بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ محمد علي الهاني
السلام عليك و رحمة الله
كم هو جميل أن نكتب للأطفال!! بلغتهم ،وأحلامهم و رؤاهم و خواطرهم .....و لعلّ ذلك ليس من السّهل أبداً إلا من جعل الله يسر التعبير في كتابته ، و حب الأطفال بين جوانحه و قلبه .
و لقد كنت ولا زلت أشجع شعراءنا أن يصرفوا قليلا من إبداعهم للطفل العربي .
إنّ من حقه عليهم و من واجبهم عليه ان يفكروا فيه : إبداعا و فنا و شعرا و قصة ... أليس هو رجل العروبة غـــداً ؟
هذه القطعة الجميلة التي تتغنى بالوطن ورسمه في أحسن صورة على بحر المتدارك :
فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن ( مرتين )
اُرْسُمْ – وَلَدِي- وَطَناً يَشْدُو**** يَخْضَـرُّ بِعَيْنَيْـهِ الْـوَعْـدُ
فعْلنْ فعلنْ فعلنْ فعْلنْ **** فعْلنْ فعلنْ فعْلنْ فعْلنْ
لاشك أن الوزن مناسب و ما جاء فيه من تشعيث و خبن جعل موسيقاه متنوعة و محببة لأذن الطفل
و لكن استوقفتني الصور الشعرية أو بعضها . فلا أرى أن الطفل يستوعبها . بل سوف لن يستطيع المربي ( المعلم أو المعلمة ) أن يقرب مجرد تقريب الصورة إلى ذهن الطفل ، الذي لم يألف بعد الصورة الذهنية . مثلا :
اُرْسُمْ – وَلَدِي- وَطَناً يَشْدُو**** يَخْضَـرُّ بِعَيْنَيْـهِ الْـوَعْـدُ
صورة جميلة . بل كل ما في النص ، صور شعرية رائقة ... و لكن لنتأمل البيت بعقل الطفل و تفكيره :
ـ و طنا يشدو ؟!
ـ يخضر بعينيه الوعد ؟!
وزد على هذا ما جاء من صور جميلة و لكنها مبهمة بالنسبة للطفل مثلا :
ـ مواسم الأمل .
ـ بــــلألاء القبــل .
ـ شفــة الفجــر .
ـ بستان السحب .
تلك هي المعضلة في الكتابة للطفل . و ذاك هو الاشكال ... ينبغي العناية في انتقاء و توظيف الألفاظ . و تجنب الاستعارة ـ على أهميتها ـ و تعويضها بضروب التشبيه المبسط.
الأستاذ محمد علي الهاني . إنني واثق بأنّ الطفل العربي ربحك شاعراً مبدعاً . و الرجاء ألا تحرمه من انتاجك و اهتمامك .... مع مراعاة التبسيط الفني ، و قدرات الفهم و الاستيعاب لدى الطفــل .
مع تحياتي...
د مسلك ميمون
المفضلات