يطالعنا بعض علماء وفقهاء ومتفيهقين الإسلام والمسلمين هذه الأيام وبين الفينة والأخرى بفتاوي غريبة عجيبة مدهشة صادمة لكل ذي لب حليم حكيم ، فتاوي ما أنزل الله بها من سلطان ، يضحك منها الصغار قبل الكبار ، تصدم العقل والدين والعرف معا" ، في وقت تعيش الأمة العربية والإسلامية فيه أحلك أيامها وأكثرها سوادا" وأشدها ظلاما" وتخلفا" وانحطاطا" فقد تكالبت عليها الأمم وأحاطت بها من جميع الجهات إحاطة السوار بالمعصم ، ونالت منها الشيئ الكثير ، يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ، لقد أصبحت الأمة العربية اليوم مضحكة الزمان والمكان ، لا هيبة لها ولا كرامة ولا قدر ولا شرف ولا ناموس ،أمة تسعى لحتفها بنفسها ، تسير الى الهاوية ولا من يسعى لإيقاف فراملها خاصة من علماءها الذين أصبح الكثير منهم اليوم تجار سماسرة للدين والدنيا مع الأسف الشديد .
أمتنا أصبحت أمة صائعة داشرة ، بأسها بينها شديد ، تضرب من أعداءها ذات اليمين و ذات الشمال ، فلا تحسن حتى الدفاع عن نفسها أمام هجمات التتار الجدد ، فقدت هذه الأمة كرامتها وعزتها ومجدها التليد بفعل حكامها وعلماءها ، الذين أوصلوها الى قاع الحضيض والذل والهوان ، حتى أصبحت هذه الأمة تستجدي أمريكا والعالم الغربي المتغطرس على أمتنا أن تحميها من بطش وفتك إسرائيل وعدوانيتها وتنمردها علينا ، فهي تقتل وترتكب المجازر والمذابح وتهجر وتدمر البيوت والشجر والحجر ولا من يردعها ويلجمها وينتقم لنا من أفعالها الإجرامية الوحشية .
العراق بلد الرافدين ، سرق ونهب و تم تدميره وقتل الحياة به وفلسطين تأن ولا تجد أذنا" صاغية لتستمع لأنين الثكالى والمعذبين في الأرض من شعبنا وقومنا وأبناء جلدتنا ، غزة هاشم بمليونيها تحاصر حصارا" شديدا" بعد أن تم ذبحها من قبل إسرائيل بل وتساعدها مصر التي كانت يوما" ما أم العرب وأرض الكنانة على تشديد الحصار ويموت المرضى والنساء والأطفال على المعابر ، أي ذل وأي هوان هذا ؟؟ المسجد الأقصى المبارك الأسير يئن منذ أسره من 42 عاما"مضت ، وإقترب موعد سقوطه بفعل الحفريات الإسرائيلية ، ولا من مجيب ، لقد أسمعت لو ناديت حيا" *ولكن لا حياة لمن تنادي ، العرب اليوم جثة هامدة ، فأين فطاحال المفتين وأبطال الفضائيات وفتاوى الحيض والنفاس والسحر والشعوذة ورضاعة الكبير .
لم نرى ولم نسمع عن مسيرة لعلماء وفقهاء مصر والعرب وشيوخ الأزهر ، ينددون بهذا الحصار المصري والإسرائيلي على غزة ، ويستخدمون نفوذهم وحظوتهم لدى حكوماتهم للتخفيف من هول جريمة الحصار التي دخلت عامها الثالث على غزة ، أين قوتهم وأين فتاويهم وأين إحتجاجاتهم وأين إعتصامهم بل وأين إضرابهم عن الطعام تضامنا" مع أطفال غزة العرب المسلمون ، الذين لا يجدون لقمة العيش وشربة الماء والغطاء الذي يقيهم برد الشتاء .
معظم علماءنا الأشاوس وفقهاءنا الصناديد وشيوخنا المزعومين الد نيويون ، الذين يأكلون الدنيا بالدين أصبحوا عالة على الأمة ، لقد فقدوا شرعيتهم وفقدوا مصداقيتهم وفقدوا كرامتهم ، علاوة على فقدهم لإيمانهم المزعوم ، هم لا يخوضون بما تعانيه الأمة من آلام واحتلال وقتل وتدمير وإغتصاب للأرض والإنسان ، وتهجير وسفك للدماء وقتل للنساء والأطفال واعتدا" على الأعراض ، يعنيهم هؤلأ المفتين والعلماء والفقهاء والمتفيهقين أن يفتوا لنا بما تجود قريحتهم في كل شيئ إلا نهضة الأمة وبعثها من جديد ، وحث المسلمين على الجهاد ومقارعة الأعداء ، هم سباقون للفتوى في الوضوء والطهارة ونواقض الوضوء والعادة الشهرية والحيض والنفاس ، اما الفساد والطغيان في عالمنا العربي فلا يهمهم لا من قريب ولا من بعيد ، هم حريصون كل الحرص على إقتسام الكعكة وأخذ حصتهم من المال السائب والمهدور في عالمنا العربي وهم حريصون كل الحرص على زيادة أرصدتهم في البنوك وملئ كروشهم بما لذ وطاب ، وركوبهم السيارات الفارهة ،والسكنى في قصور مع الخدم والحشم هم اليوم في واد والأمة في واد آخر ، هم اليوم أبعد ما يكونون عن واقع الأمة الراهن وحياة الأمة ومصير الأمة ، ومستقبل الأمة المظلم
هذا الواقع المخزي الذي لا يجبر الخاطر ولا يسر الناظر ، سببه المباشر تخلي هؤلأ العلماء والفقهاء والشيوخ عن الأمانة التي تم تحميلهم إياها ، وواجبهم العمل على إنهاض الأمة من سباتها وبعث العزيمة والأمل بها لتنهض من جديد وتنفض عنها غبار الذل والهوان المزروع بها كان عليهم أن يتنادوا من كل أقطار المعمورة لمؤتمرات وندوات لدراسة حال الأمة المتردي ، ويلزموا حكوماتهم بكل الوسائل والسبل لتسير وفق قراراتهم التي تصب في صالح الأمة كل الأمة من مشرقها الى مغربها ،بدل أن يعملوا فرادى وكل منهم يصفق لوحده ، ورحم الله العالم المجاهد (العز بن عبد السلام ) ضع اسمه على جوجل تشاهد العجب .
عليهم أن يتقوا الله في هذه الأمة ويرتفعوا الى مستوى المسئولية في فتاويهم الصبيانية المخزية وآخرها ، رضاعة الكبير ، وشرب بول البعير ، والتبرك ببول وبراز النبي ، وطلاق المرأة البدينة من زوجها اذا طلب ، وميكي ماوس ، والسماح بزواج الطفلة ذات ال9سنوات اسوة بالرسول ص وغيرها الكثير الكثير
فلسنا بحاجة الى فتاوي تسيئ الى ديننا الحنيف ، وإنما نحن بحاجة إلى فتاوي تعالج أوضاعنا
المعاشية وسبل النهوض من جديد بهذه الأمة ، لتأخذ دورها في الحياة وكما كانت خير أمة أخرجت للناس .
المفضلات