ملامح الاستراتيجية الامريكية الجديدة في العراق/ بقلم الفريق الركن رعد الحمداني مع بعض الملاحظات عليها
(رجل من بغداد)

"منقول للفائدة"

بعد انقطاع طويل لكل ظروفه التي تتحكم بمساراته انما لاتحكم خياراته، بعث لي الصديق الفريق الركن رعد الحمداني_ غني عن التعريف (واحد من قادة فيالق الحرس الجمهوري ابان الحكم الوطني في العراق) رسالة والصحيح دراسة عن توجهات الاستراتيجية الامريكية في ظل قيادة اوباما وفريقه الحاكم... بعد قرائتها ولاهميتها قررت ان انشرها في مقالة مع وجهة نظري حول بعض النقاط التي وردت فيها وتمنيت ان تقرأ من كل اصدقائنا ورفاقنا بموضوعية وتأني وتناقش وفق اهدافها التي كتبت من اجلها وهي بتحليلي وكما قلت سابقا قراءة من رجل وطني عراقي له وجهة نظر في تقييم مسار الوضع والعلاقة مع قوى الاحتلال ومع القوى الحاكمة للعراق التي نصبها بعد الاحتلال.
الدراسة
" ملامح الإستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق " أعداد الفريق الركن (المتقاعد) رعد الحمداني
عام
1.مما لاشك فيه إن أهم أسباب وصول الحزب الديمقراطي الأميركي إلى البيت الأبيض وتشكيل الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة الرئيس أوباما يعود للفشل الذريع لإستراتيجية الإدارة الأميركية السابقة (للجمهوريين) برئاسة الرئيس السابق (جورج .و.بوش) فمنذ قرار غزوه للعراق في ربيع عام 2003 ومرورا بست سنوات عجاف تلته عاش فيها شعب العراق أسوأ وضع كارثي في تاريخه الحديث نال سوء الأوضاع فيه دولة العراق بكافة مؤسساتها ،حتى أصبح العراق وفق المعايير الدولية ثالث أفشل دولة في العالم من مجموع 180 دولة منتمية لمنظمة الأمم المتحدة ،وتمزق المجتمع العراقي وسط فوضى سياسية وأمنية عاصفة ،أودت بمرتكزات الأمن الوطني العراقي كافة، فأصبح العراقيون في معظمهم في عين تلك العاصفة ،فكانت خسائرهم البشرية والمعنوية والمادية لا تحصى من هول أتساعها ، وفي الوقت نفسه تصدعت الولايات المتحدة الأميركية سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا،وبات مكوثها في القمة الدولية موضع شك كبير،وعليه أصبحت القضية العراقية أحدى أهم التحديات التي تواجهها الإدارة الجديدة منذ وصولها إلى السلطة في بداية العام الحالي،فسعت بكل ما أوتيت من قوة من أجل إيجاد إستراتيجية عملية في مواجهة الوضع العراقي الصعب والمعقد جدا ،تتمحور على المسلك الأمثل لإنهاء الحرب في العراق ،التي كانت خيارا سيئا للإدارة السابقة وليس خيار الضرورة حسب وصف الرئيس الجديد أوباما في خطاب القاهرة الشهير مؤخرا في 4/6/2009 ، وهذه الإستراتيجية الجديدة قد رسمت خارطة الطريق لها لجنة (بيكر – هاملتون) منذ سنتان تقريبا ، والتي تمثل الجزء المهم من العقل المفكر لمؤسسات الأمن القومي الأميركي الذي تعطل مع الأسف تحت الضغط المعنوية لأحداث 11/9/2001 فدفع العراق الثمن .
قيود وتحديات إستراتيجية الخروج من العراق
2.أجمع الكثير من المفكرين والمحللين الإستراتيجيين الأمريكان على أنه ليس من السهل على الإدارة الأميركية الجديدة التخلص من الإرث السيئ للإدارة السابقة ،حين تجد نفسها مضطرة للتعامل مع قضايا لم تكن مسئولة عنها بالتأكيد،لكنها انتقلت إليها آليا ،لمساسها بمرتكزات الأمن القومي الأميركي في العراق ومنطقة الشرق الأوسط وأهمها ضمان مصادر الطاقة والأمن الإسرائيلي وأمن الحلفاء المعتدلين في المنطقة، في حين تشكل كل من إيران وتنظيم القاعدة أخطر التهديدات على تلك المصالح القومية الأميركية ،بعدما أدت المقاومة العراقية ما عليها في بلورة الموقف الإستراتيجي في العراق .ناهيك عن تأثير روح العداء المتزايد للسياسات الأميركية في العراق والعالمين العربي والإسلامي ،ويمكن تلخيص تلك القيود والتحديات بما يأتي:-
أ.الحيلولة دون اتخاذ قرارات جديدة تؤسس على قرارات الإدارة السابقة فتنقض الحجج السياسية التي كانت وراء نجاح الإدارة الجديدة للديمقراطيين في الوصول للبيت الأبيض، في الوقت نفسه أن ترك العراق يواجه مصيره سيكون بالنتائج أسوأ من قرار غزوه .
ب.صعوبة ضمان نجاح المشروع السياسي والإستراتيجي الأميركي في العراق ،وصعوبة استعادة التوازن الإستراتيجي الأميركي في منطقة الشرق الأوسط برمتها.
ج. تعذر أصلاح النظام السياسي الجديد في العراق (المشكلة السياسية في العراق هي أم المشاكل ) والقضاء على الفساد الإداري الذي حقق أرقاما خيالية أساءت للسلطة الأميركية في العراق كثيرا، ثم صعوبة إعادة التوازن السياسي من خلال مشروع مصالحة حقيقي وعملي ،يؤمن تلقائيا عودة الكفاءات العراقية المهمة للمساهمة في إعادة بناء مؤسسات الدولة.
د. صعوبة أصلاح المؤسسات الأمنية والدفاعية في العراق بوضعها الحالي حيث بنيت على أسس خاطئة،واتصفت كقوات غير مهنية و طائفية وعرقية ، مخترقة بقوة من قبل بعض المؤسسات الأمنية والعقائدية الإيرانية ،ولذلك فهي غير قادرة على المحافظة على الأمن العراقي ولو بدرجة معقولة.
هـ.ألا يسبب الانسحاب العسكري الأميركي من العراق ظروفا تؤدي إلى تقسيمه .
و.ضرورة إنهاء النفوذ الإيراني الكبير في العراق على كل المستويات،وإنجاح إستراتيجية احتواء إيران ،لتقليص نفوذها الذي يشكل تهديدا متصاعدا للمنطقة العربية برمتها،لضمان عدم هزيمة الولايات المتحدة أمام قوة إقليمية طموحة جدا بقياسات العالم الثالث ،أي (إيران) .
ز.عدم تمكين تنظيم القاعدة والجهاديين الادعاء بهزيمة دولتين عظيمتين هما الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأميركية على التوالي،وذلك بتطوير أساليب محاربة الإرهاب لضمان القضاء عليه خلال أسرع وقت ممكن .
ح.تقليل النفقات العامة للتواجد الأميركي في العراق ،وتنقية وتفعيل مشاريع إعادة الأعمار المستنزفة بالفساد الإداري والمالي في العراق.

الأهداف الرئيسية للإستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق.
3.بصورة عامة هناك ثبات في الأهداف الرئيسية الأميركية في العراق ،لضمان المصالح القومية الأميركية التي يصعب تجاوزها ،غير أن المهارة ستكمن في طرائق وسبل تحقيق تلك الأهداف ،وهذا كان واضحا خلال النظرة المتأنية لخطاب الرئيس أوباما (الانطباعي) في القاهرة مطلع هذا الشهر،ويمكن تحديد تلك الأهداف بما يأتي:-
أ.إنجاح المشروع السياسي والإستراتيجي الأميركي في العراق ،بالتعويل على الحلول السياسية والدبلوماسية وبأقل جهد عسكري ممكن .
ب.أصلاح النظام السياسي وتقليص الصراع السياسي في العراق ،من خلال تنشيط مشروع مصالحة حقيقي قدر الإمكان ،ينهي الاصطفاف العنصري والطائفي،ويوسع المشاركة السياسية في الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق.
ج .إنهاء الحرب الرسمية في العراق ،وسحب القسم البشري الأكبر من القوات الأميركية من العراق ،يرافق ذلك تطوير الكفاءات الأمنية والدفاعية العراقية ،للتركيز على الهدف الإستراتيجي الخطير بالقضاء على تنظيم القاعدة في موطنه وكل مصادر التهديد الأخرى، ذات الوقت الذي يبقى العراق في أسبقية متقدمة على أفغانستان في السياسة الأميركية ،لأن درجة تأثيره الإقليمي أكبر بكثير من تأثير أفغانستان.
د. تقليص النفوذ الإيراني في العراق ،من خلال توسيع الدعم العربي للعراق .

الأهداف الثانوية للإستراتيجية الأميركية في العراق.
4. يمكن أجمال الأهداف الثانوية للإستراتيجية الأميركية بما يأتي :-
أ. المحافظة على ما منجز في آليات النظام الديمقراطي الفتي في العراق ثم تطويره قدر المستطاع وتهيئة الظروف السياسية العملية لإعادة التوازن للعملية السياسية في العراق، وأجراء ما يمكن لتعديل قواعد العملية السياسية من خلال تعديل الدستور، وتشجيع المبادرات المؤدية لتوسيع المشاركة السياسية من الأطراف الرافضة للعملية السياسية وخاصة التي مثلت جزءا مهما من المقاومة العراقية السياسية والمسلحة.
ب.العمل على أصلاح المؤسسات الأمنية والدفاعية ،وجعلها أكثر مهنية وانتزاع الصفة الطائفية عنها، مع إبقاء قوات الضربة الأميركية في العراق التي في معظمها من القوات الجوية وقوات النخبة لأمد بعيد، وتوسيع الجهد الإستخباري ،والإشراف على أدارة العمليات الأمنية والعسكرية ،واتخاذ الإجراءات العملية لتنفيذ قرار انسحاب القسم الأكبر من القوات الأميركية من العراق في موعد أقصاه بداية عام 2012.
ج. وضع آليات للتوصل إلى أتفاق شامل حول استقرار العراق والمنطقة بمشاركة أوربية فعالة،وتشمل كافة الدول المجاورة للعراق خاصة التفاوض المباشر مع كل من إيران وسوريا.
د. أصلاح النظام الاقتصادي في العراق وخاصة في المجال النفطي .
هـ .مواجهة الأزمات الإنسانية العراقية ،والسعي لتشكيل مجموعة عمل دولية للمساعدة في معالجة هذه الأزمات وفي مقدمتها إعادة المهجرين في الداخل ومن الخارج.
و.الحيلولة دون توسيع الخلافات السياسية والإدارية بين الأحزاب السياسية الكردية والقيادات المركزية ،وتأجيل المشكلات الخطيرة للمستقبل كمشكلة كركوك وبالتعاون مع الأمم المتحدة.

الأهداف المكتسبة للإستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق
5. في حالة تحقيق الأهداف الرئيسية والثانوية يمكن تحقيق عدد من الأهداف المكتسبة وأهمها:-
أ.تحسين سمعة الولايات المتحدة الأميركية في العراق والمنطقة .
ب.كسب عام لمعظم القوى العراقية الرافضة للمشروع السياسي الأميركي في العراق.
ج ضمان جعل العراق سوقا اقتصاديا أميركيا كبيرا ،يعوض نسبة مهمة من الخسائر الاقتصادية الأميركية للمرحلة السابقة .
د. ضمان صادرات النفط العراقي وفق آليات تتفق والسياسة النفطية الأميركية ،من ناحيتي الإنتاج والتسعيرة والتسويق.
هـ. بروز بيئة لمشروع سياسي وطني عراقي (لبرالي)جديد يتجاوز الصراعات الدينية المذهبية والعنصرية قدر الإمكان،تساعد على دفع العملية السياسية بسمتها الديمقراطية نحو الأمام ،وبما يضمن نجاح المشروع السياسي الأميركي في العراق والمنطقة.
و.توفر الفرص المعقولة لإصلاح النظام الإداري والاقتصادي في العراق بشكل عام ،من خلال إعادة هيكلة المؤسسات العامة للدولة ،وتحديثها نحو مستوى الحكومة الالكترونية للحد من ظاهرة الفساد الإداري والمالي ،والسعي لتنفيذ مشاريع إعادة الأعمار المعطلة بالفساد العام.
ز.توفير الفرص لإصلاح نظام التعليم ،ومنح واسع للزمالات الدراسية في الجامعات والمعاهد الأميركية والأوربية بعيدا عن المحاصصة العنصرية والطائفية ،لتطوير الثقافة العراقية وفق معايير منسجمة مع الثقافة الأميركية والغربية وبأقل ما يمكن من التقاطع.)))

انتهت الدراسة
اقدم ملاحظاتي على الدراسة
ماهو موقف القوى الحاكمة في العراق من اي تغيير في الاسترتيجية الامريكية
1- تغيير الاستراتيجية الامريكية وفق المنظور الذي تقدم به الفريق الركن رعد الحمداني سياكل الكثير من المكاسب التي حققتها القوى التي تحكم العراق حاليا والغنائم التي جنتها في السنوات الست السابقة، وكموقف مضاد ومن اجل ان لا تحاول الادارة الامريكية حتى التفكير بذلك فهذه القوى على استعداد لاعادة كل مسلسلات العنف وتحريك كل ادواتها، كان تشكيل الصحوات جزءا رئيسيا وجوهريا من استراتيجية امريكية احدى اهدافها محاصرة القاعدة والمقاومة في حواضنها، والعمل لاحقا كوسيلة محدودة جدا لاعادة التوازن الى المؤسسة الحكومية وهو الثمن لتاسيها، لم توافق حكومة المالكي على ذلك رغم ان نتائج عمل الصحوات كان يخدم وجودها، بعدها وعندما اعلنت قوات الاحتلال عن تسليم ملفهم لحكومة المالكي بدأت قوى الشرطة والجيش ملاحقتهم ثم بدأ مسلسل الاغتيالات والاعتقال والتسريح، لم يكن رد الفعل الامريكي الا تصريحات خجولة فقد استنفذت مهتهم، الموقف يشير مستقبلا الى مسلسل احتقان طائفي يمكن ان يضرب اي توجه تصالحي.
2- عام 2004 شكل في الفلوجة لواء عسكري من ضباط ومراتب الجيش الوطني العراقي الذي حله بريمر بعد احداث الفلوجة الاولى في ربيع ذلك العام، بقي اللواء بضعة اشهر في الوقت نفسه استلم اياد علاوي الحكومة من بريمر كان الامريكان يريدون لهذا اللواء ان يحفظ الامن في الفلوجة ثم ليتم بعدها تعميم صيغته، عارضت كل القوى السياسية والدينية الشيعية هذا الاتجاه في وقت لاحق حل هذا اللواء لانه لم يجد من يجهزه ويموله ويدفع رواتب منتسبيه بعد ان رفع الامريكان الغطاء عنه، يقول ديفد روس في مقالتة (رؤوس في الرمال) المنشورة في 12 ايار 2009 (يرى البنتاغون الذي قام بمراجعة جميع الوثائق بان اياد علاوي كان لايريد اي ميليشيا سنية تقف على قدميها وانه يعارضها بشدة وكذلك بالنسبة لمن خلفوه من رؤساء الوزراء الشيعة ابراهيم الجعفري ونوري المالكي)، الخلافات بين القوى السياسية الشيعية الحاكمة بكل تلاوينها اسلامية ليبرالية هي خلافات على نسب تمثيل كل منها في الحكومة الا انها مجتمعة لا تؤمن بالمشاركة مع باقي الاطراف العراقية، فاياد علاوي العلماني حسب ما يدعي يسمى تشكيل لواء عسكري في الفلوجه ميليشيا سنية ويرفضه في حين ان حكومته شرعت لدخول المليشيا المجهزة والمدعومة من ايران الى قوى الشرطة والجيش واحمد الجلبي العلماني الليبرالي يؤسس البيت الشيعي.
3- الوضع المؤسسي في الدولة العراقية يشير الى ان قوى الاسلام السياسي الشيعي قد ملئت بكوادرها من قيادات عليا ووسطية وحتى الوظائف الدنيا بالموالين لها ان كان سياسيا او طائفيا، والحديث عن المؤسستين العسكرية والامنية لايحتاج الى شرح طويل فقد ملئت ميليشياتهم كل المواقع من ادنى رتبة الى اعلى رتبة فيها.
4- حتى لا نقع في نظرية المؤامرة كما يتم الاتهام فان سؤالا يتطلب الاجابة عليه من قبل الادارة الامريكية وهو ما مدى التشابك في المصالح بين الموظفين التنفيذيين الامريكين الذين خلقوا شبكة علاقات مع الحكومات العراقية المتتابعة؟ ومدى امكانية تنفيذ اي استراتيجية امريكية جديدة والقناعة بها من قبل الادارات التنفيذية؟.
الموقف الايراني
5- نأتي الى الموقف الايراني الذي سيدفع بكل امكانياته وادواته لعرقلة وضرب اي توجه لتغيير الولايات المتحدة استراتيجيتها بما يدفع الى صيغة المشاركة ولأي دور عربي ممكن في الوضع العراقي يؤثر على مصالح ونفوذ ادواتها وشركائها الذين يحكمون العراق حاليا، علينا ان لانهمل ملاحظة مهمة وهي ان اي تغيير في الادارة الايرانية لن يكون له اي دور على التوجهات الاستراتيجية الايرانية في المنطقة.
ادوات تنفيذ الاستراتيجية
6- اي استراتيجية تتطلب ادوات لتنفيذها، والادوات المطلوبة لتنفيذ الاستراتيجية الامريكية الجديدة القديمة هي عراقية بمعظمها. والسؤال من هي الادوات العراقية التي ستساعد على تنفيذ اهداف الاستراتيجية الامريكية في المرحلة المقبلة؟، فأي صوت وطني عربي في العراق ان كان من داخل العملية السياسية او من خارجها يعارض توجهات قوى الاسلام السياسي الشيعي او يطالب بالتوازن مجرد مطالبة جاهزة له التهمة انه بعثي وصدامي وارهابي ومن القاعدة، وهو مرادف الاجتثاث.
7- فالقوى العراقية التي يتطلب ان تكون الموازن الموضوعي في هذه الاستراتيجية تحتاج الى ما يدعمها للوقوف بندية مقابل قوى الاسلام السياسي الشيعي الحاكمة في العراق والتي تمتلك ادوات الدولة بكل مفاصلها وبضمنها الجيش والقوى الامنية والميليشيا والتمويل والاسناد الايراني اضافة الى الموقف الامريكي الداعم لها.
واقع بعض القوى الساسية المشاركة في العملية السياسية الحالية وموقف القوى الرافضة
8- يراهن البعض على مجموعات من القوى من داخل العملية السياسية الحالية وهو وهم، فقد اثبتت حقائق السنوات الست المنصرمة ذلك، في لقاء غير مبرمج مع احد رؤساء الكتل السياسية في البرلمان الحالي قبل ايام الذي يقدم نفسه قريبا على الخط الوطني كان الحوار يدور حول ماهي القوى التي سيعمل على التحالف معها سيما وان الانتخابات النيابية على الابواب، كان اهتمامه الرئيسي هو البحث عن تحالفات آنية تخدم كتلته الانتخابية ضمن رؤية محدودة ومحددة، كان يتلمس الطريق لتحقيق ذلك. هل من الممكن ان نفهم شخصا مشاركا في العملية السياسية الحالية منذ ما يقارب الست سنوات وجزء منها لا يستطيع ان يحدد تحالفاته مع اي من القوى داخل العملية السياسية او خارجها او المعارضة لها ولم يستطع بل بالاحرى لايريد تحديد من هي ذات التوجه الوطني ام الطائفي، والهدف فقط هو عدد المقاعد النيابية القادمة لكتلته.
9- ان اعادة التوازن للعملية السياسية في العراق لتاخذ طابعا ليبراليا يتطلب الادوات وهو ما لايتوفر حاليا من داخل العملية السياسية القائمة في ظل الظروف القائمة.
10- المقاومة العراقية والقوى الرافضة للاحتلال حددت اولوياتها في اكثر من مجال والوقوف في منتصف الطريق لملاقاة الآخر يتطلب ان يكون هناك مسار لطريق، والطلب من المقاومة والقوى الرافضة ان تؤمن بالعملية السياسية هو تسليم لقوى الحكومة الطائفية الحالية وذلك موضوع صعب تحقيقه ان لم نقل مستحيلا فبرنامج القوى الوطنية برنامج استقلال وطني ببعد عربي لن يلتقي مع برنامج القوى الطائفية في اية نقطة كما ان القوى الماسكة بادوات السلطة في العراق لا تؤمن على الاطلاق باية صيغة مشاركة مهما كانت بسيطة ولا يمكن ان تعطي اية ضمانات ولا تقبل ان يأخذ ولو جزء بسيط من مكاسبها وغنائمها لان تركيبتها الايديولوجية لا تؤمن بالشراكة وانما فقط ببرنامج الاستئثار والانتقام ... تؤشر تجارب العلاقة المحدودة جدا مع قوات الاحتلال انها لم تكن وفية لاي من تعهداتها رغم بساطة المطالب لاختبار حسن النوايا، فكيف يكون الموقف عند مناقشة قضايا استراتيجية بحجم بناء الدولة الوطنية في العراق وقضايا المنطقة، نلاحظ ان الشك يراود من بيده زمام السلطة في العديد من الدول العربية اتجاه التوجهات الامريكية مع ايران فكيف بقوى المعارضة والمقاومة في العراق والتي لا تملك الا خطابها الرافض وسلاحها المقاوم لما حصل في العراق بعد الاحتلال في الوقت الذي توصف بالارهاب من قبل الادارة الامريكية السابقة والحالية وذلك موضوع يحتاج لاكثر من النوايا لانه يحتاج الى الخطوات ولرسم طريق وهو موضوع لن يتحقق الا فقــط بين القوى الوطنية الرافضة للاحتلال وبضمنها المقاومة العراقية وبين الادارة الامريكية.
احيانا تكون الادوات اهم من الاهداف لانها تعرفنا الاتجاهات الحقيقية للاستراتيجية المنوي تنفيذها وهو ماحصل في العراق فوسائل تحقيق استراتيجية بوش في العراق باعتماده على قوى الاسلام السياسي الشيعي وقوى الانفصال الكردي بينت لنا الاهداف الحقيقية لاستراتيجيته، لذا فان على الادارة الجديدة ان تفصح عن نوع وطبيعة الادوات التي تريد التعامل معها لنعرف طبيعة ونوعية اهدافها التي تريد الوصول اليها.
تلك ملاحظات سريعة اتمنى من الرفاق والاصدقاء اغناء الموضوع برؤيتهم وآرائهم لانه موضوع مهم وجوهري وقد بين فيه الفريق الركن رعد الحمداني بكل وضوح ودقة رؤيته لاهداف الاستراتيجية الامريكية الجديدة في العراق وقد نقول احيانا قولا متشددا ولكن في النهاية هناك مناطق في منتصف كل طريق يمكن اللقاء عندها.
(رجل من بغداد)