Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
سليمان الحلبي القرن العشرين .. جول جمال/زينب محمد

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: سليمان الحلبي القرن العشرين .. جول جمال/زينب محمد

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية نبيل الجلبي
    تاريخ التسجيل
    28/01/2009
    المشاركات
    5,272
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي سليمان الحلبي القرن العشرين .. جول جمال/زينب محمد

    سليمان الحلبي القرن العشرين .. جول جمال/زينب محمد


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    جول جمال اسم يجهله العديد من الاجيال المعاصرة، ربما لبعض من الناس هو اسم شارع فى منطقة الدقى بمحافظة الجيزة، و كالعادة وراء اسم كل شارع فى مصر توجد حكاية و حكاية جول جمال يمتزج فيها الواقع بالخيال .

    السورى جول جمال فى تاريخ مصر الرسمى هو من اغرق المدمرة الفرنسية جان دراك قبالة ساحل بورسعيد فى سنة 1956.

    و بمناسبة اليوبيل الذهبى للوحدة بين مصر و سوريا قد اتيح لى ان اعرف حقيقة اسطورة ابن اللاذقية الذى ضحى يحياته من أجل المدينة الباسلة بورسعيد فى 1956 خلال العدوان الثلاثى .. جول جمال.

    ولد جول يوسف جمال فى مدينة اللاذقية الساحلية فى سوريا لأسرة مسيحية ارثودكسية فى الاول من ابريل عام 1939 م و كان والده يعمل كطبيب بيطرى و قد شارك الوالد فى المقاومة ضد الاحتلال الفرنسى و كان معروف انه كان من حفظة القرآن فلم يكن غريبا ان يشب ابناءه الاربعة جول و دعد و ويلينا و عادل على حب العروبة .

    كان جول طالبا فى كلية الاداب فى الجامعة السورية عندما تركها فى سبتمبر من عام 1953 عندما ارسل ضمن عشر طلاب سوريين فى بعثة عسكرية للالتحاق بالكلية البحرية فى مصر و هكذا تحقق حلمه بان يصبح ضابط فى سلاح البحرية .

    و قد نال جول فى مايو 1956 شهادة البكالوريوس فى الدراسات البحرية و كان ترتيبه الاول على الدفعة ليصير الملازم ثانى جول جمال، و فى شهر يوليو من نفس العام فوجئ العالم كله بقرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس للملاحة كشركة مساهمة مصرية و بدأت بوادر عاصفة سياسية دبلوماسية غربية فى الهبوب لتتحول الى عاصفة حربية ضاربة سيناء قبل ان تعصف بمدن القناة و هى عاصفة العدوان الثلاثى انجلترا و فرنسا و الدولة الحديثة المزورعة فى قلب الوطن العربى .. اسرائيل .


    لم يرحل جول و بقية افراد البعثة السورية من مصر بعد التخرج فى تلك الفترة لان مصر استوردت زوارق طوربيد حديثة و قد رات الحكومة السورية فى ذلك الوقت انه من الافضل ان يتم تدريب ضباطها على تلك الزوارق الحديثة . و ربما كان القدر يلعب لعبته ليكتب اسطورة جديدة بدأت فى ليلة الرابع من نوفمبر .

    الاسطورة
    فى ليلة 4 نوفمبر ، تحديدا فى منتصف الليل التقط جول و اقرانه بث فرنسى للسفينة الحربية جان بارت العملاقة ، اول سفينة مزودة بردار فى العالم، و كانت مهمتها عندما تصل بالقرب من شاطىء بورسعيد ان تدمر ما تبقى من المدينة التى كادت ان تكون مدينة اشباح بعد قصف سلاح الطيران الملكى والبحرية الملكى لها.

    على الفور بلغ جول قائده جلال الدسوقى رحمه الله و اقترح عليه ان يذهب فى دورية الى تلك المنطقة المحددة التى ستكون فيها السفينة، و على عكس اللوائح التى تمنع خروج اى اجنبى فى دورية بحرية اعطاه الدسوقى تصريح للخروج بعد اصرار جول ان فى وقت المعركة لا فرق بين مصرى او سورى و ان مصر كسوريا لا فرق بينهما.

    فى تلك الليلة خرجت ثلاث زوارق طروبيد لمقابلة فخر البحرية الفرنسية امام سواحل البرلس و كانت مقابلة عكس كل التوقعات التى قد ترجح كفة السفينة العملاقة فقد تصدت لها الثلاث زوراق فى معركة قللما تحدث مثلها فى تاريخ المعارك البحرية. لم يدمر جول السفينة جان بارت و لم يقسمها الى نصفين كما هو شاع و لكن هو و رفاقه الشهداء الابرار اصابوها بالشلل مضحين بأغلى ما يملكون و هو ارواحهم ذاتها من اجل بورسعيد .. من اجل مصر.

    مات السوري جول جمال هو ورفاقه في مصر وأصبحوا شهداء لا فارق بينهم وبين أي شهيد مصري آخر.

    مات جول جمال بعيدا عن اهله تاركا خطيبته التى عاشت طوال عمرها ترفض الزواج وتصر على ان تنادى "بمدام جول".


    هكذا اصبح ذلك الشاب السورى المسيحى سليمان الحلبى القرن العشرين وربما من عجائب القدر ان من قتله الحلبى كان ايضا محتل فرنسى على ارض مصر.

    الاساطير الشعبية حول جول و ما فعله و التى جعلت من جان بارت التى اصبحت تدرس فى كتب التاريخ الرسمية فى مصر فى المرحلة الثانوية هى من الحب و التقدير و ليست من الغش او اصطناع البطولات.

    فقد عاش عنترة بن شداد فى الجاهلية الا انه فى الحقيقة لم يحارب المئات وحده أو يقتلهم بضربة سيف واحدة من اجل عيون عبلة الا ان هذا لا يجعله فارس نبيل حارب عنصرية و جاهلية مجتمع اشد قوة من جيش مكون من الوف مؤلفة و ان اشعاره لا تظل اجمل ما كتب فى الجاهلية.

    كرمت مصر و سوريا البطل بنياشين عديدة لكن للاسف فى مصر قد انضم الى مجموعة من الابطال المنسين و الفضل فى الاعلام الرسمى الذى يعمل على تربية أجيال جاهلة بدون اى قدوة يسهل التحكم فيها.

    أما فى وطنه الام سوريا فلايزال الى الان مثال للشجاعة و الفداء من اجل الامه العربية و العروبة و يشهد على ذلك كيف ودع السوريون فى عام 2007 شقيقته دعد التى توفيت بعد صراع طويل من المرض.

    فى عام 1960 تم انتاج فليم مصرى بأسم "عمالقة البحار" بطولة أحمد مظهر ,عبد المعنم ابراهيم و لاول مرة على شاشة السينما نادية لطفى و قام بتمثيل دور جول شقيقه عادل جمال. الفيلم من اخراج سيد بدير و للاسف كان ملىء بالمغالطات التاريخية خاصة بما يتعلق بجول الا ان الفليم بوجه عام جميل جدا كفليم حربى. ايضا يوجد شارع فى الدقى باسم جول جمال و يظن بعض سكانه ان جول كان يسكن فى هذه المنطقة

    رحم الله الشهيد جول جمال الذى لا أعتبره سوريا فقط بل مصريا صميما.

    تحياتى الى جميع شهداء مصر و الوطن العربى
    ===========================================
    (*) كاتبة المقال الأستاذة زينب محمد صاحبة مدونة Egyptian Chronicles

    عن موقع المؤرخ

    التعديل الأخير تم بواسطة نبيل الجلبي ; 19/06/2009 الساعة 11:18 PM

  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية ياسر طويش
    تاريخ التسجيل
    17/10/2008
    العمر
    70
    المشاركات
    2,881
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: سليمان الحلبي القرن العشرين .. جول جمال/زينب محمد


    أخي الحبيب:
    نبيل الجلبي
    اقف أمامك بإجلال وفخر لأحييك وأحيي جميع شرفاء الأمة الأبطال أمثالك
    ايها النبيل الأصيل , وعريق الجوهر .
    تحية لك من القلب , والشكر موصول لكاتبة المقال زينب محمد
    دماؤنا واحدة , ارواحنا تتعانق , قوبنا تتواصل , حبذا أن يتفهم العالم الأخرس
    وتستيقظ ضمائر حكامنا وتتعظ مما يدور من مؤامرات لتفتيت عضدنا , وتفرق شملنا
    وكسر عظمنا , مصر وسوريا , شعب واحد , وإن ماذكرته ونقلته هنا
    عن الشهيد العربي البطل إبن لاذقية العرب في سوريا والذي اصبح مضرب المثل
    لجميع الشرفاء إن دل على شئ فإنه ليدل على أصالة وشهامة وعزة الشعب السوري
    ومواطنيه الغيارى على الأرض والعرض والشرف والكرامة والنخوة العربية الأصيلة
    دماؤنا فداء لكم يامصر الكنانة , مصر العروبة , مصر الشرف , مصر الكبرياء , مصر أم الدنيا
    تحية لإبن سوريا البطلة ,
    جول جمال
    سوريا الصمود , والعزة , والشموخ , والمقاومة ,
    وتحية للبطل العربي السوري
    سليمان الحلبي

    الذي طعن الجنرال الفرنسي كليبر وأرداه على أرض مصر ايضا , وتحية لشهداء
    حرب تشرين
    وتحية لشهداء الأمة , وتحية كبرى
    لشهداء غزة
    غزة الصابرة المحتسبة وتحية للمقاومة
    على مساحة وامتداد الوطن والأمة
    وتحية من القلب
    لسيد المقاومة
    وتحية لقائد المقاومة الرئيس العربي المناضل المؤمن
    بشار حافظ الأسد

    أكرر شكري وامتناني لك أخي نبيل ودمت عزيزا مكرما وصديقا , وفيا
    مخلصا لأخيك ياسر طويش , بكل احترام , وبكل فخر واعتزاز : أحييك أخي نبيل

    محبك
    ياسر طويش
    [/size]

    غنوا غنوا ما أحلاها= غنوا غنوا ما أغلاها
    واتا واتا أم ُ الدنيا= هنوها عيشوا برضاها
    واتا واتا ما أغلاها =نعشقها ونموت فداها
    هي شمس ٌفي الكون ِتهني = قمرا ونجوماً بسماها

  3. #3
    ابراهيم عقيل ابراهيم مادبو
    زائر

    افتراضي رد: سليمان الحلبي القرن العشرين .. جول جمال/زينب محمد

    (مات السوري جول جمال هو ورفاقه في مصر وأصبحوا شهداء لا فارق بينهم وبين أي شهيد مصري آخر.)
    الجنة والخلود لشهداء الأمة العربية


  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية نبيل الجلبي
    تاريخ التسجيل
    28/01/2009
    المشاركات
    5,272
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: سليمان الحلبي القرن العشرين .. جول جمال/زينب محمد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر طويش مشاهدة المشاركة

    أخي الحبيب:
    نبيل الجلبي

    اقف أمامك بإجلال وفخر لأحييك وأحيي جميع شرفاء الأمة الأبطال أمثالك

    ايها النبيل الأصيل , وعريق الجوهر .

    تحية لك من القلب , والشكر موصول لكاتبة المقال زينب محمد

    دماؤنا واحدة , ارواحنا تتعانق , قوبنا تتواصل , حبذا أن يتفهم العالم الأخرس

    وتستيقظ ضمائر حكامنا وتتعظ مما يدور من مؤامرات لتفتيت عضدنا , وتفرق شملنا

    وكسر عظمنا , مصر وسوريا , شعب واحد , وإن ماذكرته ونقلته هنا

    عن الشهيد العربي البطل إبن لاذقية العرب في سوريا والذي اصبح مضرب المثل

    لجميع الشرفاء إن دل على شئ فإنه ليدل على أصالة وشهامة وعزة الشعب السوري

    ومواطنيه الغيارى على الأرض والعرض والشرف والكرامة والنخوة العربية الأصيلة

    دماؤنا فداء لكم يامصر الكنانة , مصر العروبة , مصر الشرف , مصر الكبرياء , مصر أم الدنيا

    تحية لإبن سوريا البطلة

    جول جمال

    سوريا الصمود , والعزة , والشموخ , والمقاومة ,

    وتحية للبطل

    سليمان الحلبي

    الذي طعن الجنرال الفرنسي كليبر وأرداه على أرض مصر ايضا , وتحية لشهداء

    حرب تشرين
    وتحية لشهداء الأمة , وتحية كبرى
    لشهداء غزة
    غزة الصابرة المحتسبة
    وتحية للمقاومة
    على مساحة وامتداد الوطن والأمة ,
    وتحية من القلب
    لسيد المقاومة

    وتحية لقائد المقاومة الرئيس العربي المناضل المؤمن
    بشار حافظ الأسد
    أكرر شكري وامتناني لك أخي نبيل ودمت عزيزا مكرماوصديقا , وفيا, مخلصا لأخيك ياسر طويش
    باحترام أحييك بفخر وباعتزاز أخي نبيل
    ياسر طويش
    الاخ الكريم المبجل ياسر طويش

    لقد أخجلتني بهذا الثناء الذي لا أستحقه
    أعجز عن ايجاد الكلمات المناسبة للإجابة على هذا الكلام الجميل الرائع البديع
    وفقكم الله وبارك بكم و جزاكم كل خير


  5. #5
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    20/04/2009
    العمر
    89
    المشاركات
    1,066
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: سليمان الحلبي القرن العشرين .. جول جمال/زينب محمد

    أخي الفاضل نبيل الجلبي

    تحيتي وتقديري لما توليه من اهتمام في تخصيص كتابتك .

    إن ما أعرفه عن إستبسال الشهيد جول جمال ، هو أنه كان يقود المجموعة التي تواجدت على أحد زوارق الطوربيد أثناء هجومهم على فخر البواخر الفرنسية آنذاك ( جان بات على ما أذكر ) ، كان زورقهم يحمل طوربيدين ، وما أتذكره مما سمعته آنذاك أن جول جمال ورفاقه إندفعوا بزورقهم إلى جسم الباخرة ، ولكنني لا أتذكر إن كانوا قد أطلقوا الطوربيدين أو أيا منهما قبل أن يندفعوا بزورقهم إلى جسم الباخرة أم لا ، مع أن الأوامر كانت لهم بالقتال ولم تكن أبداً بالإستشهاد .

    هنيئاً لهم بشهادة كل منهم ، فقد كانوا من نوع فريد ، كانوا أبطالاً بحق .


  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية محمد اسلام بدر الدين
    تاريخ التسجيل
    01/12/2008
    العمر
    43
    المشاركات
    511
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: سليمان الحلبي القرن العشرين .. جول جمال/زينب محمد

    قصة رائعة رواها لي أجدادي وأبي كما درسناها في المدارس أيضاً فضلاً عن أني بورسعيدي
    جول جمال رمز من رموز الجهاد العربي المعاصر
    تحية لسوريا الشقيقة الحبيبة الأبية وتحيــــــــــــا الـــــــــــوحــــــــدة العربية الإسلامية

    فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً [مريم:59]
    تتوق النفس لنصر جديد هيهات يـــــــــــــــــــــا نفس قد خَــــلَــفَ السادة عبيد!

  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية نجوى النابلسي
    تاريخ التسجيل
    02/12/2008
    العمر
    71
    المشاركات
    895
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: سليمان الحلبي القرن العشرين .. جول جمال/زينب محمد

    الأخ نبيل الجلبي

    أنحني لك بكل فخر سيدي!
    أنحني بفخر للأخت زينب محمد!

    أنحني بفخر للشهيد جول جمال وسليمان الحلبي الذين قدما نموذجاً واقعيا لوحدة المصير!
    ولكل الشهداء في سبيل القضية الشريفة! الوطن بكل بقاعه!



    A great truth is a truth whose opposite is also a great truth

  8. #8
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    03/06/2008
    المشاركات
    28
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: سليمان الحلبي القرن العشرين .. جول جمال/زينب محمد

    الف شكر لناشر هذا الموضوع
    والف تحية لكل الشهداء رجال ونساء بدء من يوسف العظمة- عز الدين القسام وجميلة ابو حيرد
    وعمرالمختار مرورا بسناء محيدلي وغالية فرحات ودلال مغربي وصولا لاحمد ياسين و لهادي حسن نصر الله
    واسمحوا لي ان انشر هذا الموضوع عن البطل سليمان الحلبي



    © ولد سليمان الحلبي عام1777 في قرية كـُوكـَانْ فوقاني \" الجَزْرُونِيَّة \" ( التابعة لمنطقة عفرين في الشمال الغربي من مدينة حلب ) من أبٍ مسلم متدين اسمُهُ : محمد أمين \" عائلة أُوْسْ قـُوبَار \" Ous Qopar من عائلة ( عثمان قوبارو ) .




    عمل والده في مهنة بيع السمن وزيت الزيتون إلى أنْ بلغ العشرين من عمره ؛ أرسله أبوه عام 1797 بَرّاً إلى القاهرة ليتـلقي العلـوم الإسلامية في جامعة الأزهر ، فاستقرَّ في \" رُوَاق الشُّوَام \" المخصص للسكن الداخلي لطلبة الأزهر من أبناء بلاد الشام ـ حيث التعلم والمبيت مع أقرانه الشوام

    © توطّدت صلته بالشيخ أحمد الشرقاوي أحد أساتذته الشيوخ ، حتى كان يبيت أحياناً في منزل هذا الشيخ .. الذي رفض الاستسلام للغزوة الفرنسية .. مساهماً في إشعال فتيل ثورة القاهرة الأولى يوم 21 أكتوبر ( تشرين الأول ) 1798 . وكان سليمان الحلبي بجانب أستاذه الشيخ الشرقاوي عند اقتحام جيش نابليون أرض الجيزة ، ثم أرض ( المحروسة ـ القاهرة ).

    وراح الغزاة الفرنسيون يذيقون الشعب المصري الويلات /كما يذكر الجبرتي .. في الوقت الذي كان فيه ( إبراهيم بك ) يحرض المصريين على الثورة ضد الغزاة (الكفرة) من مكانه في غزة ، و( مراد بك ) يحض الشعب المصري على المقاومة في صعيد مصر ..

    الأمر الذي دفع بونابرت إلى الخداع .. بإرسال رسالة إلى شريف مكة غالب بن مسعود ، وإلى توجيه بيان آخر إلى مشايخ وأعيان ( المحروسةـ القاهرة ) .. يبشرهم / كما يزعم / بأنه قد هدم الكنائس في أوروبا ، وأنه خَلَعَ بابا روما قبل قدومه إلى مصر .. وأنه عاشقٌ للنبي محمد r .. وهو نصيرٌ للدين الإسلامي ..!! ..

    فلم ينخدع الشعب المصري بهذه المزاعم .. إلى جانب التنكيل بهم .. لذلك أججوا (ثورة القاهرة الأولى) ضد الغزاة انطلاقاً من منطقة الجامع الأزهر . ورَدَّ عليهم الغزاة بقذائف مدافعهم التي نالت من قدسية ( المسجد الأكبر ) ، ودنسته خيول الغزاة باحتلاله .. وحكموا على ستةٍ من شيوخ الأزهر بالإعدام \" منهم الشيخ الشرقاوي أستاذ سليمان الحلبي \" ، واقتيدوا إلى القلعة ، حيث ضربت أعناقهم .. ثم انتشلت أجسادهم إلى أماكن مجهولة ..

    وبعد تمكن الغزاة من إخماد ثورة القاهرة الأولى ، تضاعفت مظالمهم ، ولوحق كل مشبوه باسم الجهاد أو المقاومة الشعبية الوطنية المصرية الإسلامية . فاختفى من اختفى ، وهرب من مصر من هرب . ثم توافرت الظروف لتوحيد ( خطط الجهاد ) داخلياً وخارجياً .

    © وكان سليمان الحلبي .. ممن غادروا أرض مصر إلى بلاد الشام بعد غياب ثلاث سنوات ، وتوجه إلى مسقط رأسه ( قرية كوكان /عفرين ) ، فليلتقي في حلب ( أحمد آغا / وهو من انكشارية إبراهيم بك ) ، ويُخبَرُ أن والي حلب العثماني قد فرض غرامة كبيرة على والده محمد أمين /بائع السمن والزيت/ ، ووعده ( أحمد آغا ) بالسعي لرفع الغرامة عن أبيه ، وأمره بالتوجه إلى مصر لأداء واجبه الإسـلامي الجهادي .. وكلفـه بمهمة اغتيال خليفة بونابرت الجنرال كليبر ..

    © وكان بونابرت قد اجتاح كلاًّ من : خان يونس والعريش وغزة ويافا .. وفشل في اجتياح أسوار عكا .. نتيجة تحالف واليها احمد باشا الجزار مع إبراهيم بك .. الذي غادر غزة إلى القدس ، وجبال نابلس ، والخليل .. يثير روح المقاومة ، إضافة إلى استمرار مساعيه بالتحالف مع الآسـتانة ، للوقوف في وجه الغزاة داخل مصر . وبعد فشـله باقتحام عكا ، عاد نابليون بجيشه إلى مصر مدحوراً من بلاد الشام ، ومنها توجه سـراًً إلى فرنسا عن طريق البحـر .. ليلة الاثنين 16 أغسطس 1799، تاركاً قيادة جيشه في مصر إلى الجنرال كليبر . وبعد أن وجَّهَ نابليون بيانه الشهير إلى اليهود .. لإقامة دولة إسرائيل الكبرى .. بدءاً من ارض فلسطين ..

    © تابع سليمان الحلبي مسيره حتى وصل إلى القدس ، وصلى في المسجد الأقصى في مارس (آذار) عام 1800 ، ثم توجه إلى الخليل حيث إبراهيم بك ورجاله في جبال نابلس .

    وبعد عشرين يوماً من إقامته في الخليل ، سار في أبريل (نيسان) 1800 إلى غزة في استضافة : ياسين آغا \" أحد أنصار إبراهيم بك \" في الجامع الكبير ، وسلمه سليمان رسالة من أحمد آغا المقيم في حلب .. تتعلق بخطة تكليفه بقتل الجنرال كليبر .. نظراً لكون سليمان عنصراً من عناصر المقاومة الإسلامية .. التي تناضل في سبيل تحرير مصر من الغزاة .

    © وفي غزة .. سَلَّمَ ياسين آغا 40 قرشا إلى سليمان الحلبي .. لتغطية نفقات سفره برفقة قافلة الجمال التي تحمل الصابون والتبغ إلى مصر ، وليشتري سـكينة من محلةٍ في بلدة غزة ( وهي السكينة التي قتل بها سليمان ، الجنرال كليبر ).

    استغرقت رحلة القافلة من غزة إلى القاهرة ستة أيام ، وانضم سليمان ثانية إلى مجموعة طلاب الأزهر الشوام المقيمين في ( رواق الشوام ) ، وكان منهم أربعة مقرئي القرآن من فتيان فلسطين أبناء غزة ، هم : محمد و عبد الله و سعيد عبد القادر الغزي ، وأحمد الوالي . وأعلمهم سليمان عزمه على قتل الجنرال كليبر ، وأنه نذر حياته للجهاد الإسلامي في سبيل تحرير مصر من الغزاة .. وربما لم يأخذوا كلامه على محمل الجد .

    © وفي صباح يوم 15 يونيو 1800 .. كتب الفتى سليمان الحلبي عدداً من الابتهالات الضارعة إلى ربه .. على عدد من الأوراق .. وثبتها في المكان المخصص لمثلها في الجامع الأزهر .. ثم توجه إلى ( بركة الأزبكية ) ؛ حيث يقيم الجنرال كليبر في قصر ( محمد بك الألفي ) ، الذي اغتصبه بونابرت لسكنه .

    © فرغ كليبر من تناول الغداء في قصر مجاور لسكنه ( ساري عسكر داماس ) ومعه كبير المهندسين الفرنسيين قسطنطين بروتاين .. وكان سليمان قد دخل حديقة القصر ، وتمكن من طعن الجنرال كليبر بسكينته أربع طعنات قاتلة ؛ في الكبد والسُرَّة ، وفي ذراعه اليمنى وخده الأيمن .

    وتمكن كذلك من طعن كبير المهندسين قسطنطين بروتاين ست طعنات في أماكن مختلفة من جسمه .. فألقيَ القبض عليه في الحديقة من قبل الفرنسيين : العسكري الخيَّال الطبجي جوزيف برين ، والعسكري الخيال الطبجي روبيرت ، وجرَّداه من سكينته التي جاهد بها ، رجاء الفوز بشرف الجهاد الإسلامي في سبيل حرية مصر وكرامتها من أيدي الطغاة .

    © أجريت محاكمة الفتى سليمان .. وكانوا قد أحرقوا يده اليمنى خلال التحقيق حتى عظم الرسغ .. ونفى صلته بالشيخ الشرقاوي ، وبحركات المقاومة الشعبية الإسلامية المصرية المختلطة \" المصرية ، العربية الحجازية ، المملوكية ، التركية العثمانية ، الشامية .

    لكنه ألمح في مجريات التحقيق إلى أنه بات 34 يوماً قبل إقدامه على تنفيذ ( مهمة القتل ) مع المقرئين الأربعة من أبناء غزة ، وليس فيهم مصري واحد ولا صلة لهم به .. وأنه أسَرَّ إليهم بعزمه على قتل الجنرال كليبر من منطلق جهادي نضالي صرف .. فلم يأخذوا كلامه على محمل الجد .

    © وبذلك الاعتراف .. أدانتهم المحكمة بالتستر على الجريمة قبل وقوعها .. وكان الحكم بالعقوبات التالية :

    ـ حُكِمَ على سليمان الحلبي إعداماً بالخازوق .

    ـ وعلى أحمد الوالي و محمد وعبد اللّه الغزي إعداماً بقطع رؤوسهم أمام سليمان الحلبي .. قبل إعدامه بالخازوق . ( أما سعيد عبد القادر الغزي .. فقد كان هارباً ) .

    وفي الساعة 11.30 من يوم 28/6/1800 .. نفذ حكم الإعدام بالفلسطينيين الثلاثة أمام سليمان ، وتمَّ حرق أجسادهم حتى التفحم . ثم غُرِزَ وتد الخازوق في مؤخرة سليمان الحلبي فوق تل حصن المجمع \"تل العقـارب \" . وبقي جثمانه على الخازوق عدة أيام .. تنهشـُهُ الطيور الجوارح ، والوحوش الضواري ..

    وكان ذلك عقب دفن الجنرال كليبر في موضع قريب من ( قصر العيني ) بالقاهرة .. باحتفال رسمي ضخم .. ثم وضع جثمانه في تابوتٍ من الرصاص ملفوفٍ بالعلم الفرنسي ، وفوق العلم سكين سليمان الحلبي المشتراة من غزة .

    خلفه الجنرال جاك مينو الذي كان من قبل ( صاري عسكر مدينة رشيد ) . وكان قد أشهر إسلامه بلعبة سياسية قذرة ، وسمى نفسه ( عبد اللّه مينو ) ، وتزوج من سيدة مطلقة تدعى : زبيدة بنت محمد البواب .. وقد انجب منها ، ورحلت معه إلى فرنسا بعد نجاح الخلافة العثمانية بالتحالف مع بريطانيا في إرغامه على الانسحاب من مصر ومعه كل رجاله .. لينضم إلى مسيرة نابليون بونابرت .. الذي ارتقى إلى منصب قنصل فرنسا ، قبل أن يغدو إمبراطورها الأعظم .. ثم أسيراً في جزيرة البا .. ثم في جزيرة سانت هيلانة .. حيث قضى نحبه مسموماً بسائل الزرنيخ .

    وقد حمل الجنرال عبد اللّه جاك مينو معه إلى باريس ، عظام الجنرال كليبر في صندوق ، وعظام سليمان الحلبي في صندوق آخر .

    وعند إنشاء متحف ( انفاليد ـ الشهداء ) بالقرب من ( متحف اللوفر ) في باريس ، خصص في إحدى قاعات المتحف إثنان من الرفوف : رف أعلى .. وضعت عليه جمجمة الجنرال كليبر ، وإلى جانبها لوحة صغيرة مكتوب عليها : جمجمة البطل الجنرال كليبر . ورف أدنى تحته .. وضعت عليه جمجمة سليمان الحلبي ، وإلى جانبها لوحة صغيرة مكتوب عليها : جمجمة المجرم سليمان الحلبي . والجمجمتان لا تزالان معروضتين في المتحف

    المذكور ( انفاليد ) حتى اليوم ..

    © هذه هي حكاية سليمان الحلبي بإيجاز .. وهي لا تنفصل عن الأحوال السياسية والدينية والاجتماعية المصرية .. تؤكد بأن سليمان الحلبي كان بطلاً حقيقيا ً، وفتى من شهداء الإسلام والحرية ، وأنه جدير بالتخليد اسماً وكفاحاً وبطولةً .

    «««

    المعلومات من مصادر متعددة منها
    1 - المعجم الجغرافي السوري المجلد الثاني صفحة 668 . 2 - آهالي قرية كوكان ( أحفاد عمومة الشهيد سليمان محمد أمين أوس قوبار ( الحلبي ) .

    التعديل الأخير تم بواسطة سمير فياض ; 17/06/2009 الساعة 08:29 AM

  9. #9
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    27/08/2007
    العمر
    84
    المشاركات
    66
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: سليمان الحلبي القرن العشرين .. جول جمال/زينب محمد

    وكونوا عباد الله اخوانا

    تحية عربية

    بقد اغرورقت عيني بالدموع طيلة الوقت أثناء قراءتي لقصة جول جمال العربي الأصيل " لا فرق بين المسيحي العربي والمسلم العربي " والوحدة كانت ولا تزال منذ القدم رغم كلام المغالين بين الطرفين فالوحدة هي وحدة الوطن والدم والمصير وكما يقولون: " جارك القريب أفضل من أخوك البعيد،" فالروابط بينهما قائمة على حق الدم العربي الذي لا يزال يجري في عروقنا وحق الجيرة والوطنية والمعاملة الصادقة والحب العربي العميق القائم بينهما منذ الأزل فما كنا إلا قبائل عربية واحدة اعتنق البعض النصرانية واعتنق البعض الآخر الإسلام.

    لا زلت أذكر تفاصيل تلك الأخبار البطولية وقت ما حدثت في عام 1965 عندما قام جول ورفاقه ببطولتهما ولكن بعضنا نسيها والبعض الآخر ل يريد ذكرها لأسباب خاصة لأن البعض لا يريدون استمرارية القتال للدفاع عن شرف وكرامة الوطن ووحدته ووحدة ابنائه .

    لكن وكما أذكر بان المدمرة الفرنسية كان اسمها "جان دارك " احدى بطلات فرنسا ، وليس كما جاء في المقال. و إنني اذكر أيضا بأن جول كان طيارا ودخل في المدمرة بطيارته من مدخنة المدمرة ونشرت مجلة روز اليوسف او ابنتها مجلة صباح الخير كاريكاتير بذلك .

    أرجو التوضيح إن أمكن.

    رحمك الله يا جول جمال ورحم الله معك كل أبطال والشهداء العرب في كل مكان عالمنا العربي وليس كما يريدون تقطيع أجزاءه بتسميات لا تتم لنا بصلة ( الشرق العربي الغرب العربي غري أسيا وشمال افريقيا والشرق الأوسط والشرق الأوسط الجديد وكطلها مسميات لطمس ماضينا وحاضرنا وإبعادنا عن التقدم والوحدة .

    عاش حلمنا الكبير في وحدة قومية عربية شاملة تجمعنا من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي بعيدة عن العنصرية والتخلف وحدة قوية بميادءها السليمة والقوية النابعة من قوميتنا وديننا ورجالها متسلحة بالعلم والأيمان .

    شكرا

    مصطفى


  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية نبيل الجلبي
    تاريخ التسجيل
    28/01/2009
    المشاركات
    5,272
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: سليمان الحلبي القرن العشرين .. جول جمال/زينب محمد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى علي العسـود مشاهدة المشاركة
    وكونوا عباد الله اخوانا
    تحية عربية
    بقد اغرورقت عيني بالدموع طيلة الوقت أثناء قراءتي لقصة جول جمال العربي الأصيل " لا فرق بين المسيحي العربي والمسلم العربي " والوحدة كانت ولا تزال منذ القدم رغم كلام المغالين بين الطرفين فالوحدة هي وحدة الوطن والدم والمصير وكما يقولون: " جارك القريب أفضل من أخوك البعيد،" فالروابط بينهما قائمة على حق الدم العربي الذي لا يزال يجري في عروقنا وحق الجيرة والوطنية والمعاملة الصادقة والحب العربي العميق القائم بينهما منذ الأزل فما كنا إلا قبائل عربية واحدة اعتنق البعض النصرانية واعتنق البعض الآخر الإسلام.
    لا زلت أذكر تفاصيل تلك الأخبار البطولية وقت ما حدثت في عام 1965 عندما قام جول ورفاقه ببطولتهما ولكن بعضنا نسيها والبعض الآخر ل يريد ذكرها لأسباب خاصة لأن البعض لا يريدون استمرارية القتال للدفاع عن شرف وكرامة الوطن ووحدته ووحدة ابنائه .
    لكن وكما أذكر بان المدمرة الفرنسية كان اسمها "جان دارك " احدى بطلات فرنسا ، وليس كما جاء في المقال. و إنني اذكر أيضا بأن جول كان طيارا ودخل في المدمرة بطيارته من مدخنة المدمرة ونشرت مجلة روز اليوسف او ابنتها مجلة صباح الخير كاريكاتير بذلك .
    أرجو التوضيح إن أمكن.
    رحمك الله يا جول جمال ورحم الله معك كل أبطال والشهداء العرب في كل مكان عالمنا العربي وليس كما يريدون تقطيع أجزاءه بتسميات لا تتم لنا بصلة ( الشرق العربي الغرب العربي غري أسيا وشمال افريقيا والشرق الأوسط والشرق الأوسط الجديد وكطلها مسميات لطمس ماضينا وحاضرنا وإبعادنا عن التقدم والوحدة .
    عاش حلمنا الكبير في وحدة قومية عربية شاملة تجمعنا من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي بعيدة عن العنصرية والتخلف وحدة قوية بميادءها السليمة والقوية النابعة من قوميتنا وديننا ورجالها متسلحة بالعلم والأيمان .
    شكرا
    مصطفى
    اخي الكريم مصطفى علي العسود:
    الصلاة والسلام على المصطفى خير الأنام
    دموعك دليل على صدق مشاعرك تجاه أمة العرب و الإسلام
    بالنسبة للموضوع فهو منقول عن موقع المؤرخ وهو موقع مصري متخصص بتوثيق معارك مصر العروبة ضد أعدائها وبالإمكان الرجوع إلى الموقع لمراجعة المعلومات والشئ المؤكد هو أن جول جمال كان ضابطا في البحرية وليس طيارا وأتذكر قرأت قصته وأنا طفل في مجلة سمير المصرية للأطفال
    مع الشكر الجزيل


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •