وقد زين مدخل متحف حلب بواجهة قصر الملك الآرامي وهي نسخة عن الواجهة الأصلية المحفوظة في متحف برلين.

    مدينة رأس العين :

    تحدث الادريسي في كتابه نزهة المشتاق عن رأس العين قائلاً :" رأس العين مدينة كبيرة فيها مياه نحو من ثلاثمائة عين عليها شباك حديد تحفظ مايسقط فيها، ومن هذه المياه ينشأ معظم نهر الخابور الذي يصب في قرية البصيرة .

    أما ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان فقد قال : هي مدينة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين ودنيسر، وفي رأس العين عيون كثيرة عجيبة صافية وتجتمع كلها في موضع فتشكل نهر الخابور واشهر هذه العيون أربع: عين الآس وعين الصرار وعين الرياحية وعين الهاشمية .

    في واقع الأمر إن تلك المسميات للعيون غير مستخدمة حالياً ولا يوجد في رأس العين من يعرف مواقع العيون المسماة في كتاب الحموي . بل هناك أسماء أخرى لعيون ظلت طوال ستة آلاف عام موجودة إلى أن كان العام 1994 حيث راحت العيون تعلن بأسى أن المياه بدأت تقل . ومن أسماء هذه العيون : (( عين الزرقاء – عين البانوس – عين الحصان – عين سالوبا..) .
    أذكر أنني وفي عام 1993 كتبت مقالاً صغيراً في جريدة البعث حمل عنوان " الجفاف يهدد ينابيع رأس العين " إلا أن أحداً لم يهتم بما تم نشره ... ثم توالت المقالات التي تتحدث عن جفاف الينابيع وعن توقف نهر الخابور عن الجريان ......


    رأس العين هي بالفعل جنة من جنان الأرض في الجزيرة السورية، فهي تجمع بين التاريخ الذي يمتد ستة آلاف عام في غور الزمن، والطبيعة الخلابة التي كانت تمتلئ بالعيون الصافية كالزجاج، ومياه العيون الكبريتية التي تستخدم كعلاج طبيعي للعديد من الأمراض الجلدية وقبل هذا وذاك فهي المدينة التي استطاعت أن تأسر خالد بن الوليد عندما قام بفتحها.


    تقع مدينة رأس العين في الشمال الغربي من الجزيرة السورية، ضمن محافظة الحسكة التي تقع في الشمال الشرقي من قطرنا العربي السوري، وتبعد مدينة رأس العين مسافة 85 كم عن مدينة الحسكة، تجاور الحدود التركية و تبلغ مساحتها 23 ألف كم مربع.


    سبب تسميتها برأس العين يعود لوقوعها على اكبر عيون منابع نهر الخابور الذي كان ينقل تجارنا إلى بغداد وبقية مدن ما بين النهرين .


    لمحة تاريخية
    لقد أثبتت المكتشفات الأثرية التي تمت في قرية تل حلف منذ عام 1899 على يد عالم الآثار الألماني ماكس فون اوبنهايم أن تل حلف ما هي إلا مدينة رأس العين التاريخية القديمة ذاتها، وهناك أسماء أخرى لها غير اسم تل حلف إذ كان يطلق على رأس العين اسم تل الفخيرية وواشوكاني وفاشوكاني وغوزانا ورش عينا وعين الوردة ويؤكد علماء الآثار والمؤرخون أن منظمة ينابيع الخابور كانت قاعدة لحضارة الشعب السوباري الذي ظل قروناً طويلة في هذه المنطقة إلى أن آل الأمر إلى قبائل انحدرت من الشمال الغربي واستولت على بلاد سوبارتو لكن الأمر لم يدم طويلاً لهذه القبائل، إذ هبط عنصر آري من الشمال الشرقي بعد منتصف الألف الثالث ق,م, واستقروا في منطقة ينابيع الخابور في تل حلف وأسسوا الدولة الميتانية، ثم زحف الآشوريون على الدولة الميتانية واستولوا عليها ودمروا عاصمتها فاشوكاني أو رأس العين إلا انهم لم يستقروا بسبب الحروب بينهم وبين الحثيين الأمر الذي مهد لظهور الدولة الآرامية التي أسسها الملك كابارا " يعتقد أن اسم نهر الخابور جاء من اسم هذا الملك " بن قاديانو وجعل قاعدتها عند ينابيع الخابور مختاراً تل حلف مقراً لها وفي القرن العاشر ق,م, قام تيفلات تلاصر الأول ملك آشور بغزو الدولة الآرامية ودمر مدينة تل حلف رأس العين ومنذ ذلك الحين أصبحت الجزيرة السورية مقاطعة آشورية حتى انهيار هذه الدولة على يد الفرس ثم استولى عليها اليونانيون ثم الرومان الذين اصبحت في عهدهم في مصاف المدن الكبرى، وكانت المنطقة ميدان صراع بين الفرس والروم إلى أن استولى عليها الفرس عام 602 في عهد الإمبراطور فوكاس.

    وقد بلغت رأس العين من القوة والعظمة ما جعلها تصمد طويلاً أمام الفتح العربي في الوقت الذي فتحت فيه سائر مدن الجزيرة صلحاً سنة 17 للهجرة,, واستعصى على جيش المسلمين بقيادة عياض بن غنم، وفتح رأس العين بالحرب المواجهة لولا استخدام الحيل وتحول قسم من جيش حاكم المدينة إلى صفوف المسلمين وقيامهم بفتح أبوابها أمام الجيش الإسلامي، ويذكر أن القائد العربي خالد بن الوليد قد وقع في الأسر أثناء هذه المعركة واقتيد هو وصحبه إلى برج القلعة بانتظار ساعة الحسم في المعركة التي شارك فيها عدد من خيرة أبطال العرب المسلمين أمثال ضرار بن الازور وعبد الرحمن بن أبى بكر الصديق والمقداد بن الأسود.

    وتذكر بعض المصادر أن الخليفة العباسي المتوكل وغيره من الخلفاء العباسيين قد نزلوا الجزيرة واصطافوا في رأس العين، وان عملة عباسية ضربت يوماً في هذه المدينة التي ارتفع شأنها حتى اصبحت محطة مهمة للتواصل بين ارجاء الامبراطورية العربية في عام 1129، غزاها الصليبيون بقيادة جوسلان وكغيرها من مدن الجزيرة تعرضت للغزو المغولي إبان حكم تيمور لنك الذي دمرها تدميراً شديداً
    أما مكانتها العلمية والفكرية فإن المكتشفات الأثرية التي ظهرت في تل حلف رأس العين تخبرنا عن الكثير من المكانة العلمية والفكرية والثقافية المرموقة التي وصلت إليها رأس العين منذ أقدم العصور فقد عثر على بعض المنتجات اليدوية من الفخار الملون مما يدل على وجود مرحلة متقدمة من الحضارة.

    كما عثر على أختام تعود لعصر المملكة الميتانية الكبرى إضافة إلى قطع من البرونز كالعقود والأساور والخواتم في العصر الآرامي كما وجدت مقبرة تعود لعهد كامارا عثر فيها على قطعة تمثل صحيفة رقيقة من الذهب كانت توضع على فم الميت لمنع الأرواح الشريرة من الولوج إلى جسده ووجدت أيضا علبة من العاج محلاة بخيوط ذهبية وفي داخلها خمسة أقسام يحوي أحدها طلاء احمر والى جانب العلبة أداة فضية صغيرة لمد الطلاء واكتشفت بعثة ألمانية عام 1955 بقايا معبد يرجع إلى العصر الآشوري الأول إضافة إلى مصنوعات عظمية وعاجية وكؤوس لها قواعد متقنة الصنع من العهد الآشوري الأوسط وعلى أدوات خزفية من العهد الآشوري الجديد ثم عثرت بلدية رأس العين أثناء عمليات حفر كانت تقوم بها على تمثال من الحجر البازلتي الأسود طوله متران له لحية طويلة، ويعود إلى العهد الآشوري.

    ومن المكتشفات الأثرية المهمة الهيكل الملكي الذي بناه الملك الآرامي كابارا بن قاديانو إذ عثر على اسم هذا الملك على أحد الجدران المكتشفة وعثر أيضا على جدار له خمس دعائم مربعة الشكل واكثر من مائة لوحة صخرية تعود الى العهد السوباري تدل على أن إنسان رأس العين كان قد تقدم في أساليب حياته التي تقوم على الزراعة، كما استطاع صنع أوانٍ فخارية متقنة ذات ألوان متعددة لامعة، وعرف هذا الإنسان كيف يصهر النحاس ويصنع منه أدوات مختلفة، أو صنع تماثيل صغيرة من الطمي المحروق تمثل سيدات أعضاؤهن ممتلئة، وأجمل ما أظهرته المكتشفات، أدوات صيد الوحش وصور العربات التي يجرها حصانان ويركبها محاربان، وصور المعارك التي تدور بين إنسان رأي العين والأسود والحيوانات المفترسة واشتهر سكان رأس العين بصناعة السكاكين والفؤوس والصحون والأقداح الخزفية كما اشتهرت نساء رأس العين بتزيين أنفسهن بالجواهر والحلي واللؤلؤ، فقد عثر على خواتم مرصعة بالأحجار الثمينة واساور ذهبية.

    ومنذ عام 1962 انتبه الناس لظهور فوهة صغيرة يتدفق منها ماء اخضر، على بعد ستة كيلو مترات من رأس العين ومنذ ذلك الوقت ظلت تلك الفوهة تتسع وظل تدفق المياه الكبريتية في ازدياد، حتى صارت الفوهة بحيرة صغيرة وصار النبع يعطي 43200 متر مكعب / ساعة، تبلغ درجة حرارة هذا النبع المسمى بعين الكبريت 27 درجة مئوية وهو يحدث شلالات أخاذة عند مصبه, والوقوف تحتها يغني عن المساج ويجعل كل خلية من خلايا الجسد تعلن عن سرورها بطريقتها الخاصة، وعين الكبريت ما هي إلا حفرة دائرة كبيرة، يتفجر منها ماء اخضر زاه يدور حول نفسه بقوة عظيمة، حتى يبدو وكأنه يغلي قبل أن يفور ويندفع خارج إنائه الترابي الأحمر، منطلقاً في مجرى متعرج شديد الانحدار، تتصدره صخور بيضاء، ثم ينتهي في بحيرة صغيرة يتشكل عندها شلال جميل ومتسع، وسرعان ما تمتزج مياه النبع الكبريتية بالمجرى العام لنهر الخابور، ويقدر بعضهم عمق هذا النبع بمائتي متر وأكثر، وبعضهم يدعي انه ليس له قرار، أما غزارته فقد بلغت 458 م مكعب / ثا، ولهذا فعين الكبريت بالمقارنة مع الينابيع الموجودة في سورية تعتبر مصدراً عملاقاً لمياه معدنية نادرة الوجود في المنطقة، وهي أيضا من الينابيع المعدنية الضخمة في العالم، مياهها دافئة وهي نافعة صحياً، ومن المعتاد أن يستحم الناس بها عند نهاية المجرى المنحدر من العين، حيث تتشكل بحيرة صغيرة قليلة العمق، هادئة المجرى نسبياً، تزدحم بالراغبين في العلاج الطبي، بواسطة المياه المعدنية حيث أثبتت التحاليل التي أجرتها وزارة الصحة إن المياه الكبريتية الموجودة في رأس العين تصلح لمعالجة الكثير من الأمراض الجلدية والرئوية.

    في نهاية النصف الأول من الألف الثاني ق.م ابتدأ ظهور الآراميين في سورية ، وبعد أن تم استقرارهم انتشروا في أنحاء واسعة مشكلين ممالك متجانسة في اللغة والحضارة والعقيدة،
    · مملكة فدان آرام وعاصمتها حران.
    · مملكة صوبا في سهل البقاع.
    · مملكة آرام النهرين بين الفرات والخابور.
    · مملكة بيت بخياني وعاصمتها غوازانا تل حلف في حوض الخابور.
    · مملكة بيت عديني وعاصمتها تل بارسيب تل أحمر في شمال الجزيرة.
    · مملكة بيت آغوشي وعاصمتها أرباد تل رفعت وتشمل منطقة حلب.
    · مملكة شمأل عند سفوح جبال الأمانوس.
    · مملكة حماة.
    · مملكة بيت رحوب عند مجرى الليطاني.
    · مملكة آرام معكا في الجولان.
    · مملكة جشور بين دمشق ونهر اليرموك.
    · مملكة دمشق، وهي من أقوى الممالك.

    لعل عين دارة الواقعة غربي حلب طريق اعزاز-عفرين هي من أهم المواقع الأثرية الآرامية التي تحمل آثار النزاع مع الحثيين. يتألف هذا الموقع من مرتفع هو الحي الملكي وتحته يقع الحي الشعبي، ولقد كان هذا الموقع محمياً بسور منيع مبني بالحجارة واللبن يحيط المدينة كلها وتنفتح فيه بوابات تحيط بها من الجانبين أبراج، وتقوم بوابة المدينة الرئيسية عند تمثال الأسد المكتشف هناك. ولقد سكن هذا الموقع في جميع العصور حتى عصر الحمدانيين... وهذا الموقع لم يحدد اسمه القديم بعد، ولكنه يبقى بآثاره الضخمة مرشحاً أن يكون عاصمة لمملكة آرامية. وعلى هذا فإننا لا نستطيع الحديث عن أحداث عسكرية تمت فيه.
    ومن أهم الممالك الآرامية بيت بخياني ومملكة صوبا ومملكة دمشق. أما بيت بخياني فكانت عاصمتها غوزانا تل حلف التي اكتشفت حضارتها الغابرة في الألف الخامسة وتقع قرب "رأس العين" على الحدود التركية.
    وأما صوبا ومعناها النحاس بالسريانية نحشا، فكان موضعها "عنجر" في البقاع وصلت حتى دمشق. ومملكة دمشق هي أقوى الممالك الآرامية، لعبت دوراً هاماً في عصر ملكها "ابن حدد" بنهدد 879-843ق.م حيث فرضت نفوذها على البلاد المجاورة وعقدت معها أحلافاً ضد أطماع الآشوريين، واستطاع خلفه صد هجومين قاما بهما شلمناصر الثالث سنة 843ق.م و838ق.م إلى أن احتلها "تغلات بلاصر" الثالث 732ق.م بعد حصار سنتين ثم قتل ملكها رصين وقضى على الحكم الآرامي الدمشقي.


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    http://raselein.reefnet.gov.sy/raselein
    موقع رأس العين
    موقع رأس العين في محافظة الحسكة في الجمهورية العربية السورية
    مشروع ري حوض الخابور:
    في الشرق (وفي بلاد ما بين النهرين تحديدا) كان بدء الحضارات, ومنه بزغ نور المدنية ليغمر العالم القديم كله, وعلى أرضه وبين وديانه وسهوله المعطاءة تبلورت التعاليم الروحية والقوانين والنظم. والشرق هو الذي أخذ بيد العالم في خطواته الأولى نحو التقدم والتحضر والمدنية. إن استقصاء أسراره واستجلاء غوامضه والتنقيب عن أثاره المتناثرة على ضفتي نهر الفرات والخابور التي تضم تحت أنقاضها وأتربتها كل الأسرار والمفاجآت التي تبدل المفاهيم والمعلومات عن تاريخ الشرق القديم يحتاج إلى الكثير من الاهتمام وبذل المزيد من الجهد والعمل المستمر والدؤوب, ومشروع ري حوض الخابور الكبير الذي تم إنجازه في الثمانينات من القرن العشرين كان يهدف بشكل رئيسي إلى تطوير المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا, وذلك بارواء ما يقارب / 150 / ألف هكتار, من الأراضي الخصبة الممتدة من بلدة ( رأس العين ) إلى ما بعد بلدة الصور في محافظة دير الزور, من خلال استثمار كامل جريان النهر, بإعادة توزيع الجريان السنوي حسب جدول الري, بوساطة الخزانات ذات الطاقة التخزينية الكافية, والمؤلفة من ثلاثة سدود وهي: (سد الحسكة الشرقي – سد الحسكة الغربي – وسد الخابور). وقد جرى تقسيم المشروع إلى ثلاث مناطق رئيسية: المنطقة الأولى.. تمتد من ينابيع (رأس العين) حتى سد الحسكة الغربي, مساحتها / 42000 / هكتار, وتشمل المنطقة الثانية الأراضي المروية من سدي الحسكة الغربي والشرقي ومساحتها / 49450 / هكتارا, وتشمل المنطقة الثالثة الأراضي المروية من سد الخابور الذي يقع على بعد / 20 كم / جنوبي مدينة الحسكة, وتبلغ مساحتها / 46450 / هكتارا. هذه السدود الثلاثة ستشكل خلفها بحيرات بعددها تماما, ستشغل حيزا من الأرض, الله وحده الذي يعلم ماذا تحوي بين طياتها. بيد أن المؤكد أن هناك أجزاء منها تعتبر كنوزا ثمينة بحد ذاتها. فاثنان وثلاثون تلا أثريا قطعا ليست رقما عاديا, إذا ما أخذ بعين الاعتبار الحضارات التي من شأنها أن تظهر من تحتها, فيما لو شرع بالتنقيب فيها . منها سبعة عشر تلا على يمين النهر هي: (تل مقبرة الفليتي, تل الفليتي, تل المشنقة الغربي, تل المشنقة الشمالي, تل الدغيرات, تل دجاجة : دكاك, تل خنيدج, تل النهاب الجنوبي, تل النهاب, تل المصباح, تل بويض, تل الميلبية, تل ناجة : ناقة, تل زياد : زيدية تل غوين, تل جنيدي : جديدي, وتل قطار). وخمسة عشر تلا على يسار النهر هي: (تل التليلات, تل المشنقة, تل المطارية, تل الذهب, تل طابان, تل الصور, تل البديري, تل حسن, تل أم قصير, تل شيخ عثمان, تل تنينير, تل جابي, تل رجائي, تل كرما, تل رد شقرا).

    حضارة وادي الخابور:
    حضارة وادي الخابور الكبير, الذي يرجح أنه يقع ضمن مملكة (سوبارتو) الواسعة, التي كانت تمتد من (انزان) في (عيلام) حتى جبال طوروس, شاملة منطقتي الهلال الخصيب العليا والوسطى, والقوس الجبلي الواسع من (كرمنشاه) و(كروشتان) فسوريا وفلسطين. والسوبارتيون هم الشعوب التي عاشت في الألف الثالث وما بعده, حين اتسعت هذه المملكة وازدهرت وسادها الرخاء حتى الألف الثاني, إذ بدأت أقوام (النيزيت) الهند – اوربية, تتدفق من الشمال الغربي عبر آسيا, حيث نجحت في فرض سيطرتها على قسم كبير من (سوبارتو) الغربية وأسست (الدولة الحثية) التي استطاع أهلها الوصول إلى منطقة الرافدين الجنوبية فدخلوا بابل سنة /1870 ق.م/, إلا أنهم اضطروا إلى الارتداد فاجتازوا بذلك منطقة الجزيرة. وفي ظل (الميتانيين) تشكلت أول دولة كبيرة موحدة في سوبارتو, إلا أن هذه الدولة لم تستطيع الثبات أمام النزاع الآشوري – الحثي المصري فانهارت, وجاءت معركة (قادش) فأوقفت تقدم المصريين من جهة, وأضعفت الحثيين من جهة أخرى بشكل مهد لانهيارهم عندما ظهرت قوة (الآراميين) الذين أسسوا دولتهم في سهول الفرات, واتجهوا إلى الشمال, حيث استطاع (كابارا) أحد ملوكهم تأسيس دولة قوية على أنقاض دولة الميتانيين, واتخذ مدينة (غوزانا – تل حلف) عاصمة له. وما لبث حتى اشتبك هو وسلالته من بعده في صراع طويل مع الآشوريين انتهى بخضوع وادي الخابور نهائيا للدولة الآشورية . ثم دخلت المنطقة تحت سيطرة الإمبراطورية الفارسية, وجاء بعد ذلك الاسكندر فضمها إلى فتوحاته, إلى أن جاء الرومان واحتلوها, وصارت (رأس العين) تحتل مكانا مرموقا على الحدود البيزنطية, وجعلها الإمبراطور (تيودوز) في مصاف المدن, وحصنها تحصينا منيعا, ووضع فيها حامية قوية حملت اسم (تيودوز بوليس) نسبة له. وعلا شأنها, إذ أصبحت مركزا لتلاقي المدرستين اليعقوبية والنسطورية السوريتين, اللتين كان لكل منهما أسقف في رأس العين وفي القرن السابع الميلادي, خضعت الجزيرة للفتوحات الإسلامية دون مقاومة وأقام المسلمون فيها مدينة عربية بدلا من الرومانية حافظت على اسمها الآشوري القديم (رش عينا: رأس العين).

    وقد أطلق العرب على المنطقة اسم الجزيرة وهو ما يسمى ببلاد (ما بين النهرين) أو (ميزو بوتاميا) أو (وادي الرافدين) تلال الخابور:
    تفيد الكتب التاريخية, أن (ابن حوقل), قد رسم نهر الخابور, ووضع عليه المدن التالية: من الشمال إلى الجنوب: (رأس العين, عربان, سكر العباس, طلبان, الجحشية, تنينير, العبيدية..), وإلى الشرق من النهر نجد بلدة (ماكسين) وبحيرة المنخرق (الخاتونية). غير أن أكثر المدن والقرى التي نراها اليوم على النهر, تحمل أسماء جديدة لا تمت معظمها إلى الأسماء القديمة بصلة, وحتى التلال الأثرية الموجودة حاليا, معظم أسمائها لا تدل على المدن التي داخلها . فمن بين مدن الخابور التي ذكرها (ابن حوقل) لم تبقى سوى مدينة واحدة حية تحتفظ باسمها الأول هي مدينة (رأس العين), والشيء الملفت للنظر كثرة الخزف العربي على أسطح أغلب التلول. ولأن الأثاريون لا يملكون أية معلومات عن الاثنين والثلاثين تلا التي جاء ذكرها أنفا, من الناحية التاريخية والأثرية, ذلك أن التنقيب لم يأخذ طريقه إليها بعد, عمدوا فيما يلي, إلى تقديم لمحة عن بعض المناطق المنقب فيها والقريبة من التلال المذكورة, كشاهد على حضارة وادي الخابور العريقة, انطلاقا من القول الأثري الشهير: (الحضارات العظيمة لا تعيش إلا على الأنهار العظيمة).

    تل حلف (غوزانا):
    أقام الآراميون في القرن الثاني عشر قبل الميلاد مملكة (بيت بحياني) أو (بخياني) قرب منابع الخابور, وكانت عاصمة المملكة الصغيرة مدينة (غوزان – غوزانا) وتكتب أيضا (كوزانا – جوزانا) وقد بنيت على أنقاض قرية زراعية قديمة وهي عصر (تل حلف) التي نشأت قبل التاريخ في الألف الخامس قبل الميلاد أو بداية الألف الرابع قبل الميلاد . وفي عام 808 ق.م/ زحف الملك الآشوري اداد نيراري الثالث /912 – 891 ق.م/ متجها لفتح الساحل الفينيقي, فاستولى على هذه المملكة وأصبحت تخضع لسلطانه وأقام فيها حصنا ووضع فيها حامية, وصارت بعد ذلك أحد المراكز الآشورية, وقد اعتمد عليه الملوك الآشوريون في تقدمهم نحو الغرب. إن ضخامة العمارة التاريخية الحضارية التي وجدت في (غوزانا) في القرنين العاشر والتاسع قبل الميلاد, تدل على أصالة آرامية مع بعض التأثيرات المعمارية الآشورية. أما أندريه بارو فيذكر أن عمارتها ((فن محلي وإقليمي)), في حين يرى آخرون أن العمارة الآرامية في (غوزانا) تمثل ثلاثة اتجاهات: التقليدية أي الكنعانية.. والآشورية والآرامية, وإن أبرز الآثار المكتشفة : تمثل بوابات المدينة واجزاء من سورها وبعض القصور, وأهم ما في الآثار المكتشفة لهذا العصر, الهيكل الملكي الذي بناه (كابار ابن قاديانو) أكبر ملوك الآراميين, كما تم العثور على جدار له خمس ركائز مربعة الشكل, وما يقارب مائة لوحة صخرية مصورة, تدل على أن إنسانها كان قد تقدم بأساليب حياته التي تقوم على الزراعة, وصناعة الأواني الفخارية ذات الألوان اللامعة. كما عرف إنسان تل حلف صناعة الأدوات النحاسية المختلفة, ورسم على الفخار صورا للثور المقدس وتماثيل لسيدات ممتلئات, مما يدل على أول محاولة بشرية لربط عبادة الثور المقدس (بالأم الإله) وهي العبادة التي ظهرت وتطورت في الحضارة الكريتية, رغم أسبقية ظهورها في (تل حلف) بآلاف السنين على ظهورها في (كريت) إضافة إلى كونها تأكيدا على وجود حضارة متطورة في المنطقة تعتمد على الاستقرار الزراعي والارتباط بالبيئة المحلية. وظهرت من بين المكتشفات الأثرية أدوات صيد الوحوش وصور العربات التي يجرها حصانان ويركبها محاربان, وصور المعارك التي تدور بين المحاربين والحيوانات المفترسة . كما اشتهر سكان المنطقة بصناعة السكاكين بأحجامها المختلفة والفؤوس والصحون والقناديل الخزفية. تبلغ مساحة غوزانا, التي نقب عنها الألماني (فون أوبتهايم ) في بداية القرن العشرين (600X 360 م ) وكان في وسطها قلعة مستطيلة الشكل تضم قصرين الأول سمي بالقصر الغربي الذي يعود تاريخه إلى أوائل القرن التاسع فترة الحكم الآرامي, والثاني الشمالي الغربي وهو مقر الحاكم الآشوري بعد عام / 808 ق . م / ووجد في هذين القصرين ألواح من الحجر منقوش عليها صور من الواقع وصور أسطورية مثل زوج الإنسان – العقرب وزوج أبي الهول . وورد في الرقم التي سجلت تاريخ الدولة الأورارتية, أنها فرضت سيطرتها على شمال سورية, وكان ملكهم (مينو بن اشبوني) الذي حكم بين / 810– 785 ق . م / قد قاد حملة عبر خلالها الروافد العليا لنهر الفرات, واستولى على مناطق ملاطيا وبلاد غوزانا. وفي عام / 745 ق . م / وصل إلى العرش الآشوري ملك قوي هو تكلات بلاصر الثالث (745 – 727 ق . م ) وتوجه لمواجهة الأورارتيين بعد أن عزز جناحه الشرقي, وكان ذلك في العام الثالث من حكمه, حيث واجه جيش ( ساردوري الثاني ) ومعه جيش مجموعة الممالك الآرامية بقيادة (متع ال) من بيت أجوشي واستطاع القضاء عليهم وإعادة غوزانا إلى أحضان الدولة الآشورية.

    رأس العين:
    سماها الآشوريون (رش عينا) والعرب (رأس العين) و (عين الوردة) بسبب وقوعها على أكبر عيون ومنابع نهر الخابور: (عين الآس, عين الطرر, عين الريحانية, عين الهاشمية). تنازل الفرس عنها للرومان, ثم غزوها ثانية ودمروها سنة / 602 / وفي سنة / 640 / فتحها القائد العربي (عمر بن سعد) وفي سنة / 1129 / غزاها الصليبيون بقيادة ( جوسلان ) وتعرضت كغيرها من المدن للغزو المغولي إبان حكم تيمور لنغ الذي دمرها تدميرا شديدا. كانت (رأس العين) في العصر العباسي تابعة للموصل كما قال (المقدسي) الذي وصفها: (بنيانهم حجارة وجص ولهم بساتين ومزارع, ويقع فيها ثلاثمائة وستون عينا عذبة ) ووصفها ابن حوقل فقال: (مدينة ذات سور من حجارة كان يسكنها العرب وأصلهم من الموصل, وفيها من العيون ما ليس ببلد من بلدان الإسلام, وهي غير ثلاثماية عين جارية كلها صافية يبين ما تحت مياهها في قعورها..) وفي بداية القرن الثالث يصفها ياقوت بقوله: (وهي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين, وكان يركبون الزواريق إلى بساتين, وإلى قرقيسياء إن شاءوا, أما الآن فليس هناك سفينة إلا ويعرفها أهل (رأس العين). زارها بعد الغزو المغولي الجغرافي الفارسي (المستوفي) فقاس محيط سورها. بــ (5000) خطوة تقريبا, وقال: (القطن والحبوب والعنب تنمو فيها بكثرة).

    عرابان ( عجاجة ):
    في العام / 1983 / اكتشف في تل عجاجة لوحتان آشوريتان تمثلان ثورين مجنحين, يرجعان إلى العصر الآشوري, ويعتقد أن التل المذكور هو المدينة الآشورية (داشكاني), وفوقها توجد مدينة عربية إسلامية تسمى (عرابان) كما توجد لقى فخارية بيزنطية فوق التل. ويذكر المؤرخون أن (عرابان) كانت من أهم مد الخابور في العصر العباسي, ويقول (ابن حوقل): إنها (اشتهرت بزراعة القطن والمنسوجات التي تنقل إلى الشام, وسورها المنيع). ووصفها المقدسي بقوله: (تل رفيع حولها بساتين, والأسعار بها رخيصة, ولأهلها مزارع كثيرة) . واكتفى (ياقوت) بوصفها أنها (بليدة الخابور من أرض الجزيرة) . ماكسين ( مركدة ) : وضعها (المقدسي) في عداد مدن الخابور وسماها (ميكسين), ويذكر (ياقوت) أن: ( ماكسين بلدة بالخابور), ويرى العلماء أنها قرية (مركدة) الحالية, الواقعة على الضفة اليمنى لنهر الخابور. وكانت مشهورة بكونها سوقا للقطن, ووجود معاصر الزيتون التي تدل على وجود زراعة الزيتون في أراضيها. دوركات ليمو.. أكبر مقاطعة آشورية على نهر الخابور: تل الشيخ حمد... هو أحد التلال الاصطناعية المنتشرة على امتداد نهر الخابور من منبعه إلى مصبه والبالغة أكثر من / 140 / مائة وأربعين تلا, هذا التل يحتوي بين ركامه على أكبر مقاطعة أو ولاية آشورية. ويقع على الضفة الشرقية لنهر الخابور الأسفل, وقد عثر عام / 1977 / في التل على ثلاثين لوحة مسمارية في إحدى سواقي الري, تؤكد إحداها أن التل هو نفسه المدينة الآشورية (دوركات ليمو) التي تتألف من قلعة ومنطقتين سكنيتين إحداهما في الشمال, والأخرى في الشرق, يحيط بهما سور يصل إلى حوالي أربعة كيلو مترات, كما يضم الموقع منطقتين سكنيتين خارج أسوار المدينة, ومن خلال اكتشاف (دوركات ليمو ) أصبح بالإمكان استنباط معلومات تاريخية مباشرة, تدل على أن الإمبراطورية الآشورية الوسطى امتدت حدودها حتى نهر الخابور الأسفل, وإن وظيفة (دوركات ليمو) الرئيسية, حماية الجبهة الجنوبية الغربية للإمبراطورية, أما في العهد الآشوري الحديث /1000 – 600 ق . م/, كانت المدينة موقعا عسكريا يتصل بالطريق الذي كان يمر به الملوك الآشوريين.


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    تل حلف غوزانا
    موقع أثري هام في منطقة رأس العين اكتشفه البارون فون أوبنهايم عام 1910 أثناء تمديد سكة قطار الشرق السريع ويقع على ضفة نهر الخابور الغربية، على بعد 2كم إلى الجنوب الغربي من مدينة رأس العين. وهو موقع أثري هام، عثر فيه صدفة على بعض التماثيل، ويدل التنقيب فيه على أن أهم سوياته الأثرية تمتد من أواخر الألف السادس ومنتصف الألف الخامس، وقدجدت فيها مساكن مستديرة وفخار جميل دقيق ملون مصقول أو مزين بأشكال هندسية ونباتية وحيوانية وإنسانية يعرف بفخار تل حلف، وفي السوية نفسها أدوات صوانية جميلة.
    وفي السوية الآرامية التي تعود إلى مطلع الألف الأول ظهرت في التل بقايا مدينة غوزانا،جوزان عاصمة مملكة بخياني. ومن آثار تلك السوية مساكن عادية وقصر وهيكل للملك الآرامي كبارا بن قاديانو الذي زينت واجهته بتماثيل ضخمة وبنقوش بارزة مثلت بمشاهد الحرب والصيد والطيور وصراع الوحوش والكائنات الخيالية ومشاهد ضحايا، ووجد فيه أيضاً مدفن ملكي وعدد كبير من الأواني والتحف. آثاره محفوظة في متحف حلب وفي متحف برلين. وقد زين مدخل متحف حلب بواجهة قصر الملك الآرامي وهي نسخة عن الواجهة الأصلية المحفوظة في متحف برلين.


  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    كيف اكتشفت المدينة؟
    الصدفة كشفت أهمية هذا التل الأثري, ففي العام /1975/ كانت هناك بعثة ألمانية برئاسة البروفسور(فيكتور هارتموت كونه) الأستاذ في جامعة برلين الغربية والمختص بدراسات آثار الشرق القديم. كانت مهمة البعثة القيام بإجراء مسح كامل وإحصاء شامل للتلال الاصطناعية الواقعة على ضفتي نهر الخابور لوضع أطلس توبنجن للشرق الأوسط. وأثناء عمليات المسح لفت نظر البروفسور (كونه) هذا التل الضخم المطل مباشرة على نهر الخابور وأهمية موقعه ووجود كسر فخارية متناثرة على سطحه المرتفع, وتكون لدى رئيس البعثة حدسا أنه يوجد تحت أنقاضه مدينة (دوركات ليمو الآشورية), وعند هذا الحدس انتهى موسم المسح وعادت البعثة. في عام /1977/ واصلت أعمال المسح للتلال الأثرية وأخذ تل الشيخ حمد اهتماما خاصا من رئيس البعثة. أحد الأطفال يلعب مع أقرانه قرب النهر خلال فصل الصيف, ويرى ما يحدث أمامه عدد من الأجانب يهتمون بالتقاط كسر الفخار المتناثرة فوق سطح التل وعلى جوانبه.. في يوم من الأيام جاء إلى رئيس البعثة البروفسور (كونه) حاملا رقما مسماريا ظاناً أنها الكسر الفخارية التي تقوم البعثة بجمعها, ويدله إلى المكان الذي وجد فيه الرقم, ويلتقط أعضاء البعثة أكثر من ثلاثين رقما مسماريا دفعتها ساقية ري أحد المشاريع الزراعية والتي تمر على سطح التل. ثم كانت المفاجأة الثانية حين أكدت إحدى اللقى إن هذا التل هو موقع المدينة الآشورية المجهولة الموقع (دوركات ليمو) وهكذا تأكد حدس رئيس البعثة في عام /977 /, وعلى ضوء ذلك تم تشكيل أول بعثة أثرية في العام /1978/ لتبدأ موسمها الأول للتنقيب والبحث الأثري. دوركات ليمو في المصادر التاريخية: جاء ذكر المدينة في حوليات الملوك الآشوريين, فورد أيام الملك (آشور بل كالا) في القرن الحادي عشر قبل الميلاد. وذكرت أيام الملك (اداد نيراري الثاني) والملك (توكلتي نينورتا الثاني) وتعود النصوص التي عثر عليها إلى العهد الآشوري الأوسط وبالذات في أيام الملك (شلما نصر الأول /1208 ق . م/. معلومات عن تل الشيخ حمد:

    يقع التل على الضفة الشرقية لنهر الخابور الأسفل وعلى بعد /550 كم/ شمال شرق دمشق العاصمة. ويبعد عن مدينة دير الزور حوالي /70/ كيلو متر باتجاه الحسكة ويقع بالقرب من قرية غربية التابعة لناحية الصور. يبلغ ارتفاع التل عشرين مترا, والموقع الأثري يقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول – المركز الأثري القديم وهو القلعة. أي التل نفسه. القسم الثاني – المدينة الأولى تقع شرق القلعة وهي مربعة الشكل ذات نموذج بنائي محدد, ربما يكون موقعا عسكريا. القسم الثالث – المدينة الثانية شمال القلعة وهي ذات مساحة كبيرة ومحاطة بسور أثري ظاهر للعيان يصل طوله إلى حوالي أربعة كيلو مترات. أما خارج السور فتوجد المقابر بالإضافة إلى منطقتين سكنيتين, وقد سلمت المدينة من فيضان الخابور في كل عام نتيجة لوقوعها فوق مرتفع طبيعي ساعد على استمرار السكن فيها منذ الألف الرابع قبل الميلاد . وقد أخذت المدينة أقصى مدى لها في العهد الآشوري بين /1300 – 600/ قبل الميلاد حيث بلغت مساحتها /110/ هكتارات. نتائج المواسم الأولى للتنقيب في

    دوركات ليمو:
    بينت الحفريات في موقع المدينة الثانية على أن تاريخها يعود للدولة الآشورية الوسطى أي القرن الثالث عشر قبل الميلاد, وما عثر من كتل معمارية ضخمة البناء تؤكد على أنها منطقة عسكرية وفي مركز المدينة (القلعة) عثر على غرفة الأرشيف, وفيها ستمائة لوحة مسمارية, وهي جزء من بناء ضخم ما زالت الحفريات مستمرة للكشف عن معالمه. وتتألف المكتشفات من نصوص اقتصادية وإدارية تزودنا بمعلومات عن تصدير واسترداد حبوب وحيوانات وأقمشة ومواد مختلفة, وتشير بعض النصوص على أن (دوركات ليمو) كانت مركزا سياسيا هاما وعاصمة لمقاطعة فيها حاكم محلي. وتذكر بعض النصوص الهامة عن وجود قوات عسكرية نقلت إلى المقاطعة مما يدل على وجود حامية عسكرية وان الحاكم كان يسكن في القصر. وقد أصبح من المؤكد أن المنشأة المعمارية الضخمة المكتشفة هي جزء من القصر بدليل أن المحتويات والوظائف تشبه ما تم العثور عليه في قصور الشرق الأدنى القديم. وتقدم لنا الأختام الأسطوانية المكتشفة أرضية هامة لتطوير تاريخ الفن والفكر في الشرق الأدنى القديم لما تحتويه من موضوعات دينية وأسطورية لها علاقة مع أصحاب الأختام, وتميزت أختام العصر الآشوري الأوسط /1400 – 1100/ قبل الميلاد بنوعيتها الجيدة ورشاقة الحركة في صورها, وقد تميز فن النحت على أختام تل الشيخ حمد بالمشاهد الجميلة تؤكد على مدى رقي الفن في مقاطعة دوركات ليمو الذي يضاهي الفن في العاصمة آشور.

    الاهتمام بالآثار ضرورة إنسانية تاريخية وطنية:
    وكانت آثار الجزيرة قد حظيت في أوقات سابقة باهتمام المعنيين, إذ تم إرسال عدة بعثات تنقيبية, تولت مهمة الكشف عن الآثار الموجودة في المنطقة.. ففي عام /1978/ وصلت بعثة من جامعة (ييل الأمريكية), ونقبت في (تل ليلان) بهدف إثبات أن الحضارة في منطقة الجزيرة قد بدأت قبل حضارة منطقة جنوبي العراق, وقد دلت المكتشفات أن تل ليلان كان عاصمة آشورية للملك (شمشي اداد) المعاصر لحمو رابي في حوالي /1750/ قبل الميلاد. كما قامت بعثة إيطالية برئاسة السيد (باولو بيكو يللا) بالتنقيب في منطقة (تل بري) إذ أثبتت النتائج الأولية أن التل هو نفسه المدينة الآشورية (قحاط أو كحت), وهناك طبقات أخرى في التل كالفارسية والساسانية والرومانية والإسلامية. وفي الثلاثينات من القرن العشرين قام البحاثة (مالوين) بالتنقيب في منطقة (تل براك), واكتشف قصر الملك (نارام سين) الأكادي ومعبد العيون, وفي أوائل الثمانينات من القرن العشرين قامت بعثة برئاسة البروفسور (دافيد وتسي) بإتمام المشوار الذي بدأه مالوين. ولا زالت هناك مئات التلال, إضافة إلى تلال الخابور.. تنتظر الإفراج عن خباياها. عاصمة آشورية..

    تحت تل ليلان:
    تزايدت الأهمية التاريخية لتل ليلان عندما عثرت البعثة الأمريكية التي نقبت في هذا الموقع على خمسين لوحة مكتوبة بالخط المسماري تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد. ولدى ترجمة هذه اللوحات تبين أنها تشير إلى زيارات بعض كبار القادة البابليين إلى هذه المنطقة في عصر قريب من عهد الإمبراطور البابلي (حمو رابي), ويرى خبراء البعثة التي نقبت في التل أن هذه المكتشفات تعزز افتراض البرفسور (هارفي وايت) بأن هذا التل هو بقايا عاصمة آشورية تدعى (شبات انليل). * (شبات انليل) عاصمة الملك الاشوري شمشي اداد: في عام /1978/ بدأت بعثة أثرية من جامعة (ييل) ببرنامج طويل الأمد الغرض منه دراسة تاريخ وشروط المعيشة وتطورات الحضارة في هذا الموقع. وفي عام /1980/ واصلت البعثة السورية الأمريكية المشتركة للتنقيب عن الآثار برئاسة البرفسور (هارفي وايت) موسمها التنقيبي الثاني في (تل ليلان), وكانت البعثة المشتركة المذكورة قد باشرت عملها في هذا الموقع خلال موسم العام /1979/ بهدف التحري والكشف الأثري عن المدينة الآشورية المعروفة تاريخيا باسم (شبات انليل) والتي كانت عاصمة الملك الآشوري (شمشي اداد) والمعلومات عن هذا التل تقول: أن مساحته /90/ هكتار محاط بسور ويقع على بعد /25/ كم جنوبي مدينة القامشلي وسط منطقة الخابور الزراعية الخصبة والمعروفة بزراعة الحبوب وغزارة الأمطار وجودة المحاصيل, المنطقة المسماة: (مثلث الخابور).. وعلى مصب وادي قطراني في نهر جارا, اكتشف هذا التل عام /1878/ من قبل عالم الآثار الآشوري (هرمز رسام) الذي بحث في جغرافية مثلث الخابور. وكانت مدينة شبات انليل – كما تدل الدراسات – بلدة صغيرة ثم تحولت في فترة ما قبل الملك الآشوري (سرجون الثاني) إلى مدينة كبيرة محصنة ذات سور ضخم فيها قصور تتسع لمئات الأشخاص ومعابد ذات أبهاء طويلة, ومنشآت كبيرة وورشات لصياغة الفضة, ويدل حجم المدينة الكبير على أنها كانت تضم قطعات عسكرية– حسب تقارير هارفي وايت – يتضح أنها كانت من المدن الكبرى في شمال بلاد ما بين النهرين. وقد حملت الرقم المسمارية والأختام الأسطوانية المكتشفة أسماء بعض الشخصيات من حكام المدن والعاملين مع الملك والمشرفين على الخدمات في هذه العاصمة الآشورية, وألقت الكثير من الأضواء على تاريخ ومؤسسات وثقافة الإنسان الآشوري الذي أسس الحضارات الأولى في الشمال السوري.

    تل بري (كحت):
    يرجع الفضل إلى العالم الجليل جورج دوسان في التعرف على الاسم القديم (لتل بري) الذي يقع على الضفة اليسرى لنهر الجغجغ رافد الخابور, ويبعد هذا التل حوالي مسافة /8 كم/ إلى الشمال من تل براك الواقعة في منتصف الطريق العام القديم والبالغ طوله (85 كم) بين الحسكة والقامشلي. فقد نشر جورج دوسان محتويات نقشين حجريين كانا جزءا من قصر الملك الآشوري (تيكولتي نينورتا الثاني) واحتويا النقشان المذكوران اسم المدينة التي تختفي في باطن تل بري, وهي مدينة (كحت). بناء على هذا الاكتشاف أصبح تاريخ هذا الموقع الأثري على علاقة بذكر مدينة كحت في النصوص المسمارية المكتشفة في مواقع أخرى. وتغطي تلك النصوص حقبة تبدأ بالعهد البابلي القديم (عهد محفوظات ماري) حتى عهد الملك الآشوري (سرجون الثاني), ولقد أبانت الدراسات الأخيرة لحوليات تيكولتي نينورتا الثاني أن مدينة كحت كانت المحطة الأخيرة قبل (نصيبين) القريبة من القامشلي, في مساره عبر الجزيرة الشمالية في / 885 / قبل الميلاد . كانت بعثة إيطالية باسم معهد الميسينية والايجية الأناضولية التابع لمؤسسة البحوث العلمية في روما, تقوم بالتنقيب المنهجي في هذا الموقع منذ /1980/, ويذكر أن تل بري يقع على الطريق الغربي الشرقي في شمال الجزيرة خلال العهد الروماني – البارثي وعلى خط الحدود بين نصيبين وقرقيسياء (البصيرة) عند مصب الخابور في الفرات.

    تل محباقة.. (أورو) أو (أوريما):
    تل محباقة.. أحد المواقع الأثرية الكثيرة الهامة في الجزيرة السورية, يقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات في منطقة الفرات الأوسط بين مدينة (ايمار - مسكنة) ومدينة (ازو– تل الحديدي) بالقرب من جبل عارودا. ويأخذ هذا الموقع أهميته الجغرافية من موقعه على ضفاف نهر الفرات الذي كان أهم عصب للمواصلات بين الشمال والجنوب, وتدل بقايا الميناء والرصيف التي ظهرت في الموقع أن تل محباقة لعب دورا هاما في حركة المواصلات التجارية على هذه الطرق المائية, وبناء على ذلك ارتبطت محباقة في شبكة المواصلات المتفرعة نحو الشرق ونحو الغرب, هذه الشبكة التي يطلق عليها اصطلاحا اسم (الممر الآشوري) الذي يربط مدن منطقة نهر دجلة مثل: آشور ونوزي, ومدن منابع الخابور مثل: شبات انليل وداشكاني. مع موانئ البحر المتوسط . ومكامن المواد الخام الواقعة إلى الغرب من نهر الفرات إضافة إلى هذا الموقع الهام, فإن محباقة تتوسط أراضي خصيبة وتدل الشواهد الكتابية واللقى الأثرية والمعالم المعمارية على أنها كانت مركزا حضاريا واقتصاديا هاما, وهذا ما جعل علماء الآثار يسعون للتنقيب فيه . وكانت السيدة (غيرترود بيل) في عام 1911 أول من ذكر تل محباقة, لكن معاول التنقيب لم تمتد إليه إلا في عام 1968, وذلك في أعقاب عمليات المسح الأثري الذي قامت به المديرية العامة للآثار والمتاحف في عام 1964 ضمن إطار إنقاذ الآثار التي ستغمرها مياه غمر الفرات . وقد بدأت مواسم التنقيب الأثري عمليا في تل محباقة عام 1970, ووصل عدد هذه المواسم إلى /11/ موسما, أجرتها البعثة الأثرية الألمانية الاتحادية برئاسة البروفيسور (ديتمار مخولة). لقد استطاعت البعثة خلال مواسم التنقيب السابقة التوصل إلى نتائج هامة يتحدث عنها الدكتور (ديتمار) قائلا: تعود السوية الأثرية العليا والأخيرة في (تل محباقة) إلى العصر البرونزي الوسيط, وهي تضم معظم معالم المدينة في ذلك العصر, ويبدو أن المدينة ظلت عامرة حتى العصر البرونزي الحديث, وكان يطوق المدينة سور ترابي, لكن يبدو أن المدينة تقلصت إلى قرية في عصر الحديد وفي أواخر الفترة الرومانية وأحدث الآثار المكتشفة كانت جزءا من مشغل خزف إسلامي.

    البنية المعمارية:
    أما البنية المعمارية للمدينة فقد تجلت في اكتشاف معبدين وبوابتين من بوابات سور المدينة, والأحياء السكنية, ومركز المدينة المسور, وشبكة الشوارع والأزقة. وما حوته بيوتها من عناصر معمارية, وأدوات عمل, وأدوات منزلية فخارية وحجرية ودمى وتعاويذ وأدوات زينة وحلي.. تعبر عن أزدهار المدينة في الألف الثاني قبل الميلاد.


  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    الوثائق الأهم ؟! http://raselein.reefnet.gov.sy/raselein
    لكن الوثائق الأهم, وهي الرقم المسمارية– ظلت لسنوات طويلة مستعصية المنال في تل محباقة, إلى أن جاءت مواسم عام 1984, وما بعدها لتزيح الستارة عن مكامن رقم مسمارية تتضمن أخبارا موثوقة عن المدينة وحياتها. لقد تبين للبعثة الأثرية مؤخرا, إن سكان المدينة آنذاك عمدوا إلى إخفاء وثائقهم وسنداتهم وعقود البيع والشراء والقروض وغيرها.. في مخابئ خاصة تحت أرضية البيت, أو في فجوات جدارية أو في مواضع أخرى, كي تبقى في مأمن بعيدا عن التلف أو العبث. عثرت البعثة الأثرية خلال أحد عشر موسما (منذ عام 1970– 1988) على واحد وثمانين رقيما مسماريا, منها واحد وخمسون رقيما خلال الفترة ما بين آب ومطلع تشرين الأول من موسم عام 1988, وقد عكف علماء الملفات المسمارية منذ اكتشاف الرقم الأولى على فك طلاسمها, ووجدوا في الرقم المكتشفة مادة غزيرة وثمينة تدعم تحليلاتهم لأن جل ما عانى منه هؤلاء العلماء في عملهم السابق, تمثل في قلة الرقم وندرة وجود نظائر لها, من أجل المقارنة في مواقع مجاورة في منطقة الفرات الأوسط.

    (أورو) أو (أوريما):
    تضمنت الرقم التي أنجزت قراءتها معلومات اقتصادية كالقروض والعقود والمقايضة وتداول وتملك العقارات وعمليات حصر ارث ووصايا وقوائم بأسماء شهود, واسم عمدة المدينة, ومجلس شيوخها, واسم المدينة القديم, الذي يعتقد بأنه (اورو) أو (أوريما) وهناك دلائل لذكر هذا الاسم في نصوص موقع (آلالاخ – تل عطشانة) والكرنك, تعزز هذا الاحتمال كما أن الرقم المسمارية المكتشفة في اوريما يعود تاريخها إلى نهاية العهد البابلي القديم, أي ما بين النصف الثاني من القرن السادس عشر قبل الميلاد, والنصف الأول من القرن الخامس عشر قبل الميلاد, وتظهر فيها تأثيرات قادمة من مملكة (يمحاض – حلب القديمة) و(الالاخ – تل عطشانة) مع اختلاف جوهري عن رقم مملكة (ماري – تل الحريري) وبذلك تسهم مكتشفات (تل محباقة – أوريما) الأثري في التعريف بتاريخ سوريا القديم, وتفتح سفرا جديدا في منطقة الفرات الأوسط, والتي كانت حتى فترة غير بعيدة يسودها الغموض.

    أخيرا وليس آخرا:
    كانت تلك أمثلة وأقوال وحكايا وشواهد على مدى عظمة حضارة وادي الخابور. هذه الحكايا هي الآن من الماضي البعيد. أما اليوم (والعالم في منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة للميلاد) هناك غير من أربع وثلاثين قرية آشورية على ضفتي هذا النهر وهي.. القرى التي على كتفه الأيمن حسب جريانه: تل شميرام, تل طلعة, تل تينة, تل كوران, قبر شامية, تل بالوعة, تل خريطة, تل مخاضة, تل طال, تل هرمز. والقرى التي تقع على كتفه الأيسر حسب جريانه : تل طويل. أم وغفة. أم الكيف. تل كفجي. تل جمعة. تل أحمر. تل تمر. تل نصري. تل حفيان. تل مغاص. تل مصاص. تل جدايا. تل فيضة. تل دمشيش. تل نجمة. تل جزيرة. تل باز. تل رمان فوقاني. تل رمان تحتاني. تل شامة. تل ورديات. تل سكرة. تل بريج. تل عربوش. أم غركان. هذه القرى يسكنها أهلها وأصحابها الآشوريين الذين هم من أقدم الشعوب على هذه الأرض وأكثرهم صبرا وجلدا وتحملا لنوائب ومصائب وويلات الزمن.. لا زالوا باقون منذ عصور سحيقة يعيشون في وطنهم وفوق تراب أرضهم وأرض آباءهم وأجدادهم, يعملون ويفلحون الأرض ويبذرون فيها البذار الطيب, ويزرعون الشجر والثمر, ويبنون ويعلمون ويتعلمون, ويكافحون في سبيل العيش والحياة, ويناضلون من أجل الحق والعدل والحرية والسلام والأمان في الأرض والبلاد وفي الإنسانية جمعاء.

    المراجع:
    صحيفة تشرين – العدد الصادر في 25 / 6 / 1980
    منشورات المديرية العامة للآثار والمتاحف – دمشق – 1983
    صحيفة تشرين – العدد / 2849 / الصادر في 25 / 3 / 1984
    جمال بلاط – تحقيق: صحيفة تشرين العدد الصادر في 12/12/ 1985
    عن صفحة من مجلة الشرطة.
    علي القيم – صحيفة تشرين العدد الصادر في 3 / 12 / 1988
    فؤاد يوسف قزانجي (جريدة بهرا – الضياء العدد 246 , 2 أيار 2004) الناطقة باسم الحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) – العراق
    _________________

    محمد حسن غاله
    مهندس تكنولوجي مختص بالتعليم الالكتروني المبرمج في تنمية المجتمعات المحلية في رأس العين باستخدام تقانات المعلومات والاتصالات - ضمن برنامج الأمم المتحدة الانمائي.UNDP - ICT4Dev in Syria
    www.salbr.com/vb المدير والمشرف العام
    مشروع ري حوض الخابور:
    في الشرق (وفي بلاد ما بين النهرين تحديدا) كان بدء الحضارات, ومنه بزغ نور المدنية ليغمر العالم القديم كله, وعلى أرضه وبين وديانه وسهوله المعطاءة تبلورت التعاليم الروحية والقوانين والنظم. والشرق هو الذي أخذ بيد العالم في خطواته الأولى نحو التقدم والتحضر والمدنية. إن استقصاء أسراره واستجلاء غوامضه والتنقيب عن أثاره المتناثرة على ضفتي نهر الفرات والخابور التي تضم تحت أنقاضها وأتربتها كل الأسرار والمفاجآت التي تبدل المفاهيم والمعلومات عن تاريخ الشرق القديم يحتاج إلى الكثير من الاهتمام وبذل المزيد من الجهد والعمل المستمر والدؤوب, ومشروع ري حوض الخابور الكبير الذي تم إنجازه في الثمانينات من القرن العشرين كان يهدف بشكل رئيسي إلى تطوير المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا, وذلك بارواء ما يقارب / 150 / ألف هكتار, من الأراضي الخصبة الممتدة من بلدة ( رأس العين ) إلى ما بعد بلدة الصور في محافظة دير الزور, من خلال استثمار كامل جريان النهر, بإعادة توزيع الجريان السنوي حسب جدول الري, بوساطة الخزانات ذات الطاقة التخزينية الكافية, والمؤلفة من ثلاثة سدود وهي: (سد الحسكة الشرقي – سد الحسكة الغربي – وسد الخابور). وقد جرى تقسيم المشروع إلى ثلاث مناطق رئيسية: المنطقة الأولى.. تمتد من ينابيع (رأس العين) حتى سد الحسكة الغربي, مساحتها / 42000 / هكتار, وتشمل المنطقة الثانية الأراضي المروية من سدي الحسكة الغربي والشرقي ومساحتها / 49450 / هكتارا, وتشمل المنطقة الثالثة الأراضي المروية من سد الخابور الذي يقع على بعد / 20 كم / جنوبي مدينة الحسكة, وتبلغ مساحتها / 46450 / هكتارا. هذه السدود الثلاثة ستشكل خلفها بحيرات بعددها تماما, ستشغل حيزا من الأرض, الله وحده الذي يعلم ماذا تحوي بين طياتها. بيد أن المؤكد أن هناك أجزاء منها تعتبر كنوزا ثمينة بحد ذاتها. فاثنان وثلاثون تلا أثريا قطعا ليست رقما عاديا, إذا ما أخذ بعين الاعتبار الحضارات التي من شأنها أن تظهر من تحتها, فيما لو شرع بالتنقيب فيها . منها سبعة عشر تلا على يمين النهر هي: (تل مقبرة الفليتي, تل الفليتي, تل المشنقة الغربي, تل المشنقة الشمالي, تل الدغيرات, تل دجاجة : دكاك, تل خنيدج, تل النهاب الجنوبي, تل النهاب, تل المصباح, تل بويض, تل الميلبية, تل ناجة : ناقة, تل زياد : زيدية تل غوين, تل جنيدي : جديدي, وتل قطار). وخمسة عشر تلا على يسار النهر هي: (تل التليلات, تل المشنقة, تل المطارية, تل الذهب, تل طابان, تل الصور, تل البديري, تل حسن, تل أم قصير, تل شيخ عثمان, تل تنينير, تل جابي, تل رجائي, تل كرما, تل رد شقرا).

    حضارة وادي الخابور:
    حضارة وادي الخابور الكبير, الذي يرجح أنه يقع ضمن مملكة (سوبارتو) الواسعة, التي كانت تمتد من (انزان) في (عيلام) حتى جبال طوروس, شاملة منطقتي الهلال الخصيب العليا والوسطى, والقوس الجبلي الواسع من (كرمنشاه) و(كروشتان) فسوريا وفلسطين. والسوبارتيون هم الشعوب التي عاشت في الألف الثالث وما بعده, حين اتسعت هذه المملكة وازدهرت وسادها الرخاء حتى الألف الثاني, إذ بدأت أقوام (النيزيت) الهند – اوربية, تتدفق من الشمال الغربي عبر آسيا, حيث نجحت في فرض سيطرتها على قسم كبير من (سوبارتو) الغربية وأسست (الدولة الحثية) التي استطاع أهلها الوصول إلى منطقة الرافدين الجنوبية فدخلوا بابل سنة /1870 ق.م/, إلا أنهم اضطروا إلى الارتداد فاجتازوا بذلك منطقة الجزيرة. وفي ظل (الميتانيين) تشكلت أول دولة كبيرة موحدة في سوبارتو, إلا أن هذه الدولة لم تستطيع الثبات أمام النزاع الآشوري – الحثي المصري فانهارت, وجاءت معركة (قادش) فأوقفت تقدم المصريين من جهة, وأضعفت الحثيين من جهة أخرى بشكل مهد لانهيارهم عندما ظهرت قوة (الآراميين) الذين أسسوا دولتهم في سهول الفرات, واتجهوا إلى الشمال, حيث استطاع (كابارا) أحد ملوكهم تأسيس دولة قوية على أنقاض دولة الميتانيين, واتخذ مدينة (غوزانا – تل حلف) عاصمة له. وما لبث حتى اشتبك هو وسلالته من بعده في صراع طويل مع الآشوريين انتهى بخضوع وادي الخابور نهائيا للدولة الآشورية . ثم دخلت المنطقة تحت سيطرة الإمبراطورية الفارسية, وجاء بعد ذلك الاسكندر فضمها إلى فتوحاته, إلى أن جاء الرومان واحتلوها, وصارت (رأس العين) تحتل مكانا مرموقا على الحدود البيزنطية, وجعلها الإمبراطور (تيودوز) في مصاف المدن, وحصنها تحصينا منيعا, ووضع فيها حامية قوية حملت اسم (تيودوز بوليس) نسبة له. وعلا شأنها, إذ أصبحت مركزا لتلاقي المدرستين اليعقوبية والنسطورية السوريتين, اللتين كان لكل منهما أسقف في رأس العين وفي القرن السابع الميلادي, خضعت الجزيرة للفتوحات الإسلامية دون مقاومة وأقام المسلمون فيها مدينة عربية بدلا من الرومانية حافظت على اسمها الآشوري القديم (رش عينا: رأس العين).

    وقد أطلق العرب على المنطقة اسم الجزيرة وهو ما يسمى ببلاد (ما بين النهرين) أو (ميزو بوتاميا) أو (وادي الرافدين) تلال الخابور:
    تفيد الكتب التاريخية, أن (ابن حوقل), قد رسم نهر الخابور, ووضع عليه المدن التالية: من الشمال إلى الجنوب: (رأس العين, عربان, سكر العباس, طلبان, الجحشية, تنينير, العبيدية..), وإلى الشرق من النهر نجد بلدة (ماكسين) وبحيرة المنخرق (الخاتونية). غير أن أكثر المدن والقرى التي نراها اليوم على النهر, تحمل أسماء جديدة لا تمت معظمها إلى الأسماء القديمة بصلة, وحتى التلال الأثرية الموجودة حاليا, معظم أسمائها لا تدل على المدن التي داخلها . فمن بين مدن الخابور التي ذكرها (ابن حوقل) لم تبقى سوى مدينة واحدة حية تحتفظ باسمها الأول هي مدينة (رأس العين), والشيء الملفت للنظر كثرة الخزف العربي على أسطح أغلب التلول. ولأن الأثاريون لا يملكون أية معلومات عن الاثنين والثلاثين تلا التي جاء ذكرها أنفا, من الناحية التاريخية والأثرية, ذلك أن التنقيب لم يأخذ طريقه إليها بعد, عمدوا فيما يلي, إلى تقديم لمحة عن بعض المناطق المنقب فيها والقريبة من التلال المذكورة, كشاهد على حضارة وادي الخابور العريقة, انطلاقا من القول الأثري الشهير: (الحضارات العظيمة لا تعيش إلا على الأنهار العظيمة).

    تل حلف (غوزانا):
    أقام الآراميون في القرن الثاني عشر قبل الميلاد مملكة (بيت بحياني) أو (بخياني) قرب منابع الخابور, وكانت عاصمة المملكة الصغيرة مدينة (غوزان – غوزانا) وتكتب أيضا (كوزانا – جوزانا) وقد بنيت على أنقاض قرية زراعية قديمة وهي عصر (تل حلف) التي نشأت قبل التاريخ في الألف الخامس قبل الميلاد أو بداية الألف الرابع قبل الميلاد . وفي عام 808 ق.م/ زحف الملك الآشوري اداد نيراري الثالث /912 – 891 ق.م/ متجها لفتح الساحل الفينيقي, فاستولى على هذه المملكة وأصبحت تخضع لسلطانه وأقام فيها حصنا ووضع فيها حامية, وصارت بعد ذلك أحد المراكز الآشورية, وقد اعتمد عليه الملوك الآشوريون في تقدمهم نحو الغرب. إن ضخامة العمارة التاريخية الحضارية التي وجدت في (غوزانا) في القرنين العاشر والتاسع قبل الميلاد, تدل على أصالة آرامية مع بعض التأثيرات المعمارية الآشورية. أما أندريه بارو فيذكر أن عمارتها ((فن محلي وإقليمي)), في حين يرى آخرون أن العمارة الآرامية في (غوزانا) تمثل ثلاثة اتجاهات: التقليدية أي الكنعانية.. والآشورية والآرامية, وإن أبرز الآثار المكتشفة : تمثل بوابات المدينة واجزاء من سورها وبعض القصور, وأهم ما في الآثار المكتشفة لهذا العصر, الهيكل الملكي الذي بناه (كابار ابن قاديانو) أكبر ملوك الآراميين, كما تم العثور على جدار له خمس ركائز مربعة الشكل, وما يقارب مائة لوحة صخرية مصورة, تدل على أن إنسانها كان قد تقدم بأساليب حياته التي تقوم على الزراعة, وصناعة الأواني الفخارية ذات الألوان اللامعة. كما عرف إنسان تل حلف صناعة الأدوات النحاسية المختلفة, ورسم على الفخار صورا للثور المقدس وتماثيل لسيدات ممتلئات, مما يدل على أول محاولة بشرية لربط عبادة الثور المقدس (بالأم الإله) وهي العبادة التي ظهرت وتطورت في الحضارة الكريتية, رغم أسبقية ظهورها في (تل حلف) بآلاف السنين على ظهورها في (كريت) إضافة إلى كونها تأكيدا على وجود حضارة متطورة في المنطقة تعتمد على الاستقرار الزراعي والارتباط بالبيئة المحلية. وظهرت من بين المكتشفات الأثرية أدوات صيد الوحوش وصور العربات التي يجرها حصانان ويركبها محاربان, وصور المعارك التي تدور بين المحاربين والحيوانات المفترسة . كما اشتهر سكان المنطقة بصناعة السكاكين بأحجامها المختلفة والفؤوس والصحون والقناديل الخزفية. تبلغ مساحة غوزانا, التي نقب عنها الألماني (فون أوبتهايم ) في بداية القرن العشرين (600X 360 م ) وكان في وسطها قلعة مستطيلة الشكل تضم قصرين الأول سمي بالقصر الغربي الذي يعود تاريخه إلى أوائل القرن التاسع فترة الحكم الآرامي, والثاني الشمالي الغربي وهو مقر الحاكم الآشوري بعد عام / 808 ق . م / ووجد في هذين القصرين ألواح من الحجر منقوش عليها صور من الواقع وصور أسطورية مثل زوج الإنسان – العقرب وزوج أبي الهول . وورد في الرقم التي سجلت تاريخ الدولة الأورارتية, أنها فرضت سيطرتها على شمال سورية, وكان ملكهم (مينو بن اشبوني) الذي حكم بين / 810– 785 ق . م / قد قاد حملة عبر خلالها الروافد العليا لنهر الفرات, واستولى على مناطق ملاطيا وبلاد غوزانا. وفي عام / 745 ق . م / وصل إلى العرش الآشوري ملك قوي هو تكلات بلاصر الثالث (745 – 727 ق . م ) وتوجه لمواجهة الأورارتيين بعد أن عزز جناحه الشرقي, وكان ذلك في العام الثالث من حكمه, حيث واجه جيش ( ساردوري الثاني ) ومعه جيش مجموعة الممالك الآرامية بقيادة (متع ال) من بيت أجوشي واستطاع القضاء عليهم وإعادة غوزانا إلى أحضان الدولة الآشورية.

    رأس العين:
    سماها الآشوريون (رش عينا) والعرب (رأس العين) و (عين الوردة) بسبب وقوعها على أكبر عيون ومنابع نهر الخابور: (عين الآس, عين الطرر, عين الريحانية, عين الهاشمية). تنازل الفرس عنها للرومان, ثم غزوها ثانية ودمروها سنة / 602 / وفي سنة / 640 / فتحها القائد العربي (عمر بن سعد) وفي سنة / 1129 / غزاها الصليبيون بقيادة ( جوسلان ) وتعرضت كغيرها من المدن للغزو المغولي إبان حكم تيمور لنغ الذي دمرها تدميرا شديدا. كانت (رأس العين) في العصر العباسي تابعة للموصل كما قال (المقدسي) الذي وصفها: (بنيانهم حجارة وجص ولهم بساتين ومزارع, ويقع فيها ثلاثمائة وستون عينا عذبة ) ووصفها ابن حوقل فقال: (مدينة ذات سور من حجارة كان يسكنها العرب وأصلهم من الموصل, وفيها من العيون ما ليس ببلد من بلدان الإسلام, وهي غير ثلاثماية عين جارية كلها صافية يبين ما تحت مياهها في قعورها..) وفي بداية القرن الثالث يصفها ياقوت بقوله: (وهي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين, وكان يركبون الزواريق إلى بساتين, وإلى قرقيسياء إن شاءوا, أما الآن فليس هناك سفينة إلا ويعرفها أهل (رأس العين). زارها بعد الغزو المغولي الجغرافي الفارسي (المستوفي) فقاس محيط سورها. بــ (5000) خطوة تقريبا, وقال: (القطن والحبوب والعنب تنمو فيها بكثرة).

    عرابان ( عجاجة ):
    في العام / 1983 / اكتشف في تل عجاجة لوحتان آشوريتان تمثلان ثورين مجنحين, يرجعان إلى العصر الآشوري, ويعتقد أن التل المذكور هو المدينة الآشورية (داشكاني), وفوقها توجد مدينة عربية إسلامية تسمى (عرابان) كما توجد لقى فخارية بيزنطية فوق التل. ويذكر المؤرخون أن (عرابان) كانت من أهم مد الخابور في العصر العباسي, ويقول (ابن حوقل): إنها (اشتهرت بزراعة القطن والمنسوجات التي تنقل إلى الشام, وسورها المنيع). ووصفها المقدسي بقوله: (تل رفيع حولها بساتين, والأسعار بها رخيصة, ولأهلها مزارع كثيرة) . واكتفى (ياقوت) بوصفها أنها (بليدة الخابور من أرض الجزيرة) . ماكسين ( مركدة ) : وضعها (المقدسي) في عداد مدن الخابور وسماها (ميكسين), ويذكر (ياقوت) أن: ( ماكسين بلدة بالخابور), ويرى العلماء أنها قرية (مركدة) الحالية, الواقعة على الضفة اليمنى لنهر الخابور. وكانت مشهورة بكونها سوقا للقطن, ووجود معاصر الزيتون التي تدل على وجود زراعة الزيتون في أراضيها. دوركات ليمو.. أكبر مقاطعة آشورية على نهر الخابور: تل الشيخ حمد... هو أحد التلال الاصطناعية المنتشرة على امتداد نهر الخابور من منبعه إلى مصبه والبالغة أكثر من / 140 / مائة وأربعين تلا, هذا التل يحتوي بين ركامه على أكبر مقاطعة أو ولاية آشورية. ويقع على الضفة الشرقية لنهر الخابور الأسفل, وقد عثر عام / 1977 / في التل على ثلاثين لوحة مسمارية في إحدى سواقي الري, تؤكد إحداها أن التل هو نفسه المدينة الآشورية (دوركات ليمو) التي تتألف من قلعة ومنطقتين سكنيتين إحداهما في الشمال, والأخرى في الشرق, يحيط بهما سور يصل إلى حوالي أربعة كيلو مترات, كما يضم الموقع منطقتين سكنيتين خارج أسوار المدينة, ومن خلال اكتشاف (دوركات ليمو ) أصبح بالإمكان استنباط معلومات تاريخية مباشرة, تدل على أن الإمبراطورية الآشورية الوسطى امتدت حدودها حتى نهر الخابور الأسفل, وإن وظيفة (دوركات ليمو) الرئيسية, حماية الجبهة الجنوبية الغربية للإمبراطورية, أما في العهد الآشوري الحديث /1000 – 600 ق . م/, كانت المدينة موقعا عسكريا يتصل بالطريق الذي كان يمر به الملوك الآشوريين.

    كيف اكتشفت المدينة؟
    الصدفة كشفت أهمية هذا التل الأثري, ففي العام /1975/ كانت هناك بعثة ألمانية برئاسة البروفسور(فيكتور هارتموت كونه) الأستاذ في جامعة برلين الغربية والمختص بدراسات آثار الشرق القديم. كانت مهمة البعثة القيام بإجراء مسح كامل وإحصاء شامل للتلال الاصطناعية الواقعة على ضفتي نهر الخابور لوضع أطلس توبنجن للشرق الأوسط. وأثناء عمليات المسح لفت نظر البروفسور (كونه) هذا التل الضخم المطل مباشرة على نهر الخابور وأهمية موقعه ووجود كسر فخارية متناثرة على سطحه المرتفع, وتكون لدى رئيس البعثة حدسا أنه يوجد تحت أنقاضه مدينة (دوركات ليمو الآشورية), وعند هذا الحدس انتهى موسم المسح وعادت البعثة. في عام /1977/ واصلت أعمال المسح للتلال الأثرية وأخذ تل الشيخ حمد اهتماما خاصا من رئيس البعثة. أحد الأطفال يلعب مع أقرانه قرب النهر خلال فصل الصيف, ويرى ما يحدث أمامه عدد من الأجانب يهتمون بالتقاط كسر الفخار المتناثرة فوق سطح التل وعلى جوانبه.. في يوم من الأيام جاء إلى رئيس البعثة البروفسور (كونه) حاملا رقما مسماريا ظاناً أنها الكسر الفخارية التي تقوم البعثة بجمعها, ويدله إلى المكان الذي وجد فيه الرقم, ويلتقط أعضاء البعثة أكثر من ثلاثين رقما مسماريا دفعتها ساقية ري أحد المشاريع الزراعية والتي تمر على سطح التل. ثم كانت المفاجأة الثانية حين أكدت إحدى اللقى إن هذا التل هو موقع المدينة الآشورية المجهولة الموقع (دوركات ليمو) وهكذا تأكد حدس رئيس البعثة في عام /977 /, وعلى ضوء ذلك تم تشكيل أول بعثة أثرية في العام /1978/ لتبدأ موسمها الأول للتنقيب والبحث الأثري. دوركات ليمو في المصادر التاريخية: جاء ذكر المدينة في حوليات الملوك الآشوريين, فورد أيام الملك (آشور بل كالا) في القرن الحادي عشر قبل الميلاد. وذكرت أيام الملك (اداد نيراري الثاني) والملك (توكلتي نينورتا الثاني) وتعود النصوص التي عثر عليها إلى العهد الآشوري الأوسط وبالذات في أيام الملك (شلما نصر الأول /1208 ق . م/. معلومات عن تل الشيخ حمد:

    يقع التل على الضفة الشرقية لنهر الخابور الأسفل وعلى بعد /550 كم/ شمال شرق دمشق العاصمة. ويبعد عن مدينة دير الزور حوالي /70/ كيلو متر باتجاه الحسكة ويقع بالقرب من قرية غربية التابعة لناحية الصور. يبلغ ارتفاع التل عشرين مترا, والموقع الأثري يقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول – المركز الأثري القديم وهو القلعة. أي التل نفسه. القسم الثاني – المدينة الأولى تقع شرق القلعة وهي مربعة الشكل ذات نموذج بنائي محدد, ربما يكون موقعا عسكريا. القسم الثالث – المدينة الثانية شمال القلعة وهي ذات مساحة كبيرة ومحاطة بسور أثري ظاهر للعيان يصل طوله إلى حوالي أربعة كيلو مترات. أما خارج السور فتوجد المقابر بالإضافة إلى منطقتين سكنيتين, وقد سلمت المدينة من فيضان الخابور في كل عام نتيجة لوقوعها فوق مرتفع طبيعي ساعد على استمرار السكن فيها منذ الألف الرابع قبل الميلاد . وقد أخذت المدينة أقصى مدى لها في العهد الآشوري بين /1300 – 600/ قبل الميلاد حيث بلغت مساحتها /110/ هكتارات. نتائج المواسم الأولى للتنقيب في

    دوركات ليمو:
    بينت الحفريات في موقع المدينة الثانية على أن تاريخها يعود للدولة الآشورية الوسطى أي القرن الثالث عشر قبل الميلاد, وما عثر من كتل معمارية ضخمة البناء تؤكد على أنها منطقة عسكرية وفي مركز المدينة (القلعة) عثر على غرفة الأرشيف, وفيها ستمائة لوحة مسمارية, وهي جزء من بناء ضخم ما زالت الحفريات مستمرة للكشف عن معالمه. وتتألف المكتشفات من نصوص اقتصادية وإدارية تزودنا بمعلومات عن تصدير واسترداد حبوب وحيوانات وأقمشة ومواد مختلفة, وتشير بعض النصوص على أن (دوركات ليمو) كانت مركزا سياسيا هاما وعاصمة لمقاطعة فيها حاكم محلي. وتذكر بعض النصوص الهامة عن وجود قوات عسكرية نقلت إلى المقاطعة مما يدل على وجود حامية عسكرية وان الحاكم كان يسكن في القصر. وقد أصبح من المؤكد أن المنشأة المعمارية الضخمة المكتشفة هي جزء من القصر بدليل أن المحتويات والوظائف تشبه ما تم العثور عليه في قصور الشرق الأدنى القديم. وتقدم لنا الأختام الأسطوانية المكتشفة أرضية هامة لتطوير تاريخ الفن والفكر في الشرق الأدنى القديم لما تحتويه من موضوعات دينية وأسطورية لها علاقة مع أصحاب الأختام, وتميزت أختام العصر الآشوري الأوسط /1400 – 1100/ قبل الميلاد بنوعيتها الجيدة ورشاقة الحركة في صورها, وقد تميز فن النحت على أختام تل الشيخ حمد بالمشاهد الجميلة تؤكد على مدى رقي الفن في مقاطعة دوركات ليمو الذي يضاهي الفن في العاصمة آشور.

    الاهتمام بالآثار ضرورة إنسانية تاريخية وطنية:
    وكانت آثار الجزيرة قد حظيت في أوقات سابقة باهتمام المعنيين, إذ تم إرسال عدة بعثات تنقيبية, تولت مهمة الكشف عن الآثار الموجودة في المنطقة.. ففي عام /1978/ وصلت بعثة من جامعة (ييل الأمريكية), ونقبت في (تل ليلان) بهدف إثبات أن الحضارة في منطقة الجزيرة قد بدأت قبل حضارة منطقة جنوبي العراق, وقد دلت المكتشفات أن تل ليلان كان عاصمة آشورية للملك (شمشي اداد) المعاصر لحمو رابي في حوالي /1750/ قبل الميلاد. كما قامت بعثة إيطالية برئاسة السيد (باولو بيكو يللا) بالتنقيب في منطقة (تل بري) إذ أثبتت النتائج الأولية أن التل هو نفسه المدينة الآشورية (قحاط أو كحت), وهناك طبقات أخرى في التل كالفارسية والساسانية والرومانية والإسلامية. وفي الثلاثينات من القرن العشرين قام البحاثة (مالوين) بالتنقيب في منطقة (تل براك), واكتشف قصر الملك (نارام سين) الأكادي ومعبد العيون, وفي أوائل الثمانينات من القرن العشرين قامت بعثة برئاسة البروفسور (دافيد وتسي) بإتمام المشوار الذي بدأه مالوين. ولا زالت هناك مئات التلال, إضافة إلى تلال الخابور.. تنتظر الإفراج عن خباياها. عاصمة آشورية..

    تحت تل ليلان:
    تزايدت الأهمية التاريخية لتل ليلان عندما عثرت البعثة الأمريكية التي نقبت في هذا الموقع على خمسين لوحة مكتوبة بالخط المسماري تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد. ولدى ترجمة هذه اللوحات تبين أنها تشير إلى زيارات بعض كبار القادة البابليين إلى هذه المنطقة في عصر قريب من عهد الإمبراطور البابلي (حمو رابي), ويرى خبراء البعثة التي نقبت في التل أن هذه المكتشفات تعزز افتراض البرفسور (هارفي وايت) بأن هذا التل هو بقايا عاصمة آشورية تدعى (شبات انليل). * (شبات انليل) عاصمة الملك الاشوري شمشي اداد: في عام /1978/ بدأت بعثة أثرية من جامعة (ييل) ببرنامج طويل الأمد الغرض منه دراسة تاريخ وشروط المعيشة وتطورات الحضارة في هذا الموقع. وفي عام /1980/ واصلت البعثة السورية الأمريكية المشتركة للتنقيب عن الآثار برئاسة البرفسور (هارفي وايت) موسمها التنقيبي الثاني في (تل ليلان), وكانت البعثة المشتركة المذكورة قد باشرت عملها في هذا الموقع خلال موسم العام /1979/ بهدف التحري والكشف الأثري عن المدينة الآشورية المعروفة تاريخيا باسم (شبات انليل) والتي كانت عاصمة الملك الآشوري (شمشي اداد) والمعلومات عن هذا التل تقول: أن مساحته /90/ هكتار محاط بسور ويقع على بعد /25/ كم جنوبي مدينة القامشلي وسط منطقة الخابور الزراعية الخصبة والمعروفة بزراعة الحبوب وغزارة الأمطار وجودة المحاصيل, المنطقة المسماة: (مثلث الخابور).. وعلى مصب وادي قطراني في نهر جارا, اكتشف هذا التل عام /1878/ من قبل عالم الآثار الآشوري (هرمز رسام) الذي بحث في جغرافية مثلث الخابور. وكانت مدينة شبات انليل – كما تدل الدراسات – بلدة صغيرة ثم تحولت في فترة ما قبل الملك الآشوري (سرجون الثاني) إلى مدينة كبيرة محصنة ذات سور ضخم فيها قصور تتسع لمئات الأشخاص ومعابد ذات أبهاء طويلة, ومنشآت كبيرة وورشات لصياغة الفضة, ويدل حجم المدينة الكبير على أنها كانت تضم قطعات عسكرية– حسب تقارير هارفي وايت – يتضح أنها كانت من المدن الكبرى في شمال بلاد ما بين النهرين. وقد حملت الرقم المسمارية والأختام الأسطوانية المكتشفة أسماء بعض الشخصيات من حكام المدن والعاملين مع الملك والمشرفين على الخدمات في هذه العاصمة الآشورية, وألقت الكثير من الأضواء على تاريخ ومؤسسات وثقافة الإنسان الآشوري الذي أسس الحضارات الأولى في الشمال السوري.

    تل بري (كحت):
    يرجع الفضل إلى العالم الجليل جورج دوسان في التعرف على الاسم القديم (لتل بري) الذي يقع على الضفة اليسرى لنهر الجغجغ رافد الخابور, ويبعد هذا التل حوالي مسافة /8 كم/ إلى الشمال من تل براك الواقعة في منتصف الطريق العام القديم والبالغ طوله (85 كم) بين الحسكة والقامشلي. فقد نشر جورج دوسان محتويات نقشين حجريين كانا جزءا من قصر الملك الآشوري (تيكولتي نينورتا الثاني) واحتويا النقشان المذكوران اسم المدينة التي تختفي في باطن تل بري, وهي مدينة (كحت). بناء على هذا الاكتشاف أصبح تاريخ هذا الموقع الأثري على علاقة بذكر مدينة كحت في النصوص المسمارية المكتشفة في مواقع أخرى. وتغطي تلك النصوص حقبة تبدأ بالعهد البابلي القديم (عهد محفوظات ماري) حتى عهد الملك الآشوري (سرجون الثاني), ولقد أبانت الدراسات الأخيرة لحوليات تيكولتي نينورتا الثاني أن مدينة كحت كانت المحطة الأخيرة قبل (نصيبين) القريبة من القامشلي, في مساره عبر الجزيرة الشمالية في / 885 / قبل الميلاد . كانت بعثة إيطالية باسم معهد الميسينية والايجية الأناضولية التابع لمؤسسة البحوث العلمية في روما, تقوم بالتنقيب المنهجي في هذا الموقع منذ /1980/, ويذكر أن تل بري يقع على الطريق الغربي الشرقي في شمال الجزيرة خلال العهد الروماني – البارثي وعلى خط الحدود بين نصيبين وقرقيسياء (البصيرة) عند مصب الخابور في الفرات.

    تل محباقة.. (أورو) أو (أوريما):
    تل محباقة.. أحد المواقع الأثرية الكثيرة الهامة في الجزيرة السورية, يقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات في منطقة الفرات الأوسط بين مدينة (ايمار - مسكنة) ومدينة (ازو– تل الحديدي) بالقرب من جبل عارودا. ويأخذ هذا الموقع أهميته الجغرافية من موقعه على ضفاف نهر الفرات الذي كان أهم عصب للمواصلات بين الشمال والجنوب, وتدل بقايا الميناء والرصيف التي ظهرت في الموقع أن تل محباقة لعب دورا هاما في حركة المواصلات التجارية على هذه الطرق المائية, وبناء على ذلك ارتبطت محباقة في شبكة المواصلات المتفرعة نحو الشرق ونحو الغرب, هذه الشبكة التي يطلق عليها اصطلاحا اسم (الممر الآشوري) الذي يربط مدن منطقة نهر دجلة مثل: آشور ونوزي, ومدن منابع الخابور مثل: شبات انليل وداشكاني. مع موانئ البحر المتوسط . ومكامن المواد الخام الواقعة إلى الغرب من نهر الفرات إضافة إلى هذا الموقع الهام, فإن محباقة تتوسط أراضي خصيبة وتدل الشواهد الكتابية واللقى الأثرية والمعالم المعمارية على أنها كانت مركزا حضاريا واقتصاديا هاما, وهذا ما جعل علماء الآثار يسعون للتنقيب فيه . وكانت السيدة (غيرترود بيل) في عام 1911 أول من ذكر تل محباقة, لكن معاول التنقيب لم تمتد إليه إلا في عام 1968, وذلك في أعقاب عمليات المسح الأثري الذي قامت به المديرية العامة للآثار والمتاحف في عام 1964 ضمن إطار إنقاذ الآثار التي ستغمرها مياه غمر الفرات . وقد بدأت مواسم التنقيب الأثري عمليا في تل محباقة عام 1970, ووصل عدد هذه المواسم إلى /11/ موسما, أجرتها البعثة الأثرية الألمانية الاتحادية برئاسة البروفيسور (ديتمار مخولة). لقد استطاعت البعثة خلال مواسم التنقيب السابقة التوصل إلى نتائج هامة يتحدث عنها الدكتور (ديتمار) قائلا: تعود السوية الأثرية العليا والأخيرة في (تل محباقة) إلى العصر البرونزي الوسيط, وهي تضم معظم معالم المدينة في ذلك العصر, ويبدو أن المدينة ظلت عامرة حتى العصر البرونزي الحديث, وكان يطوق المدينة سور ترابي, لكن يبدو أن المدينة تقلصت إلى قرية في عصر الحديد وفي أواخر الفترة الرومانية وأحدث الآثار المكتشفة كانت جزءا من مشغل خزف إسلامي.

    البنية المعمارية:
    أما البنية المعمارية للمدينة فقد تجلت في اكتشاف معبدين وبوابتين من بوابات سور المدينة, والأحياء السكنية, ومركز المدينة المسور, وشبكة الشوارع والأزقة. وما حوته بيوتها من عناصر معمارية, وأدوات عمل, وأدوات منزلية فخارية وحجرية ودمى وتعاويذ وأدوات زينة وحلي.. تعبر عن أزدهار المدينة في الألف الثاني قبل الميلاد.

    الوثائق الأهم ؟!
    لكن الوثائق الأهم, وهي الرقم المسمارية– ظلت لسنوات طويلة مستعصية المنال في تل محباقة, إلى أن جاءت مواسم عام 1984, وما بعدها لتزيح الستارة عن مكامن رقم مسمارية تتضمن أخبارا موثوقة عن المدينة وحياتها. لقد تبين للبعثة الأثرية مؤخرا, إن سكان المدينة آنذاك عمدوا إلى إخفاء وثائقهم وسنداتهم وعقود البيع والشراء والقروض وغيرها.. في مخابئ خاصة تحت أرضية البيت, أو في فجوات جدارية أو في مواضع أخرى, كي تبقى في مأمن بعيدا عن التلف أو العبث. عثرت البعثة الأثرية خلال أحد عشر موسما (منذ عام 1970– 1988) على واحد وثمانين رقيما مسماريا, منها واحد وخمسون رقيما خلال الفترة ما بين آب ومطلع تشرين الأول من موسم عام 1988, وقد عكف علماء الملفات المسمارية منذ اكتشاف الرقم الأولى على فك طلاسمها, ووجدوا في الرقم المكتشفة مادة غزيرة وثمينة تدعم تحليلاتهم لأن جل ما عانى منه هؤلاء العلماء في عملهم السابق, تمثل في قلة الرقم وندرة وجود نظائر لها, من أجل المقارنة في مواقع مجاورة في منطقة الفرات الأوسط.

    (أورو) أو (أوريما):
    تضمنت الرقم التي أنجزت قراءتها معلومات اقتصادية كالقروض والعقود والمقايضة وتداول وتملك العقارات وعمليات حصر ارث ووصايا وقوائم بأسماء شهود, واسم عمدة المدينة, ومجلس شيوخها, واسم المدينة القديم, الذي يعتقد بأنه (اورو) أو (أوريما) وهناك دلائل لذكر هذا الاسم في نصوص موقع (آلالاخ – تل عطشانة) والكرنك, تعزز هذا الاحتمال كما أن الرقم المسمارية المكتشفة في اوريما يعود تاريخها إلى نهاية العهد البابلي القديم, أي ما بين النصف الثاني من القرن السادس عشر قبل الميلاد, والنصف الأول من القرن الخامس عشر قبل الميلاد, وتظهر فيها تأثيرات قادمة من مملكة (يمحاض – حلب القديمة) و(الالاخ – تل عطشانة) مع اختلاف جوهري عن رقم مملكة (ماري – تل الحريري) وبذلك تسهم مكتشفات (تل محباقة – أوريما) الأثري في التعريف بتاريخ سوريا القديم, وتفتح سفرا جديدا في منطقة الفرات الأوسط, والتي كانت حتى فترة غير بعيدة يسودها الغموض.

    أخيرا وليس آخرا:
    كانت تلك أمثلة وأقوال وحكايا وشواهد على مدى عظمة حضارة وادي الخابور. هذه الحكايا هي الآن من الماضي البعيد. أما اليوم (والعالم في منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة للميلاد) هناك غير من أربع وثلاثين قرية آشورية على ضفتي هذا النهر وهي.. القرى التي على كتفه الأيمن حسب جريانه: تل شميرام, تل طلعة, تل تينة, تل كوران, قبر شامية, تل بالوعة, تل خريطة, تل مخاضة, تل طال, تل هرمز. والقرى التي تقع على كتفه الأيسر حسب جريانه : تل طويل. أم وغفة. أم الكيف. تل كفجي. تل جمعة. تل أحمر. تل تمر. تل نصري. تل حفيان. تل مغاص. تل مصاص. تل جدايا. تل فيضة. تل دمشيش. تل نجمة. تل جزيرة. تل باز. تل رمان فوقاني. تل رمان تحتاني. تل شامة. تل ورديات. تل سكرة. تل بريج. تل عربوش. أم غركان. هذه القرى يسكنها أهلها وأصحابها الآشوريين الذين هم من أقدم الشعوب على هذه الأرض وأكثرهم صبرا وجلدا وتحملا لنوائب ومصائب وويلات الزمن.. لا زالوا باقون منذ عصور سحيقة يعيشون في وطنهم وفوق تراب أرضهم وأرض آباءهم وأجدادهم, يعملون ويفلحون الأرض ويبذرون فيها البذار الطيب, ويزرعون الشجر والثمر, ويبنون ويعلمون ويتعلمون, ويكافحون في سبيل العيش والحياة, ويناضلون من أجل الحق والعدل والحرية والسلام والأمان في الأرض والبلاد وفي الإنسانية جمعاء.

    المراجع:
    صحيفة تشرين – العدد الصادر في 25 / 6 / 1980
    منشورات المديرية العامة للآثار والمتاحف – دمشق – 1983
    صحيفة تشرين – العدد / 2849 / الصادر في 25 / 3 / 1984
    جمال بلاط – تحقيق: صحيفة تشرين العدد الصادر في 12/12/ 1985
    عن صفحة من مجلة الشرطة.
    علي القيم – صحيفة تشرين العدد الصادر في 3 / 12 / 1988
    فؤاد يوسف قزانجي (جريدة بهرا – الضياء العدد 246 , 2 أيار 2004) الناطقة باسم الحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) – العراق


    عودة إلى الأعلى

    المصادر والمراجع :

    http://raselein.reefnet.gov.sy/raselein
    الجزيرة السورية - إسكندر داوود
    تاريخ الشرق الأدنى - د. أنطون مورتفات
    تل حلف - البارون فون أوبنهايم
    مجلة العمران العددين 41 – 42 عام 1972 م.
    الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة - عز الدين بن شداد
    ثقافة السريان في القرون الوسطى - نينا بيفوليفسكايا - ترجمة: د. خلف الجراد


    مساحة
    http://raselein.reefnet.gov.sy/raselein


  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    360 نبعا أكسبت منطقة رأس العين جمالها .. وتشكل اليوم مصدر قلق لسكانها تحقيقات


    والشائعات تتنوع بين بحيرة جوفية ومدينة أثرية تحتها

    تكرر المشهد أكثر من مرة وفي مواقع عدة برأس العين .. هبوط مفاجئ في أحد الشوارع وتحت أحد الأبنية وفي حقل فلاح, وهي حوادث تقترب من المدينة, مما ترك أضرار وخسائر مادية، تحاول جهات متخصصة محلية وعالمية للوقوف على أسبابها ... فيما ينتظر العشرات التعويض.



    مصطفى علو الذي ابتلعت الأرض بانهيار مفاجئ غرفتين من بيته المؤلف من ثلاثة غرف, ليحشر مع 14 فرد من عائلته بغرفة واحدة, تعلم من الحياة والبلدية الاقتباس من صبر النبي أيوب فيقول "بعد الانهيار نظمت البلدية ضبطا قالوا إنه للتعويض عن المصيبة التي حلت بي، ومنذ سنتين إلى اليوم لم يحرك ساكن في قضيتي، توجهت إلى المخافر، ومدير المنطقة والمحافظ دون نتيجة ولم أنل سوى الطرد والبهدلة فوق مصيبتي".

    وأضاف "لم يبق لي سوى حل واحد وكان الذي أخشاه، الاضطرار لبناء الغرفتين عبر الاستدانة من الأصحاب، دون أن يضمن لي احد عدم انهيار الغرفتين الجديدتين, فإلى اليوم لم أعرف سبب الانهيار".



    الوقوف على أسباب الانهيارات

    الدراسات الجيوفيزيائية، والهيئة العامة للاستشعار عن بعد، كشفتا سابقا بتقرير لهما أن سبب الانهيارات في رأس العين يعود إلى "وجود تكهفات كارستية تحت المدينة, تتعرض لحركة هيدروليكية قد يكون المسبب لها الآبار ذات الأعماق السحيقة التي تم حفرها على سرير الخابور لضمان استمرار تدفق المياه إلى الحسكة, رغم وجود بدائل لاستجرار مياه شرب لها عن طريق نهر دجلة والفرات, والمشروعان مطروحان الآن واقتربا من التنفيذ".

    وحول سبب عدم استقرار النظام الهدروليكي قال رئيس مجلس المدينة عبد الرزاق عزيز لـسيريانيوز إن "هذه التكهفات قديمة وليست سوى مسارب ومجاري للمياه الجوفية تشكلت منذ زمن بعيد في الصخور الكارستية الكلسية, وهي ذات طبيعة خاصة تتماسك بالماء والرطوبة وتتفتت عند جفافها, ما يؤدي إلى انهيارها، وهذا ما حدث بعد جفاف الينابيع, حيث بدأنا نلاحظ الانخسافات على سطح التربة، مما دعانا ,وبمساعدة الهيئة العامة للاستشعار عن بعد, إلى تحديد المناطق التي تعتبر خطرة لمعالجتها".



    وعن العلاقة بين الانهدامات والعدد الكبير من الآبار المحفورة على مجرى الخابور قال رئيس المجلس "لا يوجد علاقة مباشرة, والأمر يتعلق بسوء شبكة الصرف الصحي من جهة وانخفاض منسوب المياه الجوفية من جهة أخرى".



    مدارس خطرة ...14 بناء تم إخلاؤها بسبب الانهيارات

    أكثر من 14 مبنى ضمنها بضعة مدارس تم إخلاؤها خوفا من انهيارها بعد ظهور التشققات وميلان البعض الآخر, وبسبب توقع انهيارها اثر اكتشاف حفر كبيرة تحتها وكهوف تم تحديدها من قبل الهيئة العامة للاستشعار عن بعد.

    ويمكن تحديد هذه الأماكن التي تعتبر خطرة حسبما قال مدقق تراخيص البناء بشار مسطو, وأضاف "أن المناطق الخطرة هي جنوب المدينة على جانبي الكورنيش الجنوبي, وهي منطقة تحوي الكثير من المدارس ومجلس المدينة والمستشفى الوطني والخدمات الفنية وغيرها من الدوائر الحكومية، بالإضافة إلى جميع مكاتب الهندسة المدنية في رأس العين".



    رأس العين ... كوكتيل شائعات !!

    تقول إحدى الشائعات القديمة التي تعكس خوف سكان رأس العين من الانهيارات أن خبيرا جيولوجيا أجنبيا زار رأس العين في سبعينيات القرن الماضي ليقوم بمسح جيولوجي لصالح مديرية المشاريع الكبرى آنذاك، ولمعرفته الواسعة بهذا المجال قرر إنهاء عمله خلال النهار، وإمضاء الليل في مدينة الحسكة لينام نوما هادئا خوفا من انهيار مفاجئ.

    وتقول أخرى أن المدينة عائمة على بحيرة ماء كبيرة وجفافها سيؤثر على وجود المدينة ذات الينابيع الغزيرة سابقا.

    والثالثة تخبر عن مدينة أثرية كاملة أسفل قرية رأس العين هي التي تقف وراء هذه الانهدامات.



    وللوقوف على مصداقية الشائعات, قال رئيس مجلس المدينة في رأس العين إن "من الطبيعي أن تكون تحت المدينة بحيرة مياه جوفية، فهي تقوم على منطقة ينابيع، حتى أن شارع الكورنيش الجنوبي كان يسمى الميّات في إشارة لوجود برك مياه كثيرة تم البناء مكانها بعد جفاف الينابيع، أما بالنسبة لوجود مدينة أثرية فهذا غير صحيح, المدينة الأثرية القديمة تقع شمال المدينة الحالية على الحدود السورية التركية تماما وتدعى اليوم بالخرابات وهي رسوم دارسة".



    "إن الله مع الصابرين"

    هذه الانهيارات أدت إلى خسائر مادية كبيرة لأصحابها والعشرات ينتظر التعويض, دون أن يكون هناك جواب شاف عن إمكانية حصول المتضررين على تعويضات.

    رئيس البلدية قال لـسيريانيوز "أنا أحد المتضررين من هذه الانهيارات, فانهيار الأرض تحت بناء دار الهندسة دفعني مع عدد من المهندسين لإخلاء مكاتبنا، ولم نحصل حتى الآن على تعويض على الرغم من الدعاوي التي رفعناها للمطالبة بالتعويض".

    فيما علمت سيريانيوز من المهندس بشار مستو أن "بعض هذه الدعاوى قيد التنفيذ, وهي تقدر بملايين الليرات، ولكن لا يمكن دفعها حاليا لأن هذه المبالغ غير متوفرة بالوقت الراهن ".



    انعكاسات الوضع

    انعكس كل ما تقدم على حركة البناء في المدينة, حيث توقفت التراخيص لأبنية جديدة لما يزيد عن السنة من شباط 2006 حتى تموز 2007, ثم استؤنف منح التراخيص بعد ذلك ولكن بحذر شديد, حيث يطلب من المتقدم بطلب ترخيص بناء أو ترميم أن ينفذ توصيات واردة من المؤسسة العامة للجيولوجيا تتضمن إجراء الدراسات الجيوتكتيكية والسبر اللازمة وبالأعماق المناسبة, لاختبار وتوصيف التربة حول كل المبنى وبداخله واقتراح طرق المعالجة المناسبة، واعتماد نظام الحصائر بدلا من نظام الركائز، وهذا يعني وقت أطول وتكلفة أعلى طبعا ما يؤدي إلى إعاقة حركة التطور العمراني في المدينة.

    وفي سياق ذي صلة, شهدت حركة البيع والشراء للعقارات السكنية جمودا حادا لفترة من الزمن, لتعود بحركة بطيئة.

    ويقول أصحاب المكاتب العقارية إن أعداد المنازل المعروضة للبيع كثيرة ولكن لا وجود لمن يشتري، ويقول أبو محمود صاحب مكتب عقاري إن "البيوت فقدت نصف ثمنها، وتكلف عند بنائها أكثر مما يدفع بها عند البيع".



    الحلول ... تكتيكية وغير كافية

    وعن الحلول المقترحة لهذه الظاهرة منذ ثلاث سنوات قال رئيس البلدية إن شبكة الصرف الصحي الإسمنتية ستستبدل بأخرى بلاستيكية، لأن الأولى تتضرر بالانخسافات ما يؤدي إلى تسرب مياه الصرف الصحي ما ينعس سلبا على التكهفات الموجودة، بالإضافة إلى الحذر عند إعطاء التراخيص الجديدة للبناء ومطالبة طالب الترخيص بتوصيات هيئة الاستشعار عن بعد

    مدير الموقع المهندس محمد حسن غاله 052814143& 963933802519
    جميع الحقوق والنسخ محفوظة © 2009 موقغ رأس العين.http://www.rasein4dev.sy
    ومنتديات http://www.rasein4dev.sy/phpBB3

  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مدير الموقع المهندس محمد حسن غاله 052814143& 963933802519
    جميع الحقوق والنسخ محفوظة © 2009 موقغ رأس العين.http://www.rasein4dev.sy
    ومنتديات http://www.rasein4dev.sy/phpBB3

  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مدير الموقع المهندس محمد حسن غاله 052814143& 963933802519
    جميع الحقوق والنسخ محفوظة © 2009 موقغ رأس العين.http://www.rasein4dev.sy
    ومنتديات http://www.rasein4dev.sy/phpBB3

  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    الاديرة المسيحية القديمة في الجزيرة الاديرة المسيحية القديمة في الجزيرة
    (626ه-1229م)
    الدير تعريفا: بيت يتعبد فيه الرهبان وقد كثرت هذه الاديرة في الجزيرة الفراتية وخاصة وادييي( الفرات والخابور ) وذلك ماقبل سنة (626ه-1229م) ولما ازدهرت الرهبانية كانت الأديرة بمثابة كليات لدراسة العلوم اللاهوتية ومن هذه الأديرة :
    1-دير أبون : ويقال أبيون وهو الصحيح دير جليل فيه رهبا ن كثيرة يزعم أن به قبر نوح (عليه إسلام ) يشهد له بالقدم قال فيه الشعراء :
    ن كثيرة يزعم أن به قبر نوح (عليه إسلام ) يشهد له بالقدم قال فيه الشعراء :
    واني إلى الثرثار والحضر حلتي ودارك دير أبون أو برز مهران
    سقى الله ذاك الدير غيثا لأهله وماقد حواه من قلاقل ورهبان
    2-دير أبي يوسف : فوق الموصل ودون بلد بينهما فرسخ

    واحد (5.75)كم وهو دير كبير فيه رهبان ذوو حدة يقع على شاطئ دجلة في ممر القوافل .
    3-دير احويشا : واحويشا بالسريانية تعني الحبيس يقع في مدينة سعرت من أعمال ديابكر قرب مدينة ارزن كبير جدا فيه أربعمائة راهب وحوله البساتين والكروم ويحمل خمره إلى ماحوله من البلدان لجودته والى جانبه نهر يعرف بنهر الروم .
    4-دير الأعلى :بالموصل في أعلاها على جبل مطل على دجلة يضرب به المثل في رقة الهواء وحسن المستشرف ويقال انه ليسىللنصارى دير مثله لما فيه من أناجيلهم ومتعبداتهم وظهر تحته في سنة 301ه عدة معادن ويزعم أهل الموصل أنها تبرا من الجرب والحكة والبثور وتنفع المقعدين والى جانب هذا الدير مشهد عمر بن الحمق الخزاعي (صحابي)
    5-دير اكمن : يقع على رأس جبل الجودي ينسب إليه الخمر الموصوف في جودته وحوله من المياه والشجر و البساتين الكثير .
    6-دير باثاوا : يقع بالقرب من جزيرة ابن عمر بينهما ثلاثة فراسخ (18كم) .
    7-دير باغوث: دير كبير كثير الرهبان على شاطئ دجلة بين الموصل وجزيرة ابن عمر .
    8-دير برصوما : وهو الدير الذي ينادى بطلب نذره في نواحي الشام والجزيرة وديار بكر وبلاد الروم وهو قرب ملطية على رأس جبل يشبه القلعة وعنده منتزه وفيه رهبان كثيرة .
    9-ديرالجودي :والجودي هو الجبل الذي استوت عليه سفينة نوح عليه السلام وبين هذا الجبل وجزيرة ابن عمر سبعة فراسخ (42كم)وقد بني على قمة الجبل .10-دير الرمان: يقع في مدينة كبيرة ذات أسواق للبادية بين الرقة والخابور تنزلها القوافل القاصدة من العراق إلى الشام (ربما تكون هذه المدينة دير الزور الحالية ).
    11-دير حنضلة : يقع في الجانب الشرقي من شاطئ الفرات بين الدالية والبهسنة اسفل رحبة مالك بن طوق معدود من نواحي الجزيرة منسوب إلى حنضلة بن أبي غفر بن النعمان بن حية بن سعنة بن الحارث بن الحويرث بن ربيعة بن مالك بن سفر بن هني بن عمرو بن الغوث بن طيء وهذا هو عم إياس بن قبيصة بن أبي غفر الذي كان مالك الحيرة من رهطه أبو زبيد الطائي وحنضلة هو القائل بعد أن نسك في الجاهلية وتنصر فبني هذا الدير وعرف به
    ومهما يكن من ريب دهر فأنني أرى قمر الليل المعذب كالفتى
    يهل صغيرا ثم يعظم وضوؤه وصورته حتى إذا ماهو استوى
    ويقول عبدلله بن محمد الأمين بن الرشيد وقد نزل به فاستطابه :
    الايادير حنضلة المفدى لقد أورثتني سقما وكدا
    أزف من الفرات إليك دناواجعل حوله الورد المندى
    12-دير الخنافس :مكانه غرب دجلة على سفح جبل شامخ وهو صغير لا يسكنه أكثر من راهبين نزه لعلوه على الضياع وإشرافه على انهار نينوى والمرج وله عيد يقصده أهل الضياع في كل عام مرة .
    13-دير الزر نوق: في جبل مطل على دجلة بينه وبين جزيرة ابن عمر فرسخان (12كم) معمور إلى زمن ياقوت الحموي 626ه -1229م فيه بساتين وخمره كثير يعرف بعمر الزر نوق والى جانبه دير صغير يعرف بالعمر الصغير كثير الرهبان والمتنزهات .
    14-دير الزعفران : ويسمى عمر الزعفران قرب جزيرة ابن عمر تحت قلعة اردمشت وهو في لحف جبل والقلعة مطلة عليه به نزل المنضد لما حاصر هذه القلعة حتى فتحها ولأهله ثروة وفيهم كثرة وبقربه على الجبل المحاذي لنصيبين كان يزرع فيه الزعفران وهود ير نزه فرح لأهل اللهو بت مشاهد ولهم فيه أشعار وفي جبل نصيبين عدة أديرة آخر يقول عنه المؤرخ الشابشتي في كتابه الديارات :(عمر الزعفران بضم أوله وسكون ثانيه لفظة سريانية بمعنى البيت والمنزل وهو من الديارات الموصوفة والمواقع المذكورة بالطيب والحسن حوله الشجر والكروم وشرابه موصوف يحمل إلى نصيبين).
    15-دير زور قال المدائني عن أشياخه بعث عمر بن الخطاب (ر) في سنة 14ه-635م شريح بن عامر أخا سعيد بن بكر إلى البصرة وقال له كن رداء للمسلمين فسار إلى الأهواز فقتل بدير زور ولم تحدد المصادر موقعه بشكل دقيق .
    16-دير سعيد : يقع غرب الموصل قريب من دجلة حسن البناء واسع الفناء حوله قلالي كثيرة للرهبان وهو إلى جانب تل يقال له تل بادع يكتسي أيام الربيع طرائف الزهر وكانت فيه وقعة بين مؤنس الخادم وبني حمدان قتل فيها داود بن حمدان سنة 320ه -932م .
    17-دير سابا : يقع في قرية من أعمال الموصل وسابان تفسيرهما بالسريانية دير الشيخ .
    18دير مرت سارة : كان بالقرب من نهر الخابور خاصا بالرهبان.
    19-دير السجين : احد أديرة ديار بكر ولعله دير حويشة .
    20-دير الشياطين : يقع بين مدينة بلد والموصل بين جبلين في فم الوادي بالقرب من اوشل مشرف على دجلة في موضع حسن الهواء والرواء .
    21-دير عباد : يقع على قمة جبل عباد الكائن إلى الشمال من ميافارقين .
    22-دير العذارى : قال الاصبهاني هو بين ارض الموصل وبين باجر مي من أعمال الرقة دير عظيم قديم وبه نساء عذارى قد ترهبن به واقمن للعبادة فسمي بذلك .
    23-دير الغرس: قريب من جزيرة ابن عمر بينهما ثلاثة عشر فرسخا (75كم)على جبل عال كثير الرهبان .
    24-دير الكلب : يقع بنواحي المو صل ناحية باعذرا له قلالي ورهبان كثر وله رستاق ومزارع قال فيه السفاح :
    سقى ورعى الله دير الكلاب و من فيه راهب ذي أدب
    25-دير لبى: ويروى لبنى دير على جانب الفرات الشرقي كان منازل بني تغلب ذكره الأخطل فقال :
    عفا دير لبى من اميمة فالحفر وأقفر إلا أن يلم به ركب
    قضين من الديرين هما طلبنه فهن إلى لهو وجارتها سرب
    وقد كانت وقائع بين بني تغلب وبني شينان فقال ابن مقبل :
    كان الخيل إذا صبحنا كلبا يربن وراءهم مايبتغينا
    فلم تسلم لكم أفراس قيس ولا ترجو البنات ولا البنينا
    أثرن عجاجه في دير لبى وبالحضريين شيبن القرونا
    26-دير بانخايال :يقع باعلى الموصل على ميل (2كم) منها مشرف على دجلة ذو كروم ونزه وهو دير ميخائيل أيضا وله ثلاثة أسام.
    27-دير مار توما : هذا الدير بميافارقين على فرسخين (12كم) منها على جبل عال له عيد يجتمع الناس إليه وتنذر له النذور تحمل من كل موضع يقصده أهل البطالة وتحته برك يجتمع فيها ماء الأمطار وتزعم النصارى أن له ألف سنة وزيادة وانه شاهد السيد المسيح (عليه السلام )والقول للمؤرخ ابن شداد .
    28-دير ملكيساوا: مطل على دجلة فوق الموصل بينهما نحو فرسخ ونصف (حوالي 8كم) وهو صغير .
    29-دير منصور : في غرب الموصل مطل على نهر الخابور وهو دير كبير عامر .
    30-دير قرقفتا: ومعناه الجمجمة أو قمة الجبل كان موقعه في بلدة مجدل على ضفة الخابور الغربية بين رأس العين والحسكة اشتهرامره في غرة القرن الثامن الميلادي وكان مركزا هاما لعلم الكتاب المقدس والغة السريانية والى رهبانه تنسب القرقفية اخرج عدة علماء .
    31-ديراسفلولس: من أشهر أديار رأس العين وأقدمها انشئ في القرن الخامس خرب سنة 1203م. هناك
    32-ديرتيراوتيز : بقرب رأس العين اضطهد رهبانه سنة 519م في جملة من اضطهد من رهبان المشرق .
    33-دير المبيض: دير كبير مشهور بمنطقة رأس العين كان يرأسه يشير في سنة 635مقبل هجرته الىالجهة الغربية من البليخ وإشادة دير بيت ريشير. 34-ديرمارزاعورة: يقع بقرب قرية طابان على الخابور يرقى عهده إلى أواخر القرن الرابع أو غرة الخامس وكان عامرا في القرن الثالث عشر .
    35-دير بصير: يقال انه كان في موقع مدينة البصيرة (قرقيسيا).
    36-دير صلوبا: يقع في إحدى قرى الموصل حسبما ذكر في المصادر .
    37-دير دينار: يقع في ناحية إقليم اقور من الجزيرة الفراتية..
    المراجع
    1- المقدسي أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم وزارة الثقافة دمشق 1980م
    2-الواقدي تاريخ فتوح الجزيرة والخابور وديار بكر والعراق تحقيق عبد العزيز حرفوش دار البشائر 1996م
    3-ابن شداد الاعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة وزارة الثقافة دمشق 1978م
    4-الشابشتي الديارات تحقيق كوركيس عواد دار الرائد العربي بيروت 1983م
    5-عبد القادر عياش حضارة وادي الفرات تحقيق د.وليد مشوح دار الأهالي دمشق 1989م

    مدير الموقع المهندس محمد حسن غاله 052814143& 963933802519
    جميع الحقوق والنسخ محفوظة © 2009 موقغ رأس العين.http://www.rasein4dev.sy
    ومنتديات http://www.rasein4dev.sy/phpBB3

  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    [B]الزي البدوي التقليدي
    لباس الرجل يتألف لباس الرجل البدوي في محافظة الحسكة من كوفية وعقال أسود للرأس ،ويتكون لباس الجسد من ثوب داخلي فضفاض أبيض اللون مفتوح من الأعلى وله أكمام طويلة جدا، يرتدي فوقه رداء يشبه الثوب وقد يكون ملونا ويدعى (الزبون ) ويتزنر البدوي بزنار عريض من الصوف قد يبطن ليصبح القسم الأمامي منه لمحفظة النقود ، وقد يتزنر بعضهم بزنار إضافي على الصدر يستخدم لحمل السلاح. ويستخدم بعض الرجال سترة صغيرة من الجوخ بأكمام طويلة تدعى (الدامر) أم العباءة فيستخدمها البدوي خفيفة في الصيف وثقيلة مبطنة بجلد الغنم في الشتاء وتدعى (الفروة ).


    لباس المرأة يتألف لباس المرأة البدوية من ( الملفع )الذي يكون مقصباً باللونين الأسود والأبيض. أما ترتدي فوق الملفع (الهبرية) التي تعصب الرأس وهي من الحرير الملون 0 وذلك كلباس للرأس. أما لباس الجسد فيتكون من ثوب طويل أسود اللون يدعى (ملس) أو (أبو رويشة)، ترتدي فوقه ثوبا آخر مزركشاً وملونا يدعى (صاية) وهو مطرز بخيوط (فتل) لونها أزرق وتطرز باليد عادة أما (الجوخة) فترتديها المرأة فوق الصاية وتسمى أيضا (المقطنة) وتصنع باليد. ومن أزياء المرأة المميزة حزام فوق يدعى (الشويحي) وهو منسوج من الحرير المزركش تتدلى منه شراشيب تصل الركبة وقد اختفى هذا الحزام تقريبا وتتكون حلي البدوية من الذهب والفضة متمثلة (بالتراكي )على الرأس، والحلق، (والوردينة) التي توضع في أحد جانبي الأنف من الأسفل، (والعران )الذي يعلق في وسط الأنف من الداخل متدليا حتى يغطي منتصف الشفة العليا والسفلى من الفم (والكردان) في العنق وأخيرا (الحجول) وهي الخلاخيل في الأرجل وقد اختفى تقريبا (العران) و(الحجول). الزي البدوي التقليدي
    لباس الرجل يتألف لباس الرجل البدوي في محافظة الحسكة من كوفية وعقال أسود للرأس ،ويتكون لباس الجسد من ثوب داخلي فضفاض أبيض اللون مفتوح من الأعلى وله أكمام طويلة جدا، يرتدي فوقه رداء يشبه الثوب وقد يكون ملونا ويدعى (الزبون ) ويتزنر البدوي بزنار عريض من الصوف قد يبطن ليصبح القسم الأمامي منه لمحفظة النقود ، وقد يتزنر بعضهم بزنار إضافي على الصدر يستخدم لحمل السلاح. ويستخدم بعض الرجال سترة صغيرة من الجوخ بأكمام طويلة تدعى (الدامر) أم العباءة فيستخدمها البدوي خفيفة في الصيف وثقيلة مبطنة بجلد الغنم في الشتاء وتدعى (الفروة ).


    لباس المرأة يتألف لباس المرأة البدوية من ( الملفع )الذي يكون مقصباً باللونين الأسود والأبيض. أما ترتدي فوق الملفع (الهبرية) التي تعصب الرأس وهي من الحرير الملون 0 وذلك كلباس للرأس. أما لباس الجسد فيتكون من ثوب طويل أسود اللون يدعى (ملس) أو (أبو رويشة)، ترتدي فوقه ثوبا آخر مزركشاً وملونا يدعى (صاية) وهو مطرز بخيوط (فتل) لونها أزرق وتطرز باليد عادة أما (الجوخة) فترتديها المرأة فوق الصاية وتسمى أيضا (المقطنة) وتصنع باليد. ومن أزياء المرأة المميزة حزام فوق يدعى (الشويحي) وهو منسوج من الحرير المزركش تتدلى منه شراشيب تصل الركبة وقد اختفى هذا الحزام تقريبا وتتكون حلي البدوية من الذهب والفضة متمثلة (بالتراكي )على الرأس، والحلق، (والوردينة) التي توضع في أحد جانبي الأنف من الأسفل، (والعران )الذي يعلق في وسط الأنف من الداخل متدليا حتى يغطي منتصف الشفة العليا والسفلى من الفم (والكردان) في العنق وأخيرا (الحجول) وهي الخلاخيل في الأرجل وقد اختفى تقريبا (العران) و(الحجول).
    الزي الماردلي التقليدي
    لباس الرجل يتألف اللباس التقليدي الماردلي (سكان ماردين وريفها من مسلمين ومسيحيين) من الطربوش الأحمر للرأس بالنسبة لابن المدينة ومن الطاقية المصنوعة من الشعر بالنسبة لابن الريف أما لباس الجسد فيتكون من القمباز وأحيانا يرتدي أبن المدينة فوقه سترة أما ابن الريف فيرتدي سروالا من الشعر ويتزنر بقطعة قماشية كما يرتدي سترة على شكل فروة.

    وبالنسبة للزي القلعة مراوي التقليدي فهو الكوفية والعقال للرأس (الزبون والبشت) وهي الصدرية والسترة للجسد.




    لباس المرأة يتكون من قطعة قماشية سوداء تسمى (باجية) تغطي وجهها وتكون رقيقة نسبيا كي تتمكن من الرؤية من خلالها وترتدي المرأة المسنة طربوشا نسائيا تضع فوقه (الباجية) السوداء وذلك عند المرأة المسلمة أما المرأة المسيحية فلا تضع الباجية والمسنة هنا تضع على رأسها عصبة من القماش.

    ويتكون لباس الجسد من فستان طويل تضع فوقه شرشف اسود اللون وهذا زي مأخوذ عن (العثمانيين) وتغلب الألوان الزاهية على لباس الصبايا في حين نجدها قاتمة عند المسنات وبالنسبة للزي القلعة مراوي فهو (القنطة ) المكونة من القماش الحريري الملون والفستان الطويل الملون للجسد.

    مدير الموقع المهندس محمد حسن غاله 052814143& 963933802519
    جميع الحقوق والنسخ محفوظة © 2009 موقغ رأس العين.http://www.rasein4dev.sy
    ومنتديات http://www.rasein4dev.sy/phpBB3

  11. #11
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    الزي الآشوري التقليدي
    لباس الرجل يرتدي الرجل قبعة على شكل نصف كرة مصنوعة من الصوف يضع عليها عدة ريش من ريش النعام كلباس للرأس أما لباس الجسد فيتكون من قميص أبيض بدون فوقه كنزة مصنوعة من الصوف وبنطال ملون ومزركش وعريض من الأسفل مصنوع من الصوف أيضا.

    لباس المرأة ترتدي المرأة على رأسها منديلا حريريا لونه أسود بحيث يغطي الرأس ويبقي الوجه مكشوفا ويغطي جسمها فستان طويل ملون أما الحلي التي تتزين بها فهي مكونة من سلسلة ذهبية أو فضية تضعها على رأسها (جبينها ) وسلسلة أخرى على صدرها وثالثة على الخصر أما الحجول ( الخلاخيل ) فلا وجود لها عند المرأة الآشورية.

    [تحرير]الزي الارمني التقليدي
    لباس الرجل يتألف من قبعة بقطعة قماشية مزركشة من الحرير الملون بالأحمر والأسود والأصفر كلباس للرأس وعلى الجسد يرتدي قميصا طويلا أبيض اللون وفوقه قميص أخر ملون وفوق هذا يرتدي صدرية كما يرتدي سروالا طويلا واسعا ويتزنر بحزام قماشي أصفر اللون.

    لباس المرأة ترتدي المرأة على رأسها قلنسوة حمراء فيها شراشيب سوداء وتلف هذه القلنسوة بمنديل أبيض يغطي القلنسوة والشعر ويبقى الوجه مكشوفا ويمر المنديل من تحت الرقبة أما لباس الجسد فيتكون من فستان طويل أحمر اللون وتحته سروال طويل كما تتزنر بحزام قماشي وتضع صدرية مزركشة ملونة

    مدير الموقع المهندس محمد حسن غاله 052814143& 963933802519
    جميع الحقوق والنسخ محفوظة © 2009 موقغ رأس العين.http://www.rasein4dev.sy
    ومنتديات http://www.rasein4dev.sy/phpBB3

  12. #12
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    القامشلي : ( ܩܐܡܝܫܠܝ ) (نصيبين الجديدة) مدينة بناها السريان في عام 1925 بالقرب من
    القامشلي : ( ܩܐܡܝܫܠܝ ) (نصيبين الجديدة) مدينة بناها السريان في عام 1925 بالقرب منب ـ دير الزور : اسم سرياني ومعناه (ديرو زعورو)(الدير الصغير) (ܕܝܪܐ ܙܥܘܪܐ) ولقد اصبحت دير الزور مدينة كبيرة على الفرات الأوسط ، التجا إليها الآلاف من المسيحيين الأرمن والسريان عام 1914 هربا من مذابح العثمانيين ، ولقد لاقوا من سكانها معاملة جيدة وغادرها الكثيرون إلى مدينة حلب .
    ـ القامشلي : ( ܩܐܡܝܫܠܝ ) (نصيبين الجديدة) مدينة بناها السريان في عام 1925 بالقرب من مدينة نصيبين التي تقع بالجانب التركي من الحدود حيث تقاطروا عليها قادمون من القرى المجاورة ومن منطقة طور عابدين ، وكلمة القامشلي هي مشتقة من اللغة التركية (قاميش )وهي نبتة القصب التي كانت تنبت على ضفاف نهر الجغجغ ، وفي عام 1950 كان 95 بالمئة من سكان المدينة من السريان .
    - نصيبين: (ܢܨܝܒܝܢ) تسمية سريانية تعني الغراس لكثرة اشجارها، وهذه المدينة هي في الجهة التركية من الحدود وملاصقة تماما لمدينة القامشلي ، هذا وتحتل مدينة نصيبين التاريخية التي تنتمي إليها الشهيدة القديسة فبرونيا مكانة كبيرة لدى السريان أينما كانوا وذلك لأنه منها نبغ شمس السريان مار افرام السرياني واليها ينتمي شفيع القامشلي التي يسميها السريان نصيبين الجديدة ، وفيها كانت هناك ابرز مدارس السريان في القرون الغابرة (أوائل القرن الرابع الميلادي) إلى جانب مدارسهم التي تجاوزت الخمسين مثل مدرسة راس العين وقرقفتا والرها.

    - راس العين : اسم مترجم من السريانية (ريش عينو) ( ܪܝܫ ܥܝܢܐ) تقع هذه البلدة على منابع نهر الخابور على الحدود السورية التركية ، كانت قديما مقرا لكراسي عدة مطارنة ، وتخرج منها فلاسفة ورجال دين يحملون اسم المدينة ( الراسعيني) (ريشعينو) .

    ـ تل ليلان : يقع هذا التل جنوب بلدة القحطانية ، ومعناه تل الإله ليل (ܬܠܠ ܠܝܠ) ، وتجري فيه تنقيبات اثرية لبعثة امريكية ووطنية سورية ، ولقد ازيل التراب عن قلعة وبيوت مبنية باحجار بازلتية سوداء ، وتم العثور على كنوز واثارات معظمها اشورية .

    - قسروك : اسم سرياني ومعناه: (قصر اوروك) ( ܩܨܪܐ ܘܪܟ) وتبتعد عن مدينة القامشلي بـ 50 كم شرقا ، وواضح من معناه بانه كان قصرا او مقرا لاحد ملوك اوروك في الحقبة التي كان فيها كلكامش وانكيدو وشهرت هذا العظيم كلكامش الذي معناه كلكا دشمش (كرة الشمس) وقصته المعروفة ومغامراته وبحثه عن نبتة الخلود بعد موت صديقه انكيدو ، تقع قسروك او قصروك في سهل الجزيرة الشمال شرقي بالقرب من محطة قطارات تل علو ، ولقد اكتشف بتلتها كتابات قديمة وصور وكتابة سريانية منقوشة على احجار ضخمة من قبل بعثة الاستكشاف الهولندية .

    ـ تل براك : اسم سرياني ومعناه (التل المبارك او تل السجود) (ܬܠܠ ܒܪܐܟ) تل براخ ، يقع التل على بعد 20 كم جنوب القامشلي على الطريق القديم بإتجاه مدينة الحسكة ، وهي تلة كبيرة اكتشف فيها الكثير من الآثارات بواسطة بعثة فرنسية ووطنية سورية ، ولقد تاكد ان القصر المكتشف يحمل اسم الإله مردوخ البابلي الآشوري .

    ـ تل علو : التل العالي (تل عليو) (ܬܶܠܠ ܥܰܠܝܐ) اسم سرياني لم يحرف ، ويتواجد على منحدراته الكثير من القطع الفخارية المهشمة ، حتى الآن لم يتم الكشف عن اسرار التل ، ومن احاديث ساكنيه السريان تؤكد بان هذا التل من عمل البشر وتراكم ابنية مهدمة من ازمنة متتالية .

    - بيلونة : بيث ايلونا ( ܒܝܬ ܐܝܠܘܢܐ) ، قرية صغيرة تقع على بعد 3 كم من تل علو جنوبا ، ومن اسمها توضح جليا بانها بيت الملك ايلونا ، هذا اللقب الذي حمله عدة ملوك اشوريون ، ومنهم : تولوتي ايلونا وشمشي ايلونا ولقد عثر على كتابات من هذه الحقبة التاريخية فيها .

    - كلكميش : (ܓܰܠܓܡܝܫ) ارض قليلة الأرتفاع متواجدة بالقرب من الحدود التركية منطقة القحطانية (قبور البيض) وهي ضمن مثلث كرشامو ، خويتله ، روتان ، ومن اسمها يتوضح معناها ( كلكامش ) ولقد تم العثور على مغاور واثارات وفخاريات على مساحة هذه الربوة المنبسطة .

    - ديرونة : (ديرو دنونة) (ܕܝܪܐ ܕܢܘܵܢܐ) دير السمك ، وهي محاذية للحدود التركية ، والاسم هو سرياني واضح .

    - شلهومية : ( شلهو ومية ) ( ܫܠܘܐ ܘܡܝܗ) اسم سرياني ومعناه السهل والمياه او الوادي والمياه ، اسم مركب وجميل جدا ، يليق هذه القرية الجميلة الوادعة الواقعة شمال قبور البيض على بعد 4 كم ، وتبعد عن نهر الجراح حوالى 2 كم غربا .

    ـ طاش : (ܛܐܫ) قرية سريانية تقع جنوب شرق تل علو حوالي 10 كم ومعنى التسمية بالسريانية ( ضاع ـ اختفى ) .

    - كرخو : ومعناه السرياني ( الدسكرة ـ المنطقة الماهولة ) (ܟܶܪܟܼܐ) وهي قرية صغير بالقرب من تل علو .

    - درباسية : ومعناه بالسرياني ( طريق اسيا) او ( طريق الطبيب ) (ܕܪܒܐܣܝܗ) وشفيع هذه البلدة وكنيستها يحمل اسم القديس اسيا وهي بلدة محاذية للحدود التركية وتقع بين بلدتي عامودة وراس العين .

    ـ طرطب : ومعناه بالسرياني ( استراحة الطير) ( ܛܪ ܛܳܒ) وهي قرية تبعد عن القامشلي 4 كم جنوبا وفيها تلة اكتشف بداخلها مغاور واثارات وبقايا من الفخار .

    - كرشامو : ( تلة شامو ) (ܓܪ ܫܐܡܐ) تلة شميرام ، قرية بالقرب من بلدة قبور البيض ، وهي ضمن مثلث القرى السريانية ، ومن قراءة اسمها يتبين بانها تحمل اسم الملكة العظيمة البابلية الآشورية شميرام التي ملء اسمها الدنيا وشغل الناس .

    - حداد : حدد ( ܚܕܕ ) وهي قرية سريانية تقع على سهل منبسط وواضح من اسمها السرياني الذي يرمز للإله حدد .

    - ام كيفا : ( ام الحجر ) (ܐܡ ܟܝܦܐ) وهي ايضا قرية سريانية قريبة من قسروك ـ تل علو ، في نفس السهل المنبسط الذي يحوي على عدة تلال غير بركانية وواضح من اثار ابنيتها انشات على مر العصور .

    ـ برابيتة : ( ابن البيت ) (ܒܐܪ ܒܝܬܗ) قرية في منطقة ديريك المالكية ، فيها كنيسة وتقع شمال المالكية .
    - تل جهان : وتعني باللغة السريانية تلة جهنم تل جيهانون ( ܬܠ ܓܙܗܐܢܐ )
    ـ كلاعة : ܓܠܠ ܥܐ (ܓܠܠ ܝܐܥܐ) العشب النابت او الدائم الخضرة ، قرية سريانية جنوب تل علو ، سكنها السريان قديما وحديثا .

    ـ تل تمر : (ܬܠܠ ܬܡܪ) قرية سريانية جنوب شرق تل علو ، يسكنها السريان ، وكذلك تسمية لبلدة تل تمر الآشورية على ضفاف نهر الخابور ، ومعنى التسمية هي ( تل التمر ) .

    ـ غردوكا : (ܓܼܪܕܘܟܐ) ( غار دوكثا ) تسمية لقرية سريانية في ناحية قبور البيض ومعناها المكان المنخفض .

    ـ فطومة : (ܦܛܘܡܐ) قرية سريانية ومعنى التسمية بالسريانية ( المرفهين ـ المنعمين ) تقع جنوب شرق تل علو .

    ـ كبيبة : (ܟܒܝܒܐ) قرية سريانية تقع جنوب شرق تل علو وتفسيرها ( نبتة ذات مذاق حار ) .

    ـ ترباكاية : (ܬܪܒܐܓܐܝܐ) درباكاية ومعناها بالسريانية ( الدروب البهية ) قرية سريانية محاذية للحدود التركية .

    ـ تل سكرة : (ܬܠܠ ܣܟܪܐ) تل سخرة ( التل المغلق المسدود ) وهي قرية اشورية على ضفاف نهر الخابور .

    ـ تل طال : (ܬܠܠ ܛܐܠܠ) ( تل الندى ) قرية اشورية على ضفاف نهر الخابور .

    مدير الموقع المهندس محمد حسن غاله 052814143& 963933802519
    جميع الحقوق والنسخ محفوظة © 2009 موقغ رأس العين.http://www.rasein4dev.sy
    ومنتديات http://www.rasein4dev.sy/phpBB3

  13. #13
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    عشيرة الشيشان **
    من هم الشيشان : الشيشان هم من البلاد التي تسمى حاليا جمهورية الشيشان التي تقع في القوقاز، والقوقاز هي المنطقة التي يحدها من الشرق بحر قزوين ومن الغرب البحرالأسود ، ومن الشمال روسيا ومن الجنوب تركيا وإيران. وتنقسم منطقة القوقاز بسبب الجبال الممتدة من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي إلى منطقتين : القوقاز الجنوبي والذي يحوي الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفييتي ( جورجيا ، أرمينيا وأزربيجان ) . أما القوقاز الشمالي فلا يزال تحت الحكم الروسي المباشر، ويحوي جمهوريات تسمي بجمهوريات حكم ذاتي، مثل جمهورية الشيشان والداغستان وأديغه.
    أما بالنسبة لأصل الشيشان وتاريخهم القديم فإن المعلومات الموثقة حول هذا الموضوع فهي قليلة ، ويعود ذلك إلى الحروب المستمرة التي خاضعها الشيشان وباقي شعوب القوقاز ضد الغزاة لما يزيد عن 300 عام والتي أدت إلى محو التراث التاريخي والاجتماعي ، وتدمير المعالم الأثرية التي كان من الممكن الاعتماد عليها في هذا المجال. يضاف إلى ذلك سياسة الجزرة والعصى التي مارسها المحتل منذ أن وطئت قدماه منطقة القوقاز لطمس ما تبقي من التراث الشيشاني، ومحاولة احتوائهم وباقي شعوب المنطقة في بوتقة الكيان الروسي المحتل. ولكن من المؤكد بأن الشعب الشيشاني هو من الشعوب الأصلية في منطقة القوقاز، وبشكل عام فإن سكان شمال القوقاز الأصليين يشكلون عائلة عرقية منفصلة تسمى العرق القوقازي.
    من أين جاءت تسمية ( الشيشان ) : إن أول من استعمل هذا الاسم هم الروس في بداية القرن الثامن عشر نسبة إلى قرية صغيرة تقع قرب غروزني تسمى تشتشن والذي حدث فيها أول تماس (قتال) ما بين القوات الروسية الغازية والمدافعين الشيشان ( لم تكن غروزني وقتها موجودة، فقد بناها الروس فيما بعد ). أما اسم (الشيشان) فهو الاسم المعرب للاسم الذي استخدمه الروس وبقية الشعوب (Chechen) . والشيشان يسمون أنفسهم ب ( ويناخ ) ، وويناخ كلمة تعني في اللغة الشيشانية شعبنا (وي _ نحن ، ناخ _ شعب )، ولكن يوجد هناك من يقول بأن ( ناخ ) هو أصل الشيشان، وناخ كلمة محورة من اسم نوح (أي سيدنا النبي نوح) الذي استقرت سفينته بعد الطوفان على جبل أرارات في شمال تركيا، ثم تفرعت من سيدنا نوح شعوب مختلفة انساحت معظمها إلى مناطق أخرى مثل السومريون الذي سكنوا بلاد ما بين النهرين ، ومنهم شعوب تأصلت في المنطقة ، وتفرعت منها شعوب مختلفة مثل الشيشان والشركس والداغستان.

    اللغة والعادات واللباس : يتكلم الشيشان لغة خاصة بهم ، وهي لغة صعبة ، حيث توجد بعض الحروف التي تحتاج إلى ممارسة طويلة لإخراجها بالشكل الصحيح ، وهي لا تشبه أية لغة من لغات الشعوب المجاورة ، ومن المعروف بأن منطقة القوقاز مع صغر مساحتها فإن فيها لغات ولهجات كثيرة جداً، ويعزى ذلك إلى الطبيعة الجلية للمنطقة التي تجعل من الصعب الاتصال بين سكانها . أما بالنسبة للعادات ، فإن الشيشان لديهم عادات وتقاليد خاصة بهم ، وبعض هذه العادات صارمة جداً وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين الأب وابنه، وكذلك العلاقة ما بين الصهر وانسبائه ، واحترام الصغير للكبير مهما تباعدت مسافة القرابة بينهم، وغيرها من العادات التي يمكن معرفتها بالرجوع إلى باقي أقسام الموقع. أما اللباس التقليدي للشيشان فإنه مشابه كثيراً للباس شعوب القوقاز كافة. وهنا قد يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: لماذا تشابه لباس الشعوب القوقازية واختلفت ألسنتهم ؟؟؟؟ أما الجواب (غير الرسمي) فهو أن اللغة متأصلة ، أما اللباس فقد يكون قد توحد أو تشابه خلال القرون الأخيرة .... والله أعلم.

    الفرق بين الشيشان والشركس : الشيشان والشركس هم من الشعوب المتأصلة والمتجاورة في منطقة شمال القوقاز، وقد يكون الأصل واحداً .... والله أعلم ، حيث يوجد تشابه كبير بالتكوين البدني، كما يوجد تشابه كبير بين العادات، ولكن لا يوجد أي تشابه بين اللغتين الشيشانية والشركسية، وخلاصة القول في هذا المجال أن الاختلاف هو في اللغة فقط .

    لماذا هاجر الشيشان : دعونا نتكلم هنا عن الشيشان في الأردن . إنهم يحبون الأردن أرضا وشعبا ونظاماً. والشكر موصول لله تعالى أن اختار أجدادنا هذه البلاد كمستقر لهجرتهم. ولكنهم لم ولن ينسوا أرض أبائهم وأجدادهم ، وهذا حقهم . وبلاد الشيشان خيراتها كثيرة ومياهها غزيرة، وهي من المناطق الجميلة، ومع ذلك تركها الأجداد وهاجروا.....لماذا ؟؟؟؟ هل يعقل بأن يترك الإنسان وطنه وأرضه الجميلة ويختار منطقة شبه صحراوية إلا لسبب عظيم ؟؟؟؟ نعم أخي الزائر، السبب كبير لا بل عظيم جداً، إنه الحفاظ على العقيدة . والدليل على ذلك بأنهم هاجروا بعد انتهاء الحرب وليس خلالها. لم يكن الشيشاني يخاف العدو أثناء الحرب كخيفته من إجباره على تحويل دينه بعد أن وضعت الحرب أوزارها. إذاً كيف بدأت قصة هجرتهم ؟؟؟ أولاً نريد أن ننوه بأن الطرق الصوفية كانت منتشرة بين الشيشان وخاصة النقشبندية ، ولسنا هنا في مجال تفصيل كيفة انتشار هذه الطرق بين الشيشان ، ولكن من المؤكد بأن هذه الطرق كانت السبب في توحيد الجهود ضد المحتل عسكريا، والحصن الحصين ضد الغزو الفكري عقديا، وللعلم فقد كان معظم قادة الإمام شامل من الملالي، والذي تمكن بواسطتهم من خوض حرب طويلة امتدت لمدة ربع قرن انتهت سنة 1859 عند استسلامه للروس بسبب كثرة العدو عددا وعدة . والواقع كانت حروب شامل هي آخر حروب شعوب القوقازية ضد الروس، مع أنه حدثت فيما بعد انتفاضات متواصلة ضد الاحتلال وآخرها انتفاضة الاستقلال في بداية التسعينات من القرن الماضي. كانت أول هجرة شيشانية بعد الاحتلال بخمس سنوات (1864) ، حيث هاجرت مجموعات كبيرة إلى تركيا وسوريا. أما شيشان الأردن فقد بدأت هجرتهم في بداية العقد الأول من القرن الماضي . فقد سرت شائعات بين أوساط الشعب بأنه سيحل ظلم وظلام على القوقاز( وهذا ما حدث بعد 15 سنة فقط عندما وقعت الثورة البلشفية ). وقد ساهم شيوخ الطرق الصوفيه في تشجيع الناس بالهجرة والنجاة بعقيدتهم.

    لماذا اختار أجدادنا الأردن ؟ : إذا فكر الباحث بشكل منطقي وغير متحيز بهذا التساؤل فإنه سيصل إلى جواب حتمي وهو بأن سبب اختيارهم للأردن لم يكن لأسباب اقتصادية أو دنيوية، فلو كان الأمر كذلك لكانوا قد اختاروا منطقة حيوية في تركيا أو على الأقل في سوريا، كما أن الأتراك كانوا يرغبون بإسكان مهاجري القوقاز في المناطق التركية المتاخمة للقوقاز ليكونوا سداًً بشرياً ضد أي تقدم روسي محتمل، وهذا دليل بأن الأتراك لم يكن لهم دور في اختيارهم للأردن. ومع ذلك يبقى السؤال: لماذا اختاروا الأردن ؟ الجواب المنطقي لذلك هو أن السبب ديني ، ونتبنى هذا الجواب لأن وجهاء المهاجرين ( أي القادة ) كانوا من شيوخ الطرق الصوفية. وهنا نستمر في التساؤل : إذا كان سبب اختيارهم لمناطق توطنهم هو سبب ديني, لماذا اختاروا الأردن ولم يختاروا مكة أو المدينة المنورة أو فلسطين ؟. يبدوا بأننا قد نستمر إلى ما لا نهاية حتى نصل إلى جواب منطقي لهذا التساؤل، ولوضع حد لذلك فإنني أجد منطقيا بأن أجيب على ذلك ومن وحي فكري وبدون اعتماد على مصادر موثقة كما يلي : أولاً: هناك حديث نبوي شريف يعرفه الجميع وهو: " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، هم غربي النهر وانتم شرقيه ....بقية الحديث" ، والأردن شرقي النهر. ثانياً: هناك حديث آخر لا أذكره حرفياُ ولكنه يدل على قدسية الشام ( دمشق ) ، والأردن قريب من الشام. ثالثا: يقع الأردن على طريق الحج . وخلاصة القول بأن الأردن واقع في منتصف المناطق المقدسة إسلامياً : مكة والمدينة، فلسطين والشام ، ومع ذلك فإن الجواب الأقوى والحاسم هو : " الله أعلم ".
    تواريخ مهمة
    1757 تم وضع حجر الأساس لبلدة خسويورت من قبل بعض قبائل الأوح.
    10/6/1818 قام الجنرال الروسي يرملوف ببناء قلعة جروزني
    12/5/1859 سقطت بلاد الشيشان بإيدي القوات الروسية باستثناء منطقة بينو وما يجاورها من القرى، حيث تمكن النائب بويسغر وسلطان مراد الاحتفاظ بمناطق محررة لمدة عامين، ووقع بويسغر في الأسر وأعدم في ميدان الكنيسة في مدينة خسويورت.
    21/2/1865 كانت أول هجرة شيشانية جماعية عندما نزحت 5000 أسرة من بلاد الشيشان إلى الأمبراطورية العثمانية في عهد السلطان عبد المجيد حيث سكن قسم منهم تركيا وقسم سكن في الجزيرة في سوريا، ومن هؤلاء نزح قسم إلى العراق.
    1895 خرج من القنيطرة / الجولان ستة عشر رجلاً شيشانيا قاصدين الأردن، حيث توجهوا إلى إربد ثم عجلون ثم سيل الزرقاء ثم طواحين العدوان ثم عين السخنة ثم قصر شبيب ثم ياجوز والرصيفة ثم خربة خو ووادي الضليل وعادوا إلى الجولان ، وتالياُ أسماء بعضهم : زرو إبراهيم التوركو وهو والد زوجة إسرائيل شافع، عبد الله بن إفندي بن شيخ بهل، غير محمه بن غازي محمد بن شيخ بهل ، أرسلان والد أبو بكر الأنجوشي ، حج احمت بن دولت القومقي جد حسن محمد أحمد محمد بن أبو بكر وهو الذي قام بوضع الحجر الأساسي لبلدة الصمدانية وهو والد السيدة مدنيت . لا يعرف القصد من هذه الجولة

    مدير الموقع المهندس محمد حسن غاله 052814143& 963933802519
    جميع الحقوق والنسخ محفوظة © 2009 موقغ رأس العين.http://www.rasein4dev.sy
    ومنتديات http://www.rasein4dev.sy/phpBB3

  14. #14
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    الشيشان والإنجوش شعب واحد يُطلِق على نفسه اسم " وايناخ "، وتعني شعبنا

    أو قومنا. ويقطن الوايناخ في منطقة شمال القوقاز الواقعة ما بين البحر

    الأسود وبين بحر قزوين. يحد بلادهم من الشرق الداغستان، ومن الغرب أوسيتيا

    الشمالية، ومن الشمال منطقة ستافروبول/ روسيا، ومن الجنوب جمهورية جورجيا.

    ليست الهجرة والرّحيل غريباً في تاريخ الشعوب. وكثيراً ما تهاجر بعض

    الجماعات إلى بلاد غير بلادها الأصلية، ثم تستقر فيها. ومع مرور الزمن تنسى

    لغتها وتندمج في سكانها. وهكذا فالشيشان والإنجوش يهاجرون ويتنقلون منذ

    العصور القديمة لأسباب مختلفة - للغزو والصيد والقنص وحب الاستطلاع وغير ذلك،

    فيتغرّبون عن موطنهم ويطيب لهم المقام في مكان ما ثم يصبحون من سكانه،

    فيتكاثرون وينسون لغتهم أو تتغير لهجاتهم. غير أن هجرة الشيشان -إنجوش خلال

    القرنين التاسع عشر والعشرين لم تكن كالهجرات السابقة والتنقلات المذكورة.

    وأن مسألة الهجرة الآن محط تساؤل الكثيرين، مما يستدعي شرحها وتوضيحها

    تاريخياً بوقائعها خلال المدة المذكورة، ذلك لأن هجرة الشيشان والإنجوش في هذه

    الحقبة بالذات قامت على أسس سياسية - اقتصادية واجتماعية ، لعب الدّين

    فيها دوراً بارزاً.



    * * *



    بعد انعقاد معاهدة باريس (1856م)، أي في نهاية حرب القرم بين روسيا من

    جهة، وفرنسا وإنجلترا والدولة العثمانية من جهة أخرى، والتي كنت نتيجتها عدم

    السماح للحكومة القيصرية الروسية باستخدام موانئ لسفنها الحربية في البحر

    الأسود، اتجهت إلى القوقاز... تلك المنطقة الإستراتيجية الهامة والمتاخمة

    للإمبراطوريتين العثمانية والفارسية. وذلك لتقوية حدودها الجنوبية. وبعد

    صراع طويل وضع القياصرة الشروط التالية أمام المتمردين من سكان البلاد

    الجبلية وهي إما :

    - الامتثال للحكم القيصري وقوانينه

    - أو ترك الجبال والرّحيل إلى السهول

    - أو مغادرة القوقاز إلى أراضي الدولة العثمانية

    في تلك الفترة من الزمن وما بين أعوام 1856-1860م، كان الفلاّحون والفقراء

    في دولة روسيا القيصرية بأكملها على وشك التّحرر من قبضة الأمراء

    والإقطاعيين. وذلك نتيجة الثورات والمقاومات الشعبية المستمرة. ومدركين لما ستؤول

    إليه الأوضاع هرب الأغنياء والإقطاعيون والوجهاء المحليين من بلادهم إلى

    الدولة العثمانية قبل حدوث تلك التغييرات، آخذين معهم ما استطاعوا من

    الفلاّحين والفقراء بمثابة أيدي عاملة تعمل لديهم وتلبي مطالبهم.

    وبشكل موازٍ لذلك ، كانت تُعقد الصفقات في مدن تفليس وبيتربورغ

    والقسطنطينية ما بين روسيا القيصرية وبين الإمبراطورية العثمانية المجاورة، من أجل

    تهجير الشعوب القوقازية من بلادها إلى الأراضي العثمانية المترامية الأطراف

    . وقد لعب الدور الرئيسي في صفقات التهجير هذه الضابط اللواء في جيش روسيا

    القيصرية موسى أَلخْازُوْفِيْتْشْ كُوْنْدُوخوْفْ #! %‑'

    ##%‑ الملقب بـ موسى القَندوخيّ الأوسِيتيّ الأصل (والأُوْسِيْتْ هم من

    الأقوام الفارسية ، ويقطنون الآن في شمال القوقاز). أُعطيَ القندوخي صلاحيات

    كاملة من قِبل القيصر لتنفيذ الشروط المذكورة أعلاه. وكان على علاقة جيدة

    مع المهاجرين القدامى من الأُوسيت وغيرهم من الأقوام القوقازية المهاجِرة

    إلى الدولة العثمانية، والذين أصبحوا يحتلون مراكز بارزة في حكومتها. كما

    تم إقناع شيوخ العشائر الشيشانية وذوي النفوذ، إضافة إلى تلاعب السَّحرة

    وأصحاب العقائد المتباينة في عقول البسطاء من الناس، أقنعوا بدورهم أُسَراً

    وعائلات كثيرة بالهجرة وعملوا على تشتيتهم في أراضي الدولة العثمانية (8).

    ومن جهة أخرى كانت الحكومة العثمانية بالفعل بحاجة إلى من يقف على حدودها

    الكائنة مع الإمبراطورية القيصرية، وخصوصاً من أولئك الجبليين العنيدين

    جدً والشجعان لدرجة التهوّر (1، 6). حيث لن تتوانى الإمبراطورية العثمانية

    في استخدامهم في حروبها الطاحنة على أية جبهة كانت. أما القندوخيّ فكان قد

    وُعِد بِمَنصب الباشا عند العثمانيين حال إتمامه هذه المهمة، كما وُعِد من

    قِبَل الروس القياصرة في حال تحقيق هذه المآرب بمنصب رفيع وأموال ضخمة

    وأراضي ممتازة في روسيا. حتى أن بعض الزعماء القوقازيين أيضاً تقاضَوا أجوراً

    عالية من القيصر الروسي عن كل أسرة تغادر منطقة القوقاز، إضافة إلى منحه

    إياهم الرتب والألقاب (9). من هنا نرى تعاون ذوي النفوس الضعيفة واشتراكهم

    في صفقات التهجير وتأثيرهم على فئات من المواطنين البسطاء من أجل مصالحهم

    الشخصية.

    ولم يكن قصد اللواء موسى القندوخي مساعدة الحكم القيصري فحسب، بل كان يهدف

    أيضاً لتوسيع رقعة بلاده "أوسيتيا" للأوسيتيين على حساب الإنجوش والشيشان

    والقبارطاي وغيرهم؛ كما تبين صحة ذلك فيما بعد (8).

    كان القندوخي وغيره ممن كانت لهم علاقة بهذا الشأن يُركزون على شيء هام هو

    أن الإمبراطورية العثمانية هي بلاد الدين الإسلامي، وأن السياسة والقانون

    فيها يقومان على الأحكام والشرائع الإسلامية. واتبع أسلوب إقناع الناس

    بأنهم سيشعرون وكأنهم في أراضيهم وبين إخوانهم، وبأنهم سيحصلون على حقوقهم

    كالمواطنين الآخرين. كان يعلم بِحُكم وظيفته وخدمته الطويلة في الجيش، جدوى

    الاعتماد على ترويج الدعاية الدينية، التي أحرز بها القياصرة انتصارات

    كبيرة في الشرق؛ فالدين كان العامل الرئيس في ترحيل الشعوب المسيحية فيما

    وراء القوقاز إلى مناطق روسيا الشاسعة. كما كان الدين هو المسبّب الأول في

    ترغيب شعوب البلقان بروسيا وقدومهم إليها (1). إضافة إلى أنه بعد انضمام

    مناطق من أرمينيا إلى روسيا القيصرية في الربع الأول من القرن التاسع عشر،

    ومن ثَمّ بعد الإعلان عن تأسيس منطقة أرمينيا في البلاد هاجر إليها من إيران

    والدولة العثمانية المسلِمتين عشرات الآلاف من الأرمن. كما هاجر من البلاد

    العثمانية (بعد الحرب الأخيرة بينها وبين روسيا) آلاف البلغار والصرب، حيث

    أن المسيحية الأرثوذكسية هو الرابط بين هذه الشعوب وروسيا... إذاً لِمَ لا

    يّستخدم الدين هنا أيضاً... في شمال القوقاز، فحين لا تُجدي القوة يتحول

    الإنسان إلى شخص ماكر ومخادع. والحكومة القيصرية غنية جداً ولديها الكثير،

    وبإمكانها إقناع الشعوب القوقازية المُسْلِمة وبِرغبَة منهم بالرحيل

    والهجرة إلى الأناضول أو إلى مناطق أخرى في الدولة العثمانية المترامية الأطراف

    ! (1).

    ومما كان له الأثر الفعّال في خديعة الناس وتركهم لأوطانهم، هو انتشار

    المروجين والدُّخلاء من الإمبراطوريات المجاورة، الذين عملوا لصالح الحكومة

    القيصرية، مستغِلين بذلك الوضع السابق و القائم في البلاد، الذي اتصف دوماً

    بالصراعات الدائمة والمُسْتميتة مع الجيوش الغازية الكثيرة. وبصعوبة اتصال

    القوقازيين مع الشعوب الأخرى بسبب طبيعة بلادهم الجبلية القاسية، ولُغاتهم

    العديدة المختلفة. لذلك عمّت الفوضى فيما بينهم... وأن الشعب الشيشاني -

    الإنجوشي بمجموعه لم يميز آنذاك بين الحكم القيصري المُطلق وعامة الشعوب

    الأخرى، التي كانت تئنُّ من نيره، مما لم يُتح المجال لإمكانية اتحادها ضد

    القيصرية وضد المستَبدّين من بينهم. إضافة إلى مساعي ودسائس الإنجليز

    والفرنسيين آنذاك من أجل تحقيق أطماعهم في القوقاز... لقد حاول هؤلاء اجتذاب

    السكان الجذريين ونشر العداء ضد الروس من أجل مصالحهم الخاصة، وتحقيق

    مطامعهم التوسعية الواضحة ومساعيهم الرامية لاحتلال الشرق ومن ضمنه القوقاز.

    * * *

    إن أهم دفعة هاجرت من الشعوب القوقازية إلى الدولة العثمانية عام 1859

    تألفت في معظمها من أسر كانت تتبع الطرق الصوفية، التي كانت منتشرة بشكل قوي

    آنذاك في شمال القوقاز. غادر هؤلاء بقيادة شيخهم الصوفي كِيشِي- حَجِي

    ( -%, أو (كُنْتْ-حَجِي #"-%, ) من الطريقة الصوفية القادرية،

    لِتَحاشي الصدامات المتكررة مع الإمام شامل، صاحب التيار الصوفي النقشبندي،

    بسبب الخلاف الواضح، القائم بينهما في النزاع على الإمامة (1). ومن ناحية

    أخرى تعاظم السخط بين الجبليين ضد استبداد الشيخ شامل (% (بغية

    الإثراء الشخصي. فمالت قرى جبلية عديدة عن شامل واشتركت في النضال ضده، إلى

    أن تم استسلامه إلى القياصرة الروس عام 1859 م. أما كيشي-حجي نفسه فقد عاد

    إلى بلاد الشيشان عام 1861م. إلا أنه تم القبض عليه من قِبل القياصرة،

    وتوفي بالمنفى بتاريخ 19/5/1867م، في مدينة أوسْتْيوْجِينا في مقاطعة

    نوفغورود العسكرية (3).

    وهكذا فحتى عام 1863م، كان قد نزل على شواطئ الإمبراطورية العثمانية عن

    طريق البحر أكثر من أربعمائة ألف نسمة من سكان شعوب شمال القوقاز الجبلية

    المختلفة. أصبحت الحكومة العثمانية ترسلهم فيما بعد إلى بلغاريا وغيرها من

    المناطق (1).

    وعلى الرغم من معرفة القندوخي وأعوانه عن أوضاع الناس المهاجرين؛ تلك

    الأوضاع القاسية والمُرّة، استمرّ بوضع الخطط والترتيبات لتهجير خمسة آلاف

    عائلة شيشانية أخرى إلى الأناضول، وإسكانهم ما بين جبال ساجان لوك وبحيرة

    وان. وهكذا أيضاً عمل القندوخي مع الإنجوش (الغلغاي)، الذين خُدعوا وبدءوا

    العودة بعد أن هلك الكثير منهم في منطقة الأناضول (2).

    وتم في عام 1865م، وبإيعاز من كبار الناس ذوي السلطة والنفوذ والمخاتير

    وبعض رجال الدين، وبدعم من موظفي القيصر البيروقراطيين تهجير حوالي خمسة

    آلاف عائلة شيشانية وإنجوشية. وشارك في عملية التهجير بعض من نواب الشيخ شامل

    مثل سعد الله !# وبوتا شامورزا ‑" (# وغيرهما. وفي نفس

    العام تابع الناس الرحيل حتى أصبح عددهم ثلاثة وعشرين ألفاً من الشيشان

    والإنجوش، موزعين إلى ثمان وعشرين مجموعة. ولا بد من الإشارة إلى أن كل من حاول

    العدول عن الهجرة والعودة تصدّت له المَدَافع العثمانية والروسية على حدّ

    سواء، تناله وتحصده حصداً. فالمهجَّرين لم يكونوا على علم بصفقات التهجير

    من بيع وشراء التي مورست بحقهم ، تلك الصفقات التي كانت تُعقد ما بين

    الروس القياصرة وبين السلاطين العثمانيين (2).

    وهكذا نلاحظ وللأسف الشديد، كيف تتكرر الأحداث والوقائع، وبنفس الأساليب

    التي اعتاد المضلِّلون اتباعها، ومن أهمها استغلال العواطف والأحاسيس

    الدينية النظيفة للشعوب الجبلية، ونشر الحقد والضغينة ضد من يعتنق الأديان

    السماوية الأخرى...

    مدير الموقع المهندس محمد حسن غاله 052814143& 963933802519
    جميع الحقوق والنسخ محفوظة © 2009 موقغ رأس العين.http://www.rasein4dev.sy
    ومنتديات http://www.rasein4dev.sy/phpBB3

  15. #15
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    التراث والتقاليد
    نوختشي - هو الاسم القومي، الذي يطلقه الشيشان على أنفسهم منذ قديم الزمان، إلى يومنا هذا.
    ويناخ :يضم تحت لوائه، جميع العشائر ، التي تنتمي إلى قبائل الشيشان، والإنجوش، والباتس. ولفظ " ويناخ " يعني بلغة الشيشان - شعبنا. اما الشيشان فيلقبون بـ نوختشي Nokhchi
    أما عادات وتقاليد "النوختشي" في معظمها ومجملهاـ عادات خاصة بهم، ينفردون بها عن سواهم من الشعوب. والشيشان ، يتباهون بهذه العادات، وتلك التقاليد، وربما قدّموها أحياناً على غيرها من المبادئ، والعقائد. وإن وصل الفرد منهم إلى قمة التديّن، لربما جذبته العادات والتقاليد الموروثة إليها.
    وكثيراَ ما يحاول البعض، إبعاد الشباب والشواب، عن بعض العادات، مثل إقامة الحفلات الراقصة المختلطة، وسواها، التي هي من صميم عاداتهم، وأسمى تقاليدهم الحية، حتى هذا اليوم. وعلى سبيل المثال تحضرني هنا حادثة لطيفة، سمعتها من الكبار، وبعض الذين ما زالوا أحياء، وهي: حينما استقر المهاجرون الشيشان و الإنجوش، في نهاية القرن التاسع عشر، بالأردن، في السخنة، وصويلح، والزرقاء، كانت الحفلات تقام في كل مناسبة، عند الزواج، أو بناء المساكن، أو في فترات الحصاد، أو مواعيد الزراعة، بينما الكهول والصوفيون يقومون بالذكر والتسبيح.. وبينما كان الزعيم الروحي، والاجتماعي آنذاك، الشيخ الكبير، عادل سلطان، والد الراحل بهاء الدين عبد الله، ومريدوه، يقومون بذكرهم وتسبيحهم وسهرهم، فإذا بأنغام الموسيقى، وغوغاء حفلة راقصة تطرق آذانهم. ويسأل الشيخ مَن حوله عما يسمع، ويحصل من معصية. فيأمر أحد أتباعه بالذهاب فوراً إلى مكان الحفلة، ويسكتها، ويحطم الأكورديون، آلة الموسيقى، والعودة حالاً. فيهب المريد بعصاه الطويلة، ويهرول إلى مكان الحفلة. وكلما اقترب من المكان، كانت قدماه تبطئان في السير، بسحر أنغام الموسيقى الشجية، ويقف إلى زاوية مظلمة، قرب الحفلة، ويتكئ على عكازته مستمعاً، مأخوذاً بالأنغام والأوتار، مستعيداً ذكريات شبابه. لكن الشيخ يستبطئ مبعوثه، ويتحدث قائلاً: ما زالت الأنغام تصدح، والهرج يستمر، وفلان قد تأخر، قم أنت يا فلان واتبعه، وأبطلا معاً ذلك الهرج، وعودا بسرعة! ويلحقه الثاني، فتأخذه الأنغام، ويقف بقرب الأول، ويلتهيان بما يسمعان ويشاهدان. ويعاود الشيخ الكبير غضبه مرة أخرى من تباطئهما، ويرسل الثالث، حتى تتوقف الحفلة، ويعود ثلاثتهم.
    وفي يومنا هذا، قلما نجد بيتاً يخلو من الأدوات الموسيقية ووسائل الغناء. ونادراً جداً كذلك أن تجد فتاة أو فتى لا يجيد فن الرقص، أو الغناء، أو استعمال آلات الموسيقى. والمثل الشيشاني يقول: إن شعباً يملك العود والموسيقى، ويتقن الأغاني الشعبية، لا يمكن قهره من قبل الأعداء. ولعل تمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم، منذ أقدم العصور، على كثرة الغزوات الهمجية، والغارات العنيفة، التي توالت على بلاد الشيشان، حال دون انقراضهم كسائر الشعوب الصغيرة، التي لم يبق لها في التاريخ سوى أسمائها.
    سأحاول أن أكتب شيئاً عن العادات، والتقاليد الشيشانية، حسبما يسمح الوقت، وتوافق مجلة نادينا ("مجلة النادي القوقازي"). فلتكن البداية عن الزواج عند الشيشان.
    من عادة الفتيات أن يردن إلى عين الماء في قريتهن، لإحضار حاجة البيت من الماء في كل صباح، وعند كل أصيل. يردن مجموعات من كل حي، تحمل كل واحدة منهن على كتفها جرة نحاسية، خاصة وكبيرة، لها عروة في علاوتها. ومن عادة الشباب أن يتوافدوا على العين، ليتحدّثوا إليهن. إن هذه عادة جارية متبعة. ثم يستقر رأي الشاب على إحداهن، يراها مناسبة له، وتراه مناسباً لها. ويحصل التعارف كذلك في حفلات الزواج، والرقص، باختلاط الجنسين. وفي حفلات الحصاد والبناء، يجتمع أهل الحي، أو القرية، للمعاونة، والعمل المشترك. فيحصل التعارف والانسجام بينهم.
    والشاب الذي يُعجب بفتاة، وتُعجَب به، يمكن أن يدعوها إلى بيت إحدى قريباتها، للتحدّث معها، والتأكد من موافقتها، فيما لو طلب يدها. وفي حالة الموافقة، يبعث من يطلب يدها إلى أهلها، مرة أو أكثر. وفي حالة الرفض من ذويها لسبب ما، فيمكن أن يتفقا. ويرسل إليها أختاً أو قريبة، مع أشخاص (أقارب أو أصدقاء)، إلى المكان المتفق عليه. فيتم الخطف، دون وجود العريس معهم. وربما تعد الفتاة، ثم تخلف وعدها ورأيها. وفي هذه الحالة، يمكن أن يحصل الخطف بالعنف. إلاّ أنه الآن، أصبح الخطف بالعنف من العادات البائدة.
    وحالما تتم الخطبة بالموافقة، وتبدأ مراسيم الزواج، يتخذ العريس شبيناَ له من أصحابه، وينزل عنده، متخفياً عن أنظار المسنّين، والمسنات، والأهل. وتكون أيضاً للعروس شبينة، ذات صلة بشبين العريس، ليقوما في مهمة وواجبات الزواج، والدعوات إلى الوليمة، وإقامة الحفلات، وتهيئة الأجواء للعريسين، فكلاهما يخجلان. والعروس لا تتكلم مع أهل العريس لفترة. والعريس يبقى بعيداً عن منزله، حتى تخلو الدار تماماً من المدعوّين، وتنتهي حفلات الرقص، التي قد تستمر أسبوعا.
    بعد بضعة أيام من زواجهما، يجتمع أهل العريس والأصحاب والنساء في منزل العروسين، اللذان يدخلان على الحضور للخدمة، ولإزالة أسباب الخجل. وبعد حوالي الشهر، يذهب العريس مع شبينه، وبعض أصدقائه، إلى منزل أهل العروس، بعد إبلاغهم مسبقاً بمجيئه. فيجتمع أقارب العروس وأصدقائهم، لاستقبال العريس وصحبه. ويظهر العريس أمامهم بطريقة متبعة، وتعد الأطعمة والسفرة للجميع، ويتفكه الحضور بالطرافات. ويعود العريس بعيد العشاء إلى داره، بعد أن يكون قد شاهد حفلة سمر رائعة.
    وحالما تنتهي زيارة العريس، تعد العروس مع الحلويات والهدايا، لأول زيارة إلى أهلها بعد زواجها، مع شبينتها وبعض السيدات، لتمكث هناك أقل من أسبوع.
    والعروس لا يجوز لها مطلقاً، وحتى وفاتها، أن تنادي وتسمي الكبار من أهل العريس بأسمائهم، وأسمائهن. وعليها أن تختار لكل شخص اسماً خاصاً مناسباً. والعريس يلزم منه أن تكون زياراته قليلة إلى أهل العروس؛ في المناسبات، والضرورات فقط. وعليه أن يحترمهم، ولا يجلس أمام الكبار منهم، (ولا يأخذ مكاناً في صدارة البيت)، احتراماً وتقديراً وحفظاً للوقار.
    أما عند وفاة الزوج، كان من عادتهم أن تقسم التركة والإرث بالتساوي، بدون تمييز بين الزوجة، والولد، والبنت، حتى دخلوا في الدين الإسلامي الحنيف. فبطلت هذه العادة، وأصبح التقسيم- الثمن للزوجة، وللذكر مثل حظ الأنثيين.
    وسواء تزوج الأولاد وأولاد الأخوة، أم لم يتزوجوا، فكبير ألأسرة والعائلة، هو المسؤول الأول. وعلى الجميع أن يعودوا إليه في الأمور الهامة، ذات العلاقة بالأسرة أو العائلة.
    والجدير بالذكر، أن العادات، والتقاليد الشيشانية، تحرم على المرء ابنة العم، حتى سابع حفيد. وكذلك، لا يجوز الزواج من بنات الأخوال، والخالات. أما أحفادهما، فيمكن التساهل بالزواج بهن، مع عدم اللياقة. وهكذا الصداقة عند الشيشان، تصل إلى مستوى الأخوّة أيضا. فلا ينبغي لشيشاني، أو شيشانية الزواج من أخت صديقه، أو صديق أخيها. والبيتان المتزاوران باستمرار، يصبح أبناؤهما وبناتهما أخوة، وأخوات. وبصورة أخرى، الصداقة والقرابة عند الشيشان، تعني الأشقاء، والشقيقات، من جميع النواحي، باستثناء الإرث، والثار؛ فهما من مميزات العصبة.



    الأســرة
    العائلة المترابطة يزداد البركة فيها . و الغير مترابطة تفقد الإيمان و البركة – لكن لا تفقد الحظ .
    يجب احترام المرأة الصالحة – و المرأة الطالحة يجب معرفتها وابعادها سريعاً .
    الرجل المهمل , يكون في لباسه مهملاً – أمَا زوجته فتكون متزيِنة أكثر من اللازم .
    الأسرة المترابطة – إذا عاتب أحد الوالدين الطفل , يجب على الآخر أن لا يتدخل فيذلك .
    إذا لم تحترم الزوجة زوجها , الأولاد أيضاً لن يحترموا والدهم . و عدم إطاعةالأولاد والدهم – تكون الأم الملامة .
    على الأم أن تُعِرف أبنائها الأخلاق الحميدة لزوجها


    على المائـدة :
    عند ذبح خروف و تُجهّز المائدة , يوضع الرأس و الصدر أمام الأكبر عمراً . وهويبدأ بقطع قطعة
    بالسكين من عند الفم أو الأذن . و بعد ذلك يضع الرأس أمام الذين يليه , وهمبدورهم يقطعون
    ما يريدون , و يضعون الرأس للذين بَعدهم , و هكذا تبدأ الوليمة . و الصدر يقطع الكبير منه ما يشاء , ويسلمه للّذي يليه .
    عند منح الصدقة , تُقسّم الأحياء و المناطق , لكي تصل الصدقات لمجموعة كبيرة . وإذا كانت ستوزع لمجموعة صغيرة , يجب أن تمنح للّذين هم أكثرهم حاجة .


    إذا اجتمع الناس في بيت أحدهم بمناسبة زواج أو يوم عيد على مأدبة , يجب أنتكون حسب ما يريد رب البيت , لا يحق للمدعوين خفيةً أو علناً جلب الخمرة من الخارج . عليهم الاكتفاء بمـا
    حضِّر لهم , و لا يطلبون كذا و كذا .


    على الرجل أوالمرأة , أن يكون أديباً , إذا دُعيَ إلى وليمة .


    المدعو إذا لا يريد تناولالطعام , عليه أن لا يحرك الطعام , وإذا فعل عليه أن يأكل . و من غير اللائق أنيحرك الطعام ولا يتناوله . لا يجب الأكل بسرعة , ولا الأكل ببطء كثير . يكونتناول
    الطعام بكل راحة و حسب طاقتـه .


    إذا خف الطعام فيالصحن الذي أمام الضيف , من عادت المضيف أن يزيد ما في الصحن , و إذا كان الضيفسيأكل , لا ملامة في ذلك , و إذا لا يريد أن يأكل بدون كلام يضع الضيف يـده
    فوقالصحن فقط . وبعد ذلك لا لزوم للمضيف أن يقول ( تريد أو لا تريد) .
    أكبر جائزة للرجل أن يكون عاقلاّ . و الرجل العاقل يكون ذو نور وهّاج كنور الشمس .
    لا أعرف للكدِّ و الحياة , اية هدف . اذا لم يكن في قلب الرجل , محبة . اذا لميكن في القلب محبة كأنّك لست عائشاً .
    لو كان الرجل نزيهاً , لا احتساب له . ان لم يكن يبحث عن الحق و لا يعرف البحثعنه ,
    و لايفيد الناس


    يجب أن لا يكون الرجلكريشة في مهب الريح . عليه أن يكون كأنه يلعب بالدنيا مثل الكرة بين يديه .


    يجب على الرجل أن يكون له هدف في الحياة , شيءٌ يتباهى به ويفرحه .


    يجب أن يكون هدف الرجل نحو البحث عن السعادة . العمل بدون هدف لايفيد , و لا ينال
    شيءً . و بدون هدف لا يصل درجة الشرف .


    بتروًّ و حسن الروءيا , و بدون الخروج عن الهدف . و وضعالهدف نصبَ عينيه , يصل الرجل هدفه .


    اذا لم يكن الرجلبارادته و قدرته . مثل السفينة في البحر الهائج , سيتقاذفه الحياة و الناس .


    الرجل الذي ليس له اية أهداف , عقله هباء . و يريد الوصول الى كل مكان – يبقى في مكانه .


    الرجل الذي يسير بدون هدف , سيان عنده أنّا سار . أمّا اذا مشيت بين النباتاتالطفيليّة
    سيلتصق ببنطالك الأشواك .
    الرجل المصصم الوصول الى هدفه , لديه طاقة كبيرة .
    الارادة – جناحين للرجل الذي عنه تصميم . الارادة الكبيرة و البحث يوصلان الرجلالى طريق الحياة السعيدة .
    على الرجل أن يكون ذو ارادة قويـة . و عليه أن يكون كفـوءً لهذه الارادة


    العمـل:
    الموضوع الأصلى من هنا: منتديات شيشان المهجر http://www.sychechen.com/vb/t2898.html
    العمل المنوط بك والذي باستطاعتك , بدون أعذار عليك القيام به .
    يجب ألاّ تُظهر استياءك بالعمل الذي تقوم به , لأن عمل كهذا لا تكون مشكوراًعليه ,
    ويكون هباءً .
    اذا احتاجك رجل مريض في عمل ما , عليك القيام به بدون تكاسل . العمل الذي أنيطبك
    للثقة , يجب ألاّ تطلب من الآخرين القيام بـه .
    الذي يساعد , يجب أن يساعد
    مدح الرجل في غيابه , و قول الحقفي وجهـه .
    ان كنت تحب شعبك , عليك الحذر من قول أو فعل في مضرة شعبك .
    أنت مرآة قومك , كما يرونك سيَرونَ قومك . اذا رأوك أديباً , كذلك سيرون قومك . ان كنت ذو مروءة , كذلك قومك .
    لا يجب التكلم مع العدو بالأكاذيب . الذي يتكلم بالأكاذيب , النصر لا يكونحليفـه .
    اذا بقي السر بين اثنين فهو سـر . و اذا كان الثالث شاهداً فهو ليس سـراً


    الغـدر:
    الموضوع الأصلى من هنا: منتديات شيشان المهجر http://www.sychechen.com/vb/showthread.php?t=2898
    الرجل الجبان( الغدَّار) أحَدُ قدميه في القبر . الخوف الدائم و التردد نصفالموت .
    الجبان لن يكونَ سيِّد ارادتـه أبداً , الخوف يسيطر دائماً . و الجبان يكونأسياده كثيراً .
    الرجل الغدّار يموت مرتان . موتُ الغدر , و موتـه النهائي .
    الغدَّار يخون بسهولة , و يتحدث عن الباطل بسهولة .
    الغدَّار يخاف من ظلـه , و دائم الاندهاش .
    الرجل الغدَّار لا يستحي من البكاء و لا من الاملاق.



    الرجولـة
    الرجولة - سلاح المسؤوليّة . الرجولة تكون مع رجل المرؤة . وهو لن يخيب الآمالبارادته ,
    و ان حصل ذلك , رغم ارادته , لن يتراجع منهزماً .
    اذا تواجدت الرجولة و العقل في رجل واحد , لا يوجد شيئاً يستطيع هزيمتـه . تستطيع اخراج روحـه , لكن لاتستطيع أن تجرده من المرؤة و الرجولة .
    اظهار الرجولـة – تعتـبر حماقـة .
    الرجولـة الهادءة , كالبحر الهادىء . اذا هاج البحر لا تستطيع ايقافـه , والرجولة اذا ظهرت , لا يهزم .
    لا يقال عن الشجاع شجاع , ان لم يكن يفيد و يعمل الأحسن للناس .
    رجل المرؤة – هو الذي يسـمِّيـهُ الناس , و ليس الذي يدَّعيَ المرؤة .
    حظ الرجل يكون حسب كده واجتهاده في الحياة .
    يجب أن نعرف أن الكد ( العمل اليدوي ) مثل العمل المخطط , علينا أن نستحوذهباحتراف .
    في الحياة -كل رجل له القدرة على اظهار طاقته و مروءته , والوصول الدرجة الشرف .
    اذا أردت الوصول الى أعلى الدرجات , يجب أن تكون محبوبـاً و بحاجتك من قبل الشعب .
    أن تكون محبوباً من قبل الناس – هي السعادة و الحظ الأكبر .
    على الرجل أن يتعلم في حياته , الصحيح و الخطأ . و يأخذ الصحيح و الحق ليجعله منأخلاقه
    اللحن الجميل , للقلب خليل .
    الرجل الذي قضى حياته في الحياة , لا يمكن القول بأنه عاش . اذا ترك أثراًصالحاً في حياته –هوفعلاً عاش . و اذا لم يترك , كانت حياته هباء .
    من أراد أن يُربِّيّ أولاده على حب الوطن و الفضيلة . يجب أن يكون الأب محباًلوطنه و ذو فضيلة .
    الصداقة و الحب – سلاح محبة للأثنين . لكن لا محبة اذا – لم يتبادل الصداقة والحب .
    اذا كنت تريد أن تصبح سعيداً و محظوظاً , عليك بالمعرفة و العمل الصالح , و أنتكون مخلصاً مع الناس .
    يجب تربية الأبناء بالآخلاق و الآداب الحسنة , كره الباطل و حب الصالح .
    اذا كنت تعمل لنفسك و تعبت , اعط جسدك الراحة . و اذا كنت تعمل للآخرين و تعبت – تجلد بالصبر

    مدير الموقع المهندس محمد حسن غاله 052814143& 963933802519
    جميع الحقوق والنسخ محفوظة © 2009 موقغ رأس العين.http://www.rasein4dev.sy
    ومنتديات http://www.rasein4dev.sy/phpBB3

  16. #16
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مدير الموقع المهندس محمد حسن غاله 052814143& 963933802519
    جميع الحقوق والنسخ محفوظة © 2009 موقغ رأس العين.http://www.rasein4dev.sy
    ومنتديات http://www.rasein4dev.sy/phpBB3

  17. #17
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    مجموعة من الاخبار والعملومات والاغاني الميردلي والصور لمحافظة الحسكة
    في هذا الموضوع :
    الحسكة
    جميع الصور واخبار والاغاني محملة من موقعي
    تقع محافظة الحسكة في أقصى الشمال الشرقي من سوريا وتتميز بخصب أراضيها ووفرة مياهها وجمال طبيعتها وكثرة مواقعها الأثرية أضف إلى ذلك نهضتها العمرانية الحديثة ومشاريعها الزراعية والصناعية العديدة والمفيدة.

    ومن أهم مواقعها الأثرية

    تل حلف (غوزانا): في جنوبي مدينة رأس العين، وأظهر التنقيب في هذا التل طبقات حضارية متعاقبة ومنحوتات بازلتية جميلة كانت تزين جدران مباني المعبد والقصر. واشتهر فخاره باسم فخار تل حلف.

    تل براك (ناجار): بين مدينتي الحسكة والقامشلي، بدأ التنقيب الأثري فيه عام 1937- 1939 واستؤنف بعد الحرب العالمية الثانية فأظهر ست طبقات حضارية متعاقبة ومن أهم المباني المكتشفة معبد العيون وقصر الملك نارام سين، وهناك مكتشفات فخارية وتماثيل وأختام أسطوانية غنية بمواضيعها الميثولوجية.

    تل عجاجة (عرابان): في جنوبي الحسكة، كان مركزا هاما في منطقة الحدود الفاصلة بين إمبراطوريتي الرومان والفرس، وكانت المدينة القديمة التي يضم هذا التل آثارها من أهم مدن حوض الخابور في العصر العباسي.

    حطين (تل شاغر بازار): في شمال الحسكة بدأ التنقيب الأثري فيه عام 1934 ومازال مستمرا فأظهر 15 طبقة حضارية متعاقبة، ومن مكتشفاتها رقم طينية زودتنا بمعلومات مفيدة في دراسة تاريخ الشرق القديم وحضاراته.

    تل ليلان ( شبات انليل): يقع في جنوب القامشلي التي يبعد عنها مسافة 25 كم في منطقة مثلث الخابور، تحدث عنه الرحالة مثل هرمز رسام 1878، وبدأ التنقيب فيه عام 1978 فأظهر طبقات يعود أقدمها إلى الألف السادس ق.م وسور المدينة ومنشآت معمارية كالمعبد والقصر ورقما طينية وأختاما أسطوانية وآثارا فخارية مختلفة كل ذلك جعل تل ليلان من أشهر التلال الأثرية.

    تل بري (كحت): على ضفة نهر جغجغ الشرقية يبعد 8 كم عن تل براك شمالا، عثر فيه على نقشين حجريين أفادا في التعرف على اسم هذا الموقع (كحت) الذي كان محطة أخيرة في زحف الملك الآشوري (توكولتي نينو رتا) عبر أراضي الجزيرة عام 885 ق.م ودلت آثارها على أهميتها.

    تل موزان (أوركيش): بين مدينتي عاموده والقامشلي يضم مدينة أثرية كانت من أهم مدن شمالي حوض الخابور في بداية الألف الثاني ق.م أظهر التنقيب سور المدينة وأطلال مبنى حجري وطبعات أختام وآثارا مختلفة هامة.

    تل الخوير الأثري: بين مدينتي رأس العين وتل أبيض أظهر التنقيب مبنى معبد حجري هام ومنشآت معمارية ومكتشفات أثرية فخارية وعظمية ومعدنية. وتعتبر الفأس الأكدية من أهم المكتشفات.

    وهناك أماكن أثرية هامة عديدة مثل تل العمارة، تل بيدر وقلعة سكرة الأيوبية التي تبعد مسافة35 كم عن الحسكة وتقع على سفح جبل عبد العزيز الشمالي.

    أشهر مدن محافظة الحسكة

    الحسكة: على ضفتي نهر الخابور وجغجغ، تتميز بجمال موقعها ونهضتها المعمارية الحديثة وفعالياتها المختلفة، فيها المعامل والمصانع والمشاريع الاقتصادية والمنشآت السياحية وفيها نشاطات ثقافية وتعليمية ورياضية.

    القامشلي: تتميز بشوارعها المستقيمة وفعالياتها المختلفة ومنشآتها السياحية ومطارها المدني.

    المالكية: تتميز بجمال طبيعتها وكثرة ينابيعها، فيها الجسر الأثري من القرن الثالث الميلادي وهناك آبار نفط هامة.

    رأس العين: تبدو كمدينة عائمة على بحيرة من الينابيع الجوفية وهناك ينابيع معدنية، أنجبت عددا من كبار الأعلام المشهورين في تاريخ الحضارة.

    عين ديوار: تطل على نهر دجلة فيها الآثار الباقية من الجسر الأثري، إن جمال الطبيعة في محافظة الحسكة جعل الشعراء يتغنون بهذا الجمال الطبيعي المتميز فهناك الأنهار والينابيع والحقول.

    نهر الخابور: ينبع من منطقة رأس العين ويتجه شرقا إلى الحسكة ثم يجري جنوبا ليصب في نهر الفرات عند البصيرة/ قرقيسيا في محافظة دير الزور بعد ما اجتاز محافظة الحسكة مسافة 440 كم ويشكل ضمن مجراه جزرا نهرية (الحوائج) تستثمر كمتنزهات.

    نهر جغجغ: ينبع من جبال طوروس ويخترق القامشلي متجها إلى الحسكة ليلتقي مع الخابور في شرقي الحسكة.

    بحيرة الهول: طبيعية تبلغ مساحتها 3 كم2 تبعد عن الحسكة 45 كم.

    صور لبعض الاماكن المقدسة
    ولمناطق وشوراع ومحلات الحسكة
    في جريدة الثورة
    وفي موقع مايكل وصفحة الحسكة
    تعد الجزيرة السورية من أكثر المناطق تنوعاً في العالم من حيث تعدد الطوائف والديانات والأعراق ففيها
    ( العرب بعشائرهم وقبائلهم المتنوعة والسريان والآشوريون والأرمن و والماردلية والشيشان واللاجئين الأكراد)مما يضفي على هذه البقعة الجميلة من الأرض السورية بعداً إيجابياً يصح أن يكون مرتكزاً لحياة مشتركة وكريمة للمجتمع لكن وأمام التحديات التي يفرضها المجتمع والمتمحورة حول بعض القيود البالية منذ عهود أسواق النخاسة وتجارة الجواري يجد الشاب المقدم على الزواج نفسه أمام عائق بشري وغير حضاري ومفتقد الى الإنسانية وهو ببساطة النقد أو المهر وما أدراك ما النقد أو المهر .‏

    مما يدمي العين ويندى له الجبين أن معايير القبول لدى أهل العروس تخضع لشرط أساسي فرض عليهم من قبل المجتمع هو الملاءة المالية لطالب اليد ومن الطبيعي جداً أن يطرح أثناء المفاوضات السؤال التالي المتكاثر تلقائياً : ماذا تعمل وكم لديك من المال وهل تملك منزلاً وهل وهل ..?مما قد يضطره في النهاية الى الانسحاب حفظاً لماء الوجه والتفكير في الزواج من غريبة (جغرافياً أو عشائرياً أو حتى دينياً) وهناك أمثلة كثيرة من هذا النموذج فنسبة الطلبة المغتربين للدراسة والمتزوجين من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق وصلت الى نسبة لا يستهان بها وفي حالات أخرى قد يضطر الشاب الى اللجوء الى أسلوب (الخطيفة) وهو في أغلب الأحيان يعرض الطرفين الى النزاع فالعراك فالاقتتال .‏

    من هنا فإن المجتمع لا ينظر الى الجانب الإيجابي للمسألة كأن يكون حامل شهادة جامعية عالية أو شاباً ذا خلق ودين وفي الدين الإسلامي نجد هناك تخطياً لهذه الظاهرة المرضية بقوله تعالى هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وفي قوله ص:(من أمنتم دينه وخلقه فزوجوه) وأنا أتطرق الى هذا الموضوع المهم بالنسبة لأبناء البلد بكل أطيافه وألوانه أجد نفسي مسؤولاً أمام المجتمع رغم أنني لا أشغل منصباً حكومياً ولست عضواً في البرلمان ولا رئيس عشيرة ولا رجل دين إلا إنني أعتبر نفسي مسؤولاً كصحفي صاحب رسالة عليه إيصالها‏

    ما ذنب فتاة أحبت شاباً ولم تشأ الأقدار البشرية تحقيق رغبتها بالزواج منه لتتزوج بعد ذلك من رجل لم تكن يوماً راغبة فيه بل لعلها لم تلتق به ليعيشا بعد ذلك عيشة الأغراب إن أخطر ما في هذا الجانب من حياة الشباب هو أن البعض قد يضطر الى خسران تعب السنين مقابل تأدية هذا الفرض والذي يقدم على أساس أنه سنة من سنن الكون وخالق الكون وقد يلجأ الفتى? الى تحدي واقعه ففي نظام العشائر العربية تشكل ظاهرة الزواج حالة شديدة التعقيد فلا ينظر الى المؤهل وكم من رب أسرة باع ابنته مقابل الليرات والدنانير وقد أصبحت موضة دارجة أن نجد فتاة في العشرينات تتزوج من رجل في الستينات كل مواهبه تنحصر في دفء جيوبه وهناك..عائلات كثيرة وأسماء عدة لن أذكرها حفاظاً على سمعة النسيج العشائري الطاهر إن غلاء المهر أو ما يعرف بالنقد ظاهرة أشبه بالحالة المرضية المستعصية ومفاتيح حلها في أكثر من يد (وجهاء العشائر ورجال الدين وأولياء الأمور..) وكل من يمثل شرائح المجتمع عليه معالجة هذه المسألة السلبية بجانب أكثر إشراقاً والمقصود هنا تفعيل دور العلم وإيفاد الأبناء والبنات للدراسة الجامعية سواء داخل القطر أم خارجه إضافة الى الدور الإيجابي الذي يجب أن تلعبه الدولة وذلك بتأمين فرص العمل الحقيقية للقضاء على الفساد والبطالة ولا نتحدث هنا عن مراكز محاربة البطالة المنشأة مؤخراً بل عن خلق الاستثمارات والمشاريع العامة ولا مانع حتى من سن الدولة قراراً ينص على عقوبة رادعة في حال تجاوز أحد الآباء المبلغ المحدد للنقد كما هو الحال في الصين بالنسبة لأولئك الذين يتجاوزون القانون ويخلفون ولداً ثانياً .‏

    إنني وأنا اطرح هذا الموضوع أفكر في مستقبلنا الذي ننشد والخالي من الأمراض الاجتماعية المتوارثة كابراً عن كابر الى كل من يهمه الأمر : الى أن تتم معالجة هذا الأمر سنتمسك بالأمل وننتظر العيد الذي سنتزوج فيه

    المزيد من الصورنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مدير الموقع المهندس محمد حسن غاله 052814143& 963933802519
    جميع الحقوق والنسخ محفوظة © 2009 موقغ رأس العين.http://www.rasein4dev.sy
    ومنتديات http://www.rasein4dev.sy/phpBB3

  18. #18
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مدير الموقع المهندس محمد حسن غاله 052814143& 963933802519
    جميع الحقوق والنسخ محفوظة © 2009 موقغ رأس العين.http://www.rasein4dev.sy
    ومنتديات http://www.rasein4dev.sy/phpBB3

  19. #19
    عـضــو الصورة الرمزية المهندس محمد حسن غاله
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مدير الموقع المهندس محمد حسن غاله 052814143& 963933802519
    جميع الحقوق والنسخ محفوظة © 2009 موقغ رأس العين.http://www.rasein4dev.sy
    ومنتديات http://www.rasein4dev.sy/phpBB3

  20. #20
    عـضــو الصورة الرمزية أمين الصوفي
    تاريخ التسجيل
    05/11/2006
    العمر
    53
    المشاركات
    64
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: رأس العين عبر التاريخ

    ماشاء الله تبارك الله
    مشكورين


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •