بسم الله الرحمن الرحيم
نحن نضيف المرح إلي الغذاء/ بين السليقة والسخينة والبوش والدونات السوداني
1- باختلاف الأجناس والحضارات العربية، تختلف الأشياء والمسميات، ولكنك ترى تقارباً ما لا بد أن يكون.. فالعُرب ولغتهم.. تجمع ما كان عربياً وما عُرب، تجد فيها اللفظة عند عرب وعند آخرين بمعنى واحد.. والمسمى يختلف في القبائل والأمصار، قد تعتبرون هذه فذلكة ولكني أريد الأشارة إلي بعض ماهو عندنا في السودان مقارنة بالعربية في أصلها ناحية بعض الأطعمة... فما أشهر "السليقة" عندنا.. فهي أسم يغلب على المرق من اللحم لا سيما أن كثُر ماؤها وكانت خفيفة، فأن ثقُلت كانت مرقة أو شوربة ولا تسمى "سليقة" –لحظتها- وإنما شوربة مثل التي نتناولها عادة، أو تلك التي توصف للمريض الذي تُجب له خلاصة الغذاء، وهي مركزة بعض الشئ وتكون من اللحم الأكثر فائدة كلحم الضأن والفراريج ونحوه، أما السليقة فهي لغة –فعيلة- بمعنى مفعولة أي مسلوقة وليس لها سقف يحدد مكوناتها، وهي بذلك تواكب الحالة المادية لطاهيها، فقد يكتفي بالماء وذلك المكعب السحري الماجي وبضع حبات من الطماطم والبصل، وقد تكون من اللحم والعظم، وعند الرفاهية "والبحبحة" الشديدتين قد يُستجلب لها اللحم هبراً هبرا.
2- أما "السخينة" فهي من أسمها واضحة ومعروفة من السخونة وتشبه السليقة في بعض الحالات إلا أنها تخلو من اللحم، والسخينة عندنا تخضع لمزاج ربة البيت فقد تكون ذات سخاء فتزيد من كمية البصل بعد تحميره وتُكثر الطماطم والبهار، وتضيف إليها "الدكوة" وهي زبدة الفول السوداني.
والسخينة عند البعض الآخر طعام من دقيق يتخذه الأعراب بعد أن يصبوا فيه المرق الحار وشئ من العسل ولله در القائل:
يعجبه السخون والعصيد
والتمر حباُ ماله فريد.
والعصيد قريب منه وأحسب أن أصله مصري فقد قال شاعر آخر:
أحب خالداً وأم خالدا
حباً سخاخّين ليس باردا.
وعلى رواية أخرى فالسخين صفة نزلت منزلة العلم علي هذه الأكلة كما قال عمرو بن كلثوم يصف الخمر:
تجد بذي اللبانة عن هواه
أذا مالماء خالطها سخينا.-
3- أما الهريسة فهي واضحة، وهي مهروسة مدقوقة دقاً خفيفاً وهي طعام عربي أحبه أبو العلاء المعرئ وكان يكثر منه فهو قرص الذرة يطبخ بمرق اللحم، وهو عندنا ذو مسمى آخر.
4- وأما "البوش" فهو عندنا من مرق الفول أحد أشهر أنواع البقول في الوطن العربي، ونسميه بالفول المصري وماؤه يُجعل علي الخبز "الثريد" كالفتة تماماً، ويتفنن الناس في بلدي في أخراج صحن البوش فهذا الصنف من الطعام يقبل أضافة أي شئ حتى التُن (التونة)، وقد سمعت أن أولاد الذوات عندنا يتناولونه بعد أضافة المايونيز، أما أهلنا السوريون فرأيتهم يتناولونه بالملعقة كالشوربة تماماً، وعلي ذكر السوريين فقد أعجبني "الشنكليش" و"الجص مص" وهذا الجص مص هو صورة طبق الأصل من " الشكشوكة" عندنا
5- وأما "الشموط" فعند بعض الأتراك القدامى لحم يُحقق ويرقق علي الحجر ويُدق بعد ذلك ويُتخذ منه المرق، ويعرف ب "الشرموط" عندنا ولا أدري هل حُذفت (راؤه) أم زدناها نحن السودانيين؟!! وزدنا أستعماله مع "الويكة" الويكة هي البامية التي تترك لتجف ثم تُسحن ناعماً.
6- أما "الزلابية" فهي معروفة، والزلابية علي الطريقة السودانية أقرب في تناولنا لها ب "الدونات البريطانية" ولها أصناف وأشكال لا تُحصى ولا تُعد وأجودها تلك التي يتم تناولها كالبسكويت والكيك مع الشاي صباحاً أو مساء وأكتفي بما وصفها به (ابن الرومي):
رأيته سحراً يغلي زلابية
في رقة العشر والنجيف كالقصب
كأنما زينة المقلي حين بدأ
كالكيمياء التي قالوا ولم تصب.
وأعترف هنا (أنا أحب الشيبس والطعمية فقط)
أتمنى أن أرى في هذه الصفحة أعترافات أخرى فالفضول يدفعني لمعرفة ماذا تحب نجوى النابلسي من أصناف الطعام والأكلات؟ وما الذي يتلذذ به الرئيس عامر العظم؟ وماهي الأكلة المفضلة للأستاذ معتصم الحارث؟والأستاذ د. محسن الصفار؟ والأستاذة للا اسماء؟ والمبدع طارق موقدي وهل ما يأكله له علاقة بالأبداع؟ والزاهية زاهية البحر ماذا تفضل؟ ود. مسلم المياح؟ والسيد المحترم د. محمد اسحق الريفي؟ وأستاذي عبدالرحمن هنانو؟ والباحث الأديب د. عبدالقادر بوميدونة؟ وكل الأساتذة والزملاء والزميلات بواتا- فقط أدخل وسجل وأعترف ماهي أكلتك المفضلة؟
أعترفوا فهذا مما يقرب بيننا ويزيد الألفة.
المفضلات