– الاستنتاجات .
حقا , إن الاستنتاجات واضحة , ويمكن للمتفحص , أن يستخلصها من البحث / الدراسة , لكن التركيز على الأهم منها , يزيد نا ا قترا با من وضع الأصبع على المشكلات التي تعوق تقدم الرياضة في بلادنا , حتى إذا خلصنا إلى جملة من المقترحات , كانت مبنية على أسس من الواقع المدروس , وليست مجرد أفكا ر عابرة , أو تصورات شخصية . فحول معد ل السن , نستنتج أن تعاطي الرياضة بصورة اعتباطية وغير منتظمة , يؤخر ظهور الكفاءات في سن العطاء , وسن استثمار المؤهلات
وحول المسئولية العائلية, يتحمل اللاعب عبئا كبيرا , يتعلق بالجانب المادي للإعالة والإشراف والكفالة العائلية في بعض الحالات , وهو ما لا يمنحه الاستقرار النفسي الذي يسمح بالتفكير في التكوين الجيد , والتفرغ له , والإبداع الخلاق , والاستمرارية في ربط الصلة مع الرياضة
وحول التأثير العائلي , يلاحظ غيا ب الوعي الكامل بأدوار الرياضة في التنشئة والاندماج الاجتماعي السليم , والتنمية المطلوبة , ونستنتج كذلك أن الأسر الميسورة لا تهتم بهذا القطاع , وترى أنه مقصور على الفئة الضعيفة , كأننا لا زلنا في عهد الدولة اليونانية الأولى , التي خصت الأعيان بالأعمال الفكرية والعبيد بالأشغال الجسدية
ويلاحظ كذلك أن تعاطي الرياضة خفية أو عن عدم رضا العائلة , لا يوفر الاطمئنان المرغوب فيه لتحقيق النجاحات وبروز الكفاءات
وحول الرياضة والدراسة , استنتجنا أن جل المتعاطين لرياضة كرة القدم لم يستطيعوا أن يوفقوا بينها وبين درا ستهم , مما أدى إلى التوقف عن هذه الأخيرة , وهذه ظاهرة خطيرة , تهدد بتفشي الجهل ,أو وصف الممارس لكرة القدم , بالمتخلف فكريا , رغم أنها على المستوى العالمي , دخلت مجال المثقفين , وأصبحت لها ثقافتها وعلومها وآدابها وطقوسها
وحول الرياضة والشغل , توصلنا لاستنتاج أن الممارس . بتفضيله الرياضة , أخطأ الاختيار , لأنها لم تسم بعد لمستوى الشغل المناسب والثابت , وأن من تم تشغيلهم بعد الانتماء إلى النادي / الفريق , تحتكر مؤهلاته , ويصبح عرضة للإهانة أو ربما الطرد , وتخضع مردودياته لتحكم الآخرين , ما دام الشغل في الرياضة لا يخضع لقانون الشغل الذي يمكن أن يحقق له نوعا من الحماية
7/1 – مقترحات عامة
1 – خلق الرياضي المغربي الواعي , القادر على تمييز القيم الإنتاجية و المواقف الايجابية , بما يكتسبه من مهارات ومدارك يتطلبها النجاح الرياضي
2 – تطويرالتعليم الرياضي و تعميمه على المدن والقرى, ومراقبة ما يسمى حاليا بالمدارس الرياضية الخاصة – ومنها مدارس بعض الأندية
3 – تكوين وإعادة تكوين المدربين , ليمزجوا بين التكوين التربوي والتكوين المعرفي والتكوين التقني - 4 – خلق فرص للبحث و تعميق البحث و تشجيع الباحثين , والإكثار من لقاءات تبادل الأفكار والخبرات على المستوى الإنساني والعالمي
5 – اقتراح مناهج رياضية يؤدي التسلسل في تطبيقها إلى خلق الرياضي الناجح المحقق لطموحات شعبه وأمته في هذا الميدان
6 – تصحيح نظام البطولة بما يلائم المنهاج العام
7 – خلق أطر للمراقبة , سواء في علا قة اللاعب بناديه أو علا قة اللاعبين فيما بينهم أو علاقة المسيرين بجها ز الجامعة المسيرة من جهة والوزارة الوصية من جهة ثانية " أي ما يمكن أن نطلق عليه : مراقبة تفاعل مجموعة من الأفراد المهتمين "
7/ 2 – مقترحات علاجية
المقترحات الحالية , ليست وصفات طبية . ولا مقررات تضاف إلى بقية المقررات . وإنما هي عملية ربط الاستنتاجات بالوا قع الرياضي . كما أنها ليست مرتبطة بميادين اللعب فحسب , وإنما ترتبط ببعض أنواع الفئات الرياضية التي تتيح فرص الممارسات الأحسن , بل أنها تضع النادي و اللاعب والنادي موضع المسئولية , وذلك بأ ن تلعب دور الوسيط في تقدم اللعبة , بما توفره من إمكانيات لازمة وملزمة
1 – تشبيب الفريق الوطني , وهذا لا يتأتى إلا بخلق نواة هذا الفريق , تتهيأ من صغرها لتكون فاعلة فيه , أو توحد مع الفرق منهاج العمل , لتطبقه هذه الأخيرة في برامج مواكبة لبرامج التكوين ومكملة لها , رغم اختلا ف المدارس التي تسلك طرقها الفرق المغربية
2 – تشجيع اللاعب ماديا بتخصيص أجر دائم و مساعدا ت تزيل عنه الشعور بالخيبة , وتمنحه القدرة على الاستقرار النفسي إزاء المسئولية العائلية التي تحملها , أو أقحمته الظروف في تحملها
3 – يعامل اللاعب كإنسان إنساني , لا كبضاعة مربحة تتعهدها يد المنتج لتدخل سوق الاستهلاك , كي تدر الأرباح , وكلما بارت أ صبحت عرضة للإهمال والنسيان , فلا بد أن تحدد حقوقه في إطار قانوني واضح , كي تلزمه بأداء الواجب دون تهاون أو مماطلة وتقصير
4 – فتح آفاق استثمار التجارب الرياضية الشخصية , بالانتماء إلى أحد الميادين التي تجعله لا يفصم الصلة والرابطة التي تجمعه بالميدان لتجد تجاربه في مستنبت هذه الرياضة تعهدا ورعاية وتدريبا
5 – إجبارية تعميم التربية ا لبد نية – وضمنها رياضة كرة القدم – في مختلف المدارس والمعاهد , حتى تشمل كل فئات المجتمع
6 – فتح حلقات دراسية للتوعية , تزيل تلك النظرة الموصومة بالعار والسطحية لدى الفئات الميسورة وإقناع كل العائلات بأهمية الرياضة , لتنعكس على أبنائهم ممارسة ودراسة
7 – إدماج الرياضة المدرسية في الأحياز الزمنية وجداول الحصص المخصصة للمراقبة والاختبار , ويخضع المتفوق فيها بنجاح , إلى التوجيه التعليمي لشعبة الرياضة التي تلبي رغباته وميولاته
8 – خلق شعبة دراسية بين المرحلة الإعدادية والثانوية , تكون نواة للمراكز التربوية الجهوية للتربية البدنية ومدارس الأبطال من جهة , وأرضية صالحة للاستثمار داخل الأندية الرياضية من جهة أخرى خاصة وأن هذه الشعبة تدعو لها الضرورة بإلحاح , ولا يعقل أن تظل غائبة إلى يومنا هذا , سواء في التوجيه أو إعادة التوجيه , شريطة أن تكون آفاقها منتجة تبعث الأمل وتشجع على الإقبال عليها
9 – ضرورة التعجيل بخلق إطار تشغيلي , يحكمه قانون الوظيفة العمومية وقانون الشغل , لتدمج فيه الأطر الرياضية , وتحاسب في ظله , حساب مقابلة الحقوق بالواجبات
ملحوظة :
تجدرالإشارة في ملخص هذا الإنجاز المتواضع, إلى أنه يكتسي طابع البحث المكتبي في جل معطياته, رغم أن المنطلق كان ميدانيا, اعتمد الاتصال المباشر بأسر لاعبي المنتخب الوطني
المغربي الذي مثل العرب و القارة الإفريقية في مونديال مكسيكو 1986 م بشرف , ولا نخفي أنه إذا أ تيحت ا لفرصة لتوسيع مجا ل الدرا سة كي تشمل عناصر متنوعة ومتعددة ,
تشكل عينة واسعة , تكون المصداقية معبرة عن حالات الممارس في عدة جهات من البلاد شرقا وغربا , شمالا وجنوبا
ونظرا لقيمة ما للبحث من أهمية – ندعو مخلصين ومستعجلين – الجامعة أو الجامعات الريا ضية والتعليمية , للقيام بالدراسات الممكنة في جميع القضايا التي تزمع على بلورتها في شكل قرارات لإصلاح رياضة كرة القدم وغيرها , حتى تنبني على أسس لا تدع مجالا للارتجال أو التراجع , لتحل محله قرارات قد توصف بالاعتباطية , متى اصطد مت بواقع غير مدروس , يهم الممارسين والأندية ورغبا ت الجمهور والنقا د , وندعو كذلك كل الأقطار العربية للانخراط وبأساليب جادة , حتى تستفيد الأقطار العربية من تجارب وخبرات بعضها البعض , بمبا د رة ذ ا تية أولا , وفي إ طا ر ا لا تحا د ا لعربي ثا نيا , أما إذا اتسعت رقعة هذه الأبحاث لتشمل القارة الإفريقية كذلك فسيكون ذ لك مؤشرا على بداية جيدة في التفكير بما يحقق النهوض الرياضي على مستوى الدول السائرة في طريق النمو , و ركوب الدول الفقيرة قاطرة التنمية في المجال الرياضي والكروي " 3 "
محمد التهامي بنيس