للباحثين في التربية الرياضية !!! يجب فهم فهم الفرق؟
( Lactic acid ) و (Lactate )
لا زال الكثير من الرياضيين وعلى الخصوص العدائين يؤمنون بان الحمض اللبني (lactic acid )يطلق خلال التمارين القوية أو التمارين الغير متطبع عليها وهذا هو السبب الذي يحدد من انجاز الركض وهو نفسه السبب المتعلق بتصلب العضلات وفي كلا الحالتين يكون الجواب خطأ وهنا يجب تنبيه الطلبة والدارسون ومشرفيهم لأنني لاحظت خطأ قاتل في استخدام هذا المصطلح في بحوث دراسات عليا فالحمض اللبني (lactic acid ) لا يحتفظ ببقائه في الجسم كحمض بل يحتفظ به على شكل آخر يدعى باللكتيت(Lactate ) وهو حسب القاموس الطبي ( ملح الحمض اللبني) وهذا هو الذي يقاس في الدم عند قياس تركيز الحمض اللبني كما يتم ذلك بين فترة وأخرى وان التفريق بين المصطلحين مهم جدا ليس فقط للبحث عن تصحيح فهم المصطلحين بل لان للمصطلحين تأثير فسيولوجي مختلف ففي ركض المارثون على سبيل المثال لا يكون الحمض اللبني هو المسبب الرئيسي لتصلب العضلات التي يشعر العداء بها بعد نهاية السباق فالتصلب في حقيقة الأمر يرجع في الغالب إلى الضرر الذي يصيب العضلات(راجع كتاب موفق المولى الموسوم بالتدريب الوظيفي بكرة القدم) وليس لتراكم الحمض اللبني أو بلورات الحمض اللبني في العضلة.
هناك مفهوم خاطئ كذلك فيما يخص المتعارف عليه من إن الاكتيت(Lactate ) أو ملح الحمض اللبني على انه المسبب في تحمض الدم (acidifying the blood ) والذي يسبب التعب بينما اللكتات(Lactate ) في المفهوم الفسيولوجي هو وقود مهم يستخدم بواسطة العضلات خلال الفعاليات الطويلة الزمن فهو يطلق من العضلات ويتحول في الكبد إلى كجلوكوز(glucose ) والذي يستخدم بعد ذلك كمصدر للطاقة وبدلا من أن يسبب التعب فهو يساعد على( تأخير) إمكانية هبوط تركيز كجلوكوز الدم وتعرف هذه الظاهرة( hypoglycemia ) والتي سوف تسبب شعور العداء بالوهن والتعب.
هناك أفكار مشوشة فيما يخص مصطلح عتبة اللاهوائي(anaerobic ) فنحن نعرف طريقة اخذ عينات من الدم لقياس الحمض اللبني لمراقبة التدريب وحجمه وان المتعارف علية بأنه كلما زادت سرعة الركض فإننا سنصل لنقطة وفيها يكون الأوكسجين المتوفر غير كافي للعضلات وان مصادر الطاقة التي لا تحتاج للأوكسجين ستساهم في توفير الطاقة المطلوبة وان هذه النتائج المرتبطة بالزيادة الغير متناسبة في تركيز اللكتيت الدموي أي النقطة التي تدعى بعتبة الا-هوائي فإنها في المصطلح الفسيولوجي الرياضي يجب أن تعرف ضمن البحوث الفسيولوجية بنقطة اللكتيت(Lactate threshold ) أو نقطة استدارة الكتيت(Lactate turn point )وهنا أود أن أشير إلى أن هناك مشكلتين ترتبط بهذه النقطة نقطة بأن من المستحيل ان تصبح العضلات لا- هوائية فهناك أسباب أخرى للزيادة الغير متناسبة المفترضة المقاسة في تركيز لاكتيت الدم والثانية عدم صحة ما يشاع بأن الزيادة غير المتناسقة تكون هي المسببة لنقطة الاستدارة لعتبة اللكتيت لأن الزيادة تكون( ناعمة و متدرجة) وهذا يدعوني لمناشدة مشرفي طلبة الدراسات العليا لتوصية طلبتهم عند استخدام قياس تركيز لكتيت الدم لمراقبة انجاز الركض بأن يتم القياس بمختلف سرع الركض وليس بسرعة واحدة (كما قرأت في عدة بحوث) لان القياس بعدة سرع تمنحنا إمكانية رسم منحنى يصف التزايد المستمرة في التركيز كلما زادت سرعة الركض وان هذا الموقع لذلك المنحنى سوف يتغير بتغير مستوى اللياقة البدنية للرياضي وعلى الخصوص عند العداء الأكثر لياقة والذي ينقل ذلك المنحنى إلى جهة اليمين بشكل أكبر والذي يعني بأنه في أي تركيز للاكتيت ستكون سرعة الركض أسرع من سابقتها وفي الغالب فان الركض السريع بقيمة(4mmol/l ) من اللكتيت يستخدم كقياس للمقارنة ويمكن أن يستخدم كدليل لتدريب السرعة فيوجه العداء لتنفيذ بعض الركض بسرعة مماثلة لقيمة(4mmol/l ) من تركيز لكتيت الدم كل أسبوع وينفذ بعض الركض فوق ذلك القياس بينما ينفذ ركض التغطية بسرعة واطئة ومن الطبيعي كلما تغيرت اللياقة البدنية وانتقل المنحنى فان تلك السرعات تتغير مما يتطلب تحديد منحنى جديد وكل هذا الكلام مقبول ولكن المشكلة تكمن في معرفة كم من الركض ينفذ أسفل وعند وفوق تلك القيمة المركزة مع أهمية تذكر أن قيمة(4mmol\l ) هي قيمة معقولة ومقبولة وعليه فان القيمة الفعلية في تحديد منحنى الكتيت تكون في مراقبة الطريقة التي تنتقل بها خلال التدريب وان الانتقال المرغوب في منحنى الكتيت يكون في واحدة منها زيادة الركض السريع للعداء في تركيز لكتيت معين مقارنة بالسرعة قبل تلك الزيادة ولهذا يمكن تنفيذ القياس في المختبر بتنفيذ العداء للركض على الحزام المتحرك أو على او مجال الركض الذي يمكن من خلاله السيطرة الكاملة على الركض باستخدام (أضواء الفراغ) وقد تم تنفيذ الاختبارين في معاهد للعلوم الرياضية لغرض البحث العلمي ولهذا أوصي طلبة الدراسات العليا توجيه بحوثهم في هذا الاتجاه وأوصي من هو مسئول في العمل الرياضي بتكرار تلك الاختبارات لتحديد (منحنى الكتيت) عند العدائين لأن العمل من دون ذلك لا ينفع بشيء
د. موفق مجيد المولى- فصل من كتابه الموسوم بدائرة البحث العلمي الرياضي- يمكن استخدام الموضوع في التأليف شرط ذكر المصدر