الحرية
كان يطالب كلّ العالم بالحرية
و يبشرهم بجنان خضراء ندية
و حقلٍ أخضر
كان يدافع عن أقلام مرمية
يدهسها السجان الأشقر
فإذا أترعها إذلالا
أسلمها للسجن الأسمر
كان ينوح جروحا كبرى
و كلوما ظلت منذ دهور تقطر
تجري، تسري، ترسم في الأسواق
و على طرق المطرودين: الحرية.
كان إذا ذكر الأيام
وتراءت خيبات الرحلة في الأوهام
وجرى دمع من عينيه حزين
ضم الوجه إلى الكفين و أغفى
إغفاء السّبي يراودها حلم الحرية
كان ينادي بالحنجرة الثكلى
بالصدر الضيق بالأشواق
و حين تعالى صوت المحرومين تباعا
و جرى خلفه قوم كثر
صار إماما
و تربع فوق مصاطب كبرى
قال كلاما
و تلا مرسوما أصفر
جمع كل الجلادين، ساق جميع السفاحين
أطلق دعوات دولية :
لقد قررنا نحن الرجل الآخر بعد رحيل الرجل الأغبر
أن نغلق باب الحرية
شعر منير الرقي
المفضلات