لوحة رقم 6
أخى العزيز السيد محمد العلوي لقد طرحت أفكار من الواقع وحقوق لا أختلف معك عليها وقد أثريت الموضوع لذلك فمداخلتك قيمة وسوف انا قشك فى بعض ما طرحت للفائدة العامة.
لا أخالفك فى ما طرحت فالمذهب الشيعى كمذهب تعبد لا خلاف عليه، وهذا حقهم خاصة أن الشيعة فى اليمن قريبين جدا الى المذهب السنى، فلا منع لحرية ممارسة المذهب (هذا ما يجب)، وبالإختلاط بين الجميع دون تعصب او تطرف ستجد المذهبان يذوبان فى بعض والأشياء الحسنة فى كلا المذهبين (السنى والشيعى) سيأخذها الجميع، والأشياء التى تدعوا الى المغالاة والتطرف سيتركها الجميع، لأن الحق بين والكذب والدجل بين، وكما يقول المثل (يمكنك خداع الناس بعض الوقت ولكنك لن تخدعهم كل الوقت)، والشعب اليمنى فى هذه المسائل ذكى يقدر أن يميز الحق من الباطل. هذا الأخذ الحسن من كلا المذهبين وذوبانهما فى بعض لن يكون الا بالحوار والحرية والتعليم وترك التعصب والتطرف. ولو دخلت اى مسجد فى صنعاء (الزيدية) فلا تكاد تفرق بين السنى والشيعى خلافا عما كان عليه قبل الثورة، نتيجة للإختلاط والتداخل بينهم وبين الشوافع، إضافة الى أن الجيل الجديد فى صنعاء لا يعرف ولا يهتم كونك سنى شافعى او زيدى وكذلك فى اليمن كلها تقريبا الا فى ما ندر من مريضى القلوب. الخطأ فى الإنطواء والتعصب، فلا داعى أن يكون مساجد للسنة وحسينيات للشيعة فكل دور العبادة لله ولا مانع من صلاة شافعى فى حسينة شيعى او الإقتداء بإمام شيعى، وكذلك بالنسبة للشيعة لا مانع من الصلاة مع السنة والإتمام بهم فكلنا مسلمون. أنت مسلم ثم أنت عربى ويمنى هذا ما يهمنى، والتعبد الله بالمذهب الذى تريد، ولو هناك خلاف فالحوار الهادى والتعايش والتعليم كفيل بإزالته، وليس منا من دعى الى عصبية او طائفية او مذهبية او مناطقية. المهم تعبد ربك وتخلص لوطنك وتحب إخوتك فى كل اليمن. نحن اولاد اليوم وأصبحنا متعلمين فمن العيب أن يُـسيرنا غيرنا من مـُثيرى الفتن المذهبية والمناطقية والطائفية. الخطر كل الخطر فى العزل والإنطواء.شكرا لك د. فائد اليوسفي على ما تفضلت به من طرح عميق للمسألة اليمنية ولكن لدي بعض الاضافات وهي تكمن في أن نظام صنعاء سمح لنفسه بالإرتهان لمملكة آل سعود.
ومملكة آل سعود كانت منذ ما قبل الثورة السيبتمبرية تحارب اليمن و حضارته وشعبه وثقافته بشتى الوسائل والطرق .
إن نظام صنعاء يلعب على حبال القبلية والعشائرية من جهة والحزبية والمناطقية من جهة ثانية و الطائفية والمذهبية من جهة ثالثة .
فالإقصاء الطائفي لشيعة اليمن على المسرح السياسي وتوجيه أصابع الاتهام لهم والتشكيك بوطنيتهم وانتمائهم لهذا البلد وجه ضربة قاضية ونكأ جرحاً دامياً في بلادنا .
فالشيعة والتشيع على سبيل المثال في مناطق ( صعدة وحجة وعمران ) قديمٌ أزلي عمره أكثر من ألف عام ، وليس طارئاً على اليمانيين .
أتذكر قبل 3 سنوات وكان الوقت رمضان وجاء المغرب وكان صديقى (يمنى) خريج العراق، المهم سمعنا الأذان وذهبنا الى مصدره (فى حى الصافية فى شارع وزارة المالية )، وعندما اقتربنا وجدنا مكتوب على المسجد الحسين، وحسينية، انا لم أُعر هذا إهتماما فنصحنى صديقى بأن نذهب الى مسجد أخر لكى لا يضربونا، لقد دهشت من كلام صديقى وقلت له لماذا؟ قال هذا مسجد للشيعة، ضحكت وقلت له لا تخف لا اعتقد أن هذا فى اليمن وفعلا كان كلامى صحيح فقد صلينا لا فرق بين سنة وشيعة، الصلاة نفس الصلاة ويوجد المسبل والواضع يديه فوق بعض ومن يقول اََمين ومن لا يقول، والامر طبيعى جدا، وبعد خروجنا من المسجد لا زلت أُعلق على تصرف صديقى فأخبرنى أن ما كان حذرا منه يحدث فى العراق.
بإختصار أرجوك إن نترك هذا شيعى وهذا سنى وهذا شافعى وهذا زيدى، من أنا ومن أنت لنتدخل بين العبد وربه. المذهبية فى بلادنا ليست مخيفة فلا يجب أن نتأثر من سلبيات من حولنا فى هذا الصدد. لكن يجب علينا أن نفهم أننا فى دولة واحدة تحكمها مؤسسات وهناك رجال أمن يقومون على حماية المواطن فلا نبرر قتلهم بحجة التكفير او أنهم خدم لسلطان ظالم. فهذا هو بعينه الشطط والمغالاة التى تهدم ولا تبنى. علينا أن نقوم بتوعية قليلى التعليم الى أهمية مساعدة الدولة فى كبح جماح المغالين والخارجين على القانون، فالقانون هو من يحمينى ويحميك، وهذا الشرطى هو لصالحى وصالحك. علينا أن نتحاور ظمن الحدود الشرعية والقانونية وأن نترك الإنفراد بإصدار الأحكام على من لا يعجبنا "إن السمع والبصر والفؤاد كل أؤلائك كان عنه مسؤلا". ولرب كلمة يقولها بن أدم لا يلقى لها بالا تلقيه فى النار سبعين خريفا. نريد أن نتعلم تحمل المسؤلية فكما لنا حقوق كمواطنين علينا واجبات نحو الدولة والحاكم. فكيف اطالبه بالأمن وأتستر على مجرم، وكيف اطالبه بالتنمية وأُعين الخارجين على القانون على حمل السلاح فى وجه الدولة. التنمية تريد إستقرار، وخسارة الدولة وهزيمتها امام فئة خارجة عن القانون وتتحدى الدولة هو خسارة لكل اليمنيين وخسارة لهيبة الدولة وخسارة لكل مواطن، فكيف ستحميك الدولة من اى فئة من هذه الفئات الخارجة عن القانون فيما إذا أنكسرت وضاعت هيبتها. علينا أن لا نُشجع حمل السلاح ضد الدولة لأن هذا الأمر خطير، فكل من لديه عصابه عمل دولة، واصبحت اليمن عبارة عن عصابات وخربت اليمن. هل أنت راضى أن يحصل لليمن كما حصل للصومال فالمجاهدون اصبحوا خونة والخونة اصبحوا مجاهدين وهذا ما حدث فى افغانستان وكل يُـزين لنفسه سؤ عمله بأنه مجاهد وفى سبيل الله، واختلط الحابل بالنابل.
ولو قرأت لوحاتى السابقة فقد طالبت الرئيس والحكومة أن تترك باب المشاركة السياسية مفتوح ومكفول للحوثيين، وكذلك حرية التعبد بالمذهب الذى يريدون، لكن دون الإنطواء والإنغلاق، نحن نريدكم أن تذوبوا فى الوطن وأن لا تكونوا مجموعة تشكل خطرا على اليمن، تـعبد كما شئت وقم بإلقاء الخطب و المحاضرات التى لا تؤثر على وحدة الصف ولا تشعل النزاعات المذهبية، لكن لا تمنع الباقين من الحضور ولا تجبرهم على تبنى ما تقول ولا تمنع الدولة من ممارسة سلطتها. ماجدوى الدعوة الى رجوع الإمامة إذا كان الهدف هو التعبد.
وفى هذا الصدد هل تعتقد بأن حرب الحكومة ضد الحوثيين سببه دينى؟ لا يا صديقى سببه سياسى بإمتياز. الحوثيون بدأوا بإستخدام وسائل غير مشروعة فى زعزعة الإستقرار والمطالبة بتغيير نظام الحكم بطريقة ديكتاتورية يرفضها معظم الشعب اليمنى. إذا مشكلة الحوثيين ليس مذهب ولا طريقة تعبد كما يقول بعضهم مشكلتهم تجاوزت الرئيس ونظام حكمه الى الشعب اليمنى وكيان الدولة. وعلى كل حال فالمشكلة حصلت وعلى الجميع الرجوع للعقل والدين والمنطق.
نريد أن يبتعد الجميع عن التشنجات(شيعى، سنى، سلفى، وهابى وغيرها من المسميات). وعلى الدولة أن تتخلى عن ضرب هذا بذاك وتنتهج نهج تصالحى يضع مصلحة الوطن فوق الكل. وعلى الرغم أننى لا احب الا تسمية واحدة وهى مسلم فلا مشكلة اذا كان بعضهم يحب أن يسمى نفسه تحت هذه المسميات (شيعى، سنى، سلفى، وهابى وغيرها من المسميات) فله ذلك دون الإزعاج والإخلال بوحدة وأمن الوطن والمواطنيين. يجب أن لا ننخدع بشعارات زائفة مد وهابى او مد إيرانى، ويجب علينا كمواطنين أن لا نزايد على سياسات الدولة الخارجية فهى جيدة الى حد ما وقد تصرفت الدولة بحكمة فى قضايا كثيرة مثل قضية جزر حنيش وضرب المدمرة كول والسفينة الفرنسية وترسيم الحدود وإعادة العلاقات مع دول الجوار. أن التعاون الأمنى مع بعض الدول العربية او بعض القوى ليس بدعة تبتدعها الحكومة اليمنية، وعلى الدولة أن تقرر السياسة الامنية التى تحفظ أمن اليمن وعلينا كمواطنين أن نساعدها فى إستقرار الأمن لكى لا تلجاء الى مساعدة هذه الدول. إن التعاون الأمنى ضرورى فجماعة مثل القاعدة إذا لم تتعاون اليمن والسعودية وتضبطا حدودهما وتتبادلان المعلومات الأمنية لخربت هذه الجماعة كل الوطن العربى وليس اليمن او السعودية. إن خطر الجماعات المسلحة عظيم لأن الأخلاق إنعدمت وأصبحت همها التخريب. فما جدوى قتل سائح هنا او هناك او تفجير سفينة تجارية او قتل عساكر او إحراق منشئات. ومن هنا أدعوا سكان صعدة عامة والحوثيين خاصة الى الدخول والمشاركة فى العملية السياسية واختيار من يمثلهم من المثقفين وأصحاب الرؤى فى المجالس المحلية والمحافظات والبرلمان، كما أدعوهم أن يتركوا الدولة تقوم بواجبها نحو المواطنين من توفير فرص العمل والخدمات والمساعدة فى استقرار الوطن وعدم التستر على المجرميين او الدفاع عنهم، فصعدة محافظة وليست دولة لها ما لكل المحافظات وعليها ما عليها من إلتزامات للوطن.و إقصائهم بهذا الشكل المتعجرف جعلهم يرفعون السلاح بوجه الدولة والجيش للمطالبة بحقوقهم السياسية و للدفاع عن وجودهم وكينونتهم في ظل هذا الاعصار السلفي الوهابي الجارف المدعوم من أجهزة الأمن السياسي والاستخبارات العسكرية في صنعاء التي تعمل وفق توجيهات ودعم المخابرات السعودية .
إن حكام صنعاء ظنوا بأن مهادنة آل سعود وتوقيع الاتفاقيات الحدودية معهم و دعم أجندتهم الخطيرة في بلادنا و إرتهانهم لأوامر عربان نجد جعل من اليمن السعيد تعيساً بائساً .
لن يسامح شعبنا ولا التاريخ بيع حاكم صنعاء واعترافه بتبعية نجران وجازان وعسير لدولة الاحتلال السعودي ، وهي تاريخياً أراضٍ يمنية أصيلة .
إن ما يسوقه بعض قادة الإنفصال والمعارضة وبعض المغرضين، من أن الحكومة باعت اليمن وتنازلت للسعودية وكان عليها عدم التنازل وعدم ترسيم الحدود، لهى دعوى زائفة تفتقر الى الحكمة، فترسيم الحدود هى خطوة فى طريق الإستقرار، وعلاقات جيدة مع الإخوة فى السعودية هو الطبيعى فالسعودية هى المد الطبيعى لليمن واليمن هو العمق الإستراتيجى للسعودية. إن ترسيم الحدود والتنازل هنا اوهناك لا يضر البلدين فالمواطنون فى نجران فرحانين بإنظمامهم للسعودية، وسواء كانوا تابعين إداريا لليمن او السعودية، الأهم أن يكون المواطن مرتاح ومستقر فكلنا وطن عربى واحد والتاريخ يقيم دول ويوسع دول ويحرك دول، فهذه اليمن تتوحد وهذه السعودية تنشا منذ 100 عام وتكبر، ودول تظهر وامارات تختفى وممالك تأتى، وعموما نحن لم تنازل بها لإسرائيل أو بريطانيا. وهذه هى اساسا تقسيمات مؤقته فالوطن العربى واحد. فالسعودية دولة شقيقة مسلمة ورغم ما حدث فى الماضى الا ان العلاقات اعمق من أن تهزها بعض التصريحات المغرضة او المقالات المستـفزة. وعلى بعض المحرضـيـن على اليمن من المتـنـفـذين وأصحاب رؤس الأموال فى دول الخليج أن يكفوا وأن يتركوا هذه السياسات الصهيونية. نعم أُسميها الصهيونية، لأنها حتما ليست سياسة سعودية او خليجية عربية، لان مصلحة السعودية خاصة ودول الخليج عامة فى دعم إستقرار اليمن ومنع حركات الإنفصال. صحيح أن السياسة الخارجية فى السنة الأخيرة شابها تدخل سافر من قبل السعودية مستغلة أو ضاع اليمن للأسف وهذا كان جلى فى عدم حضور الرئيس قمتى دمشق والدوحة. وفى هذا الصدد أنا أنتـقـد الرئيس لعدم الحضور والإنصياع الأعمى للأوامر السعودية وانتـقـد السعودية أن تمارس على اليمن هذا الإبتزاز. فأرجوا من الأشقاء فى السعودية أن لا يتدخلوا الا عندما يطلب منهم، وأن لا يكون تدخلهم على حساب سمعة ومصداقية ومواقف اليمن المشرفة. أرجو أن تكون العلاقات مع السعودية ودول الخليج يسودعا الإخاء والمصلحة المشتركة والتعاون المشترك فى جميع المجالات بما يحقق الخير للجميع. على السعودية المساهمة فى إنها أزمة الحوثى بالبناء وإعادة الإعمار، فيكفى ما اريق من دماء تحت مسميات كاذبة لا اساس لها من الصحة من مد وهابى او مد شيعى.
أما ما يسمى الحراك الجنوبى فقد إتخذ طابعه الخاص من رفع أعلام الإنفصال والدعوة اليه بالمحافل الدولية، لذلك فهو حراك مدفوع من الخارج يستخدم الناس البسطاء الذين يحلمون بالنوم على سرر الحرير والفضة متناسين الواقع والمنطق، لذلك فهو حراك خائن يجب وقفه بكل الطرق، فلا مبررات لمثل هذا الحراك لان مطالبه ظالمة تتمثل فى تشطير الوطن والعودة عن الوحدة، والإعتداءات على المواطنين ورجال الأمن وحرق المحلات والنشأت خير شاهد وقد ناقشت هذا سابقا.
إنظر مداخلة 4 فى هذا الربط لتعرف لماذا ارفض الحراك
http://www.wata.cc/forums/showthread...748#post384748
فاصل ونواصل
المفضلات